قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الخامس

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الخامس

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الخامس

دخل القصر وسار بممره وهو يشعر براحه كبيرة، إتجه للسلالم بهدوء وصعدهم حتى وصل للطابق الثالث ومن ثم إتجه للغرفة المنعزلة عن البقية، ودخلها.

داخل الغرفة، كان واقف امام الشرفة الكبيرة ينظر للخارج وهو قاطب حاجبيه بحزم وهو يقول للشخص الذي خلفه بهدوء
- خلاص، قربت انهي عليهم كلهم، قربت اخلص انتقامي من القرية اللعينة دي وبعدين، بعدين مش هيفضل غيره، هموته، وهتلذذ وانا بعمل كدة، بعدها هبقى مرتاح وهقدر انام وانا ناسي كل الحصل زمان والصورة اللي في راسي هنا كان يشير على رأسه هنساها قربت.

و إرتسمت على وجهه إبتسامة جانبية شيطانية وعينيه تلمع بإصرار مخيف.

كانت ريحانة تسير في الشوارع بجانب زهرة عائدين للقصر، كانت شاردة فيما حدث منذ دقائق، تتخيل نفسها مكان ذلك الشاب، كلما تتخيل ذلك تشعر بالخوف يمتلكها كليا، هي لا تريد الموت بتلك الطريقة ابدا، هو شيطان ولن يرحمها إذا اكتشف حقيقتها، لن يرحمها حتما، سيقتلها حتى دون ان ترجف له جفن.
توقفت فجأة عن السير فنظرت لها زهرة بإستغراب، قالت ريحانة وعينيها تلمع من الدموع.

- مش عايزة اموت بالطريقة دي، انا خايفة اوي، انا، انا مش هعمل اي حاجة طلبها مني جلال، قوليله اني مش هقدر
نظرت لها زهرة بهدوء ولم تقل شيء، اومأت برأسها بهدوء وقالت
- نمشي!؟
اومأت ريحانة برأسها ومسحت الدموع التي سالت على وجنتيها ثم سارت مع زهرة.
لم ترد زهرة بأن ترجع ريحانة عن قرارها فهي تعلم نهاية ما سيحدث وتتمنى ان تصر ريحانة على قرارها هذا ولكن، ليس باليد حيلة كما يقولون.

بينما عند جلال
قطع الزجاج المكسورة مبعثرة على الأرض، جالس هو على الأريكة، ساند ذراعيه على ركبتيه و صدره يعلو و يهبط من سرعة تنفسه و كثرة غضبه وهو يقول
- قتله، قتله الكلب، دة بيقتل الكل بالدور وبعدين هيجي دوري، لازم اخلص عليه، لازم اخلص منه بأسرع وقت قبل ما يحصل العكس و يجي دوري.
ومن ثم رفع رأسه ونظر للرجل العجوز وقال بصرامة
- خلي بنتك تستعجل ريحانة، معنديش وقت
اومأ الرجل العجوز برأسه.

إتجهت ريحانة لغرفة الطعام فور دخولها لقصره بعد ما اخبرتها احد الخادمات بأمر منه ان تذهب لهناك، لم تكن تريد ان تراه ابدا، فهي متأكدة ان كلما تراه ستتذكر مقتل الشاب وستتخيل نفسها مكانه، ولكن ذهابها ليس بيدها!

وقفت امام باب الغرفة لثواني وهي تحاول جمع شتات نفسها ومن ثم دخلت، حاولت تجنب النظر إليه، جلست على السفرة و بدأت في تناول الطعام و هي شاردة فأصبحت تسقط الطعام على ملابسها دون إدراك منها، أخرجها من شرودها عندما قال بصوته الأجش
- بتفكري في اية؟، خايفه لتكوني مكانه؟
رفعت ناظريها التي تلمع ببعض من الخوف والقلق، و حاولت إخفاء ذلك، فقالت بثبوت اتقنته قليلا
- و ابقى مكانه ليه!

غمغم بغموض وهو ينظر لها بنظراته القاسيه الشرسه المسلطة عليها والتي جعلتها تشعر بالقلق، تحولت نظراته للبرود وهو يحول انظاره لطعامه مرة آخرى و يكمله، بينما هي نظرت لملابسها و نظفتها سريعا و من ثم حانت منها التفاتة سريعة لناحيته، فنظر لها من طرف عينيه فأرتبكت و نهضت بسرعة وقالت بصوت متلعثم بعض الشيء
- شبعت الحمدالله، هطلع اغير لبسي اللي اتوسخ دة.

و غادرت سريعا دون انتظار رد منه، هز رأسه بلا مبالاة و اكمل طعامه بهدوء.

دلفت للجناح وهي تتنفس الصعداء، فهي كانت تشعر بالأختناق هناك، معه، إتجهت للخزانة و فتحتها فوجدت تلك الملابس الفاضحة مكانها، أغلقت الخزانة بضيق وإتجهت لباب الجناح وامرت الحارس ان ينادي لها زهرة فأومأ برأسه والتفت ليغادر فوجد الشيطان يقف امامه فأنحنى إحتراما له، بينما قال هو بجمود و نظراته مسلطة عليها
- ارجع على شغلك.

اومأ الحارس برأسه و عاد لمكانه، بينما اقترب هو من باب الجناح، فتراجعت للداخل، دخل واغلق الباب.
لا تعلم لما تشعر بالخوف إلى هذه الدرجة، اصبحت يدها ترتجف ايضا فأمسكتها بكفها الآخر بقوة وقالت بعد ان استجمعت شتات نفسها قليلا
- لية خليته يمشي قبل ما يناديلي زهرة، كنت محتاجاها.

نظر لها ببرود قبل ان يتخطاها و يتجه للخزانة، فتح الخزانة -الضلفة الأولى- و اخرج احد الملابس النسائية المعلقة فيها و التفت لها وقذفه في وجهها، فألتقطته بعد ان اصطدم بوجهها، نظرت له بإستغراب و قالت بعد ان نظرت للملابس الذي قذفها لها
- اعمل في دة اية؟، رفعت حاجبها بإستنكار و اكملت بحذر متقولش انك عايزني البس دة!
التفت و بدأ في الأقتراب منها بعد ان اغلق الخزانة، و رد
- لو قلتلك اة، هتعملي اية؟

- مش هلبسة طبعا
قالتها بتلقائية رافضة ما يطلبه، وقف مقابلتها وعلى وجهه إرتسمت إبتسامة جانبية ساخرة و قال
- وهو بمزاجك مثلا!
صمتت، فقال ببرود وهو يتجه للسرير، و جلس
- مش بعيد كلامي مرتين، البسيه يلا
- قلت مش هلبسه
ورفعت الملابس و نظرت لها بتقذذ و اكملت بنفور
- انا البس دة!، دة فاضح اوي، و مين عارف مين لبسه قبلي...

شهقت بفزع عندما وجدته يقف امامها ويجذبها له من خصرها، ضمت الملابس لصدرها بقوة و هي تحملق به بفزع، بينما قال وعلى وجهه إبتسامته الباردة
- مش مهم مين لبسه قبلك، المهم اني عارف انه هيبقى عليكي حلو، ولا اية رأيك!
إتسعت إبتسامته بتلذذ عندما قرب انامله من وجهها وتلمسه، فأرتجف جسدها واعادت وجهها للخلف وهي تحاول ان تبتعد وهي تقول
- ابعد عني، اياك تقرب مني، او تلمسني
- مش بمزاجك
- انت واحد حقي، اااه.

تأوهت بألم عندما التقط فكها بين قبضته بقوة، وقال بهدوء مخيف
- شكلك محرمتيش بعد عقابي الاخير!
نقل نظراته لفمها و قال بمكر
- شكلك عايزة تجربي تاني
هزت رأسها بسرعة بلا و حاولت تبتعد ولكنه كان اقوى حيث يطبق على خصرها بإحكام وممسك بكفيها، اغمضت عينيها بقوة وهي مازالت تحاول الإبتعاد، لا تريد ان تكرر تلك التجربه القاسية عليها، فتحت عينيها عندما وجدته يبتعد عنها و يقول.

- البسي اللي في ايديك، و إلا هتشوفي تصرف مش هيعجبك
و جلس على الأريكة و أكمل بصرامة
- مش هعيد كلامي تاني
ركضت سريعا للحمام، اغلقت الباب بإحكام وسندت جسدها عليه وهي تتنفس الصعداء لإبتعاده عنها.

مستلقي على سريره، واضع ذراعيه تحت رأسه و هو شارد، استيقظ من شروده على صوت رنين هاتفه، التقطه من جانبه ليرد ويضع الهاتف على اذنه مباشرةً
- خير
تحدث الآخر، فرد جلال
- كل اللي اتفقنا عليه هيتم، بس مش دلوقتي، استنوا مني الإشارة بس
إرتسمت على وجهه إبتسامة جانبية وهو يسمع رد الطرف الأخر، رد و قد احدتت نظراته ولهجته
- نهايته على ايدي، متقلقش.

خرجت من الحمام بحذر بعد ان اخذت حمام ساخن، نظرت له كان مستلقي على الأريكة مغمض العينين، تنهدت وسارت بهدوء إلى حيث المرآه، وقفت امامها وازالت المنشفه من على شعرها المجعد وبدأت في تمشيطه، حولت نظراتها لصورته المنعكسة في المرآة و شردت في حياتها هنا ومعه، كيف ستظل هنا كل الفترة التي حددها جلال لها! لقد قررت انها لن تنفذ اي شيء طلبه جلال وبالتالي وجودها هنا في قصر الشيطان لا نفع له، انه فقط سيدمرها، فيجب عليها الهروب ام ماذا؟!، اخرجها من شرودها على صوته الأجش.

- اية اللي لابساه دة؟
التفتت ونظرت له حيث اعتدل عن وضعيته السابقة، كان ينظر لها ولملابسها بجمود، فقالت بخفوت
- جلبية
- انا قلتلك تلبسي دة!
قالها ببعض من الحدة، فبلعت ريقها بتوتر وقالت بخفوت
- انا قلتلك مش هقدر البس اللبس اللي قلتلي البسه
نهض وسار بخطوات ثابته متجها لها، وقف امامها بجمود وهو ينظر لعينيها العسليتين وقال بهدوء فيه لهجه للتحذير.

- هعديهالك المرة دي، و دي آخر مرة، صدقيني لو فضلتي تعاندي وتتصرفي تصرفاتك دي هتشوفي وشي التاني، وش الشيطان، فأتقي شري احسن يا، ريحانة.

بعد ان انهى جملته التفت وإتجه للسرير ليريح جسده عليه واغمض عينيه بهدوء، ظلت هي تنظر له لدقائق ومن ثم هزت رأسها بعنف فقد قفزت في مخيلتها صور تعذيبه لها بقسوة، إتجهت للكومود والتقتطت ربطة الشعر لتربط شعرها ومن ثم إتجهت للأريكة وجلست عليها وضمت قدميها لصدرها، اصبحت تبكي في صمت دون سبب مباشر فما بداخلها من ألم يبكيها ويجعلها تنزف، وبشدة.

اشرقت شمس يوم جديد.

فتحت عينيها العسليتين بإنزعاج على اثر اشعة الشمس المتسلطة عليها، مررت نظراتها حولها ومن ثم للسرير الذي تنام عليه!، تتذكر أمس انها قد نامت على الأريكة، فكيف وصلت للسرير؟!، اعتدلت جالسة وهي تمسح وجهها بكفيها، نظرت للشرفة عندما سمعت صوت فيها، كان صوته، كان من الواضح انه يتحدث على الهاتف، لم تهتم، نهضت من على السرير وظلت واقفة تسمع صوته يقترب حتى خرج من الشرفة ومازال يتحدث، نظر لها ببرود ومن ثم التفت وغادر الجناح.

- بارد
قالتها بغيظ وهي تنظر امامها، قبل ان تفكر بماذا ستفعل، وجدت الباب يطرق، فألتفتت وسمحت للطارق بالدخول، كان الطارق زهرة
- صباح الخير انسة ريحانة، جيت اقول لحضرتك ان الست اللي بتبيعلنا اللبس جت، اطلعها لحضرتك عشان تختاري لبس ليكي؟
- ايوة ياريت
- ثواني هتبقى عندك، عن اذنك
وغادرت بينما إتجهت ريحانة للسرير وجلست منتظرة مجيئهم، بعد دقائق اتت زهرة ومعها بائعة الملابس وبدأت في اختيار الملابس لها.

جالس على كرسي مكتبه واضع قدم على آخرى وهو ينظر من خلف زجاج النافذة من بين دخان سيجارته، احدهم يطرق الباب فسمح للطارق بالدخول وهو مازال على وضعه، و كان الحارس
- عايدة هانم عايزة تقابل حضرتك
- خليها تدخل
و خلال ثوان كانت عايدة تقف امامه، التفت بكرسيه ونظر لها ببرود من بين دخان سيجارته وقال
- عايزة اية!

اقتربت و جلست على الكرسي المقابل لمكتبه و قالت
- عايزة سلامتك
- لخصي و قولي عايزة اية
نظرت له وقالت بجرأة
- عايزاك
إبتسم بسخرية وقال
- تاني!
- تاني و تالت و عاشر لغاية م...
قاطعها بطريقة جارحة
- لأمتى هتفضلي ترخصي نفسك!
- لغاية ما تصدق في كلامك معايا
و من ثم اكملت ببرود يخفي نارها
- انا شفت البنت الجديدة، ريحانة، مش بطالة برضه
- مطلبتش رأيك.

التفتت له بحدة ورمقته بغضب لجملته المغيظة، و من ثم رسمت على وجهها إبتسامة مستفزة وهي تقول بعيدا عن الحديث
- مش ناوي تنفذلي طلبي؟
- طلب!
- نسيته؟
اشعل سيجارة آخرى متجاهلا اياها، فأكملت
- هفكرك، طلبي اني اعيش حرة في القصر، اعيش معاك انا و انت نتجوز...
قاطعها بصوت قهقهته العالية و من ثم نفث دخان سيجارته وهو ينظر لها بسخرية كقوله.

- اية يا عايدة؟، انا و انت اخوات ازاي نعيش مع بعض! ازاي نتجوز اصلا!، و غير كدة انت اخت عدوي ازاي اثق فيكي! اكمل بصرامة بطلي عبط
نهضت بغضب وقالت
- وانا بعت اخويا وجيتلك
- انت عملتي كدة عشان خايفة على نفسك مني و من شري، فبطلي تمثلي دور المضحية
قذفته بنظراتها النارية الغاضبة قبل ان تغادر، فابتسم هو إبتسامة مستفزة قبل ان يضع السيجارة بين شفتيه.

توقفت ريحانة امام المرآة تنظر لنفسها برضا، فقد ارتدت احدى الملابس التي اختارتها اليوم، التقطت الفرشاة لتمشط شعرها، التفتت ونظرت للباب عندما سمعت طرقات زهرة وطلبها للدخول، دخلت زهرة وتقدمت من ريحانة وقالت
- وصلت رسالتك لسيدي جلال
لمعت عين ريحانة وهي تقول بخفوت
- رد فعله اية؟
نظرت ريحانة لزهرة بفضول وهي تخرج رسالة ورقية من جيبها وتقدمها لها، اخذتها ريحانة وهي تقول
- منه؟
- ايوة، والجو امان دلوقتي.

و من ثم نظرت للساعة و قالت
- عن اذنك يا انسة ريحانة، لازم انزل اكمل شغلي بقى
اومأت ريحانة برأسها وهي تنظر للرسالة، بينما غادرت زهرة، اقتربت ريحانة من الأريكة وجلست عليها ومن ثم بدأت في فتح الرسالة وبدأت في قراءتها ودموع عذاب الأشتياق تسيل على وجنتيها
ريحانتي..

أسف، عارف انك زعلانة من تصرفي بس اعذريني، انت عارفة الوضع اللي انا وانت فيه حالياً، كان لازم اتصرف بالطريقة الجافة دي عشان ميحصلش اي شك. المهم، وحشتيني، وحشتيني لدرجة اني بحلم بيك كل يوم بس برضه بتوحشيني، عايزك ترجعيلي بسرعة، صحيح زهرة قالتلي على قرارك، مش هجبرك، بس هقول حاجة صغيرة، انت كدة بتأذيني وبتعرضيني للخطر وهقع بمشاكل كتير مع الشيطان وانت مش هتسلمي منه، عايزك تفكري تاني في قرارك، لو هتنفذي قرارك يبقى كدة خسرتي نفسك، وخسرتيني.

طوت الرسالة ونهضت وهي تمسح دموعها بكفها ومن ثم تقدمت من الكومود الموجود بجانب السرير و فتحت الأخير ووضعت الرسالة فيه واخفته لتغادر بعدها الجناح وقد تراجعت عن قرارها السابق.
وقفت امام باب مكتبه وهي منتظرة خروج الحارس وهو معه الأذن لدخولها، دلفت لغرفة مكتبه وهي تنظر لكل ركن فيها بدهشة، جذب انتباهها تلك اللوحة المعلقة بجانب الباب، لقد رأت هذة اللوحة من قبل، ولكن لا تتذكر اين!
- عجباكي اوي!

قالها بتهكم، تجاهلت سخريته وهي تجلس بهدوء، ظل ينظر لها بترقب، بينما هي كانت تفكر ببداية لفتح حديث معه، ووجدت، فقالت
- عايزة اعمل معاك على اتفاق
نظر لها ببرود و لم يرد، فأكملت
- بما ان قعدتي هنا شكلها كدة هطول، فقلت نعمل اتفاق، بمعنى نكون اصحاب و بلاش معاملتك ليا ب...
قاطعها بجمود
- مرفوض
نظرت له بضيق وقالت
- السبب؟
نظر لها بنظرته الباردة و لم يرد، فحدثت نفسها دون صوت مسموع.

- تصدق انك واحد بارد، مستفز، انا غلطانة اصلا، بس ماااشي
اخذت نفسا عميقا لكي يخمد غضبها الذي بدأ بالإشتعال، و قالت
- طيب عايزة اسألك سؤال
- لا
قالها بلامبالاة وهو ينهض ويلتف حول المكتب ويتجه للباب ولكنه توقف في منتصف الطريق والتفت عندما سمع همسها
- يا حيوان
قالتها بهمس ممتلأ بالغيظ، ولكنها بلعت ريقها بتوتر عندما وجدته يلتفت ويسألها
- بتقولي حاجة!
ضحكت بتوتر قبل ان تأتي بقولها
- انا شفت اختك عايدة.

وضع يديه في جيوب بنطاله وهو يقول ببرود
- اعمل اية يعني
اكملت بتلقائية
- نفس البرود و الأسلوب المستفز سبحان الله
رفع حاجبه بتهديد و قال
- قد كلامك دة!
إبتسمت بإضطراب و قالت
- هو انا قلت حاجة!
نظر لها بسخرية و من ثم التفت و فتح الحارس الباب، وغادر.
تأففت بضيق فهي لم تستطيع اتخاذ اي مجرى حديث معه، أنه شخص صعب التعامل معه، مع بروده هذا!

خرجت من مكتبه فقابلت زهرة في الممر، أوقفتها ومثلت انها تطلب منها شيء في حين قالت لها بحذر عن تراجعها عن قرارها السابق و امرتها بأن تخبر جلال بذلك. لم تستطع زهرة قول شيء، فقط اومأت برأسها و غادرت.

في حديقة القصر
بعد ان خرج من غرفة مكتبه إتجه للحديقة خاصة عند الاسطبل الذي بداخله جواده الأسود، اخرجه من الأسطبل ووضع قدمه على الركاب و صعد على ظهر الجواد، و من ثم امسك بالجام وانطلق.

قهقه جلال بإنتصار بعد ان اعلمه الرجل المسن بما اخبرته ابنته زهرة عن تراجع ريحانة عن قرارها، توقف عن قهقهته ونظر للرجل المسن بخشونة وهو يقول بسخرية
- شُفت، قدرت ارجعها عن قرارها بشوية كلام اهبل
امسك بالكأس الممتلأ بالخمر و اكمل
- عارف اللي عاجبني في ريحانة اية!، إنها بتمشي ورا مشاعرها السخيفة، ودة فايدني
و قرب الكأس من فمه وشرب منه الكثير.

دخلت ريحانة الجناح واقتربت من الخزانة وهي تشعر بالأمان فهي تعلم انه غادر ولن يعود الأن، فتحت الضلفة الوسطى بسهولة فلم تكن مغلقة بالمفتاح، جثت على ركبتيها و مدت يدها لداخل الضلفة و التقطت بعض الأوراق و نظرت فيهم سريعا و من ثم نهضت و اغلقت الخزانة و إتجهت للسرير و جلست و في يدها الأوراق، و بدأت في قراءة المكتوب فيها، لم تكن تشعر بالصدمة او الذهول مما ترى و تقرأ لأنها ببساطة تعلم كل هذا فقد اخبرها جلال عن هذة الأوراق من قبل وقد طلب منها ان تجلبهم، و ايضا ما الذي متوقع من شخص مثل الشيطان غير هذا!

طوت الأوراق و وضعتها في نفس الكومود التي كانت واضعة فيه الرسالة، بدأت تشعر بالأختناق فأخذت نفسا عميقا قبل ان تنهض و تغادر الجناح متجهة لحديقة القصر.
دارت حول نفسها وهي تنظر لهذا العدد المهول من الحراس الموجودين في كل مكان، حينها شعرت بأنها إذ قررت الهروب يوما سيكون صعبا، جدا، كان الحراس ينظرون لها، و كان هناك حارس من بينهم قد اعلم سيده بوجودها في حديقة القصر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة