قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني والعشرون

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني والعشرون

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني والعشرون

إنقلع قلبها من بين أضلعها او بالأحري أوشك علي ذلك، استحال لون وجهها للصُفرة الفاقعة وهي تجوب ببصرها داخل كُل زاوية في المرحاض ولا تجدها. اصطحبتها إليه عندما طلبت نيروز منها ذلك وعندما رغبت أنهار ان تبقي إلى جانبها مطت نيروز شفتيها اعتراضًا لتترجل أنهار للخارج،.

مشت قليلًا وهي عاقدة ذراعيها أمام صدرها، تنظُر لهما بحُب أثناء لعب الكرة وبعد مرور دقائق ليست بالكثير عادت تتفقد نيروز من جديد ما إن كانت بحاجه إلى مساعده منها، ولكنها لم تجدها بالداخل...

أخذت أنهار تصرخ هلعًا تلتفت حول نفسها كالمجنونة لتهتف بحارسة المرحاض قائله بنبرة هادرة: كان في بنت صغيرة في التواليت من دقايق بس، ما شوفتيهاش بالله؟!
أومأت السيدة برأسها سلبًا وأخذت تضرب كفًا بالآخر وكأنها تُشاركها حالتها بينما ترجلت للخارج من جديد لتجدهُ يقترب منها بلهفة: لقيتيها؟
أنهار بشهقات مُتقطعة: نيروز راحت مني يا أوس، انا لسه مدخلاها بإيدي التواليت من اربع دقايق بس.

أوس محاولًا تهدئتها: يبقي أكيد ما بعدتش عن المكان، تلاقيها خرجت ومشيت في أي حته. أمشي ندور عليها؟
هزّت أنهار عدة إيماءات جنونية وأخذت تهرول معه مُنتشرين في أرجاء النادي، وكان أوس مُمسكًا بكف الصغير الذي ظل يبكي مُناديًا باسمها...

مرّت ساعة كاملة لم يجد بها أي جديد، هوت أنهار علي رُكبتيها أرضًا واضعه وجهها بين كفيها وتقول بمرارة فجّة: يارب ألاقيها. ياااارب. نيروز مش عايشة مع العالم دا غير بسجيتها، ملهاش ذنب في كُل اللي بيحصل.
أوس وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة: مافيش أثر ليها. إزاي طفله في أربع دقايق هتمشي في النادي وتختفي فجأه كدا. نيروز ما ضاعتش، نيروز إتخطفت.

رفعت بصرها إليه ترمقهُ بذهول، خُطفت؟، من سيُعادي ملاكًا لا يُدرك عن الحياة سوي الحُب؟!، أخذت أوصالها ترتعش بشدة لتقول بنبرة مهزوزة: لا بالله عليك يا أوس، بلاش تقول اتخطفت. هون عليّا انا مش قادرة اتنفس.
دار رامي بعينيه في المكان ومن ثم أخذ يهدر بصراخِ عاليًا يشوبه البُكاء: نيروووووووو.

( في الولايات المتحدة ب أمريكا )،
إختبئا خلف أحد التماثيل المنحوته لإحياء ذكري أحدهم، إنتهي المؤتمر بعد ساعتين متواليتين، دقق عاصم النظر في ذاك الرجل الذي يقف معه أمجد العزالي يتبادلا بعض الأحاديث علي جنب. إلتفت عاصم ناحية زوجته التي تختبيء خلفه وبنبرة آمرة تابع:
بتعملي أيه يا حجة؟!، إحنا جايين نسرق، إنجزي صوري الراجل اللي واقف معاه دا.

أومأت نسمه برأسها في تفهم، أمسكت الكاميرا وبدأت تلتقط لهما عدة صور لا تعلم ما أهمية هذه الصور حتى الآن، وما هي الا لحظات حتى دلف أمجد العزالي داخل سيارة هذا الرجل بعد ان طلب من حراسته آلا يتبعوه، قطب عاصم ما بين حاجبيه في استغراب، ألهذة الدرجة خصوصية المسألة؟! ولكن من هذا فهو ليس من ضمن طاقم الوزراء المُفترض انه آت لزيارتهم.

أسرع عاصم بإيقاف سيارة أُجرة ومن ثم دلفت نسمه داخلها وكذلك فعل هو ليهتف بالسائق في جدية تامة: follow this car , be careful. that is very serious.
(اتبع هذه السيارة، وكُن حريصًا فالأمر في غاية الجدية ).
أومأ السائق له مُتفهمًا، صوب ناظرية بإتجاه السيارة المُستهدفة ليقود السيارة بأقصي سُرعة لديه، فهو ليس مصري الجنسية كي يتلكأ من طلب كهذا مُتأففًا.

مرّ علي تتبعهما لسيارة (أمجد العزالي ورفيقه ) قرابة النصف ساعة وأخيرًا وقفت السيارة أمام أحد الفنادق الشهيرة بالولايات المُتحدة الأمريكية،
وقف السائق بعيدًا لدرجة كافيه حيث ترجل عاصم وزوجته خارج السيارة فيما انصرف السائق. رفع عاصم بصرهُ ناحية اسم ذاك الفنُدق ومن ثم انزلهما مُجددًا يترقب الرجلين حتى غابا داخل هذا البناء،.

رمقتهُ نسمه بنظرة مُستفسرة لسكونه المُفاجيء، رفعت حاجبيها مُستفهمة فيما ردد هو بنبرة تستحضر بين طياتها شيء ما: سانت ريجيس؟ سانت ريجيس؟!، اممم.
نسمه بحيرة هاتفة: عجبك اسم الفُندق؟!
عاصم بانتباه ونبرة مُتحيرة: تقريبًا عندنا فُندق في مصر بنفس الاسم؟
حكت نسمه جبهتها بأطراف أصابعها في تدقيق، لترفع بصرها إليه من جديد قائله: تقريبًا أه.

دارت بعض الأفكار في رأسه ليجلس إلى المقعد الخشبي الموجود علي جانب الطريق وبنبرة شاردة تابع: ودا معناه أيه؟!
مطت نسمه شفتيها علامة الجهل بمضمون الأمر لترفع كتفيها قليلًا ثم تنزلهما وهنا اسرعت بالجلوس جانبه وبنبرة مستفهمة تابعت: إنت بتفكر في أيه يا عاصم.
عاصم ناهضًا من مكانه بحسم: قومي نرجع الأوتيل وهفهمك كُل حاجه.

أخذت آلاء تضرب وجهها بخفة وهي تبكي ألمًا، فيما سقطت روفيدا مُغشيًا عليها وهنا تابعت خديجة بعويل مُحطم:
يا تري إنتِ فين يا بنتي دلوقت؟، ولو فعلًا اتخطفتي مش هتستحملي علشان قلبك ضعيف، يارب. خليك جنبها. دي طفله ما توعاش حاجة.
اخذت تمحو قطرات الدموع التي سالت انهارا عن وجهها لتلتفت إلى ابنتها المغشي عليها قائله: فوقي يا روفيدا هنلاقيها منين ولا منين؟!
آلاء بشهقات مُتقطعة: روفيدا؟، قومي الله يخليكي.

في تلك اللحظه هرول زياد للداخل مُصطحبًا الطبيب معهُ ليبدأ في فحصها فقد لزم الامر استدعاء الطبيب لأنها عندما وصلها خبر خطف نيروز سقطت أرضًا وهي بشهورها الأولي...
خديجة جالسة القُرفصاء والدموع تسيل من عينيه لتقول بنبرة مبحوحة: يا تري يا سليم لو عرفت اللي حصل ل بنتك هتعمل أيه؟! دا ممكن يموت فيها، استر يارب.

أخذت تبكي بكاءًا مريرا وهي تتذكر وصول هذا الخبر إلى مسامع سليم، ف روحه بهذه (الفتاة ) حتمًا سيُقهر أو يقتل أحدهم. أخذت تنتحب بألم وهي تتخيل حالته وينقبض قلبها فزعًا عليه،.

علي الجانب الاخر بالنادي
ظلت جالسة تنظُر إلى الفراغ والدموع تهطل منها في صمت مُرعب، ظل ماجد يجوب في المكان ذهابًا وإيابًا إلى أن أتاهُ صاحب النادي ليردف بنبرة آسفة: انا أسف يا ماجد باشا. تلات ساعات متواصلة بنبحث عنها ومافيش أي أثر. إنتوا لازم تقدموا بلاغ، لأن الموضوع بنسبة كبيرة خطف.

مسح ماجد علي وجهه بإحباط وحُزن فيما أردف أوس بتنهيدة مخنوقة: خلينا نقدم بلاغ يا ماجد، قاعدتنا في النادي هنا مش هتفيد.
أنهار دون أن تلتفت لهما لتقول بنبرة مكسورة: أنا السبب علشان ما حافظتش علي الأمانة، بس والله ما شيلت عيني عنها ولا لحظة، ليه يوجعونا في طفلة زيها. حسبي الله ونعم الوكيل.

أغمض ماجد عينيه في قلقِ لحال هذه الصغيرة وأين قد يكون وصل بها الحال، ابتلع ريقة بصعوبة ومن ثم أردف وهو ينظُر صوب أوس: إحنا هنبلغ سليم إزاي؟
أوس وهو يضع رأسه بين كفيه بحيرة: مش عارف بجد. انا قلقان عليه.

تفتكر نعمل فيها أيه دي؟!، أنا مش مُتخيل إن البت بقيت تحت إيدينا، قصدي رقبه سليم تحت إيدينا.

أردف عزيز بتلك الكلمات وهو يُحادث (أمجد العزالي ) عبر كاميرات الفيديو الخاصة بأحدي الوسائل الإلكترونية فيما تابع أمجد وهو ينزع عنه سُترته: مش هنعمل لها حاجة، هنحطها تحت إيدينا لحد ما أبوها يسلم نفسه علشان يحميها ونجبره يعترف بالجرايم اللي منسوبة له وتطير رقبته ونخلص.
أمجد العزالي بضحكة ساخرة: سليم؟!، يابني إنت علي نياتك أوي!

عزيز بوجوم: لا يا أمجد، انت اللي جبان، إحنا نخلص من البنت علشان يتوجع عليها ويبطل يتحدانا تاني.
أمجد وهو يضرب كفًا بالآخر: انا عاذرك علشان انت ما تعرفش سليم النجدي كويس. دا لو شافنا قدام عينه دلوقت هياكلنا ويقول ما كلتش، أوعي تفكر تستذكي عليه دا جني، وبلاش تستعجل الأمور، سيبه هو بنفسه ييجي يركع تحت رجلينا. تمام.

عزيز بعدم إقتناع قليلًا: ماشي، لما نشوف أخرتها معاك.
أغلق عزيز الاتصال معهُ، أشعل سيجارته وقد شرد في حديث أمجد. نفث الدُخان حوله ومن ثم هبّ واقفًا يسير ناحية الغُرفة المُجاورة عندما سمع صياحها الصارخ فحمد الله بأن هذا المكان بعيدًا عن العُمران...

دلف داخل الحجرة يرمقها بنظره ساخطة، فيما مطت نيروز شفتيها بحُزن وخوف، صلبت بصرها إليه ثم نزلت به إلى قدميه تتبع خطواتهما بعينيها إلى أن وقف أمامها مُباشرةً ثم جثي علي رُكبتيه وراح يُقرب يده من وِجنتها قائلًا بضحكة ساخرة: إنتِ بقي قلب سليم؟

لم تُجبه البته بل رفعت كتفها للأعلي ومن ثم تراجعت للوراء ترفض لمسته لها بينما تابع هو بأريحية شديدة في الحديث ولا يعلم من نيروز بعد؟! أردف إينذاك بنبرة كارهة:
تعرفي إني بكره أبوكي، كره ما يقدرش عقلك الضعيف دا يستوعبه. حاططني في دماغه مع انه ما يعرفش مين عزيز المرشود، بس انا هعرفة يوم مع ابعتك له جُثة من غير أعضاء، تفتكري هيموت فيها؟!، وهو دا المطلوب.

تجهمت معالم وجهها لذكر اسم والدها فليست بهذا الغباء حتى لا تُدرك بعضًا من الكلمات الملفوظة، مسح علي وِجنتها ببرود ليست كلمسة والدها لها، هي لمسة تنم عن شعور لم تعهده من قبل ولا تجد له مُسمي فيما تابع وهو ينظُر لها بعينين مُبرقتين: والأحلي في الموضوع بقي إنك معوقة، يعني هطلع غلي كُله من أبوكي، فيكي ومش هتنطقي، انا عارف بيحبك علي أيه دا المفروض كان وأدك.

ازاح وجهها بقوة ليصدُر منها أنينًا خافتًا فيما جدحها بكُره، استقام واقفًا ثم استدار ليغادر الغرفة وفجأه سمعها تهتف بنبرة مُختلة قليلًا عن الطفل العادي: وِحش.
إلتفت لها مُجددًا ليرفع حاجبيه في إندهاش وبنبرة ساخرة تابع: وانا اللي فاكرك مُعوقة إجمالي كدا. طلعتي حافظه لك كلمة.

أيه اللي حصل يا عاصم؟، مالك مبلم كدا. قلقتني عليك؟!
أردفت نسمه بتلك الكلمات في قلقِ وهي تزيح يدي عاصم القابضة علي رأسه لترفع وجهه إليها وتجد الدموع قد جالت في عينيه بوضوح، ابتلعت ريقها خيفة لتردف بخوف عليه: عاصم إنت بتعيط؟ مالك في أيه؟!
عاصم ببرود صقيعي من أثر الصدمة: ولاد الكلب خطفوا نيروز.

إتسعت حدقتا عيناها بصدمة، كتمت شهقاتها بكفها لتصرخ بنبرة أوشكت علي البكاء: هم مين يا عاصم؟، وعاوزين منها أيه؟
في تلك اللحظه نهض عاصم من مكانة ليتجه ناحية خزانته وبحركة سريعة أخرج حقائب السفر منها ليهتف بها بلهجة آمره: يالا إجهزي هنسافر مصر. سليم لو عرف ممكن يجري له حاجة.
نسمة ببكاء مرير: هو لسه ما عرفش؟
عاصم وهو يضع الثياب داخل الحقيبة: ماجد هيقوله بس إحنا لازم نسافر له، نوراي هتكون محتاجاكي.

نسمه وهي تعاونه علي دثر الثياب بداخل الحقائب: تمام. تمام.

بنتي فين يا ماجد؟، وديتوها فين؟!
هاج صارخًا بأعلي صوته حينما هاتفه ماجد بعد أن قرر إخباره، لم يعرف الحقيقة بعد فقط أحس بأن هُناك ما هو ليس بخير عندما توتر ماجد ذاكرًا اسم ابنته، فيما تابع ماجد بنبرة مهزوزة مُتحشرجة: نيروز، إإإ أتخطفت يا سليم.

صمت لوهلة يستجمع أحرُف الكلمة لم يُدركها حتى الآن، أخذ نبضة يشتد هيجانًا. ليُلقي الهاتف أرضًا وهو يصرُخ ك الليث المجروح تمامًا حينما صاح بصوتِ جهوري إهتزت له جُدران البيت: نيروز!
أطلت نوراي من خلف الباب تحملق به في فزع وما أن نطق اسمها واسقط الهاتف من يدهُ حتى هرولت إلى الهاتف تضعه علي أذنها ومن ثم سمعت ماجد يُردد في إختناقِ:
صدقني يا سليم قريب أوي هنعرف مين اللي خطفها وهنرجعها. سليم؟، يا سليم؟

نوراي بنبرة خافته تكاد تخرج منها: مين اللي اتخطف يا ماجد.
استفاقت من صدمتها وضمور عقلها علي صوت زوجها وهو يُحطم كُل زاوية بالمنزل، أسقطت الهاتف هي الأخري وأخذت تصرُخ في إنهيار: بنتي؟ نيروز لأااااااا. نيروز لأ يا سليم.
فقدت إتزانها في تلك اللحظه لتسقط مُغشيًا عليها، بينما إمتلأت الفوضي داخل الغرفه ولا يوجد شيئًا بها قد يصلح للإستخدام مرة أُخري...

إنهار جالسًا بجانبها. إلتفت ينظُر إليها دون حراك لتنهمر الدموع من عينيه جبروتًا، برزت عروق رقبته كمن فاض به الكيل وانتهك الهم حصونهُ ليهتف من وسط حنجرته المكلومة:
ورحمة أبويا ما هرحمكم، هقتلكم واحد واحد. بنتي خط أحمر يا ولاد الكلب.
إبتلع ريقهُ بوجعِ ليمد ذراعيه ناحية زوجتها ومن ثم يحملها بين ذراعيه مُتجهًا بها إلى الغرفه الأُخري حيث الفراش،.

قام بوضعها في الفراش برفق ثم بدأ يطرق علي وجنتها بخفة مُرددًا ببكاء فاتر: نوراي؟ قومي بلاش تحسسيني إني ما استاهلش أكون أب، ما عرفتش أحمي بنتي، فوقي علشان خاطري وإديني الدافع أرجع بنتي؟ انا السبب المفروض كُنت شوفت وساختهم وعملت نفسي مش شايف. بس انا هوريهم الوساخة بجد، هوريهم إنهم لو فكروا يأذوا اللي ليّا يحسبوها مليون مرة، قومي مش علشان خاطري أنا. علشان خاطر عيالنا...

لم يجد منها أي إستجابة، ظل ينظُر إلى ملامحها المخطوفة والتي استحالت إلى إصفرار جُثة مُحنطة في تلك اللحظه سمع غمغمات خارج الغرفة ليتأكد بأن ماجد هو من جاء فعندما أخبره بهذا الخبر اللعين كان في الطريق إليه...
سمع علي الفور طرقات علي باب الحجرة، محي الدموع عن جِفنيه بمكابرة ومن ثم إتجه ناحية باب الحجرة يفتحه،.

وقف ماجد بصُحبة أوس وأنهار أمامة، أخذ يرمقهم بثبات فجّ وكأنه لم ينهر مُنذ دقائق قليلة فيما أردف ماجد بقلقِ من صمته هذا: سليم إنت كويس؟
سليم ببرود صقيعي: كويس جدًا. إنت مش شايف البيت بيعبر عن حالتي إزاي؟
ومن ثم إستأنف بعد أن تجهمت معالم وجهه ليردد بقوة قد تسحق الأرض ومن عليها: بنتي إتخطفت إزاي يا ماجد؟

أنهار وهي ترتعش خيفة: بسببي. أخدتها معايا النادي. وطلبت تدخل التواليت وانا كُنت مستنياها برا ومافيش خمس دقايق دخلت التواليت تاني ما لقيتهاش.

تنهد سليم بآسي ليُشير إلى الحجرة قائلًا: إدخلي إتطمني علي نوراي علشان مش عارف أفوقها. واهي تبقي كملت، خسرت مراتي وبنتي.

نكست أنهار ذقنها في ألم وتأنيب ضمير في حين إتجه سليم صوب باب المنزل قائلًا بحدة: ياريت تفضلوا جنب نوراي.
تبادل كُلًا من زياد وماجد نظرات تساؤليه، جحظت عيناي ماجد وهو ينظُر إلى اندفاع سليم ناحية باب المنزل ليتابع بفزع متوجهًا بحديثه إلى زياد: خليك جنب البنات وانا هشوفه رايح فين؟، شكل في مصيبة هتحصل.

بقولك أيه أنا عايزك تيجي ليّ دلوقتي علي اليلا بتاعتي المهجورة اللي بنتقابل فيها دايمًا.
أردف عزيز بتلك الكلمات بنبرة حاسمة في حين تابعت نرجس بتأفف واضح في نبرتها: بقولك أيه ياخويا. انا زهقت من الموضوع دا، شوفلك شوفة غيري.
تأفف عزيز بغيظِ ليهتف بصوتِ أجشٍ: مش عايزك علشان كدا، المرة دي عايزك في شغل ضروري.

رفعت نرجس أحد حاجبيها فهي وعزيز المرشود يجمعهما علاقة مُحرمة، قد عينها مسؤلة عن خطف الاطفال وأوهما بأن الهدف من هذا الخطف هو بشاعة أولياء هؤلاء الأطفال ورغبة عزيز في سلب ارقام ضئيلة مُقارنةً بما في خزائنهم، فهي لا تعلم بأن سرقة الاطفال لغرض أخر...

نرجس بتساؤل فضولي: خير؟، أيه الشُغل المهم أوي كدا، اللي مش قادر تُصبر عليه؟

عزيز بغضب أربكها: اوووف. بطلي اسأله، ربع ساعة وتكوني واقفة قدامي. إنتِ سامعة.
نرجس بعصبية خفيفة: طيب ياخويا ما براحة علينا.

شاع الخبر في وسائل الأنباء، عن خبر إختطاف ابنه وزير الثقافة السابق. إتجه أدهم صوب الباب الرئيسي للقصر ثم دلفه ليسير في الحديقه بتردد حتى وجد نفسه يقف أمام الباب الداخلي، رغب في أن يتفقد حال قاطني المكان بعد أخر خبر عنهم، طرق علي الباب بخفة حتى قامت إحدي الخادمات بفتحهُ،.

عرفها بنفسه ثم دلف للداخل وهو يجوب ببصره المكان حتى استقرت عيناها ناحية هذة السيدة التي جلست علي مصليتها تنتحب بنبرة تكاد تُسمع رافعة يدها للأعلي.

إبتلع غصة في حلقة وفجأه وجد قدماه تأخذه ناحيتها ليتضح له معالم الحروف التي تنطقها حين قالت: يارب إنت الوحيد العالم ببراءة ابني، ارشدهُ للطريق الصح. رجع له بنته بسلامة، دا سليم ابن حلال، لا عُمره أذي ولا وجع حد. لحد إمتي هيفضل يتأذي من العالم كُله، أول مرة أحس اني غلطت لمّا ربيته صح، كُنت المفروض افتح عينه علي وحاشة الدُنيا، أنا الغلطانة يارب.

إنسابت الدموع من جانبي عينيها لتُصيب قلبه وجعًا كالسهام. لا يعلم ما هذا التعاطف ناحية هذه العائلة؟!، في تلك اللحظه إنتبهت خديجة لوجوده لتتابع بنبرة هادئه وهي تمحي قطرات الدموع عن وجهها: إنت مين يا بني؟!
أدهم. الظابط المسؤل عن قضية معالي الوزير.
قالها بنبرة مُتحشرجة في حين أردفت هي بنبرة قاربت علي البُكاء: ياريته ما بقي وزير يابني. الحاجات الكبيرة دي ليها ناسها. ابني غلبان ما كانش ينفع يكون منهم.

أدهم وقد جالت الدموع في عينية: إنتِ مُتأكدة يا أُمي إن ابنك بريء؟!

خير، جايبني علي ملي وشي ليه؟
قالتها وهي تردف بنبرة حانقة تعتلي الدرج صعودًا في حين تابع هو بنبرة ثابتة ينفث سيجارته واقفًا أعلي الدرج...
خاطف بنت. بس البنت دي غالية أوي علي قلبي، غير أي مرة.
نرجس وهي تضع يدها حول خصرها بتساؤل: ومُختلفة عن غيرها في أيه بقي؟
عزيز بضحكة ساخرة: أبوها. حبيبي.

ضيقت نرجس عينيها بإستنكار فيما أشار هو لها ناحية غرفة الفتاة قائلًا: دورك إن البت دي تفضل تحت عينك. لحد ما أخُدها ال. ،
ثم تابع بنبرة هامسة مُحدثًا نفسه: أخدها للمشرحة.
نرجس بعدم فهم: ها؟
عزيز مُكملًا: هاخدها لناس حبايبي، المهم البت دي مُعوقة يعني بتحتاج رعاية خاصة، وعلشان كدا جبتك.

نرجس بوجوم: طيب وليه تخطف بنت مُعوقة، ذنبها أيه ان ابوها أذاك؟
عزيز بحدة: نفذي وبس يا نرجس. يالا روحي شوفيها.
إنصاعت نرحس لحديثه، قامت بفتح الغرفة في هدوء شديد في حين هبط هو الدرج مُتجهًا إلى أعماله السوداء مثلهُ،.

نظرت نرجس لهذه الفتاة بإعجاب شديد فرغم مرضها إلا أنها أيه في الجمال، شقراء وذات عينان زرقاوتان يسرا كُل من ينظُر إليهما، رمقتها نرجس بإعجاب شديد في حين إنكمشت نيروز علي نفسها تمط شفتيها بحُزن جليّ،.

راقبتها نرجس بحنو ومن ثم إقتربت منها أكثر حتى جلست بجانبها تُتابع بحنو وافر:
يا حلوة؟ ينشك في إيدهُ عزيز، راجل بغل بقي الملاك دا يتخطف، حسبي الله فيك يا عزيز إنت ورجالتك.
ومن ثم استأنفت تُحدثها بإبتسامة حانية: انا أسمي نرجس وإنتِ؟
إمتعق وجه نيروز وهي ترمقها بخوف بدأ يزول رويدًا رويدًا في حين تابعت نرجس بحُزن: ما تخافيش مش هأذيكي.

لفت انتباه نرجس هذه القلادة المعلقة حول عُنقها همّت تلتقطها بين أصابعها علها تصل إلى أي معلومة عن الفتاة حتى لو كان اسمها...

دققت النظر في القلادة لتجحظ عيناها بشدة كادت مُقلتاها يخرجا من أماكنهما، إبتلعت ريقها بصعوبة ومن ثم رددت بنبرة متوترة: مم م مين دول يا حبيبتي؟
نيروز وهي تنتشل منها القلادة: سيم، أوشين.
نرجس بصدمة: سيم؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة