قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل السابع

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل السابع

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل السابع

اوقف الجواد ونزل، نظر لها ومد يده لمساعدتها بالنزول، فقالت بإقتضاب
- هعرف انزل لوحدي، مش محتاجة مساعدتك
نظر لها بتهكم ووضع يديه في جيوب بنطاله منتظرا، نظرت له قبل ان تنظر للجواد، امسكت بالجام بقوة وهي تهم بالنزول فتعالا صوت صهيل الجواد و بدأ بالسير، فشهقت بفزع ونظرت له بينما كان هو ينظر لها بسخرية فهو كان يعلم ان هذا ما سيحدث، فتركها لتلقى عقابها.
- الحقني
قالتها بفزع وعينيها تلمع بالخوف.

إبتسم بسخرية وقال
- مش قلتي انك مش محتاجة مساعدتي!
نظرت امامها و قالت بصوت متقطع يملأه الخوف
- هيجري، هيجري
و ما ان انهت جملتها حتى بدأ الجواد في الركض ولكن بحركة سريعة منه جذبها من يديها وانزلها من على الجواد، فأصبحت بين ذراعيه، اخفض بصره لها ووضعية رأسه كما هي، قال بجمود
- تبقي تفكري كويس قبل ما ترفضي المساعدة.

ابعدت رأسها المستندة على صدره ونظرات له، كادت ان ترد ولكنها لاحظت قربها منه فأبتعدت سريعا واخفضت رأسها وهي تبلع ريقها بصعوبة وترفع يديها لتضعها على صدرها الذي يعلو ويهبض من سرعة تنفسها ودقات قلبها السريعة.
التفت للسايس الموجود في هذه الأرض واشار للجواد الاسود الذي توقف على بعد امتار منهم وامره بالعناية به، التفت لها وقال بتسلط
- يلا
اومأت برأسها وسارت خلفه ومن ثم هتفت وهي تنظر لللائحة المعلقة.

- دي منطقة المالك!؟
نظر لها وتابع نظرات عينيها وقال بتهكم
- انت شايفه اية!
التفتت له ونظرت له بضيق وهي تقول
- بتأكد بس
و سبقته بعدة خطوات، فقال بسخرية
- حاسبي لتقعي.

بعد ان انهى جملته، اصطدمت قدمها بصخرة كبيرة لم تنتبه لها فكادت ان تسقط ولكنها تمالكت نفسها سريعا، التفتت وقذفته ينظرات غاضبة، فهز كتفيه ببرود وسار، تأففت بصوت مرتفع ولحقت به، ارتسمت على وجهها إبتسامة جميلة مشرقة على اثر تذكرها انها سترى جلال، حبيبها، حاولت اخفائها.

امسك الرجل العصا الخشبية وهو يشعر بالغضب من الشابين الذين يثيرون المشاغبة في هذة المنطقة من الأرض، اخذ يركض وراء الشابين الذين يضحكون ويثيرون غضبه اكثر، شعر الرجل بالتعب فتوقف وهو يلتقط انفاسه ومن ثم القى بالعصا بإتجاه احد الشابين، فأخفق الرجل بالهدف وبدلا عن ذلك اصطدمت العصا الخشبية بشخص توقفت له انفاس الرجل والشابين والزمان وكأن كل شيء توقف.
كان ذلك الشخص، الشيطان. زز.

بعد ان رأت ريحانة ما حدث اصبحت تضحك وبشدة، التفت ونظر لها وعينيه تشع غضبا، قال بصوته الأجش الغاضب
- بتضحكي على اية انت!
توقفت عن الضحك و هي تنظر له بإرتياع من نبرته التي افزعتها، قذفها بنيرانه السوداء الغاضبة قبل ان يلتفت للرجل والشابين الذين تقدموا ووقفوا امامه، قال الرجل بتلعثم وهو يرتعش من الخوف.
- اسف، اسف يا سيدي، سامحني، مكن.

رفع كفه بصرامة امام وجه الرجل، آمره بالصمت، فقال احد الشابين مبرر فعلت الرجل الغير مقصودة
- سامحه، هو مكنش يقصد، إحنا ضايقناه شوية و...
قاطعه بجمود وهو ينظر له وللشاب الذي بجانبه
- يعني انت و صاحبك السبب؟
نظر له الشاب الآخر بخوف بينما نظر الشاب الذي تحدث بشجاعة
- ايوة إحنا
- شكلك مش خايف!
- مش بخاف إلا من الخلقني
حدق به لبرهة قبل ان يهز رأسه وتتحول نظراته للسخرية وهو يقول.

- عجبتني شجاعتك، هنشوف لأمتى هتفضل على وضعك دة
و اشار لأحد الحراس من بعيد فأتى مسرعا، قال الشيطان بهدوء آمرا اياه
- خد دول واشار للشابين للسجن، و دة اشار للرجل مرتبه ينقص للنص
اخفض الرجل رأسه بحزن وعاد لعمله بينما اقترب الحارس من الشابين واخذهم
- حرام عليك، لية تسجنهم و تنقص راتب الراجل!، معندكش رحمة ابدا
قالتها بإندفاع يمتلأ بالغيظ، فألتفت لها ببرود ونظر لها بجمود وهو يقول بنبرة ساخرة.

- شفتي شيطان عنده رحمة قبل كدة!
قذفته بنيرانها العسليتين المغتاظة وهي تتمتم بخفوت سمعه
- شيطان حقير
شهقت بفزع وإتسعت مقلتيها عندما اقترب منها وامسك ذراعيها ووضعهم خلف ظهرها بقسوة وحركة سريعة، نظر في عينيها و قال
- مش قلتلك بلاش تطولي لسانك عليا!
كيف سمعها!، اغمضت عينيها بألم عندما ضغط على ذراعها اكثر وهو يسألها بخشونة
- قلت ولا مقلتش!
- شكلي جيت في وقت مش مناسب.

التفت ونظر للمتحدث وهي ايضا وكان، جلال، إرتبكت وحاولت الإبتعاد عن الشيطان لكن الاخير لم يسمح لها، قال بطريقة مستفزة وهو ينظر ل جلال
- ايوة، ولا انت من يومك بتيجي في اوقات غلط!
كان جلال يشعر بالغيظ، الغيرة والغضب في آن واحد ولكنه لم يظهر ايا منهم بل اظهر البرود المصتنع.
- مش براحة عليها شوية، تتكسر في ايديك
قالها بتهكم وهو ينظر لهما، فإبتسم الشيطان إبتسامه جانبية قائلا
- حاجة متخصكش، ولا اية!

و من ثم ترك ذراعها، فأمسكت بمعصمها تدلكه من الألم الذي سببه لها بقبضته القاسية، رفعت نظراتها له عندما وجدته يمرر يديه حول خصرها و يحاوطها ليجذبها له، ألتفتت بتلقائية ونظرت لجلال بحذر ومرارة، فهي لا تستطيع ان تتحكم بما يحدث.
- صحيح، جي ليه ارضي!
قالها وهو يعود بنظراته ل جلال، فقال الاخير بإستنكار
- ارضك!
نظر له ببرود، بينما اكمل
- شكلك ناسي ان دي مش ارضك لوحدك، دي ار...

توقف عن إكمال جملته وتحولت نظراته للغضب عندما وجد الشيطان يتجاهله وهو يتخطاه، ضغط على قبضته بغضب اكثر عندما نظر ليديه الموضوعة على خصر ريحانة، هي حبيبته، هي ملكه فقط ولكن هو من اختار ذلك، اختار ان يشارك بها شخص آخر، التفت للجهة الآخرى وهو يغمض عينيه بقوة و يغادر.

بدأ الظلام يسدل سيتاره، في القصر
جالسه على الأريكة وهي تعض اظافرها بشرود، شاردة فيما حدث اليوم، كانت تشعر بالقهر لعدم قدرتها على الأقتراب من حبيبها ووجودها بين احضان غيره وامامه، كم هذا مؤلم بالنسبه لها.

استيقظت من شرودها عندما وجدته يتلف للجناح، ظلت جالسة وهي ترمقه بضيق، نظر لها من طرف عينيه وهو يتجه للخزانة، قال عندما لاحظ نظراتها الضيقة له
- مالك!
نهضت بحدة وكأنها كانت تنتظر سؤاله، اجابته
- اللي انت عملته معايا مكنش ينفع تعمله
نظر لها من فوق كتفه وهو يلويها ظهره، فأكملت
- انك تمسكني بالطريقة دي وقدام الناس، يقولوا عليا اية!
إبتسم إبتسامة جانبية ساخرة وهو يقول
- شكلك!

ومن ثم التفت واقترب منها بعد ان اغلق الخزانة و هو يقول
- انت مع الشيطان، شيطان القرية دي، اللي بيخاف منه الكبير قبل الصغير، ازاي هيتكلموا عنه او اي حاجة تخصه!
وإبتسم إبتسامه جانبية وعينيه تلمع بخبث وهو يكمل
- و انت تخصيني.

إرتبكت تحت انظاره الخبيثة، تراجعت للخلف بخطوات مرتبكة وهي تتابع خطواته الواثقة نحوها وتوقفت عندما وجدته يقهقه بسخرية وهو يتخطاها، فوضعت يدها على صدرها وهي تتنفس الصعداء و من ثم التفتت و نظرت له بغضب وهي تلعنه بداخلها.

دخل جلال مكتبه بعد ان امر بعدم دخول احد له ولا ازعاجه، جلس على بإهمال، وجد بعد دقائق احدهم يطرق الباب فصرخ بغضب
- مش قلت مش عايز حد يزعجني
و من ثم ساد الصمت في المكان ليظهر بوضوح صوت تنفسه الغاضب، امسك بكأس الخمر الموجود على الطاوله وشربه على جرعة واحدة ومن ثم القى بالكأس بقوة فكسر، نظر للزجاج المكسور على الأرض و قال بغل وشرود.

- كل تخطيطاتي بتخرب بسببه، وقفلي الصفقة وخسرني فلوسي وضيعلي فرصة قتله بالسم اللي كنت هديه لريحانه...
و من ثم نهض و إتجه للشرفة وضرب الحائط بقبضته بغضب وهو يتذكر اقتراب الشيطان من ريحانة، ضغط على قبضته بغيط وقال وقد اظلمت عينيه الزرقاء بشر
- مش هخليك تاخد حاجه ملكي، ريحانة ملكي وحدي، صدقني لما اجي اموتك هحاسبك على كل لمسة لمستهالها، بس يبقى الورق كله في ايدي والمعلومات وبعدها هعرف اتصرف معاك كويس.

نهضت ريحانة من على السرير وإتجهت للخزانة وحاولت فتح الضلفة الوسطى لكنها لم تفتح لأنها مغلقة، نظرت حولها بتفكير ومن ثم اتت لها فكرة، فوضعت يدها على شعرها و اخذت مشبك الشعر الخاص بها وحاولت فتح الخزانة به ونجحت، فشعرت بالسعادة ومن ثم اقتربت وبدأت تبحث من بين الأوراق على اوراق معينة، كانت تشعر ببعض من التوتر والخوف من دخول احدهم فكانت تلتفت كل دقيقة لناحية الباب حتى وجدت الأوراق المطلوبة، تنهدت بإرتياح وهي تضع الأوراق من بين ملابسها وما لبثت ان تجث على ركبتها لتجمع الأوراق المتناثرة حتى التفتت بفزع للشخص الذي فتح باب الجناح فجأة.

ترجل جلال من سيارته بعد ان فتح له السائق الباب، إتجه لذلك الرجل الذي ينتظره وبجانبه عاملين يحملون بضائع ثقيلة ويضعونها في شاحنة كبيرة، اقترب منهم ووقف امام الرجل وهو ينظر للبضائع، فقال الرجل
- البضاعة تقيله المرة دي، جواها اية؟!
- اسلحة
قالها بهدوء، نظر له الرجل بإستغراب وهو يقول
- اسلحة!، في بضاعتي!، لية؟
- الأسلحة دي مش ليك، هتبقى عندك لفترة و هبقى اخدها منك وقت ما احتاجها.

غمغم الرجل و هو يومأ برأسه ويقول
- ماشي، بس ممكن سؤال، الفترة قد اية؟!
- متسألش عن حاجات متخصكش، لما هبقى عايزهم هطلبهم
اخفض الرجل رأسه بإحراج و هو يقول
- حاضر.

تجمدت الدماء في عروقها، واضطربت انفاسها وتسارعت دقات قلبها وهي تنظر ل عايدة التي تقف امامها وتنظر لها بسخرية بعد ان اغلقت الباب
- مالك؟، خفتي!
قالتها عايدة وهي ترسم إبتسامة جانبية ساخرة، بلعت ريحانة ريقها بصعوبة وخوف وهي تفرك كفيها ببعضهما عندما كانت تراقب اقتراب عايدة وجلوسها على الأريكة وهي تكمل بطريقة مستفزة.

- انت خاينة!، اوبا، اتخيلي لو الشيطان عرف انك خاينة ولا لو عرف ان جلال هو اللي باعتك، طيب اتخيلي ان هو اللي دخل دلوقتي و شافك بتفتشي في حاجته، بورقه!، اتخيلتي؟!
قهقهت بطريقة مستفزة وهي ترى نظرات الخوف في عينيها وإرتجافها، اكملت بنفس طريقتها
- مش قادرة تتخيلي اكيد
اخرجت كلماتها بصعوبة
- عرفتي ازاي؟!
هزت كتفيها ببرود وهي تقول
- طبيعي اعرف
حاولت ريحانة أستجماع شتات نفسها وهي تقول بثبات اتقنته
- المطلوب؟

رفعت حاجبيها بعدم إستيعاب وهي تردد
- المطلوب!
التفتت ريحانة وجثت على ركبتيها وبدأت في جمع الأوراق وهي تقول
- انت دلوقتي عارفة اني خاينة، اية المطلوب مني اعمله!
- متقربيش من بيجاد، هو بتاعي
- بيجاد!
قالتها ريحانة بحيرة وهي تنهض، فردت عايدة
- الشيطان
التفتت ريحانة لها بعد ان اغلقت الخزانة وقالت
- معنديش نية اني اقرب منه، انا بحب جلال وعمري ما هفكر في الشيطان
- ياريت تفضلي على وضعك دة.

نظرت لها ريحانة بهدوء و قالت
- خلصتي؟
نهضت عايدة ووقفت امام ريحانة و قالت
- كلامنا مش هيخلص هنا، إحنا لسة متكلمناش اصلا
اقتربت من الباب ولكن اوقفتها ريحانة بسؤالها الذي ترددت ان تسأله
- هتقولي للشيطان؟
نظرت لها عايدة من فوق كتفها بسخرية وغادرت دون ان ترد، فور خروجها وضعت ريحانة يديها على صدرها وهي تشعر بدقات قلبها السريعة، اخذت تهمس لنفسها لتهدأ من خوفها
- اهدي، متخافيش يا ريحانة، متخافيش، مش هتقول.

انتفضت ريحانة فور سماعها طرقات الباب، استعادت هدوءها و سمحت للطارق بالدخول وكانت زهرة
- خوفتيني
- خوفتك!
اقتربت منها ريحانة وامسكتها من يديها وهي تسحبها ليجلسا على الأريكة و بدأت في سرد ما حدث منذ دقائق
- انا خايفة لتقوله
قالتها ريحانة بقلق بعد ان انهت سرد ما حدث، فطمأنتها زهرة بقولها
- الموضوع مش محتاج خوفك دة كله، اصلا سيدنا الشيطان مش بيتعامل معاها، يعني علاقتهم شبه منعدمة.

صمتت ريحانة لدقائق وهي تفكر بشيء، ومن ثم قالت بإستغراب
- هي قالتلي انه بتاعها، ازاي!، مش هم اخوات؟
- ام الشيطان اتجوزت ابو عايدة
- يعني اخوات، بس لية قالت بتاعي!، هي بتحبه مثلا!، بس حرام صح؟
قالتها بتفكير وهي تنظر لزهرة، عادت لتقول
- المهم، خدي الورق دة، وصليه ل جلال
و اخرجت الأوراق و اعطتها لها، فأخذتها منها زهرة واخفتها وهي تومأ برأسها ومن ثم قالت
- الشيطان النهاردة مش هيرجع القصر، حبيت اقولك.

إبتسمت ريحانة بإرتياح و هي تقول
- احسن، شكرا لأنك قولتيلي
إبتسمت زهرة وغادرت.

اشرقت شمس يوم جديد
استيقظت ريحانة على اثر اشعة الشمس المتسلطة عليها، اعتدلت وهي تمسح وجهها براحة، هذة المرة الأولى التي تستيقظ وهي تشعر بالإرتياح، فجأة عادت للخلف وهي مصدومة فهي وجدته يقف امام الشرفة وهو يلويها ظهرها، متى اتى؟ هل اتى مساء؟ لم تشعر به، كيف؟، اغمضت عينيها بقوة وفتحتها لعلها تتخيل ولكنه موجود حقا!، والذي اكد ذلك عندما قال
- شكلك نمتي كويس في غيابي إمبارح
- انت، أنت جيت امتى؟، بليل؟

قالتها بإرتباك، التفت و نظر لها و قال ببرود
- يهمك!
تحركت من مكانها واقتربت من حافة السرير وانزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض ونهضت وهي تقول
- بسأل عادي
وتخطته لتتجه للحمام هربا منه.

دخلت غرفة الطعام وجلست في مكانها بجانبه، امر الخادمه بتقديم الطعام و بدأوا في الأكل، كان يأكل بهدوء حتى هتفت بأسمه
- بيجاد
توقف عن الطعام ورفع نظراته لها ببطئ ونظرة غربية اجتاحت نظراته، نظرة لم تعرف لها معنى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة