قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الأول

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الأول

رواية وصفولي الصبر الجزء الثالث للكاتبة نداء علي الفصل الأول

تجلس بغرفتها تحادث أخيها الحبيب عبر الهاتف تنظر الي صورته بالكاميرا باشتياق فرغم بعد المسافات الا انه تؤامها وشقيقها الوحيد
نداء: كده يانديم بقالك سنتين مش نزلت مصر وانت وحشتني جداااا، خلاص اكتفيت بسارة والعيال الوحشين ولادك
نديم: يادانا انتي وحشاني اكتر وقريب بأذن الله هننزل مصر كلنا، كمان سارة نفسها تشوف اهلها بس انا كان غصب عني الفترة اللي فاتت انشغلت كتير بمشروعي الجديد وكنت محتاج اركز فيه.

والحمد لله اطمنت خلاص وهجيلك حبيبتي
ضياء...

بإحدي الشقق الفاخرة التي تمتاز بألوان زاهية لا تعبر عما تحتويه تلك الشقة من برودة وظلم، يجلس ضياء بصحبة اخويه الأصغر سنا ينظر اليهما بتمعن ليسأل نفسه ان كان يحبهما ام يغار منهما، لما كتب عليه ان يعيش مشتتا هكذا بين أب لا يراه بينما هو امام عينيه وأم انشغلت بزوجها وابنائها، ليبتسم بمحبة عندما تذكر وجه استاذته الجميل وابتسامتها المشرقة التي تنير له دربه وتساعده على الاستمرار في ظل هذا الصراع بين أب وام منفصلين منذ سنوات لم يجمعهما شئ مشترك سواه...

في المنيا..
يسرع مهاب الخطى حتى، يمسك بتلك المشاغبة التي ورثت عنه الكثير من الصفات أهمها العناد وعشقه لركوب الخيل
مهاب بغضب: قلتلك يا ندا ممنوع تركبي الفرس ده ممنووووع
نداء بحزن: بابا محصلش حاجة انا بحبه ومبخفش منه
مهاب بحزم: لو شفتك مرة تانية مقربه منه متزعليش من اللي هعمله، سمعاني
اقتربت زينة منهما تنظر الي مهاب رافعه احدي حاجبيها تبتسم بخبث لتقترب منه اكثر قائلة:
بنتك دي عنيييدة اوي معرفش طالعة لمين.

مهاب: زينة انا مش ناقص والله بنتك بتركب الفرس اللي حذرتها كتير منه ده شرس جدا وانا عملت اعلان من فترة علشان نبيعه وان شاء الله قريب نخلص منه
نداء: يابابا ارجوك سيبه حرام عليك
زينة: اسمعي كلام ابوكي وبطلي مجادلة هنستفيد ايه لو حصلك حاجة، وبعدين متعصبيش بابا ياقلبي ابوكي كبر ومبقاش حمل مناهدة
قهقة نداء باستمتاع عندما لاحظت مشاكسة زينة لمهاب وازدادت ضحكاتها مرحا عندما رأت ملامح والدها الغاضبة.

نداء مهرولة بمرح: أسفة يا ماما كان نفسي اقف معاكي في موقف زي ده بس واضح ان دكتور مهاب هينتقم منك وانا اخاف على نفسي
زينة: خدي يابت هنا متسبنيش لوحدي يابنت الجزمة
مهاب ممسكا اياها بتسلية: عيب عليكي تشتمي امها، هي صحيح لسانها طويل بس مش جزمة
زينة: سبني يامهاب انت ماسكني زي الحرامية كده ليه، حد من العيال يشوفك وبرستيجي يضيع
مهاب: خلاص ياقلبي تعالي نتفاهم بعيد عن الناس علشان اعرف انتي حاسة اني كبرت ليه.

زينة وقد افلتت يده واسرعت ناحية المطبح تنظر اليه بسخط: متعطلنيش يا حبيبي اخواتك البنات واجوازهم قربوا يوصلوا خليني اكمل الغدا، وبعدها نبقي نشوف ياهوبا
تركته واختفت عن ناظريه لكنها لم تبتعد عن فكره.

فكل يوم يمر بينهما يشعر بقوة تأثيرها عليه فهي تكمل ما بشخصيته من عيوب، نعم يعلم انه سريع الغضب لكنها الوحيدة القادرة على تهدئته، تعلم مقدار حبه لاخواته ورغبته في قربهم منه فاتقنت دورها في التودد اليهم ومصادقتهم لتصبح اختا رابعة بينهم، ابتسم اكثر عندما تذكر مشاكستها الدائمة له ليتوعد لها في المساء بعدما يهنئ بقربها بعيدا عن الجميع.

أسرة ريان
بأحدي البيوت على مقربة من بيت مهاب يجلس افراد احدى الأسر يتناولون الافطار في هدوء، قاطعهم صوت احد افراد الأسرة صائحا بتذمر: يا بابا كلم عمي مهاب يقدم معاد الجواز مش لازم لما تخلص جامعة، اقولك نقسم البلد نصين تخلص سنة اولي وتانية في بيته والباقي وهي مراتي
مجدي: ماتهدى يابني مهاب وافج عالخطوبة بالعافية انت مش عارف هو مدلع بنته كيف ولا اييه، لولا بس خاطر جدك حسان مستحيل كان هيجبل.

سهير: جري ايه يامجدي، هي بته صوح كيف القمر بس ولدنا زينة الشباب مهندس وزي البدر المنور، كلمه بالله عليك ومتزعلش ولدك
مجدي بسعادة: يا أم ريان وانت مفكراني مرايدش اجوزه من الصبح وافرح بخلفه ده الحيلة يا حبيبتي وبتمني اشوف ولاده من الصبح بس مهاب شديد ومبيرجعش بكلامه بالساهل، نصبروا عليه كام شهر وبعدها هكلمه بأذن الله
ريان: ربنا يباركلي فيك يا بابا، عن اذنكم بقي هروح الحق شغلي، سلام عليكم.

بالجامعة يستطرد سليم في شرح احدي المواد القانونية المتعلقة بالقانون الجنائي وسط صمت وانتباه كامل من طلابه، ينظر اليه الجميع باحترام يشوبه اعجاب بشخصية تجمع الكثير من الصفات
انتهي من شرحه ليوجه حديثه الي طلابه قائلا بجدية: حد عنده اسئلة، في شئ مش مفهوم
الطلبة بنفي: لا تمام يا دكتور.

سليم: ان شاء الله المحاضرة الجاية دكتورة رحاب هتحل محلي لأني مسافر لمدة اسبوعين واكيد عارفين ان دكتورة رحاب مش هتبخل عليكم بأي معلومة تحتاجوها..

بالعاصمة الكندية أوتاوا..
تتحدث سارة ببعض الحزم مع فتاه تبدو غاضبة الي حد ما تجمع ملامحها بين سارة ونديم
سارة: قولتلك تتكلمي معانا في البيت بالعربي وبس وانتي بتكلميني
سلسبيل بحدة: حضرتك انا مش بيبي وكل كلمة اقولها لازم تعترضي عليها انا مش أحب اتكلم عربي وانا مولودة هنا وملوش لزوم تعلي صوتك لان ده مش اسلوب نقاش
نديم: وايه كمان يا سيلا، ايه رأيك تضربي ماما قلمين وتعلميها الأدب.

سلسبيل بحرج: بابا انا مش اقصد كده بس ماما كتير بتعترض على تصرفاتي
نديم: احتمال تكون خايفه عليكي، ويمكن بتحبك وبتشوف الجرايم والحوادث اللي حوالينا وبتترعب ان يحصلك حاجة، تعرفي كاميليا بنت اونكل وليد حصلها ايه
سارة بخوف: خلاص يانديم الموضوع مش مستاهل
نديم بهدوء: لا الموضوع مش بسيط بنتك من فترة كانت متضايقه اننا رفضنا انها تسافر مع كاميليا وقالت اننا متشددين.

وجه نديم حديثه مرة ثانية لابنته قائلاً: كاميليا الشرطة لقت جثتها بعد ما اتعرضت للاغتصاب من واحد كانت مسافرة معاه؛ انا عارف ان كل شئ مقدر بس احنا بنعمل اللي نقدر عليه وبنحاول نحميكي انتي واخوكي ولازم تفهمي وتتأكدي اننا عرب ومسلمين تصرفاتنا واسلوب حياتنا له ضوابط بمزاجك او غصب عنك لازم تلتزمي بيها
واول واخر مرة اسمعك بتعلي صوتك على أمك
سلسبيل: حضرتك انا عارفه الكلام ده بس من حقي اخرج واعيش حياتي وسني.

نديم: انا كلامي خلص ولو حسيت ان وجودنا هنا هيوصلنا لنقطة خلاف مستمر معنديش اي مشكلة اسيب كل حاجة وننزل مصر نعيش فيها
سلسبيل برفض: خلاص بابا انا أسفه وأحاول انفذ كلام حضرتك انت وماما
احتضنها نديم قائلا: انا وعمتك نداء اتولدنا هنا وعيشنا كل حياتنا هنا؛ المشكلة مش في المكان الأنسان هو اللي بيحدد مبادئه والأصول اللي بيعيش بيها لازم تحتفظي بشخصيتك وهويتك ومتسمحيش لحد يغيرهم.

بينما يستعد مازن وزوجته للرجوع بعد سنوات من الغربة الطويلة للاستقرار ببلده فقد انشأ مستشفي خاص به بالقاهرة ولكنه لم يعد يرغب بقضاء ما تبقى من عمره بالخارج ورغم رفض ولديه للعودة الا انه أصر على العودة وكالعادة ايدته زوجته فيما يريد
مازن: في حاجة ناقصة ياحبيبتي ولا كده خلاص
ضحي: لا حبيبي مفيش حاجة ناقصة بس عاوزة اشتري شوية هدايا صغيرة كده احتياطي.

مازن بمرح: حرام عليكي ياضحي انتي ضيعتي فلوسنا عالهدايا
ضحى: انا خايفة اوووي يامازن برغم اني سعيدة اننا راجعين مصر وهنبقي جنب اهلنا بس خايفة منقدرش نتأقلم عالحياة هناك
مازن: حبيبتي انا خايف اكتر منك وحاسس بلخبطة بس خلاص احنا اخدنا قرار ومش هينفع نرجع فيه والمهم انك معايا هنا او هناك المهم تبقي معايا، ماما واخواتي وحشوني ومحتاجين وجودي خلاص العمر بيفوت وامي كبرت ومبقتش قادرة على بعادنا اكتر من كده.

ضحي: خلاص ياقلبي ربنا هيقدرلنا الخير متشغلش بالك.

داخل احدي البنايات الفخمة تجلس فتاه جميلة للغاية منكسة الرأس صامته ولكن بيعينيها الكثير من الأحاديث؛ تنظر الي الفراغ؛ ابتسمت بهدوء عندما اقترب منها رجلا مسنا الي حد ما قائلا
قاعدة لوحدك ليه ياقلب جدك
شمس: مفيش ياجدو كنت بذاكر ولسه مخلصه
عبدالرحمن: هي ناريمان كلمتك
شمس: ايوة كلمتني بتعزمني على عيد ميلاد جوزها ومصممة اني اروح.

عبدالرحمن: سيبك منها متروحيش عيد ميلاد ايه اللي عاوزة تعمله انسانه مستفزة معندهاش دم؛
قومي ياحبيبتي البسي هدومك وتعالي نتعشى انا وانت برة بلا ناريمان بلا قرف.
شمس ضاحكة بقوة: انا بحبك اووووي ياجدو؛ هي ماما ليه مش طالعة زيك كده
عبدالرحمن: طالعه لأمها الله يرحمها كانت نكدية زيها بالظبط؛ يلا قومي وبطلي السيرة دي كفاية عليا انها خلفتلي حفيدة زي القمر كده دي الحسنة الوحيدة اللي عملتها في حياتها.

عاد سليم الي بيته بعد انتهائه من عمله يشعر بارهاق وتعب يبحث عن راحته بين يديها
توجه كعادته اولا لغرفة والدته ليطرق بابها برفق فتسمح هي له بالدخول مرحبه برؤيته
سليم بحب: سلام عليكم ياست الكل
جميلة: وعليكم السلام ورحمة الله ياقلبي، تعالي ياسليم
سليم: حضرتك لوحدك ليه
جميلة: مش لوحدي نديم لسه طالع من شوية لما شافني عاوزة انام ونودي بتجهز الغدا
سليم: يعني انا صحيتك.

جميلة: لا ياحبيبي انا صحيت علشان اصلي العصر
سليم: تقبل الله منك، هسيبك تصلي وهطلع اغير هدومي وانزل علشان نتغدي سوا
بالدور العلوي تجلس ممسكة بأحدي المجلات تطالع بعض الصور باهتمام شهقت بخفة عندما جذب المجلة من يدها مبتسمها بهدوء قائلا:
حبيبتي قاعدة هنا وماما قالت انك في المطبخ بتحضري الغدا
نداء: حضرته وخلصت وقلت لولادك ياكلوا قالوا لأ، لما بابا يوصل ومش لقيت حاجة اعملها قولت اتسلي شوية.

سليم: وحشتيني جدااا انا هغيرلك جدولك واخليكي تنزلي الجامعة كل يوم
نداء: ايه ده يادكتور بقيت شرير وبتستغل منصبك كزوج ليا
سليم: وهو في منصب أهم ولا أحلي من كده، بس انا بجد جعااان جدا ومفطرتش ياريت تحضري الأكل ياقلبي وانا هاخد حمام وأحصلك علطول
جلس سليم بجانب والدته وامامه نداء وتؤاميها قاسم وعمار، ونديم بجانب جدته من الجانب الأخر.

تناول الجميع طعامه وتوجه سليم لمكتبه ليفزع بعد قليل عند سماعه لصرخات نداء بأسمه
سليم مسرعا: حصل ايه يانداء.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة