قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وجع الهوى للكاتبة إيمي نور الفصل السادس

رواية وجع الهوى للكاتبة إيمي نور الفصل السادس

رواية وجع الهوى للكاتبة إيمي نور الفصل السادس

جذبها من يدها خلفه الى داخل المنزل بخطوات سريعة حادة غاضبة يتجاهل نداء والدته له وهى تحاول اللحاق به قائلة بلهاث وحدة
: جلال، طيب بس عرفنا هى هببت ايه وش النحس دى.

اسرعت حبيبة لها تحاول اسكاتها لكنها صرخت بها تهتف بغضب
: بتسكتينى ليه ماهى اكيد هببت حاجة وانا لازم اعرف عملت ايه.

لم يعيرهم جلال انتباها يكمل طريقه ناحية الدرج و صاعدا درجاته بخطوات سريعة غاضبة يجذب ليله معه بشدة جعلتها تتعثر فى خطواتها لتأتى محاولة ايقافه تلك المرة من حبيبة تناديه برجاء.

فلتفت اليها جلال زافرا بقوة تاركا يد ليله الواقفة باستسلام تتابع مايحدث بلا مبالاة وبرود يضع انامله بين خصلات شعره بقوة قبل ان يقول ضاغطا فوق اسنانه بعصبية حاول السيطرة عليها
: حبيبة معلش اطلعوا اوضكم دلوقت و الصبح نتكلم.

ثم مد يده قابضا فوق معصم ليله يكمل طريقه مرة اخرى تاركا عيون الجميع تتابع مايحدث باهتمام وفضول كانت اول من عبرت عنه زاهية هامسة بفضول يكاد يقتلها
: ياترى ايه اللى حصل هناك ومين اللى جلال كان ماسك فى خناقه فوق فى بيت المغاربة.

شهقت بذهول تلتفت ناحية قدرية التى كانت تتابع صعود جلال وليله بعيون حادة كالصقر قائلة بصدمة
: يكون طلع لاقى حد من ولاد عمها معاها فوق، ولا يكون لاقى معها...

هتفت بها حبيبة بحدة توقفها عن الكلام قائلة
: مرات عمى شوفى انتى بتتكلمى ازاى وعن مين. جلال لو سمع كلامك ده هتبقى...

شحب وجه زاهية بشدة تقاطعها بلهفة وارتبارك
: انا مقصدش، حاجة ياحبيبتى انا بفكر، معاكم بصوت عالى وبس.

همت حبيبة بالرد عليها بحدة لكن اتى صوت قدرية القاطع قائلة بحدة ووجه متجهم
: مرات عمك عندها حق وانا لازم اعرف ايه اللى حصل يخلى اخوكى بالشكل ده ومين اللى كان بتخانق معاه.

ابتسمت زاهية بانتصار تنظر الى حبيبة بتشفى لتزفر بقوة تلتفت الى والدتها تهتف بها برجاء
: ماما اسمعى كلام جلال وخلينا بره الموضوع ده وهو حر مع مراته.

لم تعيرها قدرية ادنى اهتمام تضيق مابين حاجبيها تدور داخل عقلها دوامة من الافكار تقسم انها لن ترتاح حتى تصل لما تريح به بالها.

دفعها بقسوة داخل غرفتهم حتى كادت ان تسقط ارضا لكنها استطاعت التوازن سريعا تلتفت ناحيته فتراه وقد وقف مواجها لها مشتعل العينين وجهه مكفهر بشدة تسمعه يصرخ بغضب وقسوة لكن لم يهزوا قناع البرودة الظاهر فوق ملامحها قائلا
: عاوز اعرف اخرة تصرفاتك دى ايه؟ عاوزة توصلى لايه؟ تزهقينى مثلا علشان اطلقك!متوقعة منى اعمل معاكى ايه بعد اللى عملتيه فى بيت اهلك ده، انطقى وردى عليا.

صرخ بجملته الاخيرة بثورة عارمة جعلتها تنتفض فى مكانها لكنها لم تجيبه تحيد بعينيها بعيدا عنه هربا من عينيه وغضبه المستعير بداخلهم ليكمل هو دافعا بكفه بين شعره يجذبه بقوة وهو يدور فى ارجاء الغرفة بذهول ساخط
: بقى بدافعى عنه ادامى وخايفة عليه منى، بتهددينى انا علشانه!، بتستقوى بأهلك وفكرانى هخاف منهم.

التفت اليها بحدة ضاغطا فى اسنانه بحنق قائلا
: لولا اننا كنا فى عزا راجل انا كنت بحترمه وبقدره انا كنت دفعتك انتى وهو تمن اللى حصل ده غالى اووى وفى قلب داركم وسط اهلك اللى بتستقوى بيهم عليا.

: اعمل اللى انت عاوزه انا مبقاش يهمنى حاجة تحصل فى الجوازة الشؤم دى.

دوت كلماتها باقتضاب تهز ارجاء المكان وهى تقف مكانها بثبات ووجه خالى من التعبير لتتسع عينيه بذهول هامسا بصدمة
: بتقولى ايه؟بتسمى جوازك مني شؤم!

توحشت ملامح وجهها تضغط فوق اسنانها بشراسة قائلة ببطء وهى تؤكد على كل حرف يخرج من شفتيها عينيها تتوحش فوقه
: ايوه جوازنا شؤم كفاية بسببها جدى مات وهو فاكر انى زعلانة منه، كفاية انى بسببها مكلمتش جدى من يوم ما دخلت انت دارنا وطلبت ايدى علشان طمعك فى ارضنا.

تحشرج صوتها بدموعها التى لم تعد تستطيع حبسها فى عيونها الحمراء نتيجه كبتها لتلك الدموع طويلا فنزلت فوق وجنتها تشيعا لعزيز فقدته قد كان لها السند والحماية طوال حياتها قائلة بألم ينطق به كل حرف من حروف كلماتها
: واللى بسببها حسيته باعنى بالرخيص لما رمانى ليكم علشان تفكرونى فى كل لحظة انى مش العروسة اللى كان يستحقها جلال بيه العظيم.

وزود على ده اللى شلته جوا قلبى منه لحد ما مات من غير حتى ما اشوفه لو لمرة.

نظرت اليه بكره تنطق به ملامحها قبل لسانها صارخة بشراسة باكية
: انا بكرهك، بكره بيتك، وبكره اهلك، بكرة اليوم اللى دخلت فيه بيتك عروسة ليك، بكره حتى الارض اللى بسببها جمعتنا سوا واللى برضه بقولك ان نجوم السما اقربلك منها حتى ولو بعد موتى.

كان واقفا طوال حديثها مكانه بجمود ضما قبضتيه بجواره عينيه متجمدة تبعث لها بنظرات لو كانت تقتل لسقطت مكانها جثة هامدة تراه يتقدم منها بخطوات ثابتة حتى توقف امامها لتشهق بهلع حين قبض باصابعه فوق فكها يجذب وجهها اليه رافعا عينيها اليه فتتقابل بعينيه والتى اخذ الشرر يتطاير منها بغل وغضب بعث بالرعب فى اوصالها يفح بأنفاسه فترتطم بوجهها تلهبه قائلا بخفوت وصوت بارد هادئ النبرات لا يظهر ما يعتريه من غضبه وثورة ان اطلق لهم العنان لاحرق الاخضر واليابس وستكون هى اول من ستحرقها تلك النيران.

: يبقى تستحملى كرهك ده وخليه ياكل فى قلبك لحد مايخلص عليكى، واعرفى ان مفيش خلاص منى الا بمزاجى انا وبس.

فح من بين اسنانه بغل يكمل ضاغطا على كل حرف يخرج من بينهم
: زى ماكان الجواز بمزاج اهلك وترتيبهم. خلاصك وطلاقك منى هيبقى بمزاجى انا ووقت ما احب واعوز.

دفعها بعنف بعيدا عنه لتترنح للخلف بتعثر ينهى حديثه معها ملتفتا ناحية الباب يغادرا بخطوات سريعة عاصفة يغلقه خلفه بعنف ارتجت له ارجاء المنزل فتسقط فوق ركبتيها ارضا بهمود كما لو كانت لعبة وانتهت بطارية طاقتها تنظر الى الباب المغلق بعينين يغشيها الوجع والالالم للحظات قبل ان تنفجر ببكاء مرير وشهقات يتقطع لها نياط القلب.

ابنك راجع عاوز ايه من اختى ياعمى؟
صرخت شروق بكلماتها موجها حديثها الى عمها الجالس داخل الجناح المخصص له ولعائلته بعيدا عن مسامع والدتها والتى خلدت للنوم بعد ذهاب المعزين تلتفت ناحية راغب الجالس براحة فوق مقعده مبتسما بسخرية وخبث تشير باصباعها ناحيته تكمل بحدة وعصبية موجهه الحديث الى عمها
: ايه ما كفكش كل اللى عملته فيها راجع ابنك هو كمان علشان يكمل عليها.

فز علوان من مقعده صارخا بعضب وحدة
: كلام ايه اللى بتقوليه ده، كنا عملنا ايه قبل سابق علشان نعمل دلوقت.

رفع سبابته امام وجهها محذرا بنفاذ صبر قائلا
: بت انتى اعقلى كلامك ولمى لسانك والا يمين بالله اقطعهولك وانت عارفة انى اقد...

جاءت مقاطعته من ولده سعد حين هب واقفا هو الاخر قائلا بتوتر وعبوس
: يابويا احنا هنا قاعدين علشان نحل ملهاش لازمة العصبية دى.

التفت اليه علوان يهتف بغيظ
: مانت شايف كلامها عامل ازاى وبعدين الدار دى زاى ما هى دارها هى واختها دارك ودار اخوك كمان يدخل ويخرج براحته ومحدش هنا ليه عندنا حاجة.

اتسعت عينى شروق بذهول وصدمة وهو تشير ناحية راغب صارخة
: ده ردك على اللى عمله ابنك، ابنك كان عاوز يدخل الاوضة على اختى وجوزها كان موجود وتقولى براحته ده بيته.

اخفض علوان وجهه ارضا بارتباك يجلس مكانه مرة اخرى لا ينبث بحرف واحد فاسرعت زوجة عمها تحاول تلطيف الامر قائلة بخفوت وارتباك
: اكيد مكنش يقصد حاجة وحشة وكان طالع يسلم عليها ماهى اخته برضه وكان عاوز يطمن عل...

اتت المقاطعة تلك المرة من راغب نفسه بصوت صارم شرس قاسى قائلا
: لاا مكنتش طالعلها علشان اختى ولا علشان اطمن عليها، عمر ليله ماكنت اخت ليا ولا هتكون ابدا وادام الكل بقولها اهو ليله ليا بتاعتى ملكى انا، بعد يوم بعد سنة بعد حتى عشرة هتكون ليا ومعايا
وقف يدير عينيه بين الجمع المذهول من وقع كلماته عينيه تنطق بكل نواياه يكمل بتأكيد وحزم.

: اللى كان واقف بينى وبينها راح خلاص ومعنديش استعداد لاى حد يقف بينا من تانى حتى ولو جوازة بالغصب زاى ما عرفت.

فور انتهاء حديثه سادت حالة الهرج والمرج ارجاء المكان تتعالى الصراخات من الجميع حين هب سعد على اخيه محاولا الفكاك به يقف بينهم علوان محاولا فض الاشتباك وشروق تحاول هى الاخرى جذب سعد بعيدا الذى اخذ بالصراخ بغضب هستيرى
: وفاكرنا هنسكتلك ولا هنقف نتفرج عليك دانا ادفنك هنا قبل ما تفكر فى يوم تعمل حاجة من جنانك ده.

راغب بوجه مقتضب تشتعل عينيه بالغضب يصرخ به هو الاخر بجنون تأنيب
: والله عال ياسعد بيه وخلاص طلعلك صوت وبقيت بتعرف تهدد. كان فين صوتك يابيه لما جدك صدر فرمانه وبعدنى عنكم وعنها، كنت فين وهى بتتجوز واحد اشترتوه ليها ورخصتوها علشان تبعدوها عنى.

اسرع يكمل حين هم سعد بالرد عليه بسخرية وحشية
: انا اقولك كنت فين، كنت مشغول بحب السنيورة شروق خايف تتكلم لتتحرم انت كمان من الجنة ونعمها.

ابعد سعد نفسه عن ايدى الجميع وجه مكفهر بشدة يهمس بخفوت واسف
: لا يابن ابويا مسكتش علشان كده، سكت علشان كنت عارف بلويك ومصايبك اللى وصلت لحد ان يتقبض عليك فى شقة من اياهم وانت معاك مخدرات وبلاوى كانت كافية انك تقضى عمرك كله فى السجن.

: ولولا جدك اللى اتحمل يتقال عليه القاسى ظالم ولا انه يفضحك وسطنا كان زمانك مرمى فى السجن من وقتها وجاى دلوقت تحاسبنا وعاوز تفضحنا.

تراجع راغب بظهره الى الخلف يسقط فوق ظهره مقعده بانهزام تحت انظار والدته وشروق المذهولين من وقع تلك الصدمة عليهم هامسا بخجل
: وليله عارفة هى كمان بلى حصل وليه جدك بعدنا عن بعض.

سعد بأسف يدير عينيه بين والده الواقف بانكسار والدته هى وشروق المصدومين يرتسم الرعب بعينهم
: محدش كان يعرف غير ابوك وجدك اللى عرفنى الحقيقة فى اخر ايامه زاى اللى كان قلبه حاسس بان عمرك ما هتتعدل ابدا.

خفض راغب وجهه ارضا للحظات صامتة قبل ان يرفعه مجددا وقد تشيطنت ملامحه يجز فوق اسنانه بشراسة ساخرة قائلا
: اديك قلتها كان قلبه حاسس وانا بقى مش ناوى اخيب ابدا ظنه فيا ابدا وليله ليه برضاكم ولا غصب عنكم ليا ولو هتضيع فيها رقاب
وقف الجميع بصدمة وذهول وهو يرون تغير حاله بتلك الطريقة كما لو تلبسه الشيطان يدركون ان لا جدوى من اى حديث بينهم مجداا.

هبت جالسة بأعتدال تسرع فى مسح عبراتها المتساقطة فوق وجنتيها سريعا وهى تراه يدلف الى الغرفة بخطوات مرهقة بطيئة تتابعه بعينيها وهو يتجه ناحية خزانته يفتحها يخرج منها ملابسه ثم يلتفت مرة اخرى متجها ناحية الحمام دون ان يعيرها ادنى اهتمام فتهمس باسمه بتوتر تناديه
توقفت خطواته لكنه لم يلتفت اليها او يجيبها بشيئ لتنهض واقفة بسرعة قائلة بصوت متحشرج ضعيف.

: عاوزة ارجع دارنا بكرة الصبح علشان اقضى يومين العزا مع اهلى.

تجمد جسده تماما يقف كتمثال نحت من حجر لعدة لحظات كانت هى خلالهم تلوك شفتيها بتوتر وخوف فى انتظار عاصفة غضبه والتى تعلم انها اتيه لاي محال ردا على طلبها لكن جاءت اجابته جاعلة عينيها
تتسع بذهول وصدمة حين قال بصوت بارد غير مبالى كأنه الجليد يبعث البرودة فى اعماقها
: اعملى اللى تعمليه، روحى زاى ماانتى عاوزة.

ثم تحرك ناحية الحمام بخطوات سريعة يغلق بابه خلفه بقوة جعلتها تجفل بخوف بشدة مكانها تنظر فى اثره بعيون مذهولة من كلماته اللامبالية موافقته السريعة على طلبها تشعر رغما عنها بالضيق والغصة تملأها من اجابته هذه لتنهر نفسها بغضب وعنف هامسة بصوت تخنقه العبرات
: طب وانتى ايه اللى مزعلك دلوقت مش ده الى كنت عاوزة توصلى ليه يبقى ايه اللى مضايقك دلوقت.

بعد لحظات خرج جلال من الحمام يجفف شعره بالمنشفة عينه يختلس النظرات خفية ناحية الفراش بحثا عنها لتتجمد حركة يده حين لاحظ اختفائها فرفع وجهه بلهفة تجول عينيه فى ارجاء الغرفة بحثا عنها يلاحظ اختفائها من الغرفة تماما ليلقى بالمنشفة ارضا يسرع فى ناحية الباب ولكن ما ان خطى خطوة واحدة باتجاهه حتى وجدها تدلف من خلاله وهى تحمل دورق المياه بين يدها ليسألها بصوت حاد متوتر.

: كنتى فين؟ وازاى تخرجى من الاوضة بالشكل ده.

اتبع حديثه يشير الى شعرها الظاهر من خلف حجابها بغضب لكنها لم تعيره اهتماما تكمل طريقها ناحية الفراش تضع مابيدها فوق الطاولة الصغيرة المجاورة له ليهدر بصوت عالى غاضب يسألها
: انا مش بكلمك؟

التفتت اليه ببطء قائلة ببرود مستفز
: كنت بجيب مايه وبعدين ماله شكلى مش فاهمة.

زمجر بقوة وقد انتهت قدرته على تحمل استفزازها البارد اكثر من ذلك يتجه نحوها بخطوات سريعة غاضبة تتابعه بعيون متسعة رعبا حين راته قادما باتجاهها فحاولت التحرك من مكانها هربا قبل قدومه اليها لكنه استطاع سد طريقها بجسده الضخم واقفا امامها يجذب خصلات شعرها الظاهر من حجابها واضعا اياها امام عينيها وهو يهتف بغضب وحنق
: مش عارفة ماله شكلك!وشعرك بمنظره ده حاله ايه؟

تلعثمت وهى تحاول التحدث بصوت حاولت اظهار الجدية والهدوء به
: ماله؟ هو اللى بيطلع بره الطرحة وبعدين انت مالك انت مش لسه بتقولى اعمل اللى اعمله.

زمجر مرة اخرى بغضب امام وجهها جازا فوق اسنانه فانكشمت فوق نفسها بخوف سرعان ما اصبح هلعا حين لف ذراعه حول خصرها يجذبها اليه لترتطم بقوة بجسده ترتجف وهى ترفع عينيها الهلعة تطالع عينيه فترتفع بسمة شرسة فوق شفتيه يسألها ساخرا
: ايه رجعتى تانى لفار المصيدة ليه متخليكى شجاعة للاخر
اعقب حديثه يزيد من ضمها فاخذت تحاول التملص بذعر من حصار جسده الحاضن لجسدها المرتجف قائلة.

انا مش خايفة. مش ليله بنت المغارب...

قطعت حديثها حين انخفض فجأة نحو وجهها مقتربا منها بشدة ترتطم انفاسه الساخنة الحادة بصفحة وجهها البارد هامسا بحدة
: عارفة لو سمعتك بتقولى بنت المغاربة دى تانى ادامى هعمل فيكى ايه، ولا انا هستنى ليه لما تكرريها تانى انا هعرفك دلوقت هعمل ايه.

هبط بشفتيه فوق شفتيها يقبلها ولا شيئ فى عقله سوى تأديب تلك الشفاة قاسية الكلمات على كل ما تفوهت به طوال اليوم لكن حدث مالم يكن فى حسبانه حين انفجرت فورا خلف جفونه المغلقة العاب نارية متوهجة بقوة فور ملامسة شفتيه القاسية رقة ونعومة شفتيها لتتحول طبيعة قبلاته لها فورا عما كان ينتويه تماما وهو يقبلها بلهفة وشغف اصبح المسيطر على جميع حواسه لا يشعر بشيئ من حوله سوى انه قد اقتطف قطعة من الجنة واصبحت بين يديه والتى لم تكون سوى هى بكل تفاصيلها التى اصبحت كالهاجس. له تصيبه بالجنون.

تسلل ذراعه حول خصرها ليجذبها اليه اكثر حتى اصبحت كضلع ثانى له تزيد من لهفته وشغفه حين دست اناملها الرقيقة داخل خصلات شعره من الخلف تجذبه اليها تتأوه داخل شفتيه مستجيبة بنعومة فغاب العالم من حولهم لا يقاطعهم شيئ داخل شرنقة شغفهم لوقت لا يعلم مدته.

لكن ات ضوء من الادراك ليضربها بقوة كانذار عنيف يهز خلايا عقلها ليجعلها تدرك ما تفعل و استسلامها المخزى له فترفع كفيها تدفعه بضعف ازداد قوة واصرار حين وجدته مغيبا تماما بقبلتهم تهمم برفض تبتعد هى عنه بشدة اجفلته لكن سرعان ما استطاع السيطرة على نفسه يفك حصار ذراعه من حولها مبتعدا للخلف بأرتباك قائلا بصوت متحشرج حاول اظهار ثابته وسيطرته عليه.

: من هنا ورايح كلمة ليله المغربى دى مسمعهاش انت ليله مرات جلال الصاوى وبس حاجة تانية غير كده محبش اسمعها مفهوم.

التمعت عينيها بالتحدى تشب فوق اطراف اصابع قدميها تحاول الوصول لمستوى راسه تهمس بتحدى امام وجهه
: مش هيحصل انا ليله المغربى وهفضل ليله المغربى رضيت ولا مرضتيش دى حاجة متقدرش تغيرها.

انهت حديثها تسرع بالتحرك من امامه لكن تأتى قبضبته القوية تمسك بذراعها تعيدها اليه بعنف يهتف بها بتحذير غاضب
: بلاش شغل العيال ده معايا ومتجبيش اخر صبرى عليكى واوعى تفكرى انى نسيت اللى عملتيه ولا اللى قلتيه.

همت بالرد عليه لكن تأتى مقاطعته بنفضه لذراعها بعنف يشير لها برأسه بعدم اهتمام ولا مبالاة
: روحى نامى ولا روحى شوفى انتى كنتى هتعملى ايه.

تركها مكانها متجها ناحية الاريكة يرمى بجسده فوقها بعنف بينما وقفت هى بتجمد تشعر بالهزيمة و والتى اصبحت من نصيبها فى كل مواجهة تحدث بينها وبينه دائما.

فى تلك الاثناء كانت حبيبة تنزل الدرج بهدوء وحذر تتلتفت خلفها بقلق خشية ان يشعر احد بخروجها فى تلك الساعة المتأخر من غرفتها ولكن ما بيدها حيلة فلقد تجاوزت الساعة منتصف الليل بثلاث ساعات والى الان لم يأتى زوجها فواز من الخارج وهاتفه مغلق لا تستطيع الوصول اليه من خلاله لذا قررت النزول وانتظاره فى بهو المنزل فهى لم تحتمل الجلوس داخل غرفتها يتأكلها القلق عليه.

جلست فوق الاريكة تفرك كفيها معا بتوتر وخوف لمدة نص ساعة اخرى فى انتظاره وعندما لم يجد جديد نهضت سريعا حازمة امرها فورا فستصعد الى اخيها تبلغه بغياب فواز وهو سيجد الحل والتصرف.

تبوبخ نفسها لتأجيلها اللجوء الى اخيها كل هذا الوقت لكن لم يكن بيدها حيلة فعلاقة جلال وفواز متوترة بشدة منذ زواج جلال بغير سلمى وهى لم تريد اضافة المزيد من التوتر بينهم لكنها لم تعد تستطيع الصبر يتأكلها خوفها وقلقها فتحركت ناحية الدرج تصعد حتى منتصفه ولكن اوقفها صوت فتح الباب الخارجى للمنزل لتجد فواز يدلف الى الداخل بخطوات مترنحة وضعيفة وقد تمزقت ثيابه عليه
لتسرع فى النزول تهرع فى اتجاهه صارخة برعب.

: فواز مالك؟ مين اللى عمل فيك كده.

حاولت امساكه تسنده اليها لكنه دفعها عنه بغضب حتى كادت ان تسقط ارضا يهتف بها بحنق وبصوت شرس عالى
: اسالى البيه اخوكى، اللى حصلى ده بسببه وبسبب بلاويه.

تركها تقف مكانها مصدومة يتحرك الى منتصف البهو يصرخ بصوت غاضب تشتعل عينيه بجنون
: جلال بيه اللى عامل فيها كبير العيلة، اللى مابيهموش غير مصلحته وبس.

اخذ يصرخ بشدة وقد حاولت حبيبة ايقافه عما يفعله لكنه اخذ يصيح متجاهلا محاولاتها يكمل
: انزل يا جلال بيه انزل واشوف اخرة جوزاتك السودا دى ايه علينا كلنا، اااانزل وتعال شوف اخرة عمايلك.

كان صوته العالى قد وصل ال جميع ساكنى المنزل بكل اارجاءه حتى جلال والذى كان فى تلك الاثناء يستلقى شارد الذهن يطالع السقف فى وجوم وعيون لا ترى شيئ غارقا داخل افكاره السوداء بطلتها تلك المستلقية فوق الفراش بجمود حتى وصل اليه صوت فواز ابن عمه الصاخب لينهض سريعا جالسا على الاريكة بتوتر يرهف السمع يراها تنهض هى الاخرى من الفراش تسأله بخوف وقلق
: جلال فى ايه؟صوت مين ده.

وجد نفسه دون ان يستطع ايقافها يلتفت اليها يهدئ من روعها وقد ازعجته بنبرة الخوف بصوتها قائلا بصوت حاول اظهاره لا مبالى
: متقلقيش مفيش حاجة.

ثم اسرع بالنهوض يرتدى خفه فى قدمه سريعا متجها ناحية الباب لكنه توقف بغته حين وجدها تحاول اللحاق به تجول عينيه فوقها فيراها بقميصها البيتى المجسم فوق جسدها مفصلا ادق تفاصيله و شعرها بخصلاته الهوجاء تلتف حول وجهها فيهتف بها باستنكار وتعنيف
: رايحة فين بمنظرك ده؟ اقعدى مكانك ومتخرجيش من الاوضة مهما حصل.

حاولت التحدث لكنه لم يمهلها الفرصة يغادرا فورا صافعا الباب خلفه بقوة بعد ان تعالى الصوت مرة اخرى مناديا باسمه فوقفت مكانها بحيرة للحظة ثم حسمت امرها فورا تسرع الى خزانتها تختطف من داخلها احدى العبائات المفتوحة وغطاء لشعرها ثم تهرع فى اتجاه الباب مغادرة الغرفة بفورا فى اتجاه الدرج تقف فى اعلاه بشكل متوارب فترى جميع افراد العائلة متجمعة فى اسفل ملتفين حول حول فواز يحاولون تهدئته اما جلال فقد وقف فى الجهة المقابلة عاقدا لذراعيه فوق صدره ينظر الى فواز ببرود بينما الاخير يصرخ بشراسة.

: كل ده بسببك وبسبب جوازة الشؤم بتاعتك.

تحفز جسد جلال فى وقفته لكنه حافظ على برودته ليستفز هذا فواز اكثر فيحاول الهجوم عليه تجاوز ايدى الجميع الممسكة به التى تحاول السيطرة عليه لكنه لم يستطع الفكاك منهم ينهره والده بصوت حانق
: اخرس بقى وبطل عمايلك السودا دى وفهمنا ايه حصل.

التفت اليه فواز بذهول يهتف بشراسة
: عمايلى انا اللى سودا ولا عمايل ابن اخوك اللى خلت سرتنا على كل لسان.

اقترب منه جلال هاجما عليه ليجذبه بعيدا عن الجميع ليقفا متقابلين تتقابل اعينهم فيهمد جسد فواز فورا يطالع عينى جلال برعب حين فح من بين اسنانه قائلا بحدة
: هتتكلم عدل زى الرجالة والا ورحمة ابويا اعرفك ايه هى العمايل السودا اللى بحق وحقيقى.

ابتلع فواز لعابه بصعوبة قائلا بصوت متردد خائف
: بسببك النهاردة جات سيرة اختى سلمى فى القعدة اللى كانت بينى وبين اصحابى.

توترت الاجواء فورا يتظر الجميع الى بعضهم بقلق ووجوم تهتف سلمى برعب
: سيرتى انا، ليه انا عملت ايه؟

لم يجيبها فواز تتعلق عينيه بعينى جلال والتى اصبحت كالجمر المشتعل يسود الصمت القاتل المكان حتى هتفت قدرية بهلع
: انطق يافواز اللى خلى سيرة اختك تيجى وسط اصحابك.

اخفض فواز عينيه ارضا بعيدا عن عينى جلال المتيقظة لاقل حركة منه قائلا بخفوت
: كانوا بيعيرونى انه رفضها واتجوز بنت المغربى مكانها وكلمة منى على كلمة منهم قلبت بخناقة.

لطمت زاهية وجهها صارخة بقوة فور انتهاء حديثه وتسرع سلمى تلقى بنفسها بين ذراعى حبيبة تبكى بهستريا اما قدرية وصبرى فقد وقفا كما الحجر يطالعون جلال فى انتظار ردة فعله والتى جاءت بتركه لملابس فواز ببطء متحركا بعيدا عنه يسأله بوجوم وصوت قلق
: ايه اللى اتقال بالظبط وايه اللى جاب السيرة من الاساس.

نظر فواز باتجاه زوجة عمه ثم والده قائلا بتوتر وارتباك
: مفيش الموضوع كله بدء بهزار لما واحد منهم ساألنى عنك وعن اخبار جوازتك و كلمة من هنا على كلمة من هنا جات سيرة سلمى وانك كان المفروض هتتجوزها هى.

رفع جلال راسه بحدة فى اتجاهه يهتف به بشك وحدة
: محدش يعرف حاجة عن الكلام ده انا نفسى عمرى ما اتكلمت فيه ولا طلبت سلمى ليا ابدا يبقى ازاى الكلام ده وصلهم.

توجهت جميع الانظار الى فواز والذى اخذ يجول بعينيه بين الجميع بقلق وتوتر ثم يسرع هاتفا بارتباك
: ما الكل عارف ان البنت دايما موعودة لابن عمها وزاى ما كنا فاكرين كده غيرنا كمان فكر فى ده.

تحرك جلال فى اتجاهه بلمح البصر يجذبه مرة اخرى من عنق قميصه يشده اليه بغضب وعنف تظهر علامات الشر فوق ملامحه حتى ظن الجميع انه فى طريق لقتل فواز لتتوتر الاجواء مرة اخرى حتى التى كانت تقف اعلى الدرج تتابع مايحدث دون ان تجروء على التدخل حتى تلك اللحظة حين تبدل حال جلال الى ذلك الغضب الشديد والرغبة فى القتل فواز تظهر جاليا فوق وجهه يهتف به بشراسة وعنف جعلت من وجه فواز يشحب بشدة.

: وطبعا انت قلتلهم على ظروف جوازتى كانت ليه وعلشان ايه.

تلجلج فواز بالحديث يحرك راسه بالنفى سريعا قائلا
: لا، لا محصلش صدقى مفيش اكتر من اللى قلته واتقلبت الليلة لخناقة ما بينا.

اسرعت قدرية ومعها حبيبة فى اتجاههم تحاولان فك حصار يدى جلال من حول عنق فواز القابض فوقه يهمسون بكلمات متوترة اليه فى محاولة لتهدئته حتى نزع يده اخيرا عنه ليسرع فواز بالوقوف خلف ابيه المكنس الرأس حزنا يتعالى صوت سلمى بعدها ببكاء وألم
: ده اللى كنت خايفة منه وعاملة حسابه خلاص بقيت سيرتى على كل لسان خلاص اتفضحت...

ثم انفجرت بالبكاء تلقى بنفسها بين احضان والدتها والتى شاركتها بالبكاء بصوت عالى حاد هى الاخرى
فى تلك اللحظة رفع جلال عينيه الى اعلى نحو تلك الواقفة خلف ذلك الجدار تتوارى خلفه بوجهها الشاحب المضطرب كما لو احس بوجودها الان فى تلك اللحظة تتقابل نظرات عينيه بعينيها لثانية كانت كفيلة لها حتى ترى حيرته وقلة حيلته بهم قبل ان يتعالى صوت قدرية القوى مبددا الصمت بثقته وحزمه قائلة بتأكيد.

: مفيش حاجة من الكلام ده هتحصل، والشرع محلل اربعة وجلال زاى ما اتجوز مرة يقدر يتجوز التانية.

القت قدرية بقنبلتها الموقوتة وسط الحضورلتسود الوجود الذهول وعدم التصديق لحديثها اما هى فقد رفعت انظارها الى اعلى بشماتة وانتصار ناحية ليلة والتى كانت فى تلك اللحظة زائغة العينين يزداد شحوبها حتى حاكى شحوب الموتى واثقة كل الثقة باجابة جلال على حديثه والدته الحازم تقف مكانها كمن حكم عليه بالموت وكان هو الساعى اليه نتيجة لافعاله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة