قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السابع والعشرون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السابع والعشرون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السابع والعشرون

إرتسمت علي مُحياهُ كآبة سوداءُ، تبدد شعوره حُزنًا لكم الخسائر التي كابدها في وقت ليس بالكبير، لتشتد حدة عينيه وهو يُجاوبهُ لمّا طرح ماجد سؤاله بثبات، أنتقم؟! أنتقم دي كلمة أقل بكتير علي اللي هيشوفه عاصم الدالي مني. ما أتعودتش أخسر قدام حد. وبما أن الفلوس جاهزة ف من بُكرا ندور علي مقر لشركتنا الجديدة وننزل إعلان عن موظفين ومهندسين. لازم نبدأ في خطوتنا من بُكرا، علشان في أقل وقت الشركة تكون كاملة مُتكاملة.

أومأ ماجد برأسه مُتفهمًا، ومن ثم ردد عاقدًا حاجبيه، سيب الموضوع دا عليا، انا بعلاقاتي هقدر أكون دا في أقل وقت، بس ليه أختارت الاسم دا أوشين . أزاي عاوز تنساها وفي نفس الوقت بتربط ذكرياتها بيك؟!

سليم بثبات قائلًا: بثبت لنفسي إني ما خسرتش في غيابها. مش أكتر.
تنهد ماجد بهدوء ليُربت علي كتف صديقهُ مُرددًا بنبرة مُشفقة، ربنا بيعوض في كُل خسارة.
إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة خفيفة يشوبها التهكُم ثم مسح علي غُرة رأسه مُرددًا بثبات، طيب هنبدأ منين دلوقتي؟!
ماجد بشرود قليلًا: فيروز. هي فيروز.

قطب سليم حاجبيه بإستفهام بينما إستئنف ماجد حديثه بحماس زائد، فيروز دي. تبقي سيدة أعمال كبيرة، وحققت شهرة واسعة لأنها من أكبر العائلات في مجال الإستثمار العقاري وممكن نستفيد من خبرتها في شغل العلاقات العامة للشركة، لو وافقت هتبقي مكسب كبير جدًا للشركة.

سليم بتحفز: طيب كلمها ناو، وناخد منها ميعاد.

إلتزمت المكوث في فراشها، وقد جمعت كُل ما يتعلق به حولها. قداحتهُ التي مازالت تحتفظ بها وكذلك التي شيرت الذي جلبته لها روفيدا، بدأت في تطريزه علي شكل كلمات بفصوص زرقاء، فقد تعلمت هذه الحرفة من السيدة صفية، حتى أصبحت تُجيد فعلها، تنهدت نوراي بهدوء وهي ترفع التي شيرت قليلًا لتفحص عملها الذي أخذ منها قرابة الساعة. إرتسمت إبتسامة هادئه وهي تنظُر إليه برضا، حيث كتبت عليه هذه الجمله الشيء الذي ينبض بين أضلُعك، هو ليّ.

أرخت ذراعيها قليلًا وراحت تحتضنه في لهفة، مُتنشقه عبيره الذي إلتصق به وكأنه إرتداهُ مُنذ دقائق، لتسقُط دمعة مكبوتة علي وجنتيها، سارعت بمحوها علي الفور ومن ثم قامت بجمع كُل هذه الأشياء وإعادتها إلى ذاك الصندوق الذي تُخبئه في خِزانتها...

أزاحت الغطاء عنها لتنهض ولكنها تصلبت في مكانها عندما وجدت مقبض الباب يتحرك بردة فعل عُنفوانية، عقدت حاجبيه بقلقِ فقد تمكنت من إحكام غلقه مُنذ قليل ولكنها وجدته يهتف بها بصوته الأجش، افتحي الباب يا نوراي!

تسلل الخوف إلى صدرها ليعلو ويهبط بقوة. إبتلعت ريقها بصعوبه لا تعلم ما الجُرم الذي إرتكبته لتُثير حنقة لهذه الدرجه، أسرعت بفتح الباب علي الفور، بينما جدحها هو بحدة، إمتدت يدهُ لتقبض علي ذراعها بشراسة، فقد أحس برعشتها ليزداد جبروته بها ورغبته في إشباع هذا الجبروت، حيث جذبها مُتمشيًا بسرعه رهيبه في أروقة القصر بينما هتفت به بتساؤل ونبرة مُرتعدة...

في أيه؟!
لم ينطق بكلمه واحدة، بل إشتدت قبضتة عليها حتى قام بفتح باب غرفته وإدخالها مُرغمة. لترتد جالسه إلى فراشه، تلونت مُقلتيه بالحُمرة القاسية وراح يهدر بها في حدة، إنتِ لسه بتقابلية؟!
نوراي بخوفِ: هو مين؟!
تجهمت معالم وجهه وبنبرة جامدة قرّب وجهه منها لترتد هي للخلف قليلًا، سليم؟!
هزت نوراي رأسها بنفي، وقد ترقرقت الدموع في عينيها قائله بفزع...
والله أبدًا. مأعرفش عنه حاجه.

في تلك اللحظة قام عاصم بإلفاف قبضتة حول رقبتها ثم صر علي أسنانه وبنبرة متوعدة ردد، أمال صورته كانت بتعمل أيه، علي اللاب عندك؟!
جحظت عينيها في صدمة، ناظرة له بهلع وأخذ جسدها ينتفض خيفة، ص ص ص، صورة من زمان ونسيت أمسحها.

وهنا إشتد عصب ذراعه ليرفعه للأعلى بكامل قوته ثم هوت قبضتة علي وجنتها لتصرخ هي مُستغيثة. لم يكتف هو بهذا، فقد بدأ ينهال عليها ضربًا، قام بإحكام الضغط علي ذراعيها، لتتسطح علي الفراش بينما قرّب هو رأسه منها وأخذ يهمس في أذنيها...

مُحاولاتك، إنك تحميه، فشلت وبسببك.
حرر ذراعيها وأخيرًا لتعود بجسدها إلى أول الفراش تضم ساقيها إلى صدرها، وبدأ معصمها ينزُف بشدة فقد غرس ظفره بلحم يدها بشكل قاس، لم تذرُف دموعها حتى الآن بل صلبت أنظارها إليه في توجُس لتجده يُردد بنبرة مُتحديه مُهاتفًا شخصًا ما...

خلص علي سليم، مش عاوزه يعيش لحظة تاني!
أجهشت هي بالبكاء في تلك اللحظة، حيث قامت عن الفراش بسرعه رهيبه ثم إقتربت منه وأخذت تضربه بقبضتها في وهن وصرخات مُروعة...

لأ. إنت وعدتني إنك مش هتأذيه، والله العظيم ما أعرف عنه حاجه، قوله لأ، علشان خاطري. قوله يرجع عن قرارك يا عاصم. وأوعدك حتى صورته مش هحتفظ بيها، ما تموتهوش علشان خاطري. إتصل.

عاصم بثبات قابضًا علي معصمها: فكرة إنك هتموتي من الرُعب علية، لوحدها تخليني أقتلة بدل المرة، ألف.
وقع بصرها في تلك اللحظة حيث الإناء الزُجاجي الموضوع علي الطاوله، فأسرعت إليه بحركة جنونيه ثم تثلم الإناء عندما ضربت حرفة بسطح الطاولة وراحت تقربه من عاصم في صراخ، إنت مش بني آدم. إنت كلب وانا هموتك قبله.

ثبت عاصم في مكانه، لتمتد يده إليها ثم ضغط علي ذراعها بقوة وأخذ يهزهُ في محاوله لإسقاط الإناء، وبالفعل سقط الإناء وسقطت هي معهُ والدماء تنزُف من معصمها بغزارة، رمقها عاصم بعينين جاحظتين ثم جثي علي رُكبتيه وراح يضمها إلى صدره مُرددًا بضيق، بتخرجي أسوأ حاجه جوايا يا نوراي وفي الأخر انا بردو اللي بتوجع. انا هطلب الدكتور حالًا.

فردت نوراي ذراعيها بجانبها في إستسلام ومن ثم رددت بنبرة كارهه: لو سليم مات، هروح له بردو. لو جرا له حاجه، مش هتشوفني تاني. غير في كوابيسك.

أبعدت ذراعهُ بحركة ضعيفة ثم إتكأت علي ساعدها غير المُصاب لتتوازن في وقفتها بالكاد ثم سارت بخُطواتها صوب باب الغرفه، قامت بفتحه لتجد إلهام تهمّ بالدلوف للداخل فقد سمعت صُراخًا فاجعًا من قبل نوراي قبل قليل وما أن وجدتها علي تلك الحاله حتى حملق بها في غير إستيعاب، بينما نظرت لها نوراي نظرات فارغة وأخذت تجر قدميها بصعوبه حتى غرفتها، دلفت إلهام إلى الغرفه علي الفور ثم هدرت به في ثورة: أيه اللي بيحصل يا عاصم؟! كُنت هتودي نفسك في داهية علشان واحدة زيّ دي؟!

عاصم بصرامة وهو ينظُر بشرود صوب باب الحجره: أخرجي وأقفلي الباب يا أمي.

تقصد أيه بالكلام دا؟!
أردف هو بتلك الكلمات في إستفهام وهو ينظُر من نافذه مكتبه بينما ردد ذلك الرجل الذي يقف خلفة بنبرة جادية، اللي أقصده. إننا مش محتاجين نخلص من المُحامي، لأن في ناس عاوزه تخلص عليه قبلنا، يعني إحنا نركز في شُغلنا ونتفرج عليه وهو بينتهي وبالتالي نكون مُتفرجين وراغبين بردو.

الرجل ذو الهيئه الصارمة: ومين بقي، اللي عاوز يخلص منه؟!
الرجل بإستكمال: عاصم الدالي. بينهم خلافات كبيرة جدًا وشكلها مش هتخلص غير بموت حد فيهم، بس طبعًا معروف مين الطرف الكسبان. محدش يقدر يقف في وش عاصم، وبكدا خلصنا من المحامي رغم إن إعادة الحُكم في قضية إعدام عدي عليها سنين صعب جدًا، تقريبًا هييأس من عدم وجود أي أدله او شهود تثبت دفاعه.

ظلت تذرف الدموع بحُرقة مُنذ ساعة تقريبًا، ولم تنسي مواساة نفسها بإلتهام شطائر اللحم الموضوعة في الخبز المُحمص، تنظُر إلى التلفاز بعينين جاحظتين يخالطهما الدموع بينما صرت روفيدا علي أسنانها وهي ترمقها في غيظ قائله، إنتِ بتعيطي ليه دلوقتي؟

قامت نسمة بزج الشطيرة في فمها دُفعة واحدة وراحت تمضغها بنهم ثم رددت بشهقه هادئه، لك قالها انو بيحبها وهو بيكذب عليها. ليكسر قلبها وينتقم من أخوها، تفتكري راح يضعف معها، بس بلكي ما حبها؟! يالله دموعي مو راضية توقف، فلتت أعصابي ع الأخير.

فغرت روفيدا فاهها بإندهاش، بينما تابعت السيدة خديجة بنبرة شبه باكية، لا لسمح الله، إن شاء الله يحبها، هي بنات الناس لعبة، الواطي دا!
إنتقلت روفيدا ببصرها ناحية والدتها، وراحت تُردد بنبرة بلهاء، فلتت أعصابي ع الأخير؟!، وبنات الناس لعبة! الصبر من عندك يارب. أمي إتعدت من كُتلة الوباء دي.

نسمه بإستكمال: لو ما حبهاش هي. ممكن أتحب انا عادي، ما عنديش مانع.
روفيدا وهي تضرب الكتاب بوجهها ثم رددت بصراخ، زفته! انا بشرح لأمي؟!
نسمة بإنتباه: احم، معلش إندمجت.
روفيدا مُلتفتة حيث والدتها: عملتي الواجب يا ماما؟!
خديجه بثقه: كُله، كُله. انا التعليم عندي اهم حاجة، بعد ما آكل الفرخات وأتفرج ع كوشي وأرناف.

روفيدا وهي تضع رأسها بين كفيها بغيظ: شاطرة يا ست الحبايب، شاطرة.
خديجه وهي تضرب رأسها بكف يدها مُتذكره شيء ما: أه صحيح، كُنت عاوزة أخد رأيك في حاجه كدا.
روفيدا بإنتباة: خير؟!
خديجة بسعادة: في عريس متقدملك؟!
في تلك اللحظة نهضت روفيدا من مكانها ثم تابعت بنبرة مُعترضة وهي تُلقي الكتاب علي الطاولة في عصبية، مش موافقة، قولت، تعليم البنت أهم من الجواز يا أمي.

خديجة بحُزنِ: ليه بس يا بنتي، دا ماجد ابن حلال؟!
وهنا جلست روفيدا مُجددًا وعلي الفور وراحت تلتقط الشطيرة من الطبق لتقضمها في فرحة مُتخفية، مُرددة بنبرة خافتة، بس بردو. البنت في الأخر، مالهاش غير بيتها وجوزها، بصي انا موافقة، نقرأ الفاتحة؟!

ما تنساش أفضالي عليك طول السنين اللي فاتت دي، وانا قصدتك في الطلب دا وياريت تنفذه. انا عاوزه موضوع البنت نوراي دي يخلص النهاردة. فاهمني!

أردفت إلهام بتلك الكلمات في ثبات وهي تُحادثه هاتفيًا، في تلك اللحظة إتجهت آلاء صوب حجرة الصالون لتستمع إلى حديثهاعن غير قصد، ذُهلت مما سمعته، ف الآن تأكدت من مخاوفها وسواد قلب هذه السيدة، تنهدت بقلق ومن ثم إستعادت رباطة جأشها ودلفت إليها ترسم إبتسامة مكذوبه علي ثغرها مُردفة، مساء النور يا إلهام هانم؟!
إلهام مُلتفتة إليها ومن ثم زفرت بثبات: هاي آلاء، الشغل في الجمعية ماشي كويس؟!

آلاء بتأكيد: طبعًا وكمان أخدت ميعاد مع المؤسسة الجديدة.
أومأت إلهام برأسها في ثبات، بينما أخذت آلاء تلتفت حولها لشعورها بحركة غير مُريحة في المكان وهنا تابعت إلهام بنبرة مُتأففة، النهاردة حصلت خناقة كبيرة بين عاصم ونوراي، ف بليز يا آلاء، حاولي تاخديها وتخرجوا. علشان تغيّر جو.

باغتتها آلاء بإبتسامة سريعة، وكأنها وجدت فرصتها أخيرًا لتتشبث بحديث السيدة إلهام وتتجة صوب الدرج، طبعًا، طبعًا. إنتِ تؤمري يا إلهام هانم.

علي الجانب الآخر، ضمدت جرحها الذي استغرق قرابه النصف ساعه ينزف كميات هائله من الدماء، وبعدها قامت بإخراج دُميتها المُحببه لقلبها من إحدي الخزانات الخاصه بها وقد تذكرت كيف أعاد سليم هذه الدُمية لها، عندما ألقاها بكُرهٍ في وجهها، وما أن امسكتها حتى رددت في إشتياق ونبرة يُدمي لها القلب...

اسفه اتأخرت عليكِ، بس كُنت باخد طريحه العقاب اليوميه. انا تعبت اوي يا ماما، حاسه إني هموت وانا اسيره جوا المكان دا.

زفرت مُجدداً في إختناق فقد أطلقت علي دُميتها لقب ماما، وذلك لان هذه الدُميه، اخر ما تبقي لها من والدتها التي لم ترها مُنذ سنوات بل لا تجهل عنها شيئاً ولا تملُك حتى مُجرد صوره لها...

نوراي بأنين مُصاحب لعَبرات ساخنه علي وجنتيها: تعرفي إنه وحشني اوي يا ماما. هو ليه ما حولش يدور في قلبه عليا او يعرف حتى اسبابي، هو انا ماوحشتهوش؟

خنقتها الدموع مُجددًا، لتهوي أرضًا ومازالت تمسك بالدمية مُرددة، ليه استسلم للامر الواقع وساب الضعيفه اللي ملهاش سند للناس المريضه دي، انا بقيت خايفه اكلمه واقوله تعالي الحقني، انا بين الحياه والموت هنا، انا موجوعه بغيابك بس خايفه و.

وهنا ضربت نوراي غُره رأسها، بكفها الصغير في ابتسامه مُتوجعه، انا عارفه إنك مش هتواسيني ولا هترُدي عليا، بس ما عنديش غيرك احكيله، عارفه لما تبقي واثقه من قلبك ومُتمسكه بالشخص دا لاخر نفس فيكِ، بس مش قادره تواجهيه ليكون هو مش فارق معاه، مُنتهي الموت أن سعادتك تكون بين ايدين شخص، كنت اتمني انه يعافر علشاني ويقولي انا مش هكمل طريقي من غيرك ويشدني له بالعافيه وكُنت هكمل طريقي معاه صدقيني، كُنت هكسر ضعفي لو أجبرني علي دا، حتى لو ما سبتلوش أي إختيارات، كان المفروض يخلق هو الإختيار، بس هو دايماً بيستسهل طُرق المواجهه او يمكن شاف في تعبيراتي قوه إلتهمت الإنكسار فيا.

في تلك اللحظة فُتح الباب علي مِصرعيه دون سابق انذار، بحثت آلاء بعينيها عن نوراي لتجدها، مُنزوية علي نفسها في رُكن مُظلما من الغرفه، هرولت آلاء إليها بشهقه مُرتعدة، ثم ضمتها إليه مُتألمة لحال صديقتها حيث رددت بنبرة أوشكت علي البُكاء، عمل فيكِ أيه، الحيوان دا؟!

رمقتها نوراي بحسرة، لم تتحمل آلاء أكثر من ذلك وراحت تبكي رغمًا عنها بينما رددت نوراي بثبات، ما تعيطيش، لسه ما موتش يا بنتي! بس تعرفي، كُل يوم بتعلم حاجة جديدة. من ساعة ما وعيت علي الدنيا دي وعرفت إن الأمومة مش بسهولة وفكرة إنك تحمي بنتك جوا بيت من فلوس وتنسي إن الفلوس مُجرد ورق وبخبطت إيد البيت هيتهد صعبة أوي. وعارفة إتعلمت أيه كمان؟! إن دايمًا اللي بيحب أوي، أكتر شخص بيخسر. دايمًا اللي بيصدق في الحُب ما بيتحابش، ولو إتحب بيقع مع قلب عُمره ما عرف للتضحية ملامح. وإن الضعيف هيفضل عبد لجبروت ضعيف تاني، ربنا سايبه يفسد في الدُنيا علي أمل أنه يفوق من جبروته دا. بس هو مش هيقتنص الفرصه دا ولا عُمره هيفوق.

رفعت نوراي بصرها ناحية آلاء ثم رددت وهي تضع كفها علي رقبتها بهمّ: بس لمّا إتجمعنا في أوضة واحدة. انا كُنت بتخنق، كُنت حاسة إن دي أخر لحظاتي في الدُنيا. الفكرة كسراني أوي. انا خايفة منهُ، مستحيل أتجوزه. مُستحيل يا آلاء.

آلاء بإختناق: مش هتتجوزيه يا نوراي. أرفضي وما تخافيش.
أجهشت نوراي في البُكاء من جديد، واصبح صوتها واجفًا يُثير الشفقة، هيقتل سليم، يا آلاء.
أخذت آلاء تربت علي ظهرها، في مواساة. وبمرور الوقتٍ حسمت أمرها بأخذها معها إلى البيت، بعد مُجادلات إستمرت لوقت كبير، بوعد لإعادتها للقصر عندما تهدأ...

في صباح اليوم التالي، عَلَي صوت صُراخهُ المُهدر في المكان، يثور علي افعال ابنه، فقد أصبح ناقمًا عليه وعلي أفعاله الضاريه...

فؤاد بصرامة: وقسمًا بالله ما تفكر تقرب منها تاني يا عاصم، ل هاخدها وأبلغ عنك وإنك حاولت تعتدي عليها، وأبقي وريني هتخرج إزاي بعد إعترافي دا. إنت فاهم ولا لأ؟!

رمقهُ عاصم بثبات واضعًا رأسه بين كفيه، بينما تابع فؤاد وهو يرمقهُ شزرًا، غضبان عليك ليوم الدين،!
في تلك اللحظه كان راضي يُتابع حديثهم بتوجُس وما أن وجد فؤاد يترجل خارج الغرفه، حتى إختبأ علي الفور وسرعان ما أمسك هاتفه ليُخبره بما حدث، أقفل يا عم راضي، أعصابي تلفت علي الاخر.

أردف سليم بتلك الكلمات بعصبية مُفرطة حينما ترجل خارج سيارته الذي أشتراها لتوة، ثم أغلق الباب بغضب عارم عندما توقف أمام شركة ماجد للإلتقاء بالسيدة المدعوة فيروز، بينما تابع راضي بحُزنِ:
أعمل حاجه يابني، أبوس إيدك؟!
سليم وهو يركل بقدمه السيارة: هي اللي إختارت يا عم راضي. مش بإيدي حاجة أعملها.
راضي بخيبة أمل: اللي تشوفه يابني.

قام سليم بإلقاء الهاتف داخل السيارة ثم أحكم غلقها وأتجه داخل الشركة، إتجه إلى شقيقته مارًا عليها، قبل أن يستقل الأسانسير للدور المتواجد به، شركة ماجد، إستقبلته السكرتيرة بحفاوة شديدة، لتصطحبة حيث غرفة الإجتماعات وما أن دلف إليها حتى وجد، فتاة، صاحبة جمال آخاذ، تنظُر له بترحيب من مُقلتيها العسليتين، وكذلك صاحبة بشرة ناصعة البياض وشعر قصير...

بادلها سليم الإبتسامات وقد إستنتج أنها هي، فقد ظنها سيدة كبيره في العُمر وهنا ردد بنبرة هادئه، صباح الخير!

فهميني بس إنتِ رايحة فين يا نوراي؟!
أردفت آلاء بتلك الكلمات في قلق وسارعت بإلتقاط حقيبتها، لتلحق بخُطوات نوراي المتجهه خارج باب المنزل، بينما تابعت نوراي بإختناق، روفيدا وحشتني وعاوزه أشوفها.
آلاء بصدمة: بوشك دا؟!

قامت نوراي بالدلوف داخل سيارتها، لتُجاورها آلاء في المقعد بإستسلام، إنتهي الإجتماع بإمضاء عقود العمل معًا حيث صرحت هي بضرورة إيجاد مقر للشركة في خلال يومين من إمضاء العقد وستتكلف هي بذلك وكذلك إتمام عقود العمل مع الموظفين المترشحين من قبلها، بصفتها سيدة العلاقات العامة من هذه اللحظة، تنهد سليم بثبات ثم نهض عن مقعدهِ مُرددًا بنبرة هادئه، شكرًا جدًا. لتعاونك معانا.

فيروز برقة: الشرف ليا طبعًا، يا أستاذ سليم.
إلتفت سليم ببصرهِ ناحية ماجد ومن ثم ردد بنبرة ثابتة، مضطر أمشي يا ماجد، عندي مشوار ضروري.
ماجد بتفهم: تمام. أشوفك بالليل.
فيروز مُتدخلة: وانا كمان، مُضطرة أمشي وأي تطورات هبلغكم بيها.
أنهت جُملتها الأخيرة تلك ومن ثم إقتربت من سليم وقامت بتأبط ذراعه وسط إستغرابه من فعلتها، بينما بادرت هي بإبتسامة قائله، بما إننا هنخرج في نفس الوقت.

أومأ سليم برأسه في تفهم، ومن ثم إصطحبها مُغادرًا المكان، هبطا معًا حتى الدور الأرضي، وقرر سليم إصطحابها حتى الباب الرئيسي للبناية، في تلك اللحظه ترجلت نوراي من سيارتها بصُحبة آلاء وما أن صعدت الدرجات الصغيره من مدخل البناية حتى تواجهت أعينهما، حملقت نوراي به في صدمة تارة تنظُر صوب عينيه مُباشرة وتارة تنظُر لتلك الفتاة التي تتأبط ذراعه بميوعة وضحكة مُتكلفه، إبتلعت غصة في حلقها لتُبعد نظراتها عنه في إنكسار وراحت تمشي بخُطواتها لداخل البناية، بينما أسرع هو بنزع ذراعه من يد الفتاه، وأمد ذراعه حتى أمسك كفها بهدوء لترتد عائدة إليه نتيجة قوة قبضته، وقفت أمامه مُباشرة، مُطأطأت الرأس لا تنبس ببنتِ شفةٍ بينما رمقها هو بإنفعال واضعًا كفه علي وجنتها وأخذ يمرر أصابعه حيث الكدمات بها وبنبرة مُنفعلة ردد، أقسم بالله، هقتله،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة