قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس والعشرون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس والعشرون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الخامس والعشرون

كان كلامهُ قارصًا يخلو من معالم الحُبِ، ظلت تنتقل ببصرها بين قبضته الممدودة إليها وبين ملامحه الصارمة. والآن إستطاعت أن تُدرك بأن قلبهُ أصبح يبابًا غير صالحٍ لأي شيء سوي الإنتقام وكُل هذا بفضلها، سقطت القلادة أرضًا، تنحي هو جانبًا يأمرها بالذهاب بأقصي سُرعة منها بينما سارت هي بخُطوات وئيدة صوب باب الشقه تهطُل قطرات الدموع منها وما أن ترجلت للخارج حتى صاح هو بنبرة جريحة...

أخرجي بقي من تفكيري، قلبي مش هيكون أسير ضعفك يا نوراي. مش هكون ضحية ضعفك أبدًا، أبدًاااااا.

أوامرك يا فؤاد بية؟!
أردفت السكرتيره بتلك الكلمات وهي تدلف داخل حُجرة مكتبه بأقصي سرعهٍ لديها، والقلق هو سيد الموقف. وقفت أمامة تستنبط أسباب هياجهُ المُفاجيء هذا في حين إستدار فؤاد عن مكتبهِ حتى وقف قبالتها مُردفًا بنبرة رخيمة، الورق اللي بتاخدية من إيدي وتوصليه ل عاصم بية في حد بيشوفة؟!
قطبت السكرتيرة حاجبيها في إستغراب شديد ومن ثم تابعت وهي توميء برأسها سلباً...

طبعًا لا يا فؤاد بيه.
فؤاد بجمود: بس في حد من جوا الشركة. بيسرب معلومات عن كُل الإتفاقيات والصفقات اللي بتتم هنا ومفيش حد يعرف دا غيرك؟!
حملقت الفتاة به في صدمة، تلعثمت في عباراتها قليلًا قبل أن تُردد بنبرة مُرتعبة.

والله العظيم. انا اول مرة أسمع الكلام دا من حضرتك؟!
في تلك اللحظة أجاب هازًا رأسه بالإيجاب: يبقي انا اللي بسرب المعلومات وانا مش واخد بالي.
ومن ثم إستئنف حديثه وهو يصرُخ بها في حدة، من بُكرا تراقبي الوضع في الشركة وتعرفي أيه بالظبط اللي بيدور هنا وانا مش علي علم بيه.

السكرتيرة بفزعِ: ح ح حاضر يا فؤاد بيه.

إتصل بها هاتفيًا فقد يأس من مُحاولاتهِ في الوصول لهذا العنيد وما أن أجابتة هي في نبرة مُستغربة حتى تابع ماجد بهدوء...

أزيك يا روفيدا؟!
دقات قلبها تتسارع بقوة. تهتف باسمه بل وتؤكد علي مخاوفها الآن، فأصبحت الحقيقة ظاهره للعيانِ وبالأخص نسمة التي ظلت تُراقبها في هدوء...

أجفلت روفيدا عينيها قليلًا ثم رددت بنبرة ثابتة...
الحمدلله يا ماجد وإنت؟!
ماجد بهدوء: الحمدلله علي كُل حال، انا أسف جدًا إني بأتصل بيكِ، بس مش عارف أوصل ل سليم خالص. ف كُنت عاوز أعرف هو موجود في البيت؟!

روفيدا بنبرة هادئه: لأ، خرج من بدري. انا افتكرته قاعد معاك! هو مش إنت في البيت بردو.
ماجد مؤكدًا علي حديثها...
أه طبعًا كُنت في البيت. بس أضطريت أعمل مشوار وهو مشي بعدها. علي العموم شُكرًا. انا هتصرف، مع السلامة.

روفيدا بإستسلام: مع السلامة.
لأ. إستني! هو سليم كلمك في حاجة؟!
عدّلت روفيدا من خُطوة إنهاء المكالمة. ضيقت عينيها بحيرة من أمرها وراحت تتابع بنبرة سادرة، حاجة زيّ أيه؟!
ماجد بتوترِ قليلًا: لا لا. ما تاخديش في بالك، سلام.
أنهي ماجد المكالمة معها، لتنتقل ببصرها إلى نسمة التي تُراقب ما يحدث في صمتِ، وهنا سبقتها نسمة في الحديث قائلة بنبرة شاردة...

يا تري حاجة أيه؟!
تنهدت روفيدا بلوم، لتفكيرها المستمر به طيلة الأيام الفائته. مطت شفتها السُفلي بإستنكار ومن ثم نهضت عن الأريكة مُرددة بلهجة حازمة...

مالناش دعوة يا نسمه. أمشي قدامي علشان نلحق التقديم في الكُلية. لأن الشؤون أخرهم علي ال 2.

نسمة بنبرة حماسية: وهبقي طالبه في الجامعه بقي. وأفتن كُل شباب الجامعه بأنوثتي الفتاكة. بس تفتكري هلاقي شاب حليوة يليق بيا؟!

كزت روفيدا علي أسنانها بغيظٍ فاجعٍ، وراحت تضع كفها حول خصرها تُردد بنبرة هادئه بعض الشيء...

هو دا كُل اللي إنتِ بتفكري فيه!
رمقتها نسمة بجانب عينيها، حيث إلتقطت حقيبه كتفها وراحت تضع بها كيسة مليئه بقطع الخُبر المحشوة جُبنًا وشطائر من الخيار، لتُردف بنبرة واثقة...

يا حبيبتي الواحد لازم يلقط رزقة كدا. انا لو لقيت واحد يحبني. هقفش فيه بإيدي وسناني، علشان ما يهربش تاني. الشاطرة هي اللي تحب واحد وتقرر ما تسيبهوش إلا وهي جايبة منه عيال. الرجالة ما بيمسكوش في الست لازم إنتِ اللي تعلقيهم بيكِ وتسعي توثقي اللي ما بينكم وتقوية سواء بحُب أو جواز أو غيره، فكرة إنه يبقي أب، تخلية يحبك غصب عنه. يعني ما تستسلميش هييجي يوم وهتتحبي، كُل الفكرة إن ربنا رتب مقابلتك للشخص دا لميعاد مُعين. ف يطول والبني آدم مننا يستسلم، رغم إن ممكن جدًا الميعاد دا يكون الفيصل بينه وبينك دقايق. بس إستسلامك ضيع الفُرصة عليك. خليكِ نصوحة. إنتِ حبيتي والخطوة الجاية. إنك لازم تتعلمي تحافظي علي الحُب دا أزاي.

إنصتت إليها روفيدا فاغرة فاهها، لتشق البسمة طريقها إلى شفتيها وراحت تُردد بنبرة إعجاب بالغة...

نسمة اللي بتقول الكلام دا؟!، ما كونتش مُتخيلة إنك مُبهرة في تفكيرك كدا.
نسمة بإبتسامة عريضة: الحياة محتاجة تلوّن.
في تلك اللحظة هرولت إليها روفيدا لتُلقي نفسها بين أحضان نسمة حيث رددت بنبرة حانية...

انا بحبك أوي يا نسمه.

طأطأت رأسها في خذلان. تدلف مُجددًا داخل الباب الإحتياطي للنادي. لم تجف دمعاتها بعد لتستقبلها آلاء بوجهٍ مخطوفٍ وأخذت تُردد بنبرة مُتسائلة...

نوراي، إنتِ كويسة؟!
رمقتها نوراي بوجهٍ قاتمٍ، تشهق شهقات فاترة، ثم رفعت إصبعها السبابه ناحيه قلبها مُرددة بوهنِ:
قلبي واجعني، قلبي واجعني يا آلاء. إلحقيني. خرجيه من هنا، رجعيني زيّ ما كونت. لا عشقته في يوم ولا شوفته، ساعديني علشان خاطري، أنا بموت!

قامت آلاء بضمها إليها في إختناق وأخذت تربت علي خُصلات شعرها مُهدئه إياها بكلمات حانية...

إهدي يا حبيبتي! انا جنبك يا نوراي، هتبقي كويسه، صدقيني.
سارت بها آلاء صوب الباب الرئيسي للنادي لتجد السائق مازال ينتظرهم كما توقعت، قامت بإجلاس نوراي في المقعد الخلفي ومن ثم إستدارت لتجلس بجانبها، وما أن همّ السائق بالقيادة حتى تابعت آلاء بثبات...

لو سمحت إحنا مش راجعين القصر دلوقتي، ياريت تاخدنا علي بيتي.

وقف سليم مُنتصب الهامة، عاقدًا ذراعيه أمام صدره، وبجانبه جواد الذي أردف بنبرة صارمة.

تحب أتعامل معاه انا يا ريس؟!
هزّ سليم رأسه بنفي ومن ثم واجه الرجُل بكُل حزمٍ وثباتٍ، طبعًا، إنت عارف إننا مش حابين نتعامل معاك بالقسوة. ف المطلوب منك دلوقتي، تعترف بكُل حاجة، تغيّرت معالم وجهه للصرامة الحادة مُستئنفًا حديثه بجمود ونبرآت مُتسائله: مين اللي طلب منك. تخلص من نوراي؟!

الرجل بخوفِ: انا ما أعرفش حاجة. ولا حتى أعرف اسمها. انا عبد المأمور يا بية وماعنديش حاجة أقولها، انا عندي عيال وعاوز أربيهم يا باشا.

سليم بثبات: تربيهم بالحرام!، ومن دم الناس. أيه مش خايف ربنا يبتليك علي أفعالك فيهم؟!

مال الرجُل برأسهِ أرضًا، ينظُر للفراغ بحُزنِ وأصبح صوته واجف يُثير الشفقة...
هو انا يعني لقيت شُغل حلال، وما أشتغلتش؟!

مد سليم ذراعه إلى كتف الرجل ليُربت عليه مُرددًا بنبرة ثابته، مش مُبرر أبدًا صدقني. 70% من الناس اللي عايشين في البلد دي، بيعانوا من نفس مُشكلتك. حتى انا بعاني منها. بس الفرق بيني وبينك، إني قررت أدور علي الصح وأمشي في طريقه. لكن إنت إستسهلت أقرب وأبشع الطُرق. ما جربتش تُحط بنتك مكان البنت اللي عاوز تقتلها، قولي كدا هتحس بأيه؟!

تنهد الرجُل بآسي، إبتلع ريقه بصعوبة شديدة ومن ثم رفع رأسه ناحية سليم مردفًا بنبرة نادمة...

إلهام الدالي. هي اللي طلبت مني أقتل البنت، مقابل مبلغ كويس. وانا محتاج الفلوس أوعي، قِله الفلوس وضعف حيلتك قدام مُتطلبات عيالك وإنت بتشوف في عينيهم نظرة الحزن علشان مش عارف تجيب لهم اللي بيتمنوه. أصعب إحساس في الدُنيا.

سليم بإبتسامة هادئه: انا هديك الفلوس اللي كانت إلهام هتديهالك وكمان هشغلك معايا. بس أتمني، ما تمشيش في الطريق دا تاني!

دثرتها داخل فراشها، مسحت علي خُصلات شعرها المُتكومة بجانبها في إشفاق، مالت بجسدها للأمام قليلًا ومن ثم طبعت قُبله حانيه علي جبينها، لتجد نوراي تُردد كلمات مُبهمة بصوتٍ هامسٍ أثناء غُفوتها...
تنهدت آلاء بآسي وما أن إنتصبت واقفة عن الفراش وأغلقت أضواء الغرفه، حتى وجدت مجيء إتصالًا إليها من قبل إلهام، ترجلت خارج الغرفه، زفرت زفرة مُطولة قبل أن تُجيب علي إتصالها، الذي تعرف تمامًا ما سيكون موضوعه.

آلاء بثبات: أيوه يا إلهام هانم!
إلهام بثبات: أمال إنتوا فين!
لِم تود سماع صوتها مُطلقًا. لا تعلم ما هذا الشعور ولكنها أحست أن هُناك أمر مُبهم أخل بنظام تلك الضعيفة، أمر تكُن إلهام هذه أحد أطراف خيطه وفي تلك الأثناء أجابت رغمًا عنها...

نوراي عندي في البيت. زهقنا من النادي وقولنا نقعد مع بعض شويه.
إلهام بوجوم: أوك. باي.

جواد، مش كدا؟!
أردف ماجد بتلك الكلمات في تساؤل مُحدثًا جواد عبر الهاتف النقال بينما ردد جواد بإستغراب، أيوه، مين؟!
تنهد ماجد بأريحيه بعض الشيء. ثم أردف بنبرة هادئه...
انا ماجد. إتقابلنا مرة قبل كدا. ومحتاج منك خدمة؟!

أطلق زمجرة حادة وهو يجوب داخل الغرفه ذهابًا وإيابًا تحت أنظار إلهام التي جلست إلى المقعد تستشيط غضبًا، لا تعلم لماذا هذه الفتاة لم تمُت بعد؟! لماذا لم ينفذ الرجل، ذاك المخطط المُتفق علية. تجري له عدة إتصالات ولكن دون جدوى. تشتت عقلها في هذا الحين لتستفيق من شرود ذهنها علي نبرة عاصم الرخيمة قائلًا.

مين سمح لها تقعد عند آلاء. مش هعديها لك يا نوراي.
قام بإلتقاط هاتفه من جيب بنطاله علي الفور وقد إصطكت أسنانه ببعضهم من شدة الغيظ ليضع الهاتف علي أذنه مُنتظرًا ردها ولكن باء الإتصال كُليًا بالفشل...

ظل راضي يتابعهما بنظرات ثاقبة من خلف الجدار ليلتقط هاتفه علي الفور وإجراء إتصالًا لابد منه...

عاصم بخشونه: انا رايح لها.

تمام، اللي تشوفيه، في أي وقت نتقابل عادي المهم تكوني فهمتي كلامي كويس!
أردف سليم بتلك الكلمات وهو يُحادث شخصًا ما هاتفيًا وما أن أنهي هذه المكالمة حتى سمع صوتًا هاتفًا لم يدرِ مصدرة...

هتهرب مني كتير؟!
ليجد ماجد يهبط من الدرج الحديدي القابع في زاوية من الصالة الرياضية خاصته...
إتجه ماجد بخطواته إليه ثم نحي بجسده للأمام مربتًا علي كتفه وسرعان ما جلس القرفصاء بجانبه، سليم بتساؤل: عرفت مكاني منين؟!
ماجد بهدوء: من جواد. بس ماقولتليش قبل كدا. إنك مُدرب كاراتيه؟!
رمقه سليم بنظرات ثابتة، ومن ثم نظر إلى أصابعه التي تعبث بهذه القلادة ثم ردد بنبرة هادئه، ما جاتش فرصة.

قرّب ماجد كفه ناحية هذه القلادة وهمّ أن يمسكها ليجد سليم يُبعدها عنه بحركة ثابتة بينما عقد ماجد حاجبية مُرددًا بنبرة هادئه.

سلسله مين دي؟! نوراي مش كدا؟!
تنهد سليم في إختناق ثم قام بوضعها مُجددًا في جيب بنطاله. وقد إرتسمت علي ثغره إبتسامة فاترة قائلًا بثبات...

زمان، من كتير أوي أبويا مات، وقبل ما يموت قالي: أوعي يا سليم أمك تغضب عليك يوم، خليك راجل ليهم. ربنا خلقنا علشان نداري ضعفهم بمسكة إيد، أبسط الأفعال منك بتقويهم. خليك راجل لأختك وصاحب جدع، يسمعها ويقويها علي الدُنيا. أحفظها من عيون الناس في عينك قبل قلبك، أه هم دايمًا محتاجين لك يابني. بس هييجي عليك وقت وهتحس إنك أضعف منهم بأضعاف مضعفه، وساعتها هتلاقيهم بيمدوك بجُرعة حنية، من اللي شافوه منك. هتلاقي جواهم حاجات كتير حلوة ليك، هيقدموها لك. أقولك علي حاجة خليك راجل علشان الدُنيا عاوزه راجل يجبرها تحترمة وأوعاك والسكة الشمال يا سليم. اسمع من الراجل المشلول اللي ما عادش قادر يقوم من سريره. بس كان في يوم مُحامي مع وقف التنفيذ. ما تستسلمش، مشكلتنا كُلها مُشكلة إستسلام. لو ما كانتش الحاجه اللي بتستسلم قدامها دي ليك. ما كانش ربنا علقك بيها، ربنا بيكون قاصد سببين من تعلقك دا. يا تتعلم الدرس صح وتقرر ما تقعش في فخه تاني. يا ربنا عاوز يعلمك الصبر علشان يرجعهولك أحسن من الأول، مش عارف أكرهها ولا أنساها يا ماجد. كلام أبويا صح، بس بتمني كُل لحظه من ربنا، إن اللي كان بيننا هو الخيار التاني. تفتكر يا ماجد أبعد و...

ماجد مقاطعًا بثبات: خُدها منه بالقوة. دا أسلم حل، بس إنت لازم، تفهم كويس وسايل المساعدة اللي بتتحط قدامك.

سليم بإبتسامة باهتة: تقصد ميراث أبوك؟! تعرف إني زعلان منه أوي؟! بيديني مقابل لصحوبيتنا وحُبي له؟!

إستند ماجد علي ساعديه حتى إستطاع النهوض من مكانهِ في ثبات، مُردفًا بنبرة هادئه...

لا يا صاحبي، أبويا كان عاوزك تدوس الدُنيا وتعدي، حب يطيب جروحك منها. علشان إنت تستحق يا سليم والدُنيا مش عاوزه واحد شريف، حتى لو كان شريف لازم يلبس قناع القوة علشان يدوس علي الناس اللي تستاهل السحق، وقناع القوة الفلوس. فكر في كلامي كويس، وبُكرا هنستناك علشان نفتح الوصيه يا صاحبي. سلام.

قام بطرق الباب بقبضتة القوية عدة طرقات مُتتاليه. فزعت آلاء علي أثرها، قامت بإعطاء نوراي كوبًا من الحليب بعد أن وضعت وسادة خلف ظهرها ومن ثم رددت قاطبه حاجبيها في إستغراب...

دا مين الهمجي دا؟!
رمقتها نوراي بخوفِ. حيث رددت بدموع حبيسة، حاسة إنه عاصم!
إبتلعت آلاء ريقها بقلق، مدت يدها تمسح علي خُصلات شعرها في محاولة لتهدأت نوراي، رغم ما تشعر به من خوف جارف، أهدي ما تخافيش. لحظة وراجعة.
إتجهت آلاء خارج الغرفه. تقدم قدمًا وتؤخر الأخري، وما أن وقفت خلف الباب حتى أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تُتابع بترقُب...

ميين؟!
عاصم بحدة: أفتحي!
إرتعشت أطرافها في تلك اللحظة، فقد تبين الآن من هو؟! قامت بفتح الباب بحركه هادئه تنظُر له بفزع من نظراته الناريه لها ومن أن فتحت شفتيها لقول شيء ما، وجدته يقطاعها بصوتٍ أجشٍ، فين نوراي؟!
أشارت آلاء بأصابعها ناحية باب الغرفه، لينتطلق ناحيته علي الفور، قام بالدلوف للداخل بحركة جنونية، ليجدها تنظُر له بفزع بينما كور هو قبضة يده ومال بجسده ناحية وجهها مردفًا بحدة.

قولتيلي إنك هتبقي هنا.
أشارت نوراي بوجهها بعيدًا عنه ثم رددت بنبرة هزيلة، أيه هتراقب كل تحركاتي؟!
في تلك اللحظة قام عاصم بمد أصابعه إلى وجهها حتى أمسك ذقنها وأخذ يُردد بنبرة هامسه، لا بدربك، علي إنك أزاي تحترمي غياب جوزك. بالظبط شهر وهتكوني مراتي. لازم تتعودي ما تغلطيش قدامي، علشان مش هقبل دا بعد الجواز.

إبتلعت غصه في حلقها، ثم وضعت رأسها بين كفيها في ضيقِ، تعقب حركاتها المُتذمرة من حديثه، بعينين واثقتين بينما رفعت هي عينيها إليه ثم رددت بنبرة واجمه، وبما إني هكون مراتك ومفيش مفر من الإبتلاء دا. يبقي تنفذ كُل طلباتي. لازم إنت كمان تتدرب علي أنك أزاي تحترم قراراتي كزوجة.

عاصم مُضيقًا عينيه: وأيه بقي طلباتك دي؟!
نوراي بثبات: عاوزه أمسك منصب يليق بزوجة عاصم الدالي في الشركة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة