قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الثاني

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الثاني

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل الثاني

ملقاة على الأرض في منتصف الطريق حيث القوها هم، دموعها اختلط بالدماء التي تسيل من انفها و فمها، شعرها المبعثر حولها، صوت تأوهاتها الصغيرة التي تخرج بصعوبة من بين شفتيها ولكن داخلها كانت تصرخ بألم مما حدث لها و ما سيحدث، كانت تتمتم ببعض الكلمات و بأسمه، كيف يتركها هكذا؟ الم يحبها، اهذا هو الحب؟، الأستغناء عن الحبيب، هذا حب؟!، اسأله كثيرة تدور ولا اجابة لها و ذكريات مقابلتها ل جلال للمرة الأولى تعرض في مخيلتها كعرض سينمائي سريع.

منذ عامين ماضيين.

بعد ان صعدت مع الرجل المسن، اوصلها إلى ذلك القصر التي انبهرت بجماله فهذه المرة الأولى ترى بها قصر حقيقي بعيدا عن القصص الطفولية التي كان يرويها لها والدها، عبرت من بوابة القصر خلف ذلك الرجل المسن ومن ثم توقفت عندما كان الرجل المسن يخبر الحارس بأنه يريد مقابلة السيد لأمر هام واقترب من الحارس وهمس في اذنه بشيء ما، فوافق الحارس واتاح لهم الطريق، دخلت لداخل القصر ومعهم خادمة ترشدهم للطريق، دخلوا احد الغرف الكبيرة الموجودة في القصر، دعتهم الخادمة للجلوس و من ثم غادرت، كانت تنظر لأركان الغرفة الواسعة بإنبهار و بينما كانت تنظر للغرفة بإنبهار نظرت لتلك الطاولة الموجود عليها اصناف كثيرة من الفاكهة الطازجة فشعرت حينها بالجوع، بلعت لعابها بصعوبة وهي تضع يدها على معدتها بسرعة بإحراج عندما صرخت معدتها مطالبة بالطعام، نظرت للرجل المسن الذي لم ينتبه فتنهدت براحة، بعد دقائق وجدت ذلك الرجل الوسيم الذي يدلف للغرفة بهدوء، لا تنكر كم اعجبت به وما جذبها اليه هي عينيه الزرقاوتين، اقترب منهم وهي كانت واقفة تحدق به كالبلهاء، وقف على مقربة من الرجل المسن و هو يتفحصها سريعا بناظريه و من ثم اشار بأصبعه للرجل العجوز، فتقدم الأخير بدوره و كان يهمس ل سيده ببعض الجمل التي لم تستطع سماعها و لكنها شعرت بأن الحديث عنها لأن سيدهم كان ينظر لها في كل ثانية تمر، من المؤكد انهم يتحدثون عنها و من المؤكد ان ذلك الرجل المسن يحاول اقناع سيده بقبول إكرامها، كانت تشعر بالتوتر السبب؟ لا تعلمه، فجأة التفت الرجل المسن وهو سعيد وقال لها.

- حضرته وافق يا بنت، تعالي اشكريه تعالي
اخفضت رأسها وقالت شاكرة
- شكرا لحضرتك
- جلال
رفعت رأسها ببطئ لتقابل عينيه الزرقاوتين المسلطة عليها، اخفضت رأسها بإحراج عندما صرخت معدتها مرة آخرى طالبة الطعام، فإبتسم هو و قال بهدوء ثابت للخادمة
- قدمي الأكل للآنسه، اسمك اية؟
قالت بخفوت
- ريحانة
اومأ برأسه بخفة و قال
- للآنسه ريحانة
- حاضر يا فندم.

و غادرت الخادمة لتفعل ما طلبه منها، بينما اشار جلال للحارس الواقف عند باب الغرفة، فتقدم و همس له بشيء فأومأ برأسه واصطحب معه الرجل المسن قبل مغادرته الغرفة، بينما ظلت هي مخفضة رأسها و هو، كان ينظر لها، فقط.

لم تعد تشعر بشيء من حولها -فقدت وعيها تماما-.

فتحت عينيها العسليتين بألم، كانت الرؤية لديها مشوشة قليلا، وضعت يدها على رأسها تدلكها و من ثم حاولت الاعتدال في جلستها واعتدلت بصعوبة و من ثم تفحصت نفسها -جسدها- و الرؤية قد وضحت، اين الدماء؟ لا اثر لها، اين ملابسها، ما هذا؟! اكانت تحلم! ايعقل انه حلم!؟، ارتسمت على وجهها إبتسامة مريحة، و رفعت ناظريها و مررتها حولها بإستغراب ما هذا المكان؟، بدأت تتلاشى إبتسامتها في حين عقلها يبدأ في إسترجاع ما حدث وان ما حدث واقع و ليس حلم كما تمنت، وها قد استنتج عقلها اين هي و في آن واحد تقابلت عينيها بتلك العينين القاسيتين التي تحدق بها، تلك العينين السوداء مثل سواد الليل، الغامضة القاسية المخيفة، تأكدت، لقد وصلت للمكان الذي كان يريد جلال اوصالها اليها -عدوه- لا استنتاج غير هذا، ارتجف جسدها عندما تذكرت هذا الشخص الذي يقف امامها دون اي تعبير ظاهر على وجهه، ذلك الشخص الذي ليس لديه رحمة ابدا ولو لذرة، صار يتردد حديث الناس الذي سمعته عنه في اذانها، اغمضت عينيها بألم ورجاء، لا يا الله لا، هل قذفني جلال لهذا الجحيم!؟

فتحت عينيها العسليتن عندما سمعت صوته الأجش
- انتِ مين؟
كانت تنظر له والخوف ظاهر على وجهها ومازال ما سمعته عنه من احاديث سيئة يتردد
- انتِ مين؟
عاود طرح سؤاله بشيء من الحدة عندما وجدها لا تجيب، فقط تحدق به، اخرجت حروفها من بين شفتيها بصعوبة
- ريحانة
غمغم و اومأ برأسه و نظرة غريبة سكنت عينيه
- اممم اسم حلو
اقترب من السرير قليلا بخطوات ثابتة ونظر لها بتعمق
- خايفة لية؟

بلعت ريقها وقالت بخفوت محاولة التحكم في خوفها
- مش خايفة
كان خوفها ظاهر جدا برغم محاولتها لأخفاءه، ومن ثم تحركت من مكانها و اقتربت من حافة السرير وانزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض ونهضت وهي تتألم، كان يراقب ما تفعله بصمت، تحاملت الام جسدها و قالت
- ممكن امشي
- لا
قالها بهدوء ومن ثم التفت وغادر الغرفة الموجودة هي فيها، قال للخادم الذي يقف امام الغرفة
- انقلها ل جناحي.

اومأ الخادم برأسه، ابتعد بخطوات هادئة و على وجهه إبتسامة شيطانية اظهرت مخالبه.
.

اراحت جسدها على الأرض جالسة تسند ظهرها على السرير وهي تضع يدها على رأسها والدموع ممتلأة في مقلتيها، ماذا ستفعل الآن؟ لا تعلم كيف تتصرف، كيف تخرج نفسها من هذه الورطة الذي اوقعها فيها حبيبها؟، هل تنفذ مطلبه وتصبح خائنة، مخادعة مثل والدتها التي كرهتها لخداعها وخيانتها لوالدها، هي لا تريد ان تصبح مثل والدتها ابدا، ولكن ماذا ستفعل؟ اتخبر ذلك الشيطان عن سبب مجيئها لهنا؟! لا، هكذا ستضر بجلال، بحبيبها، حبيبي!، كيف القبه بذلك بعد ما فعله! هو لا يستحق ذلك اللقب ابدا، ولكن، سيظل حبيبها و ستظل تلقبه بذلك فهي تحبه، تعلم مدى غبائها ولكن هذا ليس بإرادتها، احضتنت جسدها الصغير بذراعيها و الدمو ع تتساقط على وجنتيها، تشعر بهذه اللحظة لمدى احتياجها لحضن يحتويها، نعم تحتاج لعناقه، لكلماته، لأنفاسه، تحتاج له حقا، فهو الوحيد الذي يبث لها الدفئ و الأمان، برغم ما فعله، تحتاجه!

نعم هي تشعر بالألم و الحزن مما فعله ولكن لا تستطيع كرهه، لا تستطيع فهو اول من دخل قلبها، و اول من لمسها، وهو زوجها، زوجها! تذكرت كلماته التي جرحتها و المتها و زادت من بكائها في هذه اللحظة
- انت عارف انا مين؟
- انتي ريحانة
- مراتك
- عرفي
اغمضت عينيها بألم و ارتفع صوت شهقات بكاءها.

جالس على كرسي مكتبه، يضع قدم على أخرى ويحرك اصبعه بطريقة روتينية على الطاولة و هو شارد، احدهم يطرق الباب فسمح له بالدخول
- طلبتني
توقف عن حركة اصبعه الروتينية و نظر للرجل المسن وقال بهدوء
- بنتك بتشتغل في قصر الشيطان، صح؟
ارتبك الرجل و اتى ان يرد ولكن سبقه جلال بحدة
- قول الحقيقة
بلع الرجل ريقة بإرتباك و اومأ برأسه بخوف وقال بسرعة
- بس والله بتشتغل تحت مع الخدامين ومبتعرفش تجيب اي معلومات او حاجة.

- هتعرف
قالها بحزم، فظهرت علامات الخوف والقلق على وجه الرجل، بينما اكمل جلال
- عايز بنتك في مهمة.

نهضت من مكانها عندما سمعت صوت طرقات احدهم على باب الغرفة التي تقيم فيها، مسحت دموعها و قالت بصوت ضعيف
- اتفضل
دخل الحارس الذي كان يقف امام الغرفة
- اتفضلي معايا
- على فين؟
قالتها بشيء من القلق، فقال معاود طلبه
- اتفضلي معايا لوسمحت
نظرت له لبرهه بقلق ومن ثم تحركت امامه وخرجوا من الغرفة، اوصلها امام ذلك الجناح الخاص بسيده و فتح الباب لها وقال
- اتفضلي.

نظرت له بغير راحة ودخلت، اثناء دخولها كانت تنظر لكل شيء ولكل ركن في هذا الجناح، انة كبير جدا، وراقي جدا، وكان يتميز هذا الجناح بالألوان الداكنة، التفتت لتسأل الحارس بأن لمن هذا الجناح، اهو ل سيدهم الشيطان؟ ام ماذا، ولكنها عندما التفتت لم تجده، بل وجدت فتاة يبدو انها في العشرين من عمرها تحمل صينية ممتلأة بالطعام، تقدمت الفتاة وقالت بتهذيب
- صباح الخير، الفطور جاهز
- هي الساعة كام؟

سألت ريحانة هذا السؤال بإستغراب، فأجابت الفتاة
- الساعة 12 الظهر
رفعت حاجبيها بإستغراب و قالت
- الساعة 12 الظهر!؟، يعني على كدة انا هنا من بليل صح!
اومأت الفتاة برأسها و قالت
- الفطور جاهز يا انسة ريحانة
- تعرفي اسمي منين؟
تقدمت الفتاة من ريحانة وامسكت بيدها و تقدمت بها لحيث الاريكة و جلست و قالت بخفوت
- انا جاية من عند سيدنا جلال، انا زهرة
- جلال، غير رأيه و هيرجعني صح؟
قالتها بأمل وهي مبتسمة.

- هووس وطي صوتك لحد يسمعنا و نبقى روحنا في داهية، لا، انا جاية هنا عشان اخد المعلومات منك و اوصلها ل سيدنا جلال
تلاشت إبتسامتها و قالت بخيبة أمل
- يعني لسه مُصْر!
- بيوقلك تنفذي كل اللي طلبه
قالت ريحانة رافضة
- مش هنفذ اللي طلبه، مش هنفذ اي حاجة
- استعيذي من الشيطان، انتِ متعرفيش سيدنا جلال ممكن يعمل اية لو اللي طلبه متنفذش
- شكلي معرفهوش فعلا.

قالتها بقهر و ألم، ربتت زهرة على كتفها وقالت مكملة ما اتت لتقوله
- بصي، كل حاجة سيدنا جلال مظبطها، و سبب مجيتك هنا واللي حصلك وصل للشيطان بطريقتنا و نجحنا
اومأت ريحانة برأسها بإستسلام، بينما اكملت زهرة سريعا حديثها و تنبيهاتها ومن ثم نهضت وقالت قبل خروجها
- خلي بالك من كل كلمة بتقوليها و كل تصرف عشان الشيطان مش سهل
رفعت ناظريها لها ببطئ بدون اي تعبير ظاهر على وجهها، فأردفت زهرة بنوع من الشفقة.

- خلي بالك من نفسك.

و التفتت و غادرت سريعا، تنهدت ريحانة بألم و قهر فهي الآن امام الأمر الواقع و لا مفر من هذا الواقع المشئوم، هل ستستطيع ان تتقن الدور بشكل صحيح دون ان يكشفها او يشك بها حتى؟، هل ستستطيع جلب ما طلبه جلال منها من معلومات؟، هزت رأسها بعنف لعلها تشعر بالراحة قليلا، نهضت من على الأريكة و إتجهت للسرير و دفنت نفسها تحت ذلك الغطاء الناعم المريح ودمعت عينيها فجأة دون سبب مباشر فالذي بداخلها يبكيها وما سيحدث لها يخيفها، فلا وسيلة لديها لإخراج ما بداخلها سوا، البكاء.

ارتفع صوت ضحكاته بعد خروج الرجل المسن من عنده، فالأخير اعلمه بأن ابنته اتمت ما طلبه منها، تنهد براحة كبيرة و اخذ يحدث نفسه
- و الخطوة الأولى تمت بنجاح
اكمل و قد احدتت نظراته و لهجته
- نهايتك على ايدي يا شيطان، القرية دي هتبقى ليا لوحدي، قريب، قريب جدا.

مر الوقت و هي مازالت على حالتها، تبكي ولكن في صمت شارد تتذكر ذكرياتها الجميلة الرومانسية التي قضتها مع جلال بعد ان وافقت على الزواج به، عرفي.

منذ عاميين ماضيين
مرت الأيام وهي في قصره تعمل كخادمة، كانت دائما تعمل في الطابق الخاص به كانت هذه اوامر منه، كان هو لطيف معها جدا و بلطفه هذا وقعت هي في حبه و كانت تصرفاتها تظهر ما في قلبها دون إرادة، وهو استغل هذه الفرصة، ففي يوم طلبها في مكتبه فأتت له
- اقعدي يا ريحانة
اومأت برأسها و جلست وهي مخفضة الرأس
- عايزيك في موضوع مهم، موضوع يخصني انا، و انتِ.

رفعت رأسها ببطئ و دقات قلبها تكاد تسمع واسألة كثيرة تدور في رأسها، ما الذي يربطها به ليقول انا و انتِ!، هل علم بحبها له؟ هل هو يحبها ايضا؟، هل سيطلب منها الزواج؟ اسألة مراهقة ساذجة خطرت في بالها، اخرجها من تفكيرها مؤكدا ما تفكر فيه
- تتجوزيني؟
شهقت بصوت عالي و حدقت به بشيء من الذهول القريب من الصدمة، إبتسم بجاذبية وقال
- شكلي دخلت غلط!
-...

نهض من على كرسي مكتبه ودار حول الطاولة ليجلس بالكرسي المقابل لها، امسك بيدها و قال
- عايزك تكوني مراتي، عارف انك بتحبيني
اخفضت رأسها بخجل وقد توردت وجنتيها، إبتسم اكثر و قال
- و انا كمان بحبك على فكرة
عضت شفتيها بخجل شديد و إبتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها، سحره هذا المشهد فقال بهيام
- انتِ حلوة كدة ازاي؟
-...
هز رأسه و ضحك و هو يقول
- يالهووي، اية اللي عملتيه فيا دة!

رفعت ناظريها له بحذر فتلاقت عينيها بعينيه الزرقاوتين، فتنهد و قال بهدوء
- هنتجوز عرفي، محدش هيعرف انك مراتي غير انا وانتِ وبس، وهعيشك في جناح خاص لينا منعزل عن الكل في القصر دة
كانت تستمع له بإنصات، بعد ان انهى كلامه سألته بشيء من التردد
- لية كل اللي قلته دة؟، لية هنتجوز عرفي؟ لية نخبي؟ لي...
قاطعها قائلا.

- عشان معرضكيش للخطر، انا عندي اعداء كتير و لو عرفوا اني اتجوزت ممكن يستغلوا دة تضدي و يأذوكي، وانا مش هستحمل ان اي حاجة تمسك
اقنعها كلامه قليلا، شردت تفكر قليلا ولكنه لم يسمح لها بالتفكير، فأقترب منها و قبلها، بحب، و رقة، و حنان، صدمت في البداية ولكن سرعان ما استجابت له، عندما شعر بإستجابتها ابتعد عنها قليلا وقال امام شفتيها
- موافقة؟
- موافقة
قالتها بخفوت تام.

فتحت عينيها بفزع وانتفضت من على السرير عندما وجدته يدلف للغرفة، نظر لها دون اي تعبير على وجهه، تقدم بخطوات ثابتة لتلك الخزانة الكبيرة السوداء و فتحها و بدأ في خلع قميصه، فشهقت و وضعت يدها على عينيها و تحركت بخطى مرتبكة متجهة للخارج فأوقفها بصوته الأجش و هو يلويها ظهره ويرتدي سترة بدون اكمام
- استني
فتوقفت و صدرها يعلو و يهبط من سرعة تنفسها و توترها، التفت لها ببطئ و قال ببرود
- رايحة فين؟

ابتلعت ريقها و التفتت ببطئ واجابته بخفوت
- هخرج
- ممنوع تخرجي من الأوضة دي بدون ما تستأذنيني
رفعت حاجبها بذهول، فأردف بهدوء وهو يتجه للأريكة الموجودة امام السرير ليجلس ويضع قدم على اخرى
- تعالي اقعدي، هنتكلم
نظرت له لبرهة قبل ان تتقدم و تجلس على حافة السرير مقابلة له، ساد الصمت لدقائق قبل ان يقول بهدوء.

- من الغباء ان واحدة تهرب من مدينة زي القاهرة و تيجي لقرية مش معروفة، و متعرفش فيها اي حد، مش غباء دة برضه!
نظرت له ببعض من الضيق و عقدت حاجبيها فغمغم بطريقة مستفزة
- صحيح للضرورة احكام
ردت سريعا بشراسة و كأن توترها و خوفها تبخر
- ايوة، للضرورة احكام
اطلق ضحكة خبيثة و قد لمعت عينيه السوداتين لشراستها، قال بحماس مخيف
- شكلها بداية مُبشرة.

انتابها القلق لقوله الأخير، نهض من على الأريكة و ابتعد عنها بخطوات ثابتة وإتجه نحو السرير، القى بجسده عليه ووضع ذراعه على وجهه، فنهضت بسرعة و التفتت له و قالت
- نمت هنا لية؟
قال ببرود وهو على وضعه
- جناحي
فردت بسرعة
- طيب هنام فين انا؟
- معايا
- نعم!
هتفت بها بإستنكار
ازاح ذراعه من على وجهه ونظر لها بسخرية، فقالت بإستنكار وهي تتجه للباب
- طبعا مينفعش اني انام مع واحد غريب في اوضة واحدة.

و بعد ان انهت جملتها وضعت يدها على قبضة الباب و برمتها و لكن الباب لا يفتح، أعادت الكرة مرتين و ثلاث بغضب و لكن لا فائدة، فالتفتت له بحدة فوجدته اعتدل قليلا في جلسته وهو ينظر لها و على و جهه إبتسامة باردة مستفزة
- ينفع، مادام حظك السيء رماكي عندي
قالها ببرود قبل ان يعود لوضعه السابق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة