قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثلاثون

تكلم سليم بعدهُ مُباشرة لمّا طرح هو سؤاله، ف الآن إشتعلت الحرب بينهما فقد فاجأهُ سليم ب حدث مُباغت لا يمكن لعاصم تخيله مهما كان يبلُغ من المكرِ أقصاه، وقف سليم أمامه مُباشرة، وأظهر مُباهاة لا حد لها حينما قال بصوته الرخيم...
عاوز مراتي! مالك مصدوم ليه يا عاصم باشا؟!، مش عيب يا راجل لما تخالف القانون؟!

إتجه الضابط بعينيهِ ناحية عاصم الذي يقف في صدمة ألجمته عن الكلام، ومن ثم تابع بنبرة هادرة، مراتك أزاي دي خطيبتي.
في تلك اللحظة تجهم وجه الضابط من مماطلتة في غير الحق ليمد يده له بورقه قائلًا بحدة...

خطيبتك أزاي؟! لما هي ست متجوزة ودي قسيمة الجواز وعليها أمضتها كمان؟!
أجاب عاصم إجابة مُبتسرة غير مُقنعة وهو يرمق سليم بنظرات مُتأججة، أكيد طبعًا مزورة، خطيبتي ما مضتش علي حاجة أصلًا.
سليم بثبات: هيقولي خطيبتي تاني!، بقولك يا عم مراتي، إنت فهمك علي قدك ولا أيه؟!

أسرع عاصم بخُطواتهِ إليه والشرر يتطاير من عينيه فهو دائمًا ولع الحيلة، يهاب الجميع ظله، ولكن سليم قضي عليه ب ذكائه الفذ وراح يهدر ب سليم قائلًا، إنت أكيد إتجننت؟!
وقف الشرطي حائلًا بينهما واجههُ سليم بكُل حزمٍ وثباتٍ وهو ينظر في مُقلتيه مُباشرة قائلًا بضحكة مُتهكمة...

وطبعًا مش هتجنن لوحدي.
هتف بهما الشرطي في تحذير وقد أمر بقدومها لإنهاء هذا البلاغ، ف الآن أصبحت شهادتها هي النُقطة الفاصلة، إستندت بذراعيه إلى ساعدي آلاء، يتصبب العرق من جبينها لا تعلم ماذا يحدث؟! ولكن فقط فكرة وجوده في هذا المكان تُثير ريبتها وقلقها عليه...

وقفت أمام الشرطي مُباشرة وقد أصبح صوتها واجفًا يُثير الشفقة من كثرة ريبتها، بينما باغتها الشرطي بالسؤال الذي تقطعت له أنفاسها، إنتِ مدام، نوراي صالح.
إبتلعت ريقها بصعوبة شديدة، فقد ناداها ب مدام. إلتفتت ببصرها ناحية آلاء، لتجدها تنظُر لها بعينين ضاحكتين وهنا رددت نوراي بخوفِ، أه. انا؟!

الشرطي بثبات: السيد سليم النجدي، مقدم بلاغ بيقول فيه إنك مراته وعاصم الدالي خطفك يوم فرحكم! وعاصم الدالي بيقول إنك خطيبته وإن الإمضاء اللي علي قسيمة الزواج دي مش أمضتك ولكنها مزورة؟!، أيه شهادتك علي الكلام دا!

في تلك اللحظة هتف عاصم بنبرة واثقة وقد إرتسمت علي مُحياهُ إبتسامة ثابته، ردي، عليه يا نوراي!
رفعت نوراي وجهها إلى سليم حيث فوجئت به ينظُر إليها بعبوسٍ خفيفٍ فقد جاءت مُبادرته في محلها، لا يمكن أن يكون ضعفها أقوي من حُبة لها. وهنا هرولت نوراي إليه وسرعان ما إحتضنته بلهفة، تبكي بحُرقة لا تعلم سببها فرحة ام خوف وأخذت تُردد بنبرة مُرتعشة، اه دي أمضتي، وسليم جوزي.

إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة خفيفة في تلك اللحظة، وراح يشدّ علي ظهرها بذراعيه يُطمئنها بوجوده، رامقًا عاصم بنظرات تحدٍ وإنتصار بينما هتف عاصم بثوره ونبرة هائجة...

دي بتكذب، انا خطيبها وانا أحق بيها، والقسيمة دي مزورة.
أنهي جُملته تلك وراح يقترب ناحيتهما، مُحاولًا إنتشالها من بين أحضانه بقوة فاتكة، ليضغط سليم علي قبضتة مُرددًا بنبرة مُتأججة، لو لمست مراتي، هيكون أخر يوم في عُمرك وأفهم كويس أوي أنك لسة عايش، علشان أديت كلمة لشخص وماينفعش أرجع فيها. نوراي ما تجيش علي بالك بالصدفة حتي، انا بنيت بينك وبينها سور، ولو فكرت تقرب له هطربق السور دا علي دماغك.

الضابط مُتدخلًا بنبرة هادرة: ماحدش يتخطي حدوده وإلا هحبسكم إنتوا الإتنين!
ومن ثم إستئنف حديثه بنبرة حادة موجهًا حديثه إلى عاصم: وبعدين إحنا مستنيين أوامر معاليك، علشان نتأكد إذا كانت القسيمة مُزورة ولا لأ! القسيمة صحيحة مية بالمية والمدام شهدت إن دي إمضتها. وبكدا إنت مطلوب القبض عليك بخصوص البلاغ المُقدم ضدك.

مازالت نوراي مُتشبثهً به، تغمس وجهها علي كتفه لا تستمع للحديث الدائر بينهم، فقط تسيل الدموع منها وتستنشق عبقه الذي لم يُفارقها أبدًا، وقد فهم هو سر سكينتها الآن...

سليم بثبات: انا هتنازل عن البلاغ، بشرط وهو إنه يكتب تعهد علي نفسه بعد التعرض ل مراتي؟!

أومأ الضابط برأسه مُتفهمًا، كز عاصم علي أسنانه في إستشاطه وراح يهدر بحدة...

ولو مضيت مليون تعهُد. مش هسيبك ياسليم.
سليم بثبات أكثر: نلعب مع بعض! مافيش مشاكل، بس مراتي برا اللعب. ومُخالفة التعهُد وقتل شخص عقوبتها الإعدام، وشكلك بقي وحش أوي وإنت بتلعب بالبيضة والحجر مع مُحامي.

كور عاصم قبضة يده في عصبية مُفرطة وقد إحتدمت الدماء في عروقه حتى أصبحت أكثر بروزًا بينما قادهم الضابط لمقر المحكمة، لإنهاء الإجراءات، ليُجبر عاصم علي فعل ذلك تحت ضغطٍ من والده.

أيوة يا آلاء، أيه اللي حصل طمنيني؟!
أردفت روفيدا بتلك الكلمات في قلقِ جمّ، بينما تابعت هي بنبرة هادئه، الحمدلله. الموضوع تم علي خير، بس عاصم هدد سليم، تقريبًا محتاج مُهدئات علشان عقله طار منه.

روفيدا بنبرة مهمومه: تعرفي؟! ياريتني بجد ما أكتشفت خطتكم دي وإنتوا بتتكلموا إمبارح، لأن ربنا وحده اللي يعلم أنا عيشت الساعتين اللي فاتوا دول أزاي، كُنت هموت من الرعب علي سليم.

آلاء بنبرة ذات مغزي: بس انا عاوزاكِ تموتي من الفرح، أسمعي بقي يا ستي الجديد.
روفيدا بإنصات: خير!

آلاء بحنو: سليم كان متفق مع ماجد، إنه بمُجرد الموضوع ما يتم علي خير وياخد نوراي، هتعملوا الخطوبة، وقبل 3 أيام حجز القاعة، علشان يعملوا لك مفاجأه، بس انا فتانة وبوظت المُفاجأه. أصلك بنت ومحتاجة تجهزي من النهارده لحد بُكرا، رغم إن سليم محضر لك الفستان كمان، بس لازم تجهزي نفسك من كُل حاجه، ف أحم أحم ياريت لما يبلغوكي بالمُفاجأه، أعملي نفسك إتفاجئتي.

أطلقت روفيدا ضحكة مرحة، وأخذت تقفز علي فراشها بسعادة غامرة، ثم قالت بحُب:
انا بحبك أوي يا آلاء، ونعم الصديقة. وعقبال ما نفرح بيكِ إنتِ وزياد، أصلك بصراحة تستاهلي كُل خير الدُنيا بجد.

آلاء بنبرة هادئه: يارب.
في تلك اللحظة وجدتهم آلاء يدلفون خارج المحكمة، لتختبيء علي الفور حتى لا يُلاحظ عاصم وجودها ويكتشف بقائها في طرف سليم.

أمسكها سليم من كفها، مُتجهًا بها صوب سيارته الذي طلب من ماجد أن يتولي قيادتها، وهنا قام بفتح باب السياره ثم تابع بنبرة هادئه، أدخلي.
رمقتهُ نوراي بعينين مُبرقتين فيبدو أنها لم تستفق من صدمتها بعد، بينما أعاد جُملته لها بثبات، نوراي!
نوراي بإنتباه: ها؟!
لانت ملامحهُ قليلًا وتابع بإبتسامة هادئه من حالتها تلك قائلًا، أركبي علشان نرجع بيتنا.
نوراي فاغره فاهها: بيتنا!

تُخاطبه كالطفلة إينذاك، لا يُمكن أن تنتمي ملامحها لفتاة قد تجاوزت العشرين بالمرة، يحن لبراءتها ورقة أفعالها وكُل هذه المشاعر الرقيقة تموجُ في شرايينه، كيف يصح أن ينتقل قلب من حالِ الحُب المُبرحِ إلى حالِ الكُرهِ الدميم، فقط ظن أنه كرهها، ولكنه الآن كره الحياة، التي هي ليست فيها، ولكن هكذا تطلب عقلهُ الداهي.

سليم بنبرة جامده: إن شاء الله. أتفضلي إركبي.
إنصاعت نوراي لحديثه، دلفت داخل السيارة بحركة وئيدة وقبل أن يدلف هو أيضًا كي يُجانبها في المقعد يجد عاصم يهدُر به في ثورة...

أوعي تفتكر إنك إنتصرت علي عاصم الدالي يا سليم، وحيات أمي لأقتلك وأقتلها.

قامت نوراي علي الفور بوضع يدها علي أُذنيها، ترفض الإنصات إلى تهديداتهِ، فقد أنقذها اللهُ منه، ولا يُمكنها أن تستمع لمخاوفها من جديد فهو الآن سيحميها. سيحميها زوجها. وما أن تذكرت هي هذه الكلمة حتى وجدت إبتسامة هادئه تشق طريقها إلى شفتيها المكتنزتين...

رمقهُ سليم بثبات ثم لوح له بكفه وأخذ يردد بنبرة باردة، غامزًا له، ما بيخافش من الموت غير الجبان اللي زيّك، أشوفك الصدمة الجاية، ي يا عاصم بيه.

دلف داخل السيارة علي الفور، مسح علي بذلته بأطراف أصابعه بينما قاد ماجد السيارة وعلي ثغره إبتسامة راضية من أداء صديقه المُفحم، فلا يمكن الإستهانة به علي الإطلاق.

جلس إلى المقعدِ، ينظُر إلى نافذة السيارة غير مُباليٍ بوجودها بينما تابع سليم بنبرة ثابته...

أستني هنا يا ماجد.
إصطف ماجد سيارته جانبًا، ليجد آلاء تهرول بخُطواتها بإتجاههم ومن ثم دلفت إلى المقعد الأمامي بجانب ماجد علي الفور، دون أن تتفوة بكلمة...

عاود ماجد إقتياد السيارة من جديد، بينما لم تلفظ آلاء بكلمه واحدة وإذ فجأه راحت نوراي تهتف بنبرة صارخة، انا خوفت. إنتوا عاملين زيّ العصابات كدا ليه؟!، وإنت يا سليم بتزور ورقة وكمان بترشي الحكومة!

لم يلتفت لها مُطلقًا وكأنه كالجماد لا يسمع، لا يري، لا يتكلم . وهنا إلتفتت إليها آلاء بكامل جسدها ثم تابعت بنبرة هادئه...

لا يا ستي. سليم جوزك فعلًا. وانا اللي مضيتك علي قسيمة الجواز. ع أساس أنه جواب من ساعي البريد.

فغرت نوراي فاهها في ذهول، ناظرة لها بعينين جاحظتين. لتتحول ببصرها إليه ترمُقهُ بجانب عينيها ف تجدهُ لا يُعيرها إهتمامًا حتى يُثير حنقها، نوراي بنبرة مُغتاظة: ولما إنت مش عاوز تبص في وشي بتتجوزني ليه؟!
وأخيرًا نطق سليم بصوته الرخيم: مصدع.

إنتفخ وجهها غيظًا وحنقًا، صرت علي أسنانها بنفاذ صبر ولكنها تذكرت هذا المظروف الذي أستلمته من آلاء ثم ألقته داخل حقيبتها بإهمال، أسرعت بوضع يدها داخل حقيبتها ثم إلتقطته علي الفور، تارة تنظُر للمظروف وتارة تنظُر ل سليم الذي يُراقبها بجانب عينيه...

قامت بفتح المظروف بفضولٍ بالغٍ، لتجد صوره لفتاة مُقيدة القدمين، ترسم مُفتاحًا وقد دُون علي صفحتها من الخلف...

لو مش هتكوني ليا بإرادتك، هتكوني ليّ بالعافية، أصل ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالذكاء .

وضعت كفها علي فمها بسعادة كبيرة، فقد جازف بنفسهِ لينقذها من خطرٍ مُحدقٍ، ف هي كانت تؤمن جيدًا أنه لن يترُكها لغيره أبدًا. تعلم جيدًا من أحبت؟!، لذلك حفظت قلبها له، فهو يستحق أكثر من هذا عددا...

جال الدمع في عينيها، وقد تنهدت بأريحية ومن ثم أمسكت ذراعه وقد رددت بنبرة نادمة.

سامحني يا سليم.
أنهت جُملتها تلك ثم ألقت برأسها بين أحضانه، بينما تابع هو بنبرة ثابته يُخالطها الحنين...

أنسي اللي فات.
مسح علي خُصلات شعرها في هدوء، ومن ثم تغيرت معالم وجهه للضيق ليُبعد يده قائلًا بنبرة هادئه...

علي جنب بقي يا ماجد، عاوزك تبلغ نوراي بميعاد الخطوبة بُكرا وآلاء هتروح معاك علشان تساعدها تجهز وبالليل هاجي علشان أشوفها.

ماجد بتفهم: تمام يا أبو النسب. نسيت أقولك مبروك.
سليم بإبتسامة هادئة: الله يبارك فيك.
عقدت نوراي حاجبيها من وقوفهم في هذا المكان التي تراهُ لأول مرة، بينما ترجل سليم خارج السياره ثم إستدار حيث الباب الأخر وما أن فتحه حتى تابع بنبرة هادئه...

أنزلي؟!
نوراي بتساؤل: أنزل فين؟!
سليم بنفاذ صبر وهو يجذبها من ذراعها...
ما قولت بيتنا.
ترجلت هي الأخرى خارج السيارة، ليقودها ماجد مُبتعدًا...
قام سليم بإلتقاط كفها، وسار ناحية ذاك المنزل المُلحق بحديقه صغيره...

جالت نوراي ببصرها في المكان، فهذا المنزل أكثر من كونه مُبهر. فقد زُرعت الأزهار ذات اللون الأبيض علي أحد جوانبه، فكم تعشق هذا اللون في كُل شيء وكذلك يوجد بُرج لتربية طائرها المُفضل علي جانبه الأخر، رمقتهُ نوراي بعينين لا معتين، دون أن تتفوه بكلمه بينما أصطحبها هو للداخل، تجوب ببصرها في الغُرف بإعجاب وأكثر ما أثار سعادتها، وجود غُرفة خُصصت لرياضة الكاراتية...

نوراي تنظُر له بحنو قائلة: سليم، انا مش بحلم صح؟!
سليم بثبات: صح. اللي فات كان حلم، لكن وإنتِ معايا عايشه كُل الحقيقة.
هرولت إليه، تتشبث في رقبته بإحكام ولكنها لا تجده يُبادلها نفس الفرحة وهنا تابعت بضيقِ...

سليم إنت ما بقيتش بتحبني؟!
قام سليم علي الفور بوضع إصبعه علي شفتيها، رمقته هي بنظرة باهته، بينما أكمل هو بحدة...

بحبك، بس بأخد بطار قلبي.
نوراي بصدمة: مني؟!
سليم بإبتسامة هادئة: من خوفك.

أنا أديته دلوقتي حُقنة مُهدئة. ومش هيفوق قبل 12 ساعة. الجُرعة كانت قوية عليه، بس ماكنش هيهدي غير بالطريقة دي.

أردف الطبيب بتلك الكلمات في ثبات مُتحدثًا إلى فؤاد الذي أوميء برأسه في تفهم وما أن أنهي الطبيب حديثه حتى غادر المكان تاركًا ممرضته الخاصة تعتني بالمريض في غيابهِ، في تلك اللحظة تابعت إلهام بنبرة حاده: انا قولت من الأول البنت دي مش مظبوطة، ومش هييجي منها غير الخراب، شوف حالة إبنك بقيت عاملة أزاي.

تنهد فؤاد بضيق، ينظُر إلى تلك المُمرضة التي تتابعهما بعينيها ومن ثم تحول ببصره إلى زوجته وأحكم قبضته علي ذراعها ثم ردد مُتجهًا بها خارج الغرفه...

مش هنا بيكون الكلام،!

نعم؟! إنتِ إتجننتي يا روفيدا ولا أيه؟!، سليم مين اللي إتجوز! يا حزني ليكون إتجوز البت المايعة دي!
أردفت السيدة خديجة بتلك الكلمات وهي تلطم صدرها بكلتا كفيها، بينما تابعت نسمة بنبرة مُتسائلة...

ساكتين ليه؟ أوعي يكون فعلًا هي البنت الملزقة دي.
تنقلت السيدة خديجة ببصرها بينهما وراحت تضرب رأسها بكفها جالسة القُرفصاء أرضًا، يالهووووووووتي. طالما ساكتين كدا، يبقي إتجوزها بحق وحقيقي، ياختاااااي.
ماجد بسرعة: إتجوز نوراي يا أمي.
في تلك اللحظة فاجأتهم نسمة بإطلاق زغرودة عالية بعض الشيء وما أن أنهتها حتى هتفت بإبتسامة عريضة...

البت الفلبينية وسليم. يااااه يا عبصمد، بس ليه ما عزموناش ع الفرح، دا الست دي زيّ والدته حتي!

روفيدا كاتمة ضحكتها: يا بنتي. كتبوا الكتاب النهاردة. وكانوا عاملينها لكم مُفاجأه. وأهدي ها أهدي.

نسمه وقد إقتربت منها ثم رددت بنبرة هامسة: هأهدي، بس هتقولي لي الحكاية بالحرف الواحد.
خديجه مُتدخلة: حبيبي يا سليم ظلمته، انا فرحانة، أخيرًا هبقي جدة.
تنحنح ماجد قليلًا قبل أن يميل برأسه ناحيه روفيدا ومن ثم ردد بنبرة هامسة...
ست الكُل بتحلم بأحفاد من أول ساعتين في الجواز! وقد يكون ل سليم رأيي أخر.

روفيدا بغيظٍ: إتلم!
رمقتهُ نوراي بنظرات مُغتاظة وهي تجلس إلى طرف الفراش، بينما تلحف هو بهدوء مُتخذ وضعية النوم وقد والاها ظهره...
وقعت عيناها في هذه الأثناء علي صندوقٍ يحوي قطع الدومينو، لتمد يدها ناحيته ثم تُفرغ مُحتوياته وتبدأ في إلقائهم أرضًا علي دُفعة واحدة ومن ثم نظرت إلية من جديد لتجده غير عابئًا بما تفعل ولم يُحرك ساكنًا أبدًا...

صرت نوراي علي أسنانها بضيقِ من تجاهلهُ لها وقد تشنجت فرائصها وفجأه نهضت من مكانها ثم صرخت بإنفعال، أييييي، أه أه. الحقني يا سليم، لم يُجب حتى علي صرخاتها، عاودت النظر إليه بعينِ شزراء ومن ثم أخفضت نظرها مُنكسة الوجه وسارت بخُطواتها إليه وإستدارت لتُقابل وجهه، أبعدت الغطاء عنه وراحت تنام بين أحضانه وقد عاودت بسط الغطاء...

ظلت تُراقب ملامحه التي تعشقها، طبعت قُبلة عاشقه علي أنفه، وفجأه تجد أهدابة تتحرك حركة خفيفة، ضيقت عينيها بغيظٍ ثم قالت بحدة، بربش، بربش يا خويا. وأعمل نفسك نايم.
إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة خفيفة لم يستطع منعها أبدًا، لتُبادلة هي الإبتسامة نفسها ومن ثم تابع بنبرة هادئه...
نامي يا نوراي.
مطت شفتيها في إستنكار، وراحت تتنهد بغيظ وقبل أن تنطق بكلمتها وقعت عيناها علي شيء ما حيث رددت بنبرة مُستغربة...

أيه اللي هناك دا؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة