قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس

تناول سليم هذه الورقه التي دوُن عليها العنوان الذي تقصده هي وما أن ألقي نظره عليه حتى ردد بنبرة ثابته...

المكان دا قريب من بيتي، كويس جداً إتفضلي إركبي.
رمقته نوراي بنظره سعيده وكذلك رددت بنبرة مليئه بالندم...
أنا اسفه بجد، تعبتك معايا. بس ما كُنتش اقصد، إبتسم لها بثبات ومن ثم أشار لها أن تدلف داخل السياره دون أن يتفوه بكلمه، كذلك فهمت هي ما يرغبه فأسرعت بالدلوف داخل السياره ليقودها مُنطلقاً حيثُ العنوان...

في تلك اللحظة إلتقطت هاتفها من حقيبه يدها ومن ثم وضعته علي أذنها وهي تزفُر في ضيق مُردده بخفوت...

مش بتردي عليا ليه يا ماما صفيه!، أكيد المجنون دا مش هيسيبك في حالك. اووووف.

أبعدت الهاتف عن أذنها في ضجر ومن ثم أسرعت بوضعه في حقيبتها مُجدداً لتجد صوره فوتوغرافيه تجمع بينها وبين السيده صفيه وكذلك عاصم في صغرهم...

نظرت للصوره في حنق ومن ثم أسرعت بإقتصاص وجهه منها وإلقائه من نافذه السياره وهي تُردد بغيظٍ...

اخيراً خلصت منك يا مريض. ربنا ياخدك.
ضيق سليم عينيه في إستغراب فقد إنتبه لحركاتها الجنونيه وكذلك تمتمتها بأشياء غير مفهومه وهنا مسح سليم وجهه بكفه في إستفزاز ومن ثم ردد بنبرة ثابته...

في حاجه يا أنسه؟!
إنتبهت نوراي لحديثه الموجه لها حيث إبتلعت ريقها في توتُر ونبرة مُتلعثمه...
لا لا، مفيش حاجه يا كابتن.
وبعد قرابه النصف ساعه وصل سليم حيثُ العنوان ثم اوقف السياره بهدوء وتابع بنبرة هادئه دون أن ينظُر لها...

اتفضلي يا أنسه دا المكان.
إبتسمت له نوراي في توتُر ومن ثم جمعت حقائبها وهي تمد يدها له بالمال...
اتفضل.
نظر سليم إلى يدها الممدوده ناحيته بالنقود ومن ثم رفع وجهه لها قائلاً بنبرة جافه...

خليها عليا المرادي.
رمقته نوراي بعد فهم قائله: يعني أيه؟!
سليم بهدوء: يعني خلي فلوسك معاكِ. وما تخرجيش بعد كدا في وقت زي دا لوحدك.
أخفضت نوراي رأسها قليلاً وهي تضع النقود إلى حقيبتها من جديد لتنجرف خُصلات شعرها للأمام...

لاحظ إنسياب جديلاتها ذات البريق الآخاذ وطول شعرها الحريري بينما أبعدته هي للوراء خلف أذنيها ثم رددت بإبتسامه باهته...

ماشي، شُكراً لحضرتك.
أشاح بوجهه بعيداً عنها ثم هم بإقتياد سيارته مُردداً بثبات.
العفو.

راشد! إنت يا حيوان!
أردف عاصم بتلك الكلمات في ثوره بينما هب راشد من مكانه مُهرولاً حيثُ يقف عاصم وكذلك تبعه راضي في خوف ليُردد عاصم بحده...

إنت سايب البوابه وبتعمل ايه هنا؟!
راشد بخوف: كُنت بتعشي يا عاصم بيه.
راضي مُقاطعاً بنبرة مُتلعثمه: هو في ايه يا عاصم بيه؟!
إقترب منه عاصم بضع خُطوات ومن ثم أمسك ذقنه بقوه ثم ردد بنبرة أشبه لفحيح الأفعي.

ومن أمتي بتاكل في المطبخ، إنطق!
إبتلع راشد ريقه خِفيه وبدأت أطرافه في الإرتعاش بينما تابع راضي مُحاولاً إبعاده...

ما يصحش كدا يا عاصم بيه. انا اللي طلبت منه ييجي يتعشي معايا.
في تلك اللحظة وجدها تهتف بنبرة هادره وهي تتعكز علي عصاتها هابطه الدرج...
إنت إتجننت خلاص، بتمد إيدك علي واحد أكبر منك.
إتجه عاصم حيثُ الدرج وأخذ يضرب بقبضته كُل ما يواجهه حتى عمت الفوضي المكان بينما وقف هو قبالاتها مُردداً بنبرة حاده.

نوراي فين؟!، وديتيها فين!
إستئنفت السيده صفيه هبوط الدرج حتى تقلصت المسافه بينهما بشكل كبير ومن ثم رددت بنبرة حازمه...

اوعي صوتك يعلي عليا تاني يا عاصم. شكلك إتجننت لدرجه إنك مش عارف تفرق بين اللي قدامك. ولازم تفهم، إن نوراي مش راجعه هنا تاني وماهياش ملكك، ومن حقها تختار الحياه اللي عاوزه تعيشها.

أخذ يضرب الدرابذون الخاص بالدرج في عصبيه شديد ومن ثم ردد بنبرة هادره.
نوراي ملكي. ومش معني إنها تهرب وإنك تساعديها في دا. تبقوا حطيتوني قدام الأمر الواقع، لا، هجيبها. وهعرفك إن عاصم ما بيستسلمش.
صفيه بتهكُم: عيشت وشوفتك ضعيف والأكسجين إتسحب منك وروحك بتتسحب. وزي ما بتأذي ناس بأفعالك. نوراي أخدت حقهم وبردو ما حسيتش بيك. علشان إنت حيوان ما يتعاشرش. وبردو نوراي مش هتكون ليك.

إصطف بسيارته أمام البنايه الخاصه به ومن ثم بدأ في الترجُل خارجها لينظُر أمامه يجدها تجول ببصرها المكان وكأنها تبحث عن شيء ما...

وقف سليم مكانه، يُتابعها بعينيهِ، فهناك علامات إستفهام تبتني عشاً داخل عقله، فكيف لهذه الفتاه أن تكون مصريه، لا شيء سوي لهجتها يوحي بذلك وما شأنها والحي الذي يعيش به فهو لم يعهد رؤيتها مُسبقاً في هذا المكان، كما أن ثيابها وطريقتها في الحديث توحي بإنتمائها لتلك الطبقه التي تُدعي بالمخمليه، بينما هو شارد الذهن بأمرها، يجدها تهتف بنبرة طفوليه وهي تقترب منه...
إنت تاني؟!

رمقها سليم في ثبات ومن ثم عقد ذراعيه امام صدره قائلاً بتساؤل...
إنتِ ساكنه هنا!
رددت نوراي وهي تتجول ببصرها بين البنايات حتى لقت مُبتغاها وهنا إبتسمت وهي تُشير بإتجاه البنايه التي يقفون امامها.

اهي لقيتها. بيت ماما هنا.
إلتفت سليم حيثُ تشير هي بيدها ثم ردد مُجدداً بثبات إنفعالي.
دا بيتنا ياما. إنتِ مستقصداني النهارده ولا ايه!
لوت نوراي شدقها في إستنكار من حديثه حيث رددت مُتجهه إلى باب البنايه...
علي فكره بقي إنت مش رجوله. وما بتعرفش تتعامل مع السيدات.
ضغط سليم علي عينيه بنفاذ صبر ومن ثم إتجه هو الأخر حيث ُ باب البنايه...

وهنا حاول الإثنان الدلوف داخل باب البنايه، بينما زفر هو في ضيق قائلاً...
انا مش فاهم، إنتِ رايحه فين دلوقتي!
نوراي وقد تشنجت ملامحها وهي تصر علي أسنانها مُقتربه منه...
مش قولتلك إنت مش رجوله، وبعدين ليدس فريست (ladies first )(السيدات اولاً)واوعي بقي خليني اعدي.

تنحي سليم جانباً وبدأ ينظُر لها في ثبات رافعاً احد حاجبيه بينما رمقته هي بنظره إستفزازيه ثم دلفت داخل البنايه وكذلك تبعها هو...

إتجهت نوراي حيثُ الشقه الكائنه بالدور الأرضي ومن ثم نظرت إلى القفل المرصود عليها وهي تُردد بثبات ناظره له بجانب عينيها...

هي دي بقي شقه ماما. عاوزه اعرف بقي مين صاحب البيت دا، علشان اخد المفتاح منه.

حملق سليم بنظراتهِ إليها وأخذ يمسح علي غُره رأسه في دهشه غير مُدركاً لما قالته لتوها وبدأ يُدقق في ملامحها لتتصل الخيوط ببعضها ويستطع فك شفره وجودها في هذا المكان حيثُ تذكر حديث والدته له في صغرهِ...

فلاش باك، أمي، هي خالتي جانوراي وعمي صالح، راحو فين؟!
أردف سليم بتلك الكلمات في تساؤل طفولي، بينما تابعت السيده خديجه وهي تحتضنه في حُزن ومن ثم رددت بنبرة مُنهكه...

ربنا افتكرهم يابني. ادعيلهم بالرحمه.
سليم بتفهم وحُزن: الله يرحمهم. طيب وبنتهم الصُغيره. فين بردو؟!
خديجه بحُزن: والنبي يابني. ما عارفه فين أراضيها وانا كُنت روحت أخدتها وجبتها تعيش معانا.

سليم بتفهم: طيب وإنتِ هتسكني الشقه بتاعتهم للناس اللي طلبوها.
خديجه برفض: أبداً. حاجتهم هتفضل زي ما هي، ما حدش هيمسها. مش يمكن بنتهم ترجع.
سليم بعدم إقتناع: يمكن.
Back، أخذت نوراي تلوح بيدها امام عينيه ولكن لم يرف له جفن، وهنا رددت نوراي في صريخ...

يا كابتن! بكلمك.
إنتبه سليم لصُراخها ومن ثم تنحنح قليلاً قبل أن يُتابع بنبرة ثابته...
معلش سرحت شويه. إلا صحيح اسمك ايه؟!
جدحته بنظره مُغتاظه ثم أشاحت ببصرها بعيداً عنه وهي تعقد ذراعيها امام صدرها قائله...

إنت هتصاحبني وبعدين انا هطلع بنفسي اشوف صاحب البيت دا فين، إتجهت نوراي حيثُ الدرج ومن ثم صعدت درجتين منه وهنا صرخت عالياً وهي ترتد للخلف مُجدداً...

عاااا. إلحقني يا كابتن.
سكنت خلف ظهره وهي تُردد بنبرة مُتلعثمه أثناء إشارتها بيدها نحو الدرج...
في حشره كبيره هناك! هشها بس مش تموتها.
إبتسم سليم بهدوء علي حديثها دون أن يتفوه بكلمه بينما تابعت هي من بين خوفها...

إنت فعلاً مش رجوله. واوعي بقي انا اللي ههشها.
هتف سليم في تلك اللحظة بنفاذ صبر وهو يُشير لها بإصبعه أن تلتزم الصمت قائلاً...

يخربيت الرجوله وسنينها. تعبتيني طول اليوم، انا يا ستي صاحب البيت.
فغرت نوراي فاهها بدهشه وما أن تداركت حديثه حتى إبتسمت له إبتسامه عريضه ومن ثم تابعت بنبرة مُتلعثمه...

يعني هو انا اسفه، بس هو القدر اللي مُصر مش...
سليم مُقاطعاً بغيظٍ: اسمك ايه؟!
صمتت قليلاً حيثُ خشيت غضبه من تصرفاتِها وكذلك رأت الجمود في ملامحه وأوشك صبره علي النفاذ لتُردد بهدوء...

نوراي صالح، 24 سنه، ماما كانت عايشه في الشقه دي. انا من ام فلبينيه واب مصري، كُنت عايشه في مكان وقررت ارجع اعيش هنا. اتخرجت السنه دي من كُليه حقوق وبحب البو...

كور سليم قبضه يده وأخذ يُقربها منها مُردداً في إستسلام.
هو انا هطلعلك بطاقه يا بعيده. ارحمي اُمي. جننتيني طول اليوم.
هرول الجميع أثر أصواتهم العاليه، وما أن نظرت خديجه لإبنِها حتى رددت بنبرة قلقه...

خير يابني، ايه اللي بيحصل هنا.
رمقتها نوراي في هدوء ومن ثم إقتربت منها وهي تنظر بغيظ إتجاه سليم...
حضرتك مامته صح، احب اقولك بقي إن إبنك دا مش رجوله.
قاطع حديثها صوت نسمه وهي تضرب ظهرها حتى سقطت نوراي في أحضان السيده خديجه حين لفظت نسمه بغيظ...

دا سيد الرجاله يا حبيبتي، مين يا سليم البت اللي شبه الصينيين دي؟!
إلتفتت لها نوراي في غيظ ومن ثم رددت بنبرة مُغتاظه وهي تُشير بإصبعها ناحيتها...

شبه الفلبينيات لو سمحتي، نسمه وهي تنظُر لها بجانب عينيها: مش فارقه، اهو كُلكوا شبه بعض.
سليم هاتفاً بنبرة حاده: كفايه صداع لحد كدا. مش عاوز حد يتكلم خالص.
ومن ثم إستئنف حديثه مُردداً بهدوء.
نوراي، بنت الست جانوراي، اللي كانت ساكنه في الدور الأرضي.

إتسعت حدقتا عين السيده خديجه غير مُصدقه ما يتردد علي مسامعها ولكن هذا الشبه الواضح بينها وبين والدتها جعلها تقوم بإحتضان نوراي في سعاده غامره وهي تُردد...

نوراي. وحشتينا اوي يا بنتي. كُنتِ فين كُل السنين دي؟!
سعدت نوراي من حديث تلك السيده وبادلتها الأحضان هي الأخرى حيث رددت بنبرة سعيده.

حضرتك تعرفيني بجد.
خديجه بحُب: طبعاً يا بنت الغاليه. تعالي فوق استريحي.
إبتسم سليم لفرحه والدته بينما نظر بإتجاه نسمه ليجدها تُنظر في غيظ لاويه شفتيها ومن ثم بادلته النظرات وهي تُردد بضيق.

قولي يا سليم. انا احلي ولا البت دي؟!
سليم وهو يضرب وجهه بكفه مُردداً بنبرة حاده: نسمه. وراهم علي فوق، دماغي إنتهت صلاحيتها مش فاضي لشغل الستات دا وقولي لأمي، إني روحت لعمي ناجي.

والله يا فندم قلبنا عليها الدُنيا. بس فص ملح وداب.
أردف احد رجال عاصم بتلك الكلمات في خوف من ردة فعله بينما تابع عاصم وهو يكز علي اسنانه.

بقي عيله صغيره. تلعب بيكم الكوره يا بهايم؟!
نظر الرجلان لبعضهما بينما قدم فؤاد من الشركه عندما علم بما حدث في القصر، حيثُ ردد مُوجهاً حديثه للرجال...

إتفضلوا إنتوا علي شغلكم، ومن ثم إستئنف حديثه وهو ينظُر لإبنهِ نظرات حاده مُتجهاً حيث الدرج...
وإنت تعالي ورايا علي المكتب.
زفر عاصم في ضيق وهو ينفض يده عن جيب بنطاله فقد إئتكل داخله من شده الإحتراق واوشك أن تتحرر رائحه الرماد إلى خارجه فيشعر الناس بضعفهِ من عدم وجودها فأخذ يلوي رقبته يميناً ويساراً كاظماً غيظه، ليتبع خُطوات والده في الحال...

دلف داخل المكتب ليجد والده ينظُر له شذراً ومن ثم أشار له بأحد أصابعه أن يجلس، ألقي عاصم بجسده إلى المقعد وكأنه ينفث غضبه بهذه الطريقة بينما ردد فؤاد بحده...

ايه كُل الجُهد اللي بتعملوا دا علشان نوراي ترجع؟! اوعي تقولي إنك بتموت من غيرها. هو في شيطان بيموت!

قطع حديثه الثائر نبراتها المُعترضه وهي تدلف داخل المكتب حيثُ تابعت بحنق...
انا مش فاهمه، هي البنت دي سحرالك ولا أيه؟! زي السمكه اللي بتتلوي لما خرجوها من المياه وبعدين غارت في ستين داهيه، نشغل بالنا بيها ليه؟!

سلط فؤاد بصره بإتجاهها ومن ثم هتف بغضبٍ عارم وهو يُشير لها بالجلوس هي الأُخري...

اقعدي، إقشعر جسدها من حده نبراته فأسرعت بالجلوس إلى المقعد المُجاور لإبنها بينما تابع فؤاد بعد تنهيده قويه صدرت منه...

دا كُل اللي فارق معاكِ يا مدام إلهام!، إنك تتخلصي منها في اقرب وقت. وإنت يا أستاذ عاصم هو إنت فاكر إن بعد اللي عملته دا، البنت هتفضل في القصر وعادي كأن مفيش حاجه حصلت. للأسف هي فقدت إحساس الأمان هنا وشافت إن مش دي الحياه اللي عاوزه تعيشها ولو كان في إحتمال واحد في الميه إنها ممكن تحبك، ف بعد اللي عملته دا، إنت قطعت كُل الإحتمالات، إبعد عن البنت وماتفكرش تدور عليها، هي مش عاوزه تعيش معاك وإنتهي.

أخذت تفرُك عينيها بكفيِها في إستغراب، فقد اقلق نومها ذاك الصوت الصادر من خارج غُرفتها. فزفرت روفيدا في ضيق فقد وجدت الطريق إلى النوم بصعوبه مُحاوله عدم تذكُر ما تعرضت له اليوم ووجه شقيقها الذي إحتله الحُزن...

في تلك اللحظة نهضت مُسرعه عن الفراش ثم إتجهت خارج الغرفه لتجد والدتها ونسمه بصُحبه إحدي الفتيات، ضيقت روفيدا عينيها في إستغراب ومن ثم رددت بنبرة هامسه...
ماما؟!
إلتفتت لها السيده خديجه والإبتسامه لم تُفارقها بعد حيثُ رددت بنبرة حانيه...
روفيدا. تعالي يا حبيبتي، سلمي علي نوراي.
إبتسمت روفيدا في إستغراب ومن ثم مدت يدها بإتجاه نوراي قائله...
أزيك! انا روفيدا.

نوراي بإبتسامه عريضه: إسمك جميل يا روفا! وانا نوراي؟!
روفيدا وقد ضيقت عينيها: روفا؟! إنتِ تعرفي اسم دلعي منين؟!
نوراي بإبتسامه ساحره: إشتقيته من الاسم عادي يعني.
روفيدا وهي تضرب علي جبينها بهدوء: اه صح، سوري. اصل مفيش حد بيقولي كدا غير سليم.

إبتسمت لها نوراي بسعاده حيثُ رددت بنبرة مُتفهمه...
الحقيقه ماعرفش مين سليم؟! بس تسمحيلي أناديكِ بالاسم دا؟!
روفيدا وقد إرتاحت لها: طبعاً. طبعاً.
السيده خديجه مُقاطعه حديثهم حيثُ تحدثت إلى إبنتها قائله.
نوراي، بنت خالتك جانوراي. اللي كانت ساكنه في الدور الأرضي عندنا.
أسرعت روفيدا بوضع يدها علي فمها في عدم تصديق ومن ثم رددت وهي تجلس بجانبها إلى الأريكة...

ايه دا بجد! وانا بقول الشكل دا شوفته فين؟! إنتِ كُنتِ في الفلبين؟!
تحشرجت الكلمات في حلقها، فقد تعاهدت برمي ماضيها داخل هذا القصر خلف ظهرها، بإستثناء هذه السيده الحنون. التي إعتنت بها كثيراً. في تلك اللحظة تلعثم الكلام في حلقها قليلاً ومن ثم رددت وهي توميء برأسها إيجاباً...

اه. اه. كُنت في الفلبين ولسه راجعه.

الله يحظك يا سليم. ايه المُغامرات دي كُلها.
أردف السيد ناجي بتلك الكلمات في ضحك وهو يلعب الشطرنج بصُحبه سليم بينما تابع سليم بإبتسامه هادئه...

والله ما عارف يا عمي ناجي هو سوء حظ ولا حُسن حظ، إنها تكون في نفس البيت كمان. دا انا محتاج أخد دوا ضغط لكام يوم جايين.

أغلق السيد ناجي صندوق اللعبه وهو يهتف بنبرة واثقه والإبتسامة تعلو ثغره...

وادي تالت مره أكسبك النهارده. شكلك مش في المود خالص.
أرجع سليم رأسه للخلف قليلاً ومن ثم تنهد في هدوء، ليقترب منه السيد ناجي مُردداً بخُبث...

شكلها ايه بقي؟!
أعاد سليم وجهه للأمام مره أخرى ومن ثم رفع أحد حاجبيه مُردداً بتساؤل.
مين دي!
ناجي بإبتسامه عريضه: الفلبينيه؟!
إبتسم له سليم في ثبات ومن ثم أخرج سيجارته من جيب بنطاله قائلاً...

خليك أكثر دقه. دي مصري. لأن الجنان والتصرُفات دي، مش تصرُفات فلبينيه أبدا ً. لا دي مصريه بنت مصريه، بنت مصريين. ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم. يودوك البحر ويجيبوك عطشان. دي كُلت ودني وما قولكش بقي وانا واقف فوق العربيه كُنت بحلق في الفضاء وهي ولا في دماغها. مش عارف انا هعيش مع البت دي في البيت نفسه ازاي.

ناجي بخُبث: بس انا حاسس إن في لمعه في عينك كدا، اول مره اشوفها، سليم وهو يهب واقفاً في غيظ: دي لمعه الفرحه. يعني انا من كُتر الفرحه إن القدر حدفها علي بيتنا، هعيط.

أطلق ناجي ضحكه عاليه علي حديث سليم ومن ثم تابع بتساؤل...
طيب رايح فين؟!
سليم وهو يتجه ناحيه باب المنزل: هنام. دا انا جبت جاز لحد كدا.

قامت الفتيات بفتح هذه الشقه قديمه الأثاث والجُدران، حيثُ هُجرت مُنذ أعوام فاكتست الاتربه جميع الأثاث الموجود بها، لتبدأ الفتيات الثلاث حمله التنظيف، نظرت لهم السيده خديجه في ثبات ثم رددت بنبرة جاديه...
بقولكم ايه؟! ما تتعبوش البنت دي لسه جايه من السفر. خلصوا تنضيف عُقبال ما اعملكم عشا.

روفيدا وهي تسعُل في إختناق: ماشي يا أمي، ما تقلقيش.
إبتسمت نوراي لها في سعاده بينما ربتت السيده خديجه علي ظهرها في حُب قائله...
نورتينا يا بنتي.
إتجهت خديجه صاعده الدرج بينما أبدلت نوراي ثيابها، وارتدت عبائه قديمه، خاصه بالسيده خديجه لتُعاونهم في تنظيف المكان...

مر الوقت سريعاً حيثُ علت الضحكات من قبل الفتيات، أخذت نسمه تهتف بهم في غيظٍ فقد حُشرت من جديد أسفل الفراش أثناء تطويقهِ بالماء بينما أخدت الفتاتان يُعاوناها علي الخروج، حتى فقدوا الأمل في ذلك، لتنبطح الأُخريات أرضا ً إنضماماً لها...

وهنا تابعت روفيدا بنبرة شارده...
تفتكروا يا بنات سليم، هيرضي يخليني ابات مع نوراي.
نوراي وهي تضع يدها اسف ذقنها: أكيد مش هيوافق، علشان اخوكي دا مش رجوله.
نسمه ومازالت حبيسه الفراش حيثُ وضعت هي الاخري كفها اسفل ذقنها...

علي فكره بقي. سليم راجل غصب عنك يا بت إنتشي. هو بس عصبي وحمش حبتين، ومن ثم إستئنفت حديثها وهي تُشير بأحد أصابعها ناحيه الطاوله، بقولك ايه يا بت يا فلبينيه. قومي هاتي السندوشتات اللي هناك دي. فرهدت من الجوع.

أومأت نوراي برأسها موافقه ومن ثم إتجهت حيثُ الطاوله، لتنظُر خارج الباب الذي لم يكُن مُغلقاً فتجده يصعد الدرج، هرولت نوراي بإتجاهه ومن ثم هتفت بنبرة ثابته...
يا كابتن؟!
إلتفت لها سليم علي مضض ومن ثم تابع بنبرة ثابته، ها؟!
نوراي وهي تبتلع ريقها بقلق: هو يعني ممكن. روفيدا تبات معايا في الشقه؟! اصل انا خايفه وكمان لقينا حشرات كتيره ونسمه ضربتهم بالببش بتاعها وانا خفت أكتر حتى من نسمه و...

صر سليم علي اسنانه ومن ثم أشار لها بأصبعه أن تدلف داخل الشقه، حيثُ اغمض عينيه كاظماً غيظه...

خُديها واقفلي بؤك دا. انا قفلت باب البيت كويس. ما تنسوش تقفلوا باب الشقه كويس بردو، يلا تصبحي علي خير.

بادرته نوراي بإبتسامه عريضه ومن ثم تابعت بنبرة فرحه وهي تنظُر أرضاً.
شُكراً. إنت رجوله جداً يعني.
رفعت نوراي وجهها مُجدداً في تلك اللحظة لتجده صعد الدرج إلى شقته دون أن يهتم لحديثِها...

لوت نوراي شدقها في غيظ حيثُ رددت قاطبه حاجبيها...
بارد وسوفاچ.
في تلك اللحظة قطع تمتمتها رنين هاتفه لتُجيب علي الفور في سعاده...
الو، وحشتيني اوي يا ماما صفيه.
علي الجانب الاخر
وإنتِ كمان يا نوراي. وحشتيني يا بنتي. عملتي ايه وعرفتي توصلي ولا لا. احكيلي؟!

وهنا ردد هو بنبرة هادره وهو يدلف إلى الغرفه...
توصل فين؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة