قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

تداخلت ملامحنا، تشابهت حتى أيقن الجميع أننا واحد
فانا في سكونك متعبدة، وأنت في محرابى عابد
أشعر بقلبك في خافقى، وخافقى لك يامولاي عائد
أنت تكملنى حقا، وقلبى بوجودك لله حامد.

إنتهى عقد القران فتوجه الجميع لتهنئة العروسين، وسط جو من السعادة رغم توتر الجو، فالكل سعيد حقا من أجل ليلة التي تخطت ذلك الخبر الصادم بمرضها ومعرفتها بأنها ستمر بكل مايمر به المصابون به ولكن وجود فراس بجوارها هون الأمر عليها كثيرا، وهي الآن تعيش فرحتها رغم كل شئ، أما عن الحاضرين، فقد كانوا يعانون توترا ملحوظا، فكل منهم يحمل في قلبه تجاه نصفه الآخر شئ ما، غضبا، شوقا، عتابا، لوما، وعشقا.

والأدهى من ذلك أنهم لا يستطيعون أن يعبروا عن دواخل قلوبهم في هذا الوقت، فقط يؤجلونها للوقت المناسب...

كانت هناك تلك التي لم تتحمل تجاهله لها كلية، تخشى أن تخونها دموعها وتتساقط لتعكر تلك السعادة التي تغمر العروسين، وتفسد بالذات فرحة أختها، لتستأذن من أخيها في الخروج من الحجرة، معللة خروجها بأنها ستذهب إلى الكافيتريا لشرب فنجال من القهوة، رافضة عرضه بإحضاره من أجلها، ليومئ لها أخيها برأسه موافقا مخبرا إياها أن لا تتأخر، لتتسلل بهدوء يتابعها مؤيد بعينيه، يشعر بالتردد قليلا في إتباعها، ثم في النهاية يحسم رأيه ويقرر إتباعها، وليكن ما يكن، ليتسلل بدوره وراءها، ولكن كان هناك من لاحظ خروجه خلف أخته، ليبتسم بهدوء، قبل أن يعود بعينيه إلى تلك الرقيقة الجميلة المبتسمة برقة وهي تستمع لفراس، يدرك أن حضورها أسعد ليلة، فوجه أخته الشاحب قد أشرقت ملامحه.

ليعقد حاجبيه قليلا وهو يتأمل جورية، فخلف إبتسامتها قبع حزن في عينيها، لا يدركه سوى قلب أحبها بصدق...

قالت سها بتوتر:
خلاص بقى يانبيل، ما قلتلك أنا آسفة، والله ياسيدى آسفة.
إلتفت إليها نبيل عاقدا حاجبيه بغضب قائلا:
آسفة على إيه ولا إيه، آسفة إنك مقلتليش إنك نازلة أساسا، ولا آسفة إنك نزلتى في الوقت ده لوحدك، أنا مش عارف إزاي آنكل فوزى سمحلك أصلا تنزلى في الميعاد ده، هو مش أب برده وبيخاف على بنته، ولا إيه؟
نظرت إليه قائلة بحزن:
لأ مش أب، على الأقل مش بابايا أنا.

نظر إليها في صدمة لتطرق برأسها قائلة بحزن:.

آنكل فوزى يبقى جوز ماما، إتجوزته من عشر سنين بعد ما والدى مات، هو راجل طيب وبصراحة مشفتش منه حاجة وحشة، بس في نفس الوقت مشفتش منه إهتمام الأب ولا شفت الإهتمام ده حتى من ماما، مشفتش منها خوف الأم على بنتها ولا نصايحها ليها، إتعودت من صغرى إن صوتى من دماغى، قراراتى باخدها لوحدى وإعتمادى كله على نفسى، متعودتش أقول لحد أنا رايحة فين وجاية منين، حتى الضوابط والحدود اللي في حياتى أنا اللي حطيتها لنفسى، أنا آسفة لإنك إرتبطت بواحدة تقريبا من غير أهل ويمكن تتعب معاها عشان تتعود على طبعك وقواعدك.

لتصمت لثانية قبل أن ترفع رأسها وتواجه عيناه بحزن ظهر في عينيها قائلة بمرارة:
لو حابب منكملش، أنا...
وضع أصابعه على شفتيها قائلا:.

مفيش حاجة هنا إسمها لو، ملكيش أهل، هكون أنا أهلك وكل ما ليكى واللي إتحرمتى منه هعوضهولك وأكتر، أما طبعى وقواعدى فأنا مليش قواعد، أنا بس بحبك وبخاف عليكى، مش همنعك تعملى اللي انتى عايزاه مادام مش هيضرك ومادام هكون معاكى خطوة بخطوة، وعايزك تكونى متأكدة إن محدش بيختار قدره، وإنتى قدرى ياسها، أحلى وأجمل قدر.

أغروقت عيناها بالدموع وسقطت على وجنتيها، تنظر إليه بعشق ملك عليها جوارحها، تمنى لو ضمها إلى صدره وإحتوى دموعها تلك ومشاعرها التي غمرتها وغمرته معها، ولكنه مسح دموعها بيده بحنان، لا يعكس تلك القوة التي يقاوم بها نفسه، كي لا يغمرها بين ذراعيه، فلم يصبح من حقه بعد فعل ذلك، ليقول بشوق:.

تكلمى مامتك تاخد ميعاد من آنكل فوزى وياريت يكون في أقرب وقت، وتعرفيهم إنى هكتب الكتاب، ولما نجمع مؤيد ولين مع بعض، هعمل الفرح علطول، مفهوم؟
إبتسمت من وسط دموعها وهي تومئ برأسها بسعادة ليبتسم بدوره، وهو ينظر إليها، بعشق.

كانت لين تجلس في كافيتريا المستشفى، على طاولتها، مطرقة الرأس، يتابعها مؤيد من بعيد، يطمأن فقط عليها، كاد أن يعود أدراجه وهو يتأكد من أنها بخير رغم أنها لم تلمس فنجال قهوتها الذي طلبته، حين رآها تمد يدها ترجع خصلاتها التي توارى وجهها عنه خلف أذنها اليسرى، ليقف متجمدا وهو يرى تلك الدموع المتساقطة من عينيها، دمعة تلو الأخرى، بشكل مزق نياط قلبه، أدرك أنه لابد وأن يتدخل، فإقترب منها بسرعة وتوقف أمامها تماما وهو يقول بصوت حاول أن يجعله باردا قدر الإمكان:.

قهوتك بردت على فكرة.
لاحظ تجمدها الذي دام لثوان قبل أن تمد يدها تمسح دموعها من على وجهها، ثم ترفع وجهها إليه قائلة بهدوء خلب لبه رغما عنه:
بحبها باردة.
إبتسم بسخرية وهو يجلس على هذا الكرسي أمامها قائلا:
اللي أعرفه إنك كنتى بتشربيها سخنة.
نظرت إليه قائلة بهدوء:.

كنت بشربها سخنة عشان إنت بتشربها كدة، زي ما كنت بقرا روايات الرعب رغم خوفى منها عشان إنت بتحبها، لكن الحقيقة إن أنا مبحبهاش وبفضل عليها البوليسية.
إنتابته دهشة عميقة بوجدانه ولكنها لم تظهر على وجهه وهو يدرك أنها كانت تفعل فقط ما يعجبه، ترى هل أحبته بصدق ذات يوم؟
نفض أفكاره وهو يتساءل قائلا:
طب وسيناترا؟
تراجعت للخلف تستند بظهرها إلى المقعد قائلة:.

لأ، سيناترا ده بقى كان بجد مطربى المفضل. إنه كمان طلع مطربك المفضل، كانت صدفة مش أكتر.
مال يشبك أصابع كفيه أمامه وهو ينظر إليها قائلا:
مبقاش خلاص.
عقدت حاجبيها قائلة:
يعنى إيه؟
تراجع ليستند إلى مقعده بدوره قائلا بلا مبالاة:
يعنى أي حاجة كانت بتجمعنى بيكى كرهتها، ومبقتش تمثلى أي شئ، سيناترا، القهوة، منظر الغروب، أفلام الرعب، حتى الجري الصبح، بطلته وبقيت بجرى بالليل.

تأملته بقلب تمزقت دقاته ألما، ولكنها تمالكت نفسها لتنظر إلى عيونه قائلة بثبات:.

قطع الصور اللي بتجمعنا كمان، وإكره كل حاجة بتفكرك بية، حتى إسمى حرم تقوله على شفايفك، وكل ما تمر ذكرى جمعتنا في خيالك غمض عنيك وإطردها، بس برده مش هتنسانى، هفضل جوة قلبك، بجرى في دمك، حروفى هتفضل بين أنفاسك، وكل ما هتحاول تنسانى هتفتكرنى أكتر، لو أنا كنت قدرت أنساك وأنا مفكراك خاين، يبقى هتقدر إنت تنسانى يامؤيد، ومن دلوقتى بقولك، إنك مش هتقدر.

لتنهض، تحمل فنجال قهوتها تشربه مرة واحدة، ثم تتركه على الطاولة وتلتفت مغادرة المكان بكبرياء حمل إعجابا إلى عينيه، ليبتسم بهدوء قائلا:
مميزة، مختلفة، وتستاهلى الحب اللي حبيتهولك.
ليطرق رأسه قائلا بنبرة حزينة بعض الشئ:
بس الحب مش كل حاجة، الأهم من الحب، الثقة، والثقة دى ضاعت مابينا خلاص يالين.
ليرفع رأسه مجددا بإتجاه طيفها المغادر وهو يقول:
ومعتقدش ممكن ترجع تانى.

وقفت شاهيناز أمام باب منزل مؤيد ترن جرس الباب دون جدوى، فلا أحد يجيب، لتقول بعصبية:
روحت فين بس يامؤيد؟أنا متأخرتش أوى يعنى.
لتعقد حاجبيها مستطردة:
أوعى تكون نزلت، بجد هزعل منك، وأنا زعلى وحش.
لتمد يدها في حقيبتها تبحث عن هاتفها، حتى وجدته، لتتصل بمؤيد، إستمعت إلى تلك الرسالة لتقول في حنق:
تليفونك كمان مقفول.
لتنظر إلى الهاتف قائلة بوعيد:.

طب أنا هستناك في العربية يامؤيد، وأبقى ألاقيك راجع ومعاك واحدة، ساعتها هقلب الدنيا على دماغك، وهعرفك مين هي شاهيناز حسان.
لتعيد هاتفها إلى حقيبتها وهي تتجه إلى المصعد لتستعد لقضاء ليلة طويلة في سيارتها إنتظارا لمؤيد الذي ما إن غادرته حتى نفذ تهديده لها وذهب ليقضى الليلة مع إحداهن، فهي إن قبلت بتصرفاته تلك في الماضى فلن تقبل بها بعد أن إعترفت له بمشاعرها وأصبح لها، قلبا وقرييا سيصبح لها بكل مافيه.

قالت جورية بإبتسامة:
أنا مضطرة أمشى ياليلة.
قال خالد بلهفة:
وتمشى ليه بس؟
ليتبادل كل من ليلة وفراس النظرات، بينما قالت جورية بإرتباك:
الوقت إتأخر وبتهيألى المفروض أسيب ليلة ترتاح، وهجيلكم بكرة المطار في الميعاد.
قالت ليلة بإبتسامة:
أنا مرتاحة وانتوا جنبى، والطيارة أدامها ٤ ساعات، مش مستاهلة تروحى المعادى وتيجى تانى، مش هتلحقى تقعدى في بيتك أصلا.

إبتسم خالد في نفسه فقد قالت ليلة ما يود أن يقوله كلية، ووفرت عليه الإحراج، ليعقد حاجبيه وهو يستمع إلى كلمات جورية التالية وهي تقول:
الحقيقة أنا كنت بس عايزة أطمن على خالتى جليلة عشان سايباها لوحدها.
عقد فراس حاجبيه قائلا بصدمة:
خالة جليلة هنا في مصر، وسايبة جدك عزيز في الوادى، أهي دى عمرها ما حصلت ولا كنت أصدقها أبدا.
قالت جورية بإرتباك:.

أيوة، أصلها، مرضيتش تسيبنى لوحدى وصممت تيجى معايا عشان تخلى بالها منى.
لاحظ خالد سحابة الحزن تلك والتي مرت بعينيها سريعا، ليقول بهدوء:
خلاص ياجورى، تعالى هوصلك.
نظرت جورية إليه بإضطراب قائلة:
لأ، أرجوك، متتعبش نفسك، أنا هتصل بأي شركة توصيل، وهم...
قاطعها خالد قائلا في حزم:
لأ طبعا، تتصلى بيهم إزاي وأنا موجود، تعالى معايا هوصلك لشقتك تتطمنى على خالتك وهرجعك هنا تانى، متقلقيش.

نظرت جورية إلى كل من فراس وليلة، ليومأوا لها برأسهما، فتنهدت قائلة:
تمام، يلا بينا.
لتتقدمه ويبتعدا في هدوء تتبعهما عيون العروسين ودعواتهما.

كان خالد يقود السيارة بهدوء تجاوره جورية التي شعرت بالإضطراب في قلبها، تتسارع دقاتها، كلما تلامست يدها مع يده بالخطأ، فحين أرادت تغيير الأغنية في كاسيت السيارة حيث كانت الأغنية ناعمة ورومانسية للغاية تمس شغاف قلبها، تلامست أصابعها بأصابعه وهو يمد يده يرفع درجة صوت الأغنية، ليشتعل القلبان بالمشاعر حين تلامست الأصابع، وحين أطار الهواء خصلاتها فدخل في عينيها وأدمعت أرادت منديلا فتلامست أيديهما وهو يمد يده ليسحب لها منديلا، ليبعدا في كل مرة أيديهما عن بعضهما البعض على الفور وهما يتحاشان النظر إلى بعضهما البعض حتى لا تخونهما مشاعرهما فتفضحها أعينهم، وكأن أفكارهم وردود أفعالهم تجاه مشاعرهم متطابقة، أو ربما هو القدر والذي يتركهما الآن في نار متأججة يبغيان منها الفكاك، ولكن لا مهرب من القدر، إنتفضت على صوت خالد ينادى بإسمها ويخرجها من أفكارها، لتنتفض وهي تلتفت إليه على الفور بتساؤل، ليقول بدهشة:.

خضيتك؟
هزت رأسها نفيا قائلة:
لأ، أنا بس، كنت بفكر.
نظر إليها للحظة قبل أن يعاود النظر إلى الطريق قائلا:
بتفكرى في إيه؟
أطرقت برأسها قائلة بنبرات رغما عنها ظهر الحزن فيهما:
أبدا، ولا حاجة.

نظر إليها مجددا مترددا للحظة قبل أن يحسم أمره ويركن السيارة على جنب، رفعت جورية رأسها ظنا منها أنهما وصلا إلى وجهتهما، فوجدت أن خالد قد توقف بجانب الطريق، لتنظر إليه في تساؤل، تأمل خالد عيونها البنية ذات الأهداب الطويلة والتي ترمش بها الآن بتوتر من تأمله لها، ليبتسم بداخله من رقتها الشديدة وخجلها الذي يظهر في تلك الوجنتان الحمراوتان، ليأخذ نفسا عميقا قبل أن يقول:.

جورى، أنا مش هضغط عليكى تانى عشان أعرف حقيقة اللي بيحصل بينا، أنا هعرف قريب، وبطريقتى، بس لازم أعترف إن جوايا ليكى مشاعر بحسها لأول مرة في حياتى، والمشاعر دى مش بسبب أحلامى بيكى وبس، لأ، دى كانت بس البداية أما قوة المشاعر دى واللي بتزيد يوم عن يوم، فده منك إنتى، كل ما بعرفك بلاقى مشاعرى بتتعلق بيكى أكتر...

كادت أن تقاطعه ليضع إصبعه على شفتيها يصمتها، إبتلعت ريقها بصعوبة وإصبعه يلامس شفتيها، تغيم عيناه بعشق ظهر جليا في عمق عينيه وذكرها بفهد حبيبها، ليقول وهو يبعد ناظريه عن شفتيها ينزل يده بهدوء وهو ينظر إليها قائلا:
أنا هثبتلك أد إيه بقيت بفهمك من نظرة عنيكى، أد إيه بقيت حافظ طريقة تفكيرك، كنتى هتقوليلى إنى مينفعش أحس ناحيتك بالمشاعر دى وإنى لازم أنساكى عشان خاطر مراتى وبنتى، مش كدة.

تأملت عيونه بحيرة، فتلك هي الكلمات بعينها والتي كانت ستقولها له، ليبتسم قائلا:
هرد عليكى وأقولك، مش بإيدى، قاومت مشاعرى ناحيتك، حاولت أقسى قلبى كتير وأفكر نفسى إن كل الستات قلوبهم من حجر ومبيفكروش غير في مصالحهم وبس.
لينظر إلى الأمام قائلا في شرود:.

زي جدتى بالظبط، واللي كانت مستعدة تعمل أي حاجة في الدنيا عشان يبقالها حفيد، حتى لو داست على قلب ست غلبانة ملهاش ذنب، و مرات والدى الأولانية، اللي ياما عذبتنى لمجرد إنى مش إبنها وإبن الخدامة اللي بتفكرها بإنها مقدرتش تجيب طفل لوالدى، ولما خلفت شافت فية وريث هيشارك بناتها في ورثهم فزاد تعذيبها لية، وزادت قساوتها وجبروتها لغاية ما ماتت، حتى والدتى اللي وافقت تبيع ضناها ولما فاقت كان فات الأوان.

رق قلب جورية لألمه وتمنت لو مدت يدها الآن وربتت على يده تؤازره، وتمنحه عطفها ولكنها تدرك أنها إن أمسكت يده لن تتركها أبدا، لتفيق من أفكارها على صوته وهو ينظر إليها قائلا:.

أنا ربيت إخواتى بنفسى وعارف هم إيه، وإزاي مختلفين بس كنت فاكر إنهم بس كدة عشان تربيتى، مكنتش أعرف إن لسة في الدنيا دى حد زيهم، حد رقيق وحنين وطيب وممكن يفضل سعادة غيره على نفسه، زي ما إنتى مصممة تضحى بسعادتك عشان خاطر شاهيناز وريم، رغم معاملة شاهيناز ليكى ورغم إنك متأكدة إنها متستاهلش.
أطرقت برأسها قائلة:
إنت فاهم غلط على فكرة، أنا مش بضحى بسعادتى ولا حاجة، أنا...
قاطعها وهو يرفع ذقنها بيده قائلا:.

تقدرى تبصى في عيونى وتقوليلى إنك مبتحبنيش؟
نظرت إلى عيونه تحاول أن تنطق بتلك الكلمات فلم تستطع ليبتسم بثقة ومع إبتسامته وجدت القوة لتقول بثبات:
أنا فعلا مبحبكش، أنا بحب فهد، خطيبى، يمكن شفت فيك حاجات منه، بس أكيد مش هحبك زي ما حبيته، فهد مات وماتت معاه مشاعرى ياخالد، لازم تفهم ده كويس، ولو بجد جواك مشاعر من ناحيتى إنساها وإنسانى، لا أنا هقدر أحبك ولا إنت هتقدر تبعد عن عيلتك.

ترك ذقنها وهو ينظر إليها مليا، يتأمل عينيها الكاذبتان، يعلم في قرارة نفسه أنها تحبه مثلما يحبها، ربما أحبت فيه حبيبها المتوفى، ربما تناسخت روح فهد وذكرياته فسكنته، مئات الإحتمالات واردة ولكن الحقيقة الوحيدة الآن، أنه يحبها، وهي تحبه، شاءت أن تعترف بمشاعرها أو أبت، فلقد قرر أن يطلق العنان لمشاعره ويستجيب لها، وسيدع القدر يحدد مصير تلك العلاقة، ليدير محرك سيارته قائلا بثبات:
هنشوف ياجورى، هنشوف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة