قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والعشرون

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والعشرون

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والعشرون

أحقا قد أنساك و أنسى ملامحك
و داخل قلبي نقشت كل تفاصيلك
أي واد هذا الذي يحوي ذكرياتك
أودعها لتغرق عسى أضمد جراحك
كيف و داخل عيني أحاطت سراياك
تقيدني لأرى في كل رمش آهاتك
أتعيش روح لست لها تبكي غيابك
و يظل قلب لست سيده ينبض حبك
كيف أسحق إحساسا بات حبيسك
كيف أدفن حبا إختار أن يبقى قتيلك
تائهة أنا و بقايا أيام في واد نسيانك
بقلم، نور محمد.

كان خالد يمسك ألبوما للصور يقلب في صفحاته وهو يعقد حاجبيه بشدة، حين دخلت جورية إلى المنزل لتراه يطالع ألبوم الصور الخاص بها، دق قلبها بعنف، فهناك في آخر هذا الألبوم توجد صورة له معها ومع جدها، تخشى في تلك اللحظة أن يراها ويسأل عنها، لاتدرى بأي شئ ستجيبه، لتتقدم منه بسرعة وتقف خلفه تماما، تقول بتوتر:
أستاذ خالد.
إلتفت إليها خالد ينظر إلى عمق عينيها وهو يرفع الألبوم أمامها قائلا:.

هو أنا ليه متأكد إنى كنت في المكان ده قبل كدة، وليه متأكد إنى شفت الصور دى كمان قبل كدة، لدرجة إنى عارف إنى لو قلبت الصورة دى هلاقى صورتك في جنينة بتضحكى وإنتى رافعة إيديكى للسما.
قال جملته الأخيرة وهو يقرن قوله بقلب الصفحة في الألبوم بالفعل لتظهر صورتها التي تحدث عنها، توقف قلبها تماما وهي لا تدرى ماذا تقول، ليعاود النبض، وخالد يقول بحيرة:.

جوري، عشان خاطرى ريحينى، عرفينى إيه اللي بيحصل معايا، أنا قربت أتجنن.

ظلت صامتة تتطلع إليه بإضطراب، ليقلب خالد تلك الصفحة الأخيرة من الألبوم، وتغمض جورية عيونها، تدرك أنه على وشك أن يطالبها بتفسير عن تلك الصورة التي ما إن رآها حتى إتسعت عيناه بشدة، ففى تلك الصورة يظهر هو بها واقفا بجانب جورية ورجل عجوز تبدو ملامحه مألوفة، لينظر إلى جورية التي فتحت عينيها، تنظر إليه بقلة حيلة، ليعقد حاجبيه بقسوة، يطالب إياها بتفسير فورى لكل تساؤلاته التي تدور في عقله الآن وتكاد تصيبه بالجنون.

كانت ليلة تتجه إلى سيارتها مطرقة الرأس بحزن وما إن إقتربت منها حتى رفعت عينيها لتتجمد تماما، وهي ترى محور أفكارها متجسدا أمامها، فراس، يطالعها بحنان، يقترب منها ببطئ حتى توقف أمامها، يبتسم قائلا:
وحشتينى.
تأملت عيونه التي تشعر دائما بالغرق فيهما، قائلة بحزن إمتنزج بشوق مرتسم في عينيها الجميلتين:
إيه اللي جابك هنا يافراس؟
نظر فراس إلى عينيها قائلا:.

زي ما قلتلك وحشتينى فلقيت رجلية جايبانى على المكان الوحيد اللي عارف إنى ممكن أشوفك فيه.
قالت ليلة بحزن:
إحنا مش إنتهينا من الموضوع ده يافراس، ليه مصمم تقلب في اللي فات، إنسانى يافراس، إنسانى وعيش حياتك بعيد عنى، ريحنى وريح نفسك، أنا مبقتش قادرة أستحمل صدقنى.
أمسك فراس يدها قائلا:
مش هنرتاح وكل واحد فينا بعيد عن التانى، صدقينى، إحنا قدرنا واحد، ومحدش فينا ممكن يبعد عن التانى مهما حاول.

أحست ليلة بالضعف يغمرها، تدرك أنه على حق، ولكن...
قاطع فراس أفكارها قائلا:
متفكريش كتير، إمشى ورا قلبك وبس، وإن كان على خالد فأنا هقنعه، أوعدك إنك مش هتكونى لية غير برضا أخوكى بس عشان خاطرى متحرمنيش منك، متبعدنيش عنك، أنا مش هقدر أتحمل مشوفكيش أو مسمعش صوتك من تانى.

نظرت ليلة إلى عيونه المتوسلة إليها أن لا ترفض طلبه، ليرق قلبها له رغما عنها، فقد وعدها بأن تكون له وأن يحصل على موافقة خالد وهي تثق به كلية، لتبتسم برقة ومع إبتسامتها عادت روحه إليه، ليبتسم بدوره ولكن تلك الإبتسامة مالبثت أن زالت على الفور عندما سمع صوت ساخر يقول من خلفه:
إحنا في جامعة على فكرة مش في كافيتريا للعشاق.

إلتفت فراس ليطالع رجل في أوائل الثلاثينات من عمره لم يرتح لملامحه ونظراته على الإطلاق، أدرك أن ليلة لا تستسيغه من رعشة يدها في يده قبل محاولتها أن تترك يده، ليتمسك بيدها وهو يرمق هذا الرجل بحدة قائلا:
وحضرتك تبقى مين بقى؟
قال الرجل بسخرية:
دكتور وليد، وبشتغل هنا في الجامعة، انت بقى تبقى مين، وموجود في الجامعة بصفتك إيه؟، أظن إنك مش طالب ولا حتى دكتور زميل.
قال فراس بسخرية:.

مش فاهم يعنى حضرتك دكتور هنا ولا حارس أمن؟
قال وليد بإستنكار:
دكتور طبعا، ما أنا قلتلك.
قال فراس:
وهو شغل الدكاترة بقى متابعة الطلاب برة السيكشن، ولا ده شغل حراس الأمن؟بتهيألى إنت متلخبط في مهامك الوظيفية.
نظر إليه وليد بغضب قائلا:
إنت مين إنت عشان تعرفنى مهامى الوظيفية، وموجود هنا في الجامعة بصفتك إيه؟ما ترد؟
قالت ليلة بتوتر وهي تشعر بألم كبير يجتاحها:
يلا بينا نمشى يافراس.

نظر فراس إليها مشيرا لها بالصمت وهو يعود بعينيه إلى وليد قائلا في برود:
أنا خطيب ليلة، عندك مانع؟
قال وليد بسخرية:
اللي أعرفه إن إسم خطيبها سمير، ميكونش إسمك سمير وفراس ده إسم الشهرة؟
ترك فراس يد ليلة وقد إنتفخت أوداجه غضبا ينوى أن يلقن هذا الوليد درسا، فلا أحد يستهزئ بفراس حمدان مهما كان، لتمسك ليلة بذراعه وهي تقول بإضطراب وخشية عليه أقوى من ذلك الألم الذي يزداد في كل أنحاء جسدها:.

عشان خاطرى يافراس سيبك منه وتعالى بينا نمشى من هنا، هو ده اللي عايزه، يعمل مشكلة وفضيحة ويكبر الموضوع.
قال وليد بسخرية:
وهو انا لسة هعمل فضيحة، ما الفضيحة موجودة أصلا، ولا إنتى مش حاسة بنفسك؟
قال فراس بغضب:
لأ ده إنت قليل الأدب بقى وعايز تتربى.

ليقترب منه يلكمه في وجهه بقوة ليرتد وليد إلى الخلف ويسقط على الأرض، كاد فراس أن يجهز عليه، ولكن ندائها بإسمه وذلك الضعف في نبراتها أجبراه على الإلتفات إليه ليراها تسقط أرضا مغشيا عليها ليسرع إليها، يرفع رأسها من على الأرض يربت على وجنتها بخفة وهو ينادى عليها بصوت إمتلأ بالجزع، فلم تستجب له وقد شحب وجهها بشدة، ليحملها بسرعة ويتجه بها إلى سيارته يدخلها إليها بسرعة ثم يجلس خلف المقود يسرع بسيارته إلى أقرب مستشفى، وقلبه ينتفض رعبا على تلك القابعة بجواره، غائبة عن الوعي كلية، وشاحبة كالموتى.

قال خالد في حدة:
إتكلمى ياجورى، ساكتة ليه، أنا إزاي موجود معاكم في الصورة دى؟
رفعت رأسها تنظر إلى عيونه قائلة بثبات:
اللي معانا في الصورة ده مش إنت؟ده، ده فهد، حبيبى وخطيبى.

شعر بغصة في قلبه وهي تطلق على رجل آخر لفظ التحبب، هي مرتبطة بغيره، تبا، كم يؤلمه ذلك، ولكن مهلا غيره يشبهه تماما، بل يكاد يكون هو، لولا هذا اللباس الذي يختلف تماما عن لباسه وهذا الوجه الذي يمتلئ بالسعادة ويعبر عن قلب راض سعيد وهذا بعيد عنه أيضا، فقلبه يرزخ تحت أطنان من الأحزان والأعباء التي تمنعه من أن يعيش تلك السعادة التي لطالما تمناها، إلى جانب أن إسم هذا الرجل، فهد، قد سمعه في أحلامه ومنها هي أيضا، فما الذي يعنيه هذا بحق السماء؟

أفاق من أفكاره على صوتها يقول بهدوء:
دلوقتى ياريت ياخالد تمشى عشان جدى قرب ييجى ولو شافك هنا هيعملى مشكلة بجد.
تجاهل كلماتها وهو يسألها قائلا بحزم:
وفهد ده فين دلوقتى ياجورى؟مشفتوش معاكى يعنى.
نظرت إلى عيونه قائلة بحزن ظهر بهما رغما عنها:
عشان مسافر، مسافر ياخالد، إرتحت، من فضلك بقى إمشى.
إقترب منها يمسكها من كتفيها يقترب بوجهه من وجهها قائلا:.

ليه حاسس إنك بتكدبى علية وإنك مخبية عنى حاجة، ليه كل حاجة تخصك بحسها تخصنى، ريحينى وقوليلى ليه من يوم ما عرفتك وأنا حاسس إنى عشت معاكى كل حاجة رفضت أعيشها زمان، كل حاجة بطلت آآمن بوجودها، ليه حاسس دلوقتى وإنتى بين إيدية بإنك لازم تكونى في حضنى عشان أنا فهد حبيبك وإنتى جورى حبيبتى، تمام زي الأحلام اللي عشتها قبل ما أشوفك، تفسرى بإيه ده كله؟

أحست جورى بالضعف يكتنفها، كادت أن تخبره بالحقيقة كاملة، كادت أن تبوح بمكنون قلبها خاصة وهي تشعر به قريبا منها هكذا ربما لأول مرة منذ سفره، تود لو إرتمت في حضنه الآن ضاربة بكل ما يحول بينهما عرض الحائط، ولكنها منعت نفسها في اللحظة الأخيرة، وصورة ريم تظهر أمام عينيها، لتقول بثبات:.

إنت صح، فهد ما سافرش، فهد مات، مات ياخالد، واللي شفته وبتحسه، أحلام زي ما قلت، إزاي حصلت، معرفش، ممكن يكون تناسخ أرواح، ممكن يكون أي حاجة تانية، متدورش على إجابات عندى لإنى معنديش أي إجابات ممكن أديهالك، معنديش غير نصيحة واحدة ليك، إبعد عنى ياخالد، إبعد وإنسانى، مراتك وبنتك أحق بوقتك وبمشاعرك منى.

تأمل عينيها للحظات، يقاوم شعوره الذي يجبره على تجاهل كل كلماتها، بل رفضها كلية وفقط غمرها بين ذراعيه، يمرغ وجهه في خصلاتها، يشبع رغبته الحارقة بأن يشعر بالحب لأول مرة في حياته، فطوال حياته قد حرم منه حتى أنكره، ولكنه إبتعد عنها، قائلا:.

أنا مش همشى ومش هتقدرى تبعدينى ياجورى غير لما أوصل لحقيقة اللي بيحصل معايا، عشان أرجع لبيتى ولطبيعتى من تانى، مع إنى أشك إنى لو وصلت للحقيقة ممكن أرجع خالد نصار بتاع زمان، تناسخ أرواح أو لأ، فأنا مقدرش أنكر مشاعرى من ناحيتك، واللي بتجبرنى إنى...
قاطعه صوت يهدر بعنف قائلا:
فهد.

أغمضت جورية عينيها تدرك حجم المأزق الذي أصبحت فيه وخالد يلتفت إلى صاحب الصوت ليرى هذا الرجل العجوز والذي ظهر مع شبيهه في الصورة، يحدجه بغضب، لينقل بصره بين جورية التي شحبت تماما، وبين هذا الرجل، يدرك أن إجابة تساؤلاته تقبع عند هذا الرجل الذي يبدو أنه لا يطيقه، على الإطلاق.

فتحت ليلة عيونها لتطالع عيون فراس القلقتين والذي ما إن رآها حتى إبتسم قائلا في لهفة:
حمد الله على سلامتك ياليلة، خضتينى عليكى.
نظرت إليه تقول بصوت ضعيف:
ماية، عايزة أشرب يافراس.
أسرع فراس يسكب لها كوبا من الماء ويمنحها إياه لتشرب منه رشفة واحدة ثم تعيده إليه، ليقول بحنان:
الدكتور بيقول إنك بتعانى من حالة ضعف عام وأنيميا حادة، وإن من الواضح إنك مكلتيش بقالك فترة ياليلة، الكلام ده حقيقى؟

أطرقت برأسها في خجل، فمد يده يرفع ذقنها لتواجهه عيناها وهو يقول:
ليه مكنتيش بتاكلى ياليلة؟
قالت بهمس حزين:
مكنش لية نفس للدنيا كلها وإنت بعيد عنى يافراس، وأنا حاسة إن إحنا خلاص مبقيناش لبعض، إزاي بس كنت هاكل؟
نظر إليها بحنان وهو يهبط بيده يمسك يدها قائلا:
قلتهالك قبل كدة وهقولهالك تانى، مفيش حاجة في الدنيا ممكن تفرقنا عن بعض، إحنا كل واحد فينا لقى في التانى نصه التانى وخلاص إتجمعنا، ومستحيل نفترق.

ضغطت على أصابعه وهي تبتسم بضعف، تستمد قوتها من قوته وثقته في عشقهما، ليبتسم قائلا:
قبل ما الكلام ياخدنا، أنا هخرج أجيبلنا أكل، على ما يكملوا الفحوصات اللي طلبتهالك، مش هتأخر عنك.
كاد أن يبتعد عنها ولكنها تمسكت بيده قائلة:
مالوش لزوم يافراس، أنا مليش نفس، صدقنى.
رفع يدها إلى شفتيه يقبلها بنعومة فأبعدت يدها بخجل، ليقول هو بحنان:.

إحنا قلنا إيه، هناكل وهنبقى كويسين، أنا مش مستعد أعيش الرعب اللي عشته وإنت مغمى عليكى تانى، من فضلك ياليلة، خليكى مريضة مطيعة وإسمعى الكلام.
إبتسمت له وهي تومئ برأسها ليبتسم بدوره مرسلا إليها قبلة في الهواء، ثم يبتعد بخطوات سريعة تتابعه عينا ليلة التي إمتلأت بالحب، تدرك أنها تعيش إحدى رواياتها الرومانسية ولكنها ترغب بشدة أن تكون خاتمتها سعيدة، لتغمض عينيها وهي تتمتم بدعواتها من أجل تلك الخاتمة.

إلتفتت جورية إلى جدها قائلة:
جدي عزيز، حمد الله على السلامة.
تجاهلها الجد وهو يقترب من خالد قائلا:
ممكن أعرف إنت إيه اللي جابك هنا تانى؟وليك عين تورينا وشك؟
نظر خالد إلى جورية قائلا بسخرية:
إنتى مش قلتى إن فهد مات؟جدك أهو بيثبتلى إنه عايش.
قالت جورية بمرارة:
لأ، فهد مات، مات من سنين.
لتغشى عيونها الدموع وهي تمسك بذراع جدها قائلة بإنهيار:.

اللي واقف أدامك ده مش فهد ياجدى، ده خالد نصار رجل أعمال كبير في القاهرة، لكن فهد حبيبى مات، مات صدقونى، أنا بس اللي عارفة إنه مات، والله مات، مااات.

كان جدها ينظر إلى إنهيارها بعيون إمتلأت بالحزن بينما كان خالد هو أول من لاحظ شحوب وجهها وثقل أنفاسها ليسرع بإلتقاطها قبل أن تقع مغشيا عليها، ضمها إليه لثانى مرة ليكون شعوره مماثل للمرة الأولى تماما، وكأنها خلقت ليضمها بين أضلعه ويصبح حضنه مكانها الطبيعي، تماما.

وضعها خالد على الأريكة وسط جزع جدها عليها، ثم ربت على وجنتها برقة بينما أحضرت جليلة العطر بسرعة بعد أن رأت ماحدث من وراء الستار، ليشعر كل من عزيز و جليلة أن هذا المشهد يتكرر مجددا، ليعقد عزيز حاجبيه يقسم في نفسه أنه لن يسمح لحفيدته مجددا بالإستسلام لمشاعرها لهذا الفهد أو هذا الخالد، أيا كان إسمه، سيحول بينهما تماما وإن كان هذا آخر ما يفعله في حياته.

كان خالد يتجه إلى القاهرة في سيارته، بالسرعة القصوى، يشغل عقله العديد والعديد من الأفكار، التي تتنازعه بقوة، فما إن إطمأن على جورية حتى إصطدم بجدها الذي طرده طردا من المزرعة، يخبره أن لا مكان له بها، مانعا إياه من رؤية حفيدته، وعندما حاول الحصول على إجابات لتساؤلاته حال ذلك الإتصال الهاتفي من فراس دون أن يحصل على تلك الإجابات، يخبره أن يحضر حالا إلى مستشفى الحياة، حيث توجد أخته ليلة، صوته القلق والذي شعر فيه بحزن كامن، جعل الخوف والقلق يغمران قلبه، لينحى كل تساؤلاته جانبا حتى يطمأن تماما على أخته الأقرب لقلبه، صغيرته التي رباها وأعدها كإبنته تماما، ليلة.

كان نفسى انزل فصل أطمنكم فيه على ليلة بس مع الأسف جوزى هنا ومش هعرف أدخل نت تانى، هتوحشونى لبكرة الصبح.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة