قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية هي و الربان للكاتبة منال سالم الفصل الأول

رواية هي و الربان للكاتبة منال سالم الفصل الأول

رواية هي و الربان للكاتبة منال سالم الفصل الأول

خرجت من مخفر الشرطة متحفزة للغاية، لم تكن لتتركها تعيش حياة هانئة وهي مازالت تحملها الذنب في وفاة ابنها الوحيد، لم تقتنع بكونه قضاءً وقدرًا من المولى عز وجل، فهي بالنسبة لها الملامة الوحيدة فيما حدث لفقيدها الغالي، نظرت لها ابنتها باستنكار، فهي مثلها تعلم حقيقة الأمر، ولكنها لم تستطع إثناء أمها عن رأيه، هي أكثر عِندًا مما ظنت، زفرت بضيق معاتبة إياها:
-برضوه عملتي اللي في دماغك يا ماما؟

نظرت لها سميرة شزرًا، وأجابتها بامتعاض:
-ايوه، ومش هيهدى قلبي ولا يرتاح إلا لما أشوفها متبهدلة، ومتمرمطة على الأخر!
حركت كاميليا رأسها رافضة تفكيرها العدواني، واحتجت قائلة:
-يا ماما هي ماتستهلش كده، والله حرام اللي بنعمله فيها!
عنفتها سميرة بغلظة:
-بس اسكتي! ده لولا إننا عرفنا بالصدفة من جيرانها كان زمانا فضلنا على عمانا!
اعترضت عليها قائلة بإصرار:
-مش هاسكت! ده ظلم وافترى، ربنا هيحاسبنا!

نظرت لها سميرة بقسوة، وتابعت بصوت محتد:
-مالكيش دعوة، أنا أم مفترية اتحرق قلبها على ابنها، وهي رايحة تتمتع بشبابها!
اكفهرت ملامح وجهها أكثر، وأضافت بسخط:
-بس كانت عملالي فيها حبيبته المخلصة وهي ماصدقت إنه مات وراحت تتجوز بداله في عدتها!
هتفت كاميليا مدافعة عن فرح بصوت جاد دون أن تطرف عيناها:
-حقها يا ماما، وخصوصًا إنه، إنه كان ( مطلقها )..!

أظلمت نظرات الأخيرة بقوة ورغم يقينها بحقيقة الأمر إلا أنها رفضت التنازل عما ظنت أنه حقها المشروع وتمادت في فعلها الأرعن دون النظر إلى عواقبه.

تململت بإجهاد كبير على الفراش، وشعرت بعظامها تئن من قلة الحركة، كانت كمن بذل مجهودًا مهلكًا لفترات طويلة فانعكس هذا على صحتها، وبتثاقل شديد بدأت تفتح جفنيها، أغمضتهما سريعًا لتعتاد على الإضاءة القوية بالغرفة أولاً، ورويدًا رويدًا بدأت تبرز التفاصيل أمامها، حدقت حولها باندهاش غريب، هي ليست بغرفتها، هي في مكان غريب عنها واسع ومريح، جدرانه مطلية باللون السكري الفاتح، وهناك نافذة زجاجية عريضة على الجانب ينسدل عليها ستائر حريرية من نفس لون الغرفة، اعتدلت في نومتها محاولة استيعاب ما دار مؤخرًا.

فأخر ما تذكره هو ذلك الحلم الوردي عن حفل زفاف مفاجئ لها أمام حشد غفير من الناس، وهمس آسر ل يزيد في أذنيها، نظرت إلى أصابع يدها متفحصة إياهم بنظرات متفرسة، لم تكن ترتدي أي خاتم خطبة، وكانت هناك علامات لإبرة طبية مغروزة في رسغها، تجهمت تعابير وجهها، وبدأت في التركيز أكثر فيما يدور، هناك شيء مريب بالأمر، والدتها لم تكن معها بالحلم العجيب، شيء ما في صدرها أشعرها بالمرارة والألم، ابتلعت غصة عالقة في حلقها حينما جمعت خيوط الأحداث معًا، انقبض قلبها أكثر، وتهدج صدرها علوًا وهبوطًا، ثم قبضت على طرف الغطاء بأصابعها بقوة.

اضطربت أنفاسها، وتجمعت حبات العرق الباردة على جانبي جبينها، مر سريعًا أمام مقلتيها المتسعتين شريطًا متلاحقًا ومتداخلاً لمشاجرة عنيفة مع يزيد في سيارته، محاولة منه للاعتداء عليها لإرهابها، صدام شرس مع هايدي – طبيبتها النسائية -وتطاول بالألفاظ واليد منها، ثم تلقيها لذلك الخبر المفجع من شيماء عن وفاة والدتها الغالية، هنا زادت حدة دقاتها، وبدت عاجزة عن التنفس للحظات، جاهدت لإخراج صوتها المحبوس في حلقها لعلها تستغيث بأحد.

لقد ماتت أمها دون سابق إنذار، تركتها بمفردها في تلك الحياة القاسية، اغرورقت عيناها بالعبرات الغزيرة، وانسابت بلا توقف لتبلل وجهها كليًا، وفجأة خرج من صدرها شهقة عالية مصحوبة بصراخ متألم:
-لأ، ماما!
لم تمر لحظات إلا وفتح الباب على مصراعيه لتلج بعض الممرضات للداخل، اهتاجت فرح وواصلت الصراخ بصورة هيسترية قائلة:
-عاوزة ماما، فينها، هاتوهالي!

قيدت الممرضات حركتها، وحاولن تثبيتها في الفراش قبل أن تتهور وتفعل ما لا يحمد عقباه. هتفت إحداهن بصوت آمر:
-بلغي الدكتور انها فاقت وخليه يجي فورًا عندها
هزت أخرى رأسها ممتثلة لأمرها المباشر وهي تقول:
-حاضر!
وبالفعل ركضت الممرضة إلى خارج الغرفة لتستدعي الطبيب النفسي المشرف على حالة فرح لمتابعتها فورًا.

استند بكفيه على حافة شرفة منزله، وظل يراقب حركة المارة من الأعلى بشرود، بدا على وجهه علامات التعب والإرهاق وهو يزفر في ضيق، فرك وجهه بيده، ثم انحنى للأمام ليعود بركات بذاكرته إلى تلك الليلة التي أبلغته فيها زوجته سميرة بأمر خطير، كان كل شيء هادئًا إلا أن صراخها المذعور أفزعه وجعل الدماء تفر من عروقه، انتبه لصوتها المرتعد:
-إلحق يا بركات، إلحق ابنك!
هب واقفًا من جلسته المسترخية متسائلاً بفزع:.

-يا ساتر يا رب، ايه في ايه؟
أجابته سميرة بصوت شبه مرتجف:
-كريم اتصل وقالي إنه هايتسجن واحتمال كبير يترحل لو ما اتصرفناش!
انقبض قلبه خوفًا على ابنه، وسألها مستفهمًا:
-طب ليه؟
ردت عليه بقلق جلي:
-مراته عرفت بموضوع فرح وهددته!
ارتفع حاجباه للأعلى مصدومًا مما قالته، وهتف بارتعاد:
-ايه، هددته؟!
تابعت قائلة بعبوس خائف:
-ابنك محتاس ومش عارف يعمل ايه
ضرب كفًا بالأخر مرددًا بحيرة:.

-لا حول ولا قوة إلا بالله، هانتصرف ازاي دلوقتي؟!
ضاقت نظراتها، ولمعت ببريق مخيف، ثم أجابته بجمود:
-مافيش قدامنا غير إنه يطلق فرح!
تجهمت قسمات وجهه لردها القاسي، وهتف بنزق معنفًا إياها:
-يا سميرة حرام عليكي، فرح بنت ناس وأصول، والبنت شيلانا من على الأرض شيل، نقوم احنا نجي عليها وآآ...
قاطعته قائلة بجمود وهي تشير بيدها:
-مافيش إلا كده، وإلا هايضيع ابننا!

هز رأسه مستنكرًا اقتراحها، وردد قائلاً وهو يتحرك في الغرفة ذهابًا وإيابًا:
-أكيد في حل تاني!
تابعته بنظراتها القاسية، وهتفت بحدة:
-هو متجوز سعودية، يعني مواطنة مش واحدة أي كلام، هتبهدله ومش هايشوف خير خالص، يطلق فرح الأول، وبعد كده نتصرف!
توقف عن الحركة، ورمقها بنظرات ساخطة، ثم هتف بصوت محتد:
-ازاي؟ وهانقول لفرح ايه وأمها؟
ردت عليه ببرود:
-مافيش داعي يعرفوا!

نظر لها بحنق، وهتف مصدومًا من حديثها الغير منطقي:
-نعم، قصدك ايه؟
ردت عليه بصوت هادئ يناقض تمامًا حالة الخوف البادية عليها:
-بص هو هايعملك توكيل في السفارة وهيبعتهولنا هنا، واحنا بقى هنطلقها بموجب التوكيل ده!
استشعر بقلبه أن الأمر قد تم الترتيب له مسبقًا، وانزعج كثيرًا من ثقتها الواضحة وموافقتها على أمر مشين كذلك، حدج زوجته بنظرات صارمة مرددًا بتهكم:
-كده، بالبساطة دي!
أجابته بإيجاز وقد لمعت عيناها:.

-ايوه!
اغتاظ من استهتارها بالأمر وكأنه لا يستحق القلق، أضاف بحدة:
-طب يا ست يا تقية يا اللي عارفة ربنا كويس مفكرتيش إن فرح هيوصلها إعلام بالطلاق ده؟ ولا فكرك هاتكون عايشة في كوكب تاني ومش هتدرى باللي كريم ناوي يعمله؟
ابتلعت ريقها بتوتر قبل أن تجيبه بنبرة شبه مترددة:
-لأ، ما احنا فكرنا في...
ابتلعت كلماتها مترددة في إخباره بما انتوت عليه، انزعج بركات من صمتها فهدر بها بتساؤل:
-في ايه؟ كملي يا سميرة!

أجابته بترقب:
-في إننا نبعت إعلام الطلاق على عنوانا القديم!
اتسعت حدقتاه مصدومًا من تفكيرها الشيطاني الذي خالف توقعاته، هتف مصدومًا من بين شفتيه:
-إنتي بتقولي ايه؟
ردت مبررة فعلتها:
-ده الأسلم لينا وليها، وأهو بكده نضمن إنها مش هاتعرف مؤقتًا لحد ما ابنك ينزل أجازة ويبقى ساعتها يشوفله حل!
حدجها بنظرات احتقارية رافضة لما استباحته لنفسها، ردد بازدراء:.

-حسبي الله ونعم الوكيل، بقى في تفكير كده! ده يرضي ربنا إزاي يا ناس؟!

ردت عليه بعدم اكتراث بعد أن قطبت جبينها ليزداد عبوس وجهها:
-هو ده المتاح قدامنا!
ظل بركات يتمتم بكلمات غاضبة غير مفهومة، فصاحت بصوت مرتفع لتجبره على الصمت:
-يعني إنت عاجبك أسيب ابني يتسجن ومانعرفش عنه حاجة عشان عيون الست فرح؟!
أدرك بركات أن جداله معها لن يفيد في شيء، فهي قد أعدت كل شيء مسبقًا، ونقاشه بلا جدوى، نظر لها بضيق وهو يقول:
-إنتو أحرار! اصطفلوا!

وبالفعل أسرعت سميرة في دفع زوجها لتولي إتمام إجراءات تطليق فرح غيابيًا من ابنها عن طريق التوكيل الرسمي، حدث كل شيء مثلما تمنت بالتنسيق مع المحامي التابع للعائلة، وتم إخفاء الأمر تمامًا عن فرح – بطرق غير شريعة وبالتدليس - لتسقط عنها حقوقها المادية والمعنوية، ونجحوا في كتمانه لعدة أشهر، كما برع كريم في تمثيل دوره كخاطب مغترب ومترقب بشغف ليوم عودته ليتم إجراءات الزفاف، ولكنه تُوفي فجأة، فانقلبت الأمور رأسًا على عقب، وفسد كل شيء.

فُجعت سميرة في ابنها وتناست تمامًا جريمتها النكراء، وحملت الذنب كله لتلك المسكينة المخدوعة فيهم، وما زاد الطين بلة قرارها بالذهاب للمخفر الشرطي لتحرر محضرًا ضدها تتهمها فيه بعقد قرانها خلال أشهر عدتها رغم عدم وجود عدة لها باعتبارها (مطلقة دون حدوث خلوة شريعة مع زوجها الراحل)، نفض بركات عن عقله تلك الذكريات المؤسفة مبديًا ندمه القوي على إطاعة زوجته بإقدامه على فعل مشين كذلك، حاول تعويض فرح ماديًا مدعيًا أنه إرثها الشرعي لكنه يتذكر جيدًا رفض والدتها له مما صعب من الأمر كثيرًا، لم يعرف طعم السكينة وعمد ضميره لتأنيبه ليل نهار، انتبه لصوت زوجته المتذمر فالتفت برأسه نحوها، أزعجه سبابها اللاذع لتلك التعيسة التي تتحمل كل اللوم في شيء لم ترتكبه، لم تكترث سميرة بتوسلات ابنتها بالتوقف، لم يتحمل المزيد فصاح بها:.

-ركبتي دماغك وروحتي القسم؟!
حل الوجوم على قسماتها وهي ترد بشراسة واضحة في نظراتها:
-ايوه، زي ما إنت جريت على المحروسة أمها تديها فلوس من غير ما تقولي
هدر بها بصوت منفعل:
-حقها، مش كفاية الذنب اللي عملناه فيها!
ردت مستنكرة بسخط أكبر:
-كسر حقها، هي تورثه عافية!
ضاقت نظراتها أكثر وهي تتابع تبرير تصرفها الأرعن:.

-الله يرحمه، كان مخنوق في غربته، مش عارف يراضي مين ولا مين، ضاقت في وشه! وكان هايتسجن، أسيب ابني يروح في داهية عشان المحروسة دي؟!
اقتربت كاميليا من والدها، وربتت على ظهره برفق قائلة بتوسل:
-اهدى يا بابا، بلاش تتعصب، الضغط عندك بيعلى و...
قاطعها قائلاً بامتعاض وهو يرمق زوجته بنظرات مغلولة:
-هو إنتو خليتو فيها ضغط، ربنا موجود!
لم تعبأ سميرة به وأكملت عويلها قائلة وهي تضرب فخذيها بكفي يدها:.

-آه، كبدي عليك يا حبيبي، روحت وسبت كل حاجة في الدنيا!
انهمرت عبراتها تأثرًا لرحيله فتابعت بنبرة حانقة:
-واللي بتدافع عنها راحت اتجوزت وعاشت حياتها
استشاطت نظراته من استمرارها في تصديق تلك الأكذوبة التي اختلقتها فهدر بها بغيظ:
-ارحمي نفسك، إنتي وابنك استغفلتوا الغلبانة دي وناسيين إن بنات الناس مش لعبة، ده احنا عندنا زيها
لوت ثغرها للجانب وهي ترد بنبرتها الباكية:
-يعني كان يعمل إيه؟

دنا منها زوجها، ونظر مباشرة في عينيها ليقول بجدية:
-كلنا شركا في الجريمة دي وهنتحاسب عليها يا سميرة، ربنا مابيرضاش بالظلم، واحنا افترينا جامد أوي!
بادلته نظرات متحدية وهي تكفكف عبراتها، تنفست بعمق متابعة:
-أنا مش فارق معايا ده كله، أهوو تحس شوية بالنار اللي جوايا! ده أنا أم يا ناس، أم!

-حالتها دلوقتي شبه مستقرة
قالها الطبيب بنبرة رسمية للغاية وهو يطالع المقدم يزيد الذي بدا وجهه مشدودًا ونظراته شارد، امتزج خوفه بقلقه عليها لكنه أخفى تعبيراته عن الجميع، تنفس بهدوء، ثم فرك طرف ذقنه برفق قبل أن يسأله بجدية:
-يعني هي فاقت وهترجع تتعامل معانا طبيعي؟
أجابه الطبيب بحذر:
-صعب أحكم، هي لسه مقدرتش تستوعب الصدمة للأخر، بس اطمن أنا متابعها أول بأول!

كان حديثه منطقيًا بدرجة كبيرة، فهي لم تتعافَ بعد من حالة الهروب النفسي التي لجأت إليها، ومن الطبيعي أن تثور وتجول فور إدراكها للواقع المرير، أخرج من صدره تنهيدة تحميل الكثير من الأثقال والهموم، ثم ضغط على شفتيه قائلاً باقتضاب:
-طيب، شكرًا يا دكتور!
ابتسم الطبيب بتكلف وهو يرد:
-العفو، أنا في الخدمة.

تابعه يزيد بنظراته القوية حتى انصرف من أمامه، فاستدار بظهره ليمسك بالمقبض ويلج إلى داخل الغرفة حيث ترقد حبيبته على فراشها، ضغط على شفتيه ليكتم آلامه التي يعانيها وهو يراها في وضعيتها الغائبة تلك، أتعب قلبه فرارها الإجباري من الشعور بما حولها لتجعل عقلها يتخيل وقائع وهمية، بدت معه كأنها في رحلة ترفيهية تقضيها بعيدًا عن قسوة الحقيقة متوهمة أن والدتها لا تزال على قيد الحياة، اضطر أن يتعامل بحرفية مع حالتها بناءً على توصيات طبيبها النفسي، كما عاونه رفيقه آدم وزوجته شيماء وابنتهما الصغرى سلمى في القيام بأدوارهم على أكمل وجه، لكنه في نفس الوقت لم يرد لفرارها في عالم اللاوعي أن يستمر للأبد خاصة، وأن الطبيب النفسي أبلغه بخطورة التمادي في المسألة إن ظلت محاصرة فيها لأكثر من هذان لذلك رتب لإبلاغها بحقيقة وفاة والدتها في خلوة خاصة بهما بعد أن اطمأن من تقبلها لوجوده في حياتها، ولكن أتت النتيجة عكسية، وتأزم الوضع بدرجة مخيفة مما استدعى نقلها للمشفى النفسي، تنهد بحزن واضح عليه، دنا منها يتلمس وجنتها الناعمة بإصبعيه، انحنى على رأسها ليطبع قبلة صغيرة على جبينها وهو يهمس لها:.

-كله هيبقى تمام!

اعتدل في وقفته ثم استدار برأسه للخلف ليبحث عن أقرب مقعد، سحبه بالقرب من فراشها وجلس عليه يطالعها بنظراته الحزينة، شرد في أول لحظة التقى فيها بها حينما تم إرسالها إلى وحدته لتنوب عن أحد الصحفيين، تذكر كيف عاملها بفظاظة وقسوة في بعض الأحيان لكونها فتاة، حاربها وشدد من تصرفاته الجافة معها، لكنها أثبتت كفاءتها، وتسللت إلى خلاياه رويدًا رويدًا فباتت إدمانه، تنهد مجددًا بحزن واضح عليه حينما استعاد مشهد شجاره المتهور معها بسبب زوجته السابقة، وكيف أخافها منه، لمعت عيناه تأثرًا من ظلمه لها، تنفس بعمق ليضبط انفعالاته ثم مد يده ليمسك بكفها، احتضنه بين راحتيه وقبله بشوق، رفع وجهه نحوها لينظر إلى قسماتها الساكنة بشرود، وضع يده الأخرى على رأسها يمسد عليه برفق قائلاً لها بتأكيد:.

-فترة وهاتعدي، أنا جمبك يا فراشتي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة