قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الرابع والأربعون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الرابع والأربعون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الرابع والأربعون

إلتقط سليم هاتفه بين حانق علي هذا الشخص وراض بما تمكن من إفصاحه لهُ بينما كشر عزيز عن أنيابه، وبدأ يقترب من سليم بخُطي سريعة قائلًا، مش هتلحق توريها لحد، علشان هقتلك!
همّ عزيز بالقبض علي رقبة سليم بينما ضغط سليم علي معصمه ثم صر بأسنانه هادرًا بحدة، مش قبل ما أقتلك.

في تلك اللحظة شهر عزيز سلاحه ناحيه رأس سليم وكذلك فعل سليم هو الأخر بينما تابع عزيز بنبرة صارمة وقد إنبعثت من عينيه نار متأججه، عرفت منين إني رئيس العصابة؟!

فلاش باك، قام بتقلب صفحات هذا الكتاب بإهتمام شديدًا، فقد أعطته له نوراي عندما طلبت منه أن يُساعدها في تبريء والدتها مما نُسب إليها في السابق، بدأ يقرأ ما بين السطور بإمعان واضح، تدور الكثير من الأسئله في عقله المُتيقظ، فهذه القضية أكبر منهُ، كيف سيدافع عن قضية رأي عام لأول مرة في حياته!، زفر زفرة مُطولة في حيرة من أمرهِ وبينما هو غارق في تفكيره يري صوره تسقُط من بين صفحات الكتاب، قطب حاجبيه في إستغراب ومن ثم مال عليها ثم إلتقطها بين كفه، سيدة فلبينيه الملامح تجلس إلى مقعد بلاستيكي وتضع طفلة تشبهها قليلًا علي قدميها، حملق بالصوره لبضع الوقت ليري النمش الذي يُغطي وجه الفتاة وما كان منه إلا أن إبتسم رغمًا عنه، إبتسامة تنم عن أسفه لحالها ولكن لشد ما جذب إنتباهه عندما وجد الصورة غير كاملة فهُناك شخصًا يظهر كفه فقط حيث تم إبعادهُ بإقتصاص الصورة...

عدل سليم من جلسته، يحرك الصوره يمينًا ويسارًا في إستغراب ومن ثم عاود فتح الكتاب من جديد وأخذ يتحسس بأصابعه مكان وضع الصوره وفجأه لفت إنتباهه أحد النصوص التي خطتها هي بيديها، عُمري ما هسامحك أبدًا يا صالح، بس مش بإيدي أعمل أي حاجة غير إني أحرمك من وجودك في صوره بتجمعنا ب بنتنا.

تنهد سليم تنهيدة عميقة، لينزل ببصره في نهاية الصفحة حينما لفت انتباهه وصفها لأحد الشخصيات قائلة، من ساعة ما دخل حياتنا وحياتنا إتقلبت كابوس، كان بيأمر رجالته ياخدوني لعندو علشان يهددني ببنتي، عُمري ما شوفت ملامحه. دايمًا الإضاءة علي وشه بتكون سودا، بس انا مش ناسيه صوابعه اللي دايمًا بيحرك بيها الخاتم بين إيده، خاتم فضة وله فص عريض كان شعاعة بيلفت إنتباهي دايمًا في وسط الضلمة، كُنت بخاف أوي منه، بس مش لاقيه اللي يحميني انا وبنتي .

نحا سليم ببصره إلى الصوره مجددًا يرمقها بنظره عابرة، يشعر بالآسي من كلماتها فكانت تشكي كُل ما ألم بها لصفحات كتاب جار الزمان عليها ف أصفرت الأوراق بشكل واضح وفي تلك اللحظه تابع بهدوء، ربنا يرحمك، أوعدك هحمي نوراي دايمًا، وهرجع لك حقك، بس طبعًا هتعب كتير، القضية مش سهلة أبدًا.

Back، نظر له سليم بعينين يتطاير منهما الشرر فهو كاره له أشد الكُرهِ وهنا أجاب علي سؤاله بصوتٍ يعبق بحرارة عميقة حيث رفع بصره ناحية الخاتم، يمكن من الخاتم!، أو يمكن من عرضك المُغري وإنت بتستخف بعقل محامي غلبان! ولا يمكن من إعتراف رجالتك.

أنهي سليم حديثه ومن ثم أطلق ضحكة ساخرة علي حديثه، إستشاط عزيز من شدة الغضب ليجد وفجأه بأن المكان قد إمتلأ بالعسكر في كُل زاوية وهنا إنقض عليه أحد رجال الشرطة ليبدأ الجنود في تكبيل ذراعيه بقوة بينما تابع سليم بثبات، نصيحة ليك من محامي علي قده، ياريت شرك ما يخيلكش إنك أذكي انسان في العالم. ولو أقولك هتعمل أيه بالنصيحة، كدا كدا إنت مش هتاخدها معاك القبر.

وهنا هتف الضابط ب رجالة هادرًا، يالا خدوه.
إمتثل العساكر للأوامر الصادرة منه، مد الضابط بذراعه ناحيه سليم وراح يُصافحه بإمتنان شديد حيث تابع وهو يُثني عليه، ما شاء الله عليك يا سليم، إنت شخصية تُحترم جدًا ونموذج مُشرف لازم شخصيتك دي تُدرس بالكُليات قدرت تعمل اللي ما حدش عمله من سنين فاتت، دلوقتي بس أقدر أقولك مبروك فوزك بالقضية.

بادله سليم إبتسامة هادئه، يشعر بالسعادة تجتاح وجدانه وللحق شعر للحظة بأنه أهل لكُل ثناء فقد استنفدت هذه القضية كُل طاقتهِ وهنا تابع سليم مردفًا بسعادة، وانا متشكر جدًا، انكم ساعدتوني كتير في قضيتي، وأمنتوا بقدرتي ف إني هقدر أحسم القرار فيها.

ذأبت في سيرها لتفلت من المتربصين بها، فقد لاحظوا غيابها عن الغرفة، بدأت تجول في المكان بحثًا عن المخرج، ينبض قلبها فزعًا كلمّا أحست بوقع أقدامهم في المكان، فقد تكالبوا جميعًا للبحث عنها، تأجج شعورها خوفًا من عثورهم عليها، وقفت خلف أحد الأعمده تبكي بحرقة، فقد بقيت أثار الصفعه علي خدها وكذلك باق ألمها أيضًا، محت دموعها المنسابه علي خديها في ثبات، تبحث بعينيها عن ذاك الباب وما أن وجدتهُ حتى دب الأمل داخلها ف راحت تمشي علي أطراف أصابعها بهدوء شديد، وفجأه تجده يحكم قبضتة علي ذراعها...

سعيد بإنفعال زائد: فاكره نفسك هتعرفي تهربي مننا!
رفع ذراعه مُجددًا ليصب جام غصبه بها بينما صرخت هي صرخة مدوية قائلة بإستغاثة، أبعد بقي، حد يلحقني!

بدأ ينهال عليها ضربًا حتى تشققت شفتها من أثر الصفعات وأخذت تبكي بضعف منها فقد أيقنت بأن لا أحد سينقذها من براثن هذا الهمجي، قامت بالإحتماء في نفسها، حيث دفنت وجهها بين ذراعيها لتجده قد توقف عن ضربها فجأه وقبل أن ترفع عينيها لتنظُر له مجددًا سمعت صوته يردد بثبات، نسمه؟!

شعرت برأرأه في عينيها، تتحرك مُقلة عينيها يمينًا ويسارًا فلربما أثر الضرب عليها لدرجة أن تتخيل صوته في المكان، في تلك اللحظه وجدته يهتف بها من جديد...

أرفعي وشك، ما تخافيش!

وبالفعل نحت ببصرها ناحيه مصدر الصوت، حملقت به في ذهول، أهو يقف أمامها حقًا؟!، جاء لإنقاذها مُجيبًا علي دقات قلبها التي كادت أن تتوقف من شدة الخوف، أحكم قبضتيه علي ذراع الشاب حتى عاد به للخلف ليصطدم بالحائط ومن ثم إنهال عليه بالصفع واللكم ليختم الأمر بضربة من رأسه القوي، جعلت الشاب يغيب عن الوعي حتى سقط أرضًا مغشيًا عليه، نفض عاصم كفيه وهو ينظر إلى الشاب بتشفي، ومن ثم تحرك بخُطواته ناحيتها، يجدها ترمقهُ بحدقتين متسعتين في عدم تصديق، وهنا وقف أمامها مباشرة ثم مد كفه لها قائلًا بحب، وحشتيني؟!

سقطت عَبره ساخنة علي خدها، لتضع كفها بين كفيه وقد عاونها علي النهوض حتى إنتصبت واقفه أمامه. إِفتر ثغرها عن إبتسامة فرحة وسط بكائها ومن ثم ألقت بنفسها بين أحضانه، أخذ يربط علي رأسها بحنو، بينما تبكي هي دون توقف قائلة...
كُنت فاكرة إنك نسيتني، علشان كُنت حمل تقيل عليك!، انا أسفه علشان فكرت فيك كدا.

إبتعد عاصم عنها قليلًا ومن ثم وضع وجهها بين كفيه مُرددًا بحنو، بحبك وبس، كلمه كفيلة تخليني أدور عليكِ وأرجعك ليا لو في بطن الحوت.
عاودت نسمه ضمه مرة أخري دون أن تنبس ببنت شفةٍ، في حين تابع وهو يطبع قبله حاره علي خدها، كُنت هموت من غيرك!
نسمه بحُب: بعد الشر عنك.
في تلك اللحظه جاءهم صوته وهو يهتف بنبرة متسائلة أدمجها بالصعيديه: مين ديه يا نسمه!، ييكون هو ديه عصومي!

رفع عاصم أحد حاجبيه في إستغراب، بينما أطلقت نسمه ضحك خفيفه وهي تلتفت ناحية هذا الشاب ذو القلب الطيب قائلة، أه هو دا حبيبي، أيه رأيك بقي!
رمضان ببساطة: أُبهه!، بس إنتِ خياص هتمشي وتسيبيني!، هتوحشيني أوي يا زميتي.
تحول عاصم ببصره لها، وراح يُحرك حاجبيه في إستفهام مرددًا بضيقِ: مين الأخ!، وهتوحشيه أزاي يعني!
نسمه بضحك: دا يمضان صديقي، أنضف حاجه في المكان القذر دا.
عاصم بثبات: أه، طيب يالا بينا.

نسمه بخوفِ: لأ انا خايفة، إنت دخلت هنا أزاي أصلًا!
عاصم وهو يحاوط كتفها بذراعه وبنبرة هادئه قال، خايفه وإنتِ معايا!، وبعدين كُل اللي كانوا هنا إتقبض عليهم، يعني مفيش غيرنا انا وإنت يا جميل. ها!

أنهي جُملته هذه وهو يغمز لها، بينما تابعت هي بنصف عين: إنت نسيت يمضان ولا أيه!، وكمان المرحوم دا؟!
عاصم متوجهًا ب حديثه ل رمضان: بقولك أيه يا يمضان!، عاوزك تشيل الحلو دا وتنزل بيه علي البوكس اللي تحت.

أومأ رمضان برأسه إيجابًا، هرول ناحية سعيد المُلقي علي الأرض ومن ثم مال بجذعه للأمام حتى تمكن من حملهِ علي كتفهِ هابطًا به الدرج، إصطحبها عاصم حتى الباب الرئيسي للمستودع لتجد الجنود قد تراصوا بنظام أمامه ومجموعه أخري تقوم بجمع باقي رجال العصابة وكذلك وجدت ماجد يقف مع أحد رجال الشرط وقد إندمج في حديثه، نسمه بنبرة عاليه بعض الشيء: أيه دا!، ماجد!

عاصم بهدوء: الشباب كُلهم كانوا معايا، ماهو أكيد قوتي مش هتغطي علي تلاتين واحد في المستودع. دا شغل أفلام هندي بس.

نسمه ضاحكة: إنت جميل أوي حتى في عصبيتك، بس بعشقك وإنت بتعبر لي عن حُبك، ما تعرفش كُنت محتاجه حُبك دا أزاي!، انا بجد محظوظة بوجودك في حياتي يا عاصم.

مر يومان
تم الحُكم النهائي في القضية التي أثارت الرأي العام كُله، حيث حكمت المحكمة ببراءة السيدة جانوراي مما نُسب إليها في السابق، كذلك ذاع صيت هذه القضية في جميع القنوات التلفزيونيه وقد تردد اسمه كثيرًا بين العامة وكذلك القُضاه، فقد أثني عليه الجميع لكونه واجه خصومهُ بالبراهين الدامغة حتى جاء مؤكدًا لأقوال شهود القضية...

توالت عليه عروض كثير في خلال يومين، من لقاء تلفزيوني أو حتى رغبة الكثير من أساتذة الجامعات في إيجاده بينهما لتدريب خريجي كُليته، نظر إلى نجاحهُ بنفسٍ راضيه...

إلتفوا جميعهم حول مائدة السفُره، عمت البهجة المكان وبدأت السيدة خديجه في إصدار دعواتها المُعتاده لهم، بينما تابع عاصم مازحًا، ليا نصيب في الكام دعوة دول، ولا لسه شايلة مني يا دودو!
خديجه بنبرة لائمه: الله يسامحك يا عاصم، انا بردو أكره لك الخير، ربنا يسعدك ويصلح لك حالك يابني.

عاصم بحنو: أمين.
سليم متوجهًا بالحديث ناحيه شقيقته: روفا ما بتاكليش ليه؟!
روفيدا بوجهٍ ممتعضٍ: أصلي خايفه آآ...
ماجد مقاطعًا: يادي النيلة السودا، إنتِ حامل ف فسيخه ولا أيه؟!، طيب انا ومستحملك علشان فسيخه يبقي ابني، هم بقي ذنبهم أيه؟!

روفيدا بغيظٍ: ما تقولش علي ابني كدا، انا بحذرك!
آلاء بضحكة عالية بعض الشيء: إمبارح بردو شربتها عصير مانجا، ولسه بقولها عجبك ياحبيبتي، قبل ما أخلص كلامي كان صوت المزيكا جاي من التواليت.

أطلق الجميع ضحكات عاليه علي حديث آلاء بينما تابعت نوراي بثقه: علشان تعرفوا إني أهون منها.
سليم مازحًا: روفيدا أعراضها طبيعية جدًا، لكن إنتِ بقي بتاكلي اليوم كُله لحد ما كتمتي علي نفس البنت.

نسمه بإعتراض: ما تسيبها تاكل يا عم سليم، انا عوزاها تجيب بنت بخدود علشان أحس ان في حد هنا في البيت شبهي.

بدأت الفتيات في لم مائدة الطعام ما أن أنتهوا، توجه عاصم بالحديث ناحيه الجالسين بعد أن دلفت نسمه داخل المطبخ حيث ردد بصوت خفيض، يا جماعة، انا قررت أعرض علي نسمه الجواز، بس طبعًا عاوز طريقة مختلفه مش تقليدية وفي نفس الوقت تفضل ذكري حلوة لينا.

نوراي بفرحة: مبروك يا عاصم، فكره حلو أوي. ربنا يخليكم لبعض وتفضل تفرحها دايمًا.
إفتر ثغرهُ بإبتسامة هادئه في حين تابع سليم قائلًا بتساؤل، تفتكر حاجه مختلفه زيّ أيه!
عاصم بإبتسامة ذات مغزي: هعرض عليها الجواز في النادي، بكرا بإذن الله هبلغ إدارة النادي علشان يساعدوني في التنظيم، وإنت ونوراي هتروحوا معايا تختاروا الدبل.

أومأت نوراي برأسها عدة إيماءات مُتتالية، سعد سليم لخطة عاصم كثيرًا وطال الهمس بينهم لعدة دقائق وما أن وجدوها تدلف داخل الغرفه مجددًا حتى لاذوا بالصمت...

برن علي عاصم مش بيرد عليا ليه!، هو خلاص قرر يتجوز البنت دي!
أردفت إلهام بتلك الكلمات وهي تقف أمام فؤاد الذي بدأ في إرتداء سُترته إستعدادًا للذهاب وهنا تابع بنبرة ثابتة، أه هيتجوزها بإذن الله، أبعدي إنتِ وشرك عنه، سيبيه يعيش الحياة اللي إختارها مع البنت اللي قلبه إختارها، سمعاني كفايه شر وبخ سم!

أنهي حديثه ومن ثم إلتقط مفتاح سيارته علي الأثر متجهًا خارج الغرفه، دلفا معًا داخل شقه والدتها الكائنة بالدور الأرضي، فقد رغب بقضاء هذه الليلة هنا يستعيدان ذكريات حُبهما الذي وُلد بهذا المكان...

وقفت هي تنظُر للمكان بسعادة غير عادية وقد إمتزجت أيضًا بذكريات أخري بينما أحاط هو خصرها من الخلف ليُقبل عُنقها قائلًا، فاكره أول مقابلة بيننا!، لمّا سرقتي التاكسي بتاعي!

إفتر ثغرها عن إبتسامة عريضة إينذاك ومن ثم إستدارت لتُقابله مُباشرة قائلة، فاكر إنت أول مرة قولتلي فيها بحبك؟!، كُنت أسعد انسانه في الدُنيا، ماكانتش رجلي واقفه علي الأرض كُنت طايره معرفش أزاي، كُل لحظة بتثبت ليّ فيها إني إختارت صح، إنت كُنت ليا ومازلت وهتفضل ملكي انا، لا ينفع أفرط فيه ولا حتى يشاركني فيه حد.

تحول سليم ببصره ناحية سُترته ومن ثم مد يدهُ في جيبها الداخلي ليلتقط هذه الصوره وراح يردف بهدوء، تعرفي البنت الصغيرة دي!
وجهت نوراي تركيزها ناحية الصور، ضيقت عينيها في إستغراب لدقائق وفجأه إتسعت حدقتا عينيها، وقد وضعت يدها علي فمها وجال الدمع في عينيها، دي آآآ انا!، ودي ماما!

أومأ سليم برأسه إيجابًا، بينما حملقت به في إندهاش تارة تبتسم من بين دموعها وأخري ترمقهُ بنظرة مصدومة بينما أبعد الصوره من يديها ليضعها علي الطاولة قائلًا، كُنتِ حلوة وإنتِ صغيرة، بس لمّا كبرتي...
نوراي بترقُب رافعه أحد حاجبيها: بقيتي ملكة حياة سليم.
نوراي بإبتسامة عاشقة: لقيتها فين دي!
جوا الكتاب.
أجابها وهو يقترب من وجهها رويدًا رويدًا، بينما تابعت هي بهُيام، بحبك يا بطلي.

سكن صوتها في تلك اللحظه بقُبلة منه، بث فيها كُل عشقه لها الذي يتجدد بشكل يومي، بات أسيرًا أبدي في زنزانه عشقها، فلأول مرة يعشق السجين، سجانته!

بص هناك كدا!
توجه عاصم بنظره حيث تُشير هي بيدها بينما قامت بمسح أنفه بإصبعها الذي تلطخ ب شيكولا الآيس كريم، صر عاصم بأسنانه وفجأه أمسك ذراعيها بقوة وقد أثناهما ناحية وجهها حتى لطخت نفسها أيضًا تحت ضغط من قبضة يده قائلًا بتشفي، حقي رجع لي.
نسمه بضحكة عالية: أيه اللي إنت عملته فيا دا؟!
عاصم رافعًا أحد حاجبيه: انا أصلًا مش ماسك آيس كريم، إنتِ اللي اتجننتي فجأه ولخبطي وشك.

نسمه بغيظ: ربنا القوي علي كلُ قوي!
قام عاصم بفتح زجاجة المياة الموضوع علي المقعد الخشبي بجانبهما وبدأ في محو الشيكولا من علي وجهها بينما أمسكت هي قبضة يدهُ ثم قبلت باطنها بحنو وهي تقول، عاصم!، أوعدني أنك مش هتبعد عني، ولا هتسمع لكلام مامتك عني؟!

تنهد عاصم بثبات، ليُقربها منه حتى وضعت رأسها علي كتفه بينما تناول كفها وبدأ يقيس قبضة يده مُقارنة به، ف بالرغم من حجم جسمها إلا أن كفها صغير للغاية، لديه إعتقاد دائم بأن حجم قبضة اليد دائمًا ما يدُل علي قوة الشخص وهنا تابع بنبرة حنونة، وحيات أكتر واحدة علمتني أحب أزاي ما هبعد عنك لحظة، ولا هتكوني لغيري.
نسمه بسعادة: عُمري ما هكون لغيرك، مش علشان إنت عاوز دا، لأ علشان انا مش هقبل ب دا.

قام عاصم بطبع قُبلة حانيه علي جبينها، بينما قطع حديثهما مجيء إحدي السيدات التي تابعت بنبرة متسائلة، تحبوا الوشم!، علشان يكون ذكري بينكم، بتطول مدته بالسنين وممكن يتجدد علشان ما يروحش أبدًا.

رمقتها نسمه بعينين متلألأتين ومن ثم إلتفتت ناحية عاصم رواحت تُردد بسعادة، أيه رأيك!
عاصم بإبتسامة هادئه: تمام.
جلست السيدة القُرفصاء أرضًا، إقتربت منها نسمه ومن ثم أمسكت بذراع عاصم متوجهه بالحديث للسيدة، بصي، أرسمي له قلب، وأنا مفتاحه.
السيده بإعجاب: حلوة الفكرة، ربنا يهنيكم ببعض.

انا جييييت، وجبت لك السوبر ماركت كُله معايا.
أردف زياد بتلك الكلمات في حنو، ليجدها تجلس إلى الفراش تنظُر بإمعان إلى مجلة تحتوي علي صور للأطفال، قامت بوضع المجلة علي الكومود بجوارها ومن ثم نظرت له قائله بإبتسامة هادئه، وحشتني الشوية دول!
زياد وهو يضع المشتروات أمامها: بقولك أيه يا لولو!، أيه رأيك نسافر كام يوم نغير جو!
آلاء بهدوء: نسافر فين؟!
زياد بإستكمال: المكان اللي تشاوري عليه.

رفعت آلاء بصرها للأعلي قليلًا ومن ثم عاودت النظر إليه قائلة، طب انا عاوزه اروح جزر المالديف!
زياد مازحًا: طيب تصبحي علي خير يا قلبي.

أطلقت آلاء ضحكة مرحة، بينما قام هو بإحتضانها في حُب، ساد الصمت بينهما لدقائق وهنا تابعت آلاء بتخيل، تعرف نفسي أوي، اروح الحج. وأقف قدام الكعبة وأدعي كتير، كتير أوي يا زياد وأقوله يارب نفسي في طفل، مش عاوزه لمّا أكبر أكون وحيدة، انا نفسي أفرح زياد أوي يارب، وأعيط كتير جدًا. انا والله مش معترضة، بس عاوزه أدعي ومش هفقد الأمل أبدًا.

جلس فؤاد داخل غرفة الصالون، رمقتهُ روفيدا بإستغراب من مجيئه إلى بيتهما، بينما تابع ماجد وهو يقدم له الشاي، حضرتك منورنا!
فؤاد بحنو: بنورك يا ماجد، طبعًا زمانك دلوقتي بتقول أيه سبب الزياره!، دقايق بإذن الله وهتعرف.

أنهي فؤاد حديثه ليسمعوا صوت الجرس، إتجهت روفيدا لتفتح الباب وهي تعلم جيدًا من الطارق بينما تابع عاصم بتساؤل.

خير يا روفيدا!، ماجد عاوزني في أيه!
في تلك اللحظه قطع حديثه، صوت والدهُ وهو يقترب منه: ماجد كويس، انا اللي طلبت منها تكلمك علشان جه الوقت اللي لازم تعرفوا فيه أنكم ولاد عم.

عاصم بإستفهام: مش فاهم؟!
تنحنحت نسمه قليلًا، قيل أن تُردد بنبرة ثابتة، يعني إنت وماجد أولاد عم فعلًا. بطريقه أخري عمو فؤاد وعمو ناجي أخوات.
رمقها ماجد بذهول ولَم يتفوه بكلمه حتى بينما جاء حسن لتوه ثم تابع بهدوء، انا عارف إنك مصدوم يا ماجد، بس عمي لمّا عرف إنك علي عداوة سابقة ب عاصم، خاف يقول علشان المشاكل. رغم إنكم كُنتوا أكتر من أخين وانتوا صغيرين، بس الظروف بعدتنا عن بعض...

ومن ثم إستئنف حديثه وهو ينظُر صوب الصوره التي عُلقت علي الحائط قائلًا، ربنا يرحمك يا بابا ويسامحك.
نحا عاصم بصره ناحيه الصوره، حملق بها لدقائق وبدأ يتذكر وجه هذا الرجُل جيدًا، دائمًا ما يحلُم بصوره مشوشه المعالم ل رجل يوقفه بجانبه ويبدأ في وضع ذراعيه فوق بعضهما للصلاة...

بدأ يمسح علي غُرة رأسه بهدوء، فقد رأي هذا الوجه يوم الدفن الخاصة بجدته صفية ، حينما رأي رجل بدي عليه الشيب يقف بعيدًا عن صف العزاء، ينظُر ناحية القبر بآسي والدموع تنهمر علي وجهه دون توقف، أثار هذا الرجل تساؤلات في عقله، خطي بضع خُطوات في طريقه إليه ولكنه وجد أحدهم يهتف به لإتمام مراسم الدفن. إنه نفس الوجه في الصوره ورغم نسيانه لهذا الموقف كُليًا ولكنه بمرور الوقت لقي جوابًا علي سؤاله ناحيه هذا الوجه المُتأثر بوفاة صفية...

في صباح اليوم التالي، سمعت نسمه طرقات خفيفة علي باب حجرتها، إتجهت صوب الباب تفتحه بترقُب لتجد شابًا يرتدي زيّ خاص بأحد المطاعم الشهيرة، رمقتهُ نسمه بإستغراب، ومن ثم تابعت بتساؤل، خير!

مد الشاب يده إليها ب باقه مخروطيه الشكل، يوجد داخلها قطع دجاج مشوي وكذلك رقائق الشيبس وأصابع صغيره من حبات البطاطس وتوجد زهره من اللون الأحمر في المُنتصف، حملقت به في إنبهار شديد في حين تابع الشاب بإبتسامة هادئه، بالهنا والشفا.

إنصرف علي الفور عقب إنهاء جملته بينما وجدت نسمه ورقة وقد قرأت ما دون فيها، بحبك يا دبدوبتي، مستنيكي بعد ساعة في النادي، علشان لازم أعترف لك بحاجه مهمة أوي. ما تتأخريش علشان بتوحشيني.

بقولكم أيه، انا عارفة مكان واحد بيبيع دبل تجنن، وياريت انا اللي انقيها علي ذوقي.

أردفت نوراي بتلك الكلمات وهي تجلس بجانب زوجها داخل سيارة عاصم، بينما تابع هو أثناء قيادتة للسيارة، تفتكروا، حد من البيت ممكن يقول لها؟!
سليم بنفي: لأ، ما تقلقش. المهم عاوزين ننجز علشان ما تستناش هناك كتير و تكشف المفاجأه.

عاصم بتفهم: تمام.
علي الجانب الاخر، قامت بإرتداء فستان وردي اللون، ويعلوه چاكيت من الچينز، تأكدت من شكل حجابها عليها ومن ثم ترجلت خارج المنزل ب فرحة عارمة، فقد أحست بأن هناك مفاجأه في إنتظارها، بدأت تنظُر ل ساعة يدها بهدوء لتجد بأن لديه مساحة من الوقتِ...

استقلت سيارة أجرة، بدأ قلبها يدق كلما إقتربت من ساحة النادي، حتمًا سيعرض عليها الزواج فهي تعلم جيدًا ما يجول في خاطره وفي تلك اللحظه تذكرت نوراي فقامت بالإتصال بها علي الفور لكي تُخبرها بما أحسته ناحية هذه المفاجأه وما ينوي عاصم فعله، ضغطت زر الاتصال تنتظر إجابتها وما أن فُتح الخط حتى تابعت نسمه بفرحة: نوراي، نوراي، أوشين. انا بحبك أوي.

في تلك اللحظه جاءها صوت رجولي يتابع بنبرة ثابتة، حضرتك التليفون دا، كان في العربيه اللي عملت حادثة من نص ساعه بس، وللأسف شخص من التلاتة مات،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة