قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني عشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني عشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني عشر

سكنت بسعاده شديده بين أحضانه، ينتابها إحساس الحُب والسعاده والأمل وكذلك الأمان مُكونًا خليطًا تجرعتهُ فجعلها تنسي من تكُن وهي بجانبه، وهنا تابعت نوراي بنبرة هائمه ومازلت مُتشبثه به بكلتا يديها، ممكن اطلب منك، طلبين؟!
رفع سليم أحد حاجبيه ومن ثم ضيق عينيه بحركه مرحه وهو يُردد بحنو، الطلب الاول؟!
إبتعدت عنه قليلًا وقد تغيرت نبرتها للحُزن حين تابعت بثبات، عاوزه افتح قضيه ماما تاني، ممكن تساعدني.

حملق إليها بإستغراب شديد، لينفرج ثغره بإبتسامه توحي بعد فهمه لما ترغبه بعد ومن ثم تابع بنبرة مُتسائله، قضيه مامتك اللي عدي عليها أكتر من 15 سنه، واللي انا معرفش عنها غير طشاش كلام؟!

أخفضت نوراي بصرها في حُزنِ لتبدأ خُصلات شعرها بالميل مُنسدله علي وجهها، فأسرعت بإبعادهم في عصبيه جارفه، ماما اتظلمت كتير وانا لازم ارجع لها حقها وكرامتها يا سليم. ماما مش قاتله ولا حتى سيئه، انا عرفت كُل حاجه خلاص وهبدأ افتح القضيه تاني. تحب تكون معايا؟! وتبدأ شغلك الحقيقي بالقضيه دي؟!

رمقها سليم بثبات وأخذ ينتقل ببصره بين تفصيلات وجهها وعلامات الحُزن التي احتلته، فهو يبغض نفسه إذا لمح بوادر الحُزن علي وجهها الملائكي بينما يقتُل الحُزن ذاته ليري لآلآها المرصوصه بإنتظام ورقه، فكثيرًا ما يعشق إنغلاق عيناها حين تضحك وكذلك إنكماش حاجبيها علي بعضهما حين تغضب رافعه إصبعها في مواجهته وهي تُردد جُملتها الشهيره له إنت مش رجوله. لا يلتفت كثيرًا لمعناها الجوهري لعلمه تمامًا أن وراء لفظتها تلك، طفله غامضه لا تعي للدُنيا همًا ولا تضمُر لأحد كُرهًا رغم مُعاداه الدُنيا لها وآن له أن يُعادي الدُنيا من أجلها، فهي اول حلم رغب وبشده في تحقيقهِ ولن يرغب عنه أبدًا.

فرد سليم قامته بشكلٍ مُنمق شامخ الهيئه ومن ثم أدي التحيه العسكريه امامها بثقه قائلًا، انا هنا علشان اكون معاكِ يافندم. انا هنا علشان أوشين تفرح وتحقق احلامها.

هرولت نوراي إليه بحُب جارف وصلت نيران إتقاده لذروتها، فهي لم تر له مثيلًا من قبل. كانت قد فقدت الأمل تمامًا في مقابله فارس أحلامها الذي يتصف بخِصله واحده فقط وهي الأمان ولكنها لم تتوقعه أن يكون ملكًا وليس فارسًا فحسب، فهذا أكثر مما حلمت به، إستمد سليم قوته منها، رغم كونه الأقوي والأكثر دهاءًا من قبل رؤيتها ولكنها أضافت له ميزه أُخري، لا يعلم مُسماها ولا كيف يُحدد وقتًا لها، فقط يحسها كلما إقتربت نوراي منه وهذا ما جعله يتجشم المخاطر حفاظًا علي أميرته التي لا إستسلام أبدًا في فقدها، في تلك اللحظة قطع هدوئها في حضرته، صوته الخشن الذي تميز بالحنو الهاديء، والطلب التاني؟!

تحولت مُقلتي عينيها إليه لترمقه بنظره طفوليه بينما بادرها هو بإبتسامه عريضه أظهرت نواغزه ليستئنف هو حديثه بنبرة مرحه، شكلك نسيتيه.
نوراي بهُيام: طول ما إنت بتضحك وغمازتك بتظهر. طبيعي هنسي اللي هقوله.
تقلصت عضلات وجهه علي الفور بحركه مُتعمده حيث بات وجهه مُتجهمًا ليُردد في حزم، اتفضلي يا هانم. قولي الطلب التاني؟!

ضيقت هي عينيها بمرحٍ ومن ثم تابعت وهي تفرُك كفيها ببعضهما بنبرة رقيقه ك حملًا وديعًا، عاوزه اجيب البومه اللي في القصر. أكيد مافيش حد بيهتم بيها.
غطي سليم وجهه بكفه وكذلك كز علي اسنانه في غيظٍ وبعدها هدر بصوتٍ حازم، القصر؟! إنتِ ناوي تجننيني يا نوراي.

تلعثمت نوراي في حديثها ولكنها أصرت علي إقناعه برغبتها تلك فأخذا يتجادلا جدالًا هادئًا، ورغم قوه شخصيته إلا أنه إستسلم ولأول مره امام عنادها فما كان منه إلا أن يهتف بنفاذ صبر علي مضض من امره، ماشي يا نوراي. حاضر.
إقتربت منه علي الفور ومن ثم طبعت قُبله حاره علي وجنته وهي تُردد بنبرة مُتحمسه، أمتي هنروح؟! صدقني أنا هكلم عمو راضي يستنانا عند الباب الخلفي ويتأكد إن عاصم مش موجود.

أومأ سليم رأسه في هدوء مُعلنًا عن إحترامه لرغبتها بينما أخذت هي تجوب ببصرها في المكان بأكمله، فرحه بهذا البرُج العال المليء بهذه الطيور المُحببه لقلبها، في تلك اللحظة قطع إنسجامها في الأجواء، هتافه بها مُرددًا بتساؤل، اللي في القصر يعرفوا ماضي والدتك؟!

إختفت السعاده عن قسمات وجهها لتزداد ملامحها بلمحة حُزن بارده، حيث إلتفتت له وبادرته بإبتسامه باهته يملؤها الوهن، لتذهب بخُلدها لذكريات قاسيه عليها، ولكنها زالت حقًا وأثرها لا يزول أبدًا.

#.

فلاش باك، قام بإلقائها إلى الفراش بكامل قوته، ومن ثم مال بجزعه للأمام حتى تقارب وجهيهما جدًا ليكز علي اسنانه مُحدقًا بها بعينيه الحادتين واللاتان يتطاير منهما الشرر، وأخذ يلف سلاسل من الحديد ذات سُمكٍ غليظٍ حول قدميها ومن ثم يحكم غلقهما بذاك القفل لتتأوه هي وجعًا دون صوتِ فقط النحيب كافٍ لإظهار ضعفها امام ساديته القاسيه، في تلك اللحظة ردد عاصم بنبرة مُخيفه وهو يتلمس خُصلات شعرها وقد غمر أنفه بين هذه الخُصلات ليشتمها بشغف قائلًا، دي تالت مره تفكري تهربي مني وتفشلي، ليه مش عاوزه تفهمي إن انا قدرك، وكُل الطرق هي انا، المفروض تخضعيلي وتسلمي نفسك بكامل إرادتك. وإلا انا هاخد نفسك منك بالغصب، وبدل ما تهربي وتزعليني منك إفتكري كويس اوي، ماضي والدتك، القاتله اللي عدموها وبيدوروا علي بنتها علشان يحجزوها في قسم الأحداث او ملجأ أيتام. إنتِ ما كونتيش تحلمي بالقصر دا ومع ذلك بتتمردي.

جحظت عيناها في صدمه حيث تشُدقت بنبرة هادره، إنت تعرف ماضي، ماما منين.
عاصم بإبتسامه مُتهكمه: مفيش حاجه تخفي عن عاصم الدالي، ولا ايه يا حلوه؟!
بدأ ينتقل بنظراته بين تفصيلات جسدها بنظرات جريئه ومن ثم بادر بإلتهام شفتيها بعُنف لتصفعه علي وجههِ بشكلٍ مُفاجيء ومن ثم إبتعدت عنه مُردده بنبرة مُشمئزه، انا بقرف منك إبعد عني.

عاصم بنبرة ناريه: لو فكرتي، مجرد فكرة إنك تُخرجي برا القصر دا. هذلك وهرميكِ ف ملجأ محدش هيعرف عنك حاجه ساعتها ولا حتى صفيه هانم.

Back، أغمضت عينيها بقوه وإرهاق وأخذت تهز رأسها بضعف مُحاوله التخلص من ذكرياته المبغوضه بالنسبه لها، تنساب دمعه حاره علي وجنتيها ثم تتشدق مُردفه، اه عارفين.
أحس سليم بكميه من الوجعٍ تسللت إلى قلبها نتيجه سؤاله هذا، فحتمًا هُناك خطب ما، ليتجه ناحيتها علي الفور ومن ثم يقوم بإحتضان خصرها من الخلف بكلتا يديه قائلًا، مش بس هرجع حق والدتك. انا كمان مش هسيب حقك. ما تقلقيش.

تثملت ما في الإناء جُرعه واحده وهي تجلس القُرفصاء أرضًا كذلك تضع أحد الأطباق علي فخذيها والذي يحوي البذر اللب وأخذت تُقزقزه الواحده تلو الأُخري، لتدنو هذه السيده منها وبعدها تُردد بصوتٍ خفيض، قوليلي بقي يا نسمه. ايه حكايه سليم ونوراي؟!
تابعت السيده خديجه بتلك الكلمات في فضول بينما رمقتها نسمه بجانب عينيها لتُردد بنبرة جامده، ما انا بقول بردو اللب والبيبسي مش لله وللوطن اخالتي.

قامت السيده خديجه بإمساك مقدمه أذنها وهي تصر علي أسنانها بغضب مُصطنع، إنطقي وإلا مش هدوقك من صينيه الكُناف...
قطع إستكمال جملتها هتاف نسمه بنبرة سريعه، البت الفلبينيه وسليم بيحبوا في قصه حُب وهو اللي جاب لها البومه وكمان بيدربها كاراتيه وبيفسحها. وهو عُمره ما جابلي قشر اللب دهون، مع إني مُتفجرت الانوثه بس هو بيحب البنات اللي عينيها شبه الدُب القطبي ومسلوعه.

قامت خديجه بوضع كفها أسفل ذقنها ومن ثم رددت بنبرة مُضحكه ويصدُر عنها ذاك الصوت الذي يوحي بتعاطفها مع حديث نسمه، عندك حق يا نسمه. دا إنتِ حتى وظووظه. بس إن جيتي للحق البت حلوه وتتحب. بس سليم بيخبي عليا ليه؟! دا يوم المُني لما اخطبها له.

صرت نسمه علي اسنانها في غيظٍ مُصدره صوتًا يشبه صرير الطباشير علي لوحه تعليميه حيث رددت بإمتعاض، لا بقي إنتِ بتكسري قلبي زيه. قومي هاتي الكُنافه علشان مودي إتغير. يعني ولا هيبقي حُب ولا كُنافه.

شكرًا جدًا لحضرتك. بكرا بإذن الله هقابل حضرتك علشان نتفق علي عدد الديسكات في كُل فصل.

أردفت روفيدا بتلك الكلمات في حماسه ومن ثم أنهت حديثها مع النجار، لتضع الهاتف جانبًا وتتجه ناحيته ثم تُقبل خده في حُب قائله، وأخيرًا حلمنا بيتحقق. والفضل بعد ربنا لحضرتك يا وش السعد إنت.
إبتسم ناجي بشده علي حديثها بينما إتجهت صوب الأريكة المقابله له وجلست عليها وما أن أصدرت تنهيدة مُريحه حتى رددت بنبرة سعيده، كُنت فاكره إنه صعب. بس بإرادة ربنا، إتحقق.

ناجي بنبرة حانيه: ونعم بالله، ها بقي تحبي تشربي ايه معايا؟!
روفيدا بحُب: اي حاجه من إيدك هحبها يا وش السعد.
إبتسم لها السيد ناجي بحنو ومن ثم دلف إلى المطبخ لجلب شيء ساخنًا ليتناوله معها، مُتابعين حديثهما بشأن هذا المشروع حديث النشأه...

حملق بهذا القفص الصغير الموضوع علي إحدي الطاولات من زاويه الغُرفه، مُصوبًا عينيه الحادتين بهذا الطائر الذي يُذكره بها وهذه الغرفه التي غاب عنها الضوء مُنذ أن رحلت عنها، بدأ هو في الإقتراب من ذاك القفص مُمسكًا في يده كِنزه بمبيه اللون نُقشت عليها صوره هذا الطائر البومه، ومن ثم أردف بنبرة قاسيه، سابتك بالظبط زي ما سابتني. معني دا إنها ما حبتكش. انا عارف إنك مُشتاقه لها زيي بالظبط، حتى ريحتها مش مفارقاني. بعترف انها نقطه ضعفي، بس انا دايمًا نقط ضعفي بدهسها بجبروتي بس هي ما تتملكش مني أبدًا، وهنا قرّب الكِنزه من أرنبة أنفه وأخذ يشتم رائحتها بلهفه وشغف يحرقانه ولا يزيدانه سوي رغبه في إعادتها والإنتقام لكبريائه، في تلك اللحظة إتجه صوب فراشها وألقي بقوه جسده عليه ومن ثم أغلق عينيه بإختناق وأخذ صدره يعلو ويهبط مُعبرًا عن ضيقه او ربما عجزه للحصول علي هذه القطه ذات الأنياب الضعيفه التي لطالما بادر هو بتقليمهم قبل أن تُضعفه خربشاتها، علي الجانب الاخر، من بُكرا تكوني عندي علشان أبدأ في تقسيم إشراف المشاريع علي العضوات. وما تنسيش اسامي الدواير التابعه للجمعيه، والمشاريع حديثه النشأه تتعاقدي معاهم بسرعه جدًا. اما الموجوده بالفعل من وقت طويل، ف دول هقدر بسهوله أضمهم لحيزي انا.

أردفت إلهام تُسطر جدول اوامرها الذي لم ينتهي منذ شروق هذا اليوم بينما تابعت المساعده الخاصه بها آلاء، تحت أمرك يا إلهام هانم.

دخلت اعمل كوبايتين شاي رجعت لقيتها نايمه. اصلها تعبت من التفكير طول اليوم في المشروع.

أردف السيد ناجي بتلك الكلمات في حنو وهو يجلس بصُحبه سليم ونوراي بينما تابعت نوراي بنبرة فرحه، شوفت البُرج بتاع سليم النهارده.
ناجي غامزًا: عارفه دا معناه ايه؟!
في تلك اللحظة تنحنح سليم بثبات ليُقاطعهما بصوته الحاني، معناه إنها مُميزه بالنسبه لي.

عقدت نوراي حاجبيها في إمتعاض، نعم يُحبها ولكنه لم يقولها صريحة حتى الآن، اهي كلمه صعبه لهذه الدرجه ام أنه ينسي إعترافه لها بالحُب مُسبقًا ولكن لا بأس. عشقها وإنتصرت علي هذا الحجر الصامت الذي دُفن داخله جوهره ألماسيه تجعله مُميزًا ومطمع جميع النساء ولكنه لها وحدها وسيقولها يومًا رغمًا عنه سيبوح بما تتوق لسماعه منه، بدأ سليم بالتحرُك صوب شقيقتهِ مُحاولًا إيفاقتها وهو يُمرر كفه علي وجنتها بحنان بالغ ومن ثم ردد بنبرة هادئه، روفا حبيبتي؟! اصحي، خلينا نرجع البيت.

تأثرت كثيرًا برقه مشاعره تجاه شقيقته. كيف له أن يجمع بين رجوله ملامحه وتصرفاته مع الجميع ورقه مشاعره الفياضه تجاه شقيقته ووالدته وكذلك هي مؤخرًا، إتجهت نوراي ببصرها للسيد ناجي لتجده ينظر إليها بوجهًا ضاحكًا لتبتسم هي بدورها، لم تستجب روفيدا لمحاولات شقيقها لإيقاظها، فهذا هو المعروف عنها، عشقها للنوم وإنفصالها عن الواقع في هذه السويعات القليله، وهنا تنهد سليم تنهيدة قويه وحسم امره، ليميل بجزعه للأمام ومن ثم يحملها بين ذراعيه في حنو، إبتلعت نوراي ريقها في ضيق لا تعلم سببه ومن ثم مطت شفتيها بغضبٍ طفولي وهي تُلقي برأسها علي كتف السيد ناجي مُردده بنبرة خافته، انا هعمل نفسي نايمه يا عمو ناجي، علشان يشيلني. ما هو لو ما شالنيش همووووت.

لم يملك السيد ناجي نفسه لتصدُر منه ضحكه قويه، جعلته يسعل علي أثرها بشده بينما عقد سليم حاجبيه في تساؤل...

مالك يا عم ناجي؟!
وجدها في تلك اللحظة مُغمضة العينين وأهدابها ترمُش بشكلٍ ملحوظٍ بينما تابع السيد ناجي مُرددًا بإبتسامه هادئه، احم، اصل نوراي نامت.
رفع سليم أحد حاجبيه ومن ثم إبتسم إبتسامتة الساحره تلك قائلًا بصلابه، أوشين، بطّلي دلع.
لوت نوراي شدقها في إستنكار وهي تهمّ بالوقوف أمامه وتضرب قدمها بالأرض قائله، إنت مش رجوله علي فكره. علشان انا نمت، الله.

سليم وهو يصر على اسنانه: المفروض يعني اتحول لهركليز واشيلك إنتِ كمان، علشان غيرانه.

نوراي بغيظ: اه غيرانه بقي. عاااااااااااا.
سليم بنبرة حانيه طابعًا قبله حانيه علي جبينها، يا هبله دي أُختي.
ناجي مُقاطعًا: مب...
سليم بإستكمال: مبرووووك دي المرحله التالته للحُب. مش كدا يا عم ناجي؟! هتموتوني مشلول. قدامي يا هانم.

في صباح اليوم التالي، قام بقرع الباب عدة مرات في هدوء، وما هي إلا بضع دقائق حتى وجدها تقف امامه وتتثاءب بأريحية شديده، رمقها سليم بنظرات مصدومه، فقد إنسدل شعرها الحريري علي عينيها وهي ترتدي بيجامه بيضاء اللون وقد شُمر أحد أرجُلها وبقي الأخر مفرودًا وتحتضن في يدها دُميتها الذي يراها لأول مره، بادرها سليم بإبتسامه عريضه ومن ثم حك ذقنه بكفه وهو يُردف بثبات، إنتِ اه تلقائيه. بس مش لدرجه تشمري رجل ورجل لا.

أخفضت بصرها حيث بنطالها ومن ثم فغرت شفتيها بصدمه لتُسرع بفرده وهي تعض علي شفتها السُفلي من شده الإحراج، بينما تابع سليم بتساؤل وفضول جليّ علي قسمات وجهه، ايه العروسه دي؟!
أسرعت نوراي في تلك اللحظة بتقريبها من مرآه عينيه قائله، شبه مين دي؟!
سليم بإعجاب شديد: شبه أوشين.
كبا لون وجهها وتغيرت ملامحها للحُزن الشديد وهي تهتف بنبرة خفيضه، دي الذكري الوحيده من ماما.

في تلك اللحظة إقترب سليم منها علي الفور ومن ثم أزاح خُصلات شعرها عن وجهها حيث وضع وجهها بين كفيه قائلًا بحنو، إنسي اللي فات لو هيوجعك. وكلمي عمي راضي واجهزي عقبال ما البس. وخلينا نخاطر علشان نسعد معاليكِ.

نوراي بحُب: السعاده في حد ذاتها وانت جنبي معاليك!

حاضر يا بنتي. بس اخر مره شوفته كان في أوضتك. اول ما يخرج هكلمك.
أردف راضي بهدوء وصوت خفيض خشيتًا من أن يستمع أحد إلى حديثهِ وهو يتحدث هاتفيًا إلى نوراي التي تفهمت لحديثه ومن ثم رددت بنبرة هادئه، ماشي يا عمو راضي. هستني إتصالك.
أغلقت هي الهاتف معه علي الفور ومن ثم إتجهت صوب خزانتها وهي تتأفف من مُجرد سماع اسمه. فهذا كفيل ليجعل اوصالها ترتجف والخوف يتملك منها...

انا اسف علي الإزعاج يا عاصم بيه. بس كُنت هحط الحبوب ل البومه. اصلها روح وليها علينا حق.

أردف راضي بتلك الكلمات في توجس وريبه بينما رمقهُ عاصم بنظره بارده وبعدها هبّ من مكانهِ واقفًا ثم ردد بنبرة جامده، انا أصلًا خارج.
إتجه عاصم صوب باب الحجره ومن ثم ترجل خارجه بخُطوات مُتباطئه ليُراقبه راضي بترقُب...

خطي بضع خُطوات في الممر ليجد والدته تبتسم له إبتسامة رقيقه ومن ثم إقتربت منه مُردده بنبرة هادئه وهي تلف ذراعيها حول رقبته، حبيبي. ايه مش ناوي تصالح جيدو بقي. المفروض إنك وعدتني.
قام عاصم بإبعاد والدته في هدوء أوشك علي النفاذ ومن ثم تابع وهو يخطو للأمام قائلًا، الموضوع دا يتقفل نهائي. وإلا هنهيه أنا بطريقتي يا إلهام هانم.

إصطكت أسنانها ببعضهما مُحدثه صريرًا قويًا، ماشي يا عاصم. براحتك علي الأخر.
إتجه عاصم حيث غرفته وما أن دلف داخلها حتى أغلق بابها بعنف بينما أنهي ناجي إتصاله مع نوراي، التي إستقلت السياره بصُحبه سليم قادمين إلى القصر...

مر الوقت بشكلٍ بطيء، ظل راضي ينتظر خروج عاصم من القصر حتى يتمكن من الإجتماع بهم حيث الباب الخلفي للقصر، وأثناء مُراقبته للباب الرئيسي يجد عاصم يخرج منه، وهنا تنهد براحه، إتجه خارج الغرفه علي الفور وخاصه بعد رسالتها له تُخبره بوجوده بالقُرب من القصر مُمسكًا بالقفص بين يديه، وأخذ يجوب ببصره داخل القصر حتى لا يُلاحظه أحدًا...

هرول علي الفور من الباب الإحتياطي المُلحق بالمطبخ ليتمكن من الدلوف خارجه في طريقه للباب الخلفي، علي الجانب الاخر، صدر رنينًا قويًا عن هاتفه ليقوم بالرد بنبرة جامده أثناء إتجاهه صوب سيارته الكائنه بجراچ القصر، جهزت المعلومات؟!
السائق بإستغراب: وبعتها في بريد يا عاصم بيه وبلغوني انها وصلت. حضرتك ما شوفتهاش؟!

عقد عاصم حاجبيه في إستنكار ومن ثم أغلق الهاتف في وجه السائق، عائدًا إلى غرفه مكتبه بالقصر، دلف داخل الغرفه علي الفور ليجد مظروف موضوعًا علي مكتبه الخشبي، في تلك اللحظة تنهد بقوه ومن ثم همّ بفتحه لينظر من نافذه الغرفه وتتسع حدقتا عينيه مما يري!

هي؟! نعم هي لا يتوهم خيالها أبدًا. وبصُحبه من؟! ذاك السائق الذي عني جُهدًا في البحث عنه، جن جنونه في تلك اللحظة وهو يجدها تمسك القفص بكفها وبالأخر تتشبث بكفه ويُهرولان بعيدًا...

هرول هو لخارج القصر ومازل يلهث بأنفاسٍ جنونيه ومن ثم زئر زئيرًا كالذئب المجروح وهو يصر علي اسنانه عند رؤيته لهم، يُهرولان بعيدًا...

ولكنه لماذا توقف عن اللحاق بهما، فهما الآن أمامه بمسافه ليست كبيره، ولكنه أفرغ ما بداخل المظروف ومن ثم أخذ يجوب ببصره بين الصور كالمجنون حتى تبعثرت منه أرضًا عن قصد وما أن رأي مقصده حتى إتسعت ضحكته كاشرًا عن أنيابه وأخذ يُردد بنبرة مُنتصره، سليم رؤوف النجدي،؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة