قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني والثلاثون

استحوذ عليه الشك وفكرة الانتقام، لا يمكنهُ أن يثق في كلامها وكذلك ليس بيده شيء سوي ترك مُجرد رسالة تهديدية له، رمقتهُ نسمه بنظرة غاضبة، لتتجه بخُطواتها إليها وما أن همّ بالدلوف داخل سيارته حتى وجدها تضغط علي الباب بكفها لتُغلقة بقوة...
انا ماخلصتش كلامي يا أستاذ انت؟!

إشتدت حدة عينية، وقطب حاجبيه في إستغراب من تصرفها هذا معه ومن ثم إنتقل ببصره إلى يدها الممدودة ناحيه باب السيارة، وراح يُردد بصوتٍ أجشٍ.

بس انا وصلت الرسالة، وكلامي مش معاكِ أصلًا.
نسمه وقد لوت شفتيها بحركة خفيفة تنم عن مدي تهكمها من ثورته تلك: إنت يا بني آدم ليه مش عاوز تستوعب، البنت بقيت علي ذمة راجل تاني وإنت لسة بتدور هترجعها أزاي، الوضع إختلف هنا اللي بتحاول تاخدها بالعافية دي تبقي مرات سليم مش حبيبتة. يعني لو فكرت تقرب منها الموضوع هيوصل للدم وسليم مابيهزرش.

إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة باردة وراح يردد بوجوم: وفري نصايحك لنفسك ويالا أبعدي من قدامي.
نسمه بإصرار: بتضايق لمّا تسمع اسمه وانهم مع بعض، طيب سليم، سليم، سليم وعارف كمان زمانهم عايشين في تبات ونبات وخلفوا نسمات. وخليك إنت كدا تبكي علي الأطلال وكُل ما تفتكر إن سليم علم عليك، يجيلك مغص.

كز عاصم علي أسنانه وقد أجفل عينيه قليلًا بنفاذ صبر وراح يهدُر بها بعُنف، غوري من وشي.
إرتعشت فرائصها بشكلٍ لا إرادي، لتبتلع ريقها بصعوبة فقد خشيت من تهوره عليها وهنا أبعدت يدها عن مقبض الباب وراح تهرول مُبتعدة عنه، ولكن ليس قبل أن تضع بصمتها عليه. حيث داست قدمه أثناء مرورها ليُصدر تأوهًا مكتومًا وهو يكور قبضة يده بثبات...

عربية نقل محملة أنابيب، عدت علي رجلي.
إلتفتت بوجهها إليه تتفقد حالتة بعد هذه الإصابة لتجده يتفوه بكلام شائنٍ، تجاوزت عتبة الباب الرئيسي للمنزل علي الفور، بينما قاد هو سيارته ليبتعد وفجأه مالت بجذعها للأمام وإلتقطت تلك الجثوة ثم صوبتها إلى السياره حتى أصابت الهدف ثم إفتر ثغرها عن إبتسامة تشفي قائله...
ماشي يا عاصم باشا؟!

لا يسعنا الآن إلا أن نعترف بطيبته البادية في ملامحه وكذلك أفعاله حتى لو إقترف خطأ في ماضيه ف هو الآن يدفع ثمن هذا غاليًا...

نحا فؤاد بصره إلى حسن الذي باح إليه بكُل تفصيلة بالموضوع بينما تنهد فؤاد بآسي وتبعها نبرة ثابتة، اسمع يا حسن، إنت أه ابن أخويا ورغم إن علاقتي بيه كانت مُنعدمة ودا لأسباب كُلنا عارفينها بس انا الوحيد فيكم اللي ندمان عليها، بس للأسف انا مش هينفع أساعدك تكون ضد أخوك لأن ماجد بيحب سليم أوي وكمان ناجي كان بيحبه زيكم. وطالما هو كتب له ورث ف دا يرجع لناجي وحده، ملناش حق نتدخل. الطمع نهايته وحشه بالظبط زيّ نهايتي. يوم ما قررت أتجوز إلهام وهي اللي حرضتني إني أمضي ناجي عن أوراق تنازلة عن ملكيته وابعد عنه وانا زيّ الأهبل مشيت ورا رغباتها، وما سمعتش كلامه عارف يومها قالي أيه؟! قالي يا فؤاد انا أخوك الكبير، يعني في مقام الأب ولا كنوز الدُنيا دي تفرق معايا طول ما إنت جنبي، ما تسمعش كلامها يا فؤاد. ما تبعدش عني وانا هتنازل لك عن كُل حاجه. وقتها خليته يتنازل فعلًا وأخدت كُل حاجه ومشيت معاها. عارف. انا دلوقتي مش مرتاح في حياتي، إلهام بعدت اخويا عني وعُمري كُله راح مع ست طماعة وربنا إبتلاني في ابني، ربته علي الهمجية والعُنف وان كُل حاجه يشاور عليها تتحقق، لحد ما ضاع مني ومش عارف هقدر أرجعه عن اللي فيه دا أمتي؟! بلاش تغلط نفس غلطتي، بلاش الزمن يعيد نفسه من تاني، وأتمني ماجد ما يعرفش إن انا عمه غير لمّا أقرر انا دا. علشان علاقته بعاصم مش مطمئنة ومش هيقتنع أنه ابن عمه أبدًا.

زفر فؤاد زفرة مُطولة، وقد نأي الدمع عن عينيه بخرقة في كفه، بينما تابع حسن بنبرة عابسة...

يا ريتك ما كُنت بعدت عنه يا عمي، أبويا كان متعلق بيك أوي.
فؤاد بنبرة آسف: للأسف الماضي ما بيتصلحش. بس الحاضر بنفكر له. ياريت إنت ما تبعدش عن أخوك تاني لحظة، النهاردة خطوبته. روح له وأفتح صفحه جديده معاه، هو أكيد هيفرح بده.

نهض حسن عن مقعده علي الفور ومن ثم قرّب وجهه ناحية رأس فؤاد وراح يُقبلها بهدوء ومن ثم تابع قائلًا، أبويا ما زعلش منك. هو بس زعل عليك، علشان حس إن إلهام هانم ما تشبهكش.
أنهي حسن جملته ثم إستأذن منه مُغادرًا المطعم بينما وضع فؤاد وجهه بين كفيه وقد استحضر ذكرياته الماضية عندما...

فلاش باك، جثي علي رُكبتيه أمام قبو المقبره الخاصه بشقيقهِ، سالت الدموع علي خديه بوجعٍ جمّ ليمسح بكفه علي سطحها ومن ثم ردد بنبرة مخنوقة...

سامحني يا ناجي. سامحني يا خويا، ما حستش بخوفك عليا وحُبك ليا غير دلوقتي، سامحني لو فعلًا بتحبني زيّ ما بتقول، انا عارف إنك طول عُمرك بتدي وما بتستناش مُقابل. ربنا يرحمك ويجعل مثواك الجنه، بس تعرف لمّا إتصلت بيا قبل ما تموت، انا فكرتك هتقولي وحشتني يا فؤاد وعاوز أشوفك، بس إتصالك كان لحاجه تاني، لمّا قولتلي ابعد ابنك عن ابني يا فؤاد، انا ما بكرهش سليم، علشان إنت حبيته زيّ ابنك، بس ما كنتش عاوزك تكره عاصم اللي فيه مش منه، دا من الدنيا والتربية. انا جيت علشان أقولك يا خويا إني اتفقت مع سليم علشان يرجع نوراي له وهو وعدني، أنه مش هيأذي عاصم. سليم ابن حلال وراجل أد كلمته.

Back، استبق الناس إلى القاعة، توافد الكثيرون، وبدأ الجميع في الجلوس حول طاولات مُزينه بالورود الحمراء، جلست ررفيدا بفستانها المُنمق الرقيق إلى مقعدها ويجاورها هو، إرتدت روفيدا فستان من اللون الجنزاري من الأعلي مُطعم بفصوص ماسيه ويضيق من الأعلي ومن ثم يتخذ نفشته بداية من الخصر باللون الأبيض الناصع وكذلك حجابًا رقيقًا من اللون الجنزاري الزاهي.

توافد الكثير إليها، يُهنئانها بهذه المُناسبة السعيدة، بينما ترسم هي إبتسامة هادئة علي شفتيها لوجوب ذلك ليس أكثر في تلك اللحظة تابع ماجد بنبرة هادئه ناظرًا لها، ممكن تنسي اللي حصل دا يا روفيدا، دا مش الوقت ولا المكان المُناسب.
تلألأت عيناها بالدموع لينظُر إليها بعينين جاحظتين قائلًا بإعتراض، لأ. اوعي تعيطي، علشان خاطري، هتبوظي لي خطوبتي اللي عيشت أحلم بيها.

إِفتر ثغرها عن إبتسامة هادئة رغمًا عنها، بينما إستئنف هو حديثه بنبرة جادية قائلًا، وبعدين ما تحسسيش سليم إن الموضوع أثر عليكِ، علشان مزاجه ما يتقلبش والمشاكل تكبر.

أومأت روفيدا برأسها في تفهم، ليلتقط هو كفها ثم يقبله بحنو، ربنا يحفظك ليا.
علي الجانب الآخر، نسمه؟! روفيدا متضايقه من أيه!، وكلكوا فيكوا ايه؟!
أردف سليم بتلك الكلمات بنبرة جامده رامقًا إياها بنظرة مُترقبة، بينما تلعثمت نسمه قليلًا قبل أن تردف بتوتر...

هو في حاجه كدا حصلت يعني، بس...
زاغت نسمه ببصرها ناحية نوراي الواقفه بجانبه. فهي تخشي أن تُثير زُعرها هي الأخرى، لاحظ سليم ذلك ليقبض علي ذراع نسمه مُتجهًا بها إلى إحدي زوايا القاعة.

اتكلمي بقي!
عقدت نوراي حاجبيها في إستغراب وكذلك عقدت ذراعيها أمام صدرها ترمقهما بثبات، ف الآن قد فهمت بأن عاصم بدأ في رد الهجمات أو يتأهب لذلك...

سليم بعصبية خفيفه: نعم؟! الكلام دا حصل أمتي؟!
نسمه بتلعثم: قبل ما توصلوا البيت بنص ساعة.
كز سليم علي أسنانه بغضبِ عارم، يعلم تمامًا أن عاصم لن يستسلم ل لكمته ولكنه بدورهِ يحب أن يتفاداهُ. يجب أن يواجه خصومهُ بالبراهين الدامغة، ودائمًا يري أن من يقف أمامه لابد أن توقعه تصرفاتهُ تحت طائلة القانون، او صريعًا تحت طائلة ذكائه المستتر...

سليم بهدوء قليلًا: اوعي يا نسمه الكلام دا يوصل ل نوراي؟!
هزّت نسمه رأسها بنفي: لأ. ماتقلقش.
في تلك اللحظة إرتفع صوت الموسيقي الهادئة تضج في أرجاء القاعة ليقوم ماجد بإصحاب روفيدا إلى ساحة الرقصِ...

إتجه سليم إليها، فوجدها مُتسعت العينين، وهنا إبتسم بهدوء وفهم تمامًا سبب حالتها تلك فهي العاشقه لهذه الأغنية وهو الذي أوصي مُنظم القاعة بإحضارها في ساعة الرقصه، قام سليم بجذبها إلى ساحة الرقصِ، وكذلك إنضم الكثير للمشاركة في الرقصه...

وقف أمامها مُنتصب الهامة، فقد كان جاذبًا بأناقته، ومن ثم باغتها بإبتسامة هائمة وراح يضع كلتا ذراعيه حول خصرها، ثم قربها أكثر إليه وهنا نظرت هي صوب عينيه مُباشرة تستمتع برؤيته مع موسيقي اغنيتها المفضله.

يُسمعني حين يُراقصني، كلمات ليست كالكلمات.
يأخذني من تحت ِذراعي، يزرعني في إحدى الغيمات.
والمطرُ الأسودُ في عيني، يتساقط زحاتٍ زخات.
في تلك اللحظة بدأ يُقرب شفتيه من أُذنها ليُلاطفها برقة تليق برجولتهِ قائلًا بحُب...

نقّل فؤادك حين شئت من الهوي، ما الحُب إلا للحبيب الأول.
إفتر ثغرها عن إبتسامة هائمة لتُقرب هي الأخري وجهها ناحيه أذنه قائله برقة...
ودا بقي بمُناسبة أيه؟!
سليم بثبات: بمناسبة الغيرة يا روحي.
نحت بصرها إليه رواحت تردف بنبرة جادية: عاصم عمل أيه تاني يا سليم؟!

تغيّرت معالم وجهه للضيق الشديد، رمقها بنظرات قوية تحمل الأعتراض في إشارتها ثم أردف بحزم، أنسي، إن كان في واحد في حياتك اسمه عاصم يا نوراي، واللي بيني وبينه إنتِ مالكيش دخل فيه.

نكست نوراي وجهها للأرض قليلًا، تبتلع غصه في حلقها ومن ثم رددت بنبرة أشبه للبكاء، ولحد أمتي هترمي نفسك جوا دايره الخطر علشاني؟!

قام سليم علي الفور بمد يده أسفل ذقنها، ليرفع وجهها إليه حتى إلتقت أعينهما ومن ثم قال بنبرة عاشقه، إنتِ قضيتي. اللي هعافر علشان احررها، إنتِ الأمل في الطريق اللي انا ماشي فيه دا، وكُل ضحكه منك، بتمدني بالقوه اكمل. وكُل دمعه مِنك زي اللي بيعوم عكس التيار ف بيضعف. ارجوكِ. ساعديني م اغرقش؟! ساعديني ماكُنش لعبة في إيده بسبب ضعفك، ما تضعفيش تاني وانا موجود. سمعاني؟! أوعي تضعفي.

جالت الدموع في عينيها، ولكنها ألقت برأسها بين أحضانه، تطبق عليه بذراعيها في تأكيد لحديثه ليطبع هو قُبلة علي جبينها، وهنا وجدها تهمس في أذنه بثقة ردًا علي بيت الشعر الذي صدر منه، بمقوله من وحي عشقها له، ومن قبلك ليسوا إلا أشباه رجال، وما أنت إلا سيدهم .
أطلق سليم ضحكه ثابتة تنُم عن عشقهِ بأبسط كلمة منها، بينما إقتربت نسمه منهما ثم رددت بمُزاحها المُعتاد...

الأغنية خلصت من بدري، وإنتوا بترقصوا سلو (slow)، علي أغنية يا بتاع النعناع يا منعنع، نوراي بضحك: إنتِ أيه حكايتك مع الأغنية دي يا نوسة!
نسمه بمرح: قصه حُب عنيفة.
وهنا إتجه سليم ببصره ناحيه ماجد الذي أعلن عن زواج سليم وحرمه صباح هذا اليوم، لتملأ التصافيق وكذلك المُباركات، المكان. ولكنه لم يكتفِ بذلك بل فجر قنبلته الأُخري وراح يُعلن عن رغبته في إتمام عقد قرانه علي معشوقته في هذه اللحظة...

ذُهلت روفيدا من حديثه، لا تعلم أتبكي أم تضحك لهذا الخبر المُفاجيء ولكنها تجد والدتها تحتضنها بحُب قائله...

دي المفاجأة اللي كان محضرها لك ماجد وسليم.
روفيدا بحنو: ربنا يخليكم ليا.
نوراي بفرحة: ويحميكي من العين يا قلبي.
يالا يا سيدنا الشيخ، تعالي يا بركة دا الفرحة مش هتكمل من غيرك.
إلتفت الجميع ناحية مصدر صوته، ليجدوه يتأبط ذراع المأذون ويصطحبة إلى منصه العروس، بينما إقترب منه سليم ثم ردد بنبرة مازحة:
ما تبوسه وتاخده بالحُضن، كدا ما ينفعش.
ماجد بضحك: هو بس يكتب الكتاب وانا هبوسه وهبوس المعازيم كُلهم.

سليم يضرب كفًا بالأخر: الواد إتهبل.
بدأت إجراءات عقد القران في لحظتها، حينما جلس المأذون يُجاورهم في مقعده بينما راح ماجد يمسك بقبضة سليم في عجلة من أمرهِ مُردفًا بمزاح، هات إيدك يا أبو النسب يا حبيبي.

أطلق الجميع ضحكات عاليه أثر حديثه، بينما أسدل المأذون المنديل الأبيض علي كفيهما وراحا ينطقان بكلمات عقد القران وكذلك توقيع العقد، حتى هتف المأذون بثبات، والآن، أعلنكما زوجًا وزوجة، بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير...

أطلقت السيدة خديجة زغرودة تردد صداها في المكان كُله، بينما إستأذن ماجد بأخذ زوجته لعمل جولة سعيده بمُناسبة الزواج وبهذا تنفض القاعة من الوافدين إليها...

إتجهت آلاء خارج القاعة تقف علي ناصية الطريق في إنتظار أحد وسائل النقل، لتجده يقف أمامها مُباشرة ومن ثم ردد بنبرة مُنفعلة قليلًا، آلاء مش ملاحظة، إني دايمًا بقولك الحاجه وبتعملي عكسها؟!
آلاء بحُزنِ: انا فعلًا مش قادرة أخرج لأي مكان يا زياد. انا مخنوقه.
تنهد زياد بأسف، مد كفه إليها وراح يجذبها خلفه دون جدال من أمره، حتى أجلسها إلى أحد المقاعد علي جانب الطريق...

زياد بثبات: انا عارفة إن مشكلتك مع إلهام الدالي مش هي سبب الزعل. إنتِ زعلتي من كلام البنت وإحنا جوا.

رمقتهُ آلاء من خلف نظارتها، بنظرات بائسة ثم أفصحت قائله بنبرة خافته...
هو انا وحشه للدرجه دي يا زياد. طيب إنت بتحبني ليه ما في مليون وحده احسن مني شكلًا.

بادرها زياد بإبتسامة ثابته ودون أن يتفوه بكلمة راح يُبعد نظارتها عن عينيها التي بدي لونهما واضحًا الآن حيث يحرسهما أهداب كثيفة وجذابة ومن ثم أزاح الطوق عن خُصلات شعرها حتى إنسدلت علي كتفيها، ثم أردف بهدوء...

عارفة. في أحلي منك شكلًا، بس روحًا مش هلاقي زيك أبدًا. كُنت بسهولة ممكن أقولك، ألبسي لينسيز وأفردي شعرك وغيري من استايل لبسك وكُنتِ هتبقي فعلًا حلوة شكلًا. بس انا كدا هموت من الغيرة عليكِ، انا لو ما حبيتش فيكِ روحك قبل شكلك، أوعي تأمني علي نفسك معايا. علشان النوع دا بيكون عاوز الشكل بكُل تفصيلة فيه، أما اللي بيدور علي الروح، هيدخل في متاهه جميله ومش هيقدر يوصل لنهاية جمالك الروحي دا. اوعي تتصعني. لمي شعرك وألبسي نضارتك يا شيخة انا بحبك لو شبه العربية الكارو أم حمار.

إرتسمت علي ثغرها إبتسامة سعيدة ليجذبها إلى أحضانه ومن ثم ردد بحنو، إحنا مش هنتجوز بقي ولا أيه،!

دلفا معًا إلى منزلهما بعد يوم شاقٍ وجميل في نفس الوقت، ألقي سليم جسده إلى المقعد الموجود بغرفة الصالون، بينما رددت هي بنبرة ناعسة وهي تفرك عينيها، تصبح علي خير يا سليم.
سليم رافعًا حاجبيه: اقفي مكانك يا أوشين. رايحه فين قولتي؟!
نوراي تمط شفتيها بثبات: هنام. لو محتاج أكل موجود في التلاجة.
همّت بالسير مُجددًا لتجده يهتف بها بنبرة هادره...

تعالي هنا يا هانم، لازم تتعلمي أصول معاملة الزوج. يالا أقلعي لي الجزمة.
لوت نوراي شدقها في إستنكار ولكنها قررت أن تنصاع لكلامه، فشرعت في خلع حذائه وتتثاءب في إرهاق بين الحين والأخر وما أن أنتهت وسط نظراته الهائمة بها، حتى تابعت بنبرة هادئه...

ها. اعمل أيه تاني؟!
سليم رامقًا إياها بثبات: أدخلي غيري هدومك علشان نتعشي سوي.
إتجهت صوب غرفتها بخُطي وئيدة، وبالفعل أبدلت ملابسها بعد فترة وجيزة من الوقت ثم إتجهت علي الفور صوب المطبخ لإعداد وجبة العشاء...

تبعها هو بخُطواته لداخل المطبخ، ثم وقف بجانبها يُتابع ما تفعله، تنحنح في الحال قليلًا ثم أردف بنبرة ذات مغزي، انا رجعت في كلامي مش جعان.
نوراي مضيقه عينيها بحيرة: يووووه بقي يا سليم. لأ، استعشي وبعدين نام يا روحي.
سليم بضحكة خفيفة: استعشي!
في تلك اللحظة مال بجذعه للأمام قليلًا حتى تمكن من حملها بين ذراعيه مُتجهًا بها إلى الغرفه، إحنا النهارده نستغطي، وبكرا نستعشي هي دي الأصول يا أوشين.

في صباح اليوم التالي، تحركت أهدابها بثُقلٍ، وهي تضع رأسها علي صدره، بينما يعبث هو بخُصلات شعرها مُتأملًا ملامحها، في تلك اللحظة فتحت عيناها رويدًا رويدًا ثم نظرت له بإبتسامة عاشقة وهمّت بطبع قُبله علي خده، ولكنها تراجعت مُجددًا حيث أبتعدت عنه قليلًا ثم رددت بنبرة طفولية يُخالطها الدهشة، سليم؟! يعني انا مراتك بجد وإنت جوزتي! ولا بتكذب عليا علشان تنتقم؟

سليم محدقًا بها: إنتِ بتقومي من النوم فاقدة الذاكره؟
ومن ثم سارع سليم بضمها إلى أحضانه وقد إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة جذابة قائلًا بحنو، لأ. الشهاده لله، أنا جوزتك فعلًا، يخربيت ام دي لغة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة