قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية ورطة مع السعادة للكاتبة رضوى جاويش الفصل الأول

رواية ورطة مع السعادة للكاتبة رضوى جاويش الفصل الأول

رواية ورطة مع السعادة للكاتبة رضوى جاويش الفصل الأول

واخيرا، أغلقت باب شقتها بعد يوم طويل وشاق، وقفت خلاله طوال ساعات حتى انتهى
فنيو التركيب من تركيب تلك الآلات التى طلبتها لتجهيز عيادتها الخاصة، انها لا تصدق انها انتهت اخيرا من تجهيزها وفى سبيلها للإعلان عن بدأ العمل فيها قريبا..

انها لاتزال لا تصدق من الاساس انها عادت لبلدها اخيراً بعد غربة دامت الثمان سنوات قضتها بالخارج تعمل بأحد البلدان العربية.

تنهدت فى راحة، وسارت مبتعدة عن الباب لتسير فى ذاك الممر الطويل الذى يفضى بها لغرف المنزل الأربعة، فتحت الأنوار وجالت بعينيها فى ارجاء كل غرفة، ابتسمت فى سعادة وهى ترى بداية حلمها قد تحقق، والخطوة القادمة هى الإعلان عن عيادتها بالشكل اللائق وانتظار المرضى، وايضاً عليها الا تنسى تعيين احدى العاملات لتستقبل المكالمات وتنظم مواعيد العيادة..

توجهت وهى تفرد يديها على اتساعهما للحمام ممنية نفسها بحمام ساخن يطرد إرهاق اليوم الطويل..
خرجت من الحمام اكثر انتعاشا، توجهت للحجرة التى قررت تحويلها لغرفة نومها واندست تحت الأغطية وأمسكت بمحول القنوات تبحث عن فيلم يجذبها لتتابعه وهى تمد يدها لأحد الأدراج تتناول احدى ألواح الشيكولاتة التى تعشقها، نظرت اليها فى محبة.

وبدأت فى إلتهامها باستمتاع عجيب، وهى لاتزل تقلب فى قنوات التلفازحتى وجدت اخيرا ما تتابعه فوضعت محول القنوات جانباً وبدأت فى التركيز ومتابعة احداث الفيلم..
لم يطل تركيزها اكثر من بضع دقائق، فعقلها جذب افكارها وخواطرها لاتجاه اخر تماماً..

قفزت صورة أبويها للذاكرة، كم كانت تتمنى لو انهما لازالا على قيد الحياة حتى تتمتع بمحبتهما التى افتقدتها كثيراً فى غربتها المفروضة عليها من أجلهما، من اجل حياة افضل لهما ولاختها الوحيدة التى كان عليها إعالتها، تخرجت من كلية طب العلاج الطبيعى والتى اختارتها رغم حصولها على مجموع يؤهلها لدخول كلية الطب البشرى، فقط لانها علمت ان الدراسة بتلك الكلية خمس سنوات وفى النهاية، هى تحمل لقب طبيبة كما تمنى والدها دائما، اختارتها حتى لا تثقل على ابيها ذاك العامل البسيط والذى كان مرتبه المتواضع يكفيهم بالكاد..

تخرجت بالضالين، وماهى الا فترة قليلة حتى انهك ابيها المرض وتقاعد مخلفاً حمل البيت ومطالبه التى لا تنتهى على عاتقها، ابنته الكبرى التى دوماً كان يعتبرها عمود البيت..
كان دوما ما يفخر انه أنجب صبية تحمل فى عروقها عزم أعتى الرجال، وهى أمنت بما كان دوماً يفخر به، وقررت ان تكون رجل البيت وعموده، قررت ان تنسى انها أنثى..
وتتذكر شئ واحد فقط، هو ذاك العزم الذى يدعى ابوها انها تملكه، ولم تخيب ظنه يوماً.

فها هى على مشارف الرابعة والثلاثين من عمرها ولازالت وحيدة بلا زوج ولا حياة عائلية، بلا رجل فى حياتها التى ما عدمت وجودهم بها، لكنها عدمت بقاءهم فيها..
ولعب دور البطولة فى لياليها وأيامها..
او التسلل حتى لأحلامها ليكونوا ولو لساعات جزء منها..
لا تعلم، أين هو العيب.!؟.
هل العيب فيها، أم فيهم، أم فى الظروف التى جمعتها بهم..!؟.

هل نسيت بحق انها أنثى، تحتاج لرجل تُكمل معه مسيرة حياتها..!؟، أم ان الرجال قد ادركوا بفطرتهم انها ما عادت بحاجة لهم..
وانها كفيلة بإدارة حياتها بلا عون من احدهم فذهبوا يبحثوا عن أنثى حقيقية تحتاج دعمهم وتتقبله شاكرة..!؟.
على أية حال، ما عادت معرفة السبب تهم، فقد اصبحت بالفعل، غير قابلة للدعم، غير راغبة فيه، مكتفية تماماً بحياتها وعالمها..

قضمت قطعة أكبر من قالب الشيكولاتة وهى لاتزل سارحة فى افكارها تدعى متابعة الفيلم المعروض على الشاشة قبالتها، وعقلها يجبرها على عرض شريط الذكريات بكل تفاصيله، وابتسمت فى سخرية عندما قفزت الى مخيلتها تلك الذكرى الوحيدة للمحاولة اليتيمة التى سمحت بدخول جنس الرجال لمحيطها الشائك، ويا ليتها لم تسمح..!

تذكرت كيف جذبها بأخلاقه العالية، وتعامله الراقى مع المرضى، كان طبيب زميل لها فى ذاك المشفى الذى عملت به فى غربتها..
ظهر فجأة من العدم، ففى صباح ما سمعت الممرضات يتحدثن عن ذاك الطبيب الجديد الذى وفد للمشفى منذ ساعات، أحدث وصوله انقلاباً فى ساحات المشفى لدرجة جعلتها تشعر بالاشمئزازمن تفاهة الممرضات اللائي كان الحديث عنه يشغل حيزا لا يستهان به من ثرثراتهن المعتادة عن الأطباء وكل ما يخصهم.

تذكرت تماماً كيف ألتقت به، أغمضت عينيها
متظاهرة بالاستمتاع بالشيكولاتة، لكنها كانت تعلم انها تكذب على نفسها، فقد أغلقت عينيها لتتذكره، تتذكر كفاه التى انتشلتها من وقوع محقق عندما انحرفت فى سرعة هاربة من موجة جديدة من الثرثرة حول شخصه، لتصطدم به شخصياً، ساعتها، اضطربت كل حروف اللغة على شفتيها، وضاعت قوة بيانها.

وهو يبتسم فى ثقة متسائلاً، : - هل انتِ بخير!؟، ويهمهم بصوت رجولى محبب وهو ينظر لشارة اسمها الملتصق على جيب معطفها الطبى فيكمل وهو ينظر لعمق عينيها، دكتورة مى..!؟.
لم تحرك ساكناً، ولم تحرر جواباً للحظات وكل ما فعلته انها اندفعت من أمامه هاربة
وكأنما تخشى شيئاً ما، شيئاً كانت تعلم انه سيتعقبها ويراودها ويحاربها وتحاربه، شيئا
خرافياً أسطورياً، كما وحوش القصص القديمة.

وفى نفس ذات الوقت، هو ناعماً مخملياً، كبتلات زهرة ندية..
شئ يطلقون عليه مسمى لم تختبره أبداً فى حياتها، ولم تتوقع انه يمكن ان يدك حصون قلبها العتيدة بتلك القوة ويحيلها لرماد فى لحظات فقط من مجرد نظرات، شئ ما يدعى الحب..
تذكرت مبتسمة، كيف كانت تتحاشى التواجد معه فى مكان واحد وفى نفس الوقت تتلمس الاخبار عنه من الممرضات، وهى التى كانت تضيق بسماعها لاسمه، اصبحت تتوق لمجرد ذكره بخبر أمامها..

لقد أحبته، سمحت لنفسها وهى أبنة ابيها، ذات الثلاثين عاماً، وصاحبة عزم الرجال الذى لا يُقهر، ان تحب..
كيف حدث هذا، ومتى..!؟.
هى لا تعلم..

فقد استيقظت ذات صباح لتعترف لنفسها انها تحبه، تحب كل ما يمت له بصلة، وتعشق كل ما يتعلق به، عدة شهور مرت، على الرغم من محاولاتها المستميتة البقاء بعيداً عن تأثير وجوده فى محيطها، الا انه كان دوماً يحاصرها بوجوده المفاجئ، لتضيع كل رباطة الجأش والاتزان الذى تملك أدراج الرياح..
كل يوم كان يمر، تتعلق به أكثر، فقد كان مثالاً لكل ما تمنت فى شريك حياتها، الاخلاق العالية، والقلب الحان، والوسامة المحببة..

كان يمتلك كل ما يؤهله ليحتل عرش قلبها بلا منازع، وهو أيضاً، كما كانت تظن، وجد فيها ما كان يتمنى فى شريكة حياته..
لكن..
وآااه من كلمة لكن، تلك الكلمة الاعتراضية التى تنقلب بعدها كل الموازين رأسا على عقب.

جاءت الريح بما لا تشتهيه سفن فرحتها، لتقتلع أشرعتها واحدا تلو الاخر، لتغرق فى بحر من الالم والأوجاع، وكأنما ضنت عليها الحياة ببضع أيام من الفرحة التى لم تكلف احدهم شيئا، هى فقط من دفعت ثمن فرحتها لاحقاً، ثمن غال من السهد والوجع والدموع..

رفرفت عيناها لتتنبه انها تبكى للذكرى، وكأن الوجع لايزل ساكن فى الحنايا لم يغادر، قابع فى ثنايا الروح لم يرحل، بعد ما يقرب من أربع سنوات خلت، لاتزل تتذكر طعنة الالم التى تلقتها منه ومن أمه، والتى هللت عندما علمت برغبته فى الارتباط بها فى أول الامر، وفجأة تنقلب الأية للنقيض تماماً عندما عرفت فى مكالمات لاحقة بينهما، ان عمرها قد تخطى الثلاثين عاماً ببضعة أشهر، ساعتها، أصبحت نبرة الصوت غير، والتعامل غير..

ولاحظت تباعده عنها، ومحاولاته تجنبها وشروده الدائم اذا ما صادف وقابلته فى احد أروقة المشفى على غير ميعاد..
وأخيرا، جاءت الطعنة، عندما ضغطت عليه لمواجهتها، لم يستطع ان يهمس بكلمة، كل ما فعله انه أخرج هاتفه ليضغط عدة أزرار ويسلمه لها، ويتنحى جانباً، تركها تتطلع لشاشة هاتفة فى بلاهة للحظات حتى سمعت
صوت ينادى على الطرف الاخر، فوضعت الهاتف على أذنها لترد فى ثقة لا تعلم من أين
استمدتها: - نعم، أنا مى يا..

لم تمهلها أمه على الطرف الاخر من استكمال عباراتها، وكأنها تردد كلمات تم الاتفاق عليها مع ولدها مسبقاً لتهتف بها فى سرعة: - كل شئ قسمة ونصيب يا ابنتى، ابنى ليس نصيبكِ، ربنا يكتب لكِ الخير مع غيره..
صمت رهيب أعقب تلك الكلمات المسمومة التى تسللت لشرايينها وأوردتها..

لم تكتف أمه بصمتها الذى يشى بما تعانى لتستكمل فى إستقواء: - أنا أسفة يا دكتورة، سنكِ غير مناسب لأبنى، ما بينكما من فارق عمرى لا يتعدى بضعة أشهر، هذا يعنى انكِ تخطيتِ الثلاثين، ما الذى يجبر ابنى على الارتباط بمن تماثله عمراً وهو يمكنه الارتباط بمن هى أصغر بكثير وفرصتها فى إنجاب أحفاد لى أكبرمن فرصتكِ..

كانت هذه هى الطعنة النجلاء بحق، فقد انغرست كلماتها كنصل حاد ليستقر بأعماق الروح التى كانت تحتضر فى صمت وهى تغلق الهاتف وتستدير فى آلية لتتجه إليه حيث كان يقف ذائغ النظرات لتضع هاتفه فى كفه، وترحل مبتعدة عنه، تتذكر تماماً انها اشفقت عليه لحظتها، كان كالتائه فى خضم من مشاعر لا يستطيع التعبير عنها، لكنها رحمته.

و رحمت نفسها وولت هاربة بعيداً عن محياه، فما نفع الكلام بعد كل ما قيل، كلماته كانت ستزيد الطين بلة، وستكون كمن يضع الملح على جرح حى..
مسحت تلك الدموع التى انحدرت بالفعل على وجنتيها، وفقدت شهيتها للشيكولاتة فتركتها جانباً، وتنهدت وهى تتذكر كم من الليالى بكت وحيدة فى غرفتها لم تجد من تشكى له لوعتها
ومعاناة قلبها، وجرح كرامتها النازف..

لم تجد من تخبره بخبيئة مشاعرها، واحتضار روحها، كانت، كما كانت دوما، هى المجروح والمداوى عندما يفيض الألم ويعز الدواء، مسحت دمعها بكف، وطيبت قلبها بالكف الأخرى، وأحتضنت نفسها بذراعيها
ونامت وهى تطمئن نفسها، ان غداً يوماً أخر
تؤمن بانه سيأتى بغير عناء، بغير ألم أو بكاء.

غداً يوم أخر، ستظهر فيه مى القديمة من جديد، نعم مى، ابنة أبيها، التى نسيت انها أنثى، وستظل تنسى ذلك ما حيت، ستعود من جديد، وهى أصلب عوداً وأكثر رغبة فى المواصلة بغير ظل رجل يخنقها بدل من ان
يحيها، يهدمها بدل من ان يبنيها..
تذكرت كيف قابلته بعدها بعدة أيام، وكأن شيئاً لم يكن مما جعل نظرات الدهشة تطل من عينيه فاضحة، لتبتسم هى فى ثقة مبعثها تلك الرسالة التى وصلته بحذافيرها، والتى كان مفادها.

، ليست أنا تلك التى تموت ان ابتعدت
أو أقتربت، فإن كنت قوية بحبك، فسأكون بدون حبك الذى يهدر كرامتى أقوى..
، والعجيب، انها وجدته يحاول بعد فترة عودة المياة لمجاريها، يعمل على استرجاع علاقتهما لسابق عهدها، لكن هيهااات..
فقد طردته من حياتها، وغلّقت الأبواب..
وقالت، إليك عنى، فقدت فرغت من ترهاتك
وما عادت نظراتك الحانية تأسرني..
قلبها لازال يئن، هى تدرى..
لكن عقلها له شأن أخر، وكرامتها لها حسابات أخرى..

و دموع عينيها الغالية التى سفحتها لاجله لن تهون أبداً، ولن تُبذل ثانية لأى رجل مهما كان...

ان أكثر ما أثرفيها خلال تلك الاوقات العصيبة انهما بالفعل قد أعلنا خطبتهما وعلمت المشفى كله انه طلب يدها للزواج، وهى قبلت مرحبة بل أكثر من مجرد مرحبة، بل كانت محبة، عاشقة، مدلهة بحبه، الجميع كان يعلم ذلك وهى الوحيدة التى كانت تظن نفسها على قدر عال من الحيطة والحذر حتى لا ينكشف سر قلبها الصغير، لكن، منذ متى يمكننا مدارة الحب وفيض العشق الذى يسطع من الأحداق كشمس ظهيرة فى يوم قيظ...!؟، فالصب تفضحه عيونه، ألا يقولون هذا..!؟، وهذا بالفعل ما حدث معها، فضحتها جوارحها كلها ونطقت بعشقه..

كان اصعب اللحظات تلك التى خاضتها وهى تمر بأروقة المشفى بعد اعلانه انتهاء خطبتهما
وتلك النظرات التى كانت تطالها من هنا وهناك تحمل الكثير من المشاعر المتابينة ما بين فرحة وتشفى وشفقة، فرحة لانه اصبح متاح لأخرى من بينهن، وتشفى لانه انهى خطبته بها فهى من وجهة نظر بعضهن لا تستحقه، واشفاق من البعض لانهم لمسوا محبتها له، ومحبته لها
كل هذا، مصحوباً بسؤال فضولى على الشفاه..

لماذا..!؟، ماذا حدث ليموت ذاك الحب بالسكتة القلبية..!؟، لكن لا إجابة..
لا هى تكلمت، وهو ايضا للحق، لم يصلها انه أعلن عن أسباب انفصالهما، وحمدت له ذلك فما كانت لتحتمل ان يعلم الجميع مدى الاهانة التى تعرضت لها من السيدة الكريمة والدته، وكيف أعلنتها صراحة، انها ليست جديرة بلقب زوجة ابنها المصون لا لشئ الا عمرها الذى تخطى فى حسابات البشر العقيمة
الثلاثون، ذاك الرقم الخطر فى عمرالنساء.

والذى يذبحهن بسكين تالم، لينزفن قهراً وظلماً
من عُرف أحمق لا يعلمن من وضعه، ولو علمن، لعُلق على المشانق ليُعدم ألف ألف مرة
كما يغتال عرفه وقانونه الجائر أحلامهن الوردية فى كل لحظة يقتربن فيها من ذاك السن المشؤوم..
لكن على أيه حال، تخطت تلك اللحظات، واستوعبت تلك النظرات، وتجاهلت التساؤلات التى كانت تطل من العيون، ومضت فى طريقها غير أبهه إلا بتطييب الجرح وإيقاف النزف والعودة ثانية، ل مى القديمة..

مدت كفها تغلق التلفاز الذى ما عاد له نفع أو
قدرة على جذبها لمشاهدة ما يُعرض، ونهضت فى تثاقل للحمام تغسل وجهها من أثر الدموع..
وعادت بخطى بطيئة لغرفة نومها وما ان همت
بالدخول تحت الأغطية من جديد لتستريح من عناء اليوم وتهرب من تلك الذكريات التى أرهقتها حتى عادت لتندفع من جديد خارج الغرفة وهى تهتف لنفسها بصوت مسموع..

لازلتِ حمقاء يا مى وتنسين أغلاق باب الشقة بعناية ككل ليلة، متى ستذكرين ذلك دون وصلة التقريع اليومى..!؟، كل تلك السنوات فى الغربة وحيدة ولازلتِ على رعونتكِ..
وصلت قرب الباب، وفجأة..
توقفت فى صدمة، وتعالت ضربات قلبها أضعافاً وهى ترهف السمع فى أضطراب
لعلها تكون مخطئة..
لا، ليست مخطئة، فهناك شخص ما يحاول فتح باب شقتها، نظرت لساعة الحائط أمامها.

والتى كانت تشيرتقريباً الى الثالثة صباحاً بقدر ما استطاعت تبينها فى ذاك الظلام المخيم على مدخل الشقة، لم تعرف كيف تتصرف حتى وقعت عيناها على عصا خشبية كانت قد تركتها
بالقرب من الباب لتتذكر التخلص منها عند مغادرتها للشقة، تناولتها فى رهبة واندفعت على اطراف أصابعها خلف الباب فى نفس اللحظة التى فتح فيها الدخيل..

وما ان هم بفتح نور الردهة القصيرة وتخطى عتبة الباب حتى عالجته بضربة من عصاها على رأسه ليسقط أرضاً..
وتدوى فى تلك الليلة صرختان..
صرخة رعب من حنجرتها التى استعادت صوتها أخيرا، وصرخة ألم من ذاك الدخيل..
والذى أطلقها قبل ان يفترش الارض فاقداً الوعى..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة