قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر

هناك على نور مصباحي
أو على ضوء القمر
بين بسمة خجولة
وضحكة من ذاك الثّغر
كان يحلو جلوسي
بقربك و يحلو السّمر
هناك أسبح بأحلامي
وأطيل فيك النظر
أرى القمر في عينيك
بدرا قد تجلى وظهر
فقد كنت حبيبتي
دونا عن كل البشر
بقلم، زينة بن عمار.

كان نبيل يجلس على تلك الطاولة ينظر إلى ساعته التي تشير إلى أن تلك المرأة قد تأخرت على ميعادهما نصف ساعة كاملة، شعر بالغيظ، وكاد أن ينهض ويذهب إلى الشركة مباشرة حين سمع رنين هاتفه، ليرد قائلا:
ألو.
تناهى إلى مسامعه صوتها الآسف وهي تقول:
أنا متأسفة جدا، إتأخرت على حضرتك، بس كان لازم أخلص الأوراق بتاعة الشغل قبل ما أنزل وأسلمها للإدارة.
زفر نبيل قائلا:
ولا يهمك، إنتى فين دلوقتى؟
قالت سها:.

أنا داخلة من باب الكافيتريا حالا.
إنتقلت نظرات نبيل إلى باب الكافيتريا في تلك اللحظة ليراها على الباب، تبحث بعينيها عنه بين الحضور، ليتجمد تماما في مكانه، لا يصدق ما يراه، إنها هي، السندريلا خاصته، أمامه مجددا، والأدهى من ذلك أنها هنا للقاءه، إستمع إلى صوتها القلق وهي تقول:
حضرتك فين؟ أنا مش شايفاك.
إبتسم وهو ينهض واقفا مشيرا إليها وهو يقول:
أنا أدامك أهو.

وقعت عيناها عليه في تلك اللحظة لتتجمد بدورها وتتسع عيناها في دهشة، إتسعت إبتسامته وهو يشير إليها بالإقتراب بعد أن أغلق هاتفه، لتقترب كالمسحورة، حتى توقفت أمامه تماما، ليتأمل ملامحها الجميلة الرقيقة قائلا:
وأخيرا لقيتك.
قالت بحيرة:
إنت مين بس؟وعايز منى إيه؟
مد يده إليها قائلا:
نبيل نور الدين، مهندس معمارى وإنتى؟
مدت يدها إليه قائلة:
سها صبرى، مديرة مكتب لين نصار.

سها، ياله من إسم جميل يليق بها، ظلا هكذا لثوان، ينظران إلى بعضهما البعض، تتشابك أيديهم ونظراتهم، لا يود أحدهما أن تنتهى هذه اللحظة السحرية، ولكن كانت سها أول من أفاق منها وهي تترك يده وتتنحنح قائلة:
إحمم، إحنا هنفضل واقفين كتير؟
قال بسرعة:
لأ طبعا، إتفضلى أقعدى.
جلست ليجلس بدوره يتأملها بطريقة أخجلتها، لتحاول أن تخرج من دائرة الخجل وهي تنظر إليه قائلة بجدية:.

ممكن تقولى يا استاذ نبيل، تعرف إيه عن موضوع لين؟
إبتسم قائلا بمزاح:
اولا أنا إسمى نبيل وبس، ده إحنا بينا حفلة وكعب مكسور ولا نسيتى؟
إبتسمت رغما عنها، فهي ابدا لم تنسى ذلك اليوم ولم تنساه هو بالتأكيد، ليعتدل قائلا بجدية:
أما بخصوص لين، فأنا معرفش حاجة، لكنى شاكك بس، وشكى قالقنى ومخلينى عايز أعرف مكانها عشان أطمن.
عقدت حاجبيها في حيرة قائلة:
شاكك في إيه بس؟وإيه اللي ممكن يقلقك؟
قال نبيل بهدوء:.

في الأول لازم تعرفى إنى أبقى صديق مؤيد الحسينى.
إتسعت عيناها في دهشة ليبتلع نبيل ريقه وهو يستطرد قائلا:
وللأسف أنا حاسس إن مؤيد خطفها.
لتتسع عينا سها، في صدمة.

كانت لين تجلس على السرير، تضم ركبتاها إلى صدرها وتسند جبهتها عليهما بضعف، لا تدرى ماذا ستفعل في مصيبتها تلك، وما الذي ينوى مؤيد فعله معها، أفاقت من أفكارها على صوت الباب وهو يفتح ودخول مؤيد إلى الحجرة مقتربا منها بهدوء، إعتدلت وهي تنظر إليه بقوة لا تعكس أبدا هذا الضعف الذي يغمر كيانها، لينظر إليها بسخرية وكأنه يعلم مكنون صدرها، جلس بجانبها على السرير قائلا لها ببرود:
ها، إخترتى إيه يالين؟

بادلته بروده للحظات قبل أن تقول:
هات تليفونى لو سمحت.
إبتسم بسخرية وهو يمد يده يرجع خصلة شعرها إلى ما وراء أذنها قائلا:
ياخسارة، كان نفسى ترفضى يالين.
أبعدت لين يده عنها بقوة وهي تنهض قائلة بغضب:
على فكرة، أنا مش خايفة منك، مش هتقدر تيجى جنبى طول ما أنا رافضة، هقاومك ولو كان التمن حياتى.
آلمته كلماتها، ونفورها تجاهه، حتى أنها تفضل الموت على أن يلمسها هو، ولكنه أبعد هذا الشعور جانبا وهي تستطرد قائلة:.

انا بس مش عايزة خالد يقلق علية، ولا عايزة مشاكل، أنا معاك في لعبتك اللي قررت تلعبها معايا وصدقنى واثقة من فوزى فيها، انا حابة أوريك إن لين بتاعة زمان مبقتش موجودة، إنى بقيت أقوى، وحقيقى اللي بتعمله ده، بيثبتلى اكتر إنى كنت صح لما قررت أنفصل عنك.

شعر بالغضب، كاد أن يصمتها بقبلاته حتى تتراجع عن تلك الكلمات الجوفاء، والتي تطعنه في رجولته وقلبه الذي مازال لها عاشقا، ولكنه قبض على يديه بقوة، يبعد تلك الأفكار عنه، سيجعلها تخضع له وتعلن إستسلامها، ولكن رويدا رويدا، ليقول ببرود وهو ينهض مناولا إياها هاتفها قائلا:
هنشوف يالين، هنشوف.
أخذت الهاتف من يده بحدة، وإتصلت بأخيها دون أن تحيد بنظرها عنه، ليرد عليها خالد قائلا بلهفة:.

إنتى فين يالين؟ومجيتيش الشركة ليه؟
كادت أن تضعف و تخبره بوضعها ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة، لتقول بهدوء:
خلصت الميتنج وحسيت إنى مخنوقة شوية ياخالد، طلعت على شرم، هقضى يومين هناك وهرجع تانى.
قال خالد:
إنتى كويسة؟
تنهدت قائلة:
آه كويسة متقلقش علية.
قال خالد:
طيب أجيلك؟
قالت بهدوء:
لأ، أنا محتاجة اقعد شوية لوحدى.
قال خالد:
أنا خايف عليكى، ممكن الحالة ترجعلك وإنتى لوحدك.

قالت بإرتباك وقد خشيت أن يسمع مؤيد كلمات خالد:
لأ متقلقش، باخد الأدوية في ميعادها.
عقد مؤيد حاجبيه، بينما قال خالد:
طيب، طمنينى عليكى علطول، ومتقفليش تليفونك، إتفقنا؟
قالت بهدوء:
إتفقنا، سلام دلوقتى.
ثم أغلقت الهاتف، ليقول مؤيد بهدوء يخفى ذلك القلق العاصف بكيانه:
أدوية إيه دى؟
قالت لين بإضطراب:
كنت آخدة نزلة برد جامدة وبيفكرنى بإنى مهملش العلاج عشان متعبش تانى.
قال مؤيد بشك:
بس شنطتك مفيهاش أدوية؟

حمدت ربها على هذا الجيب السحرى في حقيبتها والتي تخفى فيه أدويتها فلم يراها مؤيد، لتقول لين بهدوء مفتعل:
مبقتش آخدهم، أنا بس بطمنه.
هز مؤيد رأسه متفهما وهو يمد يده إليها قائلا:
التليفون.
ناولته إياه قائلة:
إنت هتفضل حابسنى هنا كتير؟
نظر إلى عينيها قائلا:
لغاية ما آخد حقى منك وأخليكى تعترفى إن بعدك عنى كان أكبر غلطة في حياتك يالين.
نظرت إلى عينيه قائلة بقوة:.

يبقى بتحلم يامؤيد، لإنى عمرى ما هقول الكلام الفارغ ده.
إبتسم بسخرية قائلا:
هنشوف يالين، وأنا وإنتى والزمن طويل.
إبتعد بخطوات هادئة مغادرا الحجرة، تتابعه بنظراتها القوية المتحدية، قبل أن يغلق الباب، ليظهر الضعف بهما، جليا.

نهضت سها قائلة بحدة:
يعنى إيه مؤيد خطفها؟هي سايبة، ده أنا أقلب الدنيا عليه، هو مش عارف لين تبقى مين؟
قال لها نبيل منبها:
إهدى بس وأقعدى ياآنسة سها، الناس بتتفرج علينا.
نظرت سها إلى محيطها لترى فعلا بعض رواد الكافيتريا وهم ينظرون إليها، لتجلس وهي تنظر إليه بحنق قائلة:
أدينى هديت أهو، ممكن بقى تفهمنى مؤيد خطف لين ليه وعايز منها إيه؟
مال نبيل إلى الأمام وهو يعقد أصابع كفيه أمامه، قائلا:.

أنا مش متأكد من كلامى، انا شاكك بس، مؤيد رجع من فرنسا مخصوص عشانها، كان هيتجنن لما عرف إنها هترتبط بمحمود عزمى، وأكيد حابب يمنع إرتباطهم.
قالت سها بحدة:
وهو يتجنن ليه، عايز إيه منها تانى؟هما مش سابو بعض وخلصنا من الموال ده.
تراجع نبيل في مقعده وهو يحدقها بهدوء قائلا:.

مؤيد عمره ما هينسى إن لين إتخلت عنه في وقت ضعفه لمجرد إنها تشبع رغبتها في إنها تكون أم، للأسف رغم إحساسه ده بس مقدرش يكرهها ولسة حبها ساكن في قلبه، وده اللي تاعبه.
كانت سها تنظر إليه في صدمة، وما إن أنهى كلماته حتى قالت:.

لين متخلتش عن مؤيد عشان تخلف والدليل على كدة مرور كل السنين دى من غير ما تتجوز، لين اللي جواها أكبر من كدة بكتير، إستحملت اللي أنا مقدرش استحمله كزوجة، متحاولش تطلع صاحبك الضحية وهي المجرمة في حقه، لإن اللي حصل هو العكس تماما، وإذا كان هو فهمك غير كدة فآسفة، صاحبك ضحك عليك، أما لو كنت عارف الحقيقة وبتستهبل ف...
قاطعها نبيل قائلا في صرامة:.

من فضلك ياآنسة سها، أنا رغم إعجابى بيكى فمش هسمحلك أبدا تشككى فية أو تقللى منى، أنا لو جيت أقابلك النهاردة فده علشان خوفى على صاحبى وإهتمامى بيه، أما صاحبتك فمتهمنيش أبدا، لا صاحبى ضحك علية ولا أنا بحور عليكى، اللي حصل من صاحبتك أنا عشته مع صاحبى سنين طوال، شايف عذابه أدام عينى ومش قادر أعمله حاجة، أقولك حاجة، الظاهر إن غلطت لما جيت هنا النهاردة، عن إذنك.
ونهض لتوقفه كلماتها الحزينة وهي تقول:.

أنا آسفة، أنا مكنش قصدى أقلل منك.
رآها مطرقة الرأس تستطرد بحزن:
بس انا كمان عشت مع صاحبتى مأساتها.
لترفع إليه عينان دامعتان أصابتاه بغصة في قلبه وهي تستطرد قائلة:
صاحبك خان صاحبتى، وهي شافت دليل خيانته بعينيها.
ليعقد نبيل حاجبيه بشدة وهو يجلس مجددا، يستمع في ذهول إلى ما ترويه له سها.

ضرب خالد مقود سيارته بحنق، يتساءل ماذا يفعل هنا وماالذى جاء به إلى هذا المكان مجددا، يجلس في سيارته كالمراهقين أسفل بنايتها ينتظر ربما ظهورا لها من شرفتها، أو ربما يحالفه الحظ وتخرج فيراها، تبا، ما الذي يحدث له، ولماذا تشغل باله إلى تلك الدرجة؟، يشعر انه ليس خالد نصار الذي يعرفه الجميع، بل هو شاب يعيش مشاعر جديدة لأول مرة، ربما كان السر في أنه لم يعش مراهقته، وربما لأنه يشعر أنها مختلفة عن كل النساء اللاتى مررن بحياته، تشبه أخواته إلى حد كبير، تكاد تماثلهم وهو الذي ظن بأن مثيلاتهن إنقرضن منذ زمن بعيد، لا يدرى حقا، ولكن ما يدركه هو شعور بداخله قوي تجاه تلك الجورية، يجذبه بإتجاهها بشدة، يقاومه بكل قوته ولكن لا فائدة، إنه شعور طاغ، يغمره بكل ذرة في كيانه، قاطع أفكاره ظهورها في شرفتها، ياالله، هل يجب أن تكون بهذا الجمال؟، إستندت بيديها على سور الشرفة ونظرت إلى السماء برقة، تطايرت خصلاتها مع النسمات فبدت كأميرة أسطورية لإحدى الروايات، تطلع حوله بسرعة يرى إن كان هناك غيره شاهدا على هذا الجمال، فلم يرى أحدا من المارة، زفر براحة ولكنه مالبث أن عقد حاجبيه بقوة، هل يغار عليها؟نعم يغار وبقوة، نظر إليها مجددا في صدمة...

فرآها تطالعه بحيرة، أغمض عينيه يقول في نفسه، سحقا لقد رأتنى، ماذا أفعل الآن؟وماذا ستقول عنى؟فتح عينيه وقد إكتستا بالتصميم، ليدير سيارته على الفور ويبتعد تاركا إياها وسط حيرة لا حدود لها، تتساءل، هل كان هو حقا؟أم أنه خيالها الذي إستدعاه الآن ليتجسد أمامها؟إنها سيارته، وملامحه التي تحفظها عن ظهر قلب، ولكن ما الذي جاء به إلى هنا؟هل جاء من أجلها حقا؟هل تذكر؟

إنتابها الأمل ولكنه سرعان ما إنطفأت شعلته، وهي تدرك أنه إن كان حقا قد تذكر، ماتركها وهرب مجددا، أم أنه معتاد دوما على الهروب؟

قال نبيل بصدمة:.

مستحيل أصدق الكلام ده عن مؤيد، ولو شفته حتى بعينى، إنتى متعرفيش لين كانت بالنسبة له إيه، دى كانت روحه وقلبه وحياته كلها، كانت كل حاجة بالنسبة له، ستات كتير حاولوا يوصلوا لقلبه بس محدش فيهم قدر، والكلام ده كان أدامى، كان يشاورلهم على صابعه اللي فيه دبلة جوازه ويقولهم، آسف أنا متجوز ملكة إزاي بس هبص لجواريها، مؤيد كان قبل الجواز دنجوان صحيح وبيحب الستات، لكن وهو مع لين وبعد ما حبها، مبقوش يهموه أبدا، حتى بعد ما سابته مبصش لمخلوقة غيرها طول السنين اللي فاتت دى، تفتكرى واحد زي ده يعمل اللي إنتى قلتيه ده؟

شعرت سها بالدهشة من كلمات نبيل، لتقول بحيرة:
لو إفترضنا إن كلامك صح، تفسر بإيه شهادة ال DNA، واللي شافت فيها لين تطابق الحمض النووى لمؤيد مع طفلته.
هز نبيل كتفيه قائلا:.

حاجات كتير، تمثيلية إتعملت عشان تفرقهم مثلا، أو غلطة قبل الجواز، من قبل حتى مايعرف لين، وإنتى قلتى بنفسك إنها ماشافتش الطفلة ولا تعرف سنها الحقيقى، ولا حتى شافت مامتها، كل اللي شافته شهادة عبيطة ممكن حتى تتزور، أنا حقيقى مستغرب، إزاي لين كانت بالغباء ده، إزاي صدقت إن مؤيد ممكن يخونها؟
هزت سها كتفيها في حيرة قائلة:.

لما الحب بيزيد، الغيرة بتزيد وممكن تعمى، ده غير إن اللي قالها الكلام ده كانت إنسانة هي بتثق فيها جدا، رغم إنى مبطيقهاش، بس برده مستحيل أنا كمان أشك فيها، ومعتقدش إن لها مصلحة في إنها تفرقهم.
قال نبيل وهو يعقد حاجبيه:
ومين بقى البنى آدمة دى؟
قالت سها:
مرات أخوها خالد، شاهيناز.

تراجع نبيل في مقعده وقد لاحت له الحقيقة واضحة كالشمس، شاهيناز اللعينة الحقود، هي السبب وراء فراقهما، كم من مرة حذر مؤيد من شرها، ولكنه أبي أن يصدق أنها من الممكن أن تضره في شئ، وهاهي قد فعلت أكثر من الضرر، لقد آذت مؤيد وآذت حبيبته، وفرقتهم طوال تلك السنوات، ولكن لابد أن يجد مؤيد ويخبره بكل ما يعرف، ربما قبل فوات الأوان.

قال لها البواب:
الباشا نزل من الصبح بدرى ولسة مجاش.
قالت شاهيناز بعصبية:
وهييجى إمتى؟
هز البواب كتفيه قائلا:
مش عارف ياهانم، الباشا ملوش مواعيد، نبيل بيه بيركن عربيته هناك أهو، ممكن حضرتك تسأليه.
أخفت شاهيناز وجهها بياقة معطفها وهي تقول بتوتر:
لأ، مش مهم، بعدين.
وأسرعت بالإبتعاد دون أن يراها نبيل، متجهة إلى سيارتها ومنطلقة بها بأقصى سرعة، بينما ضرب البواب كفا على كف قائلا:
آه يابنت المجنونة.

قال نبيل الذي إقترب من البواب:
بتكلم نفسك ياعم صالح؟
نظر إليه صالح قائلا:
غصب عنى يانبيل بيه، فيه ناس كدة تخليك تكلم نفسك زي المجانين.
إبتسم نبيل قائلا:
سلامتك من الجنان ياراجل ياطيب.
قال صالح:
تسلم يابيه.
كاد نبيل أن يغادر صاعدا إلى شقة مؤيد حين إستوقفه صوت البواب وهو يقول:
بالحق يانبيل بيه، الست اللي كانت هنا من شوية كانت بتسأل على مؤيد باشا، والحقيقة انا مرتاحتلهاش خالص.
عقد نبيل حاجبيه قائلا:.

إسمها إيه الست دى؟
قال صالح:
مقالتش.
قال نبيل:
طب شكلها إيه؟
قال صالح:
هي ست حلوة، وبنت ناس، مش قصيرة ومش طويلة، شعرها بنى ووشها مدور وعينيها رمادى، وعندها شامة على رقبتها.
أومأ نبيل برأسه بهدوء، فهو يعرف سيدة بتلك المواصفات بالفعل، ليتأكد من ظنونه ويصمم على إيجاد مؤيد وإخباره بكل ما يعرفه بدوره، على الفور.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة