قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السابع

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السابع

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السابع

تأجج شعوره ألماً، أثناء رؤيته لها علي تلك الحاله بينما قامت هي بدفن رأسها بين ضلوعهِ بتلقائية منها لتُتابع بشهقه مُتقطعه...

انا كُنت بكذب عليكم. انا طول عُمري عايشه في مصر، كان ينُصت لحديثها بهدوء حيثُ أظهر تأففاً من أمرهِ. لعدم إستيعابه لمجريات الأمور حالياً وقد تبادر إلى ذهنه صوره ذاك الشاب غليظ الملامح ليُتابع في هدوء...

اتكلمي يا نوراي، سامعك.
في تلك اللحظة إبتعدت عنه في خوف لنبرته الخشنه معها حيثُ رددت بإنكسار...
إنت مش مُجبر تسمع مشاكلي. كفايه الهموم اللي عندك.
أنهت جُملتها الأخيرة في حزنٍ شديدٍ وهي تتجنب نظراته لها بينما إستمر تحديقه إليها زمناً طويلاً ومن ثم تابع بنبرة حانيه...

بس انا حابب اسمعك، مش إحنا صحاب وبقينا عيله واحده! ما تخافيش أبداً.
رمقتهُ نوراي بجسدهِ مُنتفض بينما قام هو بإزاحه جديلاتها عن وجهها، بادرته بإبتسامه خفيفه ومن ثم تنهدت بقوه وهي تُتابع قائله...
فاضي تسمعني!
اوميء سليم برأسه إيجاباً حيثُ تابع بنبرة هادئه...
طبعاً.

بدأت نوراي في سرد كُل ما عايشته داخل هذا القصر مُنذ مجيئِها إليه حتى لحظتها هذه، أظهر هو تأسُفاً لحالها وبدأ يلوم نفسه علي تشكيكه بها وكيف لهذا الوجه البريء أن يصمُد امام كُل هذا الظُلم والجبروت، وكذلك قصت عليه كُل ما تعرضت له من قبل ذاك المريض كما تدعوه، لم تدخر موقفاً لنفسها بل أخرجت كُل ما كان يؤلمها يوماً ولم تستطع البوح به، لم تشعُر بنفسها معه ولا تعرف لماذا تُخبره بكُل هذا ولكنها تجد فيه شيء يستحق ثقتها، . في تلك اللحظة تنهدت بتأوه علي ما أصابها من جراح، ومازل حُطامِ جراحها يراودها حتى وقتها هذا ولكن ليس امامها إلا التآسي، وما أن أنهت حديثها حتى إلتفتت ببصرها ناحيته لتجده يحدق بها في ذهول، أستشعرته من قسمات وجهه، حيثُ بدأ يبتسم لها في صدمه وقد وجد في أفكاره تبلبلاً لم يعهدهُ في السابق، بينما تابعت هي بنبرة هادئه...

ايه مستغرب!
تبدلت معالم وجهه للضيقِ ومن ثم تنحنح في إندهاش وبنبرة مُتسائله ردد...
هو بجد النوع دا من الناس لسه موجود لحد دلوقتي؟!
نوراي وهي توميء برأسها إيجاباً: طبعاً، ودا مثال حي.
مسح سليم علي غُره رأسه في عُنف ومن ثم ردد بتوتُر ونظرات مُتفحصه لملامح وجهها...

بس هو يعني، ما قدرش يوصل للي هو عاوزه صح؟!
أشاحت نوراي بوجهها للناحيه الأخري ومن ثم رددت بنبرة مُتحشرجه: لا، في تلك اللحظة جلس هو القُرفصاء امامها ومن ثم إبتسم لها في هدوء قائلاً.
وهو عاوز ايه منك دلوقتي؟!
نوراي ومازلت ضاممه ساقيها إلى صدرها.
عاوز نوراي، اللعبه بتاعته. اللي بينفث فيها غضبه. وطول الوقت بيحاول يذلها بأقواله وأفعاله، عاوز الضعيفه اللي بتحسسه إنه قوي، تحت اسم الحُب.

تنهد سليم في إختناق ومن ثم ضيق عينيه بتساؤل...
وإنتِ عايزه ايه يا نوراي!
راحت تبكي من جديد في إنهيار وبدأت أطرافها في الإرتعاش من جديد وهنا رددت بآسي...

مش عاوز غير إني احس إني بني آدمه حُره، احس بالأمان حتى لو لوحدي. احس إني قويه، لكن انا. انا بكره ضعفي وانا مش قادره اقاوم قوته. كُل مره كُنت بخلص منه بأعجوبه، كُنت حاسه إن دا قبري اللي دخلته قبل ما اموت. أمتي هحس بالأمان وأبطل خوف واستقوي!، لم يشعُر سليم بنفسهِ إلا وهو يضُمها إليه بقوه وأخذ يُقبل رأسها بثبات ليُردد بنبرة تحدي...

هتحسي بالأمان. دا حقك، وانا جنبك ما تخافيش. انا هنا ماحدش يقدر يأذيكِ.
نوراي من بين دموعهِا...
بس ماما صفيه تعبانه، أكيد هي محتاجاني جنبها دلوقتي.
وهنا إبتعد سليم عنها قليلاً ومن ثم وضع وجهها بين كفيهِ ثم ردد بحنو...

الست دي تكون جدته ودا بيتها، مهما كانت قوته ما يقدرش يضرها وأكيد كُلهم هيعتنوا بيها، لكن إنتِ مش هتروحي المكان دا تاني مهما يحصل ولو عاوزه تطمني عليها. انا هخليكِ تطمني عليها، في تلك اللحظة إلتقط هاتف نوراي ومن ثم ناولها إياه وهو يُردد بجديه، إنسخي كُل الارقام اللي محتاجاها علي الفون نفسه، وطلعي الشريحه منه.
رمقتهُ نوراي بإستغراب بينما إبتسم لها في هدوء قائلاً.
اسمعي اللي بقولك عليه.

إنصاعت نوراي لحديثه وبدأت في الإحتفاظ بالأرقام الهامه لها ومن ثم أخرجت شريحه الهاتف وناولتها له، قام سليم في تلك اللحظة بدهسها بين قبضته وبعدها نهض عن الأرض ثم تابع بنبرة هادئه...

ودي بقي اول خطوه.
رفعت نوراي بصرها له ومن ثم نهضت علي الفور وهي تُردد بنبرة حزينه...
سليم، ما تدخلش في متاهة عاصم. اللي ربنا كاتبهولي هشوفه.
عاصم بثبات: دخلت أساساً.
في تلك اللحظة جاءت الفتيات تباعاً، حيثُ رددت روفيدا بنبرة هادئه...
انا جيت، سليم مالك مكشر ليه؟!، اوعي تكونوا اتخانقتوا تاني!
سليم وقد توجه صوب الباب ومن ثم تجاوز عتبه: لا أبداً. خلي بالك من نوراي يا روفا، رايح مشوار وراجع متأخر.

أومأت روفيدا برأسها مُتفهمه بينما تابعت نسمه بنبرة مُتحيره...
بس خالتي بتناديك للعشا يا سليم!
لم يستمع سليم لمُناداتها له حيثُ إنطلق خارج المنزل علي عجله من أمرهِ وهنا رددت نسمه بنبرة مُغتاظه وهي تتجه ناحيه نوراي...

بت يا فلبينيه. ضايقتيه بأيه تاني؟!
نوراي بتنهيده ضعيفه: نسمه لو سمحتي، سيبيني في حالي دلوقتي.
دلفت نوراي داخل غرفتها بخُطي مُتثاقله، مُنكسه الرأس، بينما رددت نسمه بإستغراب...

مالهم المجانين دول!
روفيدا وهي تلوي شدقها بعدم فَهم: مش عارفه، في تلك اللحظة إستئنفت روفيدا حديثها قائلة...
روحي قولي لأمي إنه خرج، وانا هشوف نوراي مالها.

جلس إلى مكتبهِ مُطأطأ الرأس يطرُق بقلمهِ علي سطح المكتب في عصبيه شديده ومن ثم زفر زفرة قاسيه وبدأ في فك رابطه عُنقهِ بإنفعال قائلاً...

هوصلك ازاي! ازاي يا نوراي.
وهنا نهض عن مكتبه الكائن بالطابق الأرضي داخل هذا القصر الفارهه مساحته، ومن ثم تابع وهو يتجه صوب باب المكتب.
مش قدامي غير حل واحد بس.
علي الجانب الاخر، قام بطبع قُبله حانيه علي جبين والدتهِ التي راحت في سُباتٍ عميق ٍ أثر ثُقل الدواء عليها وهنا ردد فؤاد بنبرة خافته مُتوجهاً بحديثهِ لزوجتهِ...

عاوزه ايه يا إلهام!
رمقتهُ إلهام بغيظٍ ومن ثم رددت بنبرة مُتأففه...
عاوزه اتكلم معاك شويه، في تلك اللحظة قام فؤاد بجذب ذراعها مُتجهاً صوب باب الغُرفه حيثُ ردد موجهاً حديثه لراضي...

خليك قاعد جنب الهانم يا راضي، لحد ما ارجع.
أومأ راضي برأسه مُتفهماً بينما ترجل هو بصُحبه زوجته خارج الغرفه وهنا ردد بنبرة جامده...

خير.!
عقدت إلهام ساعديها امام صدرها ومن ثم رددت بثبات...
عزمت واحده من صحباتي وعيلتها علي العشي بُكرا. ياريت تكون جاهز لإستقبالهم معايا، فؤاد مُتسائلاً بنفاذ صبر: ودا بمناسبه ايه إن شاء الله!
وقبل أن تُجب إلهام علي سؤاله تجد عاصم يُتابع بنبرة جامده...
صفيه هانم صاحيه؟!
إقترب فؤاد من ابنهِ علي الفور ومن ثم تابع بنبرة حاده...

جدتك نايمه حالياً. وبصريحه العباره مش عاوزه تشوفك. ولو فكرت لحظه واحده إنك تضايقها بكلامك. هرميك برا القصر دا وهحرمك من كُل حاجه قوتك عليا.

أنهي فؤاد حديثه ومن ثم إتجه صوب غُرفته بينما تابعت إلهام بنبرة غاضبه، بلاش تخلي باباك، يقلب عليك يا عاصم. البنت مشيت وانتهي الامر. وإنت لازم ترجع ثقه والدك فيك تاني. وبالمناسبة في بنوته جميله انا اختارتهالك، جايه بُكرا مع عيلتها. هتتعرف عليها يا عاصم وتنسي نوراي الخدامه دي. وإلا هغضب عليك طول عُمري.

أنهت جُملتها ثم إنطلقت حيثُ زوجها، بينما وضع هو كفه علي عُنقه في إختناق. هكذا يذوق هو حصاد جبروته ويتحمل تبعات أعمالِهِ، جلس هو إلى أحد المقاعد الخشبيه الموضوعه في زاويه من الصاله الرياضيه الخاصه به، فمُنذ أن إحترف السواقه لجني المال، ترك هذه الصاله لأحد أصدقائه الذي يقوم بإدارتها له ويمُر هو بين الحينِ والأخرِ لتفقُدها، ولكن مجيئِهُ هذه المره لم يكُن لإلقاء نظره فقط...

في تلك اللحظة قطع شروده مجيء صديقهِ الذي يحمل بين يديهِ أكواب الشاي ومن ثم قام بوضعها إلى الطاوله امامه وبعدها جلس قباله سليم مُردداً بمرح، إيه الغيبه الطويله دي يا عم سليم. انا قربت احس إن الصاله بتاعتي، بادره سليم بإبتسامه هادئه ومن ثم ردد وهو يربت علي كتفه ِ بثبات...
انا وإنت واحد يا جواد.
جواد بسعاده وهو يضع شريحه أمامه: اتفضل يا سيدي. خط جديد زي ما طلبت، بس إنت هتغير رقمك ولا ايه؟!

سليم بهدوء: لا لا. دا لواحد صاحبي، جواد بتفهم ومن ثم ردد مُتذكراً لشيء ما: اه. البتاعه اللي طلبتها سألت عنها. طلعت عامله 300 جنيه.

وهنا إرتشف سليم جُرعه من كوب الشاي ومن ثم نهض عن الطاوله وهو يُلملم أشياءه مُردداً بحبور...

تسلم يا جواد، بس وقت ما أتصل بيك. تمشي الزباين، علشان عاوز الصاله فاضيه من بُكرا.

جواد بعدم فَهم: هو انا مش فاهم. بس اللي تؤمر بيه يا ريس، إتجه سليم خارج الصاله الرياضيه فقد إنتوي علي عملهِ لساعه مُتأخره هذه الليله، وهنا إقتاد التاكسي الخاص به وقد تجاسر علي عملهِ أكبر من طاقتِهِ، حتى يبتاع هذا الشيء الذي وصلت تكلفتهُ لثلاثُمئهِ جنيهاً...

انا طالعه بقي يا بنات هصلي القيام وهنام، عاوزين حاجه!
اردفت السيده خديجه بتلك الكلمات وهي تتجه صوب باب الشقه بينما تابعت روفيدا بتفهُم...

ماشي يا أمي. تصبحي علي جنه، خديجه بحُب: وإنتوا من اهلها يا بنات.
دلفت الفتاتان داخل الغُرفه ليجداها تجلس في زاويه من الفراش وأعتلي الحُزن قسمات وجهها بينما رددت نسمه وهي تجلس إلى الفراش...

يا بت يا فلبينيه. كانوا بيرضعوكِ كأبه وإنتِ صغيره، من حقك تحبي البومه. تكِ الأرف، ماهي شبهك.

رمقتها نوراي بنظره هادئه بينما جلست روفيدا قبالاتها وبعدها رددت بحُب، نوراي حبيبتي اهدي. وكُل حاجه هتبقي كويسه!
ضيقت نسمه عينيها ومن ثم تابعت بتساؤل...
ايه حبيبك الفلبيني فلسعلك، كلب الكلاليب.
نوراي وهي توميء برأسها سلباً: لا ما عنديش حبيب.
في تلك اللحظة قامت نسمه بضمها إلى صدرها بحركه قويه مُردده بنبرة أشبه للبكاء...

ولا انا والله. اهيء اهيء. تفتكر دا عيب فينا ولا في الشوباب.
ألقت نوراي برأسها علي صدر نسمه فلم تكُن ترغب في المُزاح مُطلقاً بينما تابعت نسمه وهي تُبعدها بيدها...

لا العنوان غلط وحنان الام دا متلاقيهوش عندي. ابعدي لتعديني كأبه. دا انا فتاه يافعه الشباب وكُلي إنيرجي (energy)(طاقه وحيوية).

روفيدا بضحك: اه طبعاً نتِ هتقوليلي بردو، بقولكم ايه يا بنات. ايه رأيكم لو نعمل مشروع صغير كدا. نشغل وقتنا فيه.
نوراي بإنسجام: واو. فكره جميله. بس تفتكروا يكون ايه!
شردت الفتيات لبعض الوقت بينما تابعت نوراي بنبرة مُتحمسه، لقيتها.
ركزت الفتيات بصرهن بإتجاهها بينما إستكملت نوراي حديثها قائلة...
مطعم سوشي!، رمقتها نسمه بجانب عينيها ومن ثم لوت شدقها في غيظٍ مُردده.

إنتِ عارفه لو مسكتيش. هطلع امعائك، الفها حولين رقبتك وأقوم خنقاكي. سوزي مين!

روفيدا بضحك: اهدوا يا بنات، وإنتِ يا ست نوراي، هتفتحي مطعم سوشي في حي شعبي.!
أخذت الفتيات يتجاذبن أطراف الحديث واستطاعوا إضفاء جو المرح في المكان حتى غابت كُلاً من نسمه وروفيدا في نومهما، بينما تنهدت نوراي في هدوء وبعدها نظرت إلى ساعه يدها وأخذت تتأفف في قلق مُردده بنبرة خافته...

يا تري إتأخرت ليه يا سليم! الساعه عدت إتنين!

في تلك اللحظة نهضت عن الفراش بخُطوات مُتثاقله وإتجهت صوب الشُرفه تُراقب بعينيِها الطريق بحثاً عنه وبعد مرور دقائق تجده يصطف سيارته امام البنايه وما أن ترجل خارجها ورأته حتى عادت الإبتسامة إلى ثغرها تلقائياً وهنا هرولت بإتجاه باب المنزل علي الفور وقبل أن تفتحه رددت لنفسها قائله، اخرج اطمن عليه ولا لا. ممكن يكون مضايق ومش حابب يتكلم؟! ، في تلك اللحظة قطع شرودها طرقات خفيفه علي باب الشقه لتقوم بفتح الباب علي الفور وتُردد بنبرة سريعه...

حمدلله علي سلامتك. إتأخرت كدا ليه؟!
عقد سليم حاجبيه في إستغراب ومن ثم أجابها بنبرة هادئه...
كُنت قاعد مع اصحابي، المهم إنتِ عامله ايه دلوقتي؟!
تابعت نوراي بهدوء: كويسه، أومأ سليم برأسه في تفهُم ومن ثم أبعد يده الموضوعه وراء ظهره وهو يُردد بهدوء ناظراً إلى القفص بين يديهِ...

اتفضلي.
جحظت عيناها في عدم تصديق ومن ثم وضعت يدها علي فمها بطريقه طفوليه وأخذت تُردد بسعاده، بومه! الله بجد. ليا انا دي!
كان تتوقه شديداً لرؤيه إبتسامتها من جديد حيثُ ردد بنبرة هادئه...
اه. ، قامت نوراي بضمه في تلقائيه وأخذت تُردد بفرحه، إنت طيب اوي بجد. ما شوفتش زيك أبداً.
إبتعد سليم عنها قليلاً ومن ثم تنحنح في حديثهِ قبل أن يُتابع قائلاً...
يلا خُديها ونامي بقي علشان الوقت متأخر.

إلتقطتها منه وبعدها شكرته من جديد لينتظرها هو حتى تدلف داخل الشقه مُجدداً ومن ثم يتجه صاعداً الدرج، في صباح اليوم التالي، قد علت زقزقه العصافير مع تباشير الصُبح، ليتقلب هو في فراشهِ بتثاقُل فقد قضي وقته يستعيد مشهد إنهيارها أمامه وكذلك فرحتها العارمه بأبسط الأشياء، سلط بصره حيثُ سقف الغرفه ومن ثم ردد بنبرة ثابته...
الله المُستعان.

هب واقفاً عن فراشهِ ومن ثم إتجه إلى المرحاض ليجد والدته تُجهز وجبه الافطار، إتجه سليم إليها ومن ثم طبع قُبله حانيه علي كفها مُردداً بحنو، صباح الفُل علي ست الكُل.
خديجه قاطبه حاجبيها: لا انا زعلانه منك يا سليم، سليم وهو يوجه قُبلته إلى وجنتها: لا بلاش كدا الله يرضي عنك. دا ربنا ساترها معايا بسبب دعواتك.

إبتسمت السيده خديجه في تلقائيه ومن ثم رددت بحنو...
يا بني. انا مش عوزاك تموت نفسك في الشُغل وتنسي نفسك. دي نفسك وجسمك ليهم عليك حق، وبعدين ما هي مستوره معانا والحمد لله، غاوي تضعف نفسك ليه بس!

سليم وهو يتناول لقمه من احد الأطباق الموضوعه علي رُخامه المطبخ، ومين قالك بقي إني كُنت بشتغل؟! انا كُنت مع جواد في الجيم.
خديجه بعدم إقتناع: بكاش من يومك.
سليم بتساؤل: امال البنات مش هيفطروا ولا ايه؟!
خديجه بضحكه هادئه: هم دول بيصحوا دلوقتي اساساً.
تناول سليم الطعام بصُحبه والدته ومن ثم تجهز مُنطلقاً إلى عملهِ...

إنت يا أستاذ قوم. عندنا إجتماع بعد ساعه!
أردف فؤاد بتلك الكلمات في غضبٍ عارمٍ بينما تابع عاصم بنبرة مهمومه، جتماع ايه؟!
فؤاد بصرامه: طبعاً ما إنت شاغل بالك بأذيه الناس لكن شُغلك ميح.
عاصم بنفاذ صبر: تمام
علي الجانب الاخر، نظر بإتجاه تلك السيده التي تغُط في سُباتٍ عميقٍ مُنذ ليله أمس ومن ثم ردد بنبرة هادئه وهو يُحادثها هاتفياً...

صفيه هانم كويسه يا بنتي والله.
تابعت نوراي بنبرة حزينه: اوعي تكون بتكذب عليا يا عمو راضي.
راضي بهدوء: وهكذب عليكِ ليه بس يا بنتي، اوعدك اول ما تصحي هخليها تكلمك.
نوراي بتفهم: ماشي تمام واوعي حد يعرف حاجه عن الرقم الجديد دا.
راضي بثبات: طبعاً محدش هيعرف يا بنتي، المهم إنتِ مبسوطه في حياتك الجديده.
نوراي بفرحه: اوي اوي يا عمو راضي.

قطع حديثها صوت طرقات علي باب الشقه لذلك أنهت إتصالها معه ومن ثم إتجهت صوب الباب لتجد السيده صفيه تُردد بحنو وبصُحبتها نسمه، إحنا رايحين السوق يا بنتي تيجي معانا!
إبتسمت لها نوراي في هدوء ومن ثم رددت قائله...
لا. انا هصحي روفيدا. علشان نكمل موضوع إمبارح.
خديجه بتساؤل: موضوع ايه؟!

نسمه مُقاطعه سؤالها: يلا يا خالتي هفهمك وإحنا ماشيين، إتجهتا خارج باب البنايه بينما همت نوراي بغلق باب الشقه لتجد قداحته مُلقاه امام الدرج، هرولت نوراي إليها ومن ثم إلتقطتها في سعاده، فقد رأتها معهُ عده مرات ومن ثم دلفت للداخل وأغلقت الباب، إستندت نوراي بظهرها إلى الباب وضمت القداحه بكفي يدها وهي تتذكر موقف ليله أمس...

فلاش باك، إتجه صوب الدرج حيث صعد عده درجات منه ومن ثم إلتفت لها مُجدداً ليجدها مُسلطه بصرها ناحيته وهنا ردد بنبرة هادئه...

كُنت هنسي. دا خطك الجديد من النهارده.
قامت نوراي بإلتقاط الشريحه منه ومن ثم تنهدت بسعاده قائله...
إنت طيب اوي يا سليم، سليم غامزاً لها بمرح: وإنتِ أطيب يا أوشين.
نوراي مُضيقه عينيها بإستغراب: أوشين؟!
سليم وهو يصعد الدرج: اه اسمك الجديد.
Back، إبتسمت نوراي بتلقائيه ومن ثم قامت بوضع القداحه في جيب بنطالها واتجهت صوب الغرفه، بدأت في هز روفيدا، هزات خفيفه حيث رددت بتأفُف...

اوووف بقي يا روفيدا. إنتِ نومك تقيل اوي. اصحي بقي عاوزين نتكلم عن المشروع بتاعنا.

روفيدا بغيظٍ وهي تضع الوساده علي رأسها: نوراي بليز سيبيني انام.
إبتعدت عنها نوراي في غيظٍ ومن ثم إتجهت صوب القفص وبدأت تُطعم طائره بهدوء، لتقفز في رأسها فكره، قامت بإلتقاط القفص ومن ثم توجهت صوب باب المنزل وهي تُردد بمرح...
مش قدامي غير عمو ناجي.
أخذت في طريقِها إلى منزل السيد ناجي ومن ثم طرقت الباب في هدوء، في تلك اللحظة قام هو بفتح باب المنزل ومن ثم تابع بنبرة مُستغربه...

أوشين! بتعملي ايه هنا.
بادرته نوراي بإبتسامه عريضه ومن ثم دلفت للداخل علي الفور وهي تُردد بنبرة مرحه...

عمو ناجي مش صاحبك إنت بس. وقالي اجي أزوره علي طول، قام السيد ناجي بإستقبالها بحفاوه شديده بينما رددت هي بطفوله وهي تضع القفص علي الطاوله...

جيت علشان اوريك البومه بتاعتي الجديده.
ناجي بضحك: بومه يا أوشين!، رفعت نوراي حاجبيها في مرح ومن ثم رددت وهي تجلس بجانبه...
حتي إنت هتقولي أوشين.
ناجي بخُبث: ليه هو مش عاجبك؟!
نوراي بفرحه: لا حلو.
كان سليم يُراقبها بعينيهِ في هدوء وقد لاحظ تصليب أنظار سليم ناحيتها ومن ثم تابع بنبرة ذات مغزي، جميله بس مين اللي جابهالك؟!
نوراي ناظره بإتجاهه: سليم.

رمقه السيد ناجي بنظره واثقه وقد لاحظ سليم هذا ليُتابع بنبرة مُتنحنحه، بقولك ايه يا أوشين. انا خارج. تحبي تيجي معاي، هبت نوراي من مكانِها علي الفور قبل إتمام جُملته ليبتسم ناجي بشده علي ما فعلته حيثُ رددت بنبرة سريعه، اه هاجي، هاجي. خلي بالك من البومه بتاعتي لحد ما ارجع يا عمو ناجي.
اومأ ناجي برأسه مُتفهماً بينما تابع سليم بنبرة ثابته من خلف إبتسامته، يلا قُدامي.

سارت نوراي أمامه تسبقه بخُطوات بينما تابع ناجي بنبرة هادئه...
خلي بالك منها يا سليم. ها؟!
سليم وهو يصر علي اسنانه: حاضر، دلفت هي داخل السياره علي الفور ومن ثم تبعها هو وبعد ذلك قام بقياده السياره...

رمقتهُ نوراي بفرحه ومن ثم رددت بتساؤل: هو إحنا رايحين فين؟!
سليم بهدوء: هتعرفي ناو.
مر دقائق ليست بالقليله ليصطف هو التاكسي الخاص به أمام أحدي البنايات، اخذت هي تجوب ببصرها المكان بينما تابع هو بنبرة حانيه، يلا انزلي.
إنصاعت هي لحديثهِ ومن ثم دلفا سوياً داخل هذا المكان لتنظُر نوراي إلى مُحتوياتهِ في إستغراب، ايه دا!
سليم بثبات: دي بقي الخُطوه التانيه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة