قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والعشرون

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والعشرون

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والعشرون

تنحنحت قليلًا وهي تُلملم شتات أمرها في توتر قد ظهر للعيان وبنبرة مُتلعثمه تابعت: يعني إنت ليك في أي شغل، عدم اللا مؤاخذه؟
سليم وقد شعر بتوترها ليتابع بثبات: انا أسلك في الحديد، انا بصراحة جربت اليمين ما نفعش ومش سادد قوت يومي، ف انا بقول يعني وماله لو نجرب الشمال؟!

حملقت به في فزع لتلطم صدرها هاتفة بتساؤل مصدوم: ليه هو إنت ليك في الهيروين ولا الستات ولا أيه؟!
سليم بنفي قاطع: هيروين أيه بس؟، انا ما بشربش سجاير أصلًا لكن بقول شغل يا نرجس، اما بالنسبه للستات ف انا لو حبيت، مافيش غيرها يملي عيني.

نرجس بميوعة وهي تضرب جانب صدرهُ بخفة: كلامك حلو يا كُبره ومُريح.
إبتسم سليم إبتسامة صفراء بجانب فمه، ليتمعن النظر لها لفترة وجيزة قبل أن يقول بهدوء صقيعي: ها قولتي أيه، هتشوفي لي شغل؟!
نرجس بحسم: من عينيا دول، عدي عليّا بُكرا علشان نتكلم في موضوع الشغل دا. وأهو أوريلك حاجه مهمة.

أومأ برأسه مُتفهمًا فيما استكملت حديثها بنبرة مُتسائله وهي تُقرب وجهها منهُ قليلًا: بس ما قولتليش، هو انت مش ناوي ترجع من مطرح ما جيت. هتستقر هنا ولا أيه؟!
سليم بإيجاز: لأ. انا موجود هنا لأجل غير مُسمي.

أيه دول؟ ورايحين علي فين كدا؟!
أردف أوس بتلك الكلمات متسائلًا حينما وجد رامي ممسكًا بكف نيروز وقد سبقهما إلى السياره يفتحها، فغر أوس فمه مما فعلهُ فقد فتح الباب دون مساعدة من أحد بل وعاون نيروز علي الولوج داخلها. قطعت أنهار صدمته تلك قائله بضحكة عالية: لأ، ما هو انا خلفت قبل ما أتجوز.
أوس وهو يضرب كفًا بالآخر: واضح جدًا علي فكرة، بس ما قولتليش رامي خشوع دا عندهُ كام سنه.

في تلك اللحظه أطل رامي برأسه من الباب الخلفي للسيارة ليهتف بنبرة طفولية عالية: five سنين.
إلتفت أوس يرمقه من فوق كتفه لتطلق أنهار قهقه ساخرة علي منظر اوس من فصاحة هذا الصغير لتقول بنبرة ضاحكة: هم بيقولوا كدا يعني، بس أنا أشك.
رامي وهو يلوح له بكفه: يالا يا لموني علشان نسوق العربية سوا.
أوس قاطبًا ما بين حاجبيه: أيه دي اللي نسوقها سوا؟ دا إنت نهارك فُل معايا.

إتجه أوس إلى السيارة، فتح الباب ثم تنحي جانبًا مُشيرًا لها بالدلوف ليغلق الباب فور دخولها، استدار مُتجهًا إلى مقعد السائق وما أن جلس خلف المقود حتى قاد السيارة إلى النادي الرياضي كما إتفقا.

رامي موجهًا حديثة ل (نيروز ): مبسوطة؟!
نيروز وهي تتشبث بذراعه: اه، رامو حلو.
قالتها نيروز بنقاء سجية وهي تضم شفتيها بمرح فيما تابع هو ك رجل يتغاضي عن أخطاء حبيبته: اسمي رامي. بس رامو حلوة علشان نيرو قالتها.

اخذ يرمقهما في صمت من مرآة السيارة أمامه، فقد أحب مُتابعة أحاديثهما الطفولية الخالية من أي ضغينة، تحول بنظراته ناحية أنهار التي تجاوره في السيارة وبنبرة هائمة تابع: تحبي لمّا نروح النادي نتغدي الأول ولا في خطة تاني؟!
همّت أنهار أن تجيبه عندما استوقفها هتاف رامي وهو يقترب بوجهه منهما قائلًا: هنلعب كوره.
أوس ضاغطًا علي شفتيه بغيظِ: هو انا كُنت أخدت رأيك يا عم انت؟!

رامي بدهاء لا يليق بعُمره: هم بناتات خارجين معايا وانا راجل، وأبلة نهر هتسمع كلامي.

أوس وهو ينظُر لأنهار بشدوه: بناتات؟!، مين دا وبيعمل أيه في عربيتي؟!
أنهار كاتمة ضحكتها: دا رامي.
أوس بغيظِ: رامي مين وزفت مين يا شيخة؟!
رامي وهو يقترب من أذنه صارخًا: ما تزعقلهاش يا لموني إنت.

فُتح باب الزنزانة علي مصرعية، أطل ذاك الضابط واقفًا أمام الباب وقد عكس الضوء خياله علي ارضية الزنزانة، دلف بخُطوات وئيدة للداخل، بدأ يجوب ببصره المكان بأكمله. لا يُعقل أن يكون قد قتل نفسه، أيصح ذلك؟، سيتعجل نحره الذي سيأتي لا مُحالة؟!،.

نزل إلى الأرض قليلًا وبدأ يتفحص أرضية المكان بتمعن وهنا هتف بنبرة جامدة: خدوا الحبل دا واتحققوا من البصمات اللي عليه حالًا.
إنصاع العساكر لأوامره فيما نهض من جديد يبحث عن سبب الإنتحار في كُل مكان، أخذ يتفحص جُدران المكان بعينيه عله يصل إلى بعض الكلمات عنه وكذلك السقف ولكن دون جدوي...

سار ناحية الباب مُجددًا، ركله بحدة والضيق يعتلي صدرهُ فحتمًا هُناك ما حُجب عنه والآن كيف سيُجيب علي اسألة صديق عُمره بشأن هذه القضية، فهما من تعاهدا علي الحق حتى لو علي رقابهما...

يا بيه إنت هتفضل قاعد علي مكتبك، مبحلق في الجهاز ديه لحد أمتي، إنت مانمتش من إمبارح يا أدهم بيه؟!

أردف أحد العساكر بتلك الكلمات وهو يضع فنجان القهوة العاشر علي مكتبه في حين زفر أدهم زفرة مُطولة ليقول بنبرة مُتعبة: شُكرًا لإهتمامك يا حضرة الصول. إتفضل إنت!
حرك الصول رأسة في حُزن ومن ثم انصاع مترجلًا للخارج فيما إتجه أدهم بعينيه إلى الحاسوب من جديد وراح يقول بشرود:.

يا تري وراك أيه يا عزيز تاني؟! يمكن إنت برا قضية معالي الوزير خالص، بس لو حد كان ركز، كان هيتأكد إنك جُزء منها. مُتهم في قضية (أعضاء بشرية وخطف ) وفي غمضة عين خرجت منها بمساعدة أمجد العزالي. علاقتك القوية ب (وزير البيئة )، أيه لم الشامي علي المغربي؟، صداقة؟ طيب تمام؟! بس أيه سر إدعاءات وزير علي أخر وتشويه صورته بالشاعة دي، إلا لو كان في ظُلم. واشمعني الراجل اللي سليم النجدي ساعدهُ لمّا هدمت بيته هو نفسه الراجل اللي حصل في بيته الجريمة؟!، إلا لو كان الغرض (القضاء علي اسم سليم النجدي للأبد )؟!

آآآ آه.
صرخ وهو يُدلك رأسه بأصابع يدهُ في ألم عارم، ما يحرق قلبهُ هو شعوره بأنه في صف الظُلم وهو لن يستمر بهذا الطريق أبدًا...

أنا عاجبني الفُستان دهون يا أبلة نوراي، عاجبك إنتِ كمان يا خالتي؟!
أردف عبد الرحمن بتلك الكلمات وهو يجلس علي الأريكة في المُنتصف بين أنهار ونعمه في حين ربتت نعمه علي خُصلات شعره بحنو وهي توميء برأسها إيجابًا لتقول نوراي بتنهيدة:
أخيرًا استقرينا علي حاجه.

في تلك اللحظه جاءت ثناء إليهم، وضعت أكواب الشاي علي الطاولة ومن ثم جلست إلى مقعدها لتقول بنبرة فضولية: إلا قوليلي يا ست نوراي. هو فين المحروس جوزك يا ختي؟!
نوراي بعفوية: سلي...
رمقتها نعمة بعينين جاحظتين، في حين إبتلعت نوراي ريقها بصعوبة لتقول بضحكة متوترة: جوزي. امم مسافر دُبي شغال هناك chauffeur (سواق ).

نعمة ومازالت ترمقها بصدمة ومن ثم إلتفتت إلى شقيقتها وبدأت تُحرك ذراعيها بالإشارة إلى (مقود السيارة ) لتقول نوراي بتلعثم: ق ق قصدي يعني (سواق ).
إلتقطت نعمه أنفاسها مُجددًا وهي تبتسم ل نوراي ثم شقيقتها إبتسامة لم تصل إلى عينيها ف بحكم تعاملها مع نوراي، أدركت بأنها لا تُجيد صناعة الأكاذيب مُطلقًا فحاولت جاهدة إنقاذها...
نوراي بتساول ممتعض: انا مش فاهمه، سليم إتأخر ليه؟!

ثناء بتذكر ل شيء ما: أه صحيح، دا انا لسه شيفاه كان قاعد مع (نرجس ) في الشادر بتاعها بيشربوا شاي، وشكل الكلام واخدهم،.

ومن ثم استأنفت بنبرة خبيثه تنبيء عن شيء ما: شكلها كدا السنارة غمزت وهنفرح ب أخوكي قريب.
رمقتها نوراي بنظرة مصدومة، لتهتف من بين حنقها: نعم؟!، يعني أيه واخدهم الكلام دي؟!
ثناء باستغراب: دا إنتِ المفروض تفرحي له، بكرا تشوفي عياله وتعرفي حلاوة إنك تكوني عمه.
نهضت نوراي من مكانها علي الفور وبنبرة حانقة تابعت وهي تضرب كُل شيء أمامها ك الأطفال: عمه؟، دا انا هتحفل بيه النهاردا.

أنا دلوقتي حاسة أوي بيكي، يوم ما عاصم غاب عنك. دا الضني غالي أوي، الواحد بيهون علي نفسه إن ربنا قريب هيفرجها من عندهُ، اصل الإعتراض علي قضاء ربنا مش الحل.

أردفت خديجة بتلك الكلمات وهي تجلس في شرفة الغرفة الخاصة ب (إلهام )، رمقتها إلهام بهدوء حنون وكأنها تُصدق علي حديثها وتواسيها في فتور قلبها، نزعت خديجة القشرة الخارجية ل ثمرة الموز عنها لتمد يدها ناحية إلهام تُطعمها في فمها فقد تولت مهمة العناية بها لحين عودة نسمة وهنا تنهدت بضيق أثقل أنفاسها عن الخروج بحُرية لتقول بحُزن:.

انا كمان خايفه علي رامي ونيروز. وبالخصوص نيروز ما هياش حمالة قاسية، دي كُل يوم يا حبة عيني تبص للسلسة اللي لابساها (صورة لوالدها ووالدتها ) وتبوسها وتسألني عنهم قبل ما تنام. انا قلبي واجعني علي عيالي أوي حتى آلاء ما بنساهاش في دعواتي، أحميهم يارب من كُل صاحب سوء وإبعد عن قلوبهم الوجع والشر.

إِفتر ثغر إلهام عن إبتسامة بسيطة لتغمض عينيها بهدوء وكأنها تؤمن علي حديث خديجة.

بقولك أيه يا ماجد، اتصل ب أنهار حالًا واتطمن علي الولاد، انا ما أعرفش قلبي واجعني ليه؟، ومش مستريحة للخروجة دي.

أخذت تسير في الغُرفة ذهابًا وإيابًا تضع أحد ذراعيها خلف ظهرها والأخر علي بطنها المتكور، فيما تابع ماجد وهو ينظُر إلى شاشة الحاسوب بإمعان يقرأ أحد المقالات وكأنه سيلتهم سطوره قائلًا بهدوء: حبيبتي ما تخافيش أنا بعت وراهم راشد وكمان هم مع أوس وأنهار.
روفيدا وهي تصرخ به بغيظِ: ما هي دي المشكلة، هيقعدوا يسبلوا لبعض وينسوا الولاد.

ماجد وهو يهتف بفرحة ظافرة: هو دا. مرات أمجد العزالي رافعة عليه قضية خُلع؟، مرات أمجد؟! تاهت عن بالنا فين دي!

روفيدا بصريخ وهي تضربه بالوسادة: ماجد. انا بكلمك!
ماجد وهو ينتبه لها قائلًا بانصياع: حاضر يا روحي. اللي انتِ عوزاه.
قام علي الفور بإلتقاط هاتفهُ، اختار اسمها من سجل المكالمات لينتظر بعدها الرد، لم تُجبه في باديء الأمر، إنقضت روفيدا عليه تمسكه من ياقة قميصه صارخة: شوفت مش قولتلك العيال إتخطفوا. يالهوووي ولادي. هولد.
أيوة يا أبيه ماجد؟!

صمتت روفيدا في تلك اللحظه وقد أفلتت راحتها عن ملابسة لتبتسم له بإحراج بينما ضغط هو علي شفته السُفلي بغيظِ ليجيب بهدوء: أيوة يا أنهار. حبيت بس اتطمن، الولاد بخير؟!
أنهار بشكوة: ابنك مطلع عيني يا ابيه ماجد، دا عاوز يخلينا نلعب كورة وانا أقف جون.

وهنا سمع ماجد صوت صياح طفلهُ بها وهو يقول بعصبية طفولية: إنتِ الجون، ماينفعش تسيبي المكان وتمشي يا نهر.
ماجد ضاحكًا: عنده حق، خلي بالك منهم، سلام.
علي الجانب الاخر
ظل يجذبها من ساعدها حتى أوقفها ك حارس مرمي بعد أن أجبرها علي أن ترتدي تي شيرتًا وشورت (زيّ كروي )، كذلك فعل اوس ونيروز وباقي الأطفال المشاركين بالمُباراة...

بدأت المُباراة لتوها. هرول رامي ناحيه مرمي الهدف بصُحبه فريقة وما أن إعترضة اوس (كعضو خصم ) حتى قام بإزاحته بعُنف ومازال يحتفظ بالكره وما أن إقترب من أنهار حتى طاح بالكره، أخذت أنهار تنظُر للكره المتجهه نحوها في شدوه لتصرخ وهي تحمي وجهها وتسير داخل الشبكة: عاااا، يما. الكورة هتموتني.

أحرز رامي هدفًا، ليواصل اللعب من جديد وبدا الإحتكاك بينه وبين أوس من جديد حيث حاول أخذ الكره منه ولكنه يستولي عليها بأساليب عنيفة ك (العض )، بدأ يقترب منها من جديد لتهتف هي بنبرة بلهاء وهي تفرد ذراعيها وتبعد قدماها عن بعضهما:
أشطا، يالا بقي هلقف بيضة. والنبي تنفع سمكة في المية.
وهنا هوت علي الأرض ساقطة بعدما إلتصقت الكره بوجهها لتقول بنبرة أشبة للبُكاء: ماعتش شايفة حاجة خلاص؟، إنتوا روحتوا فين؟

أطلق رامي قهقة عالية عليها ومن ثم توجه ناحية فيروز ليرفع ذراعها عاليًا وهو يُردد بصخب طفولي: هيييييه. كسبنا.

عاصم انا جاهزة من بدري وانت أديلك ساعة مركز مع اللاب توب، خير؟، هم الستات اللي كُنت عامل حسابك عليهم كنسلوا الميعاد.

أردفت بنبرة مُتهكمة وهي تقف أمامه عاقدة ذراعيها أمام صدرها في حين رمقها هو بنظرة هادئه، طوي اللاب توب ثم أزاحه بعيدًا ومن ثم جذبها من ذراعيها يحثها علي الجلوس أمامه ليقول بنبرة صادقة: يا ستي والله ما في واحدة تعوضني عنك أبدًا. وانا مش موجود هنا علشان ستات ولا غيره.

نسمة بنبرة أشبه للبُكاء: أمال عاوزني أصدق إنك جايبني من مصر ل أمريكا علشان تصالحني؟!

عاصم بشرود قليلًا: مش بالظبط يعني.
سالت دمعة من عينيها لتقول بضيقِ: أمال أيه يا عاصم أنا لازم أفهم؟!
مد يدهُ إلى وجنتيها يمحو الدموع عنهما، تنهد مُطولًا قبل أن يفصح عن هدفه من هذة السفرية قائلًا: أنا هنا علشان أراقب أمجد العزالي.
نسمه بدهشة: هو أمجد بأمريكا؟

أومأ عاصم برأسه إيجابًا، ومن ثم نظر إلى ساعة يدهُ قائلًا: وكمان هو دلوقتي في إجتماع هيخلص بعد ساعتين، المفروض أنه عدي ساعة ونص يعني لازم نتحرك دلوقتي، خلينا نشوف هيقابل مين بعد المؤتمر دا.
هزت رأسها عدة هزات مُتفهمة ومن ثم ألقت بنفسها بين ذراعيه قائله بندم: انا أسفة بجد!
عاصم وهو يربت علي ظهرها بحنان أبوي: مافيش اسفة وكلام فاضي. يالا خلينا نتحرك، بس الأول استني هجيب الكاميرا معايا، هتنفعنا.

إنت فاكرني هبلة؟!، قولت اني أختك وعديتها، لكن كمان تقعد مع واحدة زيّ دي، مشيتها وتصرفاتها عجيبة زيها.

صرخت به وهي تجلس خلف باب الغرفه تضم ساقيها إلى صدرها في بُكاء. فيحترق داخلها عندما علمت بتواجده معها، لم ترتح لها أبدًا وعقلها الطفولي يرفض إشتراك أحداهن به معها حتى لو كان مُجرد كلام، فيما طرق هو علي باب الغرفه بهدوء قائلًا: طيب افتحي خلينا نتكلم ومن غير عياط وانا يا ستي أسف. بس الست دي وراها سر هيساعدني كتير.

نوراي بغضب واضح: وياتري هتوصل للسر دا بسهولة ولا هتتساهل معاها وتعملوا علاقة كام مرة علشان تقنعها تأمن لك؟!
سليم بثبات إنفعالي: طيب افتحي يا نوراي وبطلي هبل.
شرد في كلماتها لوهلة، وكأنها والدته التي تعلم ما سيحدث لطفلها قبل حدوثه، فهذا حقًا ما شعر به في حديث (نرجس )، مسح علي وجهه بهدوء جمّ ليقول بنبرة حانية: طيب خلينا نتكلم من غير ما يكون الباب دا حاجز ما بينا وانا وعد هسمعك.

ورحمة أُمي اللي ما هينطق ب اللي عملة، لأقطع رقابكم كلكم وأعلقها علي باب المُنتجع.

صرخ بهم في غضب عارم، لا يستطع اللحاق بمصائبة من جميع الاتجاهات، وقف طاقم العمل صفًا واحدًا مطأطأي الرأس فيما أعاد سؤاله مُجددًا: مين اللي صور المخزن وبعت الصور للصحافة، وإلا هعرف بنفسي وساعتها مش هرحمه.
لم ياتيه ردًا من أحدهم، صر علي اسنانة وفجأه سمع هاتفه يصدح باتصال ما وما أن تفحص الاسم حتى كان من أحد رجاله،.

تلهف للرد ليُجيب علي الفور ويستمع إلى ما كان يُريده وبشده وهنا تابع بفرحة تعكس حالته قبل دقائق مرت: عفارم عليكم يا رجالة. عشر دقايق وتكونوا قدامي ومعاكم البنت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة