قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل التاسع

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل التاسع

رواية وسقطت بين يدي شيطان للكاتبة مي علاء الفصل التاسع

اسدل الليل ستاره
كانت واقفة في الشرفة تحت ضوء القمر الخافت والنجوم، كان شعرها يتطاير مع كل نسمه رياح منعشة تهب عليها ومعها يتطاير اطراف فستانها الاحمر الطويل، وفي هذا الجو كانت شاردة تفكر ماذا ستفعل؟، الآن هي ستذهب للحفل مع الشيطان وسيكون جلال متواجد هناك، كيف ستتصرف؟

تنهدت بعمق وهي تمرر اناملها من بين خصلات شعرها المصفف في حين كانت تلتفت فأصطدمت بجسد فرفعت نظراتها ببعض من الفزع، فكان هو، عادت بضع خطوات للخلف وهي تضع يدها على صدرها اثر الخضة، تنفست بعمق لتهدء نفسها
- خضتني
قالتها بعد ان استقرت انفاسها، بينما كان هو ينظر لها بتمعن متفحصا جسدها ومفاتنه من رأسها حتى اخمص قدميها ثم انتقل لعينيها المكحلة وقد لمعت عينيه بخبث هامساً
- زوقي حلو
- نعم!؟

قالتها ببلاهه وعدم فهم، إقترب منها ومرر يده على خصرها ببطئ، نظرت له بإرتباك واتت ان تبتعد ولكنه اسرع ليجذبها له، فنظرت له بإرتباك
- زوقي فيكِ، وفي الفستان
اخفضت رأسها وقد توردت وجنتيها بحمرة الخجل وكانت تلعن نفسها، لا تستطيع الرد، لماذا!
حدق بها لبرهة قبل ان يبتسم بخبث اكثر وهو يمسك اطراف شعرها بأنامله في حين يقترب و يهمس بجانب اذنها ب..
- شعرك الطبيعي احلى على فكرة، متبقيش تستشوريه المرة الجاية.

وبعد ان انهى جملته اقترب اكثر وطبع قبلة دافئة على رقبتها، فإرتبكت اكثر حتى شعرت انها ستفقد وعيها، فبتلقائية دفعته عنها وهو سمح لها بذلك، لم تكن تجرأ لرفع رأسها والنظر إليه فهي متأكده انه الأن يرمقها بسخرية.
نظر لها لبرهة دون اي تعبير على وجهه ومن ثم إرتسمت إبتسامة جانبية ساخرة وهو ينظر لساعة يديه الفاخرة، قال
- يلا.

اقترب وامسك بيديها فشعرت بكهرباء خفيفة تسري في جسدها، اتت ان تسحب يدها ولكنه ضغط عليها بقسوة وقال بصرامة
- بلاش حركات العيال دي
رفعت نظراتها و نظرت له بضيق، فأشاح بوجهه وخطى خطواته للخارج وهي خلفه ومازال ممسك بيديها.

ترجل من سيارته بعد ان فتح له السائق الباب فأقترب منه احد الرجال
- نورت يا جلال بية نورت
إبتسم جلال وهو يهندم بدلته الرمادية وقال
- بنورك يا ايمن
- اتفضل اتفضل
اومأ برأسه ودخل معه، جلسا على احدى الطاولات، و فور جلوسهم اشار ايمن للنادل فأتى الأخير ومعه كاسان من الخمر، فأمسكهم ايمن ووضعهم على الطاولة
- اتفضل يا برنس
قالها ايمن وهو يقدم الكأس ل جلال، فألتقطها الاخير وهو يقول بخبث.

- ما ندخل في الموضوع على طول!
إبتسم ايمن وهو يقول موافقا
- ياريت، ندخل في الموضوع على طول
اومأ جلال برأسه وهو يضع يده في جيب بنطاله ليخرج ورقة منه ووضعها على الطاولة ومررها له، فأخذها ايمن وفتحها، قال بسعادة وعدم تصديق
- ازاي جبتها يا جلال بية
اقترب جلال وقال بخفوت
- ملكش دعوة جبتها ازاي، المهم انك تسمعني كويس
نظر له ايمن بإهتمام، فأكمل.

- صفقة السلاح بتاعتنا اللي وقفها الشيطان هنستلمها يوم الخميس في نفس الموعد اللي هيروح فيه الشيطان عشان يستلم صفقة السلاح بتاعته يعني هنستغل غياب الشيطان في اننا ندخل الأسلحه خلال اليومين اللي هيغيب فيهم واكمل بغموض او ممكن غيابه يطول فهيبقى سهل علينا ندخل اي صفقة سلاح لينا
- طيب المطلوب مني؟
- المطلوب منك انك تأمن لي طريقي، انت ورجالتك
- طب انت متأكد ان الشيطان هيغيب، خايف لنتقفش يبقى فيها ارواحنا.

- متخفش، انا مظبط كل حاجة
- تمام، والمقابل؟
عاد جلال للخلف وقال بثقة
- المقابل هيعجبك اوي، متقلقش
اومأ ايمن برأسه وقال
- اتفقنا، بس المقابل عايزه اضعاف اخر صفقة
اشاح جلال بناظريه وقد اظلمت عينيه الزرقاوتين كوافقاً
- زي ما انت تطلب
و اكمل وهو يحدث نفسه بداخله
- هبقى اوزع اضعافهم على قبرك يا برنس.

و من ثم امسك بالكأس واحتسى منه القليل، وبعد لحظات وجد الجميع ينظر خلفه والهمسات تزايدت من حوله، فألتفت لينظر لما ينظرون له ويتحدثون عنه، فوجد الشيطان يدلف للقاعة ومعه، ريحانة وهي تتأبط ذراعه، شعر بالحنق والضيق ولكنه اخفى ذلك بمهارة، نهض وعلى وجهه إبتسامة عريضة ليتجه لهم.

بينما كانت ريحانة تشعر بالإرتباك والتوتر والحرج، فالجميع ينظر لها ويتحدثون عنها وعنه، هذا مؤكد؛ في حين هي تمرر نظراتها حولها رأت جلال يتقدم منهم فظهرت السعادة في حدقتيها العسليتين وفشلت في إخفائها لذلك اخفضت رأسها مرة آخرى.
توقف جلال مقابلا لهم و وهو يضع يديه في جيوب بنطاله في حين اتى ايمن مرحبا بهم
- اهلا اهلا نورت ي...

نوقف عن إكمال جملته حين وقعت نظراته على ريحانة وبدأ في تفحصها من رأسها حتى اخمص قدميها وهو يقول بخبث
- اية دة يا سيدنا، صاروخ، قولي جبتها منين!؟
رمقه الشيطان بنظرة قاتلة فتلعثم ايمن وخاف فأصبح ينظر حوله ليتهرب من نظرات الشيطان في حين قال جلال بخبثه
- تلاقيه شاريها من برة، اصل دي مش شكل واحدة من القرية
تقدم بضع خطوات من الشيطان وقال بصوت خافت سمعته ريحانة
- ها قول، جايبها من اي كازينو؟

رفعت نظراتها له بغضب ممزوج بالصدمة والحزن في حين نظر الشيطان له ببرود وقال بهدوء شرس
- الكازينو دة مقامك
ضحك جلال بصوت عالي وهو ينظر لهم و قال بطريقة مستفزة
- مقامي!، هو انا بعمل زيك، كل فترة واحدة!

- بتضحك على نفسك ولا على مين!
قالها الشيطان وعلى وجهه إبتسامة جانبية ساخرة قبل ان يتخطاه وهي معه.
بينما كانت ريحانة تشعر بالغضب والحزن وايضا لا تعلم ما ذلك الشعور الذي اجتاحها بظبط في تلك اللحظة ولكنها شعرت بالنفور من جلال، للحظة!

جلست على الكرسي وهي تنظر للشيطان لكنها ساهمة، ماذا كان يقصد الشيطان بقوله بتضحك على نفسك ولا على مين؟ كانت لكنته عندما قالها غريبة، غامضة، هل جلال مثل اولئك الذين تنفر منهم؟ أهو زير نساء؟!، نهرت نفسها، كيف تشك به!
انتشلها الشيطان من شرودها وهو يراقبها بتمعن
- بتفكري في اية؟
انتبهت له وقالت بتلعثم
- ها؟، لا مفيش
رفع زاوية فمه للأعلى وهو يقول بتهكم
- باين
- الشيطان هنا بنفسه، منور.

رفع نظراته للمتحدث وكان رجل مسن يبدو عليه الكبر والوقار ايضا عز الدين .
نهض الشيطان وهو يبتسم
- بنورك
وتعانقا
- بقالي فترة مش بشوفك
- انت اللي مش موجود في القرية الفترة دي
- ما انت عارف سبب غيابي
اومأ برأسه وقال
- عارف، مبروك عليك
إبتسم عز الدين وهو ينظر لريحانة، علق بخبث وهو يعيد نظراته له
- واحدة جديدة؟
- لا دي غير
- غير ازاي؟، مش عشيقة!
- عشيقة
قالها بطريقة غريبة، لم يفهمها ايا منهم.

فهي كانت تتابع ما يحدث بدهشة، هذة المرة الأولى التي تراه يتعامل مع احدهم بلطف بعيدا عن طريقته المستفزة والباردة، وحينما سمعت جملته لا دي غير شعرت بالحيرة لكن سرعان ما شعرت بالإحراج للصفة الذي نعتها بها، ضحك عز الدين بخفة قائلاً بخفوت ممازحا
- شكل في الموضوع إن
إرتسمت إبتسامة جانبية خبيثة على وجهه.
كان ايمن و جلال ينظرون لهم بغيظ من بعيد
- انا مش عارف ابوك بيحبه على اية!
قالها جلالبسخرية.

- و لا انا عارف، اصلا مستغرب من علاقتهم
التفت ايمن واكمل
- تعرف لو ابويا دة عرف اني بشتغل معاك او اني بشارك في صفقات السلاح اللي مانعها الشيطان، هيعمل فيا اية؟
- عارف
- دة يسلمني للشيطان بأيده
قالها ايمن وهو يضحك بمرارة
مد عز الدين يده لريحانة وهو يقول
- تسمحيلي بالرقصة
نظرت له، بينما قال الشيطان وهو يمسك يدها وينهضها جاذباً جسدها له محاوطا خصرها بذراعه
- دي بتاعتي، انا هرقص معاها.

ضحك عز الدين معاتباً بمزاح
- بتقطع عليا عفكرة
- انت كبرت خلاص
قالها الشيطان ممازحاً، فضحك الاخر اكثر وقال
- لا مكبرتش ولا حاجة دة انا زي الحصان فميغركش الشعر الأبيض دة انا لسة بصحتي.

كانت ريحانة تشعر بالحيرة والضياع، أهذا الشيطان؟!، انه يمازح ويبتسم بهدوء!
إتجه الشيطان ومعه ريحانة الى منتصف القاعة مع الراقصين، وقف مقابلا لها وامسك بذراعيها واضعها على كتفه ومن ثم مرر كفيه على خصرها وقربها منه فنظرت له وبدأت في الإرتباك ولكنها حاولت التحكم في اضطرابها الغير مبرر لكن انفاسه القريبة منها تربكها اكثر، فأبتعدت قليلا حيث لا تكون ملاصقة به.
- انت ازاي كدة؟
سالته بخفوت حائر.

- وضحي سؤالك
- مش مكسوف؟
- نعم!
- يعني، مش مكسوف انك تقول اني عشيقتك
قالتها بتردد، فأجاب ببرود و ثقة
- لا
فردت بضيق
- ما هو باين
نظر لها وإبتسم إبتسامة جانبية وهو يقول
- انا بحب اكون واضح دايما، دة طبعي
نظرت له بعمق وشردت قليلا، عادت تقول بحذر بعد تردد كبير
- لو كنا متجوزين عرفي، كنت هتتردد تقول؟
حدق بها لثوان معدودة، عقد حاجبيه متسائلاً
- لية السؤال؟
اخفضت رأسها وقالت بتلعثم
- عادي..

اومأ برأسه وهو يقربها المسافة التي بعدت فيها عنه، فرفعت نظراتها له، لحدقتيه السوداتين وهي تشعر بأنفاسه تلفح وجهها، شعرت بشعور جديد، شعور يجذبها له، ذاك البريق الخافت الذي ظهر في عينيه، اعجبها!، نظرت له بصدمة بعد ان ادركت نفسها، لا شيء يجذبها له، لا شيء، رفعت كفها وضربت وجنتها بخفة لتستيقظ من الهراءات التي تتخيلها، بينما رفع حاجبيه بإستغراب
- في اية؟
- انت مقرب اوي كدة لية؟!

قالتها بحدة تلقائيا وهي تنظر لعينيه
كان جلال يتابعهم بغيظ وغضب، فأمسك بالكأس واحتسى ما بداخله جرعة واحدة ونظراته مازالت معلقة عليهم وكان يحدث نفسه
- ماشي يا ريحانة، ماشي، حسابك معايا بعدين
قال الأخيرة بغضب جامح وهو يضغط على الكأس بغضب وقسوة في حين رأيته للشيطان وهو يقبل ريحانة وهي مستسمة له!، فأنكسر الكأس في يده فألتفت الجميع لناحيته، أبتسم بهدوء شرس وهو ينظر لريحانة، هاتفاً للجميع.

- و لا كأن حاجة حصل، ارجعوا زي ما كنتم
ثم استدار بحدة وغادر القاعة، فنظرت ريحانة للشيطان، لم تكن تنظر لعينيه فهي لا تستطيع فعلها، فكانت تنظر لرقبته، قالت بخجل متلعثمة
- عايزة اقعد.

سمح لها بالرجوع لمقعدها في حين اقترب منه عز الدين و اصبحا يتحدثان، فلم ينتبه الشيطان على غياب ريحانة، فهي قد نهضت وغادرت القاعة باحثة عن جلال، واثناء بحثها عن الاخير، شعرت بيد قاسية تقبض غلى معصمها وتجذبها لأحد الجوانب فأرتطم جسدها بالحائط بقوة وقسوة، فنظرت لمن جذبها فكان، جلال.
كانت تنظر له بلهفة وهي تقول
- انت كويس؟

و من ثم نقلت نظراتها ليديه الذي جرحها، فوجدته واضع الشاش حولها بإهمال، نظرت له بألم ومعاتبة
- لية عملت كدة في نفسك؟!
تأوهت وهي تتألم من قبضته التي ضغطت على معصمها اكثر، فنظرت له بتعمق كادت الا تعرفه من حالته الغريبة، غضب واحتقار وقسوة تسكن حدقتيه
- مش قلتلك انتِ ليا و بس
قالها بهدوء حاد مخيف ومن ثم جذبها من شعرها بقسوة آلمتها واكمل
- قلتلك ولا لا، ها.

صرخ بالأخيرة فتأوهت بصوت عالي وهي تبكي هامسة بأسمه بضعف
- جلال
- ازاي تسمحيله يعمل العمله من شوية، ازاي تستسلمي يا ريحانة!، ما تردي
قال الأخيرة وهو يقسو بقبضته على شعرها حتى شعرت انه سيتمزق، فقالت بألم متلعثم
- مش عارفة اية اللي حصل، هو قرب، و...
قاطعها بقوله وعينيه تلمع بشر
- شكلك نسيتي انك ليا، انك ملكي وحدي، هفكرك بطريقة عشان متنسيش انك ليا و بس.

و انقض على شفتيها يلتهمها بقسوة، صدمت وشعرت بالخوف من طريقته، هذة المرة الأولى التي يعاملها هكذا، واللعنة لذاكرتها التي اعادتها لتلك الذكريات، فأصبحت تحاول ابعاده وهي تبكي وترتجف، ابتعد حين شعر بطعم الدماء في فمه، ونظر لها وعندما لاحظ حالتها علم انه اعادها لذكرياتها، فأحتضن وجهها بكفيه واتى ان يقول شيء لكنها ازاحت كفيه عنها بيدها المرتجفة وهي ترمقه بإحتقار وحزن ومن ثم ابعدته وغادرت سريعا وهي تترنجح.

- بعني بضاعة السلاح مش في القرية
- ايوة
قالها الشيطان بإقتضاب، فسأل عز الدين
- لية مسبتهاش في القرية!
نظر له الشيطان ببرود ولم يرد، فضحك عز الدين بخفة وهو يقول
- من صغرك وانت فيك الطبع دة، مش بتحب تعرف اي حد للمخطتله
نظر الشيطان امامه بهدوء، بينما اكمل عز الدين متسائلا
- صحيح، اخبارك اية انت وجلال؟
- بيخطط ل قتلي، كالعادة
قالها بلامبالاة، فإبتسم عز الدين بمرارة وهو يقول.

- هو مش هيبطل حركاته وتخطيطاته دي!، دة انتوا حتى اخوات
- لا
زمجر الشيطان وهو يلتفت بحدة واكمل بقسوة حيث اظلمت عينيه
- من صغري وانا مش معتبره اخويا ولا هعتبره
نقل نظراته للامام بجمود، بينما تنهد عز الدين بأسى وهو يقول بمرارة
- انا زيك يا ابني، بس اعمل اية، أبن اختي برضه
نهض الشيطان وقال ببرود وهو يضع يديه في بنطاله
- طيب خد بالك على ابنك من ابن اختك
ثم تركه وابتعد.

اغلقت صنبور المياة بعد ان غسلت وجهها عدة مرات، رفعت نظراتها للمرآة لتنظر لصورتها المنعكسة بضياع وتشتت حيث تراءت لها بعض المشاهد المتتالية امام عينيها، كما لو كانت شريط سينمائي تسترجع معه كل ما عانته في منزلها من والدتها وزوجها، سالت دموعها على وجنتيها ففتحت الصنبور مرة آخرى وغسلت وجهها بالماء وعادت لتنظر لصورتها المنعكسة وهي تحدث نفسها بصوت مسموع ممتلأ بالقهر والأم.

- مش اول مرة تأذيني يا جلال، بس دي المرة الأولى اللي احس فيها اني، بخاف منك، عارف معنى دة اية؟..
و قبل ان تكمل حديثها انتفضت بخفة عندما سمعت صوت طرقات على الباب، فألتفتت وهي تسأل
- مي..
قبل ان تكمل جملتها وجدت الباب يفتح، حدقت للحظات قبل ان تعي ان الشيطان يقف امامها، وفي الحمام النساء!
- ازاي تدخل كدة!
استنكرت تصرفه بحدة، نظر لها بتفحص وهو يقول ببرود
- مش قبل ما تروحي في حته تستأذني مني!

- لية إن شاء الله؟، كنت مين مثلا عشان استأذنك!
قالتها بأندفاع غاضب، فإبتسم بخشونة
- بتكلميني انا كدة!
- ايوة، في حد غيرك قدامي!
قالتها بتحدي، لا تعلم من اين اتت لها تلك القوة فجأة!، إبتسم بتهكم وهو يقترب منها ويتخطاها حيث يتأكد من ان غرف الحمامات فارغة لا احد فيها، وحين تأكد إتجه للباب واغلقه بالمفتاح، كانت تتابعه تحركاته بقلق وخوف، هتفت بتلعثم حين اغلق الباب
- بتعمل اية؟

التفت لها وقال وهو يقترب وفي عينيه نظرة خبيثة متوعدة
- هربيكِ شوية
بلعت ريقها بخوف وهي تتابعه وهو يقترب فكانت تتراجع للخلف بدورها حتى اصطدمت بالحائط، قالت بصرامة محاولة إخفاء خوفها خلفها ولكنها فشلت
- اياك تقرب
- اقرب منك في اي وقت انا عايزه
قالها وقد اصبح مقابلا لها، تجمعت الدموع في مقلتيها لشعورها بالضعف، ترجته بوهن
- لوسمحت.

وضع احدى يديه على الحائط خلف رأسها والآخرى مررها على خصرها ليقربها منه فتلاصقت به وبدأ بالإقتراب من شفتيها، فأصبحت تبكي فجأة، وبحرقة، رفع نظراته لها بدهشة تعتليه، اخذت تنتحب وهي تبعده عنها بضعف، فأبتعد بهدوء وهو ينظر لها بترقب وعينين ضيقة، بكت بقهر وحرقة على حالها، اجتمع عليها كل شيء، ماضيها، جلال، الشيطان، تشعر بالألم والتحطم في داخلها من فكرة ان تكون ضعيفة من ان تحمي نفسها من هؤلاء الشياطين، تشعر بأنها دمية لا حياة فيها، تخضع لهذا وذاك ويحركونها على اهوائهم، وهي تعلم انها لا تستطيع ان تفعل شيء، إلا البكاء، فهي ضعيفة امامهم.

فجأة وجدت نفسها بين احضانه، يعانقها بهدوء، نظرت له بطرف عينيها بحيرة وتشتت، إنها تشعر بدقات قلبه المنتظمة ورائحته، رائحته النفاذة التي جعلتها تهدأ قليلا، ولا تعلم كيف!، فهي وجدت نفسها تسترخي بعد ان اشتمت رائحته!

استأذن جلال وغادر الحفل وهو يشعر بالغضب والضيق، كيف فعل هذا!، كان يجب ان يفكر قبل ان يفعل ذلك مع ريحانة، ألآن الأمور ستتغير ومن المحتمل ان ريحانة ستتمرد وترفض ما يريد منها ان تفعله، فماذا سيفعل حينها؟!

بعد منتصف الليل
مستلقية ريحانة على السرير بجانبه، تنظر له وهي شاردة، الحزن والشحوب يكسو ملامح وجهها كلما تتذكر فعلة جلال تشعر بالنفور منه، هي احبته فلم تكن تتوقع انه سيؤذيها وسيعلجها تتذكر ما انساها اياه هو، تنهدت بعمق وألم في حين سالت دمعة من عينيها دون ان تشعر فأغمضت عينيها بقوة وهي تمسح وجنتيها من الدموع، عادت وفتحتها لتستقر نظراتها عليه، في حين عادت ذاكرتها بها عندما قبلها.

- انت مقرب اوي كدة لية؟!
قالتها بحدة تلقائية وهي تنظر لعينيه، فنظر لها بخبث وقال
- مزاجي اقرب منك
و من ثم نظر لشفتيها واقل بخفوت وهو يتلمس شفتيها
- وادوق دول
وبعد ان انهى جملته اقترب منها وقبلها، بنعومة ورقة، صدمت، ولم تتحرك، ومن ثم شعرت بالخوف، يقبلها برقة!، شعرت بأنها تستجيب وتستسلم، ارادت الأبتعاد و لكن لم تستطيع، ليس منه بل جسدها رافض الحركة او الأبتعاد.

وضعت يديها على صدرها حتى تستشعر نبضات قلبها السريعة، رفعت نظراتها له و قالت لنفسها بقلق
- اية اللي بيحصلي دة!، أنا خايفة
ظلت تنظر له لمدة قاربت العشر دقائق وهي تتصارع بداخلها، بداخلها رغبة بأن تشتم رائحته، فخضعت رغبتها واقتربت منه قليلا حيث تستطيع ان تشم رائحته ومن ثم اغلقت عينيها، ونامت.

اشرقت شمس يوم جديد، يوم الأربعاء.

كانت ريحانة جالسة بهدوء حين سمعت طرقات احدهم على الباب مستأذنا بالدخول فسمحت له وكانت زهرة
- صباح الخير انسة ريحانة
- صباح النور
قالتها ريحانة وهي تجلس امام المرآة، فتقدمت منها زهرة بعد ان اغلقت الباب وهي تقول
- معايا حاجة ليكي
نظرت ريحانة لصورة زهرة المنعكسة على المرآة ور هي تقول بمرارة
- حاجة من جلال، صح؟
اومأت زهرة برأسه وهي تقف خلفها وتخرج رسالة ورقية من جيبها، فقالت ريحانة
- مش عايزاها، ارميها.

نظرت لها زهرة بدهشة وقالت ببلاهة
- نعم!
- بقولك مش عايزة رسايل من جلال، ارميها
اخفضت زهرة رأسها وهي تقول
- الرسالة مهمة، و السيد جلال نبهني ان الرسالة لازم تقرأيها
و وضعت الرسالة على الكومود امام ريحانة، فنظرت ريحانة للرسالة بتردد، بينما اكملت زهرة
- انا عملت اللي عليا و جبتها، وليكِ حرية التصرف، عن اذنك
وغادرت زهرة في حين ظلت ريحانة تنظر للرسالة والفضول بدأ يتملكها، فألتقطتها وفتحتها.

اسف، عارف اني غلطت بتصرفي معكِ إمبارح بس، بس مش عارف اية اللي حصل بس كنت متعصب وغيران، أيوة غيران وانتِ عارفة لما بغير عليكِ مش بشوف قدامي، انا بحبك يا ريحانة وندمان لأني اذيتيك، بذات المرة دي اذيتيك اوي، هستناكي زي المرة الفاتت، متتأخريش
كورت الرسالة بين كفها وهي تقول بسخرية ممزوجة بالقهر
- اسف!

و من ثم القت بالرسالة في احد ادراج الكومود بإهمال واكملت تمشيط شعرها المجعد قبل ان تخرج من الجناح، وتوقفت امام الحارس تسأله
- الشيطان موجود؟
- لا
قالها الحارس بهدوء وإحترام، فأومأت برأسها وابتعدت، توقفت لثواني قبل ان تصعد للطابق الثالث.

كان الشيطان يجول بجواده الأسود في الأرض الخضراء الواسعة، توقف عندما اتى احد حراسه، نظر له وسأله
- في اخبار جديدة؟
قدم له الحارس بعض الأوراق، اخذها الشيطان ونظر فيها، إرتسمت على وجهه إبتسامة شيطانية وهو يقول بتوعد
- حلو اوي، نهاية جلال قربت.

طرقت الباب ودخلت، كان الرجل المسن مستلقي على السرير وعندما لمحها إبتسم وهو يقول بحبور
- ريحانة، أدخلي يا بنتي ادخلي
إبتسمت وهي تدلف للغرفة وتغلق الباب وتتجه له
- عامل اية؟
- الحمدالله، بس هبقى احسن لو ساعدتيني اني اقعد
اومأت برأسها و هي تتقدم و تقول
- اكيد هساعدك
و ساعدته حيث جعلته في موضع الجلوس، جلست مقابلة اياه على احد الكراسي البلاستيكية
- اهو جتلك مرة تانية، مش هتقولي انت مين؟

قالتها بعد صمت، فهز رأسه و قال ممازحا
- انتِ جاية تتجسسي عليا ولا اية
- لا طبعا
قالتها بسرعة، فضحك وهو يقول
- ما انا عارف
إبتسمت بتملق وقالت
- طيب هتعرفني ولا؟
- ولا
اصطنعت الحزن فقال
- متزعليش خلاص، ما انتِ كدة كدة هتعرفي
- مزعلتش اصلا، ها مستنية
- تتوقعي انا مين؟
صمتت لتفكر ومن ثم قالت
- ابو الشيطان
- ياااه، ابوه مات من زماان
حكت رأسها وهي تفكير
- عمه!
- برضه مات
قالها وهو يضحك، فتنهدت بضيق قائلة بإستسلام.

- طيب قول انت مين، مش قادرة افكر
- خيبانة، أنا جده
فتحت فمها بذهول وقالت بتلقائية
- يعني ابوه وعمه مات وجده لسة عايش!
ومن ثم ادركت ما قالته فوضعت يدها على فمها بندم وهي تتأسف، فضحك وقال
- العمر بقى..
- اسفة بجد، مكنش قصدي
- و لا يهمك، أكملك، انا جد بيجاد، أبو امه الله يرحمها
قال الأخير بحزن، فردد ريحانة
- الله يرحمها
ساد الصمت لبرهة قبل ان تقول
- اسمك اية؟
- عبدالخالق.

و ساد الصمت مرة آخرى، كانت ملامحه حزينة خاصةً بعد ان ذكرت ابنته المتوفية والتي هي والدة الشيطان، فتساءلت بحيرة
- ملامحك اتغيرت بعد ما جبت سيرة ام الشيطان الله يرحمها، لسة متأثر بموتها؟
تعلم ان سؤالها غبي واحمق و لكنها سألته، فنظر لها بحزن و قال
- مقدرش انسى لحظة موتها، صعب
اومأت برأسها، بينما اكمل وكأنه يتذكر.

- لحظة موتها كانت صعبة اوي، وشافها الشيطان وهي بتموت مع ان المفروض مكنش يشوف حاجة زي دي لأنه كان صغير، وكطفل سببت له مشكلة كبيرة، وغيرته
- ماتت ازاي؟
قالتها بفضول، فنظر لها بهدوء وغير الموضوع
- صحيح، احكيلي عن نفسك شوية
نظرت له و قد علمت انه يغير الموضوع فسمحت بذلك وقالت
- مفيش اي حاجة عني اقولها
- لية؟، ممكن تتكلمي عن اهلك، صحابك، أخواتك
ظهرت سحابة حزن في عينيها وهي تقول بألم.

- معنديش اي حاجة من دول، بابا مات واخواتي الأتنين بعيدين عني
- و امك؟
إبتسمت بسخرية وهي تخفض رأسها مجيبة
- متجوزة وعايشة حياتها
- وراكي حكاية كبيرة مش عايزة تقوليها
قالها وهو يتمعن في النظر لها، فرفعت نظراتها التي تلمع من الدموع، وإبتسمت بمرارة، فقال ممازحا
- طب نغير المواضيع، نيجي للأحسن، معاملة الشيطان ليكي
ضحكت من بين دموعها التي سالت على وجنتيها وتهكمت
- دة الأحسن!
ضحك بخفة وقال.

- دة انيل، عارف، يلا قولي
- شيطان، هيتعامل مع بنت ازاي؟، بحنية، مستحيل
- حاولي تغيريه، الشيطان جواه شخص طيب، شخص حنين بس بيخفيه وصعب تطلعيه
نظرت له بإهتمام فأكمل
- اللي حصل معاه مش هين ابدا لدرجة ان غيره مية وتمنين درجة لشخص تاني، قاسي، معندوش قلب يفكر بيه
و من ثم إبتسم و قال
- بس انتِ ممكن ترجعيه زي ما كان وتطلعي الشخص الكويس اللي جواه
- ممكن اسأل سؤال
قالتها بعد ان انهى حديثه، فأومأ برأسه، فقالت.

- هو لية بيتعصب لما حد بيناديه بأسمه، بيجاد؟
- انتِ ناديتيه به؟!
قالها بذهول، فأومأت برأسها، فضحك وهو يقول
- دة انتِ جبارة، عمل فيكِ اية؟
- اتعصب عليا اوي
اومأ برأسه بهدوء فسالت بفضول
- تعرف سبب عصبيته؟
نظر امامه و قال بغموض لم تفهمه
- في اسباب كتير لكل حاجة بتحصل، تغيره، حياته، القصر
اردف بهدوء وعلى وجهه إبتسامة عفوية
- بلاش تحطي رجلك في المواضيع دي، هتغرقي صدقيني
نظرت له بتعمق، فقال.

- يلا انزلي، الخدامه هتيجي دلوقتي
و من ثم سمعت ذلك الصوت المزعج فعلمت بأن خلال دقائق ستصل الخادمة للغرفة، فنهضت وقالت وهي تبتسم
- جالي فضول اني اعرف الأسباب دي، هتبقى تقولهالي
إبتسم و قال
- شكلك بتحبي تغرقي نفسك
- ايوة
قالتها بمشاكسة، فقال بهدوء
- ربنا يسهل، يلا انزلي
- هبقى اجي ازورك، سلام
و غادرت، تنهد هو بعمق وقال بآسى
- انتِ غرقتي خلاص
و يعد ثواني دخلت الخادمة فوجدته جالس فقالت بدهشة
- ازاي قعدت؟!

نظر لها وإبتسم.

كانت ريحانة تنزل على السلالم فقابلت زهرة التي اوقفتها وقالت
- كنتِ فين؟، السيد جلال مستنيكِ
- مش هروح اقابله، وقوليله يمشي وميخافش، هنفذ اللي طلبه
قالتها ريحانة قبل ان تتركها وتكمل نزولها، بينما ظلت زهرة واقفة مكانها وهي تشعر بالحيرة، ماذا ستفعل!؟
شعرت ريحانة بالضيق والأختناق فأتجهت لحديقة القصر لتستنشق بعض الهواء النقي لعله ينظم فكرها قليلا، فهي تشعر بالتخبط والضياع.

جلست تحت ظل الشجرة على العشب الأخضر واسندت ظهرها على جزع الشجرة وتنهدت بعمق وراحة وهي تتأمل ما حولها من زهور واشجار، كانت على وجهها إبتسامة صغيرة صادقة، فعادت بها ذاكرتها للماضي، عادت بها لتتذكر شقيقتيها الأصغر منها سنا ووالدها، فعبست وظهر على ملامحها الحنين والأشتياق.

دخل الشيطان مكتبه بهدوء متجهاً لمكتبه، القى هاتفه ثم التفت وإتجه للحائط في الجانب الأيمن ووقف امامه، مد يده وابعد الستار المماثل للون الحائط حيث لا يستطيع احد ملاحظتها، فظهر باب، فتحه ودخل ثم اغلق الباب خلفه.

حل الليل ومازالت ريحانة جالسة في الحديقة وقد غفوت، فأتت زهرة وايقظتها
- انسة ريحانة، اصحي، أية اللي منيمك هنا؟
فتحت ريحانة عينيها بنعاس ونظرت لها بذهول وقالت
- في اية؟
- نايمة هنا لية؟
نظرت حولها ومن ثم إبتسمت ببلاهةه و قالت
- غفيت
- طيب تعالي معايا، العشا اتحط
- هي الساعة كام؟
- الساعة سبعة
- مش بدري!
قالتها ريحانة وهي تنهض، فنهضت ايضا زهرة واجابتها.

- ايوة بدري بس سيدنا الشيطان امر بكدة، وصحيح هو هيسافر بكرة الصبح
اومأت برأسها و هي تقول
- عارفة
ثم إتجهت لداخل القصر وخلفها زهرة.

جلس جلال على الأريكة وهو يشعر بالراحة فكل شيء سيسير كما خطط و ليس هناك اي عائق في طريقه، سيموت الشيطان، وسيأخذ الحكم، وسيعيد ريحانة له، فهي ملكه، وحده.
ألتقط هاتفه بعد ان تعالى صوت رنينه، اجاب على المتصل وكان، أيمن
- نعم.

اخبره الاخر بشيء فرد جلال
- متقلقش انا مظبط كل حاجة، و كل حاجة هتمشي على حسب اللي مخططله، متبقاش جبان
صمت للحظات ليستمع لقول ايمن ثم اجاب.

- خلاص، جهز رجالك وبكرة الصبح استنى اتصال مني
-...
- اجرك انت و رجالك محفوظ، سلام يا ايمن
قالها بغضب و نفاذ صبر قبل ان يغلق الخط.

صعدت للجناح بعد فترة ليست بالقليلة من صعوده، دلفته وتوقفت للحظة وهي تنظر له حيث كان نائم ولا يشعر بشيء من حوله، اتجهت للشرفة لتدخلها وتستنشق بعض الهواء الطلق.

بعد فترة وجيزة عادت للداخل، إتجهت للسرير واستلقت عليه ووضعت يديها اسفل رأسها وهي تنظر له، كان هناك بضع قطرات عرق على وجهه، فمدت يدها ومسحتهم بأناملها فوجدته ينتفض بفزع من مكانه حيث جعلها تشعر بالفزع هي ايضا، كان صدره يعلو و يهبط من سرعة تنفسه، فأعتدلت بوضعيتها وهي تنظر له بعد ان هدأت نفسها، سألته بإهتمام
- انت كويس؟!
نقل نظراته لها ومازال تنفسه مضطرب، مسح وجهه بكفه وهو يقول لها بتقطع
- ارجعي نامي.

ثم عاد ليستلقي في مكانه وهو يضع ذراعها فوق عينيه المغمضة، كانت تتابعه، عادت لوضعيتها السابقة مرة اخرى ومازالت نظراتها معلقة به، فلاحظت ارتجاف يديه، أخفضت نظراتها ليديه الساكنة بجواره فوجدتها ترتجف وهو يضغط عليها بقوة ليوقفها او لكي لا تشعر بها، شعرت بشعور غريب يجتاحها، في حين تذكرت قول جده، ابداخل ذلك الشيطان شخص مسالم حقا!
- بيجاد.

قالتها بهمس وهي تنظر له فلاحظت ازديات ارتجاف يديه، فمدت يدها وامسكت بيده المرتجفة بين كفيها وهي تقول بخفوت
- اهدى، دة كابوس
شهقت عندما وجدته يجذبها له ويعانقها بقوة، كانت تشعر بالصدمة في البداية من تصرفة المفاجئ ولكن سرعان ما استعادت هدوئها، مررت كفها الاخر على ظهره لتربت عليه بحنان.

أشرقت شمس يوم جديد، يوم الخميس.

استيقظت فلم تجده ففزعت ونهضت سريعا ظناً منها انه غادر، بدلت ملابسها بتعجل وربطت شعرها بإهمال ثم إتجهت للباب، اتت ان تفتحه ولكنها تذكرت اخذ السم، فعادت و فتحت احد ادراج الكومود التي وضعت فيه زجاجة السم، اخذتها بعد تردد كبير، خرجت فقابلت الحارس فسألته
- الشيطان فين؟، مشي؟
- لا
إتجهت للأسفل حيث يوجد المطبخ، ودخلته
- الشيطان كل حاجة؟

نظر لها الخدم بتساؤل، من هذة؟، فليس الجميع يعرفها هنا، تقدمت منها زهرة وقالت
- لا لسة، بس طلب قهوة
- طيب اعمليها وانا هطلعها
اومأت زهرة برأسها وعادت للخادمة التي تعد القهوة، اخذتها ووضعتها في فنجان ومن ثم حملت الصينية واعطتها ل ريحانة
- هلاقيه فين؟
- في مكتبه.

اومأت برأسها وخرجت من المطبخ حيث بدأ معظمهم في السؤال عن من هذة، توقفت في مكان خالي من الحراس والخدم واخرجت الزجاجة ووضعت منها حتى النصف في فنجان القهوة ومن ثم اغلقتها وخبأتها جيدا بين ملابسها ثم إتجهت لمكتبه.
طرقت باب مكتبه ودخلت بعد ان سمعت صوته الذي يسمح لها بالدخول، رسمت على وجهها إبتسامة صغيرة وهي تقترب منه وتقدمها له
- اتفضل
رفع نظراته عن الأوراق الذي امامه ونظر لها، قال بجمود
- بتعملي اية هنا؟

- جبتلك القهوة
نظر لها بترقب، حيث اكملت
- انت هتسافر النهاردة
- متتبسطيش اوي، هو يومين وهرجع، مش هسافر بعيد
- مين قال اني مبسوطة؟
قالتها بإستنكار مزيف، رمقها بترقب قبل ان يلتقط الفنجان بين اصابعه في حين كانت تنظر له وبداخلها صراع كبير.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة