قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وصال مقطوع للكاتبة إيمان عادل الفصل السادس

رواية وصال مقطوع للكاتبة إيمان عادل الفصل السادس

رواية وصال مقطوع للكاتبة إيمان عادل الفصل السادس

في تمام الحادية عشرة استيقظت ريتال على صوت رنين متتالي من هاتفها، أمسكت الهاتف بكسل دون أن تفتح عيناها، حاولت إنهاء المكالمة أو كتم الصوت لكنها أجابت عن طريق الخطأ ليأتيها صوت ذكوري يقول الآتي:
الديليفري وصل يا فندم مش هتقومي علشان نضبط المفاجأة ولا أيه؟
مين معايا؟ سألت ريتال بنبرة ناعسة بينما عقلها لم يكن يعمل بشكل كافي لإدراك هوية المتحدث.

مين معاكي أيه؟ ريتال هو أنتِ نسيتي اللي اتفقنا عليه ولا أنتِ نايمة ولا أيه؟
بعد أن تخللت تلك الجملة أذنها أدركت من يكون، صالح! واليوم هو يوم ميلاد والدتها ولسوء الحظ حدثت تلك الأحداث السيئة المتتالية في يوم واحد!

صالح؟ لا لا أنا صحيت أهو، يا نهار أبيض ده الوقت اتأخر أوي ازاي نمت كله ده؟ أردفت وهي تنتفض من موضعها بينما تنظر كم الساعة في المنبه الصغير الموضوع أعلى الكومود بجوار سريرها.
أنا استغربت برضوا قالولي متغدتيش ولا اتعشيتي معاهم، عالعموم أنا عال roof أنا وعطر وصاحبة طنط زينة اللي ساكنة في البيت اللي قصادنا وجهزت التورتة والشمع والحاجة.

يا خبر بجد، طيب أنا هلبس بسرعة وهقول لماما إني هطلع أشوف عطر وبعدها بشوية هرن عليها وأخليها تتطلع عال roof سطح تمام؟
تمام بس يلا بسرعة معانا ساعة واحدة بس.

حاضر حاضر،
أنهت المكالمة ثم قامت بتبديل ثيابها لترتدي ثوب طويل وفضفاض نسبيًا باللون الأسود ومن ثم قامت بإرتداء إسدال الصلاة أعلى الثوب كي لا تلاحظ والدتها، اتجهت ريتال نحو الباب وبمجرد أن قامت بفتحه هرولت نحو غرفتها والدتها بلهفة وهي تسألها:
ريتال أنتِ صحيتي أخيرًا؟ أنتِ كويسة طيب يا حبيبتي؟ وبعدين كل ده نوم أنا قلقت جدًا عليكي!

براحة بس يا ماما دي أسئلة وجمل كتير أوي على عقلي أنه يستوعبها وأنا لسه صاحية من النوم،.

طيب خلاص روحي اغسلي وشك كده عقبال ما أحضرلك حاجة تاكليها.
لا لا مش جعانة يا مامتي، وصحيح عطر عايزاني فوق علشان في حاجات مش عارفة تعملها في الواجب.

وعطر أيه اللي مصحيها لحد دلوقتي؟ وبعدين هتطلعيلها فين وصالح فوق كده؟
لا ما هي قالتلي صالح مش فوق ولا عمو هي قاعدة لوحدها.

وهما ازاي يسيبوها لوحدها كده؟ أيه التهريج ده؟ دي طفلة صغيرة!
خلاص بقى يا ماما هما حرين المهم أنا هطلع وشوية كده ممكن أكلمك تطلعيلنا تجبلنا حاجة ناكلها أو كده ماشي؟

ماشي يا حبيبتي، بس لو صالح جيه في أي وقت تنزلي على طول من قبل ما يدخل من الباب تبقي أنتِ عندي هنا سامعة؟

حاضر. أرسلت ريتال قبلة على الهواء لوالدتها قبل أن تهرول نحو سطح المنزل والذي كان والدها قبل سفره الأخير قد اهتم بتصميمه قليلًا، طاولة صغيرة وبضع كراسي وأريكتين ذوي تصميم بدوي لطيف وقد ملأ المكان بمختلف أنواع الزرع، شجيرات في أصص وأحواض من الزهور وفي النهاية اثنتين من أشباه النخيل باهظة الثمن.

كان المكان أشبه بمملكة منفصلة ولم يتوقف الأمر هنا بل قام صالح بشراء البالونات وقام بلصقها في العواميد الخشبية بالإضافة إلى أفرع زينة رفيعة متدلية بلون زينة المفضل وعلى الطاولة الصغيرة وضع الكعكة والشموع.
يا نهار أبيض عالجمال! تسلم ايدك يا صالح بجد، حقيقي كلفت جامد بس الموضوع يستاهل.

بجد حلويين؟
تحفة مش حلويين بس!

طب أيه هنحتفل بالإسدال؟ سألها صالح ممازحًا لتبتسم ريتال بحرج بينما تهمس: يالهوي أنا نسيت صحيح،.

طب خدي المفتاح انزلي الشقة تحت مع عطر لو عايزة تغيري هدومك.
لا مش مستاهلة أنا ممكن أدخل الأوضة الصغننة اللي في السطح دي.

تمام على راحتك. أومئت ريتال ببعض الحرج وهي تتجه إلى الحجرة الصغيرة حيث يبقي والدها بعض الأدوات الخاصة بالإعتناء بالزرع خاصته وأغلقت الباب ثم قامت بخلع الإسدال عنها لتبقي بالثوب خاصتها.

وضعت الهاتف خاصتها أعلى كومود صغير موجود بالداخل لتقوم بإعادة ضبط وشاح رأسها من خلال إنعكاسها في المرآة وبينما كانت تفعل لمحت شيء يتحرك بسرعة من خلفها لتنتفض من موضعها وهي تلتفت حولها برعب قبل أن تُدرك ماهية ذلك الكائن، صرصور طائر!

أطلقت ريتال صرخة وهي تهرول نحو أحد أركان الغرفة ليقتحم صالح المكان على الفور بقلق وهو يسألها بهلع حقيقي: مالك يا ريتال في أيه؟

صورصار! صورصار بيطير!
يا شيخة خضتيني حرام عليكي! خلاص اخرجي أنتِ برا وأنا هتصرف. أومئت ريتال بنعم وهي تغادر المكان بحذر شديد من خلف صالح وكأنه وسيلة للحماية.

بعد دقيقتين غادر صالح الغرفة وعلامات النصر تعتلي وجهه لتُصفق ريتال بكلتا يديها بحماس طفولي بينما تُردف بغير إرداك: أنتَ أشجع حد أعرفه في حياتي، مش عارفة من غيرك كنت هعمل أيه؟

يااه أيه الكلام الكبير ده؟ كل ده علشان صورصار؟ أومال لو أنقذت حياتك بجد هتعملي أيه بقى؟

مش عارفة لما تنقذها هبقى أفكر. أجابت على جملته بتلك الكلمات وإن كانت نبرتها ممازحة إلا أنه لمح نظرات جادة داخل عيناها لم يفهم سببها ولكنها تركت بعض القلق داخله.

مش هنخلي طنط زينة تطلع بقى؟ عايزة أكل تورتة وأنام.
أخرج صوت عطر كلًا من صالح وريتال من شرودهما، ابتسم صالح وهو يحمل شقيقته الصغرى وهو يطبع قبلة على وجنتيها بينما يتمتم:
حاضر يا توتو هخلي ريتال تكلمها دلوقتي.

هتصل أهو محدش يعمل دوشة تمام؟ صه خلاص هترد أهي، أيوا يا ماما، بقولك أيه ممكن تطلعي عالرووف معلش، أصل عمو كان شايل العجلة القديمة بتاعت عطر هنا وهي بتعيط ومصممة إننا ننزلها وأنا مش هعرف لوحدي،.

أنهت ريتال المكالمة وهي تطالعهم بحماس شديد لا تطيق الإنتظار حتى صعود والدتها، بمجرد أن تسلل إلى أذن ريتال صوت خطوات والدتها أشارت لصالح بأن يُطفيء الأنوار أو أن يترك إضاءة خافتة مع إشعال الشموع في الوقت ذاته.

سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل، بدأ الجميع في إنشاد تلك الألحان كتهنئة لزينة والتي وقفت تطالعهم في صدمة وقد استغرق الأمر بضع ثوانٍ كي يقوى عقلها على استيعاب ما يحدث.

لمعة واضحة غلفت عينيها الجميلة وقد كانت دموع امتنان وحب صادق، اقتربت ريتال لتعانق والدتها حضن دافيء يُدفيء بدنها الهزيل وقلبها المفتقر إلى الحب والعاطفة.

بعد توقف الغناء اقتربت زينة من الكعكة لتقوم بالنفخ في الشموع لتنطفيء بينما يصفق ثلاثتهم، ضمت زينة صديقتها وعطر وريتال مجددًا ومن ثم طالعت صالح بإمتنان واضح بينما تقول:
بجد شكرًا يا صالح كلفت نفسك يا حبيبي وتعبت نفسك طبعًا ريتال متعرفش تعمل كل ده لوحدها من غير مساعدتك.

دي حاجة بسيطة يا طنط زينة وحضرتك زي ماما يعني،.

الله يرحمها، تمتمت زينة بآسى وهي تسترجع ملامح والدة صالح في ذهنها، تلك المرآة في بداية الأربعين من عمرها الهادئة اللطيفة التي رحلت عن هذه الدنيا مبكرًا والتي كان موتها فاجعة بالنسبة للجميع وقد خلفت من ورائها فتى مراهق وطفلة صغيرة لم تبلغ الأربع سنوات بعد...

كانت والدة صالح هي الوحيدة التي تقبلت وجود زينة في العائلة وقد أحبتها بصدق بالرغم من أنها كانت تكبر زينة بما يزيد عن عشرة أعوام تقريبًا وفي نهاية المطاف الحزين أوصت زينة برعاية طفلتها وابنها المراهق والذي كبر الآن وأصبح شابًا ذكيًا وسيمًا كانت لتفخر به إن كانت على قيد الحياة...

بس برا?و عليك بجد إنك عرفت تجيب كل ده لوحدك وتختاره وكده. استطردت زينة قائلة تلك العبارة لكي تُغير من مجرى الحديث كي لا يخيم الحزن على هذه الأجواء المبهجة، ساد الصمت لبرهة قبل أن يبتسم صالح بخجل واضح بينما يُجيبها:
لا ما هو أنا، ما اختارتش الحاجة لوحدي، في حد ساعدني يعني وكده.

حد مين؟ صدر هذا السؤال من ريتال بمزيج من القلق والفضول فلقد أخبرها حدسها أنها من المؤكد فتاة فلا يوجد شاب في عمر صالح سيهتم بتفاصيل دقيقة مثل ألوان البالونات والشكل المميز لشموع عيد الميلاد...

وماذا عن الحقيبة التي تحوي هدية مجهولة على الأغلب قد ابتاعها صالح لوالدة ريتال هل فعل كذلك بمفرده؟ من المؤكد أن الإجابة لا فمن السهل اكتشاف وجود لمسة أنثوية في الأمر!

زميلتي في الكلية، هي كانت عارفة يعني عن المفاجأة اللي بنحضرها وهي اللي اختارت معايا كل حاجة حتى الهدية، يا نهار أبيض نسيت أدي لحضرتك الهدية.

تحدث صالح بنبرة متلعثمة لم تعتاد عليها أذنيها، كان التوتر باديًا على تصرفاته وفي تلك اللحظة كانت تود ريتال لو تشعل النيران في تلك الهدية وفي البالونات وفي الكعكة وفي كل شيء قد وقعت عليه عين تلك الفتاة أو لمسته يداها لعل ذلك يُطفيء نيران الغيظ والغيرة داخل ريتال.

بجد كلفت نفسك يا صالح مكنش في أي داعي يا ابني لكل ده، يا خبر أبيض دي تحفة تسلم ايدك بجد، بصي يا ريتال،.

اقتربت ريتال في تملل تتفحص الهدية التي أمسكت بها والدتها والتي كانت عبارة عن لوح من الخشب طُبع عليه بضع صور تجمع زينة مع ريتال أو زينة وحدها وقد تعجبت زينة قليلًا من عدم اختيار صالح لأي صورة تجمعها بزوجها أو بزوجها وريتال ولكنها حاولت إخفاء تعجبها أدبًا وتقديرًا للهدية اللطيفة والتي كانت باهظة الثمن في الغالب.

حلوة جدًا بجد ويا ترى صاحبتك دي بقى هي اللي اختارت الصور معاك؟

صاحبتي؟ لا هي مش صاحبتي هي زميلتي، ولا أنا اللي اختارت الصور لوحدي أنا عارف طنط زينة بتحب الصور والألبومات وكده فقولت اعمل حاجة جديدة يعني.

فكرة حلوة فعلًا، طب ممكن بقى تاخدلي صورة مع ماما بموبايلي بعد إذنك؟

اه طبعًا حاضر.

كان صالح ممسكًا بهاتف ريتال ليلتقط صورة لها في أحضان والدتها، كانت قد ارتسمت ابتسامة واسعة على ثغره وهو يراقبهم من خلال عدسات كاميرا الهاتف وبينما كان يفعل جاء شعار على هاتف ريتال، تجاهل صالح الشعار مُحركًا أحدى أصابعه كي يُبعد الإشعار عن مجال رؤيته ولكن في خلال ثوانٍ جاء واحدٍ آخر وهذه المرة لم يستطع صالح تجاهله بل وقعت عيناه عن غير عمد تقريبًا على محتوي الإشعار والذي كان رسالة من رقم مجهول.

حلو أوي الجو ده، تخلي تليد يتخانق مع الكل علشانك وتجريه وراكي في المدرسة علشان يعرف مالك أنا مش فاهمة هو بيعمل كل ده على أيه؟ على شكلك اللي يسد النفس ولا شخصيتك اللي مش موجودة أصلًا!

كانت الكلمات قاسية جارحة اضطربت لها تعابير وجه صالح وقد شعر بالحنق يحتل كيانه كاملًا، من تلك الوضيعة البغيضة التي تجرؤ على إرسال مثل تلك الكلمات البشعة لريتال؟ ومن تليد ذلك المتسبب في تلك المتاعب؟ ولماذا يسعى خلف ريتال من الأساس؟ ولماذا لم تخبر ريتال صالح بأمر تليد ذلك أو بالأمر الذي جعلها تركض فيتبعها ذلك الفتى بقلق؟

في حاجة يا صالح؟ سألت ريتال في قلق واضح وهي تعقد حاجبيها لينفي صالح قائلًا:
لا مفيش حاجة، خدي موبايلك أنا هصوركوا عندي الكاميرا بتاعت موبايلي أحلى.

تمام اللي تشوفه.

الصور طالعة حلو أوي شوفي عايزين تتصوروا فين تاني أو بأني زاوية.

لا هو لو ممكن يعني تتصور معايا، معانا أنا وماما قصدي.

يا سلام؟ غالي والطلب رخيص، ممكن تصورينا يا طنط مع طنط زينة؟ طلب صالح بأدب من جارتهم والتي قامت بإلتقاط صورة لثلاثتهم وصورة آخرى تجمعهم بعطر وكادت ريتال بعد ذلك أن تبتعد عن الكدر ظنًا منها أن فقرة إلتقاط الصور قد انتهت لولا أن أضاف صالح فجاءة:
آنسة ريتال مش قولتي عايزة تتصوري معايا؟ تعالي ناخد سيلفي بقى علشان ميطلعوش الصورة مهزوزة أو ممكن منطلعش فيها أساسًا.

ماشي، اللي تشوفه، تمتمت ريتال بتلعثم واضح وهي تقف بعيد عن صالح بمسافة كافية وعلى أي حال الفارق في الطول جعلها تبدو وكأنها بعيدة عنه بمراحل، كانت تبتسم في خجل في تلك الصورة وبمجرد أن انتهت هربت ريتال على الفور نحو والدتها والطاولة لتساعدها في تقطيع الكعكة.

صالح تحب تاكل كريمة ولا شيكولاتة؟ سألت زينة صالح بينما تقوم بتقطيع قالب الكعك وقبل أن يُجيب هو سبقته ريتال مُجيبة إجابة وافية وكافية بغير إدراك منها قائلة:
كريمة يا ماما الشيكولاتة بتعمله حساسية. طالعها الكل بنظرات متعجبة قليلًا لتبتلع هي الغصة التي في حلقها بينما تحاول إيجاد كلمات مناسبة لتفسير ما حدث قبل قليل.

مركزة جامد أنتِ برضوا. عقب صالح على ما حدث ممازحًا إياها، ولم يكن يعلم أنه يزيد من حرجها بغير قصد منه لكنه أدرك ذلك حينما لاحظ تورد وجنتي ريتال أكثر من ذي قبل.

طيب معلش يا طنط زينة أنا مضطر أخد توتو وننزل علشان هي بتنام على نفسها خالص.

طب كلوا التورتة الأول.

هعديها عليكي الصبح قبل المدرسة تاخد نصيبها وأبقي شيلي الحتة بتاعتي لما أرجع من الكلية، وأنتِ كمان يا ريتال متتأخريش في النوم علشان عندك مدرسة بكرة إن شاء الله. أومئت ريتال ببطء وبنظرات خاوية من الحياة جعلت صالح يصاب ببعض القلق.

تمام يا حبايبي على راحتكوا. ودعتهم زينة وودعت جارتها والتي تأخرت كثيرًا لتبقى وحدها هي وريتال وكعكة عيدالميلاد.

اتبسطتِ يا ماما؟

جدًا يا روح قلب ماما ربنا يخليكي ليا ويباركلي فيكي وحقيقي كلفتي نفسك جامد.

لا يا ماما متقلقيش أنا محوشة فلوس من بدري بس في الواقع صالح هو اللي دفع بس أنا متفقة معاه هديله الفلوس.

أكيد مش هيرضى طبعًا.

لا أحنا اتفقنا وصالح مش بيرجع في اتفاقاته.

اه طبعًا ما أنتِ مركزه معاه وعارفة تفاصيله. علقت والدتها بقليل من السخرية مستخدمة عبارة قد استخدمها صالح قبل قليل لتسب ريتال نفسها داخليًا بينما تنبس:
خلاص بقى يا ماما بجد مش قادرة للحوارات دي دلوقتي خليها بكرة إن شاء الله.

بعد نصف ساعة تقريبًا عادت ريتال إلى شقتها هي ووالدتها مصطحبين الهدية وقالب الكعك، بمجرد أن دلفت ريتال إلى الداخل اتجهت إلى حجرتها مباشرة متحججة بإنهاء الفروض الدراسية وإن كانت فعلت ذلك لتتجنب الحديث مع والدتها بشأن ما حدث بعد عودتها من المدرسة.

وفي تلك الأثناء كان صالح يجلس في شرفة المنزل وهو يستمع إلى بعض الأنغام الهادئة وهو يغوص في تفكير عميق فلقد شعر اليوم بضيق ريتال كلما ذُكرت المدرسة، في البداية ظن أنه الملل الدراسي المُعتاد أو ربما شعور بالضغط والإرهاق من الذهاب إلى المدرسة...

لكنه في النهاية نفى تلك الأفكار حينما تذكر كيف كانت ريتال تحب أن تدرس وأن تُصبح الأولى على صفها على الدوام لتزداد حيرته أكثر ولكن لسبب ما خطر على باله تلك الرسالة المشئومة والتي لم يسأل ريتال عنها بعد والتي كانت على الأغلب سبب من أسباب المشاعر السلبية التي تنتابها بشأن المدرسة.

في صباح اليوم التالي توجهت ريتال إلى المدرسة برفقة عطر بينما قررت نانسي عدم الذهاب وقد وافقتها والدتها بسهولة، اصطحبت ريتال عطر إلى حافلة المدرسة وفي منتصف اليوم الدراسي وتحديدًا في موعد الراحة كانت تجلس ريتال في أحد أركان المدرسة برفقة عالية وحنين وكالعادة كان هناك شجار يدور بينهما.

وأنتِ يا ريتال رأيك مين فينا اللي غلطان؟ أكيد عالية صح؟

لا.

شوفتي أنا ربنا نصرني!

هو مش كده برضوا، هو أنتوا الإتنين عايزين تضربوا بصراحة!

شكرًا يا محترمة. تمتمت عالية بضيق شديد لتقلب ريتال عيناها بتملل بينما أخذت تتأمل وجوه الطلاب والطالبات بشكل عام وبينما كانت تفعل لمحت وجه بغيض لم تكُن تكن له أي مقط أو سوء قبل ما حدث قبل أيام، إنها تلك الفتاة التي دفعت ريتال أرضًا.

كانت تقف في أحد الجوانب وهي تُطالع ريتال بمزيج من السخرية والتحدي، حاولت ريتال تجنب النظر إليها كي لا يظهر الخوف والحزن على وجهها وفي تلك الأثناء وجدت ريتال شيء ما قد حجب مجال رؤيتها تمامًا لترفع عيناها لتجده هو يقف بقامته الطويلة وبعيناه الرمادية الجذابة.

ريتال ممكن أتكلم معاكي شوية بعد إذنك؟

ماشي. كان ردها صادمًا لكلًا من عالية وحنين بل ولتليد نفسه فلقد كان يتوقع أن يتعرض للرفض كما يحدث في كل مرة!

هي ريتال أتجننت ولا أيه؟ همس عالية في أذن حنين لتومئ لها حنين ب نعم.

بص يا تليد أنا عايزة أقولك كلمتين وبعد إذنك من غير ما تقاطعني، أنتَ ممكن تكون انسان كويس أو وحش أنا مش عارفة بس صدقني يا تليد وجودك في محيط قريب مني بيأذيني جدًا مش بس علشان أنا مش متعودة يبقى ليا صحاب ولاد ولا يبقى ليا كلام مع ولاد كتير بس كمان علشان أنتَ تليد!

هي تليد دي بقت شتيمة يعني ولا أيه؟

لا مش شتيمة، تليد حاجة مبهرة جدًا ومجننة البنات طول الوقت والبنات دول بيجوا يضايقوني وأنتَ لما بتتخانق معاهم علشاني بيضايقوني أكتر. تهللت أساريره في بداية حديثها ظنًا منه أنه مدح لكن في النهاية أدرك أنها لم تقُل ذلك لمغازلته بل كمحاولة منها لجعله يستوعب سبب الآذى الذي تتعرض له وللأسف كان هو السبب الرئيسي في ذلك.

قوليلي هما مين طيب وصدقيني هريحك منهم خالص ومش هما بس شاوري على أحد مزعلك في المدرسة وأنا هخليه يختفي من حياتك تمامًا.

كان تليد يتحدث بنبرة جادة لتصفع ريتال نفسها داخليًا، لقد أساء فهمها هي لم تطلب من الحماية أو المساعدة بل كانت تطلب بأدب أن يبتعد عنها تمامًا لذا في النهاية أشارت ريتال بإصبعها بيأس نحوه تنفيذًا لطلبه، إن كان سيساعدها في التخلص من أي شخص يُسبب لها القلق إذًا فليساعدها على التخلص منه هو بنفسه!

أيه الإحراج ده؟ ياريتني ما قولتلك الجملة دي،.

صدقني يا تليد أنا كده هبقى مرتاحة أكتر لو أنتَ بعدت عني وسبتني في حالي.

حاضر يا ريتال وأنا أسف لو زعلتك. تفوه تليد بتلك الكلمات بحزن واضح قبل أن يسير بخطوات بطيئة أشبح بالزحف مبتعدًا عنها لتزفر هي براحة قبل أن تعاود الجلوس إلى جانب عالية وحنين وبمجرد أن فعلت انهمرت عليها الأسئلة من كلتاهما لتسرد لهم ريتال ما دار من حديث بينها وبين تليد بإختصار شديد.

مر اليوم بسلام وعادت ريتال إلى المنزل وفي طريقها نحو الداخل وجدت شاب يستند إلى دراجة نارية ويحمل في يديه صندوق من الورق المقوى رُسم عليه قلوب حمراء وكلمة أحبك بالإنجليزية، عقدت ريتال حاجبيها بتعجب فمن الواحد أن ذلك الطرد من أجل أحد داخل منزلهم!

بقولك يا آنسة هو مش ده بيت مدام زينة؟

ايوا هو أساعدك ازاي؟

الهدية دي مبعوتة علشانها بعتها جوزها أستاذ، أستاذ عبدالرحمن محمد.

ايوا ده بابا، طيب ثواني هخلي ماما تنزل لحضرتك علشان تمضي على الإستلام.

تمام خدي وقتك.

كانت ريتال تهرول نحو الأعلى وإن كانت تشعر بأنها تطير لا تركض، والدها لم ينسى عيد مولد والدتها ولقد أرسل هدية كبيرة على ما يبدو، دلفت ريتال إلى داخل المنزل بلهفة بواسطة المفتاح وسحبت والدتها من يديها دون أن تنبس ببنت شفة بل وأجبرت والدتها على ارتداء اسدال الصلاة.

وبعد مرور بضعة دقائق كانت ريتال تجلس برفقة والدتها على أرضية حجرة المعيشة بينما تقوم كلتاهما بإكتشاف محتوى الهدية، أحدث طرز من هاتف ذو ماركة عالمية باهظة الثمن وزجاجة عطر تعشق والدتها رائحتها بالإضافة إلى مستحضرات تجميل جديدة ورسالة صغيرة وضعت في الداخل لم تسمح زينة لريتال بقراءتها.

بجد عبد الرحمن ده أعظم زوج في الدنيا! حبيبي كنت فاكره إنه هيتشغل أو ينسى عيدميلادي.

عيب عليكي يا ماما ده عبده بيحبك برضوا، طبعًا هدية بابا دي أحلى من المفاجأة اللي عملناها امبارح أنا وصالح وعطر!

لا دي حاجة ودي حاجة تانية وبعدين اتبسطتِ بقى يا ستي هديلك تليفوني بما إن باباكي بعت واحد جديد السنة الجاية إن شاء الله لو جبتي مجموع عالي وخلتيني فخورة بيكي كده هخلي عبدالرحمن يجبلك التليفون اللي أنتِ عايزاه أو لاب توب جديد براحتك.

قالت والدتها بغرض إسعاد ريتال ولكنها لم تدرك أنها بهذه الطريقة تمنح ريتال شعور الحب المشروط، ستشعر والدتها بالفخر تجاهها فقط إن استطاعت تحصيل أكبر مجموع ممكن، سيبتاع والدها الهدايا من أجلها فقط عند حصولها على أكبر مجموع...

إذًا ماذا سيحدث إن حدث العكس؟ هل سيشعرون بالمقط تجاهها؟ هل ستحرم من الهاتف الذي انتظرت طويلًا من أجل الحصول عليه؟ هل ستكون غير جديرة بالإحترام والفخر فقط لأنها قد خسرت بضع درجات في الإختبارات النهائية؟

ريتال أنتِ سمعاني ولا أنا بكلم نفسي؟

سمعاكي يا ماما، إن شاء الله، أنا هدخل أغير هدومي بقى.

انسحبت ريتال بهدوء من المكان تاركة والدتها وسط الهدية اللطيفة، حاولت ريتال إخراج كلمات والدتها التي لم تروق لها خارج عقلها والتركيز على الجانب الإيجابي فقط وهو إرسال والدها هدية باهظة الثمن من أجل والدتها، هدية حُلوة مُزينة تنم عن زوج مُحب ولطيف ولقد ارتاح بال ريتال بمجرد وصول الهدية...

إذًا والدها يتذكر عيد مولد والدتها إذًا والدها يُحب والدتها إذًا لا توجد خيانة ولا أطفال ولا أي شيء من تلك الأوهام التي غاصت هي بها الأيام الماضية فلقد أصابت نفسها بداء القلق والشك ولم تكتفِ بذلك بل أصابت صالح بالشيء نفسه والآن هي شبه مدينة بالإعتذار لوالدها لسوء ظنها به.

علي الجانب الآخر وداخل أحد المنازل في منطقة راقية جلس تليد على الأريكة بإهمال يطالع دفاتر وكتب المدرسة بتملل شديد بينما ينتظر قدوم صديقه المقرب ياسين والذي يقوم بحل كل فرود تليد بدلًا منه أو على الأقل يساعده في إنهاءها.

في تلك الأثناء كان تليد يسترجع كلمات ريتال في عقله عن كونه حلوًا ومبهرًا ويصيب الفتيات بالجنون والهوس حتى وإن كان مقصدها من الحديث أن ذلك يؤذيها بطريقة ما أو يعود عليها بالسلب لكنها مازالت تراه حلوًا ومبهرًا في النهاية، هكذا كان يظن.

داداه ممكن تفتحي الباب لياسين؟ صاح تليد من مجلسه فور سامعه لصوت جرس الباب فلا طاقة له للنهوض كما أن المُربية خاصته في السابق والخادمة حاليًا حاضرة في المنزل لذا يمكنها فعل ذلك بدلًا منه.

حاضر يا تليد.

مساء الخير يا داداة أومال فين، خلاص شوفته متلقح عالكنبة أهو. تمتم ياسين وهو يدلف إلى الداخل، كان ياسين ذو قامة طويلة نسبيًا لكنه كان أقصر من تليد، كان ياسين يملك زوج من الأعين البنية وخصلات شعر سوداء ناعمة قصيرة.

ما تحسن ملفظك يا بني آدم أنتَ!

لا بص هنبدأها رخامة من الأول مش هساعدك في ال Homework وأسيبك تولع! بقولك أيه هو في حد هنا؟

لا طبعًا مش ههون عليك وبعدين ده أنا حتى طلبتلك السوشي اللي أنتَ بتحبه! يلا بقى حل الأسئلة كلها، ولا يا سيدي البيت فاضي مفيش غير الداداة وعم مُسعد الجنايني.

طيب عالبركة، دلوقتي بقى أنا عايز افهم هو أيه سر الإهتمام الغريب بالمذاكرة وحل الأسئلة المفاجئ ده؟ أنا اللي أعرفه أنك مش بتحضر الحصص خالص.

سأل ياسين بقليل من الحيرة وهو يطالع عين صديقه الوحيد والذي لاحظ مؤخرًا وجود شيء مختلف في تصرفاته، حاول تليد تجنب النظر في عين صديقه كي لا تفضحه تعابير وجهه، ساد الصمت لبعض الوقت قبل أن يُضيف ياسين ساخرًا:
شكل الكراش الجديدة شاطرة وبتحاول تلفت نظرها بإنك شاطر وبتاع!

مين قالك؟

بتوقع يا أخي! لا ثواني، هو الكلام ده بجد فعلًا؟ أنا كنت بستظرف.

بص هو الموضوع مش كده، هي بنت جديدة أنا معرفهاش كويس ويعني رخمت عليها وافتكرت بقى إنها هتقع في دباديبي وكده،.

وهزقتك طبعًا يا كلاون. علق ياسين ساخرًا بينما يقوم بتناول لوح شيكولاتة كان مُلقي على الطاولة المُقابلة للأريكة، لكمه تليد في كتفه بخفة بينما يقول:
بس ياض أنتَ عبيط ولا أيه؟ أنا محدش يعرف يهزقني! غير ريتال يعني،.

اسمها حلو، وست ريتال دي بقى اللي بتقولك ذاكر وكده؟ طب كتر خيرها والله!

لا بص هو الموضوع طويل ومعقد وأنا محتاج مساعدتك، أردف تليد بنبرة جادة وهو يبتسم ابتسامة صغيرة لم يراها ياسين منذ مدة طويلة، أومئ ياسين لصديقه بينما يهمس:
هساعدك وربنا يستر،.

في المساء جلست زينة تتناول طعام العشاء برفقة والدتها في مسكنهم لسبب ما قد قررت الجدة أن يأكل كل واحدٍ منهم في الطابق المخصص له الليلة وفي الواقع لم تتسأل زينة كثيرًا فلقد كان ذلك الأفضل على أي حال.

كلمتي بابا تشكريه عالهدية؟

اه طبعًا كلمته وكان عايز يكلمك بس قولتله إنك بتذاكري ومش فاضية.

مش مشكلة لما أتعشى هبقى أكلمه، مالك يا ماما أنتِ شكلك عايزة تقولي حاجة صح؟

صالح،.

هتقوليلي طبعًا أقلل علاقتي بيه والكلام اللي اتقال امبارح من غير قصد مني وهو هيفهمني غلط وكده صح؟

لا.

أومال؟ هو تعبان ولا أيه؟ شكله حكالك عن سبب الجروح والكدمات اللي في وشه احكيلي يلا، كانت ريتال تتحدث بتلعثم وبسرعة كبيرة لتُغمض زينة عيناها لثوانٍ قبل أن تفتحها وهي تُردف بنبرة حازمة تعلو على نبرة ريتال قائلة:
ريتال صالح بيحب واحدة!

غلف الصمت المكان لثوانٍ كان فيها عقل ريتال يحاول استيعاب ما قالته والدته، صالح يحب؟ صالح يحب فتاة غيرها! شيء بديهي ومتوقع لكن ريتال لم تتوقعه أو ربما حاولت إقناع ذاته بأنه لن يحدث فهي كانت ستنوي الإقتراب أكثر من صالح كانت ستجعله يقع في حبها ويبادلها المشاعر ذاتها لكنها لسبب ما لم تفلح في ذلك...

ربما لم تملك الشجاعة الكافية للإقتراب، ربما لم تملك الجمال الكافي لجذبه وربما حماقتها وتصرفاتها التي تشبه خاصة الأطفال جعلته يضعها هي وعطر في مكانة واحدة!

لم تدرِ ريتال ما السبب في ذلك فلقد تعددت الأسباب وفي النهاية النتيجة واحدة وهو كونه وقع في عشق فتاة آخري غيرها، أخرج ريتال من شرودها صوت والدتها الحنون وهي تتحدث بينما تضم يد ريتال داخل كفيها مُردفة:
حبيبتي، أحنا كنا متفقين من الأول وعارفين إن صالح مش مناسب ليكي وقولنا قبل كده إننا مش هنتجوز ولا هنحب حد من العائلة هنا،.

هو ليه كده؟

ليه أيه يا حبيبتي؟

ليه كل حاجة بتمناها بتروح مني؟ هو أنا فاشلة؟ ولا مش جديرة كفاية بالحاجة اللي بطلبها؟ سألت ريتال بينما انهمرت دموعها تلقائيًا على وجنتيها بينما لم تجد والدتها كلمات تُصبر بها قلب ابنتها الوحيدة.

أنتِ شوفتي البنت؟ أكيد حلوة مش كده؟ أكيد أحلى مني وأكيد بيضاء وطبعًا مش شبه خلة السنان زيي وطبعًا شخصيتها قوية وبتعرف تتكلم وتجيب حقها مش زيي!

كانت ريتال تفصح عن غير عمد بمعظم الأشياء التي جعلتها فاقدة للثقة في ذاتها ولقد أباحت بأغلب الحديث السلبي الذي ملأ عقلها الصغير...

لا يا ريتال لا، كل اللي بتقوليه مش صح ومش مضبوط، أنتِ حلوة وزي القمر كمان، الفكرة كلها يا حبيبتي إن صالح متربي معاكي وشايفك زي أخته مش أكتر وكمان أنتِ سنك صغير لكن البنت دي من سنه وتفكيرهم قريب من بعض.

أنا دلوقتي فهمت، هي اللي راحت تشتري معاه الزينة، خدها معاه تشتري الزينة بتاعت المفاجأة اللي أنا وهو بنحضرها مع بعض!

كانت ريتال تتحدث بمرارة واضحة وقد احتدت نبرتها في نهاية حديثها، كانت زينة في تلك اللحظة في وضع لا تُحسد عليه، لا تدرِ كيف تهون على ابنتها آلم ما سمعته ولا تعلم كيف عليها أن تخبرها بسائر التفاصيل بل وهل يجب عليها أن تُخبرها من الأساس أم لا...

ريتال أنا لازم أقولك حاجة كمان بس مش عارفة المفروض أقولك ولا لا،.

قولي يا ماما قولي مفيش حاجة هتيجي أسوء من اللي قولتيه.

صالح عايز يتقدم للبنت دي ويخطبها! رجفة احتلت جسد ريتال وكأن أحدهم قام بإلقاء برميل من الماء المثلج فوق رأسها، تحولت نظرة عيناها من الحزن والإنكسار إلى الحنق والإستياء مما جعل القلق يتسرب إلى قلب والدتها.

ثوانٍ مرت كدهر كامل لم تنبس ريتاب ببنت شفة ولم تجد زينة كلمات تقال بعد الخبر الأشبه بالقنبلة والذي فجرته قبل قليل، لم تدرِ ريتال ماذا تفعل غير أنها هرولت إلى غرفتها لتحضر وشاح رأس وتضعه على رأسها بعشوائية ومن ثم غادرت الطابق الخاص بها هي ووالدتها متجهة إلى الأعلى.

ريتال، ريتال رايحة فين تعالي هنا! لم تستمع ريتال لزينة وأكملت في وجهتها وفي البداية قد ظنت زينة أنها تتجه نحو الطابق الخاص بعمها لتتحدث إلى صالح لكن خطوات ريتال لم تتوقف عند ذلك الطابق بل صوت خطواتها استمر نحو الأعلى، إذًا سطح المنزل هو وجهتها!

بمجرد أن صعدت ريتال أطلقت العنان لشهقاتها بينما انقضت على كل ما ابتاعه صالح والفتاة من أجل عيدميلاد والدتها تمزقه وتُلقيه على الأرض بإهمال بينما كان صوت شهقاتها ونحيبها يتعالى أكثر فأكثر، وبمجرد أن انتهت من تمزيق كل شيء جثت على ركبتيها على الأرضية الباردة بإهمال تتنفس بصعوبة بينما تكفكف دموعها بقليل من العنف والذي تسبب في بعض الخدوش في وجنتيها لكنها لم تهتم ولماذا ستفعل على أي حال؟ لقد فقدت قبل قليل أملها الوحيد في هذه الحياة تقريبًا...

ريتال؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة