قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

دعني أجرب معك جميع الحماقات المكبوتة داخلي.
دعني أكون معك الناضجة والطفلة و الحكيمة...
دعني أرى بواطن الأمور على غير عادتها
وأنكب أكتشف الأشياء حولي لتتضح بأنها غير ماكنت أراه.
أجري خلف السحاب، وأترجاك أن تمسك معي واحدة
تبتسم وتشير لي بأن السماء جميعها ملك لي.
وبأن القمر بات يغار من جمال طلتي...
والنجوم ماعادت هناك، لأنك تراها تجمعت في عيني.
دثرني بكلماتٍ دافئة حينما يشتد البرد حولي.

فقد مللت الشراشف و الأغطية البالية.
بقلم، سميرة البهادلى.

نهض فراس يستقبل ليلة التي دخلت إلى مكتبه تمشى على إستحياء، ليقول بإبتسامة:
ياألف أهلا وسهلا، نورتينى ياليلة.
قالت بخجل:
ميرسيه.
لتقف أمامه تماما، تقول برقة:
خير يافراس، كنت عايزنى في إيه؟
إبتسم قائلا:
طيب أقعدى الأول، واقفة ليه بس؟
جلست بهدوء، لترفع إليه عينان رائعتان، شعر بقلبه يذوب بهما عشقا وهي تقول:
خير يافراس، طمنى بقى، انت بجد قلقتنى.
دار حول المكتب ليقترب منها ويجلس أمامها قائلا بهدوء:.

أنا عايزك تطمنى، ومتقلقيش ابدا طول ما إنتى معايا ياليلة.
قالت ليلة بلهفة:
يعنى لقيت حل نجمع بيه جورية وخالد؟
نظر إلى عينيها مباشرة، وهو يقول:
لأ، الحقيقة الموضوع ميخصش خالد وجورية خالص، بس بصراحة مش قادر أسكت أكتر من كدة.
عقدت حاجبيها بحيرة ليستطرد قائلا بإرتباك:
إحمم، الحقيقة الموضوع يخصك إنتى.
إزداد إنعقاد حاجبيها ليبتلع ريقه قائلا:
ويخصنى أنا كمان.

تسللت الحمرة إلى وجنتي ليلة، فإزدادت جمالا، ليقاوم هو جمالها الفاتن وهو يركز على كلماته قائلا:
أكيد إنتى ملاحظة إنى معجب بيكى.
أطرقت برأسها خجلا، ليستطرد قائلا:
الحقيقة هو مش إعجاب وبس، هو حاجة أكبر من كدة، من أول مرة شفتك فيها وإنتى خطفتينى.
رفعت إليه عينيها في دهشة، فإستطرد قائلا:.

أيوة خطفتينى، بصى ياليلة أنا عارف إن إحنا منعرفش بعض كويس، بس اللي أنا متأكد منه إن اللي بينا مش حاجة بسيطة، لأ، أنا عمرى ما حسيت الإحساس ده ناحية حد، ولا عمر واحدة قدرت تأثر فية من أول نظرة بالشكل ده، انا كل مرة بشوفك فيها إعجابى بيزيد بيكى أكتر، ولولا إنى حاسس إن مشاعرى ليها صدى عندك انا مكنتش قلتلك على اللي جوايا.

نظرت إليه لا تدرى ما الذي يجب عليها أن تقوله، فنعم لمشاعره صدى بقلبها بالتأكيد، وما كانت لتحلم بأن يجلس فراس أمامها يخبرها بأن لديه مشاعر تجاهها، فهو كأبطال رواياتها تماما، حلم العديد والعديد من الفتيات، فلماذا هي بالذات من حازت على إعجابه؟
ليجيبها وكأن ملامحها الشفافة أخبرته عن تساؤلها، قائلا بنظرة حانية:.

لإنك مميزة، مش بس بنت حلوة ورقيقة، لأ، قلبك ده من دهب، حبيت طيبته، وحنيته، حبيت روحك الحلوة اللي إتعاطفت مع قصة حب يائسة، حبيت رومانسيتك، في زمن مبقاش فيه حد مؤمن أصلا بالحب، وشقاوتك اللي أكيد مستخبية ومبتطلعش غير مع الناس اللي بتحبيهم وبس، لو كنت حلمت بواحدة أحبها، كانت هتبقى شبهك بالظبط ياليلة.

إزدادت حمرة الخجل في وجنتيها، ولكنها ظلت صامتة لا تدرى بماذا تجيب على كلماته التي جعلت خفقاتها تشتعل بقوة، لينظر إلى عمق عينيها قائلا:
مش هتقولى حاجة؟
تنحنحت قائلة بخجل:
إحمم، بصراحة مش عارفة أقول إيه؟
مد يده يمسك يدها قائلا:
قولى إن أدامى فرصة، وإنك حابة تعرفينى أكتر، طمنينى بس.
سحبت يدها من يده بخجل قائلة بإرتباك:.

أنا، يعنى، هتكلم بصراحة يافراس، دى أول مرة أتحط في الموقف ده، والحقيقة هي إنى مش هقدر أطمنك ولا أوعدك بحاجة غير بعد ما أتكلم مع أخويا خالد، وأشوف رأيه إيه، أنا متعودتش أخبى عنه حاجة، وخصوصا مشاعرى، ولو هو وافق ساعتها بس هنتكلم، خالد بيثق فية وأنا متعودتش أخون الثقة دى.
تأملها بإعجاب إزداد مع كلماتها، ليبتسم قائلا:.

وأنا كدة إتأكدت إنى إخترت صح، ياريت تحدديلى بقى ميعاد مع خالد وأنا بنفسى اللي هفاتحه في موضوعنا، وياريت يكون الكلام ده في أسرع وقت.
نظرت إليه بدهشة، لتتسع إبتسامته قائلا:
متستغربيش، مش كل يوم الواحد بيقابل الحب ولو قابله يبقى لازم ميضيعوش من إيده أبدا، وأنا مش مستعد بعد ما لقيتك أضيعك من إيدية ياليلة.

أطرقت ليلة برأسها في خجل، كاد فراس أن يقول شيئا حين قاطعه صوت طرقات على الباب ثم دخول جورية إلى المكان قائلة بإبتسامة:
إتأخرت عليكم؟
إبتسم فراس قائلا:
بالعكس، جيتى في وقتك تمام.
لينهض عائدا إلى مكانه لتتقدم جورية وتجلس مكانه تنظر إلى ملامح فراس المنبسطة، وليلة المبتسمة بهدوء ولكن صمتها وحمرة الخجل على وجنتيها، يخبران جورية بالكثير.

ألقى مؤيد نظرة واحدة على صينية الطعام ثم نظر إلى التي مازالت تقف بجوار النافذة تنظر إلى الخارج قائلا ببرود:
مكلتيش ليه؟
قالت دون أن تنظر إليه:
مليش نفس.
إقترب منها وهو يقول:
إيه، ناوية تموتى من الجوع؟
إلتفتت إليه تقول في غل:
ياريت.
توقف مكانه بغتة، ينظر إلى ملامحها النافرة، لتتقدم هي منه مستطردة بحدة:
ياريتنى أموت من الجوع، عشان أرتاح منك يامؤيد.
رغما عنه لاحت صدمته على وجهه وهو يقول:
للدرجة دى يالين؟

ظهر الألم بعينيها وهي تتوقف قائلة في مرارة:
أيوة للدرجة دى، وأكتر كمان، أنا محبتش في حياتى أدك ومكرهتش برده أدك، نفسى أخلص منك وأبتدى حياتى بقى من جديد، بس للأسف مش عارفة، طلعتلى تانى بعد ما قلت إنى خلاص بطلت أح...
قطعت كلماتها وقد كادت ان تبوح له بمكنون صدرها، لتزفر قائلة:.

خلينا ننهى اللعبة دى بقى يا مؤيد وكل واحد فينا يروح لحاله، أنا كنت فاكراها لعبة مسلية بس للأسف لقيتها بايخة ومش مستاهلة نضيع وقتنا فيها.
تأملها مؤيد في برود صقيعي، للحظات ظل صامتا وكأنه تمثال قد من صخر، ثم قال ببرود:.

الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخلينى أنهى اللعبة البايخة دى زي ما بتقولى، هو إنك تعترفى إنك غلطتى في حقى، وتتأسفيلى كمان، غير كدة مش هنهيها وهتفضلى للأسف تلعبيها معايا، حتى لو وصلت إنى أسيبك تموتى من الجوع، صدقينى مبقتش تفرق معايا.
ثم إستدار بهدوء مغادرا، تتبعه عيناها الغاضبتان من كلماته، وما إن أغلق الباب حتى حل الحزن محل الغضب وهي تقول بهمس:.

إتغيرت أوى يامؤيد، بجد مبقاش يفرق معاك أموت أو أعيش؟ولا إنت قاصد بس تجرحنى؟بصراحة مبقتش قادرة أعرف، ولا عايزة أعرف، أنا بس بتمنى أخرج من المكان ده قبل ما أكرهك بجد.
لتجلس على السرير وقد ترقرقت الدموع بعينيها، تبكى بحزن وذكرياتها معه تمر بخاطرها، تجعلها تحن لأيامهما معا رغما عنها، تتمنى فقط لو كان صان عهدهما ولم ينتهكه بتلك القسوة.

إنفرجت أسارير ليلة قائلة:
أما صدفة، جنان بجد.
قالت جورية بحزن:
هي كانت صدفة حلوة فعلا بس مع الأسف قلبت في الآخر، لو كنتى شفتى نظرات شاهيناز لية مكنتيش قلتى الكلام ده خالص، دى النظرات لو كانت بتقتل كنتوا دلوقتى بتترحموا علية.
قالت ليلة بسرعة:
بعيد الشر عنك، بس إنتى هتقوليلى على نظرات شاهيناز، عارفاها وحافظاها.
نظرت جورية إلى فراس الذي أطرق برأسه ينقر بسبابته على المكتب، لتقول:
ساكت ليه يافراس؟

رفع إليها عيناه يقول بهدوء:
بفكر ياجورى، الموضوع خطير على فكرة.
نظرت إليه الفتاتان بحيرة ليستطرد قائلا:
إنتوا مش ملاحظين إن القدر مصمم يجمع خالد مع جورية.
نظرت الفتاتان إلى بعضهما البعض ثم نظرا إليه مجددا، ليتراجع في مقعده قائلا:
بنسبة كام في المية كان ممكن أكتر حد متفائل يقول ان جورية هتلاقى خالد من تانى هنا في القاهرة، المدينة الكبيرة أوى دى واللي تعداد سكانها مقرب على العشرة مليون؟

لم تنطق الفتاتان ليستطرد قائلا:
طيب صدفة زي النهاردة دى لو خططنا ليها حتى، مكنتش هتكون بالشكل ده، وكأن لقاهم نصيب وإجتماعهم قدر، مهما رفضه خالد أو قاومه، ومهما حاولت جورية تبعد عنه.
قالت جورية في حزن:
بس إنت نسيت حاجة مهمة، بتمنع النصيب والقدر.
نظر إليها فراس مستفسرا لتستطرد قائلة:
شاهيناز وريم، حتى لو إفتكر الماضى او حتى حبنى من جديد، هيفضل إرتباطه بيهم أكبر سبب يمنع إتحادنا.
قال فراس بحنق:.

بطلى تعيشى ياجورى في العالم المثالى اللي مبقاش موجود على سطح الأرض، لو انتوا بجد بتحبوا بعض مينفعش حاجة تقف بينكم.
لتقول ليلة بهدوء:
بس أنا مش معاك يا فراس.
نظر إليها فراس في دهشة فقد ظن أنها مثله ترغب في جمعهما سويا، لإن خالد وجورية يحبان بعضهما البعض بينما من الواضح وكما تقول ليلة أن خالد لا يحب زوجته ولا يرغبها، لتستطرد ليلة قائلة بحزن:.

رغم إن خالد مبيحبش شاهيناز فعلا ولا هي بتحبه ورغم إنى شايفة إنه جورى هي اللي بتحبه وهو ميال ليها ده غير قصة حبهم اللي اتكتبلها تتنسى وتضيع من ذاكرته، ورغم انى بتمنى هم الاتنين يتجوزوا، بس أنا بتفق مع جورى، أنا لو مكانها مكنتش هقبل أبدا بإن يكون لية إيد في خراب بيت حبيبى حتى لو كان البيت ده متدمر أساسا.
قال فراس بحيرة:.

طب وإيه الحل؟، يفضل هو متعذب جوة جوازة مش عايزها، وتفضل هي متعذبة مع ذكرياتها، الحقيقة ده مصير أليم لقصة حب حرام تكون نهايتها بالشكل ده.
تنهدت جورية قائلة:
أنا شايفة إن الحل في النسيان، أنا لازم أنساه زي ما هو نسانى، وعشان أنساه يبقى لازم أبعد وأرجع الوادى.
قالت ليلة في دهشة:
بس اللي أعرفه إن الوادى ده هو اللي اتولدت فيه قصة حبكم، وكل ذكرياتكم هناك، إنتى كدة بتعذبى نفسك ياجورى.
زفرت جورية بقوة قائلة:.

هناك ذكريات حبه وهنا ذكريات نسيانه لية اللي بيعذبنى، تفتكرى إيه هو المكان الأفضل بالنسبة لى؟اللي بيفكرنى بحبه ولا اللي بيبقى فيه أدامى وناسينى وكأنى واحدة غريبة عنه، بصوا، أنا قررت خلاص، هرجع الوادى وهناك هجرب أعيش مع ذكرياتى معاه، وأنا ونصيبى بقى.
قال فراس وهو يحدجها بنظرات ثابتة:
أنا شايفك بتهربى ياجورى، وأنا متعودتش أشوفك كدة، مش قادرة تواجهى مشاكلك فبتحاولى تهربى منها.
نهضت جورية قائلة في ألم:.

ساعات بيكون الهروب هو الحل الوحيد أدامنا، ما هو يا نهرب يانتجنن، وفى الحالتين ضايعين يافراس، أنا مضطرة أسيبكم وأمشى عشان ده ميعاد مكالمة جدى، أشوف وشكم بخير.
قالت ليلة بضيق:
إنتى هتسافرى علطول كدة؟طب كنتى إستن...
قاطعتها جورية قائلة:.

مش هينفع ياليلة، كل ما هستنى هضعف، وفجأة مش هقدر أبعد، وهو كمان هيتعلق بية أكتر، وساعتها هندم إنى ممشتش ورا عقلى، وسمعت كلام قلبى، ومتقلقوش أنا هكون معاكم علطول، النت قرب كل المسافات، ولو وحشتكم بجد هلاقيكم عندى في الوادى، هستناكم تزورونى، أشوفكم بخير.

ثم غادرت بهدوء، ليتبادل كل من فراس وليلة نظرات الأسى، يشعرن بها وبصراعها الداخلي ما بين عقلها وقلبها، لينتصر العقل في النهاية ويضيع العشق هناك، في وادى النسيان.

كان خالد يبحث بين أدراج مكتبه عن صورة هذا العقد الأخير ليراجعه، ليرفع الملف الذي يضم بين جنباته إخطار البنك الأخير بحسابه به، توقفت يده وتجمد جسده وهو يرى الرواية التي تقبع تحت هذا الملف، مد يده الأخرى يسحب الرواية ثم وضع الملف وأغلق الدرج ليقرأ العنوان مجددا (أنفاس حياة)، تأمل صورته التي تكاد تماثله، وتأمل إسمها بقلب زادت خفقاته، لأول مرة ينتابه الفضول ليقرأ تلك الرواية التي خطت كلماتها تلك الفتاة التي كلما إقترب منها وجدها تجذبه بشدة، تطابق أوصافها فتاة أحلامه وتماثلها براءة ورقة بل تكاد تكون هي، يريد أن يفتح باب قلبه ويستقبلها بداخله إستقبالا يليق بكيانها الرقيق ولكنه ولسبب ما عاجزا عن إتخاذ تلك الخطوة، ربما هي ريم، أو هو الخوف من مشاعر قد تضعفه، لا يدرى حقا.

فتح الرواية لتجرى عيناه على سطورها، لا ينكر أن لها أسلوبا جميلا في عرض فكرتها، أسلوب يجذب القارئ ببساطته، ولا يصيبه أبدا بالملل، تنقله بسلاسة مابين الأحداث، يشعر وللغرابة بمتعة كبيرة وهو يقرأ، رغم عدم إعجابه سابقا بمثل هذا النوع من الروايات، بل إنه كان يسخر من ليلة لعشقها لتلك الروايات الرومانسية الخيالية على حد قوله، لكنه وجد نفسه وكلما تعمق في القراءة كلما إزداد حيرة، يكاد يقسم أنه عاش بعض تلك المواقف التي ترويها جورية والتي تحدث ما بين ذلك البطل جاسر والبطلة جميلة، ليصعق كلية حين وصفت حلم من أحلامه حرفيا، وكأنها رأته معه، عايشته وتأثرت به، مثله تماما، ليغلق الرواية بسرعة وقد عقد حاجبيه، ينوى الوصول لحل هذا اللغز الذي يكاد أن يصيبه بالجنون، تماما.

قالت جورية بحنان:
لأ ياجدى، إنت بتضحك علية، بتاكل كويس إيه بس؟ده انت وشك خاسس خالص، ولونه أصفر كمان.
قال عزيز بإبتسامة واسعة من خلال شاشة اللاب الخاصة بجورية:
انا كويس والله ياجورى، وباكل كويس، انتى عارفة جليلة، بتفضل ورايا لغاية ما آكل وآخد الدوا كمان.
إبتسمت جورية قائلة:
وحشتنى خالتى جليلة، هي فين؟
قال عزيز:
ما انتى عارفة، في الميعاد ده بتسقى وردها اللي في الجنينة.
إتسعت إبتسامتها قائلة:.

وبتغنى اغنية أسمهان، يابدع الورد ياجمال الورد.
ضحك عزيز قائلا:
ما أنا هربت من صوتها وجيت على المكتب هنا أكلمك علطول.
قالت جورية:
حرام عليك ياجدى، طنط جليلة صوتها حلو أوى، مستحيل متحبوش.
إبتسم عزيز بهدوء قائلا:
هو حلو فعلا وإنتى طالعالها، أنا بهزر يابنت، المهم إنتى عاملة إيه دلوقتى؟
تنهدت جورية ثم قالت بهدوء:
الحمد لله ياجدى، خلصت الرواية، وبفكر آخد بريك وأجيلكم.

إتسعت عينا عزيز بفرحة لا يصدق أذناه، ليقول بلهفة:
بجد، بجد هتجيلنا ياجورية؟
قالت جورية بإبتسامة باهتة:
الظاهر كدة ياجدى، وحشتونى والوادى كمان وحشنى، هخلص بس شوية حاجات هنا وأجيلكم.
قال عزيز بسعادة:
هنستناكى يا بنتي وأهو بالمرة تحضرى فرح علا بنت عابد، دى هتفرح أوى لما تعرف إنك جاية وهتحضرى فرحها، عقبال ما أشوفك إنتى كمان عروسة ياجورى وأفرح بيكى بقى.
إبتسمت جورى إبتسامة شابها بعض الحزن ثم تنهدت قائلة:.

سلملى عليهم وسلملى على خالتى جليلة لغاية ما أجيلكم، وخلى بالك من نفسك.
قال عزيز بحنان:
إنتى كمان يا بنتي خلى بالك من نفسك.
أومأت جورية برأسها قائلة:
حاضر ياجدى، أنا هقفل دلوقتى، سلام.
قال عزيز:
مع السلامة ياحبيبتى.

أغلقت جورية اللاب، ليرتسم الحزن على وجهها وهي تدرك أنها لن تصبح أبدا عروس ولن تحقق لجدها أمنيته، ترفض بشدة أن تصبح لغير فهد، أو خالد، لا يهم الإسم، فقلبها لم ولن يتفتح لغيره، قد كان ومازال حبها الأول والأخير، تدرك تماما أنها رغم عشقها له فلن تكون أبدا له، لتظل آمالها كما هي آمال جدها تماما، مستحيلة وتصيبها باليأس والحزن، مجددا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة