قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي عشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي عشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي عشر

تهللت أسارير وجهها وهي تدلف داخل المنزل الخاص بالسيد ناجي لتجدهم ينظرون لها في تلهُف بينما إتجهت هي حيث يجلس الثلاثه قائله وهي تقفز في مكانها من فرط سعادتها، مشروع محو أميه.
إبتسم لها ناجي إبتسامة صافيه توحي عن إعجابه الشديد بفكرتها تلك وهنا رددت نوراي وهي تنظُر بإتجاهه، ايه رأيك يا عمو ناجي.
ناجي مُردفًا بنبرة مُحبه: فكره المشروع جميله جدًا ومُختلفه. واهو تكسبوا في الناس ثواب.

إعتدلت نسمه في جلستها لتواجههم بأعينها ومن ثم تابعت قائله بشرود، طيب وإحنا هنجيب مكان منين.
تحذلقت روفيدا في حديثها قليلًا قبل أن تهتف بنبرة واثقه، موجود.
رمقها الجميع في ذهول يُخالطه السعاده حيث رددت نوراي بعدم تصديق، بتهزري صح؟!
روفيدا بنفي: تؤ. بتكلم جد جدًا
نوراي بسعاده: اووووه. دا فين المكان دا؟!

جلست روفيدا بينهم علي الفور ومن ثم رددت بثبات، صاحبتي في الجامعه. عندهم عماره سكنيه وقررت آجر منهم الدور الاول ونخصصه للمشروع، دا غير الشقه اللي موجوده في اول الشارع عندنا في الحاره وبكدا يبقي عندنا فرعين من المشروع، وما نحرمش اهل الحاره من عمل خيري زي دا.

نسمه بحماس: حلو جدًا.
في تلك اللحظة لوت روفيدا شفتها السُفلي ومن ثم تابعت بنبرة هادئه، بس المُشكله دلوقتي في الماده.
رمقها السيد ناجي في ثبات ومن ثم ردد غامزًا لها بعينيه، وانا روحت فين يا روفا.
إنتقلت الفتيات بأعينهم ناحيته ومن ثم هرولت روفيدا إليه لتحتضنه في سعاده قائله، بجد ياسطي؟!
ناجي بضحك: بجد يا ست البنات.

غمرت السعاده المكان حيث إمتازت علاقتهم بالتحاب ولا يوجد ما يُعكر صفو هذه الأمسيه الجميله، لم يستطيعون التصديق بعد، بأن حلمهم أوشك أن يتحقق، في تلك اللحظة تابعت روفيدا بمرح وهي تلتقط هاتفها الجوال من داخل حقيبه يدها، تمام اوي كدا، ناو هكلم صاحبتي ونروح بكرا نشوف الشقه وبعدها نمضي العقد.
ناجي بحنو: علي خيره الله يا بنتي.

إنت فين يا بني آدم وإنت عارف إن عندي سفر ولازم تستلم الإداره مكاني وتجهز لإجتماع بُكرا.

أردف فؤاد بتلك الكلمات في عصبيه شديده، فهذه حالته في الآونه الأخيرة وخاصه بعد وفاة والدته بينما ردد عاصم بنبرة جامده، عندي شُغل ضروري. هخلصه وراجع الشركه، توصل بالسلامه يا فؤاد بيه.
تنهد فؤاد تنهيدة طويله ومن ثم تابع بصرامة، لو حصل وعرفت إنك قصرت لحظه في شغلك، ههد الدُنيا علي دماغك.

وهنا أغلق فؤاد الهاتف بسرعه دون أن ينتظر رد ابنه بينما قام عاصم بوضع الهاتف في جيب بنطاله بعصبيه ومن ثم بدأ يجوب ببصرهِ المكان من جديد مُدققًا البصر في كُل شخصٍ يُقابله ليجد وفجأة طفلًا صغيرًا تعلق في بنطاله وظل يشده في تكرار قائلًا، عمو. عمو عمو!
إنتقل عاصم للأسفل ببصره حيث الطفل الصغير ومن ثم عقد حاجبيه في تساؤل، ها؟!

قام الطفل الصغير بمد يده له، بورقهٍ ما ليلتقطها عاصم منه بينما تابع الصغير بطفوله، عمو اللي هناك بعتها لك.

أشار الصغير بإصبعهِ ناحيه أحد الإتجاهات لينظُر عاصم بنفس الإتجاه ليجده فارغ كُليًا من الناس، هرول الطفل بعيدًا بينما قام عاصم بفتح الورقه وقراءه ما بها بغضبٍ عارمً، صر عاصم علي اسنانه في عصبيه جامحه وظل يلتفت ببصره في المكان كُله قائلًا بصوتًا خافتًا ما كُتب في الورقه، ما تتعبش نفسك. لأني طالما مش عاوزك تعرف مكاني. ف إنت مش هتعرفه لو إنطبقت السما علي الأرض. وطول ما نوراي معايا. إنسي إنك تفكر تأذيها، قسمًا بالله هعجزك، هخليك تتمني الموت كُل يوم وما تطولهوش. ف يلا يا ابن الأكابر خُد بعضك وامشي من الموقف، لأن زي ما إنت عارف انا سواق ووقتي مش ملكي لغل معاليك.

تجعدت الورقه بين قبضته من فرط العصبيه وأخذ يسُبه في إختناق وهو يمُر بين العربات بجنونِ جارف، بينما إرتسمت إبتسامة شامته علي ثغر سليم الذي كان يُتابعه من خلف مقود سيارته الذي ساقها في الحال مُنطلقًا حيث منزله، وترجع ريما لقاعدتها القديمه.

اردفت نسمه بتلك الكلمات وهي تتجه صوب الفراش الخاص بالفتيات وما أن أراحت جسدها عليه حتى تهدم تمامًا لتسقُط هي أرضًا في صُراخ، هرولت الفتاتان إليها وما أن وجدوها علي تلك الحاله حتى لطمت روفيدا خديها في ذهول قائله، السرير مات.
جدحتها نسمه بجانب عينيها في غيظٍ ومن ثم رددت بنبرة مُنفعله، يعني إنتِ خايفه علي السرير مش عليا؟!
نوراي بضحك: لازم تسببيلنا خساير يا نسمه.

عقد نسمه حاجبيها ومن ثم تنهدت بثقلِ وهي تمد ذراعها بإتجاه نوراي، تعالي يا بت يا فلبينيه شديني.
إنصاعت نوراي لأمرها وبدأت في إمساك كفها لتُعاونها علي النهوض، أخذت تجذب ذراعها كمساعده لها وما أن بدأت نسمه في النهوض حتى أفلتت نوراي يدها وإتجهت خارج باب الغرفه عندما سمعت صوته يناديها لتهوي نسمه أرضًا من جديد وهي تصرُخ بغيظِ، اييييي. ضهررررااااااي.

أطلقت روفيدا ضحكه عاليه بينما تأوهت نسمه قليلًا قبل أن تصر علي أسنانها قائله، ورحمه امي يا فلبينيه. لاقعد عليكِ أبططك لحد ما الزق بؤك في قفاكي وتبقي شبه الرُبع جنيه المخروم.

روفيدا مازلت تضحك: الله يرحمها.
رمقتها نسمه بغيظ فمازلت تضحك دون توقُف وفي تلك اللحظة قامت نسمه بإلتقاط كوب الماء ومن ثم رشت روفيدا به حيث صرخت بضحك، عااااااا. طور هايج في عنبر سبعه.
علي الجانب الاخر، ايه دا؟! روفيدا بتصوت؟!
أردف سليم بتلك الكلمات في ذهول وهو يقف صوب باب المنزل بصُحبه نوراي التي هزت رأسها ببلاهه، اه اصل نسمه جوا.

عقد سليم حاجبيه في إستنكار ومن ثم تابع بتساؤل، اه يعني قصدك إن نسمه بتاكل أُختي.
نوراي بضحك: تقريبًا كدا.
إبتسم لها سليم في حنو لتُفاجأه هي بقبله علي خده قائله، دقنك طولت اووووي. بس شكلك حلو اوي كدا. ما تقصهوش يا سليم وإلا هزعل منك.

رفع سليم أحد حاجبيه ومن ثم قرب يده من خُصلات شعرها ليُمسكهم في هدوء قائلًا، إنتِ بقي لو فكرتي تُقصي شعرك تاني. مش هزعل منك لا انا هدبحك. كُل حاجه فيكِ مِلكي وشعرك أغلي الممتلكات دي، بعشقه.

تخضبت وجنتيها بالحُمره ليُحرر هو خُصلاتها من بين قبضتهِ ومن ثم يطبع قُبله حانيه علي جبينها قائلًا بنبرة ثابته، وخجلك دا تالت أكتر حاجه بعشقها فيكِ بعد شعرك وتلقائيتك يا أوشين.
رمقتهُ نوراي بنبرة هائمه حيثُ تلعثمت قليلًا بالكلام قبل أن تُتابع مُردفه، اوعي تزعل مني في يوم من الأيام يا سليم. اوعي تكرهني، ولو جه يوم وقولتلك إني مش بحبك. إتأكد تمامًا إني بكذب.

كبا لون وجهه وتغيرت معالمه للضيق ليُضيق عينيه في ثابتِ ثم يُردد بنبرة مُختنقه، ايه اللي إنتِ بتقوليه دا دلوقتي؟! ايه اللي حصل؟!
هزت نوراي رأسها نافيه شكوكه تلك ومن ثم تابعت وهي تتنهد بهدوء، صدقني مفيش اي حاجه. ومعرفش انا قولت كدا ليه، بس كُنت محتاجه اقول كدا بجد.

أسرع سليم بجذبها إلى أحضانه في الحال لتدفن هي رأسها بين ضلوعه بينما أمسك رأسها بقبضه يده في نبرآت يشوبها الحُب والثبات، مش هسمح لنفسي اوصلك للحاله دي. انا هنا علشان إنتِ تحسي بالأمان معايا، تحبيني وبس. محدش هياخدك مني ومش هستسلم لغيابك يوم واحد عني. إلا لوكان إنتِ ليكي رأي تاني.

تشدقت نوراي بالكلام في تلك اللحظة وهي تتشبث بقميصهِ من الخلف وكأنها تُخبره إجابتها قبل أن تتلفظ بها، حيث تابعت بنبرة عاشقه، إنت اللي يعيش معاك، ولا ملايين الدُنيا تغريه قصاد حُضن منك. صدقني انا مش عاوزه حاجه غير إني اعيش معاك إنت وماما خديجه وروفيدا وكمان نسمه في البيت البسيط دا ونتجوز واجيب منك أطفال يكونوا نسخه مُصغره منك.

في تلك اللحظة قطع حديثهم صرخات روفيدا التي تقترب منهما مُهروله حيث رددت قائله، مش هتلحقوا تجيبوا عيال. علشان ضميركم هيأنبكم لما نسمه تموتني وإنتوا قاعدين تحبوا في بعض.

إتجهت روفيدا خارج باب الشقه لتحتمي بظهر شقيقها من غضب نسمه التي أخذت في الإقتراب منهم وهي تُردد موجهه حديثها لنوراي، دا انا مستحلفالك يا فلبينيه هانم تعاليلي.
إبتلعت نوراي ريقها بصعوبه ومن ثم تابعت قائله بخوفِ، انت مش قولت هتحميني. شوف شغلك بقي.
هرولت تحتمي به بجانب روفيدا ليبقي هو في المُقدمه مُرددًا بنبرة ضاحكه، انا قولت هحميكي من البشر، مش فيضانات تسونامي.

وضعت نسمه كفيها حول خصرها ومن ثم رددت بنبرة مُغتاظه، يرضيك يا حبعمرررراااي. اللي عملوا فيا دا؟!
نوراي بغيظٍ ومازلت تتشبث بظهره: اخرسي دا حُب عُمري انا.
سليم وهو يصر علي اسنانه: اخرسي إنتِ وهي. اه يا ولاد المجانين.

في صباح اليوم التالي، وانا ذنبي ايه يا فؤاد علشان تتعصب عليا.
أردفت إلهام بتلك الكلمات في غيظ وهي تُحادث زوجها عبر الهاتف الذي غادر البلاد لعده أيام ضمن مشوار أعماله، إلتقطت حقيبه يدها في عصبيه بينما أردف هو بنبرة ثابته، علشان إنتِ ما عرفتيش تربي. وقسمًا بالله لو إبنك ما تابع الشغل علي أكمل وجه لأرميكِ إنتِ وهو برا القصر واتجوز واحده تستحق تعيش فيه.

جحظت عيناها في صدمه وراحت تتلعثم في الكلام وأوشكت عيناها علي سكب الدموع منها لتهتف بضيقٍ قائله، إنت بتهددني يا فؤاد؟!
فؤاد بصرامه: طبعًا. ودي محتاجه كلام.
أغلق الهاتف في وجهها لتُصدم مما فعل، وهنا تابعت وهي تستنشق الهواء داخلها في ثبات، عندك إنتخابات النهارده يا إلهام. بلاش مودك يتعكر.

إتجهت هابطه الدرج في الحال، شامخه الرأس تأبي إظهار ضيقها وغيرتها مما قاله زوجها، فقد أصرت أن تظل ثابته لحين لقاؤه، إلتفتت ببصرها لتجده يجلس إلى أحد المقاعد داخل المطبخ، ذا وجه كاسف لتُتابع بنبرة ثابتة، إنت لسه في حداد يا راضي؟!

إلتفت ببصرهِ ناحيتها ليجدها مُتبرجه في أبهي صوره، تضع كُل هذه الأشياء التي أُبتدعت للتزيين ليُردد بنبرة حزينه، الله يرحمها. بس انا الأيام دي صحتي تعبانه ومحتاج اجازه يا إلهام هانم.
إلهام بتعجرُف وهي تتجه صوب باب القصر، هشوف الموضوع دا بعدين. يلا تشاو.

بس هنا يا سليم.
أردفت روفيدا بتلك الكلمات في حماسِ جليّ بينما إصطف هو سيارته ومن ثم ترجلوا جميعًا خارجها ليُتابع سليم بثبات، المكان ممتاز هنا وموقعه كويس بالنسبه لبدايه أي شُغل.
نوراي بسعاده: فعلًا
قاطعتهم السيده خديجه وهي تُردد بنبرة مُمتعضه، بس المكان هنا أُبهي وباينه غالي عليكم.
سليم بحنو: ربنا اللي بيرزق يا ست الكُل.
خديجه بإقتناع: ونعم بالله.

دلفوا جميعًا داخل هذه البنايه الكائنه في مُنتصف أحد الأحياء الراقيه إلى حد ما ليبدأوا في إلقاء جولة مُعاينه داخل الشقه وهنا تابع سليم بهدوء، ممتاز لحد هنا. نتفق بقي علي المبلغ علشان نمضي العقد.

بدأت المفاوضات بين الشابينِ وفي تلك الأثناء لاحظ سليم إختلاس الشاب لها من بين الحين والاخر ليعقد سليم حاجبيه في إستغراب ومن ثم ينظُر بإتجاه شُعاع عينيه ليجد نوراي مازلت تستكشف الشقه بسعاده شديده، تغيرت معالم وجهه للضيق ومن ثم وقفامام الشاب والشرر يتطاير من عينيه، ليحجب الرؤيه عنه ولا يستطع تركيز بصره عليها قائلًا بعصبيه وصوت عال بشكلٍ ملحوظً، هاتلي حد كبير اتكلم معاه يابني.
الشاب بدهشه: ها؟!

كظم سليم غيظه وهو يُضيق عينيه قائلًا، يعني بما إننا مش مُتفقين علي السعر. ف أحب اتكلم مع والدك.
جدحه الشاب بغيظٍ ومن ثم إتجه خارج الشقه لإحضار والده، رمقتهُ روفيدا في إستغراب قائله: إتعصبت علي الشاب كدا ليه يا سليم.
إلتفت سليم ببصرهِ ناحيتها ومن ثم تابع بنبرة هادره تردد صداها في المكان، نوراي. تعالي اقفي هنا.

حملقت به في فزعِ وقد إرتجفت أوصالها خيفه من نبرتهِ وما أن وقفت قبالاته حتى رددت بتلعثم، بتزعقلي ليه؟! بتفرج الله؟!
سليم بضيق: مش عاجبني الشقه دي.
الجميع في نفس واحد: نعم؟!
روفيدا بحُزن: بس هي كانت عجباك جدًا وبعدين انا ما صدقت لقيت مكان إقتصادي كويس للمشروع.

قطع مناقشتهم مجيء صاحب المكان بصُحبه ابنه حيث ألقي التحيه وبدأ الحديث بينهم مره أُخري إلى أن تم الإتفاق وأمسك سليم بالقلم لتوقيع العقد، إتجه الشاب ناحيتها ومن ثم ردد بنبرة إعجاب، إتفرجتي علي الشقه كُلها؟!
نوراي بإبتسامه هادئه: اه جميله.
الشاب بإستكمال: تعالي شوفي البلكونه.
إنصاعت نوراي لحديثهِ بحُسن نيه بينما تابع سليم مُجددًا وهو يجز علي اسنانه، نوراي؟!

إستوقفها صوته الغاضب حيث أنهي إمضته ومن ثم نهض عن المقعد وهو يبتسم لصاحب المكان إبتسامة لم تصل إلى شفتيه، مُتفقين إن شاء الله.
إتجه ناحيتها ومن ثم رمقها بنظره جامده قائلًا، اتفضلي قدامي.
إتجهت الفتيات للخارج أولًا ومن ثم تبعهم هو وما أن دلفوا داخل السياره حتى رددت نوراي بسعاده، بجد مبسوطه اوي، المكان جميل جدًا وهادي.
سليم بضيق: مُتأكده إن المكان هو اللي عاجبك.

عقدت نوراي حاجبيها في عدم فهم بينما تابعت روفيدا بتفهُم لغضبهِ، متاخديش في بالك يا أوشين.

جلس إلى مكتبه واضعًا قدمًا فوق الأُخري حيث أخذ يهزهما في عصبيه شديده ليجد السكرتيره تطرُق الباب في توجس ومن ثم تدلف مُردده بنبرة هادئه، الشخص اللي حضرتك طلبته، مستني برا يا عاصم بيه.
عاصم بجمود: خليه يُدخل.

مر بضع ثوانٍ ومن ثم دلف شاب في أوائل الثلاثينيات، يرتدي ملابس رثه تُعبر عن فقره المُدقع ولأي طبقه ينتمي، يعمل سائقًا ورغم إضمحلال حالته تلك ووجوده بنفس مكان عمل سليم، إلا أن سليم يتميز بمظهره المُنمق وملامحه المُرتبه وكبريائه ورجولته اللاتان لا يُضاهيهما مالًا البته...

وقف الشاب مُطأطأ الرأس واضعًا كلتا يديهِ بجانبه ومن ثم ردد بنبرة هادئه، أوامرك يا سعاده البيه؟!

إبتسم عاصم بتهكُم لحالهِ، فالمال يُعلي من شأن صاحبه حتى وإن كان سارقًا ويهدر كرامه المُفتقدين له ولو كانوا من الشُرفاء، هكذا يقتنع هو وسبب إقتناعه ذاك. وجود أمثال هؤلاء الذين يبيعون ضمائرهم مُقابل المال، ولكن يُعادي سليم هذا المبدأ ولا يرضخ له مهما كلفه الأمر، رمقهُ عاصم بإحتقار ومن ثم تابع بنبرة صارمة، صوره، عاوز منك صوره لكام شخص وبياناتهم وهتاخد قصاد المُهمه دي، 100، 000 جنيه.

فغر الشاب فاهه في ذهول ومن ثم تلعثم قليلًا قبل أن يُتابع مُردفًا، صور لمين يعني؟!
عاصم بخُبث: سواقين من الموقف اللي بتشتغل فيه. بدور عن شخص كان بيشتغل لحساب جدتي ومحتاجه ضروري ومش عارف غير اسمه الاول.

الشاب بتساؤل: واسمه ايه؟!
عاصم بإبتسامه بارده: سليم.
شرد الشاب قليلًا ومن ثم تابع بإستكمال، بس دا في كذا شخص بنفس الإسم؟!
عاصم وهو ينهض عن مكتبه مُردفًا بنبرة جاديه، وهو دا بالظبط اللي انا عايزه منك. صوره ومعاها بيانات كُل شخص بالاسم دا.

ما تنزليش إنتِ.
أردف سليم بتلك الكلمات في ثبات وهو ينظُر لها من مرآه السياره بينما نظرن الفتيات الأخريات لبعضهن، ترجلن جميعًا خارج السياره عدا هي، حيث إنصاعت لحديثهِ بينما تابعت السيده خديجه بتساؤل، ايه يا ولاد مش هتنزلوا ولا ايه؟!
نسمه بخُبث: سيبيهم علي راحتهم. دول ما صدقوا خلصوا مننا.
إلتفتت لها السيده خديجه في إستغراب بينما جدحها سليم بنظره جامده لتتلعثم هي قليلًا قائله، آآآ آآ نا بهزر يعني.

دلفن داخل البنايه علي الفور بينما إتجه هو حيث بيت السيد ناجي وهنا تابعت هي بتساؤل، مالك يا سليم!، متضايق؟!
سليم: ...
في تلك اللحظة لم تجد منه أي رده فعل لتتجه بيديها ناحيه مقود السياره ثم شرعت في مُضايقته لتنعطف السياره بهما تاره يمينًا وأخري يسارًا وهنا تابع هو بغيظٍ وعصبيه، هتموتينا. اتهدي بقي لتاخدي قلمين، انا مخنوق منك.
نوراي بتحدي: ما تقدرش، وبعدين، انا عملت ايه يعني.

سليم وهو ينظُر أمامه بجمود مُستئنفًا سيره: نوراي. مش عايز كلام.
همّت نوراي بوضع يدها على مقود السياره من جديد مُردفه بإستفزاز، وبعدين اسمي أوشين.
رمقها سليم بجانب عينيه لتبتسم هي إبتسامتها الساحره تلك التي لطالما عشقها مُنذ رؤيتها وبعدها طبعت قُبله حانيه علي خده قائله، شكلك حلو وإنت متعصب.
إصطف سليم سيارته ومن ثم ردد بنبرة جامده، طيب إنزلي.

لوت نوراي شدقها في إستنكار من تصرفه هذا معها، رغم مُحاولاتها الكثيره لإسترضائه، دلفا الإثنان داخل البنايه، لتسبقه نوراي بخُطواتها لشقه السيد ناجي وما أن إستقبلها هو بحُب حتى رددت بغيظٍ، انا هقعد معاك هنا يا عمو ناجي ومش هرجع معاه البيت. دا حيوان بجد.
سليم بنبرة جامده: نعم!

إعتقدت نوراي أنه مازال يصعد الدرج وهنا إبتلعت ريقها في صعوبه وأخذت تعُض علي شفتها السُفلي لتلتفت له في ريبه قائله، ق قصدي يعني. إن انا عندي حيوان يا سليم، الصغير دا. يعني البومه اللي إنت جايبهالي.

تلون وجه السيد ناجي من أثر كتمانه لضحكاته بينما قام سليم بإمساكها من ياقه ثوبها قائلًا بجمود، إنتِ شايفه كدا.
نوراي بصريخ: علي فكره إنت مش رجوله. إلحقني يا عمو ناجي هيضربني.
رمقها سليم بثبات ولكن لم يتمالك نفسه أكثر لتصدُر إبتسامه منه جعلته أكثر جمالًا بل وزال معها بريستيچ الموقف ولم تعُد تخشاه في تلك اللحظة حيث تابعت بإبتسامه هادئه، سيب الشاكيت.
سليم بإبتسامه عريضه: روحي اعملي شاي يا بت.

رمقته نوراي بجانب عينيها في غيظٍ ومن ثم أسرعت صوب المطبخ هربًا منه...
إتجه سليم حيث الأريكة وما أن جلس حتى تابع ناجي بخُبثٍ، مبروك ودي بقي المرحله التانيه.
عقد سليم حاجبيه في إستغراب ومن ثم ضيق عينيه بتساؤل، ازاي؟!

ناجي بإبتسامه هادئه: الحُب زاد مش بس في عينيك دا وصل لتصرفاتك. حتى وقت عصبيتك، بيكون الحُب غالب. ف بتتحول العصبيه. لحاله جديد من الحُب وهي أزاي اخليها تخاف مني وأنا أصلًا مش عارف اوصل الإحساس دا لنفسي ولا أقسي عليها. بالظبط زي ما حاولت تخوفها ولما حسيت هي بخوف منك، ما استحملت إنك تكون السبب في خوفها ف ضحكت علشان تطمنها بقلبك تاني.

سليم بتنهيد قويه: مش عارف، ما حبهاش.

الف مبروك يا إلهام هانم، ودا اللي كان متوقع يا حبيبتي.
أردفت إحدى السيدات بتلك الكلمات بينما تابعت إلهام بنبرة مُتعجرفه، النتيجه كانت مُتوقعه من قبل بدأ الإنتخابات.
السيده بتساؤل: انا اعرف كام مؤسسه في بدايتهم. وإن الشركه بتاعتكم والجمعية يكونوا الراعي الرسمي ليهم. دا في حد ذاته إستثمار كبير لإنجازاتك.

إلهام بإعجاب بالفكره: تمام، ياريت قايمه بأسماء المؤسسات دي.

قومي معايا يلا.
أردف سليم بتلك الكلمات في ثبات بينما تابعت نوراي بتساؤل، فين؟!
قام سليم بإمساكها من كفها دون أن يتفوه بكلمه ومن ثم ودع السيد ناجي مُنطلقين خارج البنايه، قاد سليم سيارته مُجددًا لتهتف هي بنبرة مُتسائله، إحنا رايحين فين يا سليم، ها ها ها ها ها؟!
سليم مُطبقًا علي عينيهِ: اقفلي بؤك دا شويه.
نوراي بغيظٍ: افرض إنت خاطفني. اروح معاك عادي يعني.
سليم رافعًا أحد حاجبيه: ايه مش عوزاني اخطفك.

نوراي وهي توميء برأسها إيجاباً: لا إخطفني. انا بحب أتخطف.
أطلق سليم ضحكه عاليه علي حديثها، وبمرور الوقت يستمتع هو بمشاكستها وطيب نيتها وطفولتها، وصلا معًا إلى هذا المكان وما أن ترجلا خارج السياره حتى قام سليم بوضع يده علي عينيها قائلًا، امشي بالراحه.
نوراي بحماسه: هنروح فين يا سليم؟!
سليم بتساؤل: خايفه!
نوراي بنبرة حانيه: لا مبسوطه اوي.
سليم بثبات: اممم، مبسوطه قبل ما تشوفي المُفاجأه.

في تلك اللحظة سحب سليم كفيه بعيدًا عنها لتحدق مُقلتا عينيها في ذهول يشوبه سعاده غامره حيث رددت، برج عصافير؟! يا الله علي الجمال، بتاعك دا يا سليم؟!
سليم بحُب: ايوه، محدش يعرف المكان دا غير روفا وعمي ناجي.
نوراي وهي تقترب منه قليلًا ثم تشير بإصبعيها ناحيتها: وأوشين.
سليم وهو يطبع قُبله حانيه علي جبينها: وطبعًا أوشين.
اسرعت نوراي بإحتضانه في هُيام ومن ثم تابعت بنبرة هادئه، ممكن أطلب منك طلبين؟!

سليم بحنو: وايه الطلب الاول؟!
نوراي بلمحه حُزن في عينيها: عاوزه افتح قضيه ماما تاني، ممكن تساعدني،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة