قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث عشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث عشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث عشر

أمسك بذراعها في قوه، وأخذت أنفاسه تتلاحق بثوره لا تهدأ أبدًا. مُمسكًا بكفها في خوف من أن تفلت يداها بينما تتطاير خُصلات شعرها الحريريه الطويله في الهواء، ورغم عناء الموقف فلأول مره تستشعر معني الحُريه بإكتمال. من أحبت بجانبها، يقبض علي يدها في حنو وقوه ويُداعب الهواء أهدابها بإنتعاش، أي أنها نظرت للموقف من منظورها الإيجابي، إنتقل ببصرهِ إليها ليجد شفتيها مفتوحتان بإبتسامه مجنونه، ليرمُقها هو بعبوس خفيف، لترتسم إبتسامة عاشقه علي شفتيه قائلًا بإستسلامه الكامل لها، رغم إنك مجنونه، وإن دا مش موقف يستدعي الضحك أبدًا. بس انا بحبك، بحبك اوي يا أوشين.

أجفلت عينيها قليلًا، قبل أن تتوقف عن عدوها تمامًا، إتجهت ببصرها إليه ثم رددت وقد إتسعت حدقتا عينيها في عدم تصديق، سليم إنت قولت ايه؟!
عاود سليم النظر للخلف ليتمتم بنبرة شبه مُغتاظه ويهدر بها بصوتٍ حازما، وقفتي ليه يا مجنونه، اتحركي بسرعه. اكيد المجنون دا باعت حراسه ورانا، خلينا نوصل للعربيه بسرعه.

أومأت نوراي برأسها سلباً، وباغتته بنظره هائمه وهي تميل برأسها جهه اليمين ك طفلًا يستعطف أبويه لنيل شيئًا ما، قولها تاني يا سليم.
صر سليم علي اسنانه، لتمتد يده إليها حيث همّ بحملها بين ذراعيها مُرددًا بخشونته المعتاده التي خالطها إحساس حُبه لكونها له، بحبك يا مجنونه.

أطلقت هي ضحكه سعيده، لتحقيق هدفها التي رغبته وبشده ومن ثم قامت بإلفاف ذراعيها حول عُنقه وكذلك أرخت رأسها علي صدره في إطمئنان بينما هرول من جديد حاملًا إياها ليصل وأخيرًا إلى التاكسي الخاص به ليقتاده علي عجاله من امره بعد أن زفر زفرة إرتياح وإنتصار أيضًا لأنه يُلاعب عاصم الدالي علي الحبلين كما يُقال. فقد يري عاصم أن قوته لا يُقابلها أحدًا ولا يعلم أن لهذه القوه بدايه ونهايه، فيعمل سليم علي شدّ طرف خيط البدايه لتنفرط قوته ويسقط صريعًا وهكذا يعرف حجمه بعيدًا عن حاشيته، علي الجانب الاخر، تساقطت الأوراق من المظروف أرضًا ولكن لم يشغل لها بالًا، فقد حصل بالفعل علي مُبتغاه، فظل ينظُر امامه تاره وأخري ينظر إلى المظروف بإبتسامه إنتصار، في تلك اللحظة قطع لحظه تلذذه بالنصر، هتاف أحد رجاله بثبات ونبرة مُتسائله، تحب أخد الرجاله ونلحقهم يا عاصم بيه؟!

رمقهُ عاصم بثبات. بادره بإبتسامة بارده، حتمًا يُخطط لشيء ما وهنا خرج عن صمته المتفكر ليردد بوجوم، لا يا كمال. تعالي ورايا علي المكتب.
أومأ كمال برأسه في تفهم، فكما توقع. يُخطط عاصم لشيًا قاسٍ جدًا وهو من سيقوم بالتنفيذ، دلف عاصم مُجددًا إلى بهو القصر ومن ثم إنعطف بين أروقة الطابق الأرضي حتى وقف امامه دون أن يتفوه بكلمه، فقط جدحه بحده ليُتابع راضي بنبرة ضعيفه، خير يا عاصم بيه.

صفق عاصم بكفيه في سخريه ومن ثم كز علي اسنانه بشر يتبعه نبره هادره قائلًا، مش عيب لما راجل كبير زيك كدا ويمثل؟!
أخفض راضي بصره أرضًا وقد إبتلع إهانته رغمًا عنه ومن ثم ردد بنبرة قلقه، يابني. هي طلبت مني حاجه وانا ماينفعش اقولها لا. دي من ريحه صفيه هانم وموصياني عليها.

جدحه عاصم بنظره قاسيه ومن ثم ردد بحزم وهو يواليه ظهره، حسابك معايا بعدين.
إتجه في هذه اللحظة صوب حجرة مكتبه ليتبعه كمال للداخل وهنا أطبق عاصم علي عينيه بنفاذ صبر قائلًا بحده، الواد دا لازم يدوق العذاب مليون مره، بس مش قبل ما ارجع نوراي للقصر. إنت هتاخد العنوان دا، وتراقب خطواته وكُل حاجه بتحصل، وكُل حركه بتعملها نوراي. واول ما اديك الإشارة. تنسحب إنت علي طول.

حدق كمال به في ثبات لبضع ثوان ليُتابع مُسترسلًا في حديثه، بس دا حي شعبي ووجودي فيه بإستمرار هيكون ملفت للإنتباه ومثير للشك.
عاصم مُكملاً: هو انا بقولك روح عيش هناك. الوضع دا هياخدله يومين مش اكتر، ما تركز معايا شويه.

كمال وهو يبتلع ريقه خِفيه: حاضر يا عاصم بيه. اللي تشوفه.

بتتكلم جد. حمدلله علي سلامتك يا حبيبي، مفتقدك جدًا. ودايمًا علي بالي وبدعيلك في كُل صلاة.

أردف السيد ناجي بتلك الكلمات في فرحه غامره، فيقف في شرفه منزله وقد إرتسمت علي ثغره، إبتسامة عذبه يملأها الحنين والإشتياق له. فهو أكثر القلوب حنانًا عليه ولم لا فهو قُره عينه، رغم سفره الدائم والمتواصل للدراسه وكذلك العمل، جلس ناجي علي أحد المقاعد الخشبيه بالشرفه بينما أجابه المُتصل بسعاده، انا مش بس رجعت ل مصر علي طول ومش هسافر تاني. لا دي في مُفاجأه تاني. احلي ومتأكد انها هتفرحك.

ناجي بإشتياق: تعالي إنت بس والفرحه هتدخل لقلبي تاني.
المتصل بحنو: حاضر. استناني في اي وقت.

أخفض ناجي يده ناحيه الطاوله أمامه ليضع عليها الهاتف بسعاده غامره بينما أطرق رأسه مُفكرًا في بعض الذكريات التي مضت وآلمته كثيرًا، وهنا نفض عن رأسه هذه الذكريات وإنتصب واقفًا داخل الغرفه، ظلت تتحرك داخل الغرفه ذهابًا وإيابًا، تشعر بالحنق لتأخرهم عن موعد الذهاب للمشروع. تضرب بقدميها الأرض في تذمُر، فقد آن لهذا المشروع أن ينتهي علي أكمل وجه، في تلك اللحظة قطع شرودها، مجيئهما حيث دلفت نوراي داخل باب الشقه الذي كان مفتوحًا بالفعل وكذلك تبعها هو لتنظر روفيدا لهما بغيظ هاتفه، واضح إنكم مش هتتأخروا فعلًا. وواضح إننا هنفتتح المشروع علي نهايه الاسبوع.

ألقي سليم بجسده إلى الأريكة، يتنهد بعمق ومن ثم فوجئت به ينظر لها بعبوس مردفًا، إنتوا البنات كائنات غير مريحه بالمره، انا بأيدهم جدًا، لما كانوا بيدفنوكم زمان أحياء، واحده هبله والتانيه خُلقها أضيق من خرم إبرة. ما تهمدي إنتِ وهي بقي.

في تلك اللحظة أمسك بالدميه الخاصه بنوراي والتي وُضعت بجانبه علي الأريكة ليضرب بها روفيدا في مُزاح قائلًا، اعمليلي حاجه اشربها.
حملقت نوراي به وقام بلطم خديها بكلتا كفيها وتنظر له بوجوم كأنه اقدم علي فاجعه ما، قائله، عاااااااا. عروستي، بترميها كدا ليه؟! دي بتحس زينا بالظبط.

انفرج فمه بإبتسامه بلهاء وهو يجوب ببصره بين الإثنين، ناظرًا لهما شذرًا وبجمود ردد، يُمهل ولا يُهمل. قدامي اوصلكم للمؤسسه واودي البومه دي البرج، قبل ما اشوف عمي ناجي.

وهنا هرولت روفيدا صوب باب الشقه وما أن تجاوزت عتبته حتى رددت بمرحها المُعتاد، يلا بسرعه.
نوراي بضحكه مرحه: اختك دي مكافحه اوي يا سليم.

تحت أمرك يا فندم؟!
اردفت السكرتيره بتلك الكلمات في أدب أثناء دلوفها داخل المكتب بعد إستدعائه له بينما تابع هو بإبتسامه هادئه، بعد أن رفع رأسه عن الأوراق، عاوز البرنامج اليومي بدايه من بعد بكرا ومش عاوز اي تقصير في الشغل، وكل كبيره وصغيره لازم اكون علي علم بيها.

أومأت السكرتيره برأسها مُتفهمه ومن ثم تنحنحت قليلًا قبل أن تردف مُتسائله وهي تمسك قلمها وتُدون جميع أوامره لها، طيب وبكرا يا فندم؟!

رمش بعينيه في هدوء وافر وقد تبادر إلى ذهنه لحظه إتفاقه مع مالك العماره علي إستأجار شقه بها ليفتتح فرعًا جديدًا في هذه المنطقة المُحببه لقلبهِ، رغم ذكرياته الصادمه هُناك. لا يعلم لماذا يتمسك بهذا المكان بالرغم من إنتهاء ماضيه به، ولكن لا بأس ببعض الذكريات، لا يجب أن نحميها كُلها فلربما تجعلنا اقوي عن ذي قبل ونبدأ بمواصله النجاح في حاضرنا.

إرتسمت علي شفتيه، تلك الإبتسامة التي لا تُفارق ثغره ومن ثم ردد بثبات، بكرا تجهيزات فرع الشركه الجديد.

الله، تسلم إيدك يا عم ناجي.

أردف سليم بتلك الكلمات في تلذُذ وهو يتناول شطائر المعجنات الخاصه بالسيد ناجي، حيث تتسم بمذاقها الخاص الذي لا مثيل له علي الإطلاق، يقفان امام الموقد ويبدأ ناجي في تقليب الزبده في إحدي الأواني حتى إنصهرت ليُمرغ الفطائر بداخلها، إنفرجت أسارير وجهه وهو يري سليم يتناول فطيرته بشهيه واسعه، رمقه بنظره حانيه وبعدها ردد بحُب، انا عارف إن دي أكتر اكله بتحبها من إيدي. ف استغربت إن أديلك فتره ما طلبتهاش مني. و قولت اعملهالك انا.

أخذ سليم يمضُغ الشطيره بنهم ومن ثم إبتلعها بسرعه وهو يردد بسعاده، ربنا يطولنا في عُمرك. وناكلها من إيدك كُل يوم.
أنهي ناجي إعداد الشطائر والتي تناول سليم نصفهم أثناء وجوده في المطبخ، وهنا أردف ناجي بفرحه مُتذكرًا لشيء ما، ماجد رجع يا سليم.
حدق سليم به في إندهاش ومن ثم صارا معًا للخارج ليُتابع سليم بإبتسامه هادئه، حمدلله علي سلامته. يعني هنشوفه النهارده؟!

ناجي بهدوء: بكرا علشان يكون إرتاح من السفر.
سليم بتفهم: ربنا يخليهولك يا عم ناجي.
تنهد السيد ناجي بإرتياح وقد إرتسمت علي ثغره إبتسامة هادئه. رامقًا إياه بجانب عينيه، نفذتلها اللي في دماغها؟!
أومأ سليم برأسه إيجاباً وهو يرتشف جرعه تلو الأخري من كوب الشاي الموضوع بين يديهِ ثم تابع مُردفًا بثبات، اي حاجه نوراي هتحتاجها، هتحصل؟!
ناجي بنبرة ذات مغزي: خلاص استسلمت قدامها.

سليم بشرود قليلًا: إستسلمت واللي كان كان.
ناجي بتساؤل مُضيقًا عينيه: حاسس بإختلاف في مشاعرك ما بين دلوقتي وقبل ما تقولها بحبك.

مال سليم بجسده للأمام ثم أسند مرفقيه علي قدميهِ ليتنهد بعمق مُردفًا، كُنت اتمني إنه يختلف بإيجابية. لأول مره اخاف من غياب حد غير اهلي. كُل يوم خوفي عليها بيزيد، وكُل ما ببص للبني آدم دا بشوفها جوا عينيه بتصرُخ. بشوف كُل اللي كان بيعمله فيها زمان. اول مره حد يمنع رغبتي في حاجه، عندي رغبه اقتله بضمير مرتاح، بس هي مانعاني. بقيت بحسب كُل خطوه بعملها علشان احميها، عيشت معاها مشاعر مُختلفه وغريبه عليا. بس مش كُل مشاعري معاها انا حاببها. يعني مثلًا بقيت بضعف قدام كلمه منها او طلب. نفذت رغبتها ووديتها القصر. بس خايف أضعف تاني قدام طلب جديد منها. وادفع تمن الضعف دا، لو ضاعت مني.

ربت ناجي علي كتفه في حنو وتفهُم ومن ثم تابع بنبرة هادئه، طبيعي تحس بكُل دا. وطبيعي تفقد قوتك قدامها. دا أرجل راجل في حُضن حبيبته طفل، بس اللي مش لايق عليك إنك تفقد قدرتك علي التفريق، وقت ما تحس إن الطلب دا خطر عليها أرفضه، ولو خايف انها تكرهك او تشوفك شبه اللي فات. ف ما تقلقش. نوراي بتعشق، انا شايفك في عيونها ملك رغم إنك شاب عادي ظروفه ضده والدُنيا مخاصماه، إسمعها مني يابني لو حتى جات في مره وقالتلك مش بحبك اوعي تصدقها، كلمه مش بحبك وقت الدموع، بمليون معني. زي مثلًا ماليش غيرك ف اتمسك بيا، طمني، اسند قوتي اللي إنهارت. نوراي معدنها نضيف، زي الكتاب المفتوح لما بتحب بتخلص، فاهمني يا سليم؟

أومأ سليم برأسه في تفهم، كذلك هبّ واقفًا ليقترب أكثر من السيد ناجي ويطبع قبله حانيه علي جبينه قائلًا، من غيرك، مش عارف كُنت هفهم الدنيا دي ازاي؟!، إنت كنز في صوره بني آدم وربنا بعته ليا علشان يعوضني حنان ابويا وفقدان الصاحب.

اديلها ساعتين يا باشا في العماره مع بنت تاني. والشاب وصلهم ومشي.
أردف كمال بتلك الكلمات في ثبات وهو يقف بجوار البنايه مُباشره ليتبع خُطواتها بينما تابع عاصم بنبرة هادره، اوعي تشوفك. لانها عارفاك كويس جدًا.
كمال بتفهم: تمام يا باشا، ومن ثم إستئنف حديثه مُجددًا بنبرة سريعه مُترجلًا بعيدًا عن البنايه، سليم رجعلهم بالعربيه تاني يا باشا.
عاصم بنبرة هادره: خليك وراهم.

علي الجانب الاخر، دلفت الفتاتان داخل السياره من جديد لينطلق سليم بهما إلى المنزل بعد عناء دام لساعتين داخل المؤسسه إستعدادًا للإفتتاح، مر الوقت سريعًا ليصطف هو سيارته أمام البنايه مُرددًا بنبرة هادئه، حمدلله علي السلامه.
روفيدا بتثاءوب: الله يسلمك. تعبت جدًا النهارده ومحتاجه انام.
دلفوا جميعًا داخل المنزل بعد أن احكم سليم غلق الباب جيدًا ومن ثم قطع دلوفه للداخل صوتها وهي تقرع الباب مُناديه عليه.

افتحولي.
إندهشت الفتيات من وجودها خارج المنزل بينما حملق سليم بها وقام بفتح الباب الرئيسي مُجددًا وعلي الفور وهو يجدحها بنظره حاده مُردفًا، كُنتِ فين؟!
تلعثمت نسمه في حديثها، حيث رمقته بجانب عينيها، تجنبًا لنظراته القاسيه لها، كُنت عند عمو ناجي؟!
سليم بغيظٍ: الساعه 12 يا استاذه. انتِ بتستهبلي؟!
نسمه وهي تفرك يديها ومن ثم تقترب منه بخجل زاهد، إنت خايف عليا يا سمسم؟!

أطبق سليم جفنيه علي عينيه بنفاذ صبر ليقوم بفرد أحد ذراعيه مُشيرًا إلى الدرج وبعدها هتف بصوتِ أجش، السمسم دا اللي بتحطيه في البقسمات. وكلمه تاني وهاخدك معايا الچيم.
نسمه وهي تلوي شدقها بعبوس: خلاص اسفه واخر مره هتأخر. بس عمي ناجي كان عامل فطاير حلوه اوي وروحت أخدت منه الوصفه، هطلع اعملها علشان نسهر عليها سوا.

أطلقت نوراي ضحكه مرحه علي حديثها وكذلك روفيدا التي إستأذنت بإنهاك قائله، انا هنام. تصبحوا علي خير.
دلف الجميع داخل الشقه، ليجلس سليم علي الأريكة بينما ترمقه هي بتساؤل، ايه دا، مش هتطلع تنام؟!
سليم بنفي عاقدًا ذراعيه أمام صدره، لا، هاتي ورق مامتك وهاتي اللاب توب بتاعك ورانا شغل طول الليل.

تهللت أسارير وجهها من حديثه لتُهرول ك الأطفال داخل غرفتها، تمد يدها داخل خزانتها وتمسك بذاك الكتاب في تنهيدة عميقه يعقبها إبتسامة امل، إتجهت للخارج من جديد، بعد أن أغلقت إضاءه الغرفه بهدوء حتى لا تُقلق روفيدا في نومها، امدت يدها له بالكتاب وكذلك بدأت في تهيأت حاسوبها للإستخدام بينما قام هو بمطالعه الكتاب وقراءه سطوره في تمعُنع، ظلت تُراقبه طوال الليل تاره تنظُر له بُهيام وتاره تُفاجأ به يوجه لها بعض الاسئله عن والدتها وكذلك بعض المواد بالقانون وما تحويه من نصوص، إسترجعا معًا ما تم دراسته في السابق، ف سليم كاد أن ينسي انه مُحامي مع وقف التنفيذ، فهكذا ظروف حياته لا مكان لمحدودي الحال بها، وبذلك تكون هذه القضية هي اول عمل يتناوله في مهنته الحقيقيه، بدأ في البحث عبر الإنترنت عن عقوبات الإعدام التي نُفذت في ذاك العام، حتى تمكن من الوصول إلى بعض المنشتات في هذا الموضوع ولكنها لم تكُن كافيه أبدًا، فرك سليم عينيه بأصابعه ليرفع وجهه عن الحاسوب في إرهاق جارف ومن ثم أرجع رأسه للخلف بألم قائلًا، المعلومات في النت مش كافيه خالص. بإذن الله بعد إفتتاح المؤسسه. هطالب المحكمه بفتح القضيه من تاني. واطلع علي الملف.

رمقتهُ نوراي في حُب قائله: تعبتك معايا.
سليم غامزًا لها: تعبك من تعبي.

بادرته بإبتسامه عريضه أبرزت جمالها أكثر، ف شعر بالراحه لتوه بعد يومٍ شاقٍ لتقم هي بوضع رأسه علي صدره وهي تجلس إلى الأريكة رافعه قدميها إليها أيضًا، ربنا يحميك ليا. ويبعد عنك اي شر. علشان الظُلم دايمًا بيحب يلازم الناس اللي فيها خير لحد ما يغيرهم، إنت جميل اوي يا سليم. اوعي تتغير. اوعي تكون غير نفسك. سليم إللي بيحب بدون مُقابل وما بيعرفش يأذي حد.

قام سليم بإلفاف ذراعه حول كتفها ليطبع قبله حانيه علي جبينها قائلًا، هسمع بنصيحتك إلا حاله واحده. إن حد يفكر يأذيكي او يأذي حد من اهلي. ساعتها هبخ سمي من غير ميعاد ولا إنذار حتي.

في تلك اللحظة وضعت نوراي كفها يسار صدره وأخذت تُردده بنبرة هادئه، القلب دا ما بيعرفش يأذي. علشان بيحب العدل والقانون.
إنسجما سويًا في حاله من الحُب أخذتهما لعالمهما الخاص الذي يخلو من كُل ما يُعكر صدق حُبه ونقاء سجيتها، بينما قطع الهدوء بينهما دلوف نسمه تحمل وعاءً معدنيًا بين يديها لتُضيق عينيها بغيظ، بتعملوا ايه؟!
سليم مُشوحًا بيدهِ: اهو بنك التغذيه المُتحرك جه.

تلطخ وجهه نسمه بالدقيق حتى إصطبغت أهدابها باللون الأبيض ومن ثم قامت بوضع الوعاء علي الطاوله مُردفه، الاكل دا اسلوب حياه. مش احسن ما أكون شبه الزيتونه اللي راشق فيها خِله. ناس ما عندهاش نظر.

سليم مُضيقًا عينيه: قصدك مين يعني؟!
نسمه وهي تشير بإصبعها ناحيه نوراي، البت الفلبينيه المسهوكه اللي قاعده جنبك دي.
نوراي فاغره فاهها: شايف يا سليم بتقول عليا ايه؟!

لوت نسمه شدقها ليبتسم سليم إبتسامه عريضه كعادته، حيث تُظهر نواغزه بينما أقبلت نسمه إليهما ثم قامت بإزاحه نوراي حتى إرتدت من مكانها قليلًا ومن ثم جلست هي في المنتصف وهي تنظُر بإتجاه سليم بأعينٍ هائمه قائله، يخربيت غمازتك. اه منك يا حليوه إنت. عارف البت الفلبينيه دهين وحشه وإنت خساره فيها.

سليم وهو ينهض عن الأريكة ومازال علي نفس إبتسامته، لا بقولك ايه، ما تغلطيش في مدامتي.
نوراي مُحملقه به: الله. انا مدامتك؟!
نسمه وهي تنظر لها بجانب عينيها: اه وابقي جيبيله عيال هبله زيك، اه يا ناري منك اه.

في صباح اليوم التالي، لوحت الفتاتان له بعد خروجهما من السياره امام المؤسسه، ليتجه سليم إلى عملهِ، دلفا سويًا للداخل وبدأت نوراي بدورها في إرشاد عامل الطلاء، لإستخدام ألوان علي ذوقها الخاص، كذلك بدأت روفيدا بهمه ونشاط في نقل الاثاث بصحبه العاملين داخل غرفه المكتب التي إنتهت بالفعل، قامت بحمل صندوقًا شاغرًا بالاوراق وأيضًا كبير الحجم من الدور الذي يعلو المؤسسه، حيث تم وضع مستلزمات المؤسسه به بشكلٍ مؤقت، وبالكاد تري امامها وإتجهت صوب الأصانصير، هابطه إياه حيث الدور الأول، إستقلت الأصانصير حتى عاد حيث الدور الاول وما أن فُتح حتى همّت بالترجُل خارجه علي الفور، لتُصدم بشخص ما، الشاب بتأوه خافت: بالراحه يا أنسه.

حملقت روفيدا امامها فالصندوق يحجب الرؤيه عنها كُليًا لذلك تابعت وهي تميل بأذنها لليسار، إنت مين ياللي بتتكلم مش شيفاك.
بادرها الشاب بإبتسامه هادئه ومن ثم حمل الصندوق عنها مُردفًا بثبات، ما قولنا القصيرين، ما يشيلوش حاجات اكبر منهم.
جدحته روفيدا بنظره بارده ومن ثم تابعت بنبرة ثابته وهي تشير بإتجاه العامل الذي اقبل عليها، اديله يا كابتن الصندوق.

قام الشاب بإعطائه الصندوق بينما ظلت هي ساكنه داخل الاصانصير دون أن تنظر له، رفع أحد حاجبيه في إستغراب ليدلف هو الأخر داخل الأصانصير ومن ثم تنحنح قليلًا قبل أن يُتابع بتساؤل، .

طالعه الدور الكام بقي؟!
رمقتهُ روفيدا بجانب عينيها ومن ثم همّت بضغط الزر الخاص بالطابق الثاني.
صر هو علي اسنانه مُتابعًا بثبات: ايه يا بت التناكه اللي فيكِ دي.
وهنا بادر بضغط الزر الخاص بالطابق الثالث، لتهتف هي بنبرة مُغتاظه مُعاوده الضغط علي الزر الثاني، بت في عينك يا محترم. انا ساكتالك من الصُبح، بس وقسمًا بالله ه.

بادرت برفع أحد أصابعها أمامه ليقوم هو بالإقتراب منها بوجوم. وهنا قطعت حديثها ثم إرتدت للخلف حتى إلتصقت بحائط المصعد وهي تهتف بنبرة مختفيه، هعورك في وشك بالمطوه.
الشاب فاغرًا فاهه: نعم ياختي، ماطوه؟!
في تلك اللحظة فُتح باب الأصانصير علي مصرعيه، لتهرول هي خارجه مُردده بنبرة حاده، صفيق.
الشاب بنبرة عاليه: نسيتي تعوريني يا اوزعه.
وهنا إبتسم بشده علي حديثها قائلًا بهمس: قال ماطوه قال.

مر اليوم سريعًا، وعادت الفتاتان إلى المنزل بصُحبته ليعود هو مُجددًا حيث عمله، أخذت روفيدا تقُص علي نوراي ما حدث صباحًا وذلك لضيق الوقت في الحديث معها أثناء العمل، إمتلأ المنزل بضحكاتهن...

شعرت نوراي بوخزه في قلبها ولكنها تجاهلتها مُبرره بأنه من شده الإرهاق. استمر الحديث بينهما طويلًا حتى راحت روفيدا في سبات عميق، تنهدت نوراي في إرهاق مُسنده رأسها إلى الوساده، فكثيرًا ما تشتاقه، فقد إنهمك لدرجه كبيره في العمل اليوم، لما لا يعود حتى تستقر عيناها وتخف حده هذه الوخزات داخل قلبها، وبينما هي شارده الذهن، تسمع صوت خربشات بالمعادن حيث الشرفه، إن إنتصبت واقفه علي الفور وقامت بوضع وشاحها علي كتفيها وقد شقت الإبتسامة طريقها إلى شفتيها. فقد ظنته هو يُحاول إخبارها بعودته وخاصه انها لم تكُن بإستقباله في الشرفه ككل يوم، همّت بفتح باب الشرفه علي الفور لتغيب الإبتسامة كُليًا ويحل محلها النظرات المذعوره مما تري وهنا شهقت بنبرة مُتحشرجه، عاصم؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة