قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل السابع والعشرون

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل السابع والعشرون

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل السابع والعشرون

تجمدت ملامح وجهه و ظل صامتا قبل ان يقول بخفوت جامد
- قولتي اية؟
نظرت لحدقتيه بتمعن و هي تقول
- قلت، النهاردة عيدميلادي، فحبيت اشارك عيدميلادي مع جوزي، عندك مانع؟
قالت الأخيرة برقة، فرسم على شفتيه ببطئ إبتسامة جانبية مستخفة و هو يقول
- لا معنديش مانع، بس عايز اعرف هو مين جوزك اللي هتشاركية عي...
قاطعته بهدوء
- انت، انت جوزي
حدق بها لبرهه قبل ان يقهقه بسخرية هو يبتعد عنها و يقول.

- انا!، منين جبتي الكلام دة!
توقفت تنظر له بذهول من تصرفه، بينما اكمل بسخرية
- شكل حبك ليا خلاكي تتخيلي حاجات وهمية
- بس زهرة سمعتك
هتفت بها سريعا، و اكملت و هي تقترب منه و تقف مقابلة له
- هي سمعتك لما قلت اني مراتك و انك حرقت ورقتي انا و جلال
قهقه مرة آخرى قبل ان يلتفت و يتجة للخزانة و هو يقول
- ايوة، قلت كدة بس الكلام دة مش حقيقي
حدقت به و هي لا تصدق ما يقوله، فضحكت بإستخفاف و هي تقول بإستنكار.

- مش حقيقي!
فتح الخزانة و اخرج منها سترة ليرتديها، و فعل و هو يقول بهدوء
- ايوة
- انت كداب، انت لية بتحاول تكدب الموضوع و تخبيه!
انهى ارتداء سترته و إتجة للطاولة، فلحقته و و اعاقته قبل ان يصل للأخيرة و اكملت بهدوء و هي ترسم على شفتيها إبتسامة صغيرة
- على فكرة انا مش معترضة، انت عارف اني بحبك، و موافقة اني اكون مراتك
نظر لها بجمود قبل ان يتخطاها ليصل للطاولة و يطفئ جميع نيران الشمع، فهتفت بإستنكار.

- بتعمل اية؟، متطفهمش
نظر لها بطرف عينيه و سار للكومود ليطفئ الباقي، فأسرعت و اعاقته و قالت بحزن
- النهاردة عيدميلادي، متعملش كدة
لم ينظر لها و اتى ان يتخطاها ولكنها امسكت بذراعه و عادت لتقف امامه و قالت برجاء
- لوسمحت
و من ثم اقتربت منه اكثر و مدت كفها لوجنته لتحتضنها و تهمس له بعيون تلمع بالدموع
- لمرة واحدة بس عاملني كويس، مرة بس.

حدق بحدقتيها التي تترجاه فشعر بالضيق لأنها تترجاة لأمر هو يريد فعله و لكنه لا يستطيع فعله، لماذ؟، لا يعلم!
امسك بكفها الموضوع على وجنته و ابعده بهدوء و تخطاها ليطفئ نيران الشمع و فعل، كانت تنظر له بخيبة امل و حزن بجانب افكارها التي تضارب في عقلها مع ذكرياتها معه، ذكرياتها التي هاجمتها و اوصلتها إلى شعور الحسرة.
- خلصت!، ارتحت!

قالتها بضيق ممزوج بالحزن، بينما جلس هو على حافة السرير بهدوء، فظلت تنظر له لبرهه، تنظر لبرودة و لامبالاته لتندفع بقولها
- انت لية كدة؟، ليه بتعاملني بالطريقة دي، ليه مش بتحسسني اني مهمة بالنسبالك او على الأقل تقدرني، النهاردة عيدميلادي و شوف انت عملت ايه، النهادة كنت عايزة يبقى يوم مميز، يوم مميز معاك انت مع الشخص اللي حبيته
تنفست بعمق قبل ان تكمل بحزن و صوت متحشرج.

- عايزة اعرف، انت لية مصر تهدم كل لحظة حلوة بحاول اعملها لينا، انت بتهدم كل حاجة ببرودك
تقدمت منه و هي تكمل
- تعرف ان برودك دة بيدمرني، بيخليني ايأس اني اوصلك
- محدش قالك توصليلي
قالها بثبات و هو يرفع نظراته لها، فتوقفت في مكانها و حدقت به لبرهه قبل ان تخفض رأسها و تبتسم إبتسامة جانبية ساخرة و تقول بخفوت
- قلبي قالي، و للأسف، مشيت وراه
- للأسف.

قالها بتهكم و هو ينهض ليتخاطاها و لكنها اوقفته عندما امسكت بذراعه و هي مخفضة الرأس، فنظر لها فقالت بصوت متحشرج
- لآخر مرة هسألك، وعايزاك تجاوبني التفتت برأسها و نظرت له و اكملت
- شعورك ناحيتي اية؟، مش بتكنلي اي مشاعر حتى لو لواحد في المية؟
تعمق في النظر لحدقتيها التي تنظر له بقلق و خوف من رده الذي سيجرحها، فتح شفتيه و قبل ان يخرج حروفه اسرعت بقولها.

- فكر في اجابتك لأني، هعتبر اجابتك الكرت الأخضر اللي يسمحلي بأني اكمل او الكرت الاحمر اللي بيقولي فوقي من وهمك
ضغط على قبضته بقوة و هو ينقل نظراته امامة قبل ان يقول اجابته، فأغمضت ريحانة جفونها و قطعت انفاسها و هي تشعر بالخوف من اجابته المتوقعة.
- لا، مش بكنلك اي مشاعر، و لا حتى لواحد في المية.

سالت دموعها على وجنتيها و هي تفتح جفونها و تنظر له بألم قبل ان تعود لتلتقط انفاسها و تبلع لعابها و تقول و هي تحاول التماسك
- يعني اجابتك الكرت الاحمر
التفت و نظر لها، فتركت ذراعه و هي ترسم على شفتيها إبتسامة حزينة لتكمل بصوت لم تستطيع جعلة طبيعيا
- شكرا على هديتك لعيدميلادي
انهت جملتها لتلتفت و تتجة للباب و تغادر، بينما ظل الشيطان ينظر لها حتى اختفت خلف ذلك الباب و من ثم همس بألم و هو يتراجع للخلف.

- اسف.

خرجت ريحانة من جناحه و دموعها تنهمر على وجنتيها دون توقف، و شعورها بالحسرة و الخيبة و الشفقة على حالها يمتلكها، فقد ايقنت انه لا يحبها و ان كل ما شعرت به كان وهم منها، نزلت السلالم و هي تزداد في نحيبها، لم تلاحظ ذلك الهدوء المخيف، فقد كان القصر خاليا من الحراس و هي تخرج منه، توقفت بعد ان خرجت من بوابة القصر و التفتت لترفع رأسها و تنظر للأعلى حيث نوافذ جناح الشيطان فوجدته ينظر لها من خلف زجاج نافذته، فهمست بقهرو هي تنظر له.

- بكرهك يا بيجاد
بعد ان انهت جملتها وجدته يتراجع للخلف راكضا، فقضبت جبينها بإستغراب و من ثم شهقت عندما وضع احدهم يده على انفها من خلفها، حاولت التملص ولكنها فشلت فقد شعرت بالدوار و خلال ثواني سقطت بين ذراعي ذلك الشخص فاقدة الوعي لاثر المخدر.

نزل الشيطان السلالم بسرعة و هو يتمتم بأسمها و هو يشعر بالخوف عليها، بالخوف من ان يفقدها، ركض في الممر بأكثر سرعة لديه و خرج من بوابة القصر، حاول ان يزيد من سرعته ليلحق تلك السيارة التي اخذت ريحانة و لكنه فشل.

- روحتوا فين؟، ازاي تسيبوا القصر بدون حراسة
قالها الشيطان بغضب جامح لحراسه الذين يقفون امامة و هم مخفضون الرأس، لا يعرفون بما يجيبونه، فصرخ بهم مرة آخرى
- حد يجاوني
تنحنح احد الحراس و قال بصوت مرتجف بعض الشيء
- احنا جتلنا اوامر من حضرتك اننا ناخد استراحه و...
قاطعه الشيطان بصراخه الغاضب - و انتوا ازاي تصدقوا حاجة زي دي!، انا من امتى بدي استراحه.
قال حارس آخر بندم
- اسفين يا سيدنا
فال آخر.

- اسفين، مكنش لازم ننخدع
التف الشيطان حول المكتب و جلس على الكرسي وهو يتنفس بغضب، قال بصوت مرتفع شرس
- دورولي على جلال، اعرفولي المكان اللي اخد فيه ريحانة
- حاضر يا سيدنا
- و انت يا صبري، انشر في القرية خبر ان اللي يشوف جلال او يعرف مكانه يجي يخبر و ليه جايزة.

قالها الشيطان لصبري احد حراسه ، فأومأ برأسه و من ثم انصرفوا جميعا، فسند الشيطان مرفقيه على طاولة المكتب و وضع وجهه بين كفيه و هو يتنفس بخشونة و يتمتم بغضب و قهر
- انا غلطان، انا غبي، انا اللي سبتها
و من ثم بدا في ضرب طاولة المكتب بقبضته.

بعد منتصف الليل
فتحت ريحانة جفونها بصعوبة و نقلت نظراتها حولها بتشتت فقد كانت رؤيتها غير واضجة، فقالت بوهن
- انا فين؟
- ريحانتي، انتي معايا يا قلبي
قالها جلال، فنظرت له و همست
- جلال!
و من ثم فقدت الوعي مرة آخرى.

اليوم التالي
- يعني اية ملهمش اثر في القرية، جبهولي من تحت الأرض
صرخ بها الشيطان، فأومأ الحارس برأسه بخوف، فأكمل الشيطان
- و دوروا في القرى اللي جمبنا و على الحدود
- حاضر يا سيدنا
و من ثم انصرف، فجلس الشيطان على الأركية و هو يتمتم بتوعد
- مش هتفلت مني يا جلال، مش هسيبك.

اعتدلت ريحانة و هي تمسك برأسها الذي يؤلمها، نقلت نظراتها حولها بعدم إدراك و نهضت من على السرير و إتجهت بخطوات بطيئة للنافذة و توقفت امامها لتنظر من خلف الزجاج على هذا المكان الغريب التي لا تعرفه، نظرت للجبال القريبة بعض الشيء من مقرها، فقضبت حاجبيها بإستغراب و هي تتسأل، من اتى بها لهذا المكان؟، الشيطان؟!
- صحيتي اخيرا، صباح الخير، ريحانتي.

قالها جلال و هو يدخل لغرفتها، فأتسعت مقلتيها و التفتت سريعا بعد ان ادركت ان هذا صوت جلال، و هتفت بصدمة
- جلال!، انت...
قاطعها و هو يتقدم
- ايوة انا، وحشتك صح؟
طبقت جفونها للحظات فلعلها تتخيل و لكنها ادركت انه امامها بالفعل بعد ان فتحت جفونها و وجدته، فقالت بخفوت
- انا بعمل اية هنا، معاك؟
وضع الصنية التي كان يحملها على الكومود و تجاهل سؤالها و قال بهدوء
- تعالي افطري، يلا
تقدمت منه و قالت بحدة.

- جاوبني، انا ازاي هنا؟ و معاك؟
- انا جبتك
تذكرت ما حدث بالليلة الماضية، فقالت
- قصدك خطفتني
- الاتنين واحد
قالها بهدوء و من ثم امسك برغيف الخبز و وضع فيه الكثير من الجبن و قدمه لها، فأزاحت يده بحدة و قالت
- انا عايزة امشي من هنا، مش عايزة ابقى معاك
نظر لرغيف الخبر الملقي على الأرض بهدوء و من ثم نقل نظراته لها و قال
- مش كدة عيب؟
إتجهت للباب بخطوات غاضبة و هي تقول
- انا همشي
نظر امامه و إبتسم و قال.

- امشي، و هجيبك تاني
فتحت الباب و غادرت، فنهض و سار بهدوء خلفها، نزلت السلالم سريعا و من ثم سارت في الممر و قبل ان تخرج من الباب الرئيسي صرخت بألم عندما امسك بشعرها بقسوة و جذبه له ليسير بها للداخل، فهتفت بألم
- سيبني، عايزة امشي
سحبها للأعلى و ادخلها غرفتها مرة آخرى و القاها على السرير بقسوة فتألمت، قال بهدوء
- هتمشي و هتروحي فين؟، انتي مكانك هنا، جمبي.

رفعت رأسها ونظرت له و هي تبعد خصلات شعرها من على وجهها و قالت بحدة
- انا مكاني مش هنا
- امال مكانك فين؟، عند الشيطان!
قال الأخيرة بإستخفاف و اكمل بحزم
- انتي مكانك هنا، جمبي، حتى لو انا مش جوزك، فانتي ليا
انهى جملته و إتجة للباب، فهتفت
- انا مش ليك
توقف امام الباب و نظر لها من فوق كتفه و هو يلويها ظهرها و قال بثبات
- مدام انتي مش ليا، يبقى انتي مش لحد غيري.

انهى جملته و غادر، فأمسكت هي بالوسادة و القتها بحدة على الباب و من ثم بكت بقهر.

- سيدنا، في واحد من اهل القرية عايز يقابلك
قالها الحارس للشيطان الذي قال
- مش عايز اقابل حد
اومأ الحارس برأسه و غادر ليخبر الآخر بما قاله سيده، و بعد دقائق عاد الحارس و دخل للشيطان و قال
- سيدنا، الراجل بيقول ان ليه فلوس عند حضرتك
- عندي!
- ايوة، بيقول انه وصل الانسة...
قاطعة الشيطان بنفاذ صبر
- قله بعدين.

اومأ الحارس برأسه و غادر، بينما عاد الشيطان برأسها للخلف و هو يتنهد بعمق، بعد دقائق دخل الحارس مرة آخرى، فهتف الشيطان بغضب
- اية تاني؟
بلع الحارس لعابه بتوتر و قال
- السيد عز الدين برة
- دخله
بعد ثواني، دخل عز الدين و جلس و هو يقول
- هو في اية؟، لية رجالتك منتشرين في القرية كلها؟ نظر له الشيطان و قال بوهن
- ريحانة اتخطفت
- نعم!
هتف بها عز الدين بصدمة و اكمل
- مين خطفها؟
- جلال
- جلال يا ابن ال.

طيق الشيطان جفونة و تنفس بعمق، بينما حدق به عز الدين و سأله بهدوء
- انت قلقان عليها؟
اومأ الشيطان برأسه، فقال عز الدين
- باين عليك
فتح الشيطان و اقترب من طاولة المكتب ليسند عليها بمرفقيه و يقول لعز الدين
- ساعدني، دور معايا عليها و اسألي ايمن على الاماكن اللي بتاعت جلال، اكيد هو هيعرف لأنه كان من رجالة جلال
- حاضر.

قالها عز الدين قبل ان ينهض و يتجة للباب و لكنه توقف في المنتصف ليلتفت للشيطان و يقول و هو يبتسم
- على فكرة، انا بدأت اشك فيك
قضب الشيطان جبينه بعدم فهم، بينما التفت عز الدين و غادر.

بعد مرور بعض الوقت.

دخل جلال غرفة ريحانة فوجدها جالسة على الأريكة تضم قدميها لصدرها و هي تنظر من خلف زجاج النافذة بشرود، فتقدم و هو يحمل علبة مجوهرات مسطحة يخفيها خلف ظهره، و جلس خلفها على الأريكة و فتح شفتيه ليخرج حروفه و لكنها سبقته و قالت بجمود
- عايز اية
إبتسم و قال
-بصيلي، عايز اديكي حاجة
- مش عايزاها
- هديكي هدية عيدميلادك
- قلت مش عايزة.

تنفس بعمق قبل ان ينهض و يقف امامها و يجث على ركبتيه، فنظرت له بضيق فأظهر العلبة و وضعها امامها و قال
- افتحيها
تجاهلته و ابعدت نظراتها عنه، فمد يده و امسك بالعلبة و فتحها فظهر العقد المزيف الذي يخص الشيطان.
- جربيه، اكيد هيبقى حلو عليكي
قالها جلال و هو يمسك بالعقد و يقدمه لها، فأزاحت يده بحدة و قالت بشراسة
- مش هجرب حاجة و مش عايزة حاجة منك، ابعد عني بقى.

التفت برأسه و نظر للعقد الملقي على الأرض بهدوء و رسم على شفتيه إبتسامة جانبية غاضبة قبل ان يمد يده و يقبض على ذقنها بقسوة، فصرخت بفزع و ألم فقال بهدوء مخيف
- بصي يا حبيبتي، عشان نبقي عايشين مرتاحين لازم تبقي عارفه انك لو هتعامليني كويس هعاملك ملكة، و لو هتعاملين بطريقتك دي هعاملك بطريقتي و انتي جربتيها قبل كدة
انهى جملته و ترك ذقنها و نهض ليسير بضع خطوات ليأخذ العقد من على الأرض و يعود لها و يقول.

- يلى، جربيه
تجاهلته، فألتف حول الأريكة ليقف خلفها و يطوق العقد حول عنقها، فأمسكت بالعقد و القته على الارض مرة آخرى، فطوق عنقها من الخلف بيده بعنف فتأوهت حتى ادمعت عينيها، بينما اقترب من اذنها و همس
- حاولي تتأقلمي معايا خلال يومين عشان بعدها مش هتساهل معاكي يا، ريحانتي
ابتعد و سار للباب ولكنها اوقفته بقولها
- ومين قالك اني هبقى معاك ليومين كمان
نظر لها من فوق كتفه و هو يلويها ظهره و قال.

- لية مش هتبقي؟، لتكوني متوقعة ان الشيطان هيجي لهنا عشان ياخدك!
قال الأخيرة بإستخفاف قبل ان بنقل نظراته امامه و يغادر.
نهضت من على الأريكة و إتجهت للسرير و استلقت عليه لتدثر جسدها تحت الغطاء و تضمه لها و هي تطبق جفونها و تهمس بحزن
- عارفة، هو مش هيجي.

صعد الشيطان السلالم حتى وصل للطابق الثاني و سار في الممر حتى انحرف يمينا ليقف امام باب جناحه، وضع كفه على قبضة الباب و برمها بتردد، تقدم للداخل بخطوات بطيئة و هو ينقل نظراته حوله، توقف في المنتصف و هو يشعر بأنها حوله، رائحتها تملئ المكان و صوت ضحكاتها و صراخها و تمردها يسمعه، إرتسمت على شفتيه إبتسامة عندما تخيلها تتقدم منه و تهمس له بأسمه، اكمل تقدمه و إتجة للسرير و جلس على حافته و ظل صامتا لبرهه، مد يده و التقط وسادتها لينظر لها لبرهه قبل ان يقربها من انفه و يشم رائحتها و هو يضم الوسادة إليه و كأنها هي، ضمها اكثر عندما قفزت في عقله فكرة انه سيفقدها و للأبد، فهذة الفكرة تشعره بالخوف!

- لو حد سألك عني قله معرفش عنه حاجة و اياك تجيب سيرة عن البيت اللي جبتهولي دة
قالها جلال للطرف الآخر الذي قال
- حاضر، بس لية؟
- اعمل اللي بقولك عليه و بس
- حاضر
- بقولك، هو انت عرفت حد اني هنا؟
- لا
- كويس، و متعرفش حد
- حاضر
قالها الآخر بنفاذ صبر و اكمل
- سلام ورايا شعل.

و من ثم انهى المكالمة، فنهض جلال و خرج من غرفته و نزل السلالم و هو يضع قبعة على رأسه و كمامة سوداء على انفه ليخرج من الباب الرئيسي و يقول للحارس
- انا هغيب شوية، خلي بالك من ريحانة و حاسب لتهرب
- حاضر يا سيد جلال
اكمل جلال طريقة للخارج.

مساءا
دخل الشيطان لغرفة مكتبه و جلس على كرسي مكتبه، فقال عز الدين الذي يجلس على الكرسي المقابل للشيطان
- ها عرفت حاجة، وصلت لمكانها؟
- لا
قالها الشيطان بضيق، فقال عز الدين
- طب انا عرفتلك
- بجد
قالها الشيطان بلهفة و اكمل
- فينها؟، فين اخدها؟
- قرية بني سعيد
- قرية، بني سعيد!
قالها الشيطان بإستغراب و اكمل
- و عرفت منين ان دة المكان اللي فيه ريحانة؟

- بص انا مش متأكد انه اخدها لهناك بس الخدامة بتاعت ريحانة اللي كانت في قصر جلال قالت انها سمعت ان جلال بيجهز بيت في قرية بني سعيد، فأنا اتوقعت انه اخدها هناك مدام حراسك ملقوهوش في القرية
نظر له الشيطان لبرهه قبل ان يمسك بهاتفه و يضغط على بضعة ارقام ليتصل بحاكم قرية بني سعيد
- بتتصل بمين؟
قالها عز الديك فأجابه الشيطان
- سعيد
و بعد محاولات كثيرة القى الشيطان بالهاتف على طاولة المكتب بغضب و قال
- مش بيرد.

و من ثم نهض و قال
- انا هروح
- هتروح فين؟
- لقرية بني سعيد
- انت اتجننت!، ازاي هتروح و انت مش متأكد انها هناك
- ايوة مش متأكد بس احتمال كبير تكون هناك
- طب اتأكد على الاقل
- هتأكد متقلقش
اخذ الشيطان هاتفه و غادر و هو يتصل بالشخص الوحيد الذي سيتمكن من معرفة مكان البيت الذي اخذه جلال في قرية بني سعيد.

صعد جلال السلالم و هو يحمل صينية بها طعام، إتجة لغرفة ريحانة و طرق على الباب بخفة و من ثم دخل و هو يقول
- ريحانتي، حبيبتي، يلا ت...
توقف جلال عن إكمال جملته عندما لم يجدها، نقل نظراته حوله و هو يقول
- ريحانة، انتي فين؟
تقدم و وضع الصينية على الكومود.

كانت ريحانة تختبئ خلف الباب و هي تمسك بمزهرية، تقدمت منه من الخلف بخفة و هي ترفع يدها الممسكة بالزهرية و هي تنوي ضربه بها و قبل ان تفعل وجدته يلتفت و يمسك بيدها، فأتسعت مقلتيها في صدمة، فإبتسم و اخذ منها المزهرية و هو يطأطأ و يقول
- بقيتي عنيفة جدا
انهى جملته و دفعها على السرير و قال هو يضع المزهرية على الأرض و يتجة للباب
- عايز لما ارجع الاقيكي ماكله الأكل دة كله.

و من ثم غادر، فرفعت رأسها و ابعدت خصلات شعرها من على وجهها بعنف و هي تقول بصوت مرتفع
- مش هاكل حاجة، انا همشي من هنا يا جلال، همشي
قالت الأخيرة بصوت متحشرج و من ثم اخفضت رأسها و سالت دموعها على وجنتيها لشعورها بالعجز.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة