قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل السابع عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل السابع عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل السابع عشر

دقق النظر عن أخر الأنباء بإحدي الجرائد الإلكتروني ليُقابله خبر زيارة وزير البيئه المصري لأمريكا الأسبوع القادم لتعزيز المُعاملات بين البلدين وقد أعرب عن رغبته في زيارة الكثير من الإنشاءات والفنادق ب أمريكا...

ظهرت علي شفتيه إبتسامة واهية وكأنه وجد مُبتغاه. عاد برأسه للخلف مُستندًا إلى ظهر المقعد ليتابع بنبرة هادئه: أمريكا في الظروف دي؟! دا هروب إضطراري بقي! شكل الموضوع ممتد لعروق أجنبيه.

عاد للامام من جديد لستند بمرفقيه علي سطح المكتب وقد جالت خطة ما في خُلده وهنا قطع ترتيباته صوتها وهي تردف بجمود:
لو سمحت يا إنت؟!، ماما عاوزه رقم سليم الجديد علشان تكلمه.
عاد بالمقعد للخلف قليلًا ثم استدار ليتواجها، عقد ذراعيه أمام صدره يرمقها بنظرة عميق، توترت نسمه من نظراته لها لتقول بصوتِ مبحوح: بتبص لي كدا ليه؟!
عاصم بصوت غلب عليه الصرامة: إنت؟!، أيه ماليش اسم؟
نسمه بثبات وهمي: فين الرقم!

نسمه؟!
قالها بصوت هاديء ولكنه أربكها حين ابتسر لونها للصُفرة الباهته وقد ثبتت مُقلتيها إليه تنتظر حديثه فيما تابع هو بثبات:.

انا مش حابسك جنبي ولا حتى عاوز منك حاجه. استحملت تمردك طول الفترة اللي فاتت قولت الصدمة هتطول معاها وعادي. بس إنتِ دلوقتي مراتي. وانا مراتي لو مش هحميها ما كونلهاش أصلًا. ف بلاش تصرف متسرع منك يجبرني أحبسك بالمعني الحرفي للكلمة. ف لأخر مرة هقولك خروج برا اليلا من غيري تنسيه. انا المرة دي هعديها. بس المرة الجايه لأ.
نسمه بغضب ونبرة عالية بعض الشيء: أفهم إنك بتهددني؟!

عاصم وهو يعاود النظر إلى شاشة اللاب: زيّ ما تشوفي واتفضلي وانا هحصلك.
لوت نسمه شدقها إينذاك لتتجه صوب الباب ومن ثم تصفقه خلفها بشدة أزعجته ليقول من بين أسنانه: شكلك مش هتيجي إلا بطريقة واحدة بس!
علي الجانب الاخر
هبطت الدرج إلى بهو القصر لتجد روفيدا تهرول صوب باب القصر ومن ثم تحتضن زوجها بإشتياق قائلة: وحشتني اليومين دول، ها سلمت الشُحنات علي خير!

ماجد وهو يطبع قُبلة حانية علي جبينها: اه الحمدلله. طبعًا اللي برا دول واخدين قرار بحراسة القصر؟!

نسمه وهي تقف أمامه قائله: بالظبط. بجد يا ماجد من غيرك كان زمان شركة سليم فلست من زمان. شراكتكم كانت أحلي حاجه حصلت في السنين اللي فاتت.

باباااااااا
هرول رامي صوب والده ليرتمي بين أحضانه في شغف طفولي واضح، نزل ماجد علي ركبتيه أرضًا ليضم طفله بحنو وأخذ يُقبله بإشتياق قائلًا: عامل أيه يا بطلي؟! خليت بالك من البيت في غيابي؟!
رامي وهو يشير بإصبعه السبابة ناحيه عاصم الذي يهبط الدرج بوجه بشوش: لأ. اونكل عاصم موجود، وهو اللي ضرب الراجل البوليس علشان زعق ل مامي.

حملقت كُلًا من روفيدا ونسمه لبعضهما، أخذ صدر روفيدا يعلو ويهبط هلعًا، تجهمت معالم وجه ماجد ليرفع بصرهُ ناحيه زوجته قائلًا:
أيه اللي بيقوله دا؟!
توترت روفيدا كثيرًا، حاولت جاهدة أن تُظهر إبتسامة هادئه لتنفي حديث ابنها ليرفع عاصم عنها مشقة الأمر عندما أجابه بثبات:
ابنك خياله واسع أوي ما شاء الله. روح يا رامي نادي نيروز وأبله أنهار.
ماجد بتساؤل: يعني كُل حاجه بخير!

عاصم غامزًا له وكذلك وضع كفه علي كتف ماجد قائلًا: خير يا أبو الأماجد. المهم إنك جيت بالسلامة علشان تكون موجود مع البنات وانا أقدر اشوف شغلي.

في غرفة الأطفال.
لولولولوي.
أخذت نيروز تصدر صوت يشبه زغرودة، وكذلك ظلت تدور حول أنهار الجالسة بالمنتصف وقد أمسكت بين كفيها هاتفها النقال وقد عُرض علي شاشته صور ل (اوس)، إستطاعت الحصول عليها عبر صفحته بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أردفت أنهار بنبرة عابثة هائمة وهي تلعب بخُصلات شعرها:
تفتكري هييجي اليوم اللي أمسك إيدهُ فيه واقوله بحبك أوي يا عيوني، بحبك مهما لموني همممم.

عيوني (eyes ). لموني (lemons). صح يا أبلة؟!
حدقت أمامها بعد أن أفاقت من أحلامها علي صوت هذا الصغير وهو ينظُر لها بتمعن واضح لتقول بنبرة مصدومة: إيه اللي كُنت بقوله دا؟! الحمدلله إن مافيش حد موجود غير العيال.
رامي بضحكة تلقائية: بتحبي مين يا أبلة؟!

فغرت أنهار فاهها ومن ثم استحال وجهها للإنكماش ف هؤلاء ليسوا بأطفال لقد نست هذا تمامًا لتجد نيروز تثبت نظريتها تمامًا حين أشارت بإصبعها الصغير ناحية هاتف أنهار لتقول ببراءة: دا.
عاااااااا. شياطين يما، شياطين، قال مُتلازمة داون قال؟!، دا انا اللي جالي مُتلازمة الهطلوبيا منكم. يالا نتنيل ننزل تحت وما سمعش نفسكم. استر يارب.

ما قولتليش. متشيك كدا ورايح فين؟!
أردفت آلاء بتلك الكلمات وهي تحتضنه من الخلف أثناء وقوفه أمام منضدة الزينه مُهندمًا لثيابه، رمقها هو بنظرة حنونة ومن ثم إستدار ليمسك وجهها بين كفيه وبنبرة عاشقة تابع: عندي شُغل في السريع كدا. ومش هتأخر بس إنتِ ما تنسيش علاجك وحاولي تكوني هادية أكتر. ها بقي تحبي أجيبلك أيه إنتِ وورود؟!

آلاء بدلال: اممم. هات لي شيكولاته وشاورما وبيتزا وورد وزيهم ل ورود ولسه في زيهم تاني ل بنوتتنا.

زياد وهو يرفع كفيها إلى فمه يُقبلهما بشغف: عاوزاها بنوته!
آلاء بتذكُر ل شيء ما: روفيدا قالت لي يا أُم البنوته، ف انا نفسي في بنوته فعلًا.
زياد وقد حاوط خصرها بعينين لامعتين: بنات مش بنوته واحدة بس. بس إنتِ قولي يارب وما تزعليش مني لحظة، علشان لحظة الزعل منك سنين من عُمري بتضيع فيها ماشي يا لولو.

قبل وجنتها بهدوء، أحست بهزة تحتل نبرة صوته وكأنه يُعاني بعض الضيق ليقطع شرودها في تفاصيل وجهه الحزين، صوته مردفًا بتساؤل:
امال ورود هترجع من الملجأ أمتي؟، مش المفروض إنها قضت كام يوم مع صحابها هنا. أصلها وحشتني أوي.

آلاء بحنو: ما إنت هتخلص شغلك وتروح تاخدها. انا كلمت مسؤلة الملجأ وهتستناك.

زياد بحب: تمام يا قلبي، مش هتأخر عليكي إن شاء الله.
لوحت له بذراعها وقد رسمت إبتسامة هادئه علي شفتيها رغم تسلل خط من القلق بين شرايين قلبها...

انا مش عارفه أشكرك إزاي يا أستاذ سليم، دا إنت كرمك مغرقنا. ما كنتش أعرف إن رمضان له قرايب جدعان كدا.

قالتها ثناء وهي تتناول بعض النقود من كف سليم الممدودة لها ليقطع حديثها صوت رمضان الحانق عليها أثناء جلوسهم جميعًا داخل شقة رمضان: اماي كُنتِ فكياني. مقطوع من شجيه؟!
ثناء وهي تنظُر له بغيظِ: ما هو دا اللي كان واضح يا حبة عيني؟!
سليم بثبات: طيب دلوقتي استلمتي مهر البنت. ممكن بقي نحدد ميعاد الفرح؟!

تهللت أسارير وجه نعمة التي تجلس بجانب شقيقتها لتفرك كفيها في توتر جمّ فيما ربتت نوراي علي كفها المرتعش في حُب وهنا تابعت ثناء بعنجهية لا تُناسبها: والله طالما دفع المهر ياخدها من بكرا لو عاوز. يعني منين ما يجهز الشقة. نبل الشربات ونعمل الفرح.
سليم بتفهم: الشقة عليا وطبعًا هتكون برا الحي زيّ نعمه ما عاوزه، يبقي الفرح الأسبوع الجاي علي خير؟!

نوراي بسعادة: واوو، أخيرًا marriage party (حفل زفاف).
سليم وهو ينظُر لها بنصف عين بعد أن إقترب منها قليلًا مردفًا: أرحمي أُمي التعبانة، هتفضحينا. هما إيش عرفهم ب اللي بتقوليه دا يا عملي العسل في الدُنيا؟!

نوراي بإحراج وقد إنكمشت علي نفسها في خجل: ميرسي يا قلبي.
سليم مكورًا قبضة يدهُ: الصبر يا كريم!
عبست من جديد وهي تنظُر لقسمات وجهه الغاضبة في إمتعاض لتنهض من مكانها قائلة له بنبرة تحد: علي فكرة بقي انا ممكن أبقي شوارعيه زيّ عاصم ما قالي عادي، حتى شوف!

أسرعت لتقف في المُنتصف ومن ثم أصدرت زغرودة طفولية بحت مالت للصُراخ الخفيف وكذلك صاحت بأعلي صوتها قائله: لولولولوي. ألف ألف مبروك يا عروسات وعقبال كُل أهل حي ال، ال. هو كان اسمه ايه يا سليم؟!

رمضان بإنشكاح: حي الضباع يا نوياي هانم!
عض سليم علي شفته السُفلي في غيظ، مسح علي وجهه بنفاذ صبر ومن ثم تحول ببصره بينهما قائلًا: نوياي؟! وهانم!
نهض علي الفور حاسمًا للامر ليقول بنبرة هادئه: شرفتونا والله. معلش جه ميعاد نومنا.
انصاع الحميع لحديثه لتترجل نعمه وشقيقتها خارج الشقة، ظلت نوراي تصيح بزغاريد صائحه ازعجته وهنا إلتفت إلى رمضان الذي مازال يجلس في مكانهِ: إنت قاعد ليه؟!

رمضان وهو يُريح جسده علي الأريكة: هيوح فين؟!، دا بيتي!
سليم وهو يضغط علي عينيه بضيق عارم: برااااا.
في تلك اللحظه هرول رمضان خارج الشقة مُغلقًا الباب خلفه فيما إلتفت ناحية زوجته التي أُعجبت بضجيج صوتها ليجذبها إليه ثم يضع كفه علي فمها مُرددًا بغيظ: شوارعيه؟! اسمع نفسك تاني وهاكون غازك بسكينه في حنجرتك دي!، إتهدي بقي!

نوراي بمياعة بعد أن أبعد كفه عن فمها: ليه يا بيبي؟!، مش عاجبك صوتي! طيب أمشي لك زيّ نيجس يمكن أعجبك؟!

تساير الضيق عن وجهه سريعًا وهو ينظُر لطفولة حديثها الذي إتقدت به الغيرة، رفع أحد حاجبيه بثبات ومن ثم عقد ذراعيه أمام صدره وبإبتسامة عابثة أردف: أمشي كدا ووريني؟! أصل القالب غالب بردو!
نوراي بصراخ ونظرة مصدومة: نعم؟! إنت قليل الأدب علي فكرة، وبتستغل حبي ليك ضدي، بس انا مش هغير عليك تاني.

سليم وهو يقترب منها هاتفًا بنبرة حادة: أنا أيه؟!
ظلت نوراي تعود بخطواتها الوئيدة للخلف، إبتلعت ريقها بصعوبة، سيقتلها حتمًا عما بدر منها. لتردف بنبرة أشبه للبُكاء: خرجت مني في وقت زعل، عادي يعني!
لم ينطق بحرف عليها بل ظل يقترب منها أكثر حتى أصطدمت هي بالحائط وأصبحت مُحاصرة منه ليرفع ذراعه للأعلي ثم يهوي بها علي...
نوراي وهي تحمي وجهها: عاااا. آآآ آسفة.

سليم بأريحية واضحة: ذبابه حقيرة كانت واقفه علي الحيطه.
نوراي بغضب واضح: انا خوفت علي فكرة!
مال سليم للأمام قليلًا ومن ثم حملها بين ذراعيه وبنبرة هادئه تابع: ما ينفعش تخافي وانا موجود يا أم العيال. تعالي بقي أحكيلك قصة قبل النوم.
نوراي بإستغراب: نوم أيه يا سليم؟، إحنا بالنهار؟!
سليم بغيظِ: إلا قوليلي صحيح!، هو عريس وعروسة يبقوا عروسات؟!
نوراي بضحك: أه
سليم ضاحكًا: عسل أوي أوشين دي.

إتفضل يا أوس، تعالي.
أردف ماجد بتلك الكلمات في ترحيب وافر، سار أوس مُستتبعًا ماجد نحو غرفة الصالون بالقصر وما أن جلس حتى تابع الآخر بتساؤل:
أكيد إن موافقة أولياء الأمور مافيهاش راجعة؟! إنت عارف إن الموضوع دا هيكلفنا كتير أوي. ف مش عاوزين بعد كُل الإجراءات والمصاريف دي، نلاقي الناس رافضة الفكرة.

أوس هازًا رأسه بتفهم: خير، فكرة دمج الكورسات بين الداون والأطفال العادية مش بس عجبت اولياء الأمور. دا في منظمات تعليميه عرضت علينا المشاركة في الفكرة ب الدعم والسيولة...

ماجد بسعادة واضحة: طيب تمام علي خيرة الله. لحظة هجيب لك العقود.
علي الجانب الاخر
مدت يدها علي مقبض الباب، همّت بالضغط عليه ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة، حين انصتت لصوته وهو يتحدث هاتفيًا عن غير قصد.

بما إن الموضوع فيه ستات، ف انا أسافر الصين عادي.
قالها عاصم بنبرة ضاحكة، إتسعت حدقتا عينيها في شدوه، لتستمع لباقي حديثه وكذلك استطاعت ان تتعرف علي هوية طرف الإتصال الأخر.

تمام يا سليم. هكون عندك النهاردا بالليل، الكلام علي التليفون مش مضمون، ما تقلقش ماجد موجود معاهم.

نسمه بنبرة تقارب علي البكاء: ستات وسفر؟!
إتجهت في تلك اللحظه عائدة صوب الدرج، هبطته في شرود من أمرها فشعرت للحظة بأنها ستخسرهُ للأبد إن بقيت تبغضه بتصرفاتها في حين داخلها يشتاق له...

وما أن تجاوزت أخر درجات السلم حتى سقطت أرضًا مُغشيًا عليها. هرولت روفيدا بصحبة السيدة خديجه إليها ومن ثم ضمتها خديجه إليها قائلة وهي تضرب وجنتها برفق: نسمه. مالك يا بنتي؟!
إنقلبت الأصوات داخل القصر، هرول ماجد إليهم وكذلك اوس. الذي هتف مُستدعيًا عاصم.

عاصم وهو يحملها بين ذراعيه: مالها؟! ما تتكلموا يا جماعة!
روفيدا بقلق: كانت نازلة من علي السلم وأغم عليها فجأة.
أجلسها عاصم إلى إحدي الأريكات بحجرة الصالون، أخذ يضرب علي وِجنتيها برفق حتى عادت تفتح عينيها من جديد وما أن وجدته أمامها حتى تابعت بنفور: أبعد إيدك دي عني؟!
تجهمت ملامح وجهه بشكل واضح. أمسك بكوب الماء الموضوع علي الطاولة ليقربه من فمها وبنبرة صارمة تابع: إشربي طيب.

نسمه وهي تشيح وجهها بعيدًا عنهُ: لأ
عاصم بنبرة هادرة: قولت لك إشربي.
نسمه ببكاء صارخ: وانا قولت لأ.
إحتدم النقاش بينهما لتتدخل روفيدا لتخفيف حدة الأمر حينما أمسك كوب الماء ثم تابعت بنبرة متوترة قليلًا: إهدي يا عاصم. انا هخليها تشرب.
وبالفعل تناولت نسمه الكوب لترتشف منه جُرعة قليلة حتى تُنعش روحها المُتعبه ف سوء الفهم بينهما لن ينته أبدًا. فهو فقط يُنهك نبضات قلوبهم ويجعلها غير صالحة للحُب.

في تلك اللحظه دلفت أنهار داخل حجرة الصالون ثم هرولت ناحية نسمه بفزع: أبلة نسمه إنتِ كويسة؟!
هزت نسمة رأسها بهدوء في حين تابعت السيدة خديجه بتنهيدة ضعيفة: اغم عليها. الحمدلله.

وهنا لاحظت أنهار وجود أوس، حاولت جاهدة ألا تُبدي اهتمامها به لتميل قليلًا ناحية نسمه ومن ثم أمسكت وجهها بين أصابعها تُحركه يمينًا ويسارًا قائلة: أيه دا يا أبلة؟! دا إنتِ وشك مصفر خالص وكمان أُغمن عليكي. دهين كدا بالصلاة علي النبي. أعراض حمل!

خديجه بسعادة: بجد يا أنهار. والنبي إحنا ناسيين إن معانا دكتورة في البيت!
أنهار بتفاخر: باين أهو مش محتاجه فقاقة.
عاصم بنبرة باردة وهو يجلس إلى الأريكة المقابله لتلك التي تجلس عليها نسمه: إنتِ تشحوري جُثة، تطلعي كبدة ولا فشه في عمليه جراحيه في المطبخ مع فرخة بلدي، لكن هو كل اللي يغم عليهم بقوا حوامل؟!، ما عم سعيد الجنايني اغم عليه أول إمبارح بقي حامل كدا خلاص؟!

جحظت عيناي نسمه في شدوه ظلت تجول ببصرها بين أنهار وعاصم فيما تابعت أنهار بإستنكار: هو الخبر الحلو دا، أثر عليك ولا أيه. عم سعيد مين دا اللي حامل!، أمال لما تشيل العيل بين إيديك هتعمل أيه؟!

روفيدا وهي تنظُر لنسمه ب لُغة الإشارة تود الاستفسار عن حقيقة الأمر، فهي تعلم تمامًا أن عاصم وصديقتها بعيدين كُل البُعد عن خبر كهذا...
رمقتها نسمه بنفس ذات الصدمة ومن ثم اومأت برأسها سلبًا لتقول روفيدا بدورها: أعتقد يعني انه مش حمل، هي بس متأثر بالجو العام في اليلا!
خديجه بنبرة لوم: لا إله إلا الله. وانتوا مش عاوزينه حمل ليه؟!، دا غيركم بيتنشأ علي ضوفر عيل!،.

ومن ثم إلتفتت موجهه حديثها نحو عاصم: قوم يابني. خُد مراتك تستريح في أوضتها، ومبروك يا حبيبي.
تحول عاصم ببصره ناحية نسمه يرمقها بجمود أرعبها، أخذ يكور قبضة يدهُ في غيظ، فيما إبتلعت هي ريقها هلعًا وهي تنظُر إلى قبضته التي مالت للإحمرار وهنا بادر عاصم بحملها بين ذراعيه وهو يقول من بين أسنانه:
تعالي يا قلبي. إنت حامل دلوقتي ولازم تستريحي.
نسمه بنبرة مُتحشرجة: م مم ماشي.

إتجه عاصم بها إلى غرفتهما، فيما تحرك ماجد إلى غرفة مكتبه لإيجاد العقود الخاصة بالمؤسسة. رمقها أوس بنظرة مُهتمة فيما إقتربت هي منه علي استحياء قائلة: متأخذنيش. خوفي علي أبلة نسمه، نساني إنك موجود.
اوس هازًا رأسه بتفهم: ولا يهمك. أخبارك أيه بقي؟!

اومأت أنهار برأسها إيجابًا. فيما لاحظ أوس وقوف هؤلاء الأطفال علي مقربه منه يرمقانه بنظرات ثاقبة وبنبرة حانية تابع موجهًا حديثه لهما: نيرو! رامي! مش هتسلموا عليا؟!
إقترب الطفلان منه، نزل أوس لمستواهما مُقبلًا إياهما لينتصب واقفًا من جديد وهنا تابع رامي بنبرة ضاحكة: إنت اسمك ايه يا عمو؟!
أوس رافعًا أحد حاجبيه بإعجاب من سؤال الصغير: اسمي أوس.

رامي ماطًا شفتيه وهو ينظُر ل نيروز التي راحت تقف خلف أنهار وأوس: كُنت فاكرك اسمك لموني!
روفيدا ببلاهة: أيه لموني دي كمان؟!
رامي ضاحكًا: أبلة نهر كانت بتقول بحبك يا لموني.
إرتبكت أنهار كثيرًا، وكأن الأُكسچين سُحب من حولها لتتابع بنبرة متوترة: كُنت بغني، الأغنية يا أبلة روفيدا في أيه؟!

في تلك اللحظه تدهور الأمر عن ذي قبل عندما وقفت نيروز بينهما ثم أمسكت كف اوس وأنهار وبحركة غير متوقعة قربت كفيهما من بعض حتى تلامست راحتيهما، لتفتح أنهار عينيها علي وسعهما وكذلك أوس المصدوم من الموقف فيهما رفعت نيروز بصرها إليهما وراحت تضحك ببراءة شديدة غير عابئة بحالة أنهار...
رامي ضاحكًا علي ما فعلته نيروز: هو دا لموني اللي كان صورته في تليفون أبلة نهر.

أنهار بنبرة اشبه للبكاء: دول عفاريت مش بني آدمين.
لَم تحتمل أنهار أكثر من ذلك لترفع وجهها إليه ومن ثم إتسعت إبتسامتها المُحرجة أمامه ومن ثم سقطت أرضًا من فرط خجلها مُغشيًا عليها...
روفيدا بصدمة: أنهار!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة