قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع عشر

صرخ به هلعًا، هذه حتمًا ستكون الضربة القاضية له، مُنتجع سياحي راقي يتم فيه تداول أطعمة مُنتهية الصلاحية؟!، بل وتم اصطحاب كاميرا ما داخله وتصويره بما يحوي من بضائع، قارب علي الافلاس حتمًا، وقف عقلهُ عن التفكير ليهتف بنبرة صادمة:
عرفت الكلام دا منين يا مُتخلف إنت؟!

الرجل يبتلع ريقه خِيفة: لسه حالًا يا باشا الأخبار كانت علي التليفزيون، دا غير إن السُياح نهوا عقود الإقامة في المُنتجع ومنهم اللي قدم فينا شكوي.

هوي علي أقرب مقعد علي الفور ليضع رأسه بين كفيه من أمر هذه الأخبار الفاجعة فيما تابع الرجل بتساؤل مُترقب: هنعمل أيه يا عزيز باشا؟
عزيز بنبرة هادرة يأمره: غور من وشي دلوقتي
أومأ الرجل برأسه مُتفهمًا، استدار صوب الباب يخرج منهُ في حين تابع عزيز بنبرة تائهة: صور للمخزن؟!، ودا مين اللي هيلعب معايا اللعبه الوسخة دي؟!

صدحت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي عن هذا الخبر الفاجع، توالت الشكاوي علي المُنتجع لينهار بعد أن كان من أبرز المعالم السياحية علي الإطلاق، نال سُمعة تطيح به أسفل سافلين،.

نظر إلى شاشة الحاسوب بإبتسامة عابثة، كان يقف في مُنتصف الحُجرة وقد وُضعت لوحة علي الحائط أمامة، تشتمل علي ثلاثة صور (أمجد العزالي، عزيز المرشود، رائف)،
رفع ذراعه للأعلي قليلًا ثم هوي ذاك الرُمح المُستخدم في لعبة السهام ليُصيب الهدف تمامًا حيث إخترق مُنتصف جبهة عزيز المرشود، في تلك اللحظه جاءت هي تحمل بين يديها كوبين من الشاي لتقول بنبرة متسائلة بعد أن وضعت الأكواب إلى الطاولة:.

تفتكر مين اللي فضحه بالطريقة الشنيعة دي؟
إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة واثقة قد تعمقت من فرط صمته، وما أن استدارت له حتى وجدته يقف أمامها مُباشرةً وقد زالت المسافة بينهما ليضع ذراعيه حول خصرها ليغمز لها بعينيه قائلًا بنبرة ثابتة: انا.
حدقت به في دهشة، نظرت صوب عينيه مُباشرة لتتلعثم في الحديث قليلًا قبل ان تهتف بنبرة مصدومة: إنت يا سليم؟! عملتها إزاي دي وانت قاعد جنبي؟!

سليم رافعًا أحد حاجبيه: فاكرة زمان؟!، يوم ما قولتلك (ما أُخذ بالقوة لا، ).
نوراي باستكمال وعلامات الإعجاب تحتل لمعة عينيها: لا يُسترد إلا بالذكاء.
سليم بضحكة ساحرة وهو يشير بإصبعة إلى راسه: وطول ما في ذكاء، مافيش حاجه هتوقفني.

تنهدت نوراي تنهيدة طويلة، نكست ذقنها قليلًا لتقول بنبرة حزينة: بس انا خايفة عليك أوي يا سليم، هتقف واحد قصاد الناس دي والشرطة إزاي؟!
سليم وهو يرفع وجهها إليه حتى تلاقت أعينهما: بس انا مش لوحدي. في جنبي أوشين ونيروز وعاصم، دول مش كفايه؟

وقبل أن يتثني لها فُرصة الرد، سمعا طرقات طائشة علي باب الغرفه، قطبت نوراي ما بين حاجبيها فيما تابع هو بنبرة حاسمة: خليكي. انا هشوف مين.
إتجه صوب الباب يفتحة ليترآي لهُ وجه رجل لا يعرفه وسرعان ما أزاحته نرجس قليلًا لتقول بنبرة ثابتة: إزيك يا كُبره؟، فينك كدا مش ظاهر!، أيه مافيش اتفضلوا؟

تنحي جانبًا ليفسح لها الطريق فيما دلفت هي بصُحبه ذاك الرجل، أخذت تجوب ببصرها المكان وما أن جلست إلى الأريكة حتى تابعت بتساؤل واضح: أمال فين السنيورا أُختك؟
جال ببصره بين الإثنين ليردف ومازال واقفًا: جوا. خير؟
نرجس بميوعتها المُعتادة: طيب وصي لنا علي الشاي وأقعد خلينا نتكلم؟!

أومأ سليم برأسه، رمقهما بنظرات شك ليتجه صوب الغرفه المُجاورة ثم يطلب من نوراي إعداد أكواب من الشاي. عاد إليهما من جديد فيما تابعت نرجس بنبرة ثابتة: أعرفك دا غريب أخويا، إحنا جايين نتكلم معاك في موضوعين، وإن شاء الله تبقي فتحت خير علينا كُلنا.

ضيق سليم عينيه لوهلة لا يشعر بالإرتياح أبدًا، فداخله شعور يُحدثه أن ما هو قادم لن يُعجبه أبدًا، صمت لوهلة ثم أردف هازًا رأسه: ونقول خير؟
وهنا إلتفتت نرجس بكامل جسدها ناحية شقيقها ومن ثم ربتت علي كتفه تُعزز من موقفه قائله: بصراحة بقي، انا جيبت ل غريب عرايس كتير وقُليل وكان بيرفضهم كُلهم، بس المرادي بقي عروستنا داخله دماغه، وانا بصراحه لمّا سمعت الكلام دا منه، قولت دوغري نطلبها من صاحب الشأن.

دلفت نوراي داخل الغرفة تحمل بين يديها الصينيه، باغتتهما بإبتسامة هادئه لتضع الأكواب علي الطاولة بصفاء نية تام، أخذ الشاب ينظُر لها بإعجاب واضح للعيان فاغرًا فيه وكأنه لم يري أُنثي من قبل وهنا أردفت نرجس بنبرة إعجاب وهي تُقدم شقيقها ل نوراي: بسم الله ما شاء الله، تقول للقمر فِز أقعد مكانك. أقدملك ياختشي (غريب) أخويا.

مد غريب يدهُ لها، صافحته نوراي بإبتسامة هادئه وهي تقول برقة لا تتوافق مع قاطني هذا الحي: هاي stranger؟! (غريب).
نرجس فاغره فاها بتساؤل غير مُباشر: ها؟
غريب وهو ينظُر ل شقيقته تارة وأُخري ناحية نوراي ليردد ببلاهة: سيبيها تقول اللي هي عوزاها. سرنجة سرنجة، المهم ننول الرضي.

ينظُر لهما بعينين جاحظتين لم يفق من صدمتهُ بعد والآن أدرك مَن العروس المقصوده، إلتفت ناحية نوراي التي همّت أن تجلس إلى المقعد ليهتف بها بصوتِ أجش جعلها تستقيم واقفة من جديد: نوراي. إدخلي جوا؟
نرجس بإستغراب: في أيه يا كُبره، بتشخط في البونيه كدا ليه؟، خليها تسمع اللي جاي أصله يخصها.

رمقتهُ نوراي بعدم فهم، فيما أسرع سليم بجذبها من ذراعها حتى أجلسها إلى جانبه ليقول بنبرة حادة قليلًا: يخصها إزاي، مش فاهم؟
نرجس بمكابرة: شكلك بيقول إنك تفهمها وهي طايرة يا كُبره. بصريح العبارة، أنا طالبه إيد أختك (نورا ) لإبننا غريب،.

ثم استأنفت بنبرة ذات مغزي وقد أطالت النظر له وهي تُحرك حاجبيها: وأهي تكون وصلة خير لينا كُلنا.

لم يجذب نوراي مُختصر الحديث كُله، بل لوت شدقها بإستنكار لتردف بعد ان وقفت في مكانها مُعترضة: Excuse me (معذرةً)، اسمي نوراي.
استنشق الهوا داخله كاظمًا غيظه، جدحها بنظرة غاضبة تنم عن بركان أوشك علي الثوران ومن ثم جذبها لتجلس من جديد، هامسًا لها: هو دا اللي لفت إنتباهك في الكلام.

إِفتر ثغرها عن إبتسامة عريضة أبرزت جمال ضحكتها فيما إلتفت هو ناحية هؤلاء الإثناء قائلًا بتماسك: غريب طالب إيدي نوراي؟!
هزت نرجس رأسها بإستغراب فيما قاطعة غريب مُرددًا بنبرة تائهة وكأنه مُتعاطيًا ل شيء ما: إلا قوليلي يا لوز مقشر إنتِ، دهون شعرك ولا باروكة؟!
نوراي بتفاخر: تؤ، شعري.
طفح الكيل به لينهض من مكانه ومن ثم جذبها من ياقة منامتها القُطنية لتقف كذلك مُرددًا بغضب عارم: شايفة الأوضة اللي هناك دي؟

نوراي مُحاولة كتم ضحكاتها وقد إنكمشت علي نفسها: أدخليها وما تخرجيش منها تاني.

هزّت رأسها بتفهم لتهرول من أمامه بعد أن مّدت لسانها للأمام قليلًا حتى تستفزه، ليميل بجذعة العلوي يلتقط شبشبه البلاستيكي ذا اللون الأزرق ومن ثم يُلقي به في الهواء ولكنه أصاب الباب بعد أن أغلقته علي الفور،.

نرجس وهي تتجه إليه تربت علي كتفه: إهدي بس يا كُبره، دي مهما كان أُختك الصغيرة بردو، ها ما قولتليش ردك.
سليم بصوتِ جهوري أفزعها: لأ. ما عنديش حد للجواز ياستي، لأنها مكتوب كتابها أصلًا وجوزها مسافر.
أومأت نرجس برأسها في تفهم لتردف بنبرة نادمة: والنبي يا كُبره ما كُنت أعرف، اهو يالا مالناش نصيب.

غريب وهو ينهض واقفًا: يا خسارة مالناش من اللوز المقشر نايب.
في تلك اللحظه نزع سليم الفردة الأخري من قدمه ليهتف به بنبرة هادرة: يالا ياض من هنا لأدفنك حي، برررررا.
هرول غريب إلى الخارج وكذلك تبعته نرجس التي غضبت من تصرف سليم مع شقيقها في حين صفق الباب خلفهما وبنبرة مُغتاظة أردف: قال طالبين إيد مراتي؟

رفع أحد حاجبيه وهو يصر علي اسنانه حانقًا ليميل مُلتقطًا (الشبشب) بين يدهُ وراح يخطو ناحيه الغرفة هاتفًا: مراتي؟، مراتي مين! إنتِ يا زفته!

في صباح اليوم التالي،
داخل أحد السجون، خصيصًا ذاك السجن الذي سيتم فيه تنفيذ عقوبة الإعدام، هرول احد العساكر بين أروقة المكان، أخذ صدره يعلو ويهبط حتى استقرت قدماه أمام حجرة مأمور السجن ليطرقة عدة طرقات قوية وما أن سُمح له بالدلوف حتى هتف وهو يلتقط أنفاسه بالكاد،.

إلحق يا حضرة المأمور، المسجون اللي في الحبس الإنفرادي، دخلت عليه من دقيقة بس لقيته عادم نفسه وقاطع النفس خالص.

هبّ مأمور السجن واقفًا. أزاح العكسري ليذأب بخُطواته صوب حجرة الحبس الإنفرادي التي وُضع بها كمال لحين تنفيذ عقوبة الإعدام عليه، ليُفاجأ به مُعلق من رقبتهِ بحبل ذي سُمك عريض، فاردًا ذراعيه جانبه وقد جحظت عيناه بشدة، ليهتف صارخًا في حدة: مين اللي جاب الحبل دا هنا؟

مش هغيب عنك كتير، إن شاء الله يا ماما إلهام، وانا طلبت من أنهار تديكي العلاج بالنيابة عني لحد ما أرجع.

أردفت نسمه بتلك الكلمات وهي تضع الطعام في فم إلهام تُحدثها بحنو، فيما جلس عاصم حيث الناحية الأُخري من والدته، لينظُر لزوجته بتحدِ وسرعان ما إمتدت يده ناحيه فم والدته يضع بعض القيمات داخله مُرددًا بتساؤل: أيه رأيك في الأكل اللي عملته لك بإيدي يا أُمي؟
رمقتهُ نسمه بحنق لتزيح يدهُ علي الفور وبنبرة مُغتاظة تابعت: علي فكرة بقي هي ما بتاكلش غير من إيدي وتأكد تمامًا إن أكلك مش عاجبها.

عاصم بثقة لا مُتناهية: عاصم ما بيعملش حاجه وحشة.
أخذت إلهام تتحول بنظراتها بينهما في استغراب بينما ألقت نسمه الطعام في مكانه داخل الطبق، أشاحت بوجهها بعيدًا عنه تبغضه بنظرات مُتضايقة لتدمدم بحروف غير مفهومة فيما رفع هو أحد حاجبيه مُرددًا بثبات: فاضل ساعتين علي الطيارة. يارب نجهز؟

نهضت عن الفراش علي الفور لتترجل خارج الغرفه دون أن تنبس ببنت شفةٍ فيما إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة هادئه وهو يُتابع وقع خُطواتها للخارج ومن ثم إلتفت إلى والدتهُ من جديد ليرفع كفيها إلى فمه يقبلهما وبحنو صادق تابع: إدعيلي يا أُمي. إني أقدر أوصل ل حاجه، عاوز أساعد سليم يرجع لأولاده ومراته، يمكن إختلفنا زمان بس انا حاسس إنه أخويا اللي من لحمي ودمي. وياريت تدعي إن ربنا يصلح الحال بيني وبين المجنونة دي، عارف إنك الأول ما كُنتيش بتحبيها، بس أكيد مفهومك عنها إختلف أصل نسمه ما ينفعش ما تتحبش، حلمي دلوقتي يكون بينّا أطفال، أنا عارف إن الموضوع صعب. بس انا هتمسك بحلمي.

رفعت إلهام بصرها لأعلي قليلًا وكأنها تنفذ ما طلبهُ منها لتسقط عَبرة باردة علي وجنتيها فيما أسرع هو بضمها إليها ليقبل جبينها بحُب لم تُغيره الظروف أبدًا...

مرّ يوم كامل مملؤ بأحداث أقوي مما قد نتخيله او ربما نتائجها هي الأهم، إتسق القمر في كبد السماء ووصلت عقارب الساعة إلى الثالثة فجرًا، صدح رنين الهاتف يملأ الغرفة وكأنه الشيء الوحيد المُستيقظ داخل ظلام الغرفة الدامس، نامت أنهار بجانب (نيروز) في الفراش بعد مجهود دام ل ساعات حتى تمكنت من إسكات الصغير الذي بكي بُكاءًا متواصل،.

تململت في الفراش ولم تعي لصوت الهاتف بعد وما هي إلا ثوان حتى فتحت جفنيها في صدمة، هرولت ناحية الهاتف الموضوع علي الصوفة حتى لا يستيقظ (عاصم) جراء الصوت، ركزت ببصرها إلى شاشة الهاتف،.

جحظت عيناها بصدمة فأخذت تفركهما لتتأكد مما تري ومن ثم أسرعت تنظُر إلى الوقت بشدوه ولكنها لم تستطع تجاهل اتصاله أكثر من ذلك لتجيب بنبرة قلقة: أوس؟، مالك!، إنت بخير؟، أوعي تقول إنك عملت حادثة لا قدر الله ومُت، لأ لأ عاااا.

أتاها صوتًا خافتًا للغاية بالكاد يصل إلى مسامعها لتهتف صارخة بنبرة حزينة: أيه؟، لا ماتقولش. فقدت النُطق، باين باين أهو. بتقولي هببببابابا، أنا عارفة إن حظي زيّ حظ خشبه إتجوزت مغناطيس.

أبعدت الهاتف قليلًا لتبحث في أمر إنخفاض الصوت هذا، لتتفاجأ بأنها تمسك الهاتف بطريقة مُعاكسة، أدركت للامر لتضعه علي أُذنها بطريقة صحيحة هذه المرة وتتفاجأ به يصرخ بعصبية مُفرطة: بسسسسسس، إخرسى.
إبتلعت ريقها وجلًا لتتلعثم في عباراتها قائله: أنا غلطانه إني قلقانه عليك، وبعدين في حد يتصل بحد دلوقتي؟!

أوس بغيظ: تصدقي إنك فصيلة؟، أيه اللي حصل يعني ما كانش جايلي نوم، ف قولت اتصل بيكي وأعزمك بكرا علي الغدا ونتكلم شوية.

أنهار بضيق: لأ ما كانش ينفع يا استاذ ت ت. ، ها قولت أيه؟
أوس مُكررًا عرضه: عازمك علي الغدا، يعني عاوز أعترف لك بحاجه!
أنهار ببلاهة: وأخيرًا يا جدع، دا انا كُنت قولت الراجل دهون، غليظ المشاعر، جحشًا في الفهم، تاريك عسل، انبي عسل.
أوس بضحكة خفيفة: اللهم لا إعتراض علي قضائك، بلدي بس تتحب.

جلس خلف مكتبه في هذا الوقت المُتأخر من الليل، إمتلأ سطح مكتبه بفناجين القهوة، وضع رأسه بين كفيه في حيرة من أمره أخذت كلمة عاصم تتردد علي مسامعة بطريقة لا يفهمها (حتي لو كان بريء). داخله شعور لا ينضب أبدًا فقط يُخبره أنه هكذا ويجب أن يُصدق هذه الجُملة، أخذ يلوم نفسه لتصديق جُملة قد قيلت من أحدهم دون أن يبحث جيدًا في الأمر ليتأكد بنفسه، ليطرأ علي باله حديث والدة الشاب وهي تهتف ألمًا:.

اتصرف يا حضرة الضابط، ابني مش هيرتاح في قبره إلا بعد حقه ما يرجع لهُ، إنتوا إزاي مش بتكثفوا الجهود وسايبين سليم النجدي يهرب بكُل سهولة كدا، دا قاتل ابني؟!

وقتها أجابها بنبرة جامدة لا يعلم سببها فهو الأكثر حمية للحق: ليه صنفتيه أنه القاتل رغم أنه مافيش أي حاجة تثبت دا، غير مُجرد شهود بسهولة ترشيهم علشان يقولوا كدا؟!

السيدة بإستنكار: ومين بقي دا اللي هيرشيهم؟، وابني أصلًا أيه علاقته بأصحاب الشقة دول؟!
أدهم بصلابة جلت في نبرة صوته: مالهوش أي علاقة، بس تحليل الطبيب الشرعي أثبت إن ابنك كان مدمن (هيروين).

السيده بغضب: بس برؤه من تهمة اغتصاب البنت، وبشهادة الشهود ما حدش دخل العمارة غير الوزير السابق، لكن انا لحد دلوقتي ما اعرفش، أيه علاقة الوزير بابني، أو بناس فقرا زيّ دول.

مسح علي وجهه بعصبية خفيفة، كحل السُهاد عينيه بشكل واضح ولكنه لن يهدأ حتى يصل إلى هذه الحلقات المفقودة، فماذا بعد؟، قتل الشاب وموت الفتاة جراء حادثة الإعتداء. موت ذاك المُتهم في قضية (سرقة الأعضاء)، الفضيحة الخاصة بعزيز المرشود وهو من ظهرت براءته في هذه القضية ليكون (كمال) الفاعل، رغم التعامل المُسبق بينهما، لا يعلم. فقد إختلط عليه الأمر وتعقدت الأمور من حولهِ،.

(في صباح يوم جديد )،
ودي البويا يا سييم باشا.
أردف رمضان بتلك الكلمات في هدوء وهو يضع علب البوية أرضًا، فقد طلبها منهُ سليم، لتنفيذ رغبة نوراي لتجديد ألوان المنزل، أومأ سليم برأسه في هدوء قائلًا: ماشي يا رمضان، خُد الفلوس دي وبلاش سليم باشا دي.
رمضان برفض: خيرك مغيأني مش عايز.
قام سليم بوضعها في جيب قميصه ليربت علي كتفه قائلًا: إنت عريس جديد ولازم تظبط أمورك.

وهنا قام رمضان بوضع أصابعه حول ذقنه ليردف بنبرة متسائلة، مُضيقًا عينيه: صحيح، هتعميوا أيه في بيتي بقي؟
نوراي وهي تصفق بفرحة: هنلونه يا يمضان، علشان يرجع جديد تاني.
رمضان وهو يهز رأسه: يأ. خُدوا ياحتكم عيا الأخي، ما أنا كدا كدا بنام في الشايع.

أطلقت نوراي قهقة عالية فيما إقترب منه سليم أكثر قائلًا بتساؤل: أيه أخر الأخبار؟
رمضان وهو يقترب من أُذنه هامسًا ك مخبري الشرطة: الياجل صاحب المهمود دهون، ايي كان هيتعدم، الله ييحمه بقي. ضحك عييهم وعدم نفسه.

رفع سليم حاجبيه واخذ يحك ذقنه في حالة من الإنبهار لعدم فهمه لأي من حروف حديثه: مين المهمود دا؟
رمضان بإستنكار لعدم معرفة سليم لهذا الشخص حيث أشاح بكفه في ضيق: عزيز المهمود يا سييم به، ما الكيام واضح أهو.
سليم مُحدقًا به: ايه؟
في تلك اللحظه تراجع رمضان للخلف قليلًا ليتابع بقلقِ: في أيه يا سييم بيه، انا خفت منك أقسم بالله.
سليم بشرود: كمال؟!

هبطت الطائرة حيث أراضي الولايات المُتحدة الأمريكية، ليُقابل عاصم بحفاوة شديدة من قِبل شريكة عمله (أنجلي وولف )، تم اصطحابهما إلى أحد الفنادق الراقية،.

وما أن إرتاحا من عناء السفر حتى بدأت جولتهما داخل الغابات هُناك، بدأ طاقم العمل بأكمله بالتوغل داخل الغابات حتى جاء عليهم الليل ليقرروا قضاء الليل بها...

كان بإمكانهم العودة قبل حلول الليل ولكن بطلب منه قرروا البقاء، راغبًا هو في تنفيذ شيء ما،.

قاموا بنصب خيامهم في مكان ضارب باسقة أشجاره، نظرت إليه بوجهٍ مُقطب في حين ولج هو داخل الخيمة لتزداد حدة عينيها توهجًا من فعلته تلك، وهنا هتفت بنبرة حانقة،
ممكن أفهم، إنت نصبت خيمة واحدة ليه!
لَم تتلقي منهُ ردًا، ظلت تضرب الأرض بقدميها بإنفعال جمّ لتبدأ بالإستفاضة بكلامٍ لاذعا قائله: اوعي تكون فاكر إنك لمّا تخطفني هستسلم لك، مش بمزاجك تدخل حياتي وتخرج منها، وبردو هفضل برا الخيمة ومش هخاف.

أتاها صوته في تلك اللحظه مُرددًا بثبات: ماينفعش يا حبيبتي، دي غابه مش مدينة ملاهي.
أنهي جُملته تلك وهو يترجل مُجددًا خارج الخيمة، غمز لها من بين عينيه الساحرتين، ومن ثم وضع كفيه في جيب بنطاله وقد إقترب منها حتى أصبحت المسافه بينهما لا تُذكر لتتحول ملامحهُ إلى الصرامة الشديدة...

وبما إنك مش هتيجي بالحنيه، نغير برنامج المُعاملة ولا إنتِ أيه رأيك يا نسمه هانم؟!
جدحته بنظرة مُتحدية ومن ثم أشاحت ببصرها بعيدًا عنه، ولاها ظهره وقد إفتعل اللا مُبالاة وقد إتجه صوب الخيمة وقبل أن يدلفها ردد بهدوء أثار حنقها،.

انا هنام، وإنتِ قرري تنامي في حُضن جوزك، ولا في حُضن الأسود اللي موجودة هنا.
إنكمشت قسمات وجهها وكذلك شفتيها التي ضمتهما في مُحاولة للبُكاء وما أن التفت يفحص معالم وجهها حتى عادت ملامحها تنظُر له بتحدٍ: نومي في حُضن الأسود، أهون.

أومأ برأسه في ثبات، دلف علي الأثر للداخل، إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة خفيفة. حك ذقنهُ بكفهِ، ينتوي فعل شيء ما حيث تحرك بخُطي وئيدة ناحية الفراش المبسوط علي الأرضية ليفرد جسده عليه ومن ثم وضع ذراعيه أسفل رأسه لتنطلق منه صيحة كزئير الأسد، إرتعش جسدها إينذاك فأسرعت علي الفور داخل الخيمة تستغيث به قائلة:
أسد، ديب. مش عارفه!، بس سمعت صوت يخوف.

حملق إليها في إندهاش تصنعهُ لتوه، حيث تمكن من استغلال سذاجتها في صالح رغبته بأن تنسي ما مضي وتستسلم لإصراره عليها، لينهض علي الأثر ثم يلف ذراعيه حول خاصرتها رويدًا رويدًا مُستغلًا فزعها وإنفلات أعصابها حتى تمكن من ضمها إليه بقوة، في تلك اللحظه إستغلق عليها الكلام أمام ما فعلهُ ولكنها أبدت مُقاومة ضارية لإبعاده قائلة بشراسة...

إنت بتستغل الوضع!، إبعد عني يابني آدم إنت وإلا هأذيك!
ضحك ملء شدقيه في هذه الأثناء، نظر صوب عينيها مُباشرة وبنبره رجولية تابع وهو يرفع ذقنها إليه،
يالا زيّ الشاطرة كدا إنطقي اسمي، ماسمعتهوس من شفايفك الحلوة دي من زمان، وإلا هعملك غدا للأسود هنا وإنتِ عارفة إني ما بهزرش.

أصابتها رجفة خفيفة وبدأت تُتأتيء في عباراتها، تجدحه بوجهٍ مُكفهرٍ بينما مال هو بوجهه إليها وقد باغتها بقُبله طويلة لإشتياقهِ لها، زادت من رجفتها فأخذت تُبعده بكلتا قبضتيها، ليستجيب لمُحاولتها المُضنيه ويبتعد وبنبرة جادية تابع،
قدامك عشر ثواني، لو مانطقتيش اسمي، هرميكي برا الخيمة.
نسمه بإستسلام ونبرة اشبه للبُكاء: ع ع ع، بكرهك...

إنهارت في البكُاء، بينما إحتضنها هو في شوقِ بالغٍ، وفجأه وجدها تضُمه هي الأُخري بنفس اللهفة ليبتسم قائلًا بهمسٍ يُخالطه الحُب،
وحشتيني؟!
لم يأتيه ردًا منها بل سمع صوت نشيجها يزداد ثانيه بعد الأُخري وتشدد من ضمتها لهُ ليستنبط خوفها وهنا همس في أُذنها بحُب: والله العظيم أسفه، إهدي!
نسمه ببكاء مرير: وإنت كمان وحشتني!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة