قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والثلاثون

وقعت عيناها علي إحدي الصور ل طفل في الخامسة من عُمره، مليء الجسد يجلس إلى مقعد خشبي وتصدُر عنه إبتسامة تعرفها جيدًا، يوجد هُناك نغزة في خدهُ الأيمن؟!، وكذلك هذه النظره تحفظها عن ظهر قلب، إنه هو بالفعل، أبعدت الغطاء عنها بأقصي سرعة لها، وراحت تنهض عن الفراش ومن ثم إلتقطت هذا البرواز وقد إرتسمت إبتسامة عريضة علي شفتيها...

إنت دا مش كدا؟!
سليم رافعًا حاجبية: أه، في مانع!
أطلقت نوراي ضحكة طويلة وهي تنظُر مطولًا إلى الصورة، بينما تابع هو بنبرة مُغتاظة، بتضحكي علي أيه؟!
خطت نوراي بخُطواتها، عائدة إلية ثم رددت بنبرة ساخرة وهي تجلس أمامه في الفراش...

بس إيه الصندل الحلو دا؟! وجاهه وجاهه يعني.
سليم بغيظ: طيب ما تورينا صورك إنتِ يا باربي!
مطت نوراي شفتيها في إستنكار، وقد رفعت أحد كتفيها جانبًا ثم إقتربت أكثر إليه وألقت بنفسها بين أحضانه قائلة، بس تعرف! نفس نظرة الثقة. نفس الضحكة الحنينة ما أتغيرتش، ما أتغيرتش كتير عن زمان، كُل الحكاية إنك بقيت أكثر ذكاءًا.

سليم ناظرًا لها بطرف عينه وقد رد عليها بإستنكار: ومين قالك بقي، إني كُنت غبي!
نوراي ومازالت تنظُر للصورة: ماسك شمسية وإنت أصلاً جوا إستديو تصوير، عسل يا روحي.
سليم بثقة: دا لزوم الشياكة، يا أوشين.
في تلك اللحظة إلتفتت نوراي بوجهها لتُقابل وجهه مُباشرة، ثم هتفت بنبرة حانية بعد أن تركت الصورة جانبًا وألفت ذراعيها حول رقبته...

تعرف إن أوشين وحشتني منك.
إعتمد سليم إسلوباً مباشرًا في حديثه، قام بإبعاد ذراعيها بحركة هادئه ليُقرب شفتهُ من شفتها ثم كلمها بنبرة هامسة، إتخمدي يا روحي علشان ما أقتلكيش.
لوت نوراي شدقها في إعتراض ومازالت المسافة بينهما ضئيلة جدًا، إشتدت حدة عينيها وهي تُضيقهما في غيظٍ ومن ثم إنقضت علي خده وراحت تغرس أسنانها به، وسط تأوهه مما تفعل، بينما إبتعدت هي علي الفور قائلة بإنتقام...

بس كدا، علشان مش عارفه أرضيك أزاي.
سليم يتحسس مكان الإصابة: وانا اللي فاكرك كيوت، طلعتي شرسة.

وهنا قامت نوراي بإلتقاط كفه، ثم بدأت تضع طرف إصبعها علي إصبعه الخنصر، مش بكون شرسة إلا في 5 حاجات يا سولي. أولًا (لما بغيّر)، وإلتقطت إصبعه البنصر وإستئنفت قائلة. ثانيًا (لمّا بغيّر)، وكذلك إلتقطت إصبعه الوسطي قائلة وهي تكز علي أسنانها. ثالثًا (لمّا بغيّر). ورابعًا وهنا ضغطت علي إصبعه السبابه في غيظٍ. (لمّا بغيّر ). أما بقي خامسًا دي أهم واحدة فيهم حيث إلتقطت إصبعه الإبهام وراحت تعضه بإنتقام جامح (بردو لمّا بغير ). وأبقي أمسك شعرها وقول فيها قصايد شعر براحتك.

سليم بتأوهه جليّ: يا بنت اللذينة.
ضغط علي شفته السُفلي بإستحلاف، وأخذ يكور قبضة يدهُ بنفاذ صبر ومن ثم مد يده إليها وأمسك بخُصلات شعرها قائلًا بنبرة غاضبة، قصيتي شعرك ليه يا نوراي؟!
أصدرت نوراي تأوهًا خفيفًا من ضغطة يده، ثم تابعت بنبرة مُتلعثمه، إنت اللي قولت، إنك بتحب الشعر القصير. وانا بنفذ كُل رغباتك.
سليم بوجوم: وانا رغبتي دلوقتي إني انام، وأبعدي عني علشان ما أنفجرش فيكِ.

قام سليم بتغطية جسده مُجددًا ومن ثم هدر بها بغيظٍ، يالا، إقفلي النور.
نوراي بحُزن: طيب مش هنروح عند روفيدا؟!
سليم بثبات: لأ.

جدحتهُ نوراي بنظرة مُغتاظة. ومن ثم راحت تنام في حُضنه فقد فقدت الأمل في إرضائه والإعتذار لهُ عن وجعه التي هي السبب فيه، وجدته أغمض عينيه بثبات، بينما قبلته علي شفتيه ثم رددت بحُب، بحبك علشان إنت ليّا، وهتفضل حقي طول ما فيا نفس، وكفاية اللحظة دي وانا نايمة جوا حُضنك، أول مرة أحس بالأمان كدا، خليك جنبي ها؟! حتى لو ضعفت لحظة قويني حتى لو هتجبرني علي إني أبقي قوية.

في تلك اللحظة وجدته يضم خصرها بذراعه، دون أن يتفوه بكلمه لتُغمض هي الأخرى عينيها ثم غطا معًا في سُباتٍ عميقٍ...

في صباح اليوم التالي، إتفضلي يا بنتي، أتفضلي في أوضة روفيدا جوا.
أردفت السيده خديجه بتلك الكلمات في حفاوة شديدة، سارت بخُطواتها تصطحب السيدة التي جاءت خصيصًا لتزيين روفيدا في المنزل، إستعدادًا لحفلة الخُطبة مساء اليوم، دلفت السيده داخل الغرفه لتجد الفتايات في إنتظارها وهنا تابعت روفيدا بنبرة سعيدة، أتفضلي يا مدام.
السيده بحنو: جاهزة حبيبتي؟!

أومأت روفيدا برأسها في سعادة شديدة تنظُر بإتجاة الفستان الذي أرسله لها سليم، وهنا تابعت نسمة بهدوء: تشربي أيه يا مدام؟!

أيه يابني، إنت عريس ولسه ما جهزتش نفسك؟!
أردف سليم بهذه الجملة وهو يربت علي كتف ماجد بسعادة غامرة، بينما تابع ماجد بهدوء، خلصت أساسًا وكُنت مستنيك. بس إنت ليه سيبت نوراي في البيت لوحدها؟!
سليم بإبتسامة هادئة: في حراسه موجوده علي باب البيت.
تنحنح ماجد قليلًا ثم خاطبهُ بنبرة ثابتة: بالراحة علي البنت يا سليم، دي ما صدقت لقيتك ف عيش ليها وبيها وأفرح إنك حررت قلبك اللي جواها، من غير خساير.

إِفتر ثغر سليم عن إبتسامة هادئة، وراح يضمهُ بثبات وقد ماشاهُ في رأيه قائلًا بتنهيدة حارة...

بغض النظر عن إني ما بفكرش أفرط فيها أو أقسي عليها، بس إنت نُسخة مُصغري من عمي ناجي.

ماجد بإشتياق: ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنه.
سليم بثبات: اللهم امين.
في تلك اللحظة قطع حديثهم مجيء فيروز داخل حجرة المكتب الخاصه بماجد، إرتسمت إبتسامة رقيقة علي ثغرها ثم تابعت بمُزاح، مبروك يا عريس. إنت لسه هنا؟!
ماجد بتفهم: انا ماشي أصلًا. لمّا توصل البيت رن لي يا سليم، يلا سلام.

لوحت له فيروز وهي تتمايل بجسدها لليسار قليلًا لتنسدل خُصلاتها جانبًا ومن ثم نظرت إلى الصندوق، بين يديها ثم إقتربت من سليم قائلة...

أيه رأيك يا سليم في ماركة البرفيوم دي؟!
قامت بالضغط علي فوهتة الزجاجه لتبُخ عبقها علي بذلته، ومن ثم قربت أنفها منه وراحت تتنشق العطر قائله، تصدق حلو أوي، وكمان لايق علي شخصيتك.
إرتد سليم بخُطواته للوراء علي الفور، ثم رمقها بنظرة ثابتة وقد إرتسمت علي شفتيه إبتسامة لم تصل إلى عينيه...

مش تباركي لي انا كمان؟!
رمقته فيروز بإستغراب من وقع خُطواته تلك، لتنكس رأسها بيأس وراحت تضع الزجاجه في مكانها من جديد، مُرددة بضيقِ...

مبروك، بس علي أيه بالظبط؟!
سليم بثبات: أتجوزت.
حملقت فيروز به في صدمه، وقد إبتلعت ريقها بصعوبة ثم هتفت بنبرة غير مُقتنعه، بتهزر أكيد؟!
توجه سليم بجسده ناحية الطاولة ثم إلتقط المفاتيح الخاصه بسيارته وكذلك هاتفة المُتنقل ومن ثم أردف بثبات مُنطلقًا خارج المكتب، طبعًا مش بهزر، يا أنسة فيروز.

أعقل بقي يا عاصم، البنت طلعت متجوزة وإنتهي دورها في القصر. فوق لنفسك بقي وشوف حياتك، العُمر بيجري بيك وإنت لسه في مكانك.

أردفت إلهام بتلك الكلمات في عصبية مُفرطة تهزه بقوة وهو يقف أمامها والشرر يتطاير من عينيه، ومن ثم تابع ما أن أنهت جُملتها بحدة:
إنتِ اللي بتقولي كدا؟! إنتِ أكتر واحدة قولتيلي، ما سيبش حاجه انا عاوزها لو هموت، وإن كُل حاجه انا عاوزها لازم أخدها.

إلهام بحدة: بس ما قولتلكش تبقي مهووس بيها؟!
قبض بكفه علي ذراعها ليُبعده في جمود ومن ثم تابع مُتجهًا خارج الغرفه، أتمني تبعدي عن منطقة هوسي يا إلهام هانم.
في تلك اللحظة دلفت آلاء داخل حجرة الصالون وقد ضيقت عينيها بقلق من حالته تلك، بينما إلتفتت لها إلهام ثم رددت بحدة.

وإنتِ يا أستاذة آلاء. تقطعي علاقتك بالبنت دي نهائيًا.
ثبتت مُقلتي عين آلاء بها في ثبات ومن ثم رددت بنبرة باردة، اللي بيننا شُغل يا إلهام هانم، لو سمحتي ما تدخليش في حياتي الشخصية!
إلهام بحدة: أفهم من كدا إنك رافضه قراري.
آلاء بتهكم: بس دي حياتي، قرارك بيعمل فيها أيه؟! انا قدمت إستقالتي من دلوقتي، مش هكمل بالأسلوب دا.

ولج داخل المنزل بعد أن فتحه، بنسخته الخاصة، جاب ببصره المكان ولكنة لم يشعر بحركة لها، إضطربت نبضات قلبهُ بعُنف وراح يهدر بصوتٍ أجشٍ، نوراي!
في تلك اللحظة هرولت هي من خارج غرفتها وما أن وجدها تقف أمامه حتى زفر زفرة مُطولة وراح يقترب منها ومن ثم ضمها إلى أحضانه، يمسح علي خُصلاتها بثبات وما كان منه إلا أن طبع قُبله حاره علي جبينها بث فيها كُل خوفه السابق بفقدها مُجددًا...

ضيقت نوراي عينيها بشرود قليلًا من تصرفه هذا، ولكنها أدركت ما جال في خاطره لتطبق بذراعيه عليه بهدوء ولكن، لم يطُل هذا الهدوء كثيرًا، حيث إبتعدت عنه علي الفور تحملق فيه بدهشه وكذلك تُعاود تقريب أنفها. تشم بذلته قائله بإنفعال...

برفيوم مين دا يا سليم؟!
مد سليم يده إليها حتى ناولها ذاك الصندوق الرقيق ومن ثم والاها ظهره وقد ماد في مشيته بإتجاه مكتبه قائلًا، ألبسي دا، ويالا علشان نمشي.

لوت نوراي شدقها من برودة أحاديثه، وقد إنبعثت من عينيها نار مُتأججه لتُسرع بإلتقاط الصندوق منه ثم تأخذه في طريقها إلى غرفتها وما أن دلفت للداخل حتى صفقت الباب خلفها بعصبية، ظهرت إبتسامة مُراوغة علي شفتيه لنجاحه في إستفزازها، تنهد بإرهاق بعد أن جلس إلى مكتبه ومن ثم أمسك بمذكرته الخاصة بعد أن وضع سماعات الأذن وقد راح يسمع إلى الموسيقي الهادئة، أدار المقعد بإتجاه الحائط وجلس عليه وراح يخط بقلمة علي أوراق المُذكرة ما شعر به مُنذ لحظات...

عُمري ما حبيت فكرة، إني أدون كُل لحظة بمر بيها هنا، علشان سليم إتعود دايمًا يرمي الماضي وراه ويدوس. مش بقبل بشوائب لأي ماضي في حياتي، بس ملعون دا مبدأ لو ما كتبتش اللحظة دي، لحظة إنك تحب بصدق وتعافر وتتوجع مليون مرة، بس كُلة يهون لمّا دخلت بيتي ولقيتها قدامي، مش بنكر إني موجوع من ضعفها، بس مش منها لأ. بس بردو مش هانكر إني مستني بشغف بنت منها.

في تلك اللحظة وجدها تدلف داخل الغرفه، لم يُحرك ساكنًا ومازال يواليها ظهرهُ، ولكنة أغلق المُذكرة علي الفور، نوراي بسعادة: سليم. انا بحبك أوي، ربنا يحفظك ليا بجد الفستان دا جنان وكمان أبيض زيّ ما إنا عاوزه.

أنهت نوراي حديثها ثم قطبت حاجبيها بإستغراب وفجأه وجدته يستدير بالمقعد مُردفًا بنبرة هادئه، ماشي يا فيروز، تمام تمام، نتكلم بعدين.
فغرت نوراي فاهها، تحملق به في غضبٍ عارمٍ. ومن ثم أسرعت الخُطي إليه وراحت تهتف بغيظٍ، فيروز!، سليم، انا بكلمك من الصُبح. فيروز تاني يا سليم؟!
سليم بهدوء: كُنتِ بتقولي أيه؟!
وضعت نوراي ذراعيها علي سطح المكتب ومن ثم قرّبت وجهها منه، ثم رددت بنبرة حانقة...

بدلتك فيها بيرفيوم مش بتاعك؟!
سليم ببرود: لأ مش بتاعي.
كزت نوراي علي أسنانها ومن ثم تابعت بنبرة مُنفعلة، أه ولسه بتكلم البنت الملزقة دي! إذًا البرفيوم دا يبقي...
إنتصبت في وقفتها بإعتدال، ومن ثم تابعت بجمود، سليم، البرفيوم دا له علاقة بيها؟!
نهض سليم علي الفور ومن ثم إستدار ليقف أمامها مُباشرة ثم ردد بثبات وهو يمسك بأطراف شعرها بهدوء...

مش هبرر ولا هأكد. يالا علشان ما نتأخرش.

قام بقرع باب المنزل في عُنف، يهتف بثورته المُعتادة وخاصة في موقف كهذا...
أفتح يا سليم.
إنتفضت الفتيات أثر هذه الطرقات الصاخبة، هرولت روفيدا تنظُر من شرفه غرفتها، لتجحظ عيناها في إندهاش قائلة...

يا نهار أسود، عاصم؟!
نسمه بإستغراب: مين عاصم؟!
روفيدا بتلعثم: اللي كان خاطب نوراي.
هُزّت نسمه رأسها بتفهم، وراحت تربت علي كتف روفيدا بهدوء، طيب، يالا كملي لبسك وانا هتصرف.
روفيدا بخوف: لأ. ما تنزليش يا نسمه دا مجنون وممكن يأذيكي.
نسمه بإستنكار: مجنون؟! قصدك أيه؟!
روفيدا بنبرة مرتعدة: هحكيلك بعدين.
في تلك اللحظة أسرعت نسمه صوب الدرج تهبطه ومن ثم أسرعت بفتح باب المنزل الرئيسي وقالت بنبرة هادرة...

أفندم يا أخ؟!
رمقته نسمه بعينين جاحظتين فهذا نفسه الشاب السابق؟! أيُعقل أن يكون نفسه خطيب نوراي السابق، التي تخشاه نوراي ويُلقبه الجميع بالمجنون؟!

تشنجت فرائصه، لا يتذكرها مُطلقًا. ومن ثم راح يُبعدها مردفًا بنبرة جامدة...
فين سليم؟!
نسمه بهدوء: مش موجود، خير؟!
عاصم بنبرة حاده: عاوزك تبلغية، إن نهايته قرّبت علي إيدي. ونوراي مش هتكون غير ليا.

أجفلت نسمه عينيها قليلًا، ومن ثم تنهدت بقوة قبل أن تُردد بنبرة مُتسائلة...
ممكن تفهمني هتستفاد أيه لمّا تاخد واحدة من جوزها وتجبرها تعيش معاك بالقوة. مش بتحس بخنقه لمّا تحبس واحدة بالإكراه وتجبرها تحبك وقلبها مع غيرك.

عاصم ببرود وهو يتجه ناحية سيارته: انا أي حاجه أعوزها، تكون تحت رجلي يا قطة.
نسمه بحدة: أي حاجه هتعوزها هتاخدها. بس لو الحاجه دي تخُص سليم يبقي إنت بتضُر نفسك.

جلس حسن إلى المقعد في أحد المطاعم، ينظُر إلى ساعة يدهُ من حين إلى أخر، وفي تلك اللحظة زفر فرة مُطولة وأخذ يهزّ قدمه بعصبية مُفرطة وفجأه وجده يقترب إليه ثم وقف أمامه مُرددًا بنبرة ثابتة، أزيك يا حسن؟!
حسن بثبات: أزيك يا عمي فؤاد،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة