قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس والعشرون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس والعشرون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس والعشرون

إستند بذراعهِ علي طرف الفراش ثم جلس قبالتها مُباشرة، مُردفًا بصوته الرخيم، بس دي ماكانتش ميولك؟!
بس ميولك؟! وانا لازم أوجه ميولي ناحية شريك حياتي علشان نقدر نكمل للأخر ولا إنت أيه رأيك؟!

أردفت هي بهذه الكلمات، بينما أجاب هو هازًا رأسه بالإيجاب وسط دهشته من قرارها هذا...

مفيش مشاكل، وممكن تستلمي شغلك من بُكرا لو تحبي.
رمقته نوراي بنظرة مُصرة، وبحركة سريعة منها قامت بعقص شعرها الطويل القاتم مردفة بحسم، يلا علشان نرجع القصر.
نهض عاصم مُجددًا ومن ثم مال بجذعه للأمام قليلًا وراح يحملها بين ذراعيه في صدمة منها، وما أن تداركت هذا. كان قد حملها علي الفور مُتجهًا بها خارج الغرفة لتهتف به بنبرة شرسه...

نزلي بسرعة. نزلني بقولك؟!
إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة يُخالطها الثبات، حيثُ ردد بنبرة هادئه...
إحنا دلوقتي في مرحلة تدريب من هنا للشهر الجاي.
أشاحت بوجهها بعيدًا عنه، ليقوم هو بطبع قُبله علي وجنتها مُنطلقًا خارج المنزل وسط نظرات آلاء المُشفقة عليها...

في صباح اليوم التالي، قام بفتح باب السياره في ثبات شديد، دلف داخلها علي الفور، جانبهُ وهو في طريقه ل مكتب هذا المحامي ليبتسم إليه ماجد بهدوء شديد...

كُنت عارف إنك هتيجي، فكرت في اللي قولتلك علية؟!
رمقهُ سليم بثبات وإبتسامة مُتهكمه، ليجلس إلى مقعدهِ بثبات مردفًا وهو ينظر صوب الطريق أمامه...

الموضوع دا مش محتاج للتفكير. إنت عارف قراري، انا رايح معاك بس علشان، ما كونش سبب في تعطيلكم.

زفر ماجد زفرة قوية، عاقدًا حاجبية في تأفف من أمرهِ حيث تابع مُتأهبًا للسير، يابني دا حقك؟!
سليم دون أن يلتفت له: وانا مُتنازل عن حقي ليك يا ماجد خلاص؟!

مسح ماجد علي رأسه بعصبية خفيفه وراح يقود سيارته للمقابله التي ستتم بعد نصف ساعه من الآن، إلتفت ببصره ناحيه سليم، ل يُفاجأ به ينظر إليه بعبوسٍ خفيفٍ، ماجد بهدوء: انا نفسي. صحوبيتنا دي ما تنتهيش أبدًا، تعرف عاوز أبقي واحد من أهلك، عاوزك تعتبرني زيّ أبويا وترمي همومك عليا، سكوتك بيحسسني إنه انا أقل من إني أسمعك!

سليم بهدوء: طبعًا لأ. افهمني، طول ما انا حاسس إن الحاجه دي مش من حقي، مش هعرف أقبل بدا.
ماجد بنبرة حانية: بس الفلوس دي من حقك. جه الوقت اللي نتشارك فيه بمشروع كويس، صدقني إنت تستاهل تكون في مكان زيّ دا.

إستمر النقاش بينهم لكثير من الوقتِ، لم يفلح ماجد مُطلقًا في إقناعهِ، فهو يري صديقهُ كمن سُدت الأبواب في وجههِ فأستبد به اليأس، وأخيرًا وصلا حيث مقر المحامي. إصطف ماجد سيارته أسفل البنايه وبعدها صعد بصحبته للمقابلة...

دلف الإثنان داخل حجرة المكتب، ليجدا السيد صفوت بصُحبة حسن الذي رمقه بإستهجان يُخالطه الكُره.

ألقي سليم السلام عليهم، وجلس حيث المقعد المقابل ل حسن، يباغته بإبتسامة هادئه ف يري في نفسهِ أنه ليس هناك ما يدعو إلى التباغُض في تلك اللحظة تابع سليم بتأني...

طبعًا، انا موجود هنا إحترامًا لوصية المرحوم مش أكتر.
حسن ببرود: إحترامًا ولا طمعًا؟!
ماجد مُتدخلًا: لأ إحترامًا. لان الطمع صفة ما تنطبقش علي سليم.
وهنا تبسط سليم في الحديث قائلًا من بين شفتيه الممتعضتين، بص. اللي تشوفه! نمشيها طمع.
جاب المحامي ببصرهِ بين الجميع وقد أحس بأن القادم لا ينم عن خير أبدًا لذلك هتف مُقاطعًا حديثهم، انا من رأيي، نبدأ في الوصية علي طول.

تداولت الأيام مُتشابهات. تجاسر سليم علي عملِ أكبر من طاقتهِ، ل ينسي ما مر به خلال الأسبوع الماضي، يعبث قلبهُ به احيانًا فيحن بلهفة وأحيانًا أخري يتجاهل هذه المشاعر وكأنه لم يعشها أبدًا، يتناوب في عملهِ بينه وبين راشد الرجل المُرتزقة. فقد أصبح صديقه في الآونة الاخيره. حيث منحه سليم التاكسي الخاص به كي يسعي وراء رزقه. ولم يتخلص من إصرار ماجد في منحه حقه في التركه، تبلج الصبحُ في يوم هاذر، جلست إلى مكتبها داخل الشركة بعد أن قامت بفتح المُكيف الكهربائي، إستطاعت أن تحتل مكانة الرئيس التنفيذي لشركة الدالي، ليس حُبًا في العمل بل سعيًا في الوصول إلى بعض الأدلة والمُعاملات الخطيره التي قد تودي بهذا السادي إلى السجن فقد أصبحت هامدة لا روح فيها، آلِفت الحياة معة، تخشي علي نفسها كُلمّا إقترب موعد زفافهما. نشدت نفسها بوعودها التي أخذتها مُسبقًا، لن يحصُل علي شيء منها سوي اسمها الذي تبغضهُ عند نُطقه به، فكم تشتاق لسماعه وهو يُناديها ب أوشين . شتان بين الإثنين، ولكنها الآن تستسلم للفراق، لأنه لم يعُد يُريد قربها لم يُفكر لحظة في السعي للحصول عليها حتى لو إجباريًا.

قرّبت وجهها من شاشة حاسوبها الخاص حيث تضع صورته في واجهة الحاسوب، وراحت تُقبلها بشغفِ وقد سقطت عبرة حارة علي وجنتها، فقد نسيت كيف تبكي، مُنذ أن تظاهرت بالقوة وأنها راضية بما تعيشه ثم أردفت بنبرة واهنة...

في يوم من الأيام وعدتني إني مش هكون لغيرك. بس انا دلوقتي يا سليم، هكون لأكتر إنسان بكرهه، مش علشان أذاني. لأ بكرهه علشان، بيوجعني بيك. عارف إنك نقطة ضعفي وبيستغل دا. انا عارفة إنه مش بإيدك تنقُض الوعد، بس بردو مش بإيدي انا آيد وعدك وأنسي اللي هيوجعك أكتر من فراقي وأكون ساعتها أنانيه.

تنهدت بآسي بعد أن وضعت يدها على قلبها في إشتياق وفي تلك الأثناء وجدت أحدهم يطرق الباب ومن ثم دلف علي الفور داخل المكتب ليُردد فؤاد بنبرة مُحبة...

أزيك يا ست الكُل.
رمقتهُ نوراي بنظرة حانية. فهو أكثر الأشخاص حنانًا عليها داخل هذا المكان الكريه، ومن ثم رددت بهدوء، أتفضل أقعد يا عمو؟!
فؤاد ومازال واقفًا: ايه بقي يا ست نوراي. هو إنتِ المدير التنفيذي للشركة علي الفاضي!
عقدت نوراي حاجبيها بإستغراب، لتمتد يدها حيث الحاسوب ومن ثم باشرت بغلقه مُرددة بتساؤل...

خير!
فؤاد بثبات: الشركة يا ستي محتاجة مُحامي ومش لاقيين حد نثق فيه؟!
نوراي بتفهم: طيب والعمل؟!
فؤاد بإستكمال: انا حاليًا معايا مجموعة ملفات خاصة بكام محامي. تعالي شوفي بنفسك ولو عجبك أي واحد فيهم نجيب معلومات عنه ونستدعيه!

أومأت نوراي برأسها في تفهُم، ومن ثم نهضت عن المقعد وأستدارت مُنطلقة معه خارج الغرفه لإتمام هذه المهمه...

لم يمُر سوي بضع دقائق، حتى قام عاصم بفتح حجرة مكتبها وما أن دلف داخلها حتى عقد حاجبيه في تساؤل من عدم تواجدها، همّ مغادرًا المكان بحثًا عنها، ليستوقفه ذاك الحاسوب الذي تمنعه نوراي دائمًا من الإقتراب منهُ...

إقترب بخُطواته صوبه ومن ثم قام بفتحهِ في حالة ترقُب حتى جحظت عيناه مما يري، إستبد به واجس من الوهم عند رؤيته لهذه الصور، طار صوابهُ في هذه اللحظة وأخذ يضرب بقبضتة الصلبة علي سطح المكتب مُرددًا بنبرة رخيمة...

لسه بتفكري فيه يا نوراي! وأكيد طبعًا بتتقابلوا؟!
مسح علي غُرة رأسه بعصبية مُفرطة، ليسعي بخُطواته الواسعة صوب باب المكتب حتى تجاوز عتبته، مُغادرًا مقر الشركة بأكمله...

أيه يا نوسة. أخبار المُذاكرة معاكِ.
أردفت روفيدا بنبرة مُتسائله وهي تترجل خارج غرفتها إستعدادًا للذهاب إلى عملها بينما رفعت نسمة وجهها عن الكتاب الموضوع أمامها وأخذت تُردد بنبرة مُتأرقة، ما كونتش أتخيل. إني ممكن أفضل حاجة علي الأكل، لكن دلوقتي مش باكل خالص. كله مذاكرة، مذاكرة.

حملق إليها روفيدا بإستنكار ثم رفعت أحد حاجبيها مُرددة بنبرة ضاحكة، ما بتكليش خالص! لا حول ولا قوة إلا بالله. أمال مين اللي لسه ضارب طبقين ممبار من شوية؟!

نسمة بإمتعاض: هو الممبار أكل يادلعادي؟! دا تسالي زيّ اللب والفشار.
روفيدا بضحك: إنتِ مش معقولة بجد، وبعدين إحنا مش قايلين اليوم اللي ما فيهوش جامعة تروحي فيه الشُغل لحد ما ندور علي وحده تشتغل مكانك؟!

نهضت نسمة عن الأريكة، وراحت تقترب من روفيدا بخطوات سريعه ومن ثم شدّت علي حجابها مُرددة بغيظٍ، بقي إنتِ يا بت ياللي من يومين كُنت، بتلبسي بامبرز، هتعملي عليا مُديرة. جاكِ حش وسطك يا سوفاچ.

روفيدا بضحك: بامبرز وحش وسوفاچ؟! طب ودول إتجمعوا في جملة واحدة أزاي!
أراحت نسمة قبضتها عن حجاب روفيدا ومن ثم عدلت من ياقة جلبابها وهي تُردد بنبرة واثقة، لا يا ماما. انا محدش يتوقعني ولو ما اتلمتيش، انا هنادي علي سمسم وأقول له عن كُل قاذوراتك وأسرارك.

في تلك اللحظة قطع حديثهم مجيء السيده خديجه وقد لطمت صدرها بكفها الأيمن وأخذت تُردد بعويل خافت، يالهوووتي، بنتي انا عندها قاذورات؟!
رمقتها كُلًا من روفيدا ونسمة بعينين جاحظتين بينما أسرعت نسمه بوضع كفها علي فم السيده خديجه مُرددة بنبرة خافتة...

أستري عليها دي زيّ بنتك.
خديجه بثبات وهي تبعد كف نسمة عنها: إنطقي إنتِ وهي، أيه اللي بيحصل بينكم؟!
رمقتها روفيدا بنظرات مُتوعدة في حين أسرعت نسمة هاتفة بحديثها إلى روفيدا...
حاضر يا خالتي، انا هقولك علي كُل قاذوراتها. وإنتِ يا روفا يلا قبل ما تتأخري علي شغلك.

ضيقت روفيدا عينيها بغيظ، ونظرات حانقة بينما لم تتحمل نسمة أكثر من ذلك لتصدُر ضحكة صاخبة عنها بينما رددت روفيدا متجهها بحديثها ناحية والدتها...

إتفضلي يا أمي شوفي بنفسك. في قاذورات أكتر من كدا؟!
أطلقت السيدة خديجة ضحكة مرحة لحديثهم ومن ثم أسرعت بإتجاه غُرفة ابنها لتتفقده...

دلفت داخل غرفته علي الفور، لتجده مُنتصبًا إلى سجادتهِ، وقد نحر في صلاتهِ ووأل إلى اللهِ كعادته، رمقتهُ خديجه بنظرات حانية فهي تشعُر بوغزة في قلبها طيلة هذه الفترة ودائمًا تجدهُ يؤوسًا لا أمل له في شيء، إستفاقت من شرودها علي صوته مُرددًا بحنو...

واقفه كدا ليه يا أمي؟!
خديجه بحُب: حرمًا يا حبيبي.
إنتصب سليم واقفًا. وسعي بخُطواته ناحيه والدته التي رمقتهُ بحنو بالغ بينما مد يده إليها حتى ألفها حول رأسها وقام بتقبيلها في حُب قائلًا...

جمعًا بإذن الله.
تنحنحت خديجة قليلًا قبل أن تُردد بنبرة مُتسائله، إنت لسه زعلان مني، علشان سمعتني بتكلم مع ماجد في التليفون!
هزّ سليم رأسه بنفي ثم قال بنبرة هادئه، لأ طبعًا. بس هو لسه مُصر يفتح موضوع، انا نهيته من زمان. مش هقبل بالفلوس دي.

خديجه بتفهم: أكيد يابني. اللي يريحك.
سليم مُتابعًا: علي فكرة يا أمي. دي المرة التانية اللي يطلب فيها ماجد، إيد روفيدا. إيه رأيك في الموضوع دا؟!

تبللت عيناها بالدموع فأسرعت بإبعاد الدمع عن خدها بخرقة ومن ثم رددت بنبرة فرحه، بجد يابني؟!
سليم بحنو: بجد، إن شاء الله، النهاردة هعرف ردها وبناء علي دا هنرد علية.

مالك ياعم زياد مش مُتزن ليه كدا؟!
أردف ماجد بتلك الكلمات رافعًا أحد حاجبيه بينما ردد زياد بنبرة مُتحمسة...
مش عارف بقي. انا شكلي كدا حبيت.
إرتسمت إبتسامة هادئه علي ثغر ماجد، الذي ربت علي كتف زياد بثبات قائلًا، القلوب عند بعضها يا عم. وبصراحة آلاء، بنت كويسة وتستاهل واحد زيّك. بس إنت إتأكدت من مشاعرها ناحيتك؟!

زياد بقلقِ: إنت هتقلقني ليه يا عم. انا ما قابلتهاش غير كام مرة. بس البنت دي غريبه الأطوار بشكل يخليك تنجذب ليها وإنت مش حاسس، محبوسة جوا لبس من أيام السبعينيات ونضارة أكبر من وشها. بس هي فيها حاجه جميله أوي بتشدني ليها.

في تلك اللحظة تابع زياد مُستئنفًا حديثه وهو يجدها تترجل خارج سيارة الأجرة قائلًا بصوتٍ هامسًا لصديقهِ، اهي جت. بقولك أيه بما إن روفيدا لسة ما جاتش، انا هقعد انا وهي في الكافية نتكلم شوية.

ماجد بضحكة هادئه: ماشي يا عم روميو.
إتجه زياد ناحيتها مُباشرة ثم ردد بنبرة هائمه، ازيك يا آنسه آلاء.!
ألاء مُطأطأه رأسها في إستحياء: الحمدلله، وإنت؟!
لم يُجب زياد عن سؤالها بينما مد يده إليها حتى أطبق علي ذراعها مُرددًا بنبرة حاسمة...

انا عارف إنك جايه علشان الشغل مع روفيدا، بس انا عندي كلمتين عاوز أقولهم. ف يلا معايا علي الكافية. برضاكِ أو عافية.

فغرت آلاء فاهها، وقطبت حاجبيها في إستنكار وما أن همّت تعدل من وضعيه نظارتها حتى سبقها هو وقام بنزعها كُليًا لتهتف هي بنبرة مُغتاظة، أيه اللي إنت عملته دا، انا كدا مش شايفة؟! ؛
زياد ببلاهه: يا سلام مش بقول فيها حاجه حلوه، اهي طلعت عامية، تعالي بس تعالي. انا هسندك.

أطلق ماجد ضحكة هادئه، رغم قلقه الشديد علي روفيدا. حيث تأخرت في المجيء للشركة...

بدأ يجوب ببصره المكان، وفجأه سمع صوتها يصدُر من مكانِ ما ولكنه قريب جدًا...

هبط هذه الدرجات القليله، التي تفصل بين الباب الرئيسي للمؤسسة وساحة الشارع، سار ناحية مصدر الصوت بخُطوات سريعة...

رمقها بعينين حاجظتين ومن ثم هرول إليها ليجدها تهتف بالسائق قائله بغيظٍ...
طيب مافيش فلوس بقي. وصوتك دا ما يعلاش عليا.
تدخل ماجد في الحال حيث إقترب من السائق ثم ردد بنبرة جامده، مالك بيها؟!
السائق بنبرة هادئه: والله يا بيه، ما عملتلها حاجة. مش عاوزه تديني حقي.

إلتفت ماجد ببصرهِ ناحيتها رامقًا إياها بنظره مُستفهمة بينما فوجيء بها تنظُر ناحية السائق بوجهٍ مُكفهرًا وراحت تقترب منه لتشن هجماتها عليه، ليسرع ماجد بجذبها من خصرها، مانعًا إياها من السير، بينما هتفت هي بنبرة مُغتاظة، شايف يا ماجد بيكذب أزاي. بيخم في عداد التاكسي، علشان ياخد فلوس أكتر وكمان طول الوقت بيغمز لي بعينه.

تحول ماجد ببصرهِ ناحية السائق ومن ثم ردد بنبرة جامده متجهًا بحديثه إليها وهو ينزع الجاكيت عنه ويعطيه لها، بيغمز لك؟! لأ. أمسكِ إنتِ بس الچاكيت دا، وسيبي الطالعة دي ليا.
رمقهُ السائق بنظرات مُرتعبة بينما تقدم ماجد بخُطواتهِ إليه، في تلك اللحظة إرتد ماجد برأسه للخلف ثم عاد بها للأمام حتى أطاح برأس السائق مُرددًا بنبرة حاده، كُله إلا المُزة. إنت كدا غلطت ولازم تتعاقب.

ظل السائق يصرُخ من قوة الضربة، وأخذ يهتف مُرددًا بأسف، خلي يسيبني يا أنسه انا أسف.
إبتلعت روفيدا ريقها في إشفاقِ ومن ثم قامت بإمساك ذراع ماجد مردفة بهدوء...
خلاص يا ماجد، سيبوا.
قام ماجد بإلتقاط النقود من جيب سترته، ليُعطيه حقه ثم هتف به بنبرة آمره ليغادر المكان، بينما تابع ماجد بنبرة مُغتاظة...
جه الدور عليكِ.

رمقتهُ روفيدا بنظرات مُرتعبة، لترتد بخُطواتها للخلف بينما كز هو علي أسنانهِ مرددًا بنبرة رخيمة...

لمّا لقيتيه راجل مش محترم. ما نزلتيش من العربية ليه؟!
لوت روفيدا شدقها ثم رددت بنبرة مُمتعضة: دا علي اساس، إن التكاسي، ماليه المكان مثلًا. ماهو اللي لقيته في وشك.
رفع ماجد حاجبيه ومن ثم قام بجذبها من ياقة سترتها مُرددًا بغيظٍ، لمضة وبس، وبعدين هتضربي الراجل؟! لو انا مش موجود كان زمانه، كلك قلم معلمين، عاملة نفسك فيها ترابيل إتش ياختي؟!، انجري قدامي.

وقف بسيارته أسفل البنايه الخاصه بمنزل سليم، ترجل منها ثم سارع بخُطواتهِ ناحية باب المنزل ليقابلة سليم هابطًا الدرج وما أن رأهُ حتى ردد بنبرة هادئه يخالطها الإستغراب...

حسن!
وقف حسن قبالتة مُباشرة ثم عقد ذراعية امام صدره وراح يهدر به بنبرة حادة...
كُل قرش أخدته من أبويا. يرجع لأصحابه الحقيقيين وفي أسرع وقت، الهزار اللي حصل الأيام اللي فاتت دا لازم ينتهي وحالًا.

قطب سليم حاجبيه في إستغراب ومن ثم شرد بذهنه قليلًا فيما سمع، أهذا يعني بأن ماجد لم يُخبره برفض سليم لإستلام الأمول. إذًا ف ماجد مُصر علي إعطائها لصاحبها وهو سليم، إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة خفيفه ثم ردد بلهجة جادية...
حسب ما ذُكر في الوصية. فأنا الصاحب الحقيقي للأملاك دي. لازم تفتنع ب دا، أصل زيّ ما إنت فاهم. انا طماع بزيادة وفلوس والدك أحلي فرصه تخليني أخرج من الفقر دا.

أنهي سليم حديثه ومن ثم ربت علي كتف حسن في ثبات قائلًا، روح بيتك يالا. وقتك إنتهي معايا.
رمقه حسن بأعينٍ يتطاير منها الشرر بينما بادلة سليم بنظره مُتحديه ليغادر المكان مُتوعدًا له، ظل سليم مُحدقًا ناحية باب المنزل، ليجد وفجأه أخر شخصًا كان يتوقع رؤيتهُ. قطب سليم حاجبيه بإستعجاب فالوجوه الحقيرة جميعها تتواجد في يوم واحدٍ.

عقد سليم ذراعيه امام صدره، وبنبرة مُستخفة ردد، أهلًا ب عاصم باشا! خير؟!، أيه اللي رماك علينا!
جدحه عاصم بنظرات حانقة، بدأ يقترب منه بخُطوات مُتباطئه، بعد أن أزاح كمال بعيدًا عنهُ حيث إصطحبه معه إلى بيت سليم بينما ردد عاصم بنبرة جامده...

سبق وقولتلك أبعد عن اللي مش ليك؟! ولا إنت ما بتفهمش من أول مره.
حك سليم ذقنه بأصابعه في ثبات ومن ثم كلمهُ هازئًا به، مش عارف الحقيقه. بس اللي انا واثق منك، إنك مش بتفهم من أول ضربة؟!
تأجج شعور عاصم غيظًا من تلميحات سليم له، ليهتف به بنبرة هادرة، نوراي ليا، ومش هتكون لغيري، وفرحنا هيتم في أقل من شهر، أيه اللي هيخلي واحدة زيّ خطيبتي تبص لك إنت.

سليم ببرود: أسأل خطيبتك؟! وبعدين هي بالنسبة لي ماضي، وبعدين مش انا اللي هحب واحدة بتحب واحد تاني، وأخدها منه بالعافيه ولا إنت أيه رأيك؟!

عاصم بحدة: دا انا أقتلك.
سليم ضاحكًا ببرود: مش قبل انا ما أقتلك. أشبع بيها يا عاصم وتأكد إنها ما تعرفش عني حاجه ولا انا بفكر أقابلها.

جدحهُ عاصم بغيظٍ ومن ثم والاهُ ظهره مغادًرا المكان ليهتف سليم بصوته الرخيم قائلًا، بس لازم تفهم، إن دا الحاجه الوحيدة اللي لازم تكون مُتأكد منها.
أمسك سليم بهاتفهِ في تلك الأثناء لإجراء إتصالًا بشخصٍ ما...
غادر عاصم المكان والغضب يحتل قسمات وجهه وقد إُحتقن بالدماء ليُتابع كمال بتوترِ:
ما انا قولتلك يا عاصم بيه، مافيش داعي نييجي المكان دا.

في تلك اللحظة قاد عاصم سيارته بسرعه رهيبه دون أن يتفوه بكلمه. وما أن إنعطف بسيارتهِ جهه اليمين حتى أوقفها علي فجأه حينما وجد هذه الفتاة تُحملق به في فزعِ، جدحتهُ نسمة بنظرة مُغتاظة وراحت تضرب بقبضتها علي الجهه الاماميه للسياره، فصر علي اسنانه في غيظٍ ثم أطل من نافذة سيارته مُرددًا بنبرة حاده، أبعدي يالا.

قطبت نسمه حاجبيها بإستنكار ثم هدرت به قائله بعناد، أيه يا أستاذ إنت؟! هي أرواح الناس لعبة في إيدك. وكمان مش هاين عليك تنزل من العربية وتطمن علي البني آدمة اللي كُنت هتموتها؟!

عاصم بنفاذ صبر: بقولك إبعدي يالا؟!
إبتسمت نسمة إبتسامة خبيثة لترفع جسدها قليلًا ومن ثم تجلس فوق السياره من الجهه الأمامية، رمقها عاصم بعينين جاحظتين وهي تتغني بكلمات هامسة أثناء جلوسها علي شنطه السياره الاماميه وتواليه ظهرها بثبات...

في تلك اللحظة قام بفتح باب السياره علي الفور ثم وقف قبالتها مُباشرة مُردفًا بنبرة صارمة...

إنتِ مجنونه؟! طبقتي العربية. إنتِ مش شايفه نفسك ولا أيه؟!
نسمة ببرود: شايفه. بس دي المعاملة اللي تنفع مع واحد قليل الذوق زيّك، يالا إعتذر.

عاصم بنبرة جامده: إنزلي بقولك؟!
نسمه ب لا مُبالاة: مش قبل ما تعتذر.
صر عاصم علي اسنانه ومن ثم إلتفت يمينًا ويسارًا قبل أن يُردد بنبرة مُستثقله، انا أسف يا ستي. إنتِ اللي طلعتي قدامي فجأه، ممكن بقي تنزلي؟!
أومأت نسمة برأسها موافقة، لتردد بنبرة هادئه...
طيب قرب كدا، استند عليك.

إقترب منها عاصم مُرغمًا، وسط نظرات كمال المصدومة من تعامله الغريب لأول مرة وسعة صبرهُ بينما حاول عاصم مُجاراتها ظنًا منها أنها من أصحاب العقول الخفيفه...

عاونها عاصم علي النهوض ومن ثم عاد إلى سيارته وقادها مُبتعدًا عن المكانِ...
بينما نظرت نسمة ناحية السيارة ثم رددت بنبرة هائمة، دا بقي أحلي مُز في كُل المزاميز اللي شوفتهم.

ظل يتنقل ببصره بين الأرفف المليئه بالكُتب، والذي يفوح عبقه منها. ف رائحته تسكُن هذا المكان وكأنه موجود، تنهد سليم بهدوء ومن ثم ردد بإشتياقِ، ربنا يرحمك يا عمي ناجي.
في تلك اللحظة قطع حديثه صوت ماجد مؤمنًا علي دعاءه: اللهم أمين.
إلتفت سليم إليه ثم باغته بإبتسامة هادئه ليهتف ماجد بنبرة مُتسائله، خير يا عم. أيه الموضوع المهم، اللي خليتني اسيب شغلي علشانه.

سليم بثبات: انا موافق أقبل ورث عمي ناجي، بس بشرط!
ماجد بسعادة: قول كُل شروطك يا سولي.
سليم بإبتسامة خفيفة: الفلوس دي مش همسكها في إيدي. إحنا نحطها كُلها في مشروع نتشارك فيه ونعمل منها جزء ك صدقة جارية علي روح والدك.

ماجد بتفهم: مافيش أي مشكلة. بس يا تري مشروع زيّ أيه؟!
سليم بنبرة ثابتة: انا قررت المشروع هيكون أيه.
ضيق ماجد حاجبيه في ترقب بينما إستئنف سليم حديثه بهدوء: هنعمل شركة ل إستيراد وتصدير السيارات. أيه رأيك؟!
ماجد بإعجاب: واو، يعني نعمل لنا ماركة في السوق، دا أيه الدماغ دي يابني؟! بس دا إحنا كدا هنحتاج وقت كبير أوي علشان نثبت نفسنا في الصوره.

سليم بثبات أكثر: انا عارف أنه مشروع كبير وصعب. بس مش هيبقي صعب امام إصرارنا.
ماجد بحماسة: جميل جدًا، بس تفتكر الماركة دي، هتكون اسمها أيه؟
بادره سليم بإبتسامه هادئه ومن ثم ردد بنبرة مُشتاقة: أوشين،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة