قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الرابع

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الرابع

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الرابع

تشعر بما يحدث حولها، صوت الطبيب ومن ثم صوت زهرة التي تنادي بأسمها بقلق، بدأت تتململ وتفتح عينيها ببطئ، نظرت ل زهرة التي إبتسمت بإرتياح عندما وجدتها تستيقظ، ومن ثم مررت ناظريها حولها لم تجد احد فأعادت ناظريها لزهرة التي بدأت في الحديث
- حمدالله على سلامتك يا انسة ريحانة، انتِ كويسة دلوقتي؟، الحكيم قال انك اتعرضتي لإنهيار عصبي بس جت بسيطة الحمدالله...

لم تعد تسمع حديث زهرة الباقي، ولا تراها، فقد عادت بها ذاكرتها للماضي التي ظنت انها نسيته.

كانت تسكن في منزل صغير يتكون من غرفة واحدة ومطبخ صغير وحمام، كانت في العاشرة من عمرها، تتذكر ذلك اليوم الذي اتت فيه والدتها بعد إنتهاء ايام العدة لوفاة زوجها، آتية ومعها رجل غريب، تتذكر في حينها قول والدتها وهي تقدمه بسعادة لها
- تعالي يا ريحانة يا حبيبتي، سلمي على باباكي الجديد، وجوزي
تتذكر صدمتها و رفضها للأمر وللأسف رفضها لم يغير شيء.

عندما حل المساء، كانت نائمة على الأرض في غرفة النوم، كانت ترتجف تحت ذلك الغطاء، ضاغطه على اذنيها بكفيها بقوة وهي ترتجف بخوف كلما تسمع صوت تأوهات والدتها وهي تقيم علاقتها الزوجية مع الزوج الجديد، اتتخيلون، طفلة لم تصل لسن المراهقة بعد ترى و تسمع ما يحدث بين زوجين!

استيقظت من ذكرياتها على اثر يد زهرة التي تمسك بيدها التي بدأت ترتجف، سحبت يدها واعتدلت جالسة ومن ثم ضغطت على يدها بقوة وقالت بصوت ضعيف
- عايزة ابقى لوحدي
اومأت زهرة برأسها وقالت وهي تنهض
- لو احتجتي حاجة ناديني، هبقى اعدي عليكِ عشان اديكي الدوا
- انا كويسة ومش محتاجة ادوية، ممكن تسيبيني لوحدي
قالتها بإقتضاب، فغادرت زهرة بهدوء.

اغمضت عينيها بتعب فظهرت لها صورة والدتها وزوجها في تلك الحالة، هزت رأسها بعنف وهي تهمس بس، بس ، فتحت عينيها ومن ثم ازالت الغطاء من على جسدها وانزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض ونهضت، اقتربت من الطاولة لتأخذ كوب الماء، وضعت يدها المرتجفه على الكوب وحملته فكاد ان يسقط من بين يديها ولكن وجدت شخص يلتقطه من يدها قبل ان يفلت منها، رفعت ناظريها فوجدته، فتراجعت للخلف تلقائيا وبخوف، ارتسمت على وجهه إبتسامة جانبية وقال.

- مش عايزة تشربي!
قالت بصوت خافت مرتجف قليلا
- مش عايزة
اومأ برأسه وهو يعيد الكوب مكانه ومن ثم وضع يديه في جيوب بنطاله وقال بجمود
- ليكي حق تخافي مني، بس مش لدرجة اللي حصل، ولا اية؟!
نظرت له و صمتت، فأكمل بغموض
- وراكي ماضي كبير وغامض، وفي يوم هيتكشف
شعرت بأنه يعرف شيء عنها او ما شابه، ولكنها تجاهلت شعورها وكذبته، نظرت له بإستنكار وبعض من الضيق عندما قال بتهكم
- مش ناوية تغيري الشوال اللي لابساه دة!

- عاجبني
- ماشي، خليكِ لابساه، حلو عليكِ
لم ترد، فأكمل بهدوء هو يلتفت
- تعالي ورايا
- لفين؟
لم يُجيبها، فسارت خلفه لخارج الجناح، اخذها لأحد الغرف الكبيرة والواسعة جدا، كانت غرفة الطعام حيث في منتصفها سفرة كبيرة جدا ممتلئة بأصناف متعددة من الطعام، كانت رائحه الطعام تملأ الغرفة، رائحته شهية فعلا، بدأت تشعر بالجوع و لكن تجاهلت شعورها بالجوع و قالت
- جبتني هنا لية؟

كان قد جلس على السفرة، فألتفت لها ونظر بسخرية، فقالت
- انا مش عايزة اكل
- تعالي اقعدي
قالها بهدوء
- قلت مش عايزة اكل، هرجع ل...
قاطعها بصرامة افزعتها قليلا
- قلت تعالي اقعدي، مش هعيد كلامي
خضعت لأوامره واتت ان تجلس في احد المقاعد البعيدة فأمرها ان تجلس بالمقعد الذي بجانبه، كادت ان ترفض ولكن نظرته الحادة لها جعلتها تنفذ ما امرها به، ظلت تنظر للطعام ولم تأكل منه شيء، فقال بعد ان بلع الطعام الموجود في فمه.

- كُلي
- مش عايزة
- مش بمزاجك
نظرت له ورفعت حاجبها بإستنكاء عندما اكمل...
- مادام قعدتي على السفرة هنا ومعايا يعني لازم تاكلي وإلا هتشوفي تصرف مش هيعجبك
- يعني اكل بالعافية!
تجاهل قولها وامسك بقطعه اللحم ووضعها في فمها بالقوة، فنظرت له بغضب و هي تحاول مضغها، إبتسم لها بطريقه مستفزة واكمل طعامه.

بعد ان انتهوا من تناول الطعام، غادر هو القصر بينما هي عادت للجناح وهي تشعر بالراحة فقد علمت ان اليوم هو يشرف بنفسه على القرية و لن يعود إلى غدا صباحا، فدخلت للجناح ونامت سريعاً على اثر الدواء الذي تناولته.

عاد للقصر على الثالثة بعد منتصف الليل على غير ما سمعت هي، إتجه لجناحه ودخله فوجدها نائمه على السرير بسلام، إتجه للخزانة واخرج ملابسه ليتجه للحمام ويأخذ حمام ساخن يريحه، بعد ان انتهى من حمامه الساخن خرج وإتجه للسرير واراح جسده عليه، اقترب منها وحاوطها بذراعه من خصرها ليصطدم ظهرها بصدره القوي.

كانت هي نائمه، فتحت عينيها بفزع عندما شعرت بيد تُضع عليها، نظرت من فوق كتفها فوجدته هو، فأرتجف جسدها لا إراديا، سمعته يهمس في اذنها
- متخافيش، مش هعملك حاجة
اعادت رأسها للوضع السابق ومن ثم اغلقت عينيها بألم، فهي مجبرة على تحمل كل هذا، صارت تبكي في صمت، لم تنم طوال الليل.

اشرقت شمس يوم جديد
شعرت بحركته فأغمضت عينيها ومثلت النوم، و اتقنته، فتح عينيه ببطئ ووقعت نظراته عليها، فهو كان على نفس الوضعية التي نام بها وهي ايضا، إبتعد عنها ببرود وإتجه للحمام، ففتحت عينها بعد ان سمعت صوت إغلاقه لباب الحمام، اعتدلت وهي تتثاءب.

ظلت جالسة، ساكنة في مكانها دون ان تفعل شيء، بعد مرور ربع ساعة تقريبا، سمعت صوت توقف تدفق المياة فعلمت انه سيخرج في اي لحظة فأستلقت على السرير ومثلت النوم مرة آخرى.

خرج من الحمام وهو يضع منشفة صغيرة على كتفه، التفت ليراها فوجدها على حالتها، نائمه، فإتجه نحو الخزانة وفتح الدرفة الوسطى بالمفتاح، فتحت عينيها وكانت تتابعه بالخفاء، وجدته يخرج اوراق من الرفوف الموجودة داخل الضلفة الوسطى، اثناء قرائته للورق شعر بأنها استيقظت فألتفت فوجدها تعتدل لوضع الجلوس، قال وهو ينظر لها
- شكلك نمتي كويس!
- نمت كويس اوي
قالتها بسخرية، إبتسم إبتسامة جانبية وقال وهو يلتفت
- اكيد.

و من ثم اعاد الورق مكانه واغلق الخزانة، إتجه للباب وهو يقول
- خلصي و إنزلي عشان تفطري
نظرت للساعة وقالت
- مش عايزة افطر
- متتأخريش
فتح الباب وغادر، فنهضت هي مسرعة وإتجهت للخزانة لتفتح الضلفة الوسطى منها، و فتحت، فهو لم يغلقها بالمفتاح، نظرت بحيرة للأوراق الكثيرة الموجودة في الخزانة، التقطت بعض الأورق واخذت تنظر فيهم و تقرأهم.

انتفضت بفزع عندما سمعت طرقات احدهم على الباب، فأعادت الورق للخزانة سريعا واغلقتها ومن ثم هتفت سامحة للطارق بالدخول، و كانت زهرة، دلفت الاخيرة للجناح وهي تحمل بعض الملابس الجديدة، قالت بإبتسامة
- صباح الخير انسة ريحانة، إن شاء الله تكوني احسن النهاردة
اومأت برأسها، بينما تقدمت منها زهرة و هي تقول
- السيد الشيطان بيقدملك اللبس دة
و اعطتها اياه، اخذتها منها ريحانة وقالت بإستغراب
- ليا؟

- ايوة، و كمان لسة جديد
فهمت، أومأت برأسها وهي تنظر للملابس، بينما اكملت زهرة حديثها
- وكمان بيأمرك ان خلال عشر دقايق تكوني تحت واقتربت منها وهمست والسيد جلال بيقولك ا..
قاطعتها وهي ترفع رأسها وفي عينيها لهفة كبيرة وهي تقول
- جلال، جلال عامل اية؟، بتقوليله عن حالتي ازاي هنا؟ مش عايز يرجعني؟
ردت زهرة بهدوء وهي تشعر بالشفقة عليها
- اي حاجة بعرفها عنك بوصلها له، و عرفته انك اتعرضتي لأنهيار عصبي.

- وردت فعله؟
قالتها بلهفة وامل وعلى وجهها إبتسامة، فكذبت زهرة عندما رأت لهفتها الكبيرة
- قلق عليكِ اوي
- و ها بيقولك اية كان
قاطتعها بلهفة اكثر، فقالت زهرة
- بيقولك انك تستعجلي وتجيبي المعلومات اللي طلبها
تلاشت إبتسامتها و ظهرت سحابة حزن في عينيها، أومأت برأسها بقهر وألم.

دلفت لغرفة الطعام، جلست في مكانها بهدوء، فأقتربت الخادمة وبدأت في تقديم الطعام وبعد ان انتهت، غادرت، قال بحدة وهو ينظر للجريدة الذي يقرأها
- مش قلت عشر دقايق ومتتأخريش
- مش نزلت!
ابعد الجريدة قليلا ورمقها بإنزعاج، كاد ان يقول شيء ولكنها سبقته
- عايزة اشوف القصر
طوى الجريدة ووضعها على الطاولة الصغيرة وبدأ في تناول طعامه وقد تجاهل طلبها، نظرت له بضيق قبل ان تنظر لطبقها وتبدأ في الأكل هي الاخرى.

بعد ان انتهى من تناول طعامه، امسك بالمناديل ليمسح يديه ونادى على احد الخدم فأتت احداهم، فقال وهو ينظر لريحانة
- خدي ريحانة ووريها القصر
اومأت الخادمة برأسها، بينما مسحت ريحانة يدها بالمناديل ونهضت لتذهب مع الخادمة.

ضرب جلال بقبضته على المكتب بغضب وهو يقول
- يعني اية مرضيش يخرج البضاعة من الحدود إلا لما يفتشها! هو مش عارف دي بتاعة مين ولا اية
قال احد رجاله بخفوت
- الظاهر ان وصله اخبار على ان البضاعة دي فيها سلاح
نهض بغضب وقال
- حتى لو وصلتله أخبار زي دي، إحنا كان بينا اتفاق وهو خالفه، و البادي اظلم
و غادر غرفة مكتبه ومن ثم القصر.

كانت تنظر لكل غرفة وكل مكان تدخله في هذا القصر بإنبهار، كان القصر كبير جدا وكان يتميز بزخرفات وديكورات حديثة لم تراها من قبل، توقفت في منتصف الممر في الطابق الثالث عندما لاحظت انعزال احد الغرف عن الباقي واختلاف ترتيب الغرف في هذا الطابق عن البقية، فسألت الخادمة بحيرة وهي تشير للغرفة المنعزلة
- هو في اية في الأوضة دي عشان تبقى بعيدة عن الباقي؟ ثم اخفضت صوتها و اكملت في سر اكيد.

ابتسمت الخادمة و اتت ان ترد و لكن قاطعها صوت الفتاة التي كانت تخرج من تلك الغرفة
- حاجة متخصكيش انك تسألي عليها
رفعت ريحانة حاجبها بدهشة وهي تقول
- انتِ مين؟
- المفروض انا اللي اسألك مش انتِ!
- انا ريحان...
قاطعتها بقولها المستفز
- اممم، اكيد انتِ واحدة جديدة من اللي بيرخصوا نفسهم له، صح!
شعرت ريحانة بالغضب من قولها، فقالت
- لمي لسانك يا انتِ
إبتسمت إبتسامه ساخرة وتجاهلتها، امرت الخادمة ب.

- جيبيلي قهوة، انا في اوضتي
اومأت الخادمة برأسها، بينما غادرت الفتاة فألتفتت ريحانة للخادمة وسألتها بغيظ
- مين دي؟
- دي الأنسة عايدة اخت السيد الشيطان من الأم
اومأت برأسها بشرود، فأكملت الخادمة
- عن اذنك، انا هروح اعمل القهور للأنسة وهبعتلك خدامة تكمل معاكي
- ماشي.

و غادرت الخادمة، بينما ظلت ريحانة واقفة، تنظر للغرفة، هل تتقدم و تدخلها لتعرف ما فيها، فربما تجد اي شيء توصله لجلال، اقتربت من الباب بخطوات سريعة حتى وصلت له، وضعت يدها على مقبض الباب واتت ان تبرمها وتدخل و لكن مجيء الخادمة المُفاجئ والسريع جعلها تنتفض، عندما رأت الخادمة انتفاضها اعتذرت
- اسفة مكنش قصدي اني اخضك، بس كنتي بتعملي اية؟
هزت ريحانة رأسها اكثر من مرات قبل ان تقول بتلعثم خفيف.

- اا، كنت مستنياكِ، اة مستنياكِ ثم اكملت بمرح مصطنع مش يلا؟
اومأت الخادمة برأسها و سارت خلفها.

ترجل جلال من السيارة وظل واقف لبرهة وهو ينظر للقصر بطمع
- في يوم هيبقى كل القصر دة بتاعي
قال هذه الجملة قبل ان يتجه لبوابة القصر الداخلية، دخل للقصر منفرد دون حراسه وإتجه لمكتب الشيطان، كان الاخير جالس على كرسي مكتبه و هو يريح رأسه للخلف ومغمض العينين، فتح عينيه بهدوء عندما شعر بدخول الحارس الذي حياه ومن ثم قال
- السيد جلال برة طالب مقابلة حضرتك.

أمره بأن يدخله، فخلال ثواني كان جلال يقف امام الشيطان
رفع الشيطان ناظريه له ببرود وقال
- شكلك جاي تتكلم عن البضاعة
- انت خالفت الأتفاق اللي بينا
- اي اتفاق!
قالها الشيطان بطريقة مستفزة، فرد جلال بإنفعال
- اي اتفاق!؟، انت هتستعبط
ظلت نظرته الباردة كما هي، فأكمل جلال بنفاذ صبر
-هفكرك، اتفاق انك متتعرضش ليا ولا لأي حاجة تخصني بالذات شغلي
- لغيت الأتفاق دة
قالها، فرد جلال بحدة
- مش بمزاجك تلغيه وقت ما انت عايز.

- بمزاجي، لما اعرف ان البضاعة فيها سلاح
- مش اول مرة يبقى فيها سلاح وانت عارف
نهض ودار حول المكتب حتى وقف امام جلال، تحولت نظراته للحدة وقال بهدوء مخيف
- انت عارف ان اكره ما عندي الخيانة او مخالفة الأتفاق، و انت عملت كدة
بلع جلال ريقه بصعوبة و قال
- امتى خالفت الأتفاق؟
امسك بياقة قميصه وجذبه له بخشونة وقال بغضب.

- بلاش تعيش دور العبيط، انت عارف انا بتكلم على اية كويس وعارف كمان ان بعملتك ممكن اطير رقبتك واخلص منك ومن حركاتك القذرة
تركه بغير رفق وقال بهدوء زهز يغمز له
- بس لا، هستنى عليك شوية لغاية ما تجيب اخرك معايا
ثم عاد لكرسي مكتبه وجلس واضعاً قدم على الآخرى، فنظر جلال له بغيظ و قال وهو يرفع سبابته بتوعد
- في يوم هتتبدل الأدوار، ووقتها مش هرحمك
إبتسم بسخرية و قال
- صبر نفسك بالكلمتين دول.

التفت جلال وغادر مكتب الشيطان وهو يستشيط غيظا وغضبا، كانت ريحانة تنزل على سلالم القصر وخلفها الخادمة، توقفت بصدمة عندما رأت جلال يسير في ممر الطابق، هزت رأسها غير مصدقة و من ثم إرتسمت إبتسامة على وجهها كادت ان تصل لأذنها وهي تنزل السلالم ببطئ. بينما كان هو يسير فتوقف فجأة امام السلم عندما شم رائحتها الذي يعرفها جيدا، فألتفت، فوجدها، شعرت هي بدقات قلبها التي اصبحت تنبض بقوة لإشتياقها له، نظرت له بلهفة وسعادة ولكنه قابل نظراتها تلك بجفاء نظراته لها، ألمتها، مرت ثواني ومن ثم التفت و غادر.

شعرت بالدموع تمتلأ في مقلتيها، فألتفتت سريعا وركضت لإتجاه الجناح التي تقيم فيه وقد رأتها زهرة، فلحقتها بعد ان اغلقت مع المتحدث.

طرق الباب احد الشباب العاملين لديه، دخل بعد سماع الأذن من الشيطان
- شكلك جبتلي المعلومات اللي عايزها
قالها الشيطان بإبتسامة جانبية فور دخول الشاب، فإبتسم الشاب وهو يتقدم ويقول
- عرفنا مكانه اخيرا، كان مستخبي في بيت المزرعة بتاع ابوه الجندي في القرية الرابعة، وهو حاليا هناك ورجالتنا محاصرينه ومستنين اوامرك
اومأ برأسه وقال بقسوة
- نزلوه الميدان، وجمعوا الناس، إعداموه النهاردة، إعدام الخينة.

اومأ الشاب برأسها ومن ثم استأذن وغادر ليفعل ما امره به سيده، بينما هو اعاد رأسه للخلف بعد ان التقط سيجارته الفاخرة واشعلها بتلذذ وهو ينظر للهاوية من بين دخانها، قال بتوعد شيطاني
- مهما هربتوا وروحتوا فين، هلاقيكم وهقتلكم واحد واحد
بعد ان انهى جملته، نفث دخان سيجارته بتلذذ اكثر.

جالسة ريحانة على حافة السرير واضعة كفيها على وجهها وهي تبكي، تشعر بألم كبير يعتصر قلبها، طرقت زهرة الباب قبل ان تدلف للجناح، تقدمت وجلست بجانبها، ربتت على ظهر ريحانة بحنان وهي صامتة، فهي تعلم لما تبكي وتشعر بالشفقة عليها، بعد مرور وقت ليس بكثير، تنهدت زهرة وهي تقول
- بتعيطي لية؟، متعيطيش
رفعت رحيانة رأسها وقالت من بين شهقات بكائها.

- لية بيعاملني كدة؟!، هو انا بقيت و لا حاجة بالنسبة له عشان يعاملني بقسوته دي ولو حتى نظرة
- له عذر، متنسيش انك في قصر الشيطان ولو حد شاف اي رد فعل له وليكِ غيراللي حصل كنتٍ هتبقي محور شك
نظرت لها ريحانة وقد توقفت دموعها عن التساقط، و قالت ببلاهة
- بجد!، صح
و من ثم إبتسمت بإرتياح، فقالت زهرة
- طيب، يلا قومي و اغسلي وشك قبل ما الشيطان يرجع الجناح
نظرت بإستغراب وقالت بتساؤل
- مش المفروض هو في الشغل؟
- لا.

اومأت برأسها بسخط.

يقف الناس في الميدان يتهامسون حول المنصة عن ذلك الشاب الذي يبدو عليه انه تلقى الكثير من اللكمات والضربات حتى نزف انفه وتورم وجهه، يمسكه رجلين ضخمين البنية من ذراعيه.
كانت ريحانة تقف بعيدا عن ذلك العدد الكبيرمن الناس، كانت بجانب زهرة التي امرها الشيطان بأن تذهب للميدان وتأخذ ريحانة، فهذا الحدث مهم والشيطان يلزم اهل القرية جميعها بالحضور.

وصلت سيارته، فترجل السائق سريعا حتى يفتح الباب لسيده، فخرج من السيارة وهو يرتدي نظاراته الشمسية الفاخرة تلك التي تخفي قسوة وغضب نظراته عن الجميع، سار من بين الناس بعد ان اتاح حُراسه الطريق له، و ها قد وصل للمنصة وصعدها، وقف امام الشاب الذي سيلقى مصيره الآن، قال الشيطان بصوت عالي يمتلأ بالسخرية
- فاكر نفسك هتهرب مني!، اهو لاقيتك و هقتلك
صمت لثواني قبل ان يكمل ببرود
- تعرف انت غلطتك اية؟

رفع الشاب رأسه بصعوبه وألم لينظر له، فأجاب وهو يخلع نظارته الفاخرة حيث ظهرت قسوة حدقتيه
- غلطتك انك انت ابن الجندي
- ابويا كان اكتر واحد صادق و أمين معاك، بس انت واشكالك بتنكروا الناس اللي زيه ل...
قاطعه بقهقهته العالية التي تمتلأ بالإستمتاع ومن ثم قال وهو يجز على اسنانه
- بنكر الاشكال اللي زي ابوك و زيك، عشان كدة هتلحقه، تبقى تسلملي عليه بقى.

قال الأخيرة بسخرية قبل ان يشير لرجال خلفه فيتقدمون وهم حاملين زجاجات جاز ليسكبوها على الشاب حتى تملأه ومن ثم اخرج هو قداحته وضغط على زنادها فأخرجت النار، إرتسمت على وجهه إبتسامة شيطانية وهو يلقى القداحه على الشاب، فأشعلته، اخذت الناس تصرخ وتبكي وتسب، مع صرخات الشاب المخيفة.

أرتدى نظارته مرة آخرى ومن ثم التفت وعاد لسيارته بهدوء، بينما هي واقفة من بعيد مصدومة غير مصدقة ما حدث، التفتت لزهرة وقالت ومقلتيها ممتلأه بالدموع و يديها ترتجف قليلا
- نهايتي هتبقى كدة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة