قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن عشر

إعتدلت في جلستها علي الصوفة الموجوده بحجرة الصالون بعد أن قام (اوس ) بوضعها عليها، رمقتهُ بنظرة وجِله دون ان تنبس ببنت شفةٍ لتقول روفيدا من وسط إضطراب نبراتها القلقه: أنهار، إنتِ كويسه؟
أومأت أنهار برأسها إيجابًا وراحت تنظُر له من جديد تستشف حالته بعد ما حدث من دقائق قليلة، ظهرت إبتسامة هادئه علي ثغره قائلًا بهدوئه المعتاد: قلقتينا عليكِ؟!
أنهار بتلقائية: إحلف كدا والنبي، إحلف إنك قلقت عليّا؟

فغرت روفيدا فاهها وهي تُحملق بالأخري التي ذابت سريعًا من كلماته لها لتوقظها بلكزة خفيفة وهي تجلس بجانبها قائله: أه يا حبيبتي طبعًا، كُلنا قلقنا عليكِ؟
انتبهت انهار لما صدر منها لتبتسم إبتسامة متوترة ومن ثم أشاحت بوجهها بعيدًا عنه. إبتلعت ريقها وقد أحست أن نظراته مازالت مُسلطه عليها ف حتمًا قد أدرك مغزي الأمر فهؤلاء الشياطين تولوا أمر قصتها التي لم تبدأ بعد...

أكيد اغمن عليكي من قله الأكل، خُدي بالك من أكلك بعد كدا!
قالت السيدة خديجة هذا الكلام وهي تربت علي خُصلاتها بحنو أمومي بالغ لتهز أنهار رأسها بتفهم، صمت ساد لثوان ليجد إحدي الخادمات تستدعيه ل حجرة المكتب بناءً علي طلب (ماجد ). تنحنح هو قليلًا لينهض ببُطء ومن ثم ينظُر لها بنظرات عابثة أربكتها:
طيب بعد إذنكم. وألف سلامة عليكي يا أنهار.

غادر غرفة الصالون للإلتحاق ب ماجد وإتمام إنهاء العقود، وما أن ترجل للخارج حتى أصدرت هي نشيجًا طفوليًا وهي تمط شفتيها بإمتعاض: حسبي الله في ابنك وبنت أخوكي، الواحد كان فاكرهم أطفال وبيفضفض. إتفضحت ياني!

أطلقت روفيدا قهقة عالية علي منظرها، وكذلك السيدة خديجة التي تابعت بنبرة ذات مغزي: الحُب مش محتاج وسيله تفضحه، دا بيكون واضح للأعمي. وبعدين ما إنتِ فاضحه نفسك بنفسك وقال أيه قلقت عليا والنبي؟، هبلة وما حدش صدقني.

أردفت السيدة خديجه بتلك الكلمات وهي تُحرك أهدابها عدة حركات سريعة أثارت قهقهاتهن فيما تابعت أنهار بعد أن توردت وِجنتاها خجلًا.
يا تري إتفزع عليا ولا كان عادي؟!
روفيدا وهي تنظُر لها نظرة إستنكار: إتفزع؟، إتفزع طبعًا يا حبيبتي ودي عاوزة كلام؟

أنهار بنبرة سهتانه وعينين سابحتان في ملكوتهما: هيح كان نفسي أشوف ريكشناته، (تعبيرات وجهه). أكيد كان سو كيوت؟!
أطلقت روفيدا قهقة عالية وكذلك خديجة التي ضربت كفًا بالآخر لحال من تعتبرها ابنتها فقد أزهق الحُب عقلها. ولكنها إعتادت علي ذلك، فهي تعيش وسط أُسرة تختلف الشخصيات بها وليس أمامها سوي خيار واحد وهو أن تتحملهم بجنون حُبهم الذي لا ينضب.

علي الجانب الأخر، (في غرفة عاصم وزوجته )،
حدقت بإتجاه الطُرقة المُلحقة بالغرفة والتي تضم مطبخًا ومرحاضًا داخليين، استبد بها الفضول عندما دلف إلى المطبخ وطال غيابه به، أصوات ضجة بالداخل، قررت النهوض عن فراشها لتسير علي أطراف أصابعها حيث يتواجد وما أن وصلت إلى المطبخ حتى وقفت خلف الحائط ثم مالت برأسها قليلًا لتجدهُ يندمج في إحضار الطعام،.

أثارت رائحة الطعام الطيبة، دافع الجوع لديها ولكنها سرعان ما أحست بوعكة حادة وهي تنظُر لهذه الفوضي بالمطبخ فليس هُناك رجُل يفعل الخير لآخرهِ، هرولت مُجددًا إلى الفراش فقد نهاها عن مُغادرته. وبعد دقائق قليلة وجدته يأتي حاملًا صينيه الطعام بين يديه ليضعها أمامها وبدوره يجلس إلى طرف الفراش، ثم بنبرة آمره لا تحتمل النقاش أردف: إتفصلي كُلي؟!
نسمه بإعتراض: مش هاكل.

عاصم وهو يضرب علي ظهر الفراش بقبضته القوية، إنتفض جسدها لتمد يدها تلتقط بعض قطع الطعام في صمت تام،.

تناولت عدة لُقيمات منه، فيما أسند ظهره إلى الفراش وقد وضع ذراعيه خلف عُنقه شاردًا، تنحنحت بثبات وهي تتذكر حديثه في الهاتف لتتوقف عن مضغ الطعام وراحت تبكي فجأه دون سابق موعد لتهتف بنبرة صارخه:
مش عاوزه أكل. شيل الأكل دا؟!
رفع أحد حاجبيه وقد تعمقت فحمتي عينيه بثبات فجّ ليعود للأمام مجددًا وبنبرة حادة تابع: بتعيطي ليه دلوقتي؟

نسمه ببرود صقيعي: علشان إنت واحد مش هتتغير، بتاع نسوان وانا عاوزه اتطلق منك. ماهو الجواز مش بالعافيه يا أخي؟!

أخذ نفسًا عميقًا داخله ليثير حنقها ومن ثم مال صوب وجهها هاتفًا بنبرة تعبق بحرارة عميقة: انا نسوانجي أيوة. بس نسيتي إني راجل أعمل اللي انا عاوزه، وانا لسه ما استخدمتش العافية معاكي، ف متحاوليش توصفيني بحاجه مش فيّا. علشان ما أثبتش القاعدة،.

ومن ثم استأنف حديثه مردفًا بنبرة متهكمة وهو يشير للطعام: ويالا يا قلبي كُلي علشان البيبي اللي في بطنك؟!
قام بإلتقاط قطعة صغيرة من اللحم المشوي، وباليد الأخري قام بالضغط علي فمها ليضع به الطعام رغمًا عنها وسط صراخها الكاتم به وهنا أردف باستطراد: أنا ما بعملش أكل غير للناس اللي بحبهم بس!
نسمه وهي تتحرر من قبضته وبنبرة غير مفهومة جراء ملأ فيها بالطعام تابعت: إنت فاكرني هستحمل سيطرتك دي لحد أمتي؟

هو بصراخ بعد أن قبض علي ذراعها: هتستحملي. طول ما إنتِ مراتي لازم تستحملي، وانصحك تتأقلمي علشان انا مش سايبك!

إبتلعت نسمه الطعام أخيرًا. وجهت نظراتها صوب مُقلتيه وأخذت تشهق بحُرقة قائلة: سيبتني بالسنين روحي بتخرج مني، كُل يوم بكذب خبر موتك. الناس قالت إني مجنونة، إتعرضت لضغوطات نفسية. فراقك كان قاتلني، عُمري ما ضحكت من قلبي في غيابك، ما كانش ينفع تكسرني بعد ما بنيتك من تاني، انا موجوعة. وبعدين لمّا إنت عاوز تعيش حياتك وتعرف ستات إتجوزتني ليه، كُنت خلتني مصدقة إنك مُت وعيشت إنت حياتك بعيد عني؟

ضغط علي عينيه كاظمًا لغيظه لا يتضح لهُ ما تُجاهد هي في إظهاره، ترك ذراعها بهدوء ليردف بتساؤل هاديء: ستات أيه اللي بتتكلمي عنهم؟
نسمه بإزدراء: انا سمعتك وانت بتتكلم في الفون مع سليم، ومقرر إنك تسافر وتعيش حياتك.

ظهرت علي شفتيه إبتسامة استنكار وبنبرة حاسمة تابع: بس انا شايف إنه مش منطقي تغيري أبدًا، لأني شخص مش فارق معاكي زيّ ما قولتي، كلامي ورق زيّ جوازنا؟! وعلشان أكون واضح معاكي. انا فعلاً مسافر بُكرا (أمريكا)، بدعوة من شريكنا الأمريكي بعد ما مضينا الصفقه من 3 أيام، أهو هغير جو، لأني مخنوق.

نسمه بحدة: شريكنا؟!، بس الصفقة الأخيرة كانت مع واحدة ست، (أنجلي وولف ) تقريبًا.

عاصم وهو ينهض عن الفراش: بالظبط.
إتقدت نيران الغيرة داخلها، أخذت تقضم أظافرها بقلق جمّ فهذه السيدة ربما تكون آيه في جمالها ولم تتجاوز سن الثلاثين بعد، وتعلم تمامًا بأنه رجل ولا يوجد حدود تمنع سيدات أمريكا عن وقوع أي رجل في مصيدة حُبهن، نهش التفكير بعقلها لتهتف به في عصبية مُفرطة: إنت إزاي هتسيب سليم في الظروف دي وتسافر؟!

رمقها عاصم بنظرة انتصار لإثارة غيرتها عليه، ليميل بجذعه العلوي إليها ومن ثم يضع كفه علي معدتها مُتابعًا ببرود صقيعي:
سليم ما عندهوش مانع زيّ ما سمعتي. بس أبقي خلي بالك من ابننا.
لوت شدقها بإختناق لتُبعد كفه بحركة عصبية فيما إتجه هو صوب الباب وقبل أن يترجل خارجه يجدها تهرول ناحيته ومن ثم تقف أمامه تمنعه عن السير للخارج لتقول بحزم: هروح معاك!
عاصم ببرود: لأ. وابعدي من قُدامي.

نسمه بتحدِ، عاقدة ذراعيها أمام صدرها: لا مش هبعد. وبعدين إنت ناسي، إني ليّا النُص في الشركة. يعني الشركة ب ريسين ومش معقول دعوة الترفيه دي تكون ل رئيس ورئيس لأ؟

إتسعت عيناه في دهشة من صلابة تحديها له، حدق بها مُطولًا بنظرات حادة لتبتلع هي ريقها في خوف جاهدت أن تُخفيه، إبتسم إبتسامة لم تصل إلى عينيه ليقترب منها أكثر ومن ثم حاصرها بذراعيه بعد أن إستندت هي بظهرها إلى الباب ليقول بتحدِ لا ينتصر فيه سوي (عاصم الدالي ) وحده: بتتحديني؟
جدحته بنظرة قوية فيما خانها النفس الخارج منها لترتبك خِيفة وبنبرة مهزوزة تابعت: أه بتحداك. ومش هتسافر من غيري.

عاصم غامزًا لها وأخذ يقترب من وجهها: يا تري. دي غيره؟
أشاحت بوجهها لتتحرك بعيدًا عنه فيما أمسكها من خصرها ضاغطًا عليه ليقول مجددًا محاولًا استفزازها: مش هتخلصي مني غير لو قولتي الحقيقه؟
نسمه بصراخ مبحوح: بطل هزار لو سمحت!
أومأ برأسه في هدوء ليميل عليها لاثمًا وِجنتها ب قبلة طويلة وما أن أبعد كفه حتى هرولت مُبتعدةً عنه ليقول بعد أن فتح باب الغرفة:
تمام. جهزي بقي نفسك لو هتسافري معايا.

ورحمة أُمي لو البت دي ما جت، لأدفنك مكانك.
أردف أمجد بتلك الكلمات في عصبية هائله ك فيضان ليس لهُ عزيز، أمسك بالرجل من ياقة قميصه وأخذ يضغط علي عُنقه وهو يهتف بنبرة أشبه لفحيح الأفعي فيما تابع الرجل بضيقِ: يا أمجد باشا. ما هو بالعقل كدا. القصر عليه حراس من رجالة البوليس دا غير التأمين الداخلي من صحاب القصر ومافيش حد بيخرج برا المكان، انا هخطف البت إزاي؟

أسرع عزيز بتخليص الرجل من بين براثن هذا ال امجد ليقول بنبرة ثابتة: طيب اخرج إنت برا. واستني الأوامر منّا.
إتجه الرجل خارج الغرفه فيما تابع عزيز مُهدئا إياه بنبرة مُقنعه: إهدي يا أمجد اللي بتعمله دا ما يصحش، إحنا محتاجين كُل راجل من دول، واللي بتعمله دا هيخسرك كُل حاجه.

أمجد ب غضب جمّ: لسه كتير علشان أخفيه من علي وش الأرض؟، ما بقاش في صبر خلاص.
عزيز وهو يربت علي كتفه بثبات: سيب الموضوع دا عليّا وانا هجيبها لك قريب أوي.

سيم!
أردفت نيروز بهذه الكلمة وهي تقفز أثناء جلوسها فرحًا عند رؤيته بشاشة اللاب توب الخاص ب أنهار فيما تابع هو بنبرة ظهر عليها الإشتياق كثيرًا: قلبه؟! حبيبه بابي كويسة؟
نيروز بسعادة واضحة: أه و عصومي.
أطلق سليم ضحكة هادئة علي ذكائها البيّن، ظهرت أنهار في تلك اللحظه تحمل الصغير بين ذراعيها ومن ثم وجهت وجهه إلى الكاميرا وهي تتابع بفرحة: بابي أهو يا عصومي، قول له إنه وحشك؟

كانت نوراي تجلس بجانب زوجها تنظُر لهما بإشتياق ولوعة تود لو تحتضنهما دون فراق، تلألأت العَبرات داخل مُقلتيها وهي تري سعادة زوجها ل رؤيتهما وكذلك إبتسامته الهادئة التي مهما حاول أن يُخفي ما ورائها عنها ف سيفشل مع كُل محاولة فهو يضحك وجعًا لكِبر المسافات بينه وبينهما، أردف سليم مُحدثًا صغيرته: بتذاكري الدروس يا نيرو!
نيروز بتلقائية شديدة وهي توميء برأسها: one , two , three , four...

أخذت تُردد هذه الأرقام رافعة اصابعها أمام شاشة الحاسوب، تُحرك الواحد تلو الأخر عدًا، تهللت أسارير وجهه لحالها. فلا يستطع استيعاب حياته بدون ضحكتها، يحمد الله دائمًا بأنها من أطفال الداون، ف نقاء نوايا أهل الخير وصفاء سماء في ليلة مُشمسة وهدوء بحر وزُرقة مياهه جميع هذه الحالات هي، هي نقطة الصبر لكُل آلامة وأوجاعه ف ليتحمل أكثر من أجلها. نعم يُحبها وكأنه لم يُحب والدتها من قبلها، وكأنها أول أُنثي تغزو قلبه. هي الحياة بالنسبه له وبنقائها يقوي...

سليم بحنو جارف: براو يا روح بابي، أنا بحبك أوي؟
نيروز وهي تُصفق بكفيها الصغيرين قائله بإبتسامتها المُعتادة: انا حبك. ي يا سيم.
في تلك اللحظه تابعت نوراي بنبرة حانية وهي تُقبل راحتها ثم تنفخ بها أمام الحاسوب:
البوسة دي ل نيرو، علشان هي وحشت مامي أوي.
بادلتها نيروز نفس القُبله فقد تعلمتها من والدتها مُسبقًا، فيما تابعت الصغيرة وهي تفرد راحتيها أمامها وترفع حاجبيها ببراءه مُتسائلة: الشيلاته يا مامي؟

نوراي بنظرة لامعة وقد أوشكت علي البكاء: يا قلبي، أول ما تصحي من النوم هتلاقيها جنبك.
ثم توجهت بحديثها ناحية أنهار قائله: ربنا يسعدك يا أنهار، انا مش خايفة عليهم طول ما هما معاكِ، خلوا بالكم من نفسكم.

أنهار وهي تُلقي لها قُبله مرحة: في عيوني، دول ولادي وروحي فيهم كمان. ودلوقتي هسيبكم مع ماما خديجة وروفيدا.

مش عاوزين نستعجل طبعًا، يعني إحنا في مرحلة تعارف. ولازم نفهم بعض أكتر ولا إنتِ أيه رأيك؟

أردف زياد بتلك الكلمات في هدوء، يود لو يضرب بكلام والدته عرض الحائط فقد مل الجلوس علي أمل من والدته في شيء لن يتم، وضع ذراعيه علي الطاولة ينظُر لها بثبات فيما تابعت داليا بأريحيه في الحديث: أنا الصراحة بقي، عارفة إن مدام سَكينة ما بتجيبش غير رجالة، وهي طلبت مني إننا لو اتفاهمنا نستعجل في الجواز.

زفر بهدوء وهو ينظُر إلى البعيد ومن ثم إلتفت إليها قائلًا بجزع: يعني هي اللي هتختار لك؟، وبعدين ايه اللي غاصبك تتجوزي واحد متجوز؟ وبعدين انا راجل مُعقد ما بحبش الخروج ومفهوم الزوجة بالنسبه ليّ آله تطبخ وتعيشني ملك، وبسكر وبحب الستات، يعني بايظ من الأخر، الواحد بردو لازم يكون صريح. موافقة؟

داليا رافعه حاجبها بهدوء: وماله تتغير؟!
زياد بنظرة ثاقبة وكذلك نبرة أربكتها: لا وحياتك انا ما بتغيرش. لكن انتِ اللي هتبقي لبستي. وبصراحة انا سادي وبتغذي علي تعذيب الناس؟

إبتلعت الفتاة ريقها خِيفة من نبرته أكثر من حديثه، تلعثمت قليلًا قبل أن تنهض علي الفور مردفة بخوف: لا شُكرًا وعلي أيه؟!

يا ما شاء الله، دي شقة ولا اللي بنشوفهم في الأفلام. شِرحة وبِرحة، ياختي لعب معاكي الحظ يا خارصة!
أردفت ثناء بتلك الكلمات في دهشه وهي تتجول في أروقة الشقة الواسعة المساحة تضع أصابعها حول ذقنها في شدوه، فيما تجاهل رمضان حديثها لينظُر إلى (نعمه) مردفًا بحُب: عجبتك يا نعمة؟!

أومأت نعمه في سعادة وهي تجول ببصرها في المكان، في تلك اللحظه أمسك رمضان بكفها فجأه، إرتبكت قليلًا لما فعلهُ فيما إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة عاشقة قائلًا: عاميك مُفاجأه. تعالي؟!
رمقتهُ بنظرة تساؤليه، فيما جذبها لتتبع خُطواته صوب إحدي الغُرفة. استدار ليقف خلفها وبيد قام بوضعها علي عينيها وبالأخري قام بفتح الباب وكذلك حثها علي الدلوف للداخل وما هي إلا ثوان حتى أبعد كفه.

أخذت تنظُر للحجرة بإنبهار وفرحة ظهرت علي قسمات وجهها بوضوح، جالت الدموع بمُقلتيها لتضع يديها علي فيها في عدم تصديق فتارة تنظُر لمحتويات الغرفة وأخري لهُ.
( قام رمضان بتحويل الغرفة إلى مكتبه كبيرة، مليئه بالأرفف والورود وكذلك أحضر جميع الكُتب المتواجدة بالسوق، لا يعلم ذوقها بشأنهم ولا يستطع القراءة حتى ولكنه جاهد لإسعادها )، ف الفقير عندما يعشق لا يملك سوي قلبه، إرثًا وإثباتًا لحُبه...

وهنا إبتسم لها في سعادة فيما هرولت إليه تحتضنه بحُب أحسته لتوها...

عيطي يا نوراي. حقك؟
أردف هو بتلك الكلمات حاضنًا إياها بين ضلوعة، أخذت تبكي بُكاءًا هستيريًا عقب إغلاق المُكالمة مع أطفالها وهنا تابعت هي بشهقات مُتقطعة: وحشوني يا سليم، نفسي أخدهم في حُضني!
سليم بألم يُضني قلبه: قريب حبيبتي، أوعدك هيحصل وقريب إن شاء الله.

في تلك اللحظه تابع عاصم الذي يجلس أمامها بنبرة مهمومة: عسي أن تكرهوا شيء وهو خيرا لكم، إهدي يا نوراي. لأنك لو فضلتي تعيطي كدا مش هنلحق لا نفكر ولا نخطط.

اومأت نوراي بتفهم وطفقت تمحو دموعها بهدوء فيما تابع سليم بتساؤل: جهزت نفسك علشان السفر؟!
عاصم بثبات: بإذن الله، بس طبعًا ما خلصت من نسمه هانم من ساعة ما سمعت مُكالمتنا وسمعت كلمه ستات وجُزء من عقلها ضرب، قال يعني انا فعلاً رايح اتفسح واحنا في الظروف دي.

سليم قاطبًا ما بين حاجبيه: يعني رايحه معاك؟
أجابه عاصم هازًا رأسهُ فيما تفهم سليم للوضع ليقول بنبرة شاردة: عاوز أمجد ما يغيبش عن عينك لحظة واحدة، خلينا نشوف مين الناس اللي بيتعامل معاهم وتحت أي بند. اما بقي، (عزيز المرشود) ف دا تسيبهولي انا. خليه يقابل الضربات البسيطة قبل ما يتفاجيء بالإنفجار.

عاصم مُضيقًا عينية بتساؤل: إنت عملت أيه؟!
سليم غامزًا له: هتعرف قريب. بس إنت دلوقتي لازم تروح تجهز نفسك وهنبقي علي إتصالات إن شاء الله.
عاصم وهو ينهض مؤكدًا عليه بنبرة مضغوطة: سليم. ما تعملش أي حاجة من غيري؟!

مشطت شعرها أمام منضدة الزينة وما أن إنتهت حتى توجهت إلى الفراش حيث يناديها، جلست إليه ومن ثم أراحت ظهرها قليلًا لتجده يردف بحنو: مش هتاكلي يا روفا؟
انهي جُملته وهو يجلس بجانبها إلى الفراش فيما تابعت هي بنبرة مُتألمة: هو ابنك مخلي أي أكل ثابت في بطني؟!

إبتسم لها بحنو ليقوم بضمها إليها، طبع قُبلة حانية علي جبينها ليقول بنبرة يخالطها الرفق بفترة حملها: طيب يا قلبي، نفسك في أيه وانا أنزل أجيبه لك حالًا؟!
روفيدا بحُب: نفسي سليم يرجع القصر. ونعيش كُلنا بفرحة من تاني، لو تشوف عياط ماما كُل يوم وهي شايله أولاده هتعرف اني نفسي في دا بجد.

تأثر ماجد بحديثها، حاول بأسرع وقت تغيير الاجواء حتى لا تدخل في موجة بُكاء عنيفة، رفع كفها إليه وأخذ يُقبل راحته لتقول هي بإبتسامة واهنة: أنا بحبك اوي يا ماجد، ومبسوطة إنك ابو ابني، كفاية وقفتك جنب سليم وخوفك عليه وإنك بتسعي تخلي الشركة أقوي من أي وقت من غير ما تتأثر بالأجواء.

ماجد بحُب: وانا بحبك، علشان إنتِ بنت أصول وتتحبي ها؟
غمز بعينيه لتخرج ضحكة هادئة منها وبهذا استطاع أن يُنسيها ألمها ولو للحظة علي غياب شقيقها بل حبيبها الأول...

حضرتي الشُنط خلاص؟!
أردف أمجد وهو يجلس إلى الفراش، أخذ يتمطع في فراشه فيما تابعت دينا بوجه عبوس: تقدر تعمل check عليهم، بس ما قولتليش ليه الزبارة المفاجأه لأمريكا دي؟! هو في وزير بيسيب بلدهُ في الظروف دي ويسافر؟!

زفر بضيق جمّ ليهدر بها بصوت أجش قائلًا: ما قولنا نبطل التحقيقات الفارغة دي، يالا أخرجي عاوز أنام شوية قبل ميعاد الطيارة.

جدحته دينا بحنق، إتجهت صوب الباب وما ان إجتازت عتبته حتى صفقت خلفها بشدة أدت لهزة في أرجاء المكان فيما تابع هو بنبرة حاسمة: مش مُفاجأه ولا حاجه، ولا دي زيارة وزير من الأساس، دي زيارة من نوع تاني؟!، واهو أنفذ من بعيد ل بعيد!

اصطف سيارته أمام الباب الرئيسي ضمن الصف التابع لعربات الشُرطة. إتجه صوب الباب الرئيسي للقصر ليجد صوت أحدهم يوقفه بنبرة آمره: استني عندك؟
إلتفت عاصم إلى مصدر الصوت، رمق صاحبه بنظرة جامدة من أعلي لأسفل فيما تابع الضابط المسؤل عن تتبع الحادثة (ادهم ) وهو يمد يدهُ له: أنا آدم. الضابط المسؤل عن قضية معالي الوزير السابق وحضرتك عاصم الدالي غني عن التعريف طبعًا.

صافحه عاصم بدوره ثم تابع بهدوء: خير يا حضرة الظابط!
آدهم بثبات: صدقني يا عاصم باشا. هروب معالي الوزير مش هو الحل أبدًا في القضية.

عاصم بنفاذ صبر ونبرة جامدة: حتى لو كان بريء؟!
صمت الضابط لوهلة يتعمق في هذه الجُملة بريء فيما تركة عاصم دالفًا لداخل القصر.

في صباح اليوم التالي،
إلحق يا عزيز باشا. مُصيبه؟!
اردف أحد رجال عزيز المرشود هلعًا يلتقط انفاسه بصعوبة من كثرة العدو فيما تابع عزيز بفزع: مصيبة أيه الله يخربيتك؟
الرجل باستئناف: الدُنيا مقلوبة والسياح سابوا المُنتجع، بعد ما نزلت صور للسلع اللي موجوده في المخزن وحواليها فيران وبيقولوا انها مُنتهية الصلاحية!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة