قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وجع الهوى للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني والعشرون

رواية وجع الهوى للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني والعشرون

رواية وجع الهوى للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني والعشرون

دفعت باب غرفتها بعنف تدلف من خلاله هى تصرخ بحنق وغيظ
: هتشل، البت دى هتجبلى الشلل كل ما اقول خلاص خلصت منها، تطلعلى زاى عفريت العلبة ونعيده من اول وجديد.

اميرة وهى تسكب المزيد من الوقود فوق نيران قدرية هاتفة بحقد لكن لا يخلو من السخرية
: ولا ابنك اللى قاعد جنبها من ساعة ما الدكتور مشى يهنن ويطبطب ولا كانها عيلة الصغيرة.

رفعت قدرية كفها فوق رأسها كمن اصابتها صاعقة تولول
: ااااه يانى يا مرارى، مش هخلص منها بنت صالحة فى سنتى، بس لاااا والله ما يحصل وكله لازم يمشى بمزاجى وعلى كيفى.

نطقت جملتها الاخيرة وعينيها تنطق بالعزم والاصرار ولكن اميرة طوحت بيدها فى الهواء استخفافا بكلامى قائلة
: عمتى بلاش كلام انتى مش اده ولا هيحصل، ابنك واقع فى هوا البت دى ولو الدنيا اطربقت مفيش حد هيبعدها عنه، واسمعى منى انا.

التفتت اليه تهتف بغيظ
: بت انتى لتتكلمى بحاجة عدلها لتسكتى خالص انا مش نقصاكى، وبعدين تعالى هنا.

ضغطت فو اسنانها حنقا تكمل بصوت حاد
: انتى ازاى متقوليش ليا انا اختها هى اللى مقصودة بالصور دى، دانا حلفت لجلال ان سمعتهم بودنى.

اقتربت اميرة منها ببطء قائلة بخبث ودهاء
: وهو انا كنت اعرف انك هتجرى تقولى لابنك انا قلت هتلاعبى البت وترعبيها بلى عرفتيه، بس يا خسارة.

لوت شفتيها من جانب الى اخر باستهزاء جعل قدرية تشعر بمدى حمقها لتهتف سريعا تحاول اصلاح ما قامت به
: احنا فيها ادينا بس تطول موبيل المخفى راغب ده واكيد هنلاقى عليه كل الصور دى.

اقتربت منها اميرة تهتف بتحذير
: عمتى ابعدى خالص عن الموضوع ده، احنا لحد دلوقت مش عارفين جلال عمل ايه ولا وصل لتليفون ابن عمها ده ازاى، فابوس ايدك احنا مش حمل ابنك وعمايله، خلينا نلعب فى المضمون احسن.

وقفت قدرية صامتة توازن كلمات اميرة داخل عقلها فتلقى استحسانا منهاقبل ان تضيق، عينيها بتفكير تتسأل
: والمضمون ده ايه ده ايه بقى، تقصدى الارض وحكايتها.

توترت ملامح اميرة مبتعدة تعطى لها ظهرها قائلة بارتباك وتوتر
: هاااا، لا ارض ايه وبتاع ايه مش وقتها خالص.

زفرت قدرية بقوة قائلة بحنق
: ده لا، وده لااا، اومال هنعمل معاها ايه يام العريف.

التمعت عين اميرة تلتفت لها قائلة ببطء وابتسامة خبيثة
: ولا حاجة، بس ده ميمنعش اننا نتسلى شويا ونشتغلها فى الازرق، يعنى هنسويها على الجانبين وكله بالادب ومن غير ما يتمسك علينا غلطة.

قدرية وبتفكير قلق
: طب وده ازاى بقى؟

اميرة قائلة باستمتاع
: هقولك ياعمتى، هقولك.

استقلت فوق الفراش بصبر تتظاهر بالنوم لفترة طويلة قبل ان تنهض تميل بجانبها تناديه بصوت رقيق هامس وحين لم تتلقى سوى الصمت منه اجابة نهضت عن الفراش تتحرك بخفة على اطراف اصابعها حتى الاريكة تتطلع عليه لتجده يستلقى على جانبه يغط فى نوم عميق فبعد ان قضى الوقت فى اطعامها واعطائها الادوية التى وصفها لها الطبيب كانت خلاله تطعيه كطفلة صغيرة لا تجرؤ على الاعتراض رغم علمها بعدم حاجتها لها وحين ان وقت النوم وجدته يسحب احدى الوسادات ومعها غطاء متجها الى الاريكة استعداد للنوم فوقها لا يعير محاولاتها لاعتراض بالا يتعلل بحاجتها الى النوم والراحة دون ازعاج منه لتستسلم اخيرا وهى تنظر الى تحركاته بخيبة امل واحباط تعلم جيدا انه لم يغفر لها بعد ما قامت به رغم مرضها.

لذا استلقت بصمت حتى اصبح الوقت مناسبا لما قررته فتقترب اكثر منه بتروى وبطء تمسك بذراعه ترفعه بهدوء شديد ثم تستلقى فوق الاريكة بجواره ثم تضع ذراعه مرة اخرى ولكن هذة المرة فوق خصرها تتوسد ذراعه الاخر تبتسم بسعادة وهى تغمض عينيها براحة تستمتع بدفء احضانه وقربها منه.

اتسعت عينيها بذعر حين وجدته يزيد من ضمها اليه يلصق ظهرها اكثر به دافنا وجهه فى عنقها مستنشقا بعمق هامسا بأسمها فتخشب جسدها انتظار للحظة استيقاظه ونهرها على فعلتها لكن ساد الصمت وجسده يعاود الاسترخاء من جديد فتدرك ان قد عاد الى النوم ثانيا فتبتسم فرحة وهى تغمض عينيها براحة واستمتاع تسقط فى النوم هى الاخرى سريعا.

استيقظت على صوته يناديها باعتراض حاد لكنها لم تبالى تفتح عينيها ببطء لتجد انها مازالت تتوسد ذراعه ولكن وجهها هذه المرة مدفون بعنقه وجسدها يلتف حول جسده تتشبث به بقوة لا تدرى كيف ومتى تغيرت وضعية نومهم لكنها لا تهتم فيكفيها انها تشعر شعورا رائعا لا تريده ان ينتهى ابدا لذا ضمت نفسها اكثر اليه تهمهم باستمتاع لكن يأتى صوت تنفسه الحاد وهو يسألها بصوت اجش خشن
: ليله انتى صاحية مش كده؟

هزت رأسها بالنفى تتوقف انفاسها وهو تشعر به ينهض عن الاريكة حاملا جسدها بين ذراعيه يتحرك بها لترفع ذراعيها تلفهم حول عنقه تفرك انفها به لتتوقف خطواته هادر بقوة ينهرها
: ليله، وبعدين معاكى...

تحرك مرة اخرى ولكن بخطوات سريعة متوترة يخط بحسدها فوق الفراش ثم يتراجع الى الخلف محاولا الابتعاد ولكنها لم تسمح له بذلك تتشبث به وهى تجذب عنقه ناحيتها حتى اصبحا وجها لوجه تحدق بعينه قائلة بلهفة
: جلال رايح فين؟!خليك معايا علشان خاطرى.

لم تتغير ملامح وجهه وهو مازال يحدق بها ترى بقايا غضبه منها مازالت تلتمع بعينيه لكنها شعرت بتملله قليلا قبل ان تلين ملامح وجهه كانه تذكر حالتها قائلا بصوت رقيق
: معلش، بس انا لازم اجهز وانزل حالا، وانتى كملى نوم وابقى انزلى براحتك.

فكت حصارها عن عنقه تحنى رأسها بحزن واسف تهزه بالموافقة وقد انسدلت خصلات شعرها تخفى عنه ملامحها فشعر بالحيرة والتردد وهو يرى حالها هذا امامه تطلب قربه ويضن به عليها ولكن ماذا يفعل فمازال يشعر بغضبه منها يشعل صدره فلا تنسيه حالة الصغف هذه منها ما فعلته لكنه يجد قلقه وخوفه عليها يتسللا خفية وببطء يزيحا عن طريقهم اى مشاعر اخرى وهو يراها بهذا الحزن امامه ليزفر بقوة واحباط مستسلما قائلا بصوت خافت.

: طيب ايه رايك، انزل انا وتبقى تحصلينى براحتك ونفطر سوا.

رفعت وجهها تشع ملامحه بالفرحة والسعادة تهتف بلهفة
: وانا اللى احضره لينا، ايه رايك.

كاد ان يهتف بالرفض ولكن توقف حين رأى نظرة الرجاء بعينيها ليهز راسه بالموافقة مبتسما لها ثم يتحرك باتجاه الحمام وفورسماعها صوت اغلاق بابه خلفه حتى ارتمت فوق الفراش تصرخ بانتصار لكنها اسرعت بوضع كفها فورا فوق فمها تكتمها حتى لا تصل الى مسامعه تشعر بانها على اولى خطوات النجاح ولن يوقفها شيئ عن هدفها ابدا.

نزلت الدرج بهدوء بعد ساعة من نزله امضت نصفها فى التحدث الى شقيقتها ثم وقفت اسفله تتطلع حولها حتى وجدت تلك الحية المدعوة بأميرة تنزل من فوق الدرج تبتسم لها ابتسامة صفراء مثلها وهى تقترب منها لتهم بالتحرك مبتعدة عنها تتجاهلها لكن توقفت خطواتها تنهر نفسها قائلة بهمس
: ركزى يا ليله انتى مش فاكرة حاجة ولا فاكرة مين الحية دى، كده هتضيعى كل حاجة.

فهى لم تتظاهر ليله امس فقدانها الذاكرة حين تقفز تلك الفكرة حين استمعت لحديثه مع الطبيب تراه فرصة واتت لها على طبقا من فضة لتستطيع اصلاح كل ما فعلته واقترفته بحقه حتى تضيعها الان بسبب هفوة سببها غبائها لذا وقفت مكانها تبتسم ابتسامة بلهاء وهى ترى توقف اميرة بجوارها ومازالت تلك الابتسامة فوق شفتيها قائلة
: صباح الخير، اكيد انتى مش فكرانى، انا اميرة بنت خال جلال.

اغتصبت ليله ابتسامة تمد يدها بالسلام قائلة بترحاب مزيفة
: اهلا يا حبيبتى ازيك، اعذورينى انى مش قادرة افتكرك.

اميرة بخبث وابتسامة مغتصبة هى الاخرى
: لااا ولا يهمك بكرة هتفتكرينى كويس.

شعرت ليله بقدرتها على تحمل تلك الحية اوشكت على النفاذة لذا اسرعت تتحرك ناحية المطبخ قائلة
: طيب عن اذنك هروح احضر الفطار.

اميرة وهى تشير لها قائلة
: اتفضلى ياحبيبتى مش عاوزة اعطلك، بس عاوزة اعرفك انى بحب الشاى سكر زيادة والبيض ياريت ميكنش مستوى اووى.

توقفت ليله تسألها بملامح وجه مبهمة
: نعم، تقصدى ايه مش فاهمة.

اميرة تتظاهر بالبراءة قائلة
: مش انتى قلتى هتحضرى الفطار، حبيت اعرفك انا بحب فطارى ازاى.

ثم اشارت لها بيدها مودعة تتحرك مبتعدة عنها بخطوات بطيئة تترك خلفها ليله تضغط فوق اسنانها غيظا تهمس من بينهم
: داهية تاخدك وتاخد تقل دمك...

همت بالتحرك باتجاه المطبخ لكن فجأة التمعت عينيها بشدة بفكرة مجنونة فتغير اتجاهها تتحرك ناحية غرفة مكتب جلال وقد قررت تنفيذ فكرتها المجنونة تلك فى كل الاحوال.

وقفت امام غرفة مكتبه تتنفس بعمق استعداد لما هى مقدمة عليه ثم دقت بابها بهدوء ليأتيها صوته العميق مجيبا أذنا لها بالدخول لتفتح الباب تدلف الى الداخل ببطء فيرفع جلال وجها خالى من التعبير ولكن حين رأى هى من دخل عليه حتى ارتفع عن مقعده بقلق وهو يرى ملامح الحزن على وجهها يسألها وهو يتقدم منها بلهفة
: مالك يا ليلة، زعلانة ليه، فى حاجة حص...

وضعت سبابتها فوق شفتيه توقفه عن الحديث تهمس برقة لا تخلو من الحزن
: متقلقش انا كويسة، بس، بس.

ابتلع جلال لعابه بصعوبةقائلا بصوت مرتجف ومازالت سبابتها فوق شفتيه
: بس ايه؟! اتكلمى قلقتينى.

تحركت يدها من فوق شفتيه تتخذ طريقها ببطء فوق بشرته تتعال مع حركتها انفاسه بصخب حتى توقفت فوق ازرار قميصه العلوية لتتلاعب بها وهى تتطلع لها قائلة بهمس اسف
: اصل دخلت اعمل لينا الفطار حسيت انى دوخت ومقدرتش اكمل.

زفر جلال بقوة وهو يغمض عينيه فلم تعلم اهى زفرة راحة او تأثرا بها لكن لم تدم حيرتها طويلا حين همس بنبرة اجشة كانه يتألم من قربها
: خلاص مش مهم يا ليله، خلى نجية تحضره.

اقتربت خطوة اخرى منه حتى التصقت به تضع راسها فوق كتفه ومازالت اناملها تتلاعب بقميصه قائلة برجاء وتدلل
: طيب ليه، ممكن انا وانت نحضره، ومتقلقش لسه محدش صحى فى البيت.

هتف جلال بصوت عالى مستنكرا
: انتى بتقولى ايه، فطار ايه اللى عوزانى احضره.

رفعت رأسها عن كتفها وقد ارتجف جسدها خوفا من ردة فعله وقد ادركت انها تمادت بطلبها هذا منه فتنقبض معدتها حين رأت وجهه بملامحه المستنكرة ونظرة الغضب بعينيه فتتراجع الى الخلف قائلة بضعف وصوت مختنق
: اسفة، انا بس كنت عاوزة نعمل انا وانت حاجة سوا بس الظاهر...

لم تكمل بل التفتت تنوى المغادرة وسريعا قبل ان تخونها دموع الخيبة لكن اتت قبضته الممسكة بمعصمها توقفها عن الحركة وهو يلفها اليه مرة اخرى ببطء وهو يقول بانفاس ثقيلة ونبرة منخفضة
: خلاص متزعليش، وتعالى وامرى لله نحضر الفطار سوا.

رفعت وجهها اليه بفرحةوعينيها تلتمع بشدة ودون ان تمهله او تمهل نفسها لحظة تفكير رفعت نفسها على اطراف اصابعها تقبل وجنته ثم تحيط عنقه بذراعيها تحضتنه بقوة تبلغه دون كلمات بمدى شكرها وسعادتها بما قال بينما وقف هو بتجمد للحظة يحاول السيطرة على ضعفه اتجاهها لكن لم يقدر على مقاومتها كثيرا يرفع يده الى رأسها مداعبا خصلات شعرها وقد انزاح وشاحها بعيدا عنها يبتسم بحنان يتهاتف قلبه بدقاته لها للحظة قبل ان يستعيد سيطرته على حاله سريعا يبعدها عنه بوجهه يتظاهر بثابته قائلا بصوت حازم لكن لا يخلو من الرقة.

: يلا بينا قبل ما اللى فى البيت يصحوا، وساعتها لو حصل ايه مش داخل المطبخ ده ابدا.

وقف مكانه يستند بظهره على قطعة المطبخ يراقب تحركها المحموم فى ارجاء المطبخ تصنع هذا وتضع ذاك يجد ان لا حاجة لها لوجوده فهو لم يتحرك من مكانه منذ لحظة دخولهم المطبخ لكنه لم يقاوم متعة مراقبتها وهى تتحرك هنا وهناك كفراشة صغيرة سعيدة يستمتع بثرثرتها كانها انغام موسيقى عذبة تمتع اذانه يسأل نفسه متى اختفى حنقه وغضبه منها واين ذهبت ثورته عليها ليلة امس لدرجة اوصلته لصفعها فيكره نفسه بسبب فعلته تلك اين ذهب قراره بابعادها عنه والى الابد، هل اختفى كل شيئ لمجرد عودتها اليه كصفحة بيضاء لا تتذكر كل ماحدث بينهم من سوء ظن و اتهامات فرحا بعودة ليله السعيدة الخالية من الهموم اليه فيتجاهل كل ما سبق ويعود هو الاخر جلال العاشق لها ولكل تفاصيلها لا يتستطيع حتى لو التظاهر بالقسوة والجمود معها، هل حقا اصبحت حالته ميؤسا منها لتلك الدرجة.

انتبه من افكاره على صوتها القلق يناديه فيرفع عينيه اليها بتساؤل لتسرع قائلة بلهفة
: جلال روحت فين، انا عمالة انادى عليك علشان الاكل جهز.

ابتسم بضعف لها يمسك يدها وهو يتحرك معها لطاولة الطعام يجلسها ويجلس بعدها يشرع بتناول الطعام ولكن توقف متفاجئا حين وجد قطعة من الطعام يمدها يدها امام فمه تطعمه اياها وهى تبتسم له برقة فلم يدرك سوى وفمه يفتح بطاعة لها يتناولها من بين اناملها لينار وجهها بالفرحة تسرع فى اعداد قطعة اخرى تناوله اياها ثم تتبعها باخرى حتى اوقف اناملها الممتدة بقطعة اخرى اماما فمه يهمس لها.

: كفاية، كلنى انتى، انتى مأكلتيش حاجة.

لم تستسلم بل ظلت تمد اناملها له وهو تبتسم قائلة
: متقلقش انا باكل.

اطاعها هذه المرة ايضا لكنه اسرع يوقف حركتها حين وجد انها تستعد لاعداد قطعة اخرى له قائلا باعتراض
: كفاية كده، انا خلاص شبعت.

ضمت شفتيها اسفا تتوقف حركت اناملها باحباط لم يحتمله هو ليشرع فورا فى اعداد قطعة من الطعام يقربها الى فمها هامسا برقة
: انتى بقى اللى لازم تاكلى، علشان تاخدى علاجك.

التمعت عينيها بسعادة وغبطة وهى تفتح فمها له برقه تتناول من بين يده الطعام فتلامس انامله نعونة شفتيها لتنفجر الالاف من نجوم امام عينيه يكاد يفلت انين من المتعة من بين شفتيه لكن تماسك بصعوبة يستمر فى القيام بما يفعله تتعالى مع كل لمسة منه لشفتيها نيران جسده وعينيه تتابع كل حركة من فمها بشغف ولهفة فلا يشعر بنفسه وهو يميل ناحيتها مقتربا بوجهه منها ببطء كأن لجسده ارادة منفصلة تماما عنه تحركها هى حتى امتزجت انفاسه المشتعلة بانفاسها المتعالية وقد توقفت تماما عن الحركة فى انتظار خطوته القادمة بشوق الهب قلبها، لكن تأتى نعيق بصوت اميرة من ناحية الباب وهى تدلف الى الداخل قائلة.

: ايه ده انتوا جهزتوا الفطار، وفطرتوا كمان.

اغلق جلال عينيه ضاغطا فوق اسنانه بغيظ وهو يبتعد عن ليله يغمغم بكلمات غير واضحة لكنها كانت مفهومة لها جعلت من ابتسامة مرحة تقفز لشفتيها لكنها حاولت اخفائها عن عينيه وهى تراه مازال يسب لاعنا بحنق وغضب لكنه لم يوقف اميرة.

تقترب من الطاولة وهى تتصنع الابتسام لكن كانت عينيها تطلق شرارت الحقد والغل ناحيتهم تهم بالجلوس لكن تأتى كلمات جلال كدلو مياه مثلجة سقط فوقها تسمرها مكانها قائلا ببرود شديد
: الفطار ده ليا انا وليله، عاوزة اعملى لنفسك فطار.

توترت اميرة قائلة بارتبارك وحرج
: مش مهم خلاص، هستنى عمتى وحبيبة لما يصحوا.

تحركت ناحية الباب مرة اخرى لكنها رمت بنظرة حانقة ناحية ليله لتفاجىء بليله تبادلها النظرة ولكن بابتسامة ساخرة كانها تذكرها بحديثهم السابق لتسرع فى المغادرة بخطوات سريعةتختفى خلف الباب تقف فى الخفاء تسترق السمع لهم كعادتها لتشتعل نيرانها اكثر واكثر تكاد تتفحم اعضائها غيظا وهى تسمع ليله وهى تنهض من مكانها قائلة بخفوت
: هقوم اعمل الشاى...

اسرعت يدى جلال توقفها يجلسها مرة اخرى ينهض هو قائلا بهدوء
: لا خليكى انتى هعمله انا، كفاية عليكى انك عملتى الفطار.

فتحت فمها بذهول وهى تراه يتحرك بنشاط تنفيذا لكلامه فاخذت تراقب تحركاته بدهشة سرعان ما تحولت لنظرات عشق وهيام وابتسامة سعيدة بلهاء تزين ثغرها.

يا بنتى ربنا يهديكى بقى ابعدى نفسك عن جلال ومراته، انتى مالك ومالها.

نطقت زاهية بتلك الكلمات برجاء وهى جالسة تراقب سلمى والتى وقفت تجوب ارض غرفتها ذهابا وايابا انارات التفكير العميق على وجهها تكمل بحنق
: انتى مالك عاوزة افهم ان كانت بتمثل ولا لا هى حرة معه، ابعدى انتى وبس عنهم.

توقفت سلمى تلتفت لها قائلة بحزم
: ازاى يا ماما مالى، ده كان خلاص همشيها ويطلقها وفجأة كده وقعت من طولها وقامت مش فاكرة حاجة، دى اكيد بتمثل علشان ميطلقهاش.

نهضت زاهية تقترب منها بسرعة تهتف بها بحزم هى الاخرى
: ارجع واقولك واحنا مالنا، انتى ناسية ان فتحتك على ابنك خالك اخر الاسبوع، يعنى خلاص جلال مش ليكى ولا عمره هيبقى ليكى، لازم تفهمى حتى ولو طلقها فهو برضه مش نصيبك ولا نسيتى الحرباية امه وبنت اخوها.

شحب وجه سلمى بشدة عند تذكرها لزوجة عمها وحساباتها التى اخرجتها منها بطرفة عين دون لحظة تردد واحدة لكنها تماسكت سريعا هامسة بامل
: جلال استحالة هيفكر فيها بعد ما مرات عمى فرضتها عليه، مش جلال اللى يعمل حاجة غصب عنه.

تنهدت زاهية باحباط قائلة برجاء تحاول بث العقلانية فى حديثها
: اعقلى يا سلمى يا بنتى وابعدى نفسك عن الموضوع ده وكفيانا اللى حصل بسببه، ابوكى لو عرف اللى فى دماغك ده قليل لو ما قتلك فيها.

لكن سلمى وقفت كالصنم لا تعير حديثها ادنى اهتمام تصم اذانها عن اى حديث اخر سوى ما يخبرها به عقلها تبحث عن طريقة تستطيع بها اثبات صحة تفكيرها امام الجميع وخاصا امام جلال.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة