قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس

أنصتت نوراي لحديث السيده صفيه عندما سألتها مُستفسره عن حالها وما آلت إليه الأمور معها وقبل أن تُتابع نوراي مُجيبه علي اسئلتها تجد شخصُاً ما يُردد بثبات...

وصلت فين؟!
إلتفتت السيده صفيه حيثُ مصدر الصوت، لتجده إبنها ومن ثم تابعت حديثها مع نوراي بثبات...

اقفلي وهكلمك وقت تاني.
أغلقت صفيه الهاتف معها ومن ثم وضعته امامها دون إكتراث لفضوله وهنا جلس هو حيثُ المقعد المجاور لها ومن ثم ردد بنبرة هادئه...

إنتِ يا أمي اللي ساعدتيها تهرب!
قامت السيده صفيه في تلك اللحظة بإلتقاط كوب القهوه القابع امامها ومن ثم إرتشفت جُرعه منه في ثبات وهي توميء برأسها إيجاباً...

امال هستني لما إبنك يأذيها؟!
بدت علي وجهه مظاهر الحُزن ليُتابع بنبرة حزينه...
ما كونتش عاوز الامور بينك وبين حفيدك توصل للمرحله دي يا أمي، اوعي تكوني بتكرهيه، صدق...

صفيه مُقاطعه بنبرة مُعترضه: مش بكرهه طبعاً. الإنسان ما بيتكرهش، افعاله هي اللي بتخليك تبعد. وانا عاوزه احمي البنت اليتيمه منه، اصله فاكر انها علشان بنت خدامه وإحنا ربيناها يبقي مش من حقها تعيش بحُريه ولا تختار واللي زاد الامور بشاعه إنه من ساعه ما حبها وعرف إنها مش بتبادله نفس الشعور، قرر إنه يفكرها بماضيها علشان تخضعله وفاكر بالطريقه دي هيملك قلبها.

تنهد فؤاد تنهيدة مليئه بالحُزن والآسي ومن ثم وضع رأسه بين كفيهِ قائلاً بهم...

عاصم جواه طيب اوي يا أُمي. بس ما كونتش أعرف إن الغني والظروف هتخليه بالبشاعه دي، مشكلته إنه مش فاهم الحُب صح، والمشكلة الأكبر إنه مجنون ب نوراي ومش عاوز غيرها. وهو عنيد صعب تقنعيه يغير رأيه عن حاجه اختارها قلبه، هو اه صارم وعُدواني مع الناس بس لو حب، بيحب أضعاف قوته اللي بيظهرها قدام الناس.

رمقته السيده صفيه بثبات حيثُ تابعت وهي تربت على كف ابنها...

إبنك سادي يا فؤاد، ما هو اللي يعيش مع إلهام، لازم يكون اناني. بيحتقر الناس ومش فارق معاه اوجاعهم. الحُب شعور مُتبادل، بيهز كيانك كُله، زي التنويم المغناطيسي. ماشي ورا اللي بتحبه ومكمل معاه، مش شايف منه لا عيوب ولا حتى مميزات ويوم ما تشوفله ميزه. بتحس أنه ملاك ونزلك من السما، يعني بتكون مُغيب واضعف إنسان علي وجه الأرض ما بتعرفش تضُر اللي بتحبه حتى بالكلام. علشان كدا دايماً بندور علي السند الصح قبل ما ندخل في مرحله المغنطه للأسلاك العقليه. السند اللي ما يخونش وتحس معاه إنك أعمي وهو النور لعينيك. بس إبنك ما ينطبقش عليه أي حاجه من دي. لا دا بيأذي وبيأذي جامد اوي. ونوراي محتاجه للأمان. وانا واثقه إنها هتلاقيه، ساعتها أحمي ابنك من قوه الأمان قُصاد ضعف الجبان. الحُب مش تملُك. دا مفهوم أكبر من قُدرات إستيعابنا. اسلاك بتوصل لبعضها وبمُجرد احساسك ما يلمس اول سلك، ساعتها الاسلاك كُلها بتتلاقي، وإبنك ما لمسش اي حاجه في نوراي. أذاها وبس.

إستدعتهم السيده خديجه لتناول العشاء سوياً، حيثُ قضوا قرابه الساعتين في إنهاء حرب النظافه تلك، دلفت الفتيات معاً حيثُ منزل السيده خديجه وهنا رددت نسمه وهي تُلقي بجسدها إلى الأريكة...

فرهدت يا خالتي فين الاكل؟!
نظرت كُلاً من نوراي وروفيدا لبعضهما بينما رددت روفيدا وهي تلتفت ببصرها إتجاه نسمه.

امال مين اللي بلع السندوتشات في بؤ واحد.
لوحت نسمه بذراعها في إمتعاض حيثُ رددت بنبرة ثابته...
دا مسح زور ياختي. قومي إتحركِ. هاتي الاكل مع خالتي.

وبالفعل بدأت الفتيات في وضع الطعام علي المائده ومن ثم إلتف الجميع حولها وهنا إتجهت السيده صفيه حيثُ غرفه ابنها، لتجده واضعاً كلتا ذراعيه خلف رأسه، وشارد الذهن كُلياً حيثُ لم ينتبه لدلوفها إلى الغرفه، إتجهت السيده خديجه ناحيته ومن ثم مسحت علي ذراعه في هدوء مُردده بتساؤل...
مالك يا سليم!، بتفكر في ايه يابني؟!
رمقها سليم بثبات ومن ثم تناول كفها وطبع عليه قُبله حانيه قائلاً.

ولا أي حاجه. كُنت محتاج لحظه هدوء مش أكتر.
خديجه بتفهم: طيب يلا يا حبيبي علشان تتعشي.
سليم وهو يلتقط كتاباً ما موضوعاً علي الكومود المجاور له...
بالهنا والشفا يا أمي مش جعان.
خديجه مُردده بنبرة حزينه: ماشي يا سليم.
إتجهت السيده خديجه خارج الغرفه، كاسفه الوجه حيث إستشعرت الحُزن في ملامحه مهما حاول تلوين وجهه بإبتسامه باهته...

إنضمت خديجه لهم وبدأوا في تناول الطعام، وهنا لا حظت نسمه غيابه عن المائده لتُردد بتساؤل...

فين سليم يا خالتي؟!
خديجه بنبرة هادئه: مش جعان يا بنتي. حابب يقعد في اوضته شويه.
إستعدت نسمه للنهوض عن المائده وهي تُردد بنبرة مُصره...
انا هدخله الاكل. مُتأكده إنه هياكل من إيدي.
خديجه برفض: اوعي يا نسمه. دا شكله متعصب هو لما يجوع هيقولي.
كانت تستمع لهم نوراي في صمت وقد أحست بحُزن السيده خديجه وهنا رددت بنبرة مُتنحنحه...

هو انا مضايقاكم بوجودي يا ماما خديجه؟!
خديجه برفض: لا لا لا. ايه اللي إنتِ بتقوليه دا يا بنتي؟!
نوراي بتنهيده ضعيفه: اصله من ساعه ما قابلني وهو وشه دايماً مكشر وبيضحك ببرود كدا وكمان عصبي.

روفيدا وهي تبتسم في إنهاك: لا هي دي طبيعته من ساعه ما بابا مات. تحسي إنه بيضحك مُجامله وعاوز يقعد كتير لوحده.

نوراي بنبرة حزينه: ربنا يرحمه، شرعت الفتيات في تناول الطعام من جديد في حاله من الصمت وفجأه ألقت نوراي مِلعقتها في سعاده ومن ثم هبت واقفه وهي تُردد بلهفه...

صوت عصافير. قريب اوي من هنا. جاي منين الصوت دا ها؟!
رفع الفتيات وجوههم إليها في إستغراب بينما رددت روفيدا بهدوء وهي تُشير بأحد أصابعها حيثُ غرفه سليم...

دا عصفور سليم، موجود في البلكونه و...
لم تستكمل روفيدا حديثها حيثُ وجدت نوراي تتجه بسرعه صوب غرفه سليم ومن ثم قامت بفتح الباب وإتجهت حيثُ الشرفه علي الفور...

فغرت الفتيات أفواههم في ذهول بينما رمقها سليم بعدم تصديق، ليُلقي الكتاب حيثُ مكانهِ ومن ثم يتجه بخُطوات مُتباطئه حيثُ الشرفه...

بدأت نوراي تُداعب العصفور بكلمات طفوليه وهي تضع له بعض الحُبيبات ولم تنتبه تماماً لما فعلته بينما إستند هو بظهره إلى باب الشُرفه غير مصدقاً ما تُبرزه شخصيه هذه الفتاه. أهذه تلقائيه ام جنون. فهي غير مفهومه بالنسبه له رغم بساطه تصرُفاتها وأثناء مُراقبته لضحكاتها. تلتفت هي نحوه ومن ثم إتسعت حدقتا عينيها في صدمه...

حرك سليم حاجبيه كنوعٍ من لغه التواصل مُتسائلاً عما تفعله داخل شُرفه غرفته بينما إبتلعت هي ريقها في توتر مُردده...

هو انا دخلت اوضتك من غير ما أستأذنك صح؟!
سليم بدهشه مُصطنعه: تخيلي؟!
قاطعه صوت شقيقته وهي تُتابع بنبرة كاتمه لإنفجار ضحكاتها...
شكلها بتحب العصافير ومهووسه بيهم زيك.
نوراي بتلقائيه ونبرة مرحه: اه بحبهم جداً. بس الطائر المُفضل عندي. البومه طبعاً.

روفيدا ببلاهه: نعم ياختي! بومه أزاي يعني. دي رمز التشائم عن المصريين.
نوراي بثقه: ورمز البرائه والنقاء عندي.
بادرها سليم بإبتسامه هادئه ومن ثم هم بالترجُل خارج الشرفه. لتهتف هي مُحدثه إياه بنبرة هادئه...

إنت ليه دايماً مكشر كدا!، هو إنت مضايق من وجودي؟!
عاود سليم النظر إليها من جديد ومن ثم تابع بنبرة ثابته، وهضايق من وجودك ليه؟!
نوراي وهي ترفع أكتافها بإستغراب: مش عارفه بس...
قاطع حديثها إتجاهه داخل الغرفه، لتلوي هي شدقها ثم تتبعه بخُطواتها وهي تُردد بغضبٍ عارم...

علي فكره بقي إنت...
سليم مقاطعاً بغيظ: مش رجوله.
نوراي بإبتسامه عريضه لفعلته: اه، إبتسم سليم بشده علي ضحكتها حتى برزت غمازته لتُتابع هي بإعجاب...
الله؟!، إنت عندك غمازه؟!
سليم بهدوء: بيقولوا. ويلا بقي علشان عاوز انام.

قاربت الساعه حوالي الثانيه بعد مُنتصف الليل، حيث وقف هو امام نافذه غرفته مُكوراً قبضه يده في إختناق وباليد الأخري يمسك سيجارته وينفث دخانها في الهواء بثبات، في تلك اللحظة مسح علي رأسه في عُنف لينتقل ببصره حيثُ إحدي الفاظات ويقوم بضربها بقبضه يده في إنفعل حيثُ جلس إلى احدي زوايا الغرفه ومن ثم ردد بنبرة ضعيفه، فينك يا نوراي.

في صباح اليوم التالي، يُسمعُني حين يُراقصُني. كلمات ليست كالكلمات، يأخُذني من تحت ذراعي، يزرعني في إحدي الغيمات.
أخذت هذه الأغنيه تعلو في المكان ويتصاعد صداها حيثُ غرفته، مسح علي وجهه في عصبيه ومن ثم وضع الوساده علي رأسه مُردداً بصوتٍ ناعس، مين المُتخلف دا علي الصُبح.
هب جالساً في مكانهِ وهو يزفُر في ضيقِ ومن ثم تابع وهو يصر علي اسنانه...
اعرف بس من اللي مشغل الاغاني علي الصُبح؟!

علي الجانب الاخر
أخذت هي تروي الزهور الموجوده في شُرفه منزلها وهي تُدندن كلمات الأُغنيه بصوت خافت بينما تابعت نسمه النائم في الفراش وهي تهز روفيدا الغاطسه في نومها، إنتِ يا زفته يا روفيدا.
روفيدا بخفوت: في ايه؟!

نسمه وهي تكز علي أسنانها: إنتِ اللي قولتيلي خلينا ننام معاها في بيتها ونونسها. كانت مشوره هباب، قومي قوليلها تقفل الاغاني دي، لأقوم اديها قلمين يسمعوا الناحيه التانيه من ودانها وتبقي توريني هتسمعه ازاي وهو بيرقصها.

روفيدا بإبتسامه خفيفه: لا، دي اغنيه حلوه، سيبيها.
رمقتها نسمه بجانب عينيها ومن ثم قامت بإلقاء جسدها علي جسد روفيدا التي رددت بنبرة مُثتغيثه...

يالهووووتي. إلحقيني يا نوراي، إقفلي الاغاني بسُرعه، أسرعت نوراي لداخل الغرفه ومن ثم فغرت فاهها وهي تُهرول ناحيه روفيدا...
يا نهار ألوان. هتموتي البنت.
نسمه وهي تصر علي أسنانها بغضب ومن ثم تقوم بجذب ذراع نوراي وتجلس عليها هي الأخري...

تعالي إنتِ كمان يا ست ماجده الرومي، صرخت نوراي في صدمه بينما تابعت روفيدا بإستغاثه...
يا مامااااااا. هتموتنا.
نوراي بإستسلام: دي مش نسمه أبداً دي عواصف ورعد. يلا اهو هنموت شهدا.
في تلك اللحظة قطع ضحكاتهم صوت طرقات قويه علي باب المنزل، لتبتعد نسمه وأخيراً عنهما بينما تتجه نوراي لفتح باب المنزل...

وجدته امامها، ناظراً لها بغيظ والشرر يتطاير من عينيه وهنا كز علي اسنانه قائلاً بنبرة جافه...

في حد بيشغل اغاني ويعليها علي الصُبح.
رمقتهُ نوراي في قلق ومن ثم تابعت بخفوت: انا أسفه، اصل انا متعوده اعمل كدا كُل يوم، سليم بصرامه: ما تتعوديش في بيتنا.
نوراي بحُزن من طريقته: حاضر، والته ظهرها في تلك اللحظة ومن ثم علقت إحدى خُصلات شعرها بمقبض الباب لتُتابع هي بتآوه...

ايييي.
إلتفت ببصره إليها من جديد ومن ثم وجدها تُحاول التخلص من هذه العُقده، ليبتسم بهدوء ثم يقترب منها ويبدأ في تخليص خُصلاتها...

إبتسمت له نوراي ومن ثم رددت: شكراً.
سليم بثبات: العفو
دلفت نوراي من جديد للداخل، تتذكر تغيراته الفُجائيه، فغير مُتوقع متي يبتسم ومتي يعبس ولكنه حتماً يبدو وسيماً في الحالتين، إبتسمت هي رغماً عنها ليقطع شرودها به صوت روفيدا مُردده...

عندي ناو درس للأطفال في الحي هنا، هخلصه وارجعلك علي طول.
نوراي برقه: اوكيه.

جلست إلهام بصُحبه صديقاتها حيثُ أحد النوادي الإشتراكيه إلى طاوله كبيره دائريه الشكل وُضع عليها أشكال الطعام المُختلفه، بينما رددت إحداهن بإستعلاء...

إنتخابات الجمعية هتبدأ من الأسبوع الجاي، ما تتعشميش اوي يا إلهام إنك تكوني رئيسه الجمعيه السنه دي كمان.

بادرتها إلهام بضحكه عاليه يشوبها السُخريه: هكون طبعاً ومن غير أي مجهود.
الصديقه ببرود: ادينا هنشوف، إستئنفت إلهام حديثها مُجدداً حيثُ تابعت بنبرة شارده، تفكيري دلوقتي مش في الجمعيه ولا الإنتخابات.
إحداهن بتساؤل: امال تفكيرك فين بالظبط!
إلهام بثبات: بدور لإبني علي بنت تكون جميله وتليق بعيله الدالي.
الصديقه بهدوء: عندي انا دي.

إستكانت في فراشها تُعاني الوجع، مُنذ ليله أمس وحضور الطبيب الذي صرح بإصابتها بالكُباد مُنذ فتره كبيره وأن أعراض المرض تمكنت منها حتى أصبحت أطرافها ضعيفه الحركه، رمقها راضي في حُزن علي حالها، فهو يعلم تماماً عشقها لتلك الصغيره وأن فراقها زاد من ألم تلك السيده العجوز التي تُصارع ضد الموت...

تنهد في آسي وهو يضع قنينه الدواء جانباً ومن ثم تابع بنبرة هادئه...
استريحي ياصفيه هانم، وانا هكون جنبك ما تقلقيش.
إبتسمت له السيده صفيه إبتسامه باهته، بينما إتجه هو حيث مقعده وجلس عليه في ضيق، نسمه عاوزك تودي الغدي لعمي ناجي وتديله الدوا.
تابع سليم حديثه أثناء إتجاهه صوب الباب الخارجي للمنزل بينما رددت نسمه بتفهم.

ماشي يا سليم. عاوز حاجه تاني؟!
سليم مستكملاً حديثه: اه وياريت لما روفيدا ترجع البيت خليها تكلمني؟!
كانت نوراي تُراقبهما من شُرفه شقتها، ف برغم كونها كائنه بالدور الأرضي إلا أنها مُلحقه بشرفه كبيره...

إتجه سليم إلى التاكسي الخاص به ومن ثم دلف داخله وأثناء إقتياده يجدها تنظُر له في شرود، وهنا إبتسم له في ثبات، لتُبادره هي الإبتسامة وكذلك لوحت له بيدها في سعاده...

دلفت نسمه داخل الشرفه ومن ثم تابعت بنبرة صارخه...
بتشاوري لمين يا هبله؟!
إنتبهت نوراي امامها لتجده غادر مُنذ زمن ومازلت هي تُلوح بيدها للفراغ، رمقتها نوراي في هدوء ومن ثم تابعت بنبرة مُتسائله...
مين عمو ناجي دا يا نوسه؟!
نسمه بإيجاز: دا راجل كبير في السن، سليم بيحبه اوي ومخلي باله منه.
نوراي بلهفه: طيب هو ممكن اجي معاكِ!
نسمه بموافقه: ماشي. واهو نونس بعض.

إستعدت الفتاتان للذهاب، ومن ثم تابعت نسمه وهي تتجه صوب الباب...
قدامي يا بت يا معصعصه يا فلبينيه إنتِ.
إتجهتا سوياً حيثُ منزل السيد راضي وما أن طرقت نسمه الباب حتى فتح السيد ناجي مُستقبلاً إياهما بإبتسامه صافيه، رمقته نوراي في هدوء حيثُ شعرت بالإرتياح تجاهه بينما تابع هو مادداً يده ناحيتها...

ازيك يا نوراي!
نوراي وهي تُبادله السلام: حضرتك عارفني!
ناجي بإبتسامه هادئه: سمعت عنك مؤخراً. إتفضلوا ادخلوا
إتجهت نسمه للداخل وكذلك تبعتها نوراي وهنا رددت نسمه بصوتٍ عالٍ بعض الشيء...

سليم قالي آكلك وتاخد دواك وإلا هيزعل مني انا. وبصراحة مقدرش ع زعله.
ناجي بضحك: ماشي يا ست نسمه.
إتجهت نسمه إلى المطبخ بينما أخذت نوراي تجول ببصرها في المكان بينما قاطعها هو قائلاً بحنو...

البيت عاجبك!
نوراي برقه: جداً جداً يا عمو ناجي، ناجي بمرح: الله علي كلمه ناجي منك. اول مره أعرف إن إسمي حلو كدا.
أخفضت نوراي بصرها في خجل من حديثهِ بينما تابع هو بخُبث...
انا وسليم، نبقي صحاب جداً، إنتبهت نوراي لذكر اسمه لتُتابع بنبرة مُغتاظه...
بس إنت بتضحك، بس هو لا، وكمان عصبي وبيعاملني وحش.
ناجي بحنو: ما تزعليش منه هو طبيعته كدا، هادي وبيحب يقعد لوحده كتير. هو مرح جداً بس مش مع كُل الناس.

اومأت نوراي برأسها في تفهم بينما هتفت نسمه بنبرة عاليه...
يلا يا بت يا فلبينيه إنتِ. وإنت يا عم ناجي، كُل وخُد علاجك.
ناجي بتفهم: حاضر، ومن ثم إستئنف حديثه ناظراً بإتجاه نوراي...
وبما إنك عرفتي البيت. ابقي تعالي اقعدي معايا شويه. ما تتكسفيش.
نوراي بفرحه: ماشي يا عمو.

وصل حيثُ الموقف الخاص بالسيارات ليجد حركه غير عاديه في المكان، وهنا إصطف سيارته علي مهل وترجل منها مُتجهاً إلى صديقه...

تابع سليم وهو ينظُر حيثُ يُسلط صديقه بصره وهنا ردد بإستفهام وهو يضع يده في جيب بنطاله...

في أيه يا شريف؟!
إنتبه شريف لوجوده ومن ثم تابع بنبرة غير مُباليه...
والله ما انا عارف. واحد اديله ساعه، بيلف في الموقف وبيسأل عن واحده. وشغال عصبيه علي كُل الموجودين.

مط سليم شفته السُفلي في عدم إكتراث ومن ثم إتجه صوب التاكسي الخاص به من جديد، ليجد أحدهم يهتف به في جمود...
إنت!
إلتفت سليم بوجهه حيثُ مصدر الصوت ليجد شاباً في أواخر العشرينيات مُرتدياً ستره سوداء وعلامات الغضب داهمت وجهه بشكلٍ ملحوظ، رمقه سليم في ثبات ومن ثم قام بتحريك حاجبيه بإستفهام ليُتابع عاصم قائلاً بحده...

وصلت زبونه قبل كدا لمكان قريب من هنا. هي عيونها خضرا وشعرها طويل واسود وملامحها شبه الفلبينيات.

إنتبه سليم لهذه المواصفات في صدمه حيثُ ضيق عينيه في شرود ومازال واضعاً يده في جيب بنطاله وهنا تابع عاصم بنفاذ صبر...

قابلت واحده بالمواصفات دي.
بادره سليم بإبتسامه بارده ومن ثم ردد بنبرة إستفزازيه...
تؤ، اصل انا شُغلتي سواق، مش فاضي احفظ ملامح كُل واحده هتركب معايا التاكسي.
رمقه عاصم بنظره غاضبه ومن ثم تنحي جانباً وقام بإخراج هاتفه، وبعد عده دقائق من محاولات الإتصال بشخصُاً ما. وجده يُتابع بنبرة عنفوانيه، إنتِ فين يا نوراي. إنطقي. صفيه هانم بتموت وعاوزه تشوفك. اوعي تكوني فاكره، إن مش هلاقيكِ.

كانت عيناي سليم تُراقبه في فضول ولكن أصابته الصدمه عندما نادي باسمها في هاتفه الجوال، أغلقت نوراي الهاتف في وجهه بزُعر فقد قام بمُهاتفتها من رقم غير مُدون لديها، في تلك اللحظة صر عاصم علي اسنانه ومن ثم ألقي الهاتف أرضاً وداسه بقدمه وبعدها إنطلق في غضب كاسح، تابعه سليم بعينيهِ حتى قاد سيارته بسُرعه رهيبه بينما كور سليم قبضه يده في إنفعال، ماذا فعلت هذه الفتاه كي يُلاحقها شاباً كهذا ونيران الغضب تحرق ملامحه، ما هو ماضيها وما علاقته بها فهي لم تكُن تعيش داخل مصرِ حتى ايام قليله فاتت. كذلك قالت هي، قام بالدلوف داخل سيارتهِ، مُنطلقاً بها حيثُ منزلهِ، وعقله لم يتوقف بعد عن التفكير. ولكنه لا يعلم ما مصدر هذا الغضب به، فهي فتاه عاديه وتلك حياتها الخاصة، ماذا به الآن، مسح بكفه علي وجهه في عصبيه وقاد سيارته بسرعه رهيبه، علي الجانب الاخر.

ألقت نوراي بالهاتف أرضاً ثم جلست بأحدي زوايا المنزل وتقوست علي نفسها في خوف من تهديداتهِ وكذلك حُزنها الشديد لحال تلك العجوز، أخذت تبكي في هستيريه ونبراتها تزداد علواً مع مرور الوقت كذلك بدأت أطرافها ترتعش كهزه خفيفه تُطيح بها...

في تلك اللحظة وجدت طرقات عالي علي باب منزلها لتصرُخ في خوفٍ ونبرة مُرتعشه...

ع ع ع عاصم!
لم تتحرك خُطوه واحده من مكانها بينما قام هو بفتح باب المنزل بمفتاحهِ الخاص ليجدها تصرُخ في فزع...

رمقها سليم في صدمه من حالتها تلك ومن ثم بدأ يقترب منها في ترقُب حيث ردد بنبرة قلقه...

إنتِ كويسه؟!
لانت ملامحها قليلاً ولكنها لم تتوقف عن البُكاء بينما جثي هو علي رُكبتيه ليرفع وجهها إليه هاتفاً بتساؤل.

إنتِ خايفه من ايه؟!
نوراي بشهقات مُتقطعه: م م م منه.
ضيق سليم عينيه في ثبات إنفعالي ومن ثم تابع بنبرة هادئه...
هو مين يا نوراي!
أسرعت نوراي بوضع رأسها علي صدره وكأنها تحتمي به وراحت تبكي في صمت بينما إستغرب هو مما فعلته، تنهد بقوه تنهيدة توحي بثُقل همومه ولكنه ربت علي خُصلات شعرها بحنو قائلاً...

إنتِ مين! وايه ماضيكِ. وليه الشخص دا عاوز يأذيكِ.
نوراي بنبرة ساكنه: انا ما كونتش عايشه في الفلبين عند اهل ماما. زي ما قولتلكم،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة