قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

أخبرنى كيف أراك ولا أنساق، لقلب قد نسي قلب إليه يشتاق؟
كيف أمحو ماض يجمعنا، وأمزق كل الأوراق؟
وأقتل خفقات القلب، أجبره على جرح وفراق؟
كيف أبعد الذكريات عن مخيلتى وأنسى أنى كنت يوما من العشاق؟

قال نبيل بهدوء:
كدة بقى أنا إتأكدت من إنه خطفها، تليفونه المقفول ده وتليفونها كمان، وسفرها المفاجئ لشرم من غير ما تقولكم قبلها، واللي انتى بنفسك قلتيلى إن ده شئ غريب عليها.
تنهدت سها قائلة في حزن:
لين فعلا مستحيل تروح مكان من غير ما تقولى، و إحنا تقريبا كنا متأكدين من المرة اللي فاتت إنها مخطوفة، ومع ذلك ولغاية دلوقتى معرفناش نعمل حاجة ولا قدرنا نوصلها.
زفر نبيل قائلا:.

أنا مش ساكت ياسها، أنا أجرت تحري خاص عشان يوصل لمؤيد، عن طريق الكريديت كارد بتاعه مثلا، بس مع الأسف لسة مستعملوش، ولسة التحري موصلش لحاجة جديدة كمان.
ترقرقت الدموع بعيني سها وهي تقول:
مؤيد مش غبى وأكيد مش هيستعمل الكريديت كارد بتاعه، وأنا بصراحة خايفة منلاقيهوش، بجد خايفة على لين منه، هو فاكر إنها باعته، وممكن يعمل فيها أي حاجة تإذيها.

أوجعته دموعها، ليمد يده يضم بها يدها الرابضة على الطاولة قائلا بحنان:
متخافيش ياسها، مؤيد مش ممكن يإذى لين، مؤيد لسة بيحبها، واللي بيحب حد ميقدرش يإذيه حتى لو كان عايز ينتقم منه.
رغم إرتعاشة يدها بين يديه ورغبتها في هذا الدفء الذي أحاط بها حين لمس يديها إلا أنها سحبتها في خجل، لتشعر على الفور ببرد يحيط بها، ولكنها نفضت هذا الشعور وهي تقول بحزن:.

إنت طيب أوى يانبيل، ومش عارف إن الإنتقام ممكن يعمى القلب والعين ويإذى حتى الناس اللي بنحبهم.
نظر إلى عينيها الجميلتين وهو يقول بحنان:
انا مش عايزك تخافى أو تقلقى، قبل ما يحصل أي حاجة هنوصلهم، وساعتها هقول لمؤيد اللي عرفته، ما هو لازم يفوق ويعرف إنه هو ولين كانوا ضحية خدعة حقيرة كل هدفها كان إنهم يبعدوا عن بعض.
تنهدت سها بحزن قائلة:.

أنا لغاية دلوقتى مش قادرة أصدق إن شاهيناز ممكن تعمل كدة، انا صحيح مبحبهاش بس مكنتش متوقعة إنها بالحقارة دى.
قال نبيل:
وأحقر من كدة كمان، انا كنت شايفها على حقيقتها من زمان وياما حذرت مؤيد منها بس هو اللي مسمعش كلامى، عموما، نلاقيهم بس وكل حاجة هتتصلح وترجع زي الأول وأحسن.
قالت سها بعيون إمتلأت بالأمل:
يارب يا نبيل، يارب نلاقيهم قبل فوات الأوان.
قال نبيل بتأكيد:
هنلاقيهم يا سها، وده وعد منى ليكى.

إبتسمت سها بإمتنان تثق بأنه قادر على تنفيذ وعده، تستشعر رجولته التي تشع من كلماته وتصرفاته، ليبادلها إبتسامتها الممتنة، بإبتسامة حانية، عاشقة.

كان مؤيد يجلس في الردهة يقرأ كتابا قد أثاره في البداية محتواه الذي يتحدث عن تصميمات حديثة في فن العمارة والهندسة يحاول أن يشغل عقله عن التفكير بمحتواه، ولكنه وجد نفسه يشرد كثيرا في تلك الفتاة بالأعلى والتي يعشقها ويكرهها في آن واحد، آلمته كلماتها حقا، تساءل في حزن، أحقا تكرهه إلى هذه الدرجة؟ليتنهد في يأس، يفكر بصمت؟في مشاعرها النافرة القوية تجاهه، ربما لا فائدة ترجى مما يفعله، ربما يجب أن يطلق سراحها، ليس فقط من هذا المنزل بل عليه أن يطلق سراحها من قلبه، عليه أن ينساها ويتركها لحياتها ويتابع هو حياته، لينفض تلك الفكرة رافضا إياها، لا يستطيع تخيلها مع أحد سواه، ترك كتابه جانبا وقد مزقه هذا الشعور، يتساءل بمرارة، لماذا لم تحبه مثلما عشقها هو؟لماذا لم تبادله مشاعره وهو الذي لم تملك قلبه فتاة سواها؟لماذا تكن له كل هذا الكره؟ماذا فعل لها؟لقد عاملها كملكة متوجة على عرش قلبه، هل كل هذا من أجل طفل تود إنجابه؟تبا، وماذا في يده يستطيع أن يفعله ليمنحها إياه؟إنها إرادة الله وقدره، فلا مانع لديهما للإنجاب، فقط لم يكن الوقت قد حان بعد، ثم ألم تكتفى به وبعشقه عن الأطفال كما إكتفى هو بها؟آلمه إحساسه مجددا بأنه غير كامل بنظرها، ربما حان الأوان حقا لأن يكتفى بما أصاب كرامته معها من إهانة وما لاقاه منها من نكران، ربما اخطأ في قدومه إلى مصر يدعى ثأرا لكرامته وهو يخفى رغبة في إستعادة لين، يدرك الآن إستحالة تحقيق تلك الرغبة، ربما حقا وجب عليه ان يطلق سراح لين للأبد...

إتجهت افكاره الآن تجاهها رغما عنه، يتساءل في حزن عنها، يلعن قلبه الذي يخشى ان تكون مازالت منقطعة عن الطعام، لينهض متجها إلى حجرتها يود الإطمئنان عليها، فحتى وإن آذته، سيظل هذا القلب الخائن، عبدا لها، لا يستطيع أن يؤذيها ابدا.

توقف أمام باب الحجرة، تردد قليلا ثم حسم رأيه، فتح الباب ودخل الحجرة بهدوء ليجدها جالسة على السرير تضم ركبتيها إلى صدرها وتستند بجبهتها عليهما وبجانبها صينية طعامها لم تمسها، لم ترفع وجهها إليه، ليقترب من السرير بهدوء يخفى وجع قلبه عليها وهو يراها بهذا الضعف والحزن، جلس بجوارها ومد يديه يمسكها من كتفيها فإنتفضت متراجعة للخلف تواجهه بعينين مذعورتين، هاله خوفها منه البادى بإرتعاشة جسدها ونظراتها الزائغة، يدرك أنها تعانى الخوف والضعف من تجويعها لنفسها إلى جانب تهديداته الفارغة لها، ليقول بهدوء حان:.

إهدى ومتخافيش منى، أنا مش هأذيكى.
نظرت إلى عينيه، ربما تبحث حقا عن أمان إفتقدته معه، ليومئ لها برأسه يطمأنها دون ان ينطق، فإرتاح جسدها المشدود قليلا، ليستطرد قائلا:
إنتى عايزة تمشى صح؟
أومأت برأسها دون أن تنطق بكلمة، ليقول بهدوء:
عشان تمشى لازم تاكلى حاجة، مش هينفع متاكليش كدة، انتى ممكن تموتى من قلة الأكل.
قالت بصوت ضعيف حزين:
هتفرق في إيه يعنى؟مش انت قلت بنفسك إنها متفرقش معاك.

تبا له ولكلماته التي قالها في لحظة غضب، إنه لا يطيق أن تخدش فكيف بالله يبغى لها أذى، ماذا يفعل ليسحب تلك الكلمات الجوفاء والتي آذتها كما يبدو، مد يده إلى يديها يسحبهما ويضمهما بين يديه بحنان فلم تبعدهما رغم إرتعاشتهما بين يديه قائلا وهو ينظر إلى عمق عينيها:.

كلام وقلته في لحظة غضب، إنسيه، بصى أنا مش هقولك كلى عشان نفسك أو عشان خاطرى لإن من الواضح في اللحظة دى إن إحنا الاتنين منهمكيش بس هقولك كلى عشان خاطر إخواتك اللي بيحبوكى ومستنيينك ترجعى ليهم.

نظرت إلى عينيه بحيرة، ترى بهما عشقا مازال رابضا في عمقهما، تتساءل بعجب، إذا كان حقا يحبها ويهتم بها كما تخبرها عيناه، إذا لماذا خانها بالماضى؟هل كانت نزوة مثلا وأفاق منها، هل ندم عليها؟ربما، وربما وجب عليها مصارحته بمكنون قلبها فربما إنقشع ضباب الغموض عن كل مجريات حياتهما، ربما عادا كما كانا بالماضى بشئ من التسامح، رقت ملامحها، فإشتعل الأمل بقلبه، ليترك يديها وهو يمسك شطيرة من على الصينية يمدها إلى ثغرها قائلا بحنان:.

يلا إفتحى بقك، هأكلك زي زمان.

رغما عنها وجدت نفسها تفتح ثغرها تلقائيا، تقضم الطعام كالمسحورة، بينما غامت عيناه وهو يتذكر الماضى، حين كان يفعل ذلك تماما، ومابين القضمة والقضمة، كان يقبل شفتيها، ينهل من شهدهما ليشعر حقا بالإكتمال، غامت عيناها بدورها وهي تتذكر مثله تلك الأوقات الرائعة بينهما، كاد أن يميل مقبلا ثغرها بقبلة إشتاق لها حد الموت، ليتذكر فجأة أن تلك القبلة لم تعد من حقه، وان لين لم تعد زوجته حقا، ليشعر بغصة في قلبه، أشاح بوجهه عنها، يقاوم ضعفه وضعفها الذي يراه في ثنايا عينيها، ليترك الشطيرة على الصينية، وهو يقول بحزن:.

كملى أكلك يالين، وأوعدك بكرة هرجعك لأهلك.
ثم نهض مغادرا، بخطوات مسرعة وكأن شياطين الدنيا تلاحقه، تتابعه لين بعينيها، تدرك أنه يقاوم ضعفه وأنه كان من الممكن ان يستغل ضعفها ولكن هكذا مؤيد الذي عرفته بالماضى، رجلا رائعا حقا، إنها الآن لا تدرى لم إستسلم لضعفه بالماضى وخانها، لما أضاع ما كان بينهما؟ ليظل سؤالها عالقا بالهواء، بلا إجابة.

مدت يدها إلى شطيرتها تسحبها بضعف، تلوكها في فمها دون أن تشعر حقا برغبة في الطعام، ولكنها لابد وان تأكل، فلديها يوم طويل بالغد تنوى أن تصل فيه ﻹجابات عن ماض غامض القسمات، بدأت تشك في مجرياته.

قالت ليلة بحزن:
مشت خلاص، لسة مكلمانى في التليفون، انا زعلانة أوى يافراس.
قال فراس:
وأنا كمان، حاولت أقنعها متسافرش بس للأسف مصممة، ورافضة تسمع أي كلام، بس أنا عاذرها، وجوده أدامها علطول وهي عارفة ومتأكدة إنه مش ليها، ده عذاب في حد ذاته يا ليلة، وهي إتعذبت كتير، قبل ما تلاقيه، وبعدها.
قالت ليلة بحزن:.

معاك حق، بس كان عندى أمل تستنى شوية، والله كان هيحس بيها، إنت مشفتوش بقى عامل إزاي، نظرة عينيه رقت، وخصوصا لو جت سيرتها، وبقى سرحان علطول، بوادر حب، مقدرش أقول غير كدة.
قال فراس:
عموما، أنا عايزك متقلقيش، لو حبهم قدر ونصيب، مفيش حاجة في الدنيا ممكن تفرقهم.
تنهدت ليلة وهي تعدل وضع هاتفها على أذنها قائلة:
يارب قدرهم ونصيبهم يكونوا مع بعض، يارب فراس.
قال فراس:
يارب.
ثم قال بعد لحظة صمت:.

عملتى إيه في موضوعنا ياليلة؟
قالت ليلة بخجل:
كنت هكلم خالد النهاردة بس لقيته متعصب وحاسة إن بينه وبين شاهيناز مشكلة فقلت أستنى لبكرة، يكون راق شوية.
أومأ فراس برأسه قائلا:
تمام، بس ياريت متتأخريش علية ياليلة، أنا مستعجل اوى.
إبتسمت لتظهر إبتسامتها في صوتها وهي تقول:
حاضر يافراس، أوعدك أكلمه بكرة علطول، سلام دلوقتى.
قال فراس بإبتسامة:
سلام.
ثم أغلق الهاتف وهو يقول بحنان:
سلام يا قلب فراس وعمره كله.

بينما أغلقت ليلة هاتفها وضمته إلى صدرها بقوة، تنتظر أن تهدأ خفقاتها المتسارعة، قبل ان تتركه من يدها وهي تسحب تلك الرواية من أسفل وسادتها والتي يذكرها بطلها، بحبيبها، فراس، تماما.

كان خالد يجلس على مكتبه يضم ذراعيه على طاولته ويستند بجبهته عليهما، يغمض عينيه بقوة، فتتمثل له جورية، رفع رأسه وهو يفتح عينيه لتختفى صورتها، ليزفر بقوة، وهو يضرب سطح المكتب بيده، يريد راحة لن يشعر بها حتى يجدها ويدرك ما يحدث له، لقد ذهب إلى منزلها اليوم، يبغى تفسيرا لما يحدث له ولها، ولكنها لم تكن بالمنزل، ندم كثيرا لإنه لم يأخذ رقم هاتفها، فالآن وحتى يراها بالغد، ماذا يفعل بتلك الأسئلة التي تجتاح عقله بلا نهاية ولا إجابات لها تريحه من عذابه وذلك الصداع الشديد الذي يعانى منه، تبا، لما تحيطه وكأنها ظل ثان له، لما كلما اغمض عيناه تجسدت أمامه وإن فتحهما حامت أفكاره حولها؟لقد أصابته بسحر بالتأكيد.

أفاق من أفكاره على دخول شاهيناز الحجرة، حدق إليها ببرود تجاهلته وهي ترسم على شفتيها إبتسامة، لتقف أمامه تماما تقول:
إنت لسة زعلان منى؟
قال لها خالد ببرود صقيعي:
وإنتى شايفة إنى مش لازم أكون زعلان؟
دارت حول المكتب لتصبح بجواره تماما، تستند بظهرها إلى المكتب وهي تمد يدها تمررها على وجنته قائلة:
خلاص ياسيدى حقك علية أنا فعلا غلطانة، بس أعمل إيه بغير عليك، بحبك، ما إنت عارف.

مد يده يمسك يدها يبعدها عن وجنته وهو يقول:
تانى ياشاهيناز؟من إمتى الحب والغيرة دى، ما طول عمرنا عايشين مع بعض، مشفتش منهم حاجة يعنى.
قالت شاهيناز:
مكنش فيه حاجة تخلينى أغير، طول عمرك بتكره الستات، ومشفتش منك ضعف قصادهم، بس في الفترة الأخيرة إنت مبقتش خالد بتاع زمان.
حدجها بنظرات باردة، لتتنهد قائلة:
خلاص ياخالد مش هنقلب في الموضوع ده تانى.
لتمد يدها إليه قائلة:.

هات إيدك وتعالى نطلع نرتاح شوية، اليوم النهاردة كان مشحون على الآخر.
تنهد ثم مد يده إليها يمسك بيدها ناهضا، لتقف على أصابع قدميها، تلمس ثغره بشفتيها قائلة أمامهما تماما:
حقك علية مرة تانية، أنا آسفة.
لم يجيبها، لتعاود تقبيله ولكن بحرارة أكثر، رغما عنه شعر بصقيع يحيط بجسده فلم يستطع مبادلتها قبلتها، لتبتعد عنه قائلة بحزن:
كدة يبقى إنت لسة زعلان منى؟

هز رأسه نفيا بهدوء، فشعت عينيها بالفرحة وهي تقترب منه مجددا بشفتيها تقبله ليغمض عينيه يود لو إستسلم لقدره ونسي جورية ولكن رغما عنه رأى شاهيناز بمخيلته جورية، ليجد جسده يشتعل ما إن تجسدت أمامه، ليجتاحها بقبلاته، ولمساته، لتشعر شاهيناز بفرحة طاغية فمنذ زواجها منه لم يجتاحها بمثل تلك الحرارة والشغف، وكأنه وقع بعشقها بجنون، وهذا ما تريده تماما، لتسيطر عليه.

قال عزيز بحنان:
الجميل سرحان في إيه، لحقت مصر توحشك أوام كدة؟
إبتسمت جورية قائلة وهي تتأمل المكان حولها:
بالعكس، الوادى هو اللي وحشنى ياجدى، كل حتة فيه، أرضه، سكانه، حتى هواه اللي يرد الروح.
إبتسم عزيز قائلا:
وإنتى وحشتيه ياحبيبتى ووحشتينى أكتر، مكنتش أتخيل إنى هشوفك تانى منورة المكان ياجورى.
إبتسمت جورية إبتسامة باهتة وهي تقول:
كل شئ بأوان ياجدى، كل شئ بأوان.
قال جدها:.

مش قادر أقولك فرحة علا كانت إزاي لما عرفت إنك جاية وهتحضرى فرحها.
إبتسمت جورية قائلة:
كدة كدة كان لازم آجى وأحضر فرحها، احنا إتربينا مع بعض ومكنش ينفع مجيش.
قال عزيز:
أخبار فراس إيه؟مجاش معاكى ليه؟
قالت جورية:
وراه شغل كتير، انت عارف الرواية لسة نازلة وبيروجلها ومتابع الطبعة الأولى اللي تقريبا خلصت فهينزل طبعة تانية.
قال عزيز:
ربنا يعينه، فراس راجل بجد وابن حلال، أخلاق وإبن أصول، و...

قاطعته جورية قائلة في حزم:
ومش ممكن هتجوزه لإنى مبحبوش ياجدى، فراس إنسان كويس بس مش هقدر أتجوزه وأنا قلبى مشغول بغيره.
قال عزيز:
بس غيره ده راح ومرجعش...
نهضت جورية فجأة مقاطعة إياه وهي تقول:
من فضلك ياجدى، انا تعبانة ومحتاجة أرتاح، عن إذنك.
تابعها عزيز بعينيه وهو غير راض بالمرة عن موقفها من الزواج، فهو يريد أن يزوجها ويفرح بأحفاده قريبا، لينتفض على صوت جليلة وهي تقول:.

مكنش ينفع أبدا ياعزيز في أول يوم تيجى فيه جورية تفاتحها في موضوع الجواز كدة علطول.
إلتفت إليها عزيز قائلا بغضب:
إنتى مش هتبطلى تخضينى كدة ياجليلة، مش عارف بس بتطلعيلى منين؟
نظرت إليه بحنق، فتجاهل نظراتها قائلا بهدوء:
عموما، إنتى مش هتعرفى حفيدتى أكتر منى، لو سيبتها مش هتتجوز أبدا، لازم أفضل أزن عليها عشان أفرح بيها.
ليعقد حاجبيه مستطردا:
بس أنا بجد إتخنقت من عنادها ولازم أشوفله حل.

ثم نهض تاركا المكان، بينما تتابعه عينا جليلة وهي تقول بيأس:
ده أنا اللي إتخنقت من عنادك ياعزيز، وفعلا بدأت أيأس منك، ومن إنك تفتح قلبك للحب، وتشوفه أدامك وتقتنع بيه.
لتهز رأسها وهي تذهب إلى حوض زهورها، فهو المكان الوحيد الذي تشعر فيه بالسكينة وراحة البال.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة