قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والأربعون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والأربعون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والأربعون

إنطلقت السيارة بحركة جنونية حتى أصدرت صريرًا عن إطاراتها وقد كبار الغبار بعد إنطلاقها، حدقت بالسياره في عدم تصديق وهنا وجدت روفيدا تهتف بنبرة واجفه، مين دول؟!، وخدوا نسمه وراحوا فين! أيه اللي بيحصل، انا مش فاهمه حاجه.

احتبس الكلام في حلقها لثوانِ، ما كان منها إلا أن تنظُر لوجه روفيدا الخائف تارة وأخري ناحيه الطريق في تلك اللحظة وجدت هاتفها يصدُر رنينه مجددًا، أمسكت الهاتف بأطراف مرتعشة وما أن وضعته علي أذنها حتى وجدته يهتف بجنون، إنتِ ناويه تجننيني!، إنطقي إنتِ فين!
نوراي بنبرة باكيه: خطفوا نسمه يا سليم.

وصلت بها السياره حيث إحدي البنايات، ذات طلاء أبيض ويوجد البحر علي أحد جوانبها.

قام أحد الرجال بإغماض عينيها بخرقة سوداء ظلت تصرُخ بهم في إنفعال وقد تشبثت في مقعدها لا ترغب بالسير معهم مُطلقًا وهنا هتف بها أحدهم بصوته الرخيم، ما تتحركي بقي يا بت، قطعتي نفسي.
نسمه بغيظ: إنتوا مين؟!، وعاوزين مني أيه!
لم تجد منهم ردًا وقد إصطفق البحر وتلاطمت أمواجه، لتجد يدًا تقبض على ذراعها تُجبرها علي السير...

قادها أحد الرجال إلى غرفة ذات أساس بسيط، توجد بها نواسهُ تُضيء ما حولها ضوءًا خافتًا وما أن أدخلها حتى سمعت صوت أخر يُردد بنبرة هادره، الله يخربيتك. مين دي!
الرجل الأول بإستغراب: البنت اللي طلبتوا مني أخطفها!
صرخ الرجل بأعلي صوتهِ وقد وجه له كلامًا لاذعًا: إنت غبي يابني، بقولك الحامل.
الرجل بتساؤل: هي دي مش حامل!

تجهمت معالم وجهها في تلك اللحظة لتقطع حديثهم مردفة بنبرة صارخة، لأ بقولك أيه دي إنتفاخات عادية، انا أصلًا مش متجوزه وبعدين إنتوا تخصص خطف حوامل ولا أيه؟!، انا عاوزة أروح بيتنا.

الرجل بزمجرة وقد صر بأسنانه: ما تخرسي بقي يا بت إنتِ!، وإنت كمان الله يخربيتك. دا الريس هيقتلك مكانها.

نسمه بصراخ هلع: لأ لأ لأ، ما تقتلونيش انا لسه ما دخلتش دنيا.
في تلك اللحظة دلف رجل تالت ولكنه صاحب نبرة إستثنائية يمكن تمييزها بسهولة وراح يُردد بثبات، الييس سعيد وصي! (الريس سعيد وصل)
هدر به القائد في غيظ من أمره، وظل يُزمجر من شدة الغيظ قائلًا، يا أغبي أخواتك، قولنا لك ما تتكلمش وتقول اسماء.

ظل الشجار قائم بينهم لبضع الوقت، وقد استنتجت هي بأنها غير المقصودة من هذه العملية، تحسس الأثاث بأطراف أصابعها حتى وجدت أريكة قابعه في زاوية من الغرفه.

أهدوا، عاوز أفهم كُل حاجه.
أردف سليم بتلك الكلمات أثناء إقتياده لسيارته، أخذ يضرب علي مقود السيارة بعصبية شديدة، بينما تابعت نوراي بنحيب، عربية سودا. وكان فيها أربع رجالة، دخلوها جوا العربية بالعافية وكانت بتصرُخ.

قامت روفيدا بإحتضانها وأخذت تربت علي ظهرها بحنو في محاولة لتهدئتها وهنا رفع سليم سماعة هاتفه ومن ثم تابع بصوت جهوري في لهجة حازمة، اسمع يا غسان. كمال يكون عندي النهاردة، علشان حسابه تقل معايا أوي.
غسان بتفهم: تمام.
اصطف سيارته علي الفور أسفل البنايه، قامت الفتيات بالدلوف خارجها حيث تابعت نوراي بخوف، انا خايفه علي نسمه أوي.

رمقها سليم بثبات ومن ثم قام بجذبها إليه وقد وضع وجهها بين كفيه قائلًا بهدوء، أهدي علشان دا غلط علي الجنين، وبإذن الله نسمه بخير وبكرا بالكتير هتكون معانا.

أنهي حديثه وعلي الفور طبع قُبله حاره علي جبينها، إصطحبهما داخل البنايه وما أن تأكد من تأمين حمايتهم من قبل جواد حتى قاد سيارته من جديد في طريقه للشركة...

غابت الشمس وراء السحاب، وقف هو أمام نافذة مكتبه فقد ضاق ذرعًا وهو يقف هكذا مكتوف الأيدي، كيف تم تهديده بزوجته وإختطاف أخري؟!، مسح علي فروة رأسه في إرهاق وقد أسبل أجفانهُ وهو يُلقي بجسده إلى المقعد...

مش فاهم انا سبب الرساله وخطف نسمه!
مال بجذعه للأمام ومن ثم إتكأ بساعديه علي قدميه وراح يضع وجهه بين كفيه وقد استبد به القلق وفجأه يجد ماجد يدلف إليه في ثبات قائلًا، الرجاله مسكوا كمال، وموجود دلوقتي في الصالة الرياضية.
نحا سليم ببصره إليه، هزّ رأسه عدة مرات متتالية ثم إنتصب واقفًا وأخذ يهتف بكلام يعبق بحرارة عميقة، وحياة أمه ما هسيبه.

أظهر سليم في تلك اللحظة جزعًا لا حد له، وما أن تحرك خُطوتين صوب الباب حتى قبض ماجد علي ذراعه في ثبات...

أهدي يا سليم. التهور مش حل صدقني، وإحنا مش عاوزينهم يأذوا نسمه.
سليم بحدة: يعني أستني لما يأذوها، دول عصابه قتل وسرقة أعضاء بشريه، عارف يعني أيه. كُل ما كانت نسمه معاهم كُل ما الخطر عليها بيزيد، الموضوع مش هزار أبدًا.

قام بإصطحابه داخل غرفة مكتبه، عقد عاصم حاجبيه في إستغراب من تصرف والده في حين نظر فؤاد صوب عينيه مُباشرة وراح يُردد بثبات...

نسمه، إتخطفت يا عاصم.
لوي عاصم شدقه بحركة خفيفة كذلك إشتدت حدة عينيه بصورة ملحوظة مردفًا بعدم استيعاب...

اتخطفت أزاي يعني!، انا لسه من ساعات بس كُنت معاها، إنت بتخوفني عليها ولا أيه!

رمقه فؤاد بنظرة حانية وقد أظهر تأسفًا لحال ابنه، أومأ برأسه سلباً وبنبره مبحوحة قال، عاصم!، نسمه إتخطفت بجد.
وجه عاصم لوالده نظرات شك، لم تكُن تعرف كيف تعادي الناس!، كيف أصبح لها أعداء فجأه، إحترق قلبه في تلك اللحظة خوفًا عليها وسرعان ما استدار ثم أحكم كفه علي مقبض الباب حتى فتحه وأخذ يهدر بصوتٍ حادٍ إهتزت له جدران القصر، يا إلهام هانم!

سار بخُطوات ثابته ناحيه الدرج بينما أطلت هي من أعلاه قائله بنبرة واجمه، خير يا عاصم باشا!
صعد الدرج إينذاك في أقل من الثوانِ، عبرت قسمات وجهه عن بركان الغضب داخله ومن ثم هدر بصوته الرخيم بعد أن نظر في مُقلتي عينيها...

فين نسمه؟!، هي مالهاش أعداء غيرك.
لوت إلهام فمها في إستنكار من حديثهِ، لتعقد ذراعيها امام صدرها وبنبرة ثابته رددت.

معرفش أي حاجه عنها، أخر مره شوفتها الصبح، وتفتكر لو عاوزه أذيها كُنت أستنيت عليها لدلوقتي.

عاصم بصوت هادر: إنتِ أصلًا ما تقدريش تأذيها، بس لو عرفت إن إنتِ اللي ورا خطفها أوعدك إني بنفسي هسلمك للبوليس.

أنهي عاصم حديثه وعاد يهبط الدرج بإندفاع جارف فقد إحتدم غيظة حتى وصل إلى ذروته، بينما تابع فؤاد بحدة، في كُل الأحوال عاصم هيرجع البنت بطرقه الخاصة، وساعتها كُل حاجه هتبان.

رمقتهُ إلهام في خوف، إبتلعت ريقها بصعوبة ثم أشاحت بوجهها بعيدًا عنه بينما وجه فؤاد إليها نظرات إحتقار قبل أن يدلف خارج باب القصر...

اكتسي الأفق حُمرة إنعكس ظلها داخل الغرفه، مازالت مقيدة الذراعين والقدمين وكذلك لا تزال هذه الخرقه علي عينيها، لم تتحمل أكثر من ذلك فإن نفسها هائفة من شدة العطش، إنتصبت نسمه واقفه وأخذت تقفز قفزات وئيدة تتحسس بذراعيها الباب وما أن وصلت إليه حتى سمعت هجسًا خلفه فأدركت بأن هناك حراس يتربصون أمامه، رفعت قبضتيها اللاتي إلتحمتا معًا من أثر الربطة ثم أخذت تطرق علي الباب بقوة في تلك اللحظة تأفف أحد الحراس مما تفعله وسرعان ما قام بفتح الباب وأخذ يهدر بها بنبرة جامدة...

عايزة أيه!
نسمه: ...
إنتبه الحارس إلى فمها الذي كُمم بشريطة عليها، مد ذراعه إليها في الحال ثم نزعها عنها وكذلك رابطة العين ولم تتمهل نسمه ل دقيقه أخري حيث صرخت به في غيظ، عايزة أشرب.
الحارس بغضب: طب ما تقولي كدا من بدري!
استحال لون وجهها أثر كلماته، ضيقت عينيها بنفاذ صبر وراحت تتحرك ناحيته ببطء قائله، هقول أزاي وإنتوا حاطين لزق علي بؤي يا غبي.

في تلك اللحظة قطع حديثهم مجيء شاب ظلف علي الثلاثين من عُمره، أشار بأصابعه للحارس يأمره بالدلوف خارج الغرفه، هزّ الحارس رأسه في احتشام وترجل خارج الغرفه علي الفور، بينما إلتفت لها الشاب ثم تابع بوجهٍ عبوسٍ، اسمعي اللي هقوله دا كويس، ما كونتيش إنتِ المقصودة بالخطف، بس طبعًا ماكانش ينفع الخطة تبوظ خالص، ووجودك معانا في حد ذاته مصلحة وأكيد هنوصل لهدفنا منه.

لوت نسمه شدقها، ومن ثم رمقته بعين شزراء قائله، وإنت أيه هدفك بقي؟!، هو انا يعني هبقي مخطوفة ومش فاهمه حاجه.
الشاب بعد أن والاها ظهره: الأحسن إنك ما تفهميش.
بقولك أيه يا كابتن!
إلتفت إليها مجددًا، إشتدت حدة عينيه في ترقُب بينما تابعت نسمه بنبرة هادئه، بقولك أيه! انا جعانه وكمان عاوزه أشرب.
أومأ الشاب برأسه في تفهم قائلًا: طيب.

نسمه بنبرة عاليه بعض الشيء: بس بردو انا زهقانة، فين إكرام المخطوف يعني، انا عاوزه أتفرج علي كوشي وأرناف فاضل ربع ساعة علي الحلقة.

الشاب بنبرة جامده: إنتِ عبيطة يا بت، إنتِ مخطوفة مش قاعده في بين أبوكي.
نسمه بإمتعاض: بس انا زهقانة، طيب لو معاك فون، هات ألعب سابواي (sub way) حتي.

مسح الشاب علي وجهه بنفاذ صبر ومن ثم أطلق صرخه عاليه أهتز لها المكان، رمضان!
وبالفعل ثوان معدودة ووجدت شاب يدلف داخل الغرفه وراح يُردد بنبرة خائفه، نعم يا ييس! ريس
الشاب بحدة: شوفها عاوزه تاكل أيه وأخرج جيبه لها، ومن ثم إتجه خارج الغرفه ثم إستئنف حديثه مُتجهًا به إلى الحراس...
وإنتوا خلوا عينيكم عليها.
وقف رمضان أمامها مباشره وقد عقد حاجبيه في ثبات قائلًا، تأكيي أيه!

أطلقت نسمه ضحكه عاليه، وراح تضرب كفها بالأخر، تذمر هو من ضحكاتها الغير معلوم سببها ثم غمزت له بعينيها قائلة...

اسمك أيه!
يمضان!
عاودت الضحك من جديد وقد سال الدمع من جانب عينيها، لوي هو فمه وقد عبرت قسمات وجهه عن الإمتعاض من ضحكها المتكرر وراح يهدر بها بغيظ، بت!
تمنعت عن الضحك فجأه، ومن ثم تنهدت بثبات: خلاص انا أسفه، بص بقي عاوزة أيه. فرخة كبيرة مشوية والسلطات بتاعتها طبعًا و10 أرغفة عيش و2 بيتزا لارچ وياريت معاهم بيبيسي دايت علشان عامله ريچيم وعصومي هيزعل مني.

فغر رمضان فاهه وقد حملق بها في صدمة، وراح يفتح فمه لقول شيء ما بينما وجدها تُتابع بإستكمال، اه وياريت واحده كابوري علشان بحب أكلها بعد صلاة الفجر كدا، دي طقوس عندي.
رمضان بإندهاش وهو يحرك ذراعيه بحركة دائرية: أجيبيك صاحب الدييري كمان، تفطيي بيه!
نسمه بإمتعاض: لأ مش باكل بني أدمين يا يمضان.
ومن ثم إستئنفت حديثها غامزة له: وبعدين إنت شكلك طيب يا أبو صيام، مش شبه الناس الوحشه اللي برا دي!

إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة خجلة وراح يفرك كفيه في هدوء، بينما أشارت هي بأصابعها له، جثي هو علي ركبتيه أمامها لتقرب هي فمها من أذنيه قائله بهمس، معاك فون!
رمضان بنفي: يأ.
نسمه بتفهم: اممم، طيب في هنا تليفزيون!
رمضان رافعًا أحد حاجبيه: اه، بس دا بتاع اليجاله اللي بيا (برا).

ضيقت نسمه عينيها ثم تابعت بحيرة من أمرها: اممم تفتكر نعمل أيه!، علشان نخرج من الملل دا. ولا أقولك روح جيب الأكل ونفكر بعدين. إنت شكلك جدع وهنبقي صحاب جامدين.

نهض رمضان علي الفور ثم سار بخُطواته ناحيه باب الغرفه لإحضار الطعام...

جاش القدرُ علي الموقد، إنتبهت السيده خديجه لذلك فقامت بإلتقاطه وبدأت تصب الماء في الأكواب الزجاجية وهي تُردد بنبرة مهمومة، جيب العواقب سليمة يارب، يارب أحميها دي بت يتيمة وغلبانة.
في تلك اللحظة قطع شرودها دلوف زياد إلى المطبخ، نحطت بأنفاس مُجهده بينما تابع هو بإبتسامة هادئة وهو يلتقط الصينيه، خير يا أمي، وتسلم ايدك علي الشاي.
خديجه بضيق: لسه مافيش أخبار عنها يا زياد!

أظهر زياد تأسفًا من سؤالها، وراح يهزّ رأسه بنفي كان كافيًا أن يُغير من معالم وجهها للأسوء، للأسف.
دلفت آلاء إليهما وأخذت تلتقط أنفاسها بصعوبة ومن ثم تابعت بنبرة خافتة: زياد. عاصم واقف تحت، وعاوز يدخل البيت بالعافية.
تجهمت معالم وجهه زياد، ألقي ما في يده علي الطاولة ومن ثم هرول ناحية الدرج يهبطه بغضب عارم، نوراي بحُزن: أكيد عرف إن نسمه إتخطفت.

تجمعت الفتيات بصحبة السيدة خديجة، يشاهدن ما يحدث من مشاداة بين الرجال الثلاثه، جواد بنفاذ صبر: قولت لك سليم مش موجود.
زياد متدخلًا: أظن الرساله وصلت، وأتفضل أمشي علشان الموضوع ما يكبرش أكتر من كدا.
كور عاصم قبضه يده، أجفل عينيه قليلًا وبنبرة جامده قال، نسمه فين!
رمقهُ زياد بثبات فقد فهم الآن سبب مجيئه، ليقترب منه أكثر ومن ثم ردد بنبرة ثابتة.

ما إنت عارف إنها اتخطفت، وإننا مش عارفين نوصل لها. ومش بعيد تكون إنت اللي بتلعب علينا اللعبة القذرة دي.

خشنت معالم وجهه في تلك اللحظة، بادلهُ عاصم نظرات باردة ومن ثم ضربه بقبضتة القويه في منتصف صدرهِ، لمّا بقرر ألعب مع حد، بحب أقوله أنه هيتلعب بيه، بيسموه لعب علي المكشوف، وبعدين مافيش أي سبب يخليني أعاديكم، فين سليم!

جواد بثبات: عاوز منه أيه؟!
عاصم بثبات: شغل بيني وبينه.
اصطف سليم سيارته علي الفور في منتصف الشارع ومن ثم ترجل خارجها، فقد أعلمته نوراي هاتفيًا بمجيء عاصم، سار بخُطواته حتى وقف أمامه مُباشرة وراح يُردد بثبات، جاي تعمل أيه هنا؟!

تعمد سليم استخدام أسلوبًا فاترًا، بينما تكلم عاصم بعدهُ مباشره، اسمع يا سليم، الخلاف اللي بيننا إنتهي من زمان، مافيش أي داعي نعادي بعض دلوقتي، لكن نسمه تلزمني، وهقلب الدنيا عليها ومش عاوز اللي بيننا يمنعك تتعاون معايا، إحنا محتاجين نكون إيد واحدة علشان نوصل بسهولة، مد عاصم كفه ناحيه سليم ومن ثم إستئنف بنبرة أكثر هدوءًا...
معايا! ولا لسه مش مصدق إني بجد حبيتها وخايف عليها أكتر منك!

رمقه سليم بنظرة ثابتة، ومن ثم إنتقل ببصره ناحية يده الممدودة، استشعر صدق أقواله في تلك اللحظة فهو يعلم جيدًا شعور العاشق في لحظة كهذه، رفع سليم هو الأخر يده إليه ثم صافحهُ بثبات ونبرة حاسمة، تمام. لو عاوز تعرف سبب خطفها، تعالي معايا.
وهنا إنتقل ببصره ناحية صديقيه قائلًا، زياد تعالي معايا، وإنت يا جواد بلغني لو في أي حاجه حصلت تاني.

دلف سليم إلى سيارته عقب إنتهاء تعليماته، ومن ثم قادها ليستتبعه عاصم هو الأخر بسيارته...

أيه رأيك في الفكرة بتاعتي!
أردفت نسمه بتلك الكلمات في تفاخُر أثناء تشديدها علي حبال الأرجوحة التي صنعتها بنفسها في مُنتصف الغرفه، بينما تابع رمضان بإبتسامة عريضة...

جامدة، بس ممكن تاخدك وتقعي، إنتِ فاكيه نفسك فياشه!
نسمه بغيظ: بس ياض لأضربك بوكس في زلومتك دي، أخليك أخنف وإنت ألدغ أصلًا، وأبقي قابلني لو حد فهمك.

لوي رمضان فمه بإمتعاض ومن ثم ردد بنبرة متسائله، طب وايأكل دا!
أشاحت بذراعها في عدم إكتراث وراحت تجلس علي الأرجوحة بسعادة بالغة، ومن ثم رددت بنبرة آمرة، يالا تعالي زُقني. وهبقي أسيبك تلعب عليها شويه.

نفض ذراعيه في تلك اللحظة ك المغلوب علي أمره ومن ثم إستدار ناحيه الخلف وأخذ وضع الإستعداد، صدر قدميه في الحائط خلفه، وراح يزيح الأرجوحة بكُل قوته وما أن نجح في إزاحتها للأعلي حتى سقط مُنكبًا علي وجهه بإرهاق، أخذت نسمه تُصفق بكلتا يديها في سعادة وراح تهتف عاليًا، شطور يا يمضان.

أخذت الأرجوحة تعلو وتهبط بسرعة شديدة، وكلمّا تهبط أرضًا تدوس قدماها علي صدره ليصدر هو تأوهًا عاليًا، آآآآي، هموووت. وقفي المويجيحه بسرعه.
نسمه وهي تلطم خديها: يالهوي مش راضيه ت...
وقبل أن تُكمل حديثها، وجدت نفسها مُلقاه أرضًا بجانبه وقد داب الحبل حتى إنشطر نصفين، بينما تابع هو بنبرة خافته، ما قوينا إنك أوزان تقييه مش صدقتي.

قام بإزاحة الباب بقدمه في قوة، إرتد كمال للخلف فزعًا بينما دلف سليم بصحبة عاصم إلى الداخل، ضيق عاصم عينيه في إستغراب شديد ومن ثم ردد بنبرة مستفهمه...
كمال!
سليم بثبات: أيوه كمال، الدراع اليمين لرئيس العصابة اللي عاوزه تقتلني علشان فتحت قضية سرقه الأعضاء البشرية وهو نفسه اللي طلب من رجالته يخطفوا نوراي، وبالغلط خطفوا نسمه، صح كلامي ولا يمكن غلطان!

أسبل عاصم أجفانهُ قليلًا، ومن ثم إلتفت ببصره ناحيه سليم مردفًا بشرود قليلًا، سرقه أعضاء بشريه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة