قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وجع الهوى للكاتبة إيمي نور الفصل السابع

رواية وجع الهوى للكاتبة إيمي نور الفصل السابع

رواية وجع الهوى للكاتبة إيمي نور الفصل السابع

كل سنة وانتم طيبين ورمضان كريم عليكم واحب اعرفكم ان ده اخر فصل هينزل من الرواية واشوفكم ان شاء الله بعد رمضان.

واحب اوضح حاجة للى مستعجل على احداث الرواية ومشاعر الابطال
انها لسه فى اول فصولها ومينفعش اجرى بالاحداث ولا بمشاعر الابطال ولازم تتطور الامور تاخد كل مرحلة حقها والا كده انا بستخف بعقول قرائى وانا مقبلش بده طبعا انا مقدرة حماسكم للرواية ورغبتكم فى الجرى بالاحداث بس هقولها تانى الرواية لسه فى اولها وانا زودت الفصل علشان خاطر عيونكم ويارب يكون عجبكم كده.

وكمان انا حبة اعتذر جدا على عدم تفاعلى معاكم الفترة دى بس سامحونى انا بمر بظروف والامور ملخبطة معايا الفترة دى وعارفة ان رصيدى عندكم يسمحلى ان اطلب منك السماح
ومرة تانية كل سنة وانتوا بخير وسعادة ورمضان كريم عليكم وعلى كل احبابكم
اسيبكم مع الفصل وياارب يعجبكم.

ساد الوجوم والصمت ارجاء المكان بعد ان القت قدرية بقنبلتها تتجه انظار الجميع ناحية جلال بجسده المشدود بتوتر ووجهه المظلم بشدة لكن كانت عينيه اكثر ما يرعب به حينما وقف يحدق فى والدته بقوة نظراته اليها مظلمة غير مقرؤة التعبير بينما قدرية فقد اعتلى وجهها تعبير من الخوف والتردد وهى تلوك شفتيها فى انتظار اجابته لتأتيها الاجابة بصوته القوى الاجش فتلتمع عينيها بالفرحة الطاغية حين قال.

: وانا موافق. لو ده هيقطع لسان اى كلب يفكر يجيب سيرة بنت عمى انا موافق.

ثم يلتفت الى عمه بوجه مشدود حاد التعبير يسأله
: ايه رايك ياعمى؟

لكن تأتى اجابت صبرى الصادمة حين عقد حاجبيه بقوة هاتفا بصوت حاد مصدوم
: كلام ايه ده؟ ومين قال انى هوافق على كده.

التفت الى قدرية والتى حدقت بصدمة به بادلها اياها كل الحضور حين اكمل بصوت قوى واضح النبرات
: مين قال انى ارضى لبنتى تبقى زوجة تانية حتى ولو لابن اخويا اللى بعزه زاى ابنى ويمكن اكتر.

ثم التفت الى جلال قائلا بهدوء ولطف عينيه تمتلأ بالحنان والامتنان يكمل بابتسامة ضعيفة اسفة
: بعدين كفاية عليه اوى جوازة واحدة مكنتش على هواه ولا برضاه مش هنيجى عليه فى دى كمان.

رفع جلال عينيه الى اعلى الدرج سريعا يطالعه بلهفة وقلق فيتنهد بأرتياح خفى حين وجده فارغا من وجودها مطمئنا انها قد غادرت قبل ان تستمع الى حديث عمه الاخير يرجع انتباهه لعمه قائلا بحزم وصرامة.

: كلام ايه ده ياعمى اللى بتقوله جواز ايه اللى مش برضايا ليله غالية والف مين يتمنى تبقى ليه واولهم انا و انا استحالة كنت هفكر فى يوم انى اتجوز غيرها
تغيرت نبرة صوته للخفوت يكمل بهدوء
: بس لو ده هيقفل اى كلام هيتقال فى حق بنت عمى فانا استحالة اتردد لحظة واحدة انى اعمله.

شحب وجه قدرية بشدة تلوك شفتيها بغل حين أتى على ذكر ليله وحديثه عنها بتلك الطريقة امامهم وبينما توقفت سلمى عن البكاء تنظر الى وجهه بصدمة وشحوب فتأتى كلمات صبرى التالية لتزيدهم شحوبا يحاكى شحوب الموتى حين قال بحزم منهيا اى حديث اخر قد يقال فى هذا الامر
: ربنا يباركلك فيها يابنى بس سلمى طلبها منى على ابن خالها عزيز وانا خلاص وافقت.

يكمل بتأكيد وبصوت لا يقبل بمناقشة او اعتراض وهو يلتفت ناحية سلمى الواقفة بذهول متسعة العينين برعب وصدمة
: هو طلبها منى قبل سابق وانا خلاص هبعتله بكرة بموافقتى والفاتحة الخميس الجاى.

دخل الى جناحه بهدوء ليجده سابحا فى الظلام الان من ضوء ضعيف اتى من ناحية النافذة والتى فتحت على مصراعيها تميز عينيه جسدها الصغير الواقف بثبات امامها تنظر خارجها وهى تلف ذراعيها حول جسدها متجاهلة هبات الهواء الباردة والتى جعلت من ارجاء الغرفة كالصقيع فوقف مكانه يتابعها للحظات قبل ان يهمس لها بهدوء
: الجو برد عليكى وبوقفتك دى هتتعبى كده.

لم تتحرك من مكانها تقف بثبات متجاهلة حديثه لها ليزفر هو بحدة وقد بدء صبره بالنفاذ يهتف بحدة
: اسمعى الكلام يابنت الناس وبلاش العند بتاعك ده فى كل حاجة كده.

التفتت اليه ببطء بجانب وجهها للحظة تنسدل خصلات شعرها حول وجهها كستار تحجبها عن عينيه ثم تعود لوضعها السابق مرة اخرى فاخذ هو يراقبها بصمت ثم يتنهد باستسلام يتحرك ناحية الاريكة يلقى بجسده فوقها متنهدا بتعب واضعا ساعده فوق وجهه يغلق عينيه بأرهاق متجاهلا اياها تماما حتى تحدثت اليه بصوت هامس مقتضب تنهى الصمت بينهم
: مبروك عليك عروستك الجديدة وياارب تكون هى دى اللى تستحقها وتستحقك.

نهض سريعا من مكانه يستند على مرفقه محدقا بها بعينين مشتعلة يسألها بقسوة
: وده يهمك فى حاجة لو حصل؟

اسرعت تهز راسها بالنفى تجيبه بتلعثم
: لااا، ابدا، ميهمنيش ابدا، انا بس، كنت..

عاد الى وضعه يستلقى مرة اخرى مقاطعا كلماتها المتلعثمة قائلا ببرود خشن
: يبقى خلاص وفرى كلامك لنفسك علشان مهمنيش اسمعه.

اضجع على جانبه يعطى ظهره لها تاركا لها واقفة مكانها بجمود روحها تأن من الالم ودموعها الحبيسة تطالبها بالتحرر ولكن ابت عليها كرامتها ان تطلق لها العنان تتحرك ناحية الفراش بخطوات صامتة مرهقة تستلقى فوقه محتضنة جسدها اليها بقوة علها تهدء من تلك الالام التى تنهش صدرها منذ ان سمعت بموافقته بتلك الزيجة فتفر من المكان هاربة قبل ان تخونها صرخة انكسار كادت ان تفلت من بين شفتيها وقتها فتكشف بها عن الالام التى تنهش بصدرها تكاد تفتك بها...

مرت بها الدقائق وهى على هذا الوضع لايهدء من اوجاعها شيئ حتى سقطت فى نوم مرهق عميق فتستغله دموعها الحبيسة معلنة عن حريتها حين سقطت من خلف جفونها تتخذ سبيلها الى وجنتيها.

بينما ظل هو مستلقيا مكانه بجسد مشدود من التوتر يجافيه النوم يرهف سمعه لاقل حركة منها قبل ان يلتفت ببطء ناحيتها يلقى بنظرة عليها فيراها تستلقى فوق الفراش تحتضن جسدها بذراعيها فتنهد بعمق محدقا بالسقف بتوتر وحنق محاولا تجاهل ما يشعر به من اسف وندم اخذ يتأكله ناحيتها فقد كان يستطيع ببساطة ان يضع حدا لظنونها عن زواجه المزعوم واخبارها بما حدث لكنه لا يعلم لما استفزته تهنئتها الباردة تلك فلا يقوم بشرح لها حقيقة ماحدث بخصوص هذا الامر.

زفر مرة اخرى بحدة يمرر اصابعه من خلال شعره بقوة قبل ان يحسم امره ينهض من مكانه باتجاهها يناديها بصوت لين رقيق لكنه لم يجد استجابة منها
فتقدم اكثر من الفراش يمد يده ناحية المصباح المجاور له يشعله وهو يقول بتوبيخ وحدة
: اظن ان انا بنادى عليكى يبقى...

تسمر مكانه بصدمة واحساسه بالذنب يتلاعب بمشاعره جاعلا قلبه يرتجف بداخله رأفة بها حين وجدها مستغرقة فى النوم واثار تلك الدموع فوق وجنتها فيقترب من الفراش مستلقيا فوقه بهدوء يضع راسه بالقرب من راسها عينيه تمر فوق ملامحها بأسف وهى تراقب انامله تقوم بأزيحة بقايا تلك الدموع من فوق وجنتيها الناعمة يقترب بوجهه من وجهها ببطء حتى امتزجت أنفاسها بأنفاسه يغمض عينيه مستمتعا بدفئها هو تلامسه بنعومة ورقة و دون ان يدرك ما يقوم به وجد نفسه ينحنى على شفتيها المفترقة بشق ضعيف يقبلها برقة وتمهل تذيبه بنعومتها وهى تلامس شفتيه المحترقة بوهج انفاسها فوقهم بينما تلتف ذراعه حول جسدها يجذبها برقة اليه فتتمللت بضعف فى نومها جعله يتجمد مكانه للحظة خوفا من استيقاظها لكن وجدها تعود مرة اخرى للنوم دافنة وجهها فى تجويف عنقه تهمهم بضعف ثم يستكين جسدها بين احضانه ليغمض عينه بمتعة تفر الى شفتيه رغما عنه ابتسامة فرحة ضعيفة يريح ذقنه فوق رأسها ينعم بدفئها الغازى لحواسه للحظات قبل ان يستسلم هو الاخر مرحبا بنعاس دق ابواب جفونه.

دوت صفعتها له تهز ارجاء الغرفة فتجعل حبيبة تشهق بفزع وهى ترى والدتها تصفع زوجها فور دخولها لجناحهم مقتحمة له هاتفة بغضب اعمى دون ان تمهل احد الفرصة ليفيق من تلك الصدمة
: غبى وهتفضل طول عمرك ولا ليك اى فايدة.

نكس فواز رأسه ارضا بخجل لا يجيبها لتهتف حبيبة بها محاولة لتهدئتها واستعطافها بلهفة ورجاء
: حقك عليا انا يا ماما وبكرة الصبح هخليه يعتذر لجلال كمان بس بلاش...

لم تعيرها قدرية انتباها تقاطعها بغيظ موجة حديثها الى فواز المرتعب
: هو ده اللى اتفقنا عليه ياغبى؟ ده الكلام اللى هيبقى بينك وبينه!رايح تعمل فضيحة ادام البيت كله.

اخذت حبيبة تدير عينيها بينهم بذهول ترى زوجها يرفع وجهه ببطء يجيبها بانكسار
: انا قلت لو خلتها فضيحة هحرجه واخليه يوافق ادام الكل غصب عنه.

جزت قدرية فوق اسنانها تهتف بحنق
: وكانت ايه نتيجة؟ اهى بعملتك السودا دى خلت ابوك هو اللى يرفض وطبعا ليه حق اى حد مكانه هيعمل كده.

فواز بصوت خافت متردد
: طب مانتى جارتينى فى الكلام وطلبتى منه يتجوز سلمى ادام الكل.

دوت صفعتها له مرة اخرى فوق وجنته بصوتها الحاد فتجعل حبيبة تلك المرة تصرخ بهلع وهى ترى حالة والدتها والتى اصبحت كمن تلبسها الجنون تهتف بشراسة
: وكنت عاوزنى اعمل ايه بعد اللى هببته ماكان لازم اضرب على الحديد وهو سخن بس اقول ايه كل اللى خططت له باظ علشان واحد غبى ولا يسوى.

سألتها حبيبة بصوت ذاهل مصدوم
: يعنى كل اللى حصل تحت كان من تخطيطك انتى وفواز ومفيش حاجة من دى حصلت من الاساس؟

صرخت قدرية بها بحدة وشراسة تشتعل عينيها بالغضب
: ايوه يا ست حبيبة كل حاجة كانت من تخطيطى هاا لو عندك اعتراض قولى ولا اقولك اجرى على اخوكى عيطيله وقوليله.

اخذت تدور فى ارجاء الغرفة بجنون تهتف
: روحى قوليله امك وجوزى ضحكوا عليكم ومفيش حاجة من دى حصلت وكل اللى حصل علشان يجوزوك بنت عمك، روحى يلا مستنية ايه.

ارتعشت اقدام حبيبة تشعر بها لا تقوى على حملها وهى تتراجع الى الخلف بذهول وصدمة تسقط جالسة فوق المقعد بهمود لاتنبث بحرف وهى تسمع والدتها تكمل بخنق وغيظ
: كل اللى خطتله راح علشان غلطة واحد غبى مابيفهمش ضيع اخته وضيعنا معاها.

ظل فواز واقف منكس الرأس لا ينطق بحرف دفاعا عن نفسه لتسألها خبيبة بخفوت مذهول
: طب وليه كل ده ماهو متجوز ومراته كويسة وبنت حلال ذنبها ايه علشان عاوزة تخربى بيتها، وذنبها ايه سلمى تعرضيها وتعرضى عمى للى حصل النهاردة
ليه ياماما كل ده فهمينى.

اقتربت قدرية منها تهتف بغل
: عاوزة تعرفى ليه حاضر هقولك، علشان مش قدرية اللى يحصل حاجة فى بيتها هنا من غير موافقتها ورأيها، مش بنت المغاربة اللى تبقى مرات ابنى كبير عيلة الصاوى وتدخل بيتى من غير رضايا واقول عليها اه. بنت المغاربة اللى كانواالسبب فضياع الارض وموت ابوكى بحسرته فهمتى ولا لا يابنت بطنى.

ثم دون ان تضيف كلمة اخرى لحديثها اسرعت بالمغادرة تغلق خلفها الباب بعنف ارتجت له ارجاء المنزل بينما جلست حبيية مكانها تهز رأسها برفض ذاهل من منطق وحجج واهية لامها تخفى من خلالها رغبة عنيفة وتعطش للسيطرة وادارة حياة الغير لدرجة تكاد تكون مرضية فلم تشعر باقتراب فواز منها جالسا على عقبيه امامها قائلا برجاء وصوت خجل.

: حبيبة علشان خاطرى اووعى حد غيرنا يعرف بكلامنا ده اخوكى ممكن يموتنى فيها لو عرف ان كل حاجة كدب ومدبر له.

رفعت وجهها اليه تحدق به بعينين تملأها الدموع ترى امامها مسخ ضعيف هزيل القامة والشخصية لا يمت بصلة لذلك الزوج والذى ظنت حين وافقت عليه ان يصير حامى وسندا لها فى حياتها لكن خابت ظنونها به يوما وراء يوما
همست له بوجه خالى من الحياة وعيون يملؤها الانكسار
: متخفش يابن عمى، متخفش اللى حصل ده لا يتقال ولا يتحكى.

نهضت صباحا ترفع رأسها عن الوسادة تشعر بثقل شديد والم يكاد يفتك بها ولكن تجاهلته تنهض ببطء من الفراش تتطالع فى ارجاء الغرفة منتهدة براحة حين لم تجده معها بها فلا قدرة لديها الان على التظاهر بأنها لا تبالى بماحدث امس وخبر زواجه باخرى غيرها فقد ساعدتها الظلمة امس على اخفاء المها وجرحها عنه اما الان فقد اختفت تلك القدرة على التظاهر ولا تعلم من اين لها بقوة تساعدها على تجاوز هذا الامر.

سارت باتجاه الحمام بعد ان اخرجت لها من الخزينة ما سترتدي اليوم عند ذهابها لمنزل ذويها لكن توقفت خطواتها بغتة شاهقة بعنف حين فوجئت به يخرج من الحمام مصطدما بها بقوة كادت ان تلقى بها ارضا لولا ذراعه والتى التفت حولها سريعا يجذبها اليه وهو يحدثها بلهفة وقلق
: حاسبى يا ليله مش تاخدى بالك.

تمللت بين ذراعيه تحاول الابتعاد عنه قائلة بارتبارك
: حصل خير، انا كويسة.

لم يفك حصار ذراعه عن خصرها بل زاد من شدها اليه عينيه تجوب وجهها بأهتمام يلاحظ علامات الارهاق البادية فوقه وهالات عينيها السوداء هامسا بقلق
: مش باين عليكى ده..
صمت للحظات عينيه تراقبها يملأها التردد والندم للحظة قبل ان يكمل بحزم
: ليله بخصوص الى حصل امبارح انا كنت عاوز...

قاطعته تجذب نفسها بعنف من بين ذراعيه قائلة بحدة متظاهرة بعدم الاهتمام
: ميهمنيش فى حاجة اللى حصل امبارح واظن ان وضحت ده ليك.

تجهمت ملامحه بشدة من حدة ردها يحدق بها وقد اتسعت حدقة عينيه الذهبيبة بشراسة تتطاير شرارت الغضب داخلهم يهم بالرد عليها ردا عنيفا حاد لكن تراجع يطبق شفتيه ضاغطا اياهم ليصحبوا خط رفيع زافرا بحدة مختطفا منشفته من حول عنقه فيلقى بها فوق المقعد بعنف ثم يمر من جانبها متجها ناحية الفراش متجاهلا اياها تماما فوقفت مكانها بجمود للحظة قبل ان تدير راسها للجانب قليلا باتجاهه قائلة بخفوت وثبات.

: انا هجهز نفسى علشان اروح دارنا وهقضى هناك يومين زى ما قلتلك امبارح.

لم تتلقى منه ردة فعل او اجابة على حديثها فوقفت مكانها تستمع لصوت تحركاته من خلفها فتدرك بانه يقوم بارتداء ملابسه فتظل للحظة تنتظر اجابته لكن حين طال انتظارها بلا جدوى تحركت فى اتجاه الحمام لكن يأتى صوته الحازم يوقفها مكانها مرة اخرى متسعة الاعين بذهول حين قال
: اعملى حسابك مفيش بيات هناك وانا اللى هوديكى واجيبك.

التفتت اليه سريعا تهتف به بذهول وحدة
: بس انت قلت ليا امبارح ان...

قطعت حديثها بصدمة تضيع الكلمات منها حين رأته يقف مكانه لا يرتدى سوى بنطال اسود وصدره بعضلاته الصلبه عاريا امام عينيها والتى اخذت رغما عنها تجول فوقها محدقة بها بانبهار للحظة قبل ان تفيق على نفسها فتخفض عينيها ارضا تكمل بقلق وتوتر
: انا عاوزة اقضى يومين العزا معاهم وانت كنت موافق على كده امبارح.

ارتفعت زاوية فمه بابتسامة ضعيفة يتقدم منها بخطوات هادئة ثابتة يقف امامها يتأملها ببطء وتركيز وقد انسدل شعرها بخصلاته الهوجاء فتغطى جانبى وجهها تضم كفيها معا تفرك اناملها بتوتر فى حركة اصبح يعرف انها ملازمة لها عند توترها فوقف يتابعها بتسلية قبل ان تمتد اصابعه لتفك اشتباك اناملها قابضا عليها برقة اما كفه الاخر فقد رفعها يزيح بها خصلات شعرها خلف اذنيها ثم يرفع وجهها اليه منحنيا قليلا فوقها يهمس بعبث التمع بعينه.

: ده كان امبارح، النهاردة بقى لينا كلام تانى خالص
ها قلتى ايه؟

حدقت به بعيون متسعة وهى تلوك شفتيها بارتبارك وتوجس من تلك الحالة الى تراه عليه هامسة
: بس انا...

رفع سبابته الى شفتيها قاطعا بها باقى حديثها وهو يهز راسه بالنفى قائلا برقة تلاعبت بحواسها
: مفيش بس، هااا قلتى ايه موافقة ولا بلاها مرواح هناك خالص.

تعالت دقات قلبها بجنون تحدق به بذهول تحفزها كرامتها والتى اخذت تعاركها تسألها الثأر لها برفض اوامره واعلان تحديها لها ولكن اتت اجابتها تقضى تماما على امالها تلك حين همست برقة وتلعثم من خلف سبابته المستقرة فوق شفتيها بنعومة
: لااا خلاص، انااا موافقة، ثوانى وهكون جاهزة.

ظل مكانه ثابتا تأسر عينيه حركة شفتيها خلف اصبعه للحظة كالمغيب ثم يهز راسه بشرود لها بالموافقة يتراجع متحركا بعيدا عنها لتسرع بالتحرك سريعا ناحية الحمام تغلق بابه تختفى خلفه
ليهمس لنفسه بذهول موبخا لها فور ذهابها بعيدا عن عينيه
: والله عال يا سى جلال من ليلة نامتها فى حضنك مابقتش عاوزها تفارقك من بعدها، لا بجد بقيت حاجة تفرح اووى.

اما هى فقد استندت فوق الباب تتسع عينيها رهبة وذهول تضعظ اسنانها بغيظ هامسة بحنق كما لو كانت تتحدث لشخص امامها
: تقدرى تفهمينى ايه اللى هببتيه ده هااا، ايه نسيتى كلامه ليكى، نسيتى انه عاوز يتجوز عليكى وانتى لسه مكملتيش شهرين فى بيته.

اسرعت ناحية المرآة المعلقة تنظر داخلها بشراسة وغضب لصورتها المنعكسة بها
: ايه خلاص من كلمة ونظرة منه هترفعى الراية وتقعى مسلمة ليه اعقلى يا ليله اعقلى وكفاية اللى حصل لحد كده، كفاية تذلى نفسك ليه بعبطك اللى هيوديكى فى داهية ده.

التفت بعيدا عن صورتها تعطيها ظهرها وهى تأكد لنفسها ما قالته بقسوة وغضب
: اللى حصل ده متكررش منك تانى، اووعى تسلمى كده تانى له ابدا، كفاية كسرتك من اول يوم دخل فيه دنيتك
مش ناقصة كسرة القلب كمان اللى لا ليها مهرب ولا دوا..
تحشرج صوتها بألم ويأس تكمل.
: فاهم ياليله ولا خلاص مبقاش ليه لازمة معاكى الكلام.

وقف جلال اسفل الدرج يتطلع الى ساعته فامامه اقل من ساعة قبل موعده الخاص بالاعمال والذى كان من المفترض عليه ان يكون فى طريقه اليهم والان سيضطر لاتصال بهم الاعتذار لساعة اخرى حتى يستطيع تنفيذ كلامه الاحمق لها بشأن ذهابه معها لايصالها لمنزل اهلها وها هو الان يقف فى انتظارها.

زفر بقوة ضاغطا فوق اسنانه بغيظ يلقى بنظرة اخرى الى ساعته يلعن نفسه فلولا استيقاظه فى الصباح يضع وقته حين ظل مستلقى يستند فوق الوسادة وهو يتأمل لتلك النائمة بسلام وهدوء بجواره مستمتعا بملمس ونعومة ملامحها المستكينة الرقيقة وهو يمرر اطراف انامله فوقها يسمعها تتنهد من بين الحين والاخر برقة لتزيد من مشاعره اضطرابا وجنونا يمر به الوقت وهو تائه بها حتى افاق من تلك التيهة حين تعالى ازيز هاتفه برسالة من اصحاب موعده الصباحى لتأكد موعدهم معه فيلعن نفسه الف مرة وهو ينهض سريعا فى محاولا للحاق بالوقت لكن ها هو يقف الان ليضيعه فى انتظارها مرة اخرى.

: جلال يا ضنايا واقف عندك بتعمل ايه.

التفت سريعا ناحية الصوت تلتمع عينيه بالحب والحنان وهو يرى جدته تقف مستندة بكازها الخشبى ليهرع سريعا باتجاهها ينحنى فوق كفها ثم جبينها مقبلا اياهم بحنان وتجبيل قائلا برقة
: ازيك ياجدة عاملة ايه النهاردة.

رفعت الحاجة راجية كفها تربت به فوق وجنته بحنان قائلة
: بخير يا قلب الجدة طول مانت بخير بس زعلانة منك بقيت بتنشغل عنى
اكملت تعمز بعينيها بخبث وتلاعب تضيئ عينيها بالمرح
: ايه العروسة الحلوة خلاص شغلتك عنى وخدت وقتك.

ابتسم جلال لها بحنان قائلا بحنان
: انا مفيش حاجة تشغلنى عنك ابدا وانتى عارفة كده.

اتسعت ابتسامتها الفرحة تمسك بيده تجذبه بضعف لسير معها قائلة
: حيث كده تعالى معايا اوضتى اقعد معايا شوية لحد ما يجهزوا الفطار والكل ينزل.

كاد ان يهم بالاعتذار لها لكنه القى بنظرة اخرى ناحية الدرج قبل ان يهز راسه باستسلام وهو يسير معها بخطوات بطيئة تجارى خطواتها.

فى تلك الاثناء كانت ليله قد انتهت من اعداد نفسها ترتدى عبائة سوداء فضفاضة تلامس اطرافها الارض تعيقها مع كل حركة لكنها تعمدت ارتدائها مع وشاح حول شعرها فى محاولة منها لاخبار ذاتها انها لاتهتم مثقال ذرة بخروجها معه ولاانها حتى سعيدة بذلك.

لذا تحركت ناحية الباب تلملم اطرافها وهو تتحرك بصعوبة لكن ما ان فتحته اتسعت عينيها ذهولا حين ظهرت امامها سلمى بحالتها المذرية بوجهها الملطخ بسواد كحل عينيها المنتفخة بشدة دليلا على قضائها وقتا طويلا فى البكاء وشعرها مشعث كما لو كان لم تمسه فرشاة منذ وقت طويل تدلف الى الداخل بعنف لتتراجع ليله امامها بتعثر وهى تراها تبتسم بسخرية حاقدة قائلا بصوت متحشرج ابح.

: على فين يا عروسة بدرى كده وسايبه الدار والعة.

ليله وهى تحاول التحدث بصوت هادئ رغم زحف قلقها وتوترها داخل صدرها كافعى ناعمة من هيئة سلمى وحالتها غير المتزنة امامها فتسألها بحذر
: خير يا سلمى فى حاجة اقدر اساعدك بيها؟

دوت ضحكة سلمى الساخرة بعصبية تهز ارجاء الغرفة قبل ان تنظر الى ليلة بعينين مشتعلة بالغل قائلة
: هتساعدى اكتر من كده ايه وما خلاص كل حاجة ضاعت بسببك وبسبب جوازتك الشؤم دى.

حاولت ليله التحدث لكن اتت دفعة سلمى لها بقبضتها القاسية فوق كتفها بعنف لتشهق ليله بألم تتراجع امام هجومها لكن سلمى تجاهلتها تكمل بحقد
: بسببك جلال ضاع من ايدى واتكتب عليا وعليه كل واحد منا يعيش بعيد عن التانى.

ليله وهى مازالت تتراجع الى الخلف امام تقدم سلمى المستمر منها قائلة بارتباك وتلعثم
: بس، امبارح، جلال، طلبك للجواز، وهو..

دفعتها سلمى مرة اخرى بعنف وقوة تلك المرة بكلتى كفيها فى صدرها حتى كادت تسقطها ارضا تصرخ بجنون وغل
: وابويا رفض بسببك وحكم عليا اتجوز ابن خالى زاى ما اتحكم على جلال يعيش مع واحدة زيك.

فور انتهاء حديثها هجمت ناحية ليله عينيها تلتمع بالشر وقد ظهر لهم ما تنتوى فعله تاليا لتدرك ليله فور ما تنتويه فتتخطاها تحاول الفرار فى اتجاه الباب فتخطأها يدى سلمى ولا تستطيع الامساك بها حين نجحت بذلك تراها وقد وصلت الى الباب تخرج منه سريعا لتزمجر سلمى بغل وغضب تسرع بلحاق بها بخطوات سريعة مجنونة.

كانت ليله اثناء ذلك قد وصلت الى اعلى الدرج تلهث بقوة وهى تحاول النزول من فوقه بهدوء خوفا من ان تتعثر بردائها لاعنة حظها واصرارها على ارتدائه فى تلك اللحظة.

ولكن ماان همت بذلك حتى شعرت بدفعة قوية من خلفها وفى اللحظة التالية لاتدرى ما حدث سوى بأهتزار الارض من تحتها ويدها تحاول التشبث بما يحفظ توازنها ولكن قد فات الاوان يسقط جسدها ينزلق فوق درجات الدرج بقسوة وعنف صارخة بقوة تتلوى الما مع كل دفعة من فوق درجاته حتى استقر جسدها اخيرا فى نهايته تأن بألم بضعف تحاول فتح شفتيها بضعف تتشكل حروف اسمه فوقها مستغيثة به ولكن تأتى تلك الدوامة السوداء بعنفها تدور بها لتبتعلها داخلها دون امهالها لحظة واحدة ليستكين جسدها فورا بلا حراك.

دوت صرختها المرتعبة العالية لتشق طريقها اليه داخل غرفة جدته فيهب من مكانه هامسا باسمها بهلع ينطلق باتجاه الباب بخطوات متلهفة ما هى سوى ثوانى حتى كان يقف متسمرا مكانه بجمود تنتشر البرودة فى اطرافه وهو يراها ملقاة ارضا اسفل الدرج جسدا هامدا وقد تجمعت بركة من الدماء اسفل راسها فوقف و عينيه تتابع اتساع رقعة تلك الدماء من حولها بنظرات ضائعة ووجه شاحب ينافس شحوبها هى حتى اتى صوت شهقة جدته الهالعة لتخرجه من تلك الحالة التى اصابته يسرع فى اتجاهها منحنيا عليها بأيدى مرتعشة تتلمس نبضها من خلال عنقها فتنتشر الراحة فى اوصاله حين وجده وان كان ضعيفا فيلتقط جسدها المتراخى بين ذراعيه بلهفة ثم يهرع باتجاه الباب يناديه صوت جدته بلهفة لكنه لم يعيرها انتباها خارجا بها من الباب وعينيه تتابع وجهها الشاحب والذى ازداد شحوبا لترتجف يده خوفا وهلعا يزاد من ضمها الى صدره هامسا لها بلهفة ورجاء صوته مرتعش من الخوف يناديها.

: ليله، خليكى معايا يا ليله، لييله علشان خاطرى خليكى معايا، يا سليماااااان.

صرخ بصوت جهورى مرتعب ينادى سائقه الخاص ليأتى اليه مهرولا وهو يعدل من هندامه لكنه توقف مكانه مذهولا حين رأى سيده وحمله بين يديه ليصرخ به جلال بقوة
: واقف عندك ليه تعال افتحلى باب العربية بسرعة.

تخبط سليمان فى خطواته يهرع ناحية السيارة يفتح بابها الخلفى ليدلف جلال بها جالسا باكبر قدر من الهدوء استطاعه يضعها فوق ساقيه يسند راسها بكفه فوق صدره وقد اصبح قميصه بلون الاحمر القانى من دمائها الساخنة التى اغرقته عينيه تراقب وجهها بخوف ورعب وهو لازال يهمس باسمها يناديها كما لو كان يستمد قوته من وقعه فوق شفتيه لكنه لم يتحصل منها على ادنى اشارة قد تبعث الامل له ليلتفت صارخا بأرتعاب بسليمان الجالس خلف المقود.

: بسرعة يا سليمان، اتحرك يلا.

تمت رحلتهم الى المشفى سريعا دون عقبات لكنها مرت عليه كالدهر عليه عقله يصور له اسوء الصور والسناريوهات السوداء ساحبة منه الانفاس هلعا ورعبا حتى وصلوا اخيرا فيهرول بها الى داخل المشفى صارخا طلبا للنجدة لتلتقطها فورا ايدى الاطباء بعملية وهدوء من بين يديه المتشبثة بها بتملك وخوف قبل ان يختفوا بها داخل تلك الغرفة منذ اكثر من ساعة قضاها فى الانتظار عينيه معلقة بذلك الباب بترقب ولهفة حتى اخيرا خرج منه طبيبا شابا فيسرع جلال اليه يسأله فورا برجاء وتوتر.

: هاا خبارها ايه طمنى يا دكتور ارجوك.

ابتسم الطبيب بضعف قائلا بهدوء
: متقلقش هى بخير وامورها تمام دلوقت
احنا بس هنستنى تفوق علشان نقدر نقيم مدى الضرر اللى حصلها من اثر الجرح اللى فى راسها.

زفر جلال يغمض عينيه براحة ليفتح مرة اخرى محدقا بالطبيب بخوف حين اتى على ذكر امر غيبوبتها وجرح راسها يسأله بقلق
: يعنى ايه مش فاهم، هو ممكن يكون حصلها ضرر.

اسرع الطبيب يهز راسه بالنفى قائلا بصوت مطمئن
: لااا متقلقش احنا عملنا اشعة واطمنا ان مفيش اى شرخ او نزيف داخلى بس موضوع الاغمائة مش لازم نستهين بيها برضه فلازم نعيد الاشاعة مرة تانية بعد ما تفوق لاطمئنان مش اكتر.

تراجع جلال للخلف يستند الى الجدار خلفه براحة يشعر بعودة دمائه لعروقه هادرة مرة اخرى بعد حديث الطبيب اليه والذى اقترب منه قائلا بهدوء
: اطمن كل شيئ بخير وشويه وهتفوق.
والامر ميتعداش شوية كدمات ورضوض هى شديدة بس الحمد لله مفيش اى كسور. و دقايق وهتخرج حالا على اوضتها وتقدر تطمن عليها هناك.

هز جلال راسه بالايجاب يهمس بشكر الى الطبيب يظل بعدها قابعا فى مكانه فى انتظار خروجها بعد مغادرة الطبيب وفى اثناء ذلك اتت افراد عائلته يسرع عمه اليه يسأله بقلق
: خير يابنى حصل ايه لمراتك، جدتك بلغتنا بس مفهمناش منها حاجة.

جلال بصوت خافت مرهق
: الظاهر اتكعبلت وهى نزلة من على السلم ودماغها اتخبطت.

اقتربت منه حبيبة تسأله بقلق ولهفة
: وهى عاملة ايه دلوقت، حصل ليها حاجة.

قص عليهم ما اخبره به الطبيب ليزفر عمه براحة
: طب الحمد لله عدت على خير.

لوت قدرية شفتيها تهمس بحنق الى زاهية الواقفة بجوارها
: اهى طلعت بسبع ارواح وانا اللى قلت هاجى القيها روحها طلعت والبس عليها الاسود.

زاهية بخوف وهى تنظر الى جلال المهتم بالحديث مع عمه يقف معهم فواز وحبيبة
: وبعدين معاكى يام جلال مش كده ولا عاوزة ابنك يسمعنا ويسود عشيتنا.

لوحت قدرية بكفها بحنق تلوى وجهها شديدالاحتقان بغضب الناحية الاخرى تبرطم من بين اسنانها بما يشبه اللعنات ثم تصمت فجأة حين رأت عائلة المغربى والمتمثلة فى صالحة وابنتها شروق بعيونهم الباكية بانهيار يصحبهم سعد يهرولون فى الممر المؤدى لهم لتهتف بحنق وصوت حاد
: ودول مين اللى عرفهم وايه اللى جبهم دلوقت.

التفت جلال على صوتها ليطالعه مشهد والدة ليله المقتربة منهم تهتف بهلع ووجه باكى بانهيار
: بنتى حصل ايه لبنتى حد يرد عليا يطمنى.

تجهم وجه قدرية تلتفت الى الناحية الاخرى بحنق وهى ترى جلال يسرع الى صالحة يمسك بها لتنهار مستندة عليه تسأله بلهفة وارتعاب
: طمنى يابنى ليله جرالها ايه.

جلال بصوت هادئ رصين
: متقلقيش يا امى هى بخير وكلها ثوانى وهتخرج اوضتها ونطمن عليها.

ثم امسك بها متوجها الى احدى المقاعد ليجلسها بهدوء يتمتم لها ببضع كلمات مطمئنة ثم يرجع الى مكانه بجوار الباب مرة اخرى تتبعه شروق بوجهها الباكى وعينيها الضائعة المرتعبة وبجوارها سعد بوجهه المتجهم الحاد تسأله بخفوت وخشية
: بجد ياجلال ليله كويسة ولا انت بتقول كده علشان تطمن ماما بس.

هز جلال راسه نافيا قائلا بصوت جاد عينيه تدور بينهم بحزم
: صدقونى مفيش حاجة وكل الامور بخير اطمنوا.

زفر سعد براحة اما شروق فقد ازداد حدة بكائها ليضمها سعد اليه بحنان متجاهلا تلك الشهقة المستنكرة الاتية من خلفهم فقد كان كل همه شروق فى تلك اللحظة غافلا عن همسة زاهية لقدرية المستنكرة
: شوفتى البت وفجرها ولا همها حد من الواقفين ازاى.

قدرية بغل وغيظ
: قادرة زاى اختها وعارفين ازاى يسرقوا الكحل من العين
لترمى باتجاهم سهام عينيها الحانقة تتابع ما يحدث بوجه حانق مستنكر لما تراه من لهفة واهتمام من ولدها لتلك المختفية خلف الابواب.

شعرت بجسدها خفيف بلا وزن كسحابة فى السماء منيرة صافية تشعر بالراحة والسعادة وهى بتلك الخفة التى اصبحت عليها جسدها مستمتعة بذلك الاحساس وما يبعثه من راحة بداخلها.

لكن فجأة ساد الظلام من حولها حتى اصبحت لاترى شيئ تشعر بجسدها يزداد تقلا وتنتشر فيه الالام بعنف ساحبا منها انفاسها وتهوى من الاعالى بسرعة مخيفة مقتربة من الارض حتى اصبحت قاب قوسين من الارتطام بها متحطمة الى اشلاء لتفتح عينيها بفزع صارخة بضعف والم عينيها تتحرك بهلع وارتعاب ليأتيها صوت شقيقتها الفرح تناديها بلهفة
: ليله حبيبتى حمد لله على سلامتك يا قلبى.

ثم اسرعت تلتفت الى والدتها النائمة فوق مقعدها بأرهاق تناديها بفرحة لتهب جالسة سريعا بهلع تحول سريعا لشهقة فرحة وسعادة حين وجدتها مستيقظة تجول عينيها فوقها بحب ولهفة رغبة فى الاطمئنان عليها ثم تنفجر باكية بشدة بعدها لبتسم شروق باستسلام تهتف وهى تضمها اليها بحنان
: يوه يا ماما مفيش فايدة فيكى زعلانة تعيطى فرحانة تعيطى.

ابعدتها عنها بعد حين قائلة بجدية
: هخرج اعرف جلال انك بخير علشان يبلغ الدكتور ده هتجنن من قلقه عليكى من ساعتها.

اسرعت باتجاه الباب تخرج منه تتابعها عين صالحة وليله التى عقدت حاجبيها بحيرة وقلق هامسة تنادى والدتها فتسرع بالالتفات لها بلهفة لتسألها ليله باجهاد وقلق
: ماما. انا فين وحصلى ايه، و مين جلال اللى بتتكلم شروق عنه ده؟
فغرت صالحة فاها بصدمة وذهول تفر الدماء من وجهها فاقدة للنطق من هول ما سمعت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة