قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث والثلاثون

تعجب من علامات الدهشه البادية علي وجهها، بينما تراخت عضلات وجهها بأريحية في تلك اللحظة وراحت تعاود وضع رأسها علي صدره من جديد مردفة بهدوء، بطّل رخامة. اعمل أيه؟!، الموضوع جديد عليا، انا لحد دلوقتي مش مصدقة اننا إتجوزنا، كُنت فاكرة او متأكدة اننا مش هنتجمع في الدنيا أبدًا، وفجأه انا في حُضنك بعد ما فقدت الأمل. الموضوع بجد محتاج فترة علشان أستوعبه.

ألف ذراعه حول خصرها ليرفع وجهها إليه قليلًا ثم طبع قُبله حانيه علي جبينها وراح يُجيب عن كلامها هازًا رأسهُ في تفهم، استوعبي الوضع بسرعه يا نوراي، رغم إنك كُنتِ لازم تتأكدي، ان حياتك معايا انا ومكانك في حُضني انا وبس.

نوراي وقد هزت رأسها هزة الثقهِ والإطمئنانِ: كُنت حاسه، بس الواقع ما ساب لي فرصة أتأكد.
قطع حديثهم رنين هاتفه، ليمد يده بخفه حيث الكومود المجاور للفراش وراح يلتقط الهاتف ناظرًا إليه بعينين مُضيقتين، بينما تابعت هي بنبرة ثابتة...

مين يا سليم؟!
حرك أهدابه بخفة، راغبًا منها أن تنتظر، عدلت هي من وضعية نومها وراحت تمد يدها إلى الهاتف ثم تلتقطه بإصرار وعلي الفور أجابت بنبرة جامدة...

أفندم؟!
قطبت فيروز حاجبيها في إستغراب من سماعها لهذا الصوت ومن ثم أردفت مُتسائله، مش دا رقم سليم!
نوراي ببرود: اسمه أستاذ سليم يا شاطرة، انا مراته، إنتِ بقي مين!
فيروز بإندهاش: انا موظفة العلاقات العامه بالشركة ومساعدتة الخاصة.

رفعت نوراي أحد حاجبيها بغيظٍ من ردها، وسط نظراته المُترقبه لها وكذلك إبتسامته التي لم تُفارقه لغيرتها الهائجة عليه وهنا رددت نوراي بثبات، طيب أحب أبلغك بصفتي زوجته، إنك مرفودة من منصب مُساعدة الرئيس يا حبيبتي.
لم تنتظر نوراي ردها أبدًا، حيث سارعت بإغلاق الهاتف في وجهها، بينما رمقها بعينين جاحظتين قائلًا وهو يكز علي أسنانهِ، أيه اللي إنتِ قولتيه دا يا هانم؟!

استبدت بها الغيرة وراحت تتشدق بكلامٍ مُنفعلٍ وقد إشتعلت عيناها غيظًا، اللي سمعته يا سليم. انا بكره البنت دي.
سليم بثبات: المعرض لأول تصميم عربية للشركة بُكرا، ولو رفدتها صعب ألاقي مساعده بسهولة.
في تلك اللحظة هبّت نوراي واقفه في مكانها وراحت تضع كفها بين خصرها قائله بتمايل.

وانا ما أنفعش؟!
إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة خفيفة، وراح يلوي شدقهُ بسخرية مُصطنعة، مش بطال.
كبا لون وجهها للحُمرة الفاقعة من حديثه، لتُلقي بجسدها عليه، بينما أصدر هو تأوهًا خفيفًا قبل أن يتلقاها واضعًا يده حول خصرها...

يا بنت المجنونة، إنتِ بتنطي في الترعة اللي جنب بيتكم.
نوراي بضحكة شريرة: بأخد حقي.
إستدار سليم بها، ليتبادلوا الأمكنه، ليُصبح وجهه أعلي وجهها، رمقها هو بحنو ثم طبع قُبله حاره علي وجنتها قبل أن يردد قائلًا بمزاح، انا هاروح أخد شاور وأستوضي وأصلي علشان نروح الشركة قبل الإجتماع.
نوراي بنبرة هادئه: تستوضي؟!، مش اسمها كدا علي فكره.
سليم بترقُب وهو يُداعب خُصلات شعرها: امال اسمها أيه يا أوشين؟!

نوراي بثقه: اسمها، أستوضأ. ما تنساش الهمزة.

أطلق سليم ضحكة عالية، أبرزت نغزته الساحرة، لتبادلة هي إبتسامة هادئة وراحت تطبع قبله عاشقه مكان النغزه بالضبط، سمع طرقات خفيفه علي باب المنزل، فرك عينيه في إرهاق من أحداث الأمس ومن ثم تذكر هذا اليوم ومدي جماله لينظُر إلى الدبلة الموجودة بأحد أصابعه ومن ثم راح يُقربها من شفتيه، مُقبلًا إياها، لينتبه لصوت الجرس مُجددًا وهو يُعلن عن إصرار الضيف عن إستدعاء من في الداخل، تنهد ماجد بأريحية شديدة ومن ثم فتح الباب في ثبات ليتفاجأ بوجود شقيقه ينظُر له نظرات يملأوها السلام، ماجد بإستغراب: حسن!، إتفضل؟!

في تلك اللحظة أسرع حسن بضمة في الحال وراح يُردد بنبرة آسف وهو يربت علي ظهر ماجد، ما تزعلش مني يا ماجد، سامحني يا أخويا.
ماجد بسكون يُخالطه الدهشه: أسامحك علي أيه يا حسن، إنت أخويا يابني، ومهما إختلفنا، إنت مستحيل تضرني.
حسن بنبرة قوية: مش عارف، يمكن كُنت هضرك لو ما كُنتش فوقت من اللي كان فيا.

قامت نسمه بجذب ذراع روفيدا ناحيه غرفتها، لتجلسان سويًا في أخر زاوية من الفراش. صوبت نسمه بصرها إليها ثم رددت بنبرة هادئه...

إحكيلي الحكاية كُلها، وليه قولتي عليه مجنون؟!
ضيقت روفيدا عينيها بحيرة من أمرها، فلما كُل هذا الإهتمام بشخصٍ همجي لا يستهويه سوي إيلام الناس وتعذيبهم لذلك تابعت روفيدا بنبرة مُتحيرة...

مش فاهمة، إنتِ ليه مهتمه بواحد زيّ دا؟!، عاوزه توصلي لأيه يا نسمه!، دا مريض وممكن يأذيكي.

أشاحت نسمه بنظراتها صوب الفراغ أمامها، مطت شفتيها بعدم إدراك لأسبابها تلك، وكأنها ك التائهة تُرشد الأخرين، حيث مسالكهم التي تعرفها جيدًا، رغم عدم معرفتها بأي طريقًا عليها أن تسلُك، في تلك اللحظة تابعت نسمه بتنهيدة خفيفة، بس المريض، ممكن يتعالج بردو. انا حساه مش زيّ ما إنتوا مُتخيلين، لمّا ببص لتعبيرات وشه وهو متعصب بحس أنه أبسط من تهويلكم للأمور، مش يمكن في سبب لحالتة دي، وممكن ليه، دا أكيد في سبب. ممكن بقي تفهميني، هو بيعاني من أيه بالظبط!

شمرت روفيدا عن ساعدِ الجدِ، ثم رددت بنبرة هادئه، تفهمًا لحديث نسمه، نوراي، قالتلي إنه بيعاني من مرض السادية.
نسمه عاقده حاجبيها: سادية؟!، دا بجد؟! انا أسمع أنها حاجه وحشة أوي.
روفيدا بنبرة حانية: وعلشان كدا بقولك إبعدي عنه، بلاش شفقتك وإهتمامك ينصبوا علي واحد هيأذيكي جدًا في مشاعرك.

في تلك اللحظة دلفت السيدة خديجة إليهما، لتجدهما في تسار في زاوية الغرفة، بعيدًا عن الأنظار وهنا رددت هي بنبرة ذات مغزي، يا تري، ريا وسكينه، بيخططوا لأيه بقي!

لم تقرأ إلا شذرات من الكتاب الموضوع علي ساقيها، حيث ضمتهما إلى صدرها، لتشغل وقتها بهذا الكتاب تحت عنوان فن الاقناع.

قطع إندماجها بين شطوره، صوت رنين هاتفها، إلتقطته علي الفور لترتسم إبتسامة هادئه علي شفتيها ومن ثم أجاب بحُب، أيوة يا زيزو!
زياد بحُب وقد مازحها بكلماتِ رقيقةٍ: عيون زيزو وقلبه.
أطلقت آلاء ضحكة عالية أثر حديثه، جعلته يذوب فيها حُبًا أكثر عن ذي قبل وهنا إستئنف حديثه بحسم قائلًا، بصي يا ست البنات، إنتِ تفطري وبعدين تلبسي وتيجي علي الشركة.
آلاء بعدم فَهم: أجي الشركة ليه؟!

ماجد بإستكمال: سليم عاوز يشوفك وطلب مني أبلغك ب دا.
آلاء بهدوء: حاضر، هلبس وأجي.
زياد بغيظٍ: في قبل اللبس، فطار يا هانم!

إنعقدت جلسة إستثنائية، بغرفة الإجتماعات المُلحقة بالشركة وقد أُغلقت الأبواب عليهما وحديهما دون ثالثٍ، إستجلي فؤاد خفايا الأمور في تلك الأثناء، حيث تابع بنبرة جادية يُخالطها الحنو.

سكوتي عن تصرفاتك، مش معناها إني موافقك عليها، سكوتي دايمًا بعززه بأمل إنك تتغير، البنت متجوزة دلوقتي، يعني من البداية ما كانتش ليك، ما تنساش نفسك يا عاصم، وإن كُلنا تحت رحمة رب واحد واسمه الجبار، لازم ترضي بقضائهُ ولازم تفوق لنفسك. انا عارف إن كُل اللي فيك دا مشاكل نفسيه، ومحدش هيقدر يساعدك لو ما عندكش الإرادة للتغيير.

عاصم بتهكم: لسه واخد بالك إني مريض نفسيًا، اللي فيا بسببك إنت وهي. وانا مش هاسيب حقي لأي حد أبدًا.

فؤاد بعصبية خفيفة: بس نوراي مش حقك يابني، مش حقك، حاجات كتير في حياتك أخدتها بالقوة وهي مش من حقك.

في تلك اللحظة نهض عاصم عن المقعد، ثم ضرب سطحة بقبضتة التي برزت فيها العروق: جينات ي يافؤاد باشا!
فؤاد بحُزنِ: عندك حق، انا فعلًا إختارت غلط.
أسرع عاصم بخُطواته ناحية باب المكتب وقبل أن يترجل خارجه تابع بنبرة متجهمة، الشركه جاهزة لمعرض بُكرا، والإصدار الجديد مُختلف تمامًا، عن إصدارات السنين اللي فاتت والملف اللي قدامك دا فيه كُل حاجه.

قامت بوضع قدمًا فوق الأخرى، وأطلقت عدة ضحكات مُتوالية يملأوها الصخب أثناء مُحادثتها لهذه الفتاه هاتفيًا، وإنتِ كمان يا جيدو، وحشتيني جدًا.
جيداء بتساؤل: بس انا زعلانة منك يا طنط، كدا تنسيني خالص!
إلهام بإبتسامة ثابتة: انا أقدر بردو يا حبيبتي، دا انا حتى طردت مساعدتي في الجمعية، علشان تيجي إنتِ مكانها وبكدا تقدري تقربي من عاصم.

جيداء بضحكة مائعة: حبيبتي يا طنط والله، بس للأسف انا إتخطبت، وعلشان كدا زعلت منك لمّا بعت لك الدعوة وإنتِ ما حضرتيش الحفلة.

إلهام بوجوم ونبرة بادره: أه، يا حبيبتي، ألف مبروك. أكيد كُنت مشغولة. علي العموم هكلمك تاني، يالا سلام.

إقترب منها أثناء جلوسها إلى مكتبه ومن ثم طبع قُبله حاره علي وجنتها، مُردفًا بهدوء، حبيبتي هتسمع كلامي وهتتحكم في أعصابها، مش كدا يا أوشين قلبي.
طالعتهُ نوراي بنظرة بريئة عكس جحور النملِ التي تدور في عقلها، بادرته بإبتسامة لم تصل إلى عينيها وراحت تُردد بنبرة هادئه وكأنها تبدو كالحمل الوديع، حاضر يا سولي.

إتجه سليم إلى قاعة الإجتماعات وما أن دلف للداخل حتى وجد الجميع في حالة تأهب لمعرفة حديثه عن الإصدار الجديد، جلس سليم إلى مقعده، تنحنح قليلًا قبل أن يُردد في ثبات قائلًا، حبيت أقولكم، إن أول تصميم عربيه لماركة أوشين جاهز. ودي الصور بعد التصميم، عاوز رأي كُل واحد فيكم.

علي الجانب الآخر، ظلت تقضم اظافرها بتوترِ، كذلك تكز علي أسنانها من شدة الغيظٍ لوجود هذه البغيظه معه في غرفة واحدة في تلك اللحظة لم تتمالك أعصابها أكثر من ذلك لتقودها قدماها إلى غرفة الإجتماعات ومن ثم فتحت الباب دون سابق إنذار، وقع بصرها ناحية فيروز التي كانت تجلس بالمقعد المجاور له، تحولت أنظار الجميع لها، لترتسم إبتسامة هادئة علي شفتيها مُرددة بثبات، هاي. انا المدير التنفيذي للشركة من هنا ورايح.

لم يكُن هناك مقعدًا زائدًا بالغرفة، لتهمّ بالجلوس علي حافة مقعده، بينما رمقها هو بنظرات مُتوعدة ولكنها لم تكترث لنظراته.

سليم بصوته الخشن: مدام نوراي، زيّ ما قالت لكم، هتكون المدير التنفيذي للشركة بداية من النهارده.
نكس ماجد رأسه قليلًا وراح يضم فمه في مُحاولة لكتم ضحكته، لاحظ سليم ذلك ليفتر ثغره عن إبتسامة خفيفة وسط حديثه إليهم، تعمدت نوراي أن تجلس إلى حافة مقعدة حتى تحجب الرؤية عن فيروز حيث والتها ظهرها ولم تستطع رؤيه وجه سليم أثناء حديثه أبدًا...

إستئنف سليم حديثه بشأن إستطلاع الآراء، وهنا مالت فيروز بوجهها للأمام قليلًا حتى تستطع رؤيته مُرددة، حقيقي التصميم ممتا...
نوراي وقد مالت بجسدها للأمام أيضًا لتحجب عنها الرؤيه مُجددًا وكذلك مقاطعة لحديثها...

جميله يا مستر سليم. إن شاء الله، هنكتسح السوق.
سليم وقد مسح علي غُرة رأسه بنفاذ صبر، ليقترب من أذنها هامسًا بغيظٍ: دا انا اللي هكسحك، بس الصبر يا روحي.
في تلك اللحظة تحول سليم ببصرة للجميع ثم تابع بنبرة ثابتة، الإجتماع إنتهي تقدروا تتفضلوا.
إمتثل الجميع للأوامر الصادرة منه بإستثناء إثنين ماجد وفيروز، رمقتها نوراي بنظرة ماقته، وراح تُردد بنبرة ثابتة...
الإجتماع إنتهي؟!

فيروز بتحدٍ: محتاجه سليم في موضوع مهم.
إئتكل داخلها في تلك اللحظة، وخاصة عندما وجدتها تنهض عن مقعدها وتستدير لتجلس إلى المقعد المجاور له من الجانب الأخر، همّت فيروز أن تجلس علي المقعد، لتسبقها يد نوراي بجذبه لتسقط فيروز أرضًا، بينما تعمدت نوراي أن تتظاهر بعدم إنتباهها عما فعلت...

وضعت نوراي وجهها بين كفيها ثم رددت بنبرة حزينه تصنُعًا للموقف، اووووبس. سوري حبيبتي، أصل البرواز دا مايل كدا شويه، تحسيه مش عاجبه الوضع. ف أنا قولت أخد الكرسي أعدله، بصراحة مصممين الديكور دول، ما عندهمش أي أمانه في شغلهم.

أصدرت فيروز تأوهًا قاسٍ ليبادر ماجد بمساعدتها علي النهوض وسط ذهول سليم مما حدث، بينما تابعت فيروز بضيقِ:
شايف يا سليم اللي هي عملته!
ماجد مُتدخلًا: معلش يا أنسه فيروز، ما هي قالت لك إنها ماكنتش تقصد.
إصطحبها ماجد في تلك اللحظة للخارج، بينما قام سليم بجذبها من ذراعها مردفًا بحدة، أيه اللي عملتيه دا؟!
قامت نوراي علي الفور بوضع وجهه بين كفيها ومن ثم مالت علي وجهه تطبع وجنته بقبلة قائلة.

بحبك، وربنا يحميك من دعواتي لمّا أغير، مش بس أفعالي.
تساير الغضب عن وجهه فورًا، فكُل هذه المشاعر الرقيقة منها تموج في شرايينهِ، فما كان منهُ إلا أن تابع بإبتسامة أبرزت عشقه لجنوها المقبول بالنسبه له...

مجنونه
في تلك اللحظة وجد آلاء تستأذنه بالدخول، ومن ثم هرولت نوراي إليها تحتضنها بشغف، وحشتيني كتير.
آلاء بإبتسامة حانية: وإنتِ يا روحي.
وهنا إلتفتت آلاء ناحيته ثم رددت بمُزاح: أخبار المشاكسة معاك أيه؟!، أتمني ما تكونش جننتك.
سليم بإبتسامة هادئة: انا إتخدعت يا آلاء، كُل المعافرة دي راحت هباءً.

أطلقت آلاء ضحكة هادئة أثر حديثه، بينما إستئنف هو قائلًا بجدية، بإذن الله. من النهاردة، إنتِ مساعدتي في الشغل، وأهو تكوني جنب صاحبتك، علشان أوشين هانم هتطفش الموظفات.

توترت قليلًا وهي تجلس إلى المقعد الجلدي المُقابل للطبيبه في إحدي العيادات النفسية، حيث بدأت تقص عليها، عوارض الشخص المقصود وأدق الأفعال منه وبالفعل نجحت الطبيبه في تشخيص المرض بأريحية شديدة حيث تابعت قائله...

حضرتك، تقربي للمريض أيه؟! وليه هو مش معاكِ!
تلعثمت نسمه في حديثها قليلًا قبل أن تردد قائله بنبرة خافته: الحقيقه هو رافض العلاج، وانا صديقه له.

أومأت الطبيبه برأسها في تفهم، وراحت تردد بنبرة مُتبسطه في حديثها، بصي يا أنسه، من كلامك عنه. في ناس إتخلقوا، هم مش كتير بس موجودين بالفعل، عندهم نوازع شر وحب السيطرة، دا غير المُتعه الغير عادية اللي بيحصلوا عليها من خلال إيقاع الألم علي الآخرين والتلذذ بمعاناتهم، والإضطراب دا له مسمي في علم النفس وهو السادية . والمفهوم دا بينحصر في إحتقار الناس والعدوانية عليهم، والمرض دا بيظهر بوضوح في مرحلة البلوغ وبيوصل لأشده كُل ما الإنسان بيكبر في العُمر.

حدقت بها نسمه في ذهول من حديثها وكذلك إنجذاب لمعرفة الأكثر والأكثر حيث تابعت بتساؤل، وأيه هي أسباب المرض دا أصلًا يا دكتور؟!

الطبيبه بإستئناف: طبعًا السادية بتكون مصحوبة، بإضطرابات نفسية أخرى، زيّ الوسواس القهري وغيرها من الإضطرابات اللي بينتُج عنها، ضعف وهشاشة في بناء الشخصية، طبعًا كُلنا فاكرين إن الشخص السادي دا بيكون شديد الثقة بالنفس ومعتز دايمًا بقدراته لكن في الحقيقة هو أكثر الشخصيات ضعفًا وهشاشة وممكن بسهولة يتحطم لتوافه الأمور، وللأسف المرض دا أحياناً بيكون راجع للچينات الوراثية، او تعرضه لعنف في خلال طفولته، و طبعًا إحساسه بالعجز وهو طفل من تحقيق أهداف له وإخضاعه لرغبات شخص أقوي منه، ف بيدور على اللي هو أقوي منهم ويثبت لنفسه أنه مش ضعيف.

نكست نسمه وجهها في حُزنِ، فقد إعتقدت بأن الأمر أسهل من ذلك وبدأ اليأس يدب إلى خلايا عقلها ولكنها سمعت الطبيبه تردد بنبرة هادئه، بس علي حسب كلامك، إن الحالة بتعاني من سادية مقبولة.

قطبت نسمه حاجبيها بعدم فَهم بينما تابعت الطبيبه قائله، طبعًا السادية أنواع وهي المقبوله والإجرامية. الإجرامية بيصعب معالجتها وبتطول، اما المقبولة ف ممكن نعالجها بطرق كتير زيّ مثلًا إنك ممكن توجيه دينيًا، طبعًا الجانب الديني بيظهر في أي إنسان مهما كانت نوازع الشر عنده أكبر مما تتصوري...

ومن ثم أخرجت الطبيبه كتابًا من درج مكتبها وراحت تمد يدها به بإتجاه نسمه لتلتقطه منها ومن ثم رددت وهي تقرأ عنوانه بصوتٍ خافتٍ، ترويض السادي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة