قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وبقي منها حطام أنثى للكاتبة منال سالم و ياسمين عادل الفصل الخامس

رواية وبقي منها حطام أنثى للكاتبة منال سالم و ياسمين عادل الفصل الخامس

رواية وبقي منها حطام أنثى للكاتبة منال سالم و ياسمين عادل الفصل الخامس

وقفت أمام النافذة حتي يقترب صوت آلته الحزينه ويخترق آذانها، حيث أصغت إلي مقطوعته بتركيز قوي وظلت علي وضعها ذلك إلي أن شعرت بثقل في رأسها وقد غلب النعاس جفنيها فتوجهت نحو الفراش وتدثرت به...

في صباح مشرق غزت فيه الشمس أحضان السماء، إستيقظت إيثار مبكراً لترتدي ثيابها استعدادا لأول يوم دراسي لها بالجامعة، حيث ارتدت سروالاً فضفاضاً بعض الشئ من اللون الأزرق القاتم ويعلوه كنزه متوسطة الطول من اللون السماوي الهادئ الذي أضاء من لون بشرتها، ثم طوقت رأسها بالحجاب الأزرق الممزوج بالأبيض، واكتفت فقط بوضع مستحضر كريمي لترطيب البشره ثم أمسكت بحقيبتها وجهتها للخارج، في هذا الحين...

كانت والدتها قد انتهت من إعداد الفطور وقد جمعت حقيبة القمامه السوداء لتضعها بصندوق المهملات الذي يتواجد بجانب باب المنزل، وما أن خرجت حتي لمحت زوجة مدحت أخ زوجها تهبط عن الدرج وقد تلوت شفتيها عندما رأتها فتمتمت قائله
تحية: ده أنتي بوز نوو، إن مافي صباح الخير حتي!
إيمان بلهجه جافه: صباح الخير ياتحيه
تحية بعدم أكتراث: صباح النور، عن أذنك
إيمان وقد تعمدت إغلاطها: كده من غير سلام ولا حاجه!

إلتفتت إليها تحية ثم رمقتها بنظرات ساخطه قبيل أن تلوي شفتيها بإستهجان ثم أردفت بنبره ساخره
تحيه: لا والنبي! ده بأمارة أنك مقطعانا سلامات، ده أنتي حتي مهانش عليكي تتمختري بخطوتك البهيه وتنزلي تقولي حمدالله علي سلامتكوا
إيمان وهي تضرب علي جبهتها مدعيه النسيان: ياخبر، أزاي فاتتني دي، معلش بقي تتعوض في المره الجايه
تحيه وهي تهز رأسها بإستنكار: مره جايه! ليه حد قالك أننا ناويين بعد الشر نعزل تاني.

إيمان بأبتسامه مصفره: لأ إن شاء الله متحصلكوش فضايح ولا حاجه هنا
أنتبهت تحيه لكلمات تلك الغيورة المتواريه والتي تقذف بها عن عمد متعمده أثارة حنقها وغضبها، في حين هتفت الأخري بنبره مرتفعه
تحيه: فضيحة ايه وبتاع ايه! ربنا ما يجيب فضايح أبدا يارب إن شالله اللي يتمناهلنا
إيمان وهي تهبط درجتين السلم لتمرق من جوارها: يلا مش مشكله كل شئ نصيب، عن أذنك أحسن أتأخر علي السوق.

تحيه وهي تتمتم بحنق: إما نشوف نصيب السحليه بنتك هايبقي عامل أزاي ياأم أربعه وأربعين أنتي، كتكوا الهم
خطت داخل منزلها ثم صفعت الباب وهي تلعن حظها الذي جعل من تلك المرأةجارتها، عليها الحذر الشديد في التعامل معها لأتقاء شرها وشر لسانها السليط فلمحت إبنتها تقف علي أطراف قدميها وتلتهم بعض اللقيمات الصغيره في عجاله فتقدمت نحوها وهي تردف
تحيه: ماتقعدي ياإيثار بدل الوقفه دي يابنتي.

إيثار مبتلعه الطعام: معلش ياماما عندي محاضرة لازم ألحقها، عن أذنك بقي أنا هنزل
تحيه بنبره خافته: بقولك أيه أوعي تتأخري أحسن أبوكي يعملنا تحقيق يابنتي
إيثار وقد شعرت بالأختناق من هذه السلطة المُحكمه: طيب، سلام.

كانت تجوب المكان بناظريها تتفحص الأرقام المدونة علي لوحة معدنية أمام المدرجات الدراسية لتتعرف علي مكان محاضرتها، ثم أخرجت الورقة المطوية بجيب حقيبتها لتتأكد من مواعيد الجدول وأرقام المدرجات، حتي توصلت أخيراً للمكان الذي ستكون به المحاضرة الأولي، دلفت للمدرج بترقب وهي تراقب المكان بعينيها والطلاب الجالسين والواقفين علي المقاعد الخشبية الطويلة، فتقدمت بخطوات حذرة نحو أحد المقاعد وجلست عليه، وماهي إلا لحظات حتي شعرت بوقع أقدام تتقافذ علي المدرجات فنظرت بزاوية عينيها للخلف ليفاجأها علي حين غره عندما جلس جوارها، حدجته بنظرات مذهوله ثم أشاحت وجهها للجهه الأخري.

إيثار: ...
مالك بأنفاس لاهثة: طب قولي صباح الخير
إيثار بنظرات من زاويتها: أنت بتعمل أيه هنا! مش أنت تجاره
مالك وقد أتسعت عينيه وعلي مبسمه أبتسامه متسعه: جيت عشانك
إيثار وهي ترمقه بحزم: أفندم!
مالك قاطبا جبينه متصنعا الحزن: أصل جدولك أتغير الصبح قولت أجيبهولك، غلطان أنا يعني
إيثار بلهجه مرتبكه بعض الشئ: طيب، ش شكراً
مالك بتذمر مصطنع: ما تطرديني أحسن، بدل معاملة مرات الأب دي.

ضحكت بصوره تلقائيه ثم أنتبهت لنفسها وكبحت صوتها الذي أرتفع واضعه كفها علي فمها
مالك طارقا بكفه علي المسند الخشبي: أيوه بقي، أضحكي حرام عليكي..
دنا منها الكروانُ وأقتربُ، ليسرق ضحكتها ففيها لحنهُ وبه شجنُ
لمعت عينيها أعجاباً بأطراءه ثم رددت بصوت ناعم
إيثار: أنت بتقول شعر!؟

مالك وهو يعدّ علي أصابعه: أنا شاعر تلاقي موسيقي تلاقي ومحاسب تلاقي ولو عايزه سباك أو كهربائى موجود برده، والمحبس الطويل يشهد ياقصيره
قوست فمها مستنكرة علي سخريته منها ثم هتفت
إيثار: مالهم القصيرين، دول ملكات جمال ايش عرفك أنت
مالك غامزا بعينيه: من ناحية ملكات جمال فاهما ملكات جمال فعلاً، والعينّه بيّنه
أخرج من جيب بنطاله ورقة مطوية ثم وضعها أمامها وهو يردد
مالك: ده الجدول الجديد و...

المحاضر: الكل يلتزم بمكانه
كانت تلك عبارة المحاضر الذي دلف فجأة لقاعة المدرج في حين جحظ هو مالك بعينيه عندما رأه وجلس سريعاً وهو يقول بنبره هامسه
مالك: ده انتي حظك أسود، هيدرسلك دكتور نزار
إيثار متفحصه هيئة المحاضر: ماله، شرحه وحش؟
مالك ساخرا: هه هه، شرح أيه مفيش الكلام ده، ده أنا شيلت علي أيده مواد محدش شالها في حياته
إيثار بشهقه متواريه: هااا.

مالك بنبره متهكمه: أحسنلك تخليكي في حالك طول المحاضره وتركزي معاه عشان بيسأل كتير، أنا لازم أنصرف من هنا بسرعه لأني مش هستحمل بصراحه
نهض عن مجلسه سريعا وكاد يتحرك لمغادرة القاعه ولكن بادره المحاضر بلهجه خشنه حازمه وهو يقول
نزار: أنت ياغبي، واقف ليه
مالك متنحنحا: أحم، اا
نزار مشيحا بيده: أترزع أقعد
جلس مالك بصمت في حين كبحت هي ضحكتها فرمقها مغتاظا ثم أردف ب...
مالك: ليكي حق تضحكي، ماشي ماشي مردودة قريب.

ده أنتي هتشوفي معاه أيام كحلي
نزار وقد أرتفعت نبرته: أنت ياغبي، مش قولت مسمعش صوت
مالك محاولا السيطره علي أنفعالاته: طيب
نزار ممدا بكفه وهو يشير بأصابعه: هات الكارنيه بتاعك
أنتفض مالك من مكانه فزعا ثم حدق به وهو يهتف
مالك: لالا كارنيه أيه أنا هخرج خالص وأريحك مني يادكتور أنا يهمني راحتك وربنا
نزار صائحا به: بقول هات الزفت ياغبي، أنت لسه هتحكي معايا.

مالك حاككا فروة رأسه يفكر في كيفية التخلص من هذا المأزق: ماهو، أصل بصراحه أنا مش في حاسبات
نزار وهو ينزع عنه نظارته الطبيه بعنف: بتقول أيه! أمال بتعمل أيه هنا
أحد الطلاب ممازحا: أكيد العصفوره في حاسبات وهو جه عشانها
علت أصوات القهقهات بالقاعة في حين زفر مالك أنفاسه متأففا ثم أردف بنفاذ صبر
مالك: بص يادكتور أنا هخرج وكأننا متقابلناش النهارده
نزار: هات الكارنيه بتاعك مهما كانت كليتك أيه.

مالك مشيرا نحو إيثار: يا دكتور البنت الغلبانه دي لسه جديده علي جامعة أسكندريه وكنت بجيبلها الجدول، عديها بقي يادوك تور
أشار المحاضر لإيثار لتقف في مكانها في حين أرتعدت الأخيره من هيبته التي بدت عليه، فأبتلعت ريقها بصعوبه ثم
نزار: أنتي غبيه ولا مفيكيش مخ زينا، مش عارفه تجيبي الجدول ليه لنفسك ياغبيه
إيثار وهي تغمغم بخفوت: هو أيه حكاية الغباء معاه!
مالك هامسا: لأ ده داء عنده ومفيش طالب سلم منه.

نزار بنبره صارمه: ما تنطقي
إيثار بتردد ونبره متعلثمه قليلا: اا انا حضرتك، ماهو أنا معرفهوش حضرتك
مالك محدقا بها بذهول: الله الله، من أول يوم ظهرت النداله كده، طب أستني لأخر الأسبوع حتي
إيثار مدعيه عدم معرفته: أفندم!
مالك بنظرات مذهوله: أفندم مين، وأنا اللي أفتكرتك علي نياتك طلعتي سهونه
نزار صائحا به: أنت ياغبي، هات الزفت بتاعك.

ضرب مالك كفا بكف ثم وقف أعلي المدرج وظل يقفذ علي الدرجات متقدماً للأمام في حين كانت الضحكات قد أنتشرت بداخل القاعه وعمت الفوضي
مالك: بص يادكتور أنا ماصدقت بصراحه وصلت سنه رابعه والمشوار كان طويل أوي عليا، سامو عليكو
ركض مالك من أمامه تاركا القاعه في حين ظل المحاضر يهتف بأسمه ويسبه ولكنه لم يكترث بل صار في طريقه بدون أهميه له.

وبعد مرور ساعه ونصف من الوقت بدأ الطلاب للخروج من القاعه الدراسيه حيث دلفت إيثار للخارج ومازالت الهيستريا متمكنه منها بقوه ولا تستطيع التحكم بها، فتفاجئت به يقف أمامها عابساً بوجهه ثم ردد
مالك: بتبيعني في أول محطه! تماااام أوي اللي حصل
إيثار بقهقهه عاليه: ...
مالك مبتسما بعذوبه: لأ ده أنا أجيلك كل يوم بقي ونطرد سوا عشان الضحكه دي
إيثار متنحنحه بحرج: اا انا، أنا همشي طالما الجدول أتغير ومعنديش حاجه.

تقدمت بخطواتها للأمام بينما تقدم هو بخطي أسرع كي يقف أمامها وهو يهتف
مالك: طب أستني هوصلك، يعني طالما الطريق واحد وكده
إيثار وهي تهز رأسها بعدم رضا: مش لازم تتعب نفسك، أنا عارفه الطريق كويس
مالك محاولا أختلاق الأسباب: أيوه بس دلوقتي هتلاقي المواصلات زحمه و...
إيثار بإبتسامه متواريه: هعرف أتصرف، عن أذنك.

فضل أن لا يلح عليها برغبته حتي لا يشعر بثقله عليها، فيجب عليه أحترام رغبتها ختي وإن كانت ضد رغباته، هكذا يفكر، في حين كانت وسائل المواصلات بهذا الوقت مزدحمه بالفعل ولكنها أستطاعت إجتياز هذه العقبة حيث أعتادت عليها بالقاهره، وأخيراً وصلت أسفل العقار لتجد صديقتها الصغيره روان وهي تكاد تدلف من البوابه الرئيسيه للبناية فباغتها ببسمه أبرزت غمازتيها ثم رددت ب...
إيثار: أزيك ياروني.

روان مدققه النظر بوجهها: أنا الحمد لله كويسه أيه ده أنتي عندك غمازات ياخواتي عليهم
أطلقت ضحكة ذات صوت منخفض علي صوتها الطفولي الذي برز فجأة ثم هتفت
إيثار: أنتي هتبصيلي علي غمازاتي ولا ايه
روان وهي تشير بأصابع كفها الخمس: لالأ، عيني حلوه متخافيش، أيه رأيك نروح النهارده خالد إبن الوليد سوا، أنا هروح مع أصحابي نشتري شوية حجات لو عايزاني أكنسل معاهم وأجي معاكي أنا مواقفه.

إيثار بنظرات زائغه وقد جذبتها الفكره: والله كويس، هشوف بابا كده وأقولك بس بلاش النهارده عشان ورايا حجات كتير عايزه أخلصها
روان وهي تصفق بحركه خفيفه منها: اووو، مش مشكله هستناكي مش ورايا حاجه
حضر عمرو بخطوات أشبه للركض وهو يرمق شقيقته بنظرات حادة مغتاظه ثم أقترب ليهدر بها بنبره مرتفعه
عمرو: أنتي واقفه في الشارع كده ليه ياهانم!

إيثار بإرتعادة خفيفة: خضيتني ياعمرو في أيه، أنا واقفه تحت بيتنا يعني مفيهاش حاجه
روان بنبرة متذمرة قليلا: كنت بقولها علي حاجه مهمه
عمرو مشيرا لها بسبابته محذراً: بقولك ايه ياأنسه أنتي، ملكيش دعوه بأختي أنا بقولك أهو
إيثار محملقة به وقد أصابها الحرج: عمرو أيه اللي بتقوله ده ميصحش كده
عمرو قابضا علي ذراعها بعنف: أمال يصح وقفتك في الشارع كده واللي رايح واللي جاي يبص عليكي، أتفضلي قدامي يلا، يلااا.

غمزت إيثار بزاوية عينيها لروان كي لا تحزن من تصرف أخيها الغير لائق معها، فتفهمت الأخيره وهزت رأسها لتعلن تقديرها للموقف ثم صعدت إيثار ويتبعها أخيها للأعلي في حين أنتظرت روان بضع دقائق قبيل أن تصعد حتي تتأكد من خلو الدرج من وجه ذلك ال عمرو.
بينما دلفت إيثار لمنزلها بإندفاع ثم ألقت حقيبتها علي الأريكه وألتفتت له وعلي وجهها علامات الأزدراء بادية بقوه ثم جزت علي أسنانها ونطقت من بينها بغيظ.

إيثار: انت ازاي تحرجني بالشكل ده وتكون قليل الذوق مع البنت كده، دي أصغر منك بكتير ليه بتعمل عقلك بعقلها
عمرو مشيرا لها وبنبره حذره هتف: انتي هتقطعي علاقتك بالبنت دي وده أخر كلام عندي
إيثار واضعة يدها وسط خصرها: نعم! وانت من أمتي بتختارلي أصحابي إن شاء الله!؟، انا حره طالما مش بعمل حاجه غلط
عمرو بنفاذ صبر: البت دي مدلعه وهتفسدك معاها واحنا مش ناقصين.

إيثار محملقة به: مدلعه! وهتفسدني! هو انا عيله صغيره ولا أيه، وبعدين البنت مؤدبه ومشفتش منها إي حاجه وحشه
عمرو وهو يرمقها بنظرات ساخرة: ايش عرفك أنتي في البنات! وبعدين متمسكه بيها ليه كده، دي مش من سنك حتي
إيثار وقد توترت عضلات وجهها: يمكن ده السبب اللي مخليني متمسكه بيها، انها أصغر مني وهتعيشني جوه سنها اللي معيشتوش وانا قدها
عمرو وقد أرتفعت نبرته وزادت حدتها: انتي هتتنمردي ولا ايه من أولها.

حضرت تحية بهذه اللحظة ممسكه بملعقة الطعام الكبيره ثم حدجتهم بحنق وهي تهتف
تحية: بتتخانقوا ليه ياأساتذه ياللي مش عاملين احترام للي في البيت
عمرو مشيرا صوبها: بنتك متصاحبه علي واحدة هتبوظ أخلاقها
رحيم بلهجة خشنة: في أيه ياعمرو، ومين اللي بتتكلم عنها دي
نطق أباهم بتلك العبارة وهو يتحرك نحوهم ممسكا بالجريدة
إيثار وقد تحركت للوراء بخطوات مرتبكه: مفيش حاجه يابابا.

عمرو: لأ في، إيثار يابابا متصحابه علي البت اللي ساكنه تحتنا وانا بصراحه مش عجباني الصحوبيه دي، بت مدلعه زيارة عن اللزوم كده وشايفه نفسها مش عارف ليه
رُحيم بلهجه حازمه: اسمعي كلام أخوكي الكبير ياإيثار هو عنده خبره عنك، وبعدين دي أصغر منك متصغريش نفسك معاها
إيثار وقد أنقطب جبينها بضيق: أيوه يابابا بس انا...
رحيم مشيرا لها لتصمت: خلاص مش عايز جدال كتير، يلا ياتحيه حضري الغدا.

تحيه وهي تدلف للمطبخ مره أخري: حاضر ياحج علي طول أهو.

حدجها من الأعلي للأسفل ثم تركها ليدخل غرفته بينما ظلت هي متصلبه مكانها تعاني مرارة السلطة المتشدده علي أصغر تصرفاتها وعدم الأحقيه لها بإتخاذ القرارت التي تخص حياتها، نظراً لتلك النظريات المغلوطه والتي تحتم علي الفتاه الأنصياع التام لرغبة والديها دون الأهتمام برغباتها الخاصه حتي تنتقل لمنزل زوجها، تباً لكل هذه المعتقدات التي ستودي بحياتي للجحيم، هكذا هي رددت بداخلها قبيل أن تلتقط حقيبتها وتدلف لحجرتها بإستسلام ويأس..

في يومٍ إشتدت به حرارة الشمس وقد توهجت أشعتها وطغت علي مدينة الأسكندريه، وقفت تمسح عنها قطراتٍ قد تندّت علي جبينها وهي واقفه في أنتظار أحد وسائل المواصلات التي ستقلها لمنزلها بعد يوماً مليئا بالمحاضرات الدراسيه التي أنهت صلاحية التفكير لديها لهذا اليوم، وعلي حين غرةٌ، وجدت من يجذب ساعدها بخفه لتلتفت بفزع وتراه أمامها، حدقت به وتوقفت الحروف عدي حافة لسانها في حين هتف هو بلهجته الناعمه.

شريف: أذيك ياإيثار
إيثار وقد تملكها الذهول: اا ن انت ا...
شريف وقد أرتسم علي مبسمه إبتسامة: أيوه أنا، وحشتيني.

بدأت تستشعر كفه القابض علي ساعدها وتلمس في نبرته التملك فتشنجت عضلات وجهها ثم راحت تدفعه بقوه ليترك ذراعها، في حين كان مالك يتابع الموقف من بعيد ويخشي التدخل حتي لا تصيبه خيبة الأمل وتكون قد تعرف ذلك الشاب، حينها لن يستطيع النظر إليها مره أخري، ولكنه لاحظ تعبيراتها المنفعله ونظراتها المُهينه له فتقدم ببطئ نحوها ليستمع للحوار القصير الذي بينهما.

إيثار: أنا مش سايبه القاهره بأهلها وناسها وأصحابي اللي فيها بسببك عشان حضرتك تنطلي هنا كمان
شريف بنظرات متفرسه: وحشتيني ياإيثار، مش قادر أستحمل بُعدك عني لحظه
إيثار وهي تنظر للمّاره حولها: هلم عليك الناس لو ممشيتش
مالك بلهجه محتده: لأ أعتبري الناس أتلمت خلاص، في أيه ياأخ
تحدث بعبارته تلك وقد تقدم نحوهم ليقف أمامه ليسد عنه الطريق في حين رمقه شريف بنظرات حانقه وهو يهتف.

شريف: أنت مالك أنت شئ ميخصكش، ياريت توسع من هنا ومتحشرش نفسك في اللي ملكش فيه
مالك بلهجه مثيره للأستفزاز: لأ ليا، ولو مبعدتش عن هنا عندي 100 طريقة أبعدك بيهم
شريف موجها نظره صوبها وهو يردف متهكما: هو ده بقي اللي أتعرفتي عليه هنا في أسكندريه ولا أتعرفتي عليه في القاهرة وجرتيه وراكي علي هنا وأديتيني علي قفايا
إيثار وقد أحمر وجهها غضبا: أخرس ياحيوان، أنت فاكرني زيك
شريف بنبرة مرتفعة: أمال مين ده!

مالك جاذباً ياقته بشكل مُهين: ميخصكش، وأمشي بسلامتك أحسن
شريف لاويا شفتيه: لأيخصني، أنا خطيبها، أنت بقي مين ياحلو!؟
مالك وهو يهز رأسه محاولا أستدراك ما سمعته أذنيه: خ، خ، طيبها...
أطبقت إيثار جفنيها بقوه ثم إبتلعت مرارة هذه الحقيقة اللعينة و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة