قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس عشر

أخذت تجوب ببصرها المكان، لَم يستقر نظرها في زاوية مُحددة. أُجهدت كثيرًا هذا اليوم ودت لو تُلقي بنفسها بين ذراعيه وتغيب عن هموم الدُنيا لسويعات كافية، تنهدت بضيقِ وعادت تنظُر له من جديد قائلة:
سليم إنت هتنام وتسيبني؟!
رمقها بنصف عين وهو يضع ذراعه علي جبهته يتصنع اللا مُبالاة قائلًا: ما قولت لك نامي جنبي!
نوراي وهي تلوي شدقها بإستنكار: سليم يا حبيبي في حشرات كتير أوي، وممكن جدًا يعضوني!

إِفتر ثغرهُ إينذاك عن إبتسامة صافية، إعتدل جالسًا في الفراش ومن ثم لوح لها بذراعه يحثها علي القدوم ثم الجلوس أمامه، ف انصاعت جالسه إلى طرف الفراش وبنبرة متوترة تابعت: هو إحنا هنفضل هنا كتير يا سليم؟!
مد يده إلى وجنتها يتحسسها بطرف أصابعه وبنبرة حانية تابع: بدعوة منك إنتِ وأمي ونيروز، كُل حاجه هتكون تمام. بس قولي يارب.

نوراي بإبتسامة هادئه: يارب. بس مش عارفه أنام. مفتقدة ولادي جدًا يا سليم، شكل حلمي الصغير مش هيتحقق أبدًا، شكلنا مش هنتجمع في بيت صغير من غير ما أحس إننا في خطر.
رفع سليم أحد حاجبيه وبنبرة لائمه يشوبها الثبات أردف: هيتحقق أوعدك. بس إنتِ خليكي أقوي من الظروف.
إلتفتت نوراي حولها ثم عاودت النظر له وهي تُتابع بضيق طفولي: بس السرير اللي إنت نايم عليه دا مش لطيف، وانا بجد نعسانه.

سليم ضاحكًا: طيب وإنتِ أيه اللي يريحك؟!
مطت نوراي شفتيها للأمام ومن ثم رفعت كتفيها ثم أنزلتهما في حيرة من أمرها فيما استئنف هو حديثه قائلًا: طيب أنا عندي فكرة حلوة.

رمقته نوراي بتساؤل وقد ركزت بصرها صوب مُقلتيه اللاتان لمعتا بفكرة ما وقد حاولت ان تستشف ما ينتوي فعله بينما نهض هو علي الفور، توجه ناحية الأريكة ومن ثم قام بنزع كِسوتها عنها وكذلك فعل بالاُخري وراح يزيحهما حتى مُنتصف الغرفة حتى أصبحتا مُتلاصقتين ك فراش وهنا رفع بصرهُ إليها قائلًا: أيه رأيك في السرير الجديد؟!
نوراي ضاحكة: أحسن من اللي فات. بس بردو مش هنام علي الفرش دا.

أومأ برأسه في خفةً، أشار بإصبعه السبابه إلى كلتا عينيه ليقوم بفتح حقيبة سفره ومن ثم ينتقي منها منشفتين أحضرهما معه ليبدأ في بسطهما علي الأريكتين وما ان إنتهي حتى تابع بهدوء: حاجه تاني يا سمو الأميرة.
أطلقت نوراي قهقة عالية، سارت بخطواتها إليه ومن ثم عانقته بسعادة غامرة ليضع ذراعيه حول خصرها ويدور بها في حُب وكأنهما معًا قادرين علي خلق الحُب من ثنايا الجُرح بل والرقص علي أوتاره...

نوراي بفرحة: بحبك.
في تلك اللحظه إقترب سليم منها أكثر، تلاقت أعينهما ما بين لمعة فرح وأُخري تُعافر ضد الوجع، أخذت حرارة أنفاسه تلحف وجنتيها، عاد من جديد إحساس الأمان يجتاحها، أغمضت عينيها في استرخاء كُلي لتجده يهمس أمام شفتيها بصوتِ هاديء:
فين الريكورد يا نوراي؟!

فتحت عينيها علي وسعهما، صرت بأسنانها في غيظ لتبدأ بضربه علي صدره بكلتا قبضتيها قائلة بغيظ: إنت مُستفز علي فكره. ومافيش ريكورد، ويالا نام علي سريرك اللي عايش من أيام الفراعنه دا.

سليم قاطبًا ما بين حاجبيه: ليه بس يا أوشين انا زعلتك في حاجه؟!
أخذت تضرب الأرض بقدميها وكذلك كورت قبضتيها أمام صدرها لتهتف به في إمتعاض متجهه حيث الأريكتين ل تستلقي عليهما قائلة: لأ. ما عملتش.
سليم ناظرًا لها من فوق كتفه: طيب. تصبحي علي خير.

تكورت نوراي علي نفسها، تخشي النوم في هذا المكان، لامت نفسها لجعله ينام بعيدًا عنها فمن سيحميها الآن من هجوم الحشرات التي لم يتثني لها رؤيتها من قبل، رمقها سليم خِفية فقد تصنع النوم أمامها ليجدها تلتفت حول نفسها بين الحين والآخر. ولشدّ ما يُسعده رؤيتها وهي ترتمي بين أحضانه من جديد فقد إشتاق لها وهنا قام بفتح تطبيق الأصوات الذي يستخدمه في دروس نيروز اليومية ومن ثم أشعله ب صوت يشبه (صرصور الليل )، بدأت نوراي تنتفض فزعًا فيما أغلق هو الصوت ليجدها تنهض من الفراش إليه وبنبرة أشبه للبُكاء تابعت:.

سليم؟!، أنا خايفه؟!
سليم بنبرة مُتثاقلة مفتعلًا النوم: ما قولتلك نامي جنبي يا أوشين.
قال جُملته ثم سكن مُجددًا وأخذ يصدُر صوتًا من فيهِ، لوت شدقها في إمتعاض لتقوم بفرد ذراعه ومن ثم أسرعت بوضع رأسها عليه وقامت بوضع الأخري حول خصرها وكذلك غمست وجهها أسفل ذقنه تحتمي به وراحت تقول بتنهيدة مهمومة: كفايه التلحين دا؟!، إنت كُنت كيوت أيه جرالك؟!
سليم غامزًا لها: بقيت ضبع.

نوراي مُضيقه عينيها: يعني أيه ضبع دي؟
سليم وهو يحتضنها إليه أكثر مُتأهبًا للنوم: نامي وبُكرا الصُبح هفرجك علي حي الضباع انا وانتِ ورمضان وناهد.
شهقت نوراي هلعًا لتهتف به في غضب: مين ناهد دي!
سليم بنبرة عالية بعض الشيء: تعالي يا (إكس ×) انا مش عاوز البت دي.
نوراي بتساؤل فضولي: إكس؟!
سليم بنبرة خبيثة: أه إكس دا الكلب بتاع رمضان موجود في الحمام بياكل الناس الجديدة، زيك كدا يعني.

ما أن أنهي سليم حديثه حتى وجدها تختبيء بين ذراعيه من جديد ولم يصدُر لها صوتًا من وقتها حتى غطت في سُبات عميق إفتقدته مُنذ الحادثة الأخيرة...

جلست إلى الصوفه الموجودة بالقُرب من مكتبه الخشبي ذي الطلاء اللامع. رمقتهُ بنظرة غاضبة، تضع كلتا كفيها علي فمها فقد أجبرها هو علي أن تبقي علي هذه الحالة لحين إنتهاء حديثه مع رمضان، أخذ عاصم يرمقها ببن الحين والآخير بنظرات مُتوعدة ومن ثم إلتفت ناحيه رمضان الذي يجلس أمامه قائلًا: خير يا رمضان، أيه الموضوع اللي كُنت عاوزني فيه!

رمضان بتوترِ: بصياحة. انا كُنت عايز سُيفه إذا مافيهاش إزعاج يعني. الوييه يحيقها عاوزة تبيعني كُي حاجه بسبب المهي. وانا مافيش قدامي غيكم، ما إنتوا حبايبي بيدو.

فغر عاصم فاهه دون أن يُحرك ساكنًا ومن ثم أخذ يهز رأسه يمينًا ويسارًا ليردف بتساؤل ضاحك: نعم؟! دي لُغة بوذية؟!
رمضان بفرح: يا حياوة يا وياد. انا بحب البوظة أوي.
عاصم وهو يُصر بأسنانه: بوظة أيه؟!، أنا دلوقتي حاولت أفهم فحوي رسالتك بس ما عرفتش؟!
نسمه بعد أن أزاحت كفيها لتقول بتوترِ: أترجم أنا؟!
إلتفت إليها عاصم والشرر يتطاير من عينيه وبصوتِ حاد تابع: حطي إيدك علي بؤك لسلامة المواطنين؟

ومن ثم تابع بإستئناف ناظًرا ناحيه رمضان. مُصطنعًا الجدية: كمل الكلام اللي انا ما فهمتوش يا يمضان، قصدي يا رمضان؟!
رمضان وهو ينهض من مكانه ومن ثم يضع كفه في جيب بنطاله ثم يُخرج منه بعض العُملات الورقية: سُيفه يا ييس. زيّ دي!
عاصم بتفاجؤ: آآه. سُلفه. عاوز فلوس يعني علشان تحل الأزمة اللي انا ما فهمتهاش دي!

رمضان بإنشكاح: أيوة.
في تلك اللحظه قام عاصم بإخراج دفتر الشيكات ثم وضعه علي مكتبه وما ان امسك القلم بين أصابعه حتى تابع بتساؤل: عاوز كام يا رمضان؟!
رمضان بسعادة: تياتين أيف جنيه (30 ألف ).

أومأ عاصم برأسه إيجابًا، رمقته نسمه بنظرة مُختلفه عن سابقاتها ف إنسانيته أقوي علي تصرفاته من تقلباته المزاجية، شردت في ملامحهِ وقد أعلنت في نفسها صدق إشتياقها له، ليقاطع شرودها صوته وهو يُتابع بجدية: إتفضل يا رمضان علي شُغلك.
ترجل رمضان خارج حجرة المكتب، فيما وضع عاصم بعض الأوراق أمامه وبقي مُنكبًا عليها لكثير من الوقت ليقطع إندماجه صوت مكتوم: اممممم. امممممم.

رفع عاصم بصرهُ إليها. جدحها بنظرة باردة ليردف بحزم: تقدري تشيلي إيدك دلوقتي.

نسمه بعصبية خفيفة: أنا عاوة أروح. إذا ممكن يعني.
عاصم ببرود جليّ: هفكر في الموضوع دا.

يعني أيه مش فاضي يقابلني؟! أنا هفضل هنا لحد إمتي؟!
أردف كمال بنبرة حانقة أثناء جلوسه في حجرة الزيارات بصحبه المحامي المُتكلف ب الترافع عنهُ في قضية ( سرقة الأعضاء البشرية )، حيث تم تأجيلها لعدة مرات. ولكن هذه المرة سيكون حُكم الإعدام به مُنفذ لا مُحال...

المُحامي بجدية: هو باعتني علشان أقولك. أنه مشغول جدًا الفترة دي؟
كمال بحدة: إنت غبي. المحكمة أصدرت حُكمها النهائي في القضية. حُكم الإعدام هيتنفذ كمان 15 يوم. وانت بتقولي مشغول؟! نتوا كُنتوا بتضحكوا عليّا علشان أشيل أنا الليلة؟

المُحامي بغضب خفيف: وطي صوتك. إنت إتجننت؟! المُشكلة إنه بيحاول يبعد الفترة دي علشان البنت اللي كانت في الشقة ماتت وسليم النجدي هرب.

في تلك اللحظه قبض كمال علي ياقة بذلة المُحامي وبنبرة صارمة تابع: أقسم بالله لو فكرتوا تستندلوا معايا. ل أعترف بكُل حاجه. اوعوا تكونوا فاكرين إني مش عارف إنكم بردو قتلتوا ابن رجل الأعمال بعد ما خليتوه مُدمن علشان يبقي صيده سهلة ليكم. وتقولوا إن الولد هو اللي إغتصب البنت والقضية دي تتقفل في حالة فشل خطتكم في تلبيس سليم الجريمة.

المُحامي مُحاولًا التملص منه: انا بلغتك اللي إتقال ليّ لا أكتر ولا أقل.

كمال بإستئناف: كام جريمة لحد دلوقتي، قادر أجيب رقابكم لحبل المشنقة معايا. عِد معايا. أول واحد الظابط اللي سلم لكم التسجيل اللي كان سليم مسجله ل عزيز المرشود في المُنتجع السياحي علشان الفلوس. البنت اللي عزيز المرشود إغتصبها والشاب اللي عزيز قتله علشان لو سليم إستخدم ذكائه وقدر ينقذ نفسه من خطتكم يبقي الولد إغتصب البنت ف قتلته والقضية تتقفل. كدا تلاته. دا غير الأطفال اللي بتقتلوهم علشان أعمالكم الوسخة. وانا قذر زيكم بالظبط واستاهل القتل.

أخذ يصرخ به في هلع ونبرة عالية للغاية في حين أجتهد المحامي في التخلص من قبضتيه ثم أسرع مُغادرًا غرفة الزيارات...

جلست هذه السيدة القُرفصاء أرضًا أخذت تضرب رأسها بذراعيها وصوتها يعلو صراخه في المكان. إحترق قلبها علي إبنتها التي لفظت أنفاسها الأخيرة من ساعة مرت، بكت بمرارة، لتبدأ في شق عبائتها والدموع تسقط منها سيول ليهتف الطبيب ب الممرضات لإسعافها...
الطبيب بإستعجال: بسرعة إدوها مُهديء. حالتها بتسوء.

في تلك اللحظه إلتفت الطبيب ناحية ذاك العجوز الذي يقف في زاوية، تسيل الدموع من عينيه ولكن دون أن يصاحبها صوتًا، سار الطبيب ناحيته ثم ربت علي كتفه قائلًا بثبات: البقاء لله يا والدي. ربنا يصبركم.
العجوز بثبات: البقاء والدوام لله.

أصطفت عربات الشُرطة أمام قصر عائلة النجدي وكذلك مُدرعات خاصة بقوات الجيش. قُطع الطريق علي المارة وأصبح المكان ضمن مناطق حظر التجوال. إنتشرت الأجهزة العسكرية في جميع الجهات ليُحاصر القصر من جميع نواحيهِ...

ترجل عاصم خارج سيارته عندما أوقفه أحد رجال الشُرطة علي بُعد مترين من باب القصر، قطب عاصم مابين حاجبيه ومن ثم أردف بتساؤل: خير؟! أيه اللي بيحصل هنا!
الضابط بجمود: إنت مين أصلًا؟!
عاصم بثبات: واحد من أفراد القصر هنا!
الضابط وهو يُشير ل أخر: تعالي فتشه.
بدأت إجراءات التفتيش بعناية شديدة ليستدير الضابط ناظرًا ناحيه نسمه: ومين دي؟!
عاصم بنفاذ صبر: مراتي ودا بيتي، ممكن بقي أعرف في أيه؟!

الضابط بنبرة صارمة: معانا أمر بالرقابة علي كُل ممتلكات سليم النجدي وصدور قرار بالقبض عليه.
عاصم هازًا رأسه بشرود: ربنا يعينكم علي الظُلم.
الضابط بصراخ حاد: أفندم!
في تلك اللحظه أمسك عاصم يد زوجته ثم أفسح المجال لها لتسير أمامه فيما يدفعها برفق بذراعه من خصرها للتحرك ليقول مُتجاهلًا الضابط: زيّ ما سمعت.

جدحه الضابط بنظرة غاضبة، إتجها معًا لداخل القصر، قام عاصم بغلق الباب الرئيسي للقصر خلفه ظنًا منهُ بأن التأمين سيبقي خارج حدود القصر ليجد صوت صرخات وجلة أمام باب القصر الداخلي...

هرول عاصم إلى ذاك الضابط الذي يقبض علي ذراع روفيدا بقوة فيما تهتف هي به بحدة: قولت لك أخرج برا وسيب إيدي؟!
لم تنتهي روفيدا من جُملتها بعد عندما وجدت عاصم يقبض علي ذراع الضابط الممدودة إليها يعتصرها بصلابة ليهتف الضابط بعُنف: إنت مين وبتعمل ايه هنا؟!
عاصم وهو يلكمه في منطقة الأنف: انا الموت يا حكومة.
هوي الضابط أرضًا وقد تأججت عينيه بنيران الغضب، بدأ يتحسس موضع اللكمة فيما تابع عاصم بصوتِ جهوري:.

مكان التامين برا مش جوا القصر. وإلا هرفع عليك قضية إنتهاك حُرمات مش أداء خدمة. وإنت طبعًا سيد العارفين؟

نهض الضابط من مكانه، جدحه بنظره إنتقامية وسرعان ما إلتفت مُتجهًا خارج القصر ليأمر عاصم أحد الخدم بغلق الأبواب ب القيود الحديديه.
روفيدا بقلقِ: ما كانش ينفع تتعامل كدا يا عاصم. دا في الاول والاخر ظابط.
عاصم وهو يحثهما علي السير للداخل: ما يقدرش يعمل حاجه لأنه في وضع خاطيء او تقدري تقولي مُخالف لأوامر القادة. التأمين برا القصر وهو خالف دا. المهم مش عاوز حد يخرج برا القصر غير معايا وبس. فاهمين؟!

الجميع في نفس واحد: تمام.

في صباح اليوم التالي،
تمام يا أوس، كُل حاجه تتم وكأني موجود، المؤسسه أمانه معاك. مع السلامة.
أنهي سليم إتصاله مع أوس الذي أخبره ب قرار القبض عليه ووضع حراسة مُشددة حول القصر. وكذلك رغبته في الحصول علي العقود بشأن البدأ في قرار دمج الدون بالأطفال العاديين داخل المؤسسه...

هنعمل أيه يا سليم دلوقتي بعد البنت ما ماتت؟!، الوضع إتأزم أكتر.
أردفت نوراي بتلك الكلمات في ضيقِ مُثقلٍ في حين جلس سليم إلى الأريكة واضعًا رأسه بين كفيه:
ربنا يرحمها. وأقسم بالله لأرجع حقها، اللعب بقي علي تقيل اوي. البوليس من ناحية وأمجد وعزيز من ناحية تانية خالص.

نوراي وهي تربت علي كفه بحنو: ربك للمنكسرين جابر. طيب وإنت دلوقتي ناوي علي أيه يا سليم؟!

سليم بثبات شديد: هحط إيدي علي أول الخيط، وبما إن عاصم مش هيقدر يسيب البنات في القصر وييجي. ف هبدأ انا.

إبتلعت نوراي ريقها بصعوبة. نبرته باتت تثير مخاوفها، لن يُخبرها بخططها أبدًا، فليس امامها سوي أن تدعو له وتتيقن أن الحق تثقل موازينه دائمًا...

في تلك اللحظه سمعا صوت سيدة يخترق جدار المنزل، إتجه سليم خارج البناية وكذلك لحقته نوراي. ليجدا تلك السيدة تقف في مُنتصف الطريق وتتخصر أمام الجميع حيث ترتدي ثوب من الفيزون يقسم ثناياها بوضوح حيث يصل إلى ما بعد الركبة وكذلك وضعت وشاح حول خصرها وجزء منه يصل إلى ذراعها وبنبرة حادة تابعت:.

اللي ما يدفعش الإتاوة وإيجار المكان اللي بيتأوا بيه يوريني عرض كتافه ويخرج من تحت رحمة نرجس. انا هنا المعلمة وماحبش حقي يتاكل عليا من شوية جعانين زيكم.

حدق بها سليم في ذهول من طريقتها، بدأ ينظُر للأفراد حولها ليجدهم منكسي الذقون يستمعوا لحديثها بوجل وهنا تابعت هي بنبرة صارمة متوجهه بحديثها إلى (ثناء):
سامعة ولا لأ يا ثناء. قدامك يومين تسلمي لي الإيجار وإلا هرميكي في الخرابة إنتِ وأختك الخارصة وابنك.

أجهشت ثناء بالبُكاء، هرولت بخطواتها إليها ثم إنحنت تُقبل كفها بترجي قائلة: أبوس إيدك يا ست نرجس ما تعملي فينا كدا. وانا وعد عليا هدبر الفلوس.
في أيه يا مدام؟! تحت رحمتك يعني أيه؟!، كُلنا عباد ل ربنا وتحت رحمته.
قالها سليم وهو يقف أمامها مُباشرة في حين رمقته هي بثبات رافعه أحد حاجبيه: وإنت مين بقي؟!

سليم واضعًا كفيه داخل جيبي بنطاله: قرايب رمضان. جايين نقعد عنده فترة. ممكن بقي تقولي لي الإيجار دا كام؟!

نرجس وهي تمضغ العلكة بميوعة: ألف جندي، أيه هتدفعهم؟!
وضع سليم يدهُ في جيب بنطالها ليخرج بعض النقود وبنبرة ثابتة تابع: دول ألفين جنيه. الشهر اللي خلص والجاي.
ثناء بإمتنان: شكرًا يا أستاذ سليم.
هز سليم رأسه بهدوء فيما صرخت السيدة بالجميع حتى عادوا إلى أشغالهم وهنا تابعت نرجس وهي تقترب منه أكثر حتى وضعت كفها علي كتفه: ما قولتليش بقي. شغال أيه يا كُبره؟!

سليم وهو ينظُر إلى كتفها ببرود: سواق بس في بلاد برا.
حتقنت الدماء في وجه نوراي وهي تنظُر إلى تلك الوضيعة تُداعب زوجها بنظرات جريئه وهنا هرولت نوراي إليهما ومن ثم أزاحت ذراعها وهي تُردد بنعومتها المُعتادة:
علي فكرة بقي، عيب أوي تحطي إيدك بالجراءة دي علي كتف راجل ما تعرفيهوش. تمام؟!

نرجس وهي تتفحصها من أعلي رأسها لأخمص قدميها ببرود: وانتِ مين بقي يا اوختشي؟!
سليم بتدخل: أُختي؟!
نرجس وهي تنظُر له بإعجاب ومن ثم صدرت منها غمزة: ماشي يا كُبره، أبقي خلينا نشوفك!
نوراي وهي تلوي شدقها: سوفاچ!
نرجس وهي تلوح بكفها مُغادرة: الله يخليكي يا أُخت الكُبره وانا بردو انبي حبيتكم لله كدا في لله.

في تلك اللحظه قامت نوراي بالإمساك بذراع زوجها ثم دلفا داخل الشقة من جديد وهنا تابعت نوراي بضيقِ: أيه القرف دا. وانت إزاي تسيبها تحط إيدها علي كتفك المايعة دي؟!
سليم بشرود للبعيد: ما هي دي بقي طرف الخيط!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة