قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني عشر

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني عشر

لا يأبه المظلوم لومة لائم، عندما يتم خرق القوانين التي نسيرُ وفقها، عندما تُنتهك كرامتنا وأعراضنا من نفسه الذي يُدافع عن القانون، فلابُد أن هناك إختلال إذا طال لن يُكبح جماحه بعد ولكن عندما تتساوي الرأس بالرأس ويُصبح المظلوم. أقوي دهاءًا ومكانةً من ظالمه وهذه قلما تحدث فلكُل قاعدة شواذها وهنا إنقلبت الموازين وقُيد القانون من قبضتيه وهذا ما لم يُحسب لهُ أبدًا،.

إستفاق من إغماءته علي صوت مُساعده (نذير ) وهو يهتف بفزع يُخالطه الذهول عندما وجد سليم مُستلقي أرضًا وقد لُطخت يدهُ بدماء القتيل بجانبه وليس هذا فحسب بل يقبض علي السكين وكأنه القاتل ليردف نذير بصدمة: سليم باشا؟!، إنت كويس!

لاحظ سليم السكين بين يده، جحظت عيناه لوهلة ليرفع بصرهُ إلى نذير ينظُر إليه تارة وأُخري إلى السكين، أخذت أنفاسه تخرج بصعوبة يعلم تمام العلم بأن ما يحدث فخًا لهُ ولكن بصمات يده تنبيء بأنه القاتل، ألقي السكين جانبًا ثم اومأ برأسه هزة خفيفة قائلًا بنبرة ثابتة: شوف مع المرحوم أي هوية له وبلغ أهله بعدها و،
همّ نذير ممتثلًا للأوامر الصادرة ليوقفه سليم قائلًا بنبرة جامدة: لأ. استني!

إتجه سليم حيث جُثه الشاب ليقوم بإدارته علي وجهه، مال عليه قليلًا ثم بدأ يفحص نبضة وبالفعل وجده قد فارق الحياة وهنا قام سليم بإغلاق عينيه مُرددًا بنيران نبرة ثابته: إنا لله وإنا إليه راجعون!
في تلك اللحظه دلف ضابط شرطة برتبة ملازم. ومعه إثنان من أُمناء الشرطة وقف أمام سليم مُباشرةً وبنبرة حادة تابع: خدوه بسرعة!

أسرع معاونيه بالإنقضاض علي سليم ليقوم الضابط بإرتداء قفازًا ثم بادر بوضع السكين داخل كيس بلاستيكي وفي الحال وصل عاصم بصُحبه ماجد وراشد، ليبدأ الشدّ والجذب بينهم وبين أفراد الشُرطة. أنهي سليم هذه المُشاداه بلهجة صارمة وهو ينتقل ببصره لظابط الشُرطة:.

مش من حقك تقبض عليّا حتى لو كُنت الجاني فعلاً، عارف ليه يا حضرت الظابط؟، علشان القانون لغي مُحاكمة أي وزير طول ما هو لسه في الحُكم. صح الكلام ولا إنتوا إخترعتوا قانون جديد!

الضابط بنبرة ثابتة: دي جريمة قتل يا سليم باشا مش هزار، ومش بس كدا دا في قضية تاني. قضية إغتصاب.

أسرع الضابط صوب باب الغرفه المُقابلة لهُ ليقوم بفتح الباب علي مصرعيه حتى وجد ضالتهُ وهو يقول بنبرة مُتهكمة مُشيرًا حيث شيء ما: ولا هتنكر دي كمان!

نظر كُلًا من سليم وعاصم إلى بعضهما، ذأب سليم في سيره حتى دلف داخل الغرفه ليجد هذه الفتاة التي ظلفت علي العشرين من عُمرها مُلقاه أرضًا وقد تمزقت ملابسها بشكل فاضح. لَم ينظُر لها بصدمة طويلًا حيث أسرع بسحب ملاءة الفراش ثم غطي جسدها وقد إغرورقت عيناه بالدموع وهو يكور قبضة يده ليلتفت من جديد إلى الضابط الذي ينظُر له بتشف قائلة في صلابة تامة: دفعوا لك كام؟! إنطق!

إنقض سليم عليه وأخذ يكيل له اللكمات، سيء الحظ فقد طالته براثن سليم النجدي ليفرغ جمّ غضبه فيه، سقط علي الأرض وبدأت الدماء تسيل من أنفه فيما قيد كُلًا من عاصم وماجد الضابطين الآخرين...
وضع سليم كفه علي رقبة الضابط، يضغط عليها بكُل ما أوتي من قوة وبصوتِ إهتزت لهُ جُدران المنزل هتف: نذير!
هرول نذير إليه، إبتلع ريقه بصعوبة تامة. وقف أمامه بتوخِ ومن ثم ردد بنبرة خائفه: أوامرك يا سليم باشا!

سليم بحدة: إتصل بالإسعاف بسرعة البنت بتموت. وياريت تبلغ أهل القتيل بالعنوان هنا.

ومن ثم تابع بإستطراد ولهجة صارمة ذات مغزي: أما إنت بقي ورجالتك المصونيين، ف انا مُضطر استضيفكم عندي لفترة غير معلوم مُدتها. الدُنيا إتغيرت أوي، الظابط راح يقبض علي القاتل وفجأه القاتل هو اللي قبض عليه. زيّ بالظبط إنك تقبض علي وزير وإنت حته مُلازم، يعني مش كفايه داخل كُلية شُرطة ب 50% وعديناها لكن غبي كمان أهو دا العيب علي أصوله يا روح أُمك.

أنهي سليم حديثه، إنتصب واقفًا بهيبته الطبيعيه، فهكذا يفعل من يُصدق حكمة الله بكُل ما يُعايشه. قبض علي ياقة بذلته ومن ثم اردف صارخًا: إتحرك.
بدأ الضابط يصرخ به مُحاولًا التملص من قبضتيه ولكن دون جدوي فلا يغرنك ذا الوجه الطيب عندما يطرح بطيبته أرضًا، مُطالبًا بحقه...

هبط الشباب الدرج بصُحبه رجال الشُرطه، قام سليم بدفعهم داخل سيارة عاصم وبدأ رجاله بتشهير أسلحتهم صوب رؤوسهم ليقول سليم بثبات بعد أن نقل السكين التي كانت بحوزته ل عاصم: وديهم المكان القديم يا عاصم، تحت حراسة مُشددة وأقفل أي مكان ممكن يهربوا منهُ.

عاصم بتساؤل: وإنت رايح فين؟!
سليم بتنهيدة قوية: هتطمن علي البنت وهكلم أهلها وهحصلكم، الأشكال دي لازم تعترف. حق الناس دي لازم يرجع، أما عن حقي ف أنا هاخده بدراعي.

إنصاع عاصم لحديث صديقه ليقود السياره مُغادرًا المكان، فشلت الخطة من كافة الجوانب ولكن راح ضحيتها أُناس أبرياء، تم محو أثار بصمة سليم من علي السكين،.

أسرع سليم إلى والدي الفتاة واللاذين ظلا يبكيان بحُرقة، بدأ الرجُل يصرخ به في غضب عارم وقد إتهمه إتهام صريح بأنه المسؤل عما حدث لابنته قائلًا: حسبي الله ونعم الوكيل فيك. ربنا يحكم بيني وبينك ومش هنسي حق بنتي.

إبتلع سليم غصه في حلقه، إقترب من الرجُل بخُطي وئيدة ومن ثم تابع بنبرة مهزوزة: ربنا دايمًا بيحكم يا أبويا. والله ما ليّا أي ذنب في كُل اللي بيحصل. دول مش رجالتي ولا أعرف هم مين للأسف!، صدقني أنا هفضل جنبك وهرجع لك حق بنتك؟!

الرجل بنبرة أشبه للبُكاء: وشرف بنتي أرجعه أزاي!، مستقبلها ضاع خلاص. لو كُنت أعرف إن دا هيكون حق المأوي والله كُنت فضلت النوم في الشارع.

إهتزت جُدران صدره بألم عنيف وكأنه زلزال بدرجة ريخترية قاسية. شعر بألم يكتنف منطقه صدره اليُسري وكذلك تابع بنبرة أشبه بالإنهيار: هو الخير للدرجة دي وحش؟!، سامحني يا حج لو كُنت قدمت لك خير واتقلب فجأه شر. بس إنت لازم تساعدني علشان نرجع حق بنتك.

في تلك اللحظه صدح صوت سيارة الإسعاف في الأرجاء ليقوم رجالها بنقل الفتاة داخل العربه لتبقي والدتها معها، أما سليم قرر إصطحاب العجوز حتى يجد إجابة كُل أسألته.

ضغط علي دواسة المقود بأنفعال خفيف لا يعلم بما يشعر به سوي الله، إلتفت إلى العجوز الذي يُجانبه في السيارة ثم تابع بهدوء شديد: خليك واثق فيّا وتأكد إني ماليش أي علاقة ب اللي حصل لبنتك، بس إنت فهمني الناس دي وصلت لك أزاي!، ومين اللي كان في الشقه وطردك منها!، وتعرف الشاب اللي إتقتل!

أومأ العجوز برأسه سلبًا. سالت قطرة من عينيه وبنبرة واهنة تابع: ما أعرفش حد يا باشا. انا كُنت قاعد مع ولادي بنتعشي ولقيت خبط جامد علي باب الشقة. قومت فتحت الباب لقيت ناس مغطيين وشوشهم والشاب اللي مقتول دا كان الوحيد اللي وشه باين. فضلوا يضربوا رصاص في الهوا وبعدين رموني برا العمارة انا ومراتي وعيالي وما رضيوش يدوني بنتي الكبيرة.

سليم وقد إنطفأت لمعه الأمل بعينيه: يعني إنت ما شوفتش أي حد منهم أبدًا. طيب لو سمعت صوت حد منهم تقدر تعرفه!

الرجل بنبرة مُرتعشة: يا بيه. هو واحد بس اللي كان بيتكلم وبيديهم الأوامر، بس انا لو سمعت صوته هعرفه طوالي.

رمقه سليم بثبات، مسح علي خُصلات شعره بتماسك أعقبه زفرة ضيق، ظل طيلة الطريق تدور الأسئله في رأسه، كان هناك أحدهم عندما ضربه علي رأسه كانت الرؤية مُشوشة ولكنه تعرف عليه بكُل وضوح ولكن ما أن أفاق من إغماءته حتى صَعُب عليه التعرف علي هوية هذا الشخص، بدأ يعصر رأسه عصرًا. يغلق عينيه ويفتحهما بلهفة للتذكُر والوصول إلى طرف العُصبه الطالحه،.

اصطف سيارته أمام المشفي التي نُقلت الفتاة إليها، قام الطبيب بفحصها. ليكشف عن تعرضها لإنتهاك من الدرجة الرابعة أدي إلى نزيف حاد، تأجج غضبه أكثر، ولي مجموعه من رجاله بحراسه غُرفه الفتاه لحين عودته مُجددًا.

هرول خارج المشفي وقد إحتدمت الدماء في عروقه، وهُنا ترك ل عينيه حُرية التعبير عن إنهيار جسده كنائبه عنه، بدأ يجهش بالبُكاء ك طفل في الخامسه ضل طريقه. فلا يُمكنه أن يوجع روحًا حتى يقتل أو يعتدي!، بدأ العرق يتصبب من جبينه ليقوم بنزع سترته عنه ثم ألقاها أرضًا وما أن وصل إلى سيارتهُ حتى دلف داخلها وقادها بجنون مُتذكرًا مشهد الفتاه ونظرة إنعدام الثقه من عيني والدها وهنا أخذ يصرخ بنبرة مكلومة: يارب!، موجوع يارب.

صدح هاتفه في تلك اللحظه عن مكالمه منها وكأنها شعرت بما يعتريه من ألم، نظر إلى اسمها علي شاشة الهاتف ولكنه قرر أن يتجاهل إتصالها لحين عودته إلى حال أفضل ولكنها ألحت بالاتصال ليُجيب عليها بثبات جاهد في إظهاره: أيوة يا نوراي؟!
نوراي بقلق ونبرة مُتسائلة: سليم هو أيه اللي حصل؟!، وسيبت الحفله وروحت فين!

تنهد سليم تنهيدة طويلة، أوقف السيارة لتوه، عاد بظهره للخلف وقد سالت العبرات منه لم يعد قادر علي كبت كُل هذه الفوضي داخله، وهنا تابع بنبرة باكية: فاض بيّا يا نوراي!، طلعوني قاتل ومُغتصب! انا عدوهم اللي ما عاداهمش في حاجه. تعبااااان.

أخذ يضرب بقبضته علي المقود. تشنجت فرائصه بشكل واضح فيما شهقت هي بخوف وبنبرة متلهفة تابعت: سليم إنت فين يا حبيبي؟ إهدي علشان خاطري، ارجع البيت علشان نعرف نتكلم أو أجيلك انا.

سليم بتماسك بعض الشيء: تيجي فين!، إنتِ عاوزاني أصور قتيل بجد!، ما تخرجيش برا البيت. ثواني وهتلاقيني عندك.

نوراي ببكاء واضح: ما تأخرش بالله عليك، وحياه ولادنا يا سليم ما تتأخر عليّا.
سليم بهدوء: جاي يا نوراي. جاي!

إنت إزاي تتصل بيه زيّ الأهبل وتخليه ييجي علي ملا وشه ومش فاهم حاجه؟!، إنت شغال مُساعد عنده ولا ضده؟!

أردف عاصم بتلك الكلمات في عصبيه بالغه أثناء استجوابه ل نذير الذي يقف أمامه مُطأطأ الرأس ليجيبه بنبرة وجلة: والله يا عاصم بيه ما كان عندي علم بأي حاجه، الراجل اللي سليم بيه سلم له الشقه إتصل بيّا وهو معاه رقمي لأن انا كُنت همزة الوصل بينهم. وطبعًا سليم باشا مديني أوامر بأن الراجل دا لو عاز أي مُساعدة ابلغه، والله العظيم دا اللي حصل بالحرف الواحد. لمّا الراجل اتصل عليّا وقالي إنه سامع صريخ بنته وانه اتطرد قولت أبلغ سليم باشا.

زفر عاصم في غيظ وقد فار فائرهُ ليقوم ماجد بالربت علي كتفه مُرددًا بهدوء: إهدي يا عاصم. الراجل زيّ ما قالك مالهوش دخل باللي حصل. إهدي وخلينا نفكر في المُصيبه دي! ونشوف هنخلي التلاته دول يعترفوا إزاي!

هذا وقد أكدت المعلومات عن مقتل شادي عبد الحفيظ، نجل أحد أكبر رجال الأعمال علي أيدي مجهول، وكذلك وقوع إعتداء علي فتاه داخل هذه الشقه، وبعد الاطلاع علي شهادة قاطني العمارة وكذلك عائله المجني عليه والتي تدين، السيد سليم النجدي وزير الثقافة بشكل واضح، مما أثار بلبلة في الوسط، وهذا وقد صرح قسم شُرطة تابع لمحافظة القاهره عن تغيُّب ثلاثه من الضباط المُكلفين في هذه الجريمة.

فغرت نسمه فاهها وهي تنظُر ل شاشة التلفاز بعينين جاحظتين فيما لطمت السيده خديجة صدرها وهي تهتف بنبرة صارخة: ابني انا قتل!
دارت الدُنيا بها. أخذ جسدها يميل لليسار قليلًا ثم يعود للناحية اليُمني وهنا هرولت أنهار إليها ثم اسندتها بثبات لتقوم آلاء بحمل الصغير منها بينما رددت نوراي ببكاء خفيف لا يصدر معه صوت من هول ما سمعت:.

حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم منكم، والله العظيم اللي بيحصل دا حرام! سليم!

نطقت كلمتها الأخيرة ثم سقطت بين ذراعي أنهار التي إنتحبت بآسي لتقوم بتمديدها علي الأريكة، وهنا دلف سليم حيث يجلسن،.

لَم يكُن هو بل جسدًا مُتهالك من شدة الإعياء، عينان ذابلتان نال الدهر منهما ووجه عابث لا روح به، إتجه ناحية زوجتة وكأنه سيفقد طوق نجاته الوحيد عندما وجدهن يلتفتن حولها. ارتاع قلبه هلعًا أخذ يربت علي وجنتها بخفة، فيما جاءت نسمه تحمل زجاجه عطر وطفقت تبخ قطرات منها علي راحتها ثم تُقربها من أنف نوراي التي أخذت تدمدم بكلام أوجعه أثناء فقدها لوعيها:.

ماتسيبنيش يا سليم!، ما ينفعش تسيبني، انا ماليش غيرك، كُلهم مُجرمين وإنت نضيف، خليك معايا انا بس. عاوزين ياخدوك مني علشان إنت ما بتعرفش تظلم، بس وجودك مابين الناس دي ظُلم لنفسك.

رفع سليم وجهها إليه، أخذ يُقبل جبينها عدة قُبلات بث فيها إشارته ب البقاء معها وأخذ يُردد بنبرة مهزوزة لم يعترف بها أبدًا: مش هسيبك، بس إنتِ خليكي مؤمنه إني نضيف علشان أقدر أكمل.
السيدة خديجة ببكاء: ايه الكلام اللي مراتك بتقوله دا يابني؟! هم مين!، انا ما عتش فاهمة حاجة.

سليم وهو يرمق والدته بإبتسامة هادئه: مش عارف يا أُمي. بس انا ماليش أي علاقة بالكلام دا. ومسيري هوصل ل ولاد الكلب دول.
روفيدا ببكاء دامي: يا سليم دي فيها إعدام!
السيده خديجه بصراخ مُروع وهي تنظُر ل ابنتها: تفي من بؤك. بعيد الشر عنه، اناابني ما عملش حاجة.
نسمه بتنهيدة مُجهدة: وهتعمل أيه يا سليم؟!

سليم وهو يضع رأس زوجته علي الوسادة مُجددًا: ربنا اللي هيعمل. انا سايب حراسة علي الباب تحت. وما تقلقوش مافيش بوليس هييجي هنا، لأن القانون دا مرفوض. لازم أقدم استقالتي علشان يتقبض عليّا واتحاكم زيّ المواطن العادي وطبعًا انا واثق إن الجهات المُختصه هتطلب مني أقدم استقالتي علشان يعرفوا يحكموا ضدي. بس دا بعنيهم، ما حدش هيدخل السجن غير اللي يستحقوه.

ذأب في سيرهُ صوب الباب وهنا تابعت نسمه بقلق: طيب نت رايح فين يا سليم!
سليم دون أن يلتفت لها: شُغل مهم.

الله يخربيتك يا أمجد؟، إنت أكيد مش طبيعي!، لبست الراجل جريمة قتل وإغتصاب مرة واحدة!

أردف رائف بتلك الكلمات في شدوه وهو يقف أمام مكتبه يمسح علي غُرة رأسه مُستدركًا ما يحدث في الخارج فيما تابع أمجد بنشوة انتصار: لبسته قضيتين وانا قاعد في بيتي، يعني ماليش أي دخل بالموضوع كُله!

رائف بتهكم جليّ: وانت فاكر إنك كدا هتدخله السجن يا مُغفل!، هو أصلًا صاحب منصب وما قدمش استقالته، يعني ولا جنس مخلوق يقدر يقرب منه إلا لو في دليل يدينه فعلًا وطبعًا بغبائك إنت ورجاله الشُرطة بتوعك، قدرتوا تثيروا شكوكه ضدنا واهو الدليل الوحيد (السكين) وقع تحت إيد سليم النجدي، يا تري بقي كسبت أيه!، غير إن رجالتك ب صاعق كهربي هيعترفوا بكُل حاجه!

أمجد هو ينظُر له بجمود: وبالنسبه ل شهادة أهل الواد اللي اتقتل وسُكان العمارة؟!
رائف باستخفاف منه: ولا ليها أي لازمة، زيّ ما رشيت سُكان العماره عن طريق رجالتك علشان يقولوا لأهل الولد إنهم شافوا سليم النجدي بيقتله، هو بردو هياخد نفس الخطوة علشان يخليهم يقولوا الحقيقه.

عملتوا معاهم أيه؟!
أردف سليم بتلك الكلمات في هدوء أعقبه جلسة أمامهم، أخذ يرمقهم بنبرة حادة فيما تابع عاصم بثبات: مش عاوزين يتكلموا. يعجبني فيهم ولائهم للوساخة.

تنهد سليم تنهيدة طويلة، ضرب كفه بالآخر. ومن ثم نهض مُجددًا مُتجهًا بخُطواته إليهم وبنبرة حادة تابع: تيجوا نلعب عروستي!، يعني فزوره كدا. نتوا توصفوه أو تقولوا أول حرف من اسمه ووعد عليّا هعرفه. وزيّ ما دخلتوا هنا هخرجكم بدون أي عُنف، وإلا قسمًا بربي لأقتلكم ومش باقي علي حد.

أحد الضُباط وهو يصر بأسنانه: إنت فاكر إنك كدا هتهرب مننا أو من القانون. إنت مالكش غير الإعدام يا باشا.
في تلك اللحظه، إستشاط الغضب في عينيه وأخذ يُكور قبضة يده بإختناق حتى برزت عروقه بوضوح ليبادر بإرجاع رأسه للخلف ومن ثم عاد للأمام يُطيح برأس الضابط.

كانت المُبادرة في أولها تأديبه لهذا الوقح ولكنه بدأ يشعر بالدوار وإحساس بعدم التوازن لتظهر امامه واقعة أمس وتبدأ الرؤيه في الوضوح أكثر ليمسك سليم رأسه بين قبضتيه ومن ثم يلتفت إلى عاصم الذي أسرع يلتقطه قبل السقوط وهنا تابع سليم بصدمة: عزيز!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة