قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني

إنتقل سليم بنظره حيث مصدر الصوت ليجدها تقترب منه بحركه سريعه، بينما حملق هو إليها ثم هتف بنبرة جاديه مُشيراً لها بالتوقُف...
اقفي عندك البيت هيقع.
تقلصت أسارير وجهها وهي تلوي شدقها في غيظِ من حديثه قائله بغضبٍ داهم...
قصدك ايه ياسليم بالكلام دا؟

نسمه فتاه في الخامسه والعشرين من عُمرها، تربت علي يد السيده خديجه والده سليم، حيث توفت والدتها وهي في العاشره من عُمرها. أحبت سليم كثيراً ولكنه لا يُبادلها الشعور نفسه. دائماً ما يعتبرها شقيقته الصُغري. فهي مُمتلئه الجسم، طيبه القلب. تُدرك تماماً مكانتها بالنسبه له، ولكنها لم تستسلم لتلك الحقيقه بعد.
إبتسم لها إبتسامة ذات مغزي، ثم ردد مازحاً...

انا مش قصدي اقول إنك شبه الدبدوب القطبي لا سمح الله. كُل الحكايه إن إحنا مش معانا فلوس نبنيه من تاني.
رمقته نسمه بجانب عينيها دون أن تتفوه بكلمه بينما تابع هو بضحكه خفيفه...
انا ماشي بقي يا نسمه. عاوزه حاجه أجيبهالك معايا وانا جاي!
أعادت النظر له مُجدداً حيث إبتلعت ما قاله عنها علي مضض قائله...
نسمه؟!
رفع سليم أحد حاجبيه بصرامة مُصطنعه وهو يصر علي اسنانه...
إنتِ ليكِ اسم غير دا؟!

كانت ترتدي بذله الطبخ البلاستيكية ومن ثم أخرجت من جيبها إحدي ثمرات الطماطم وقامت بقضمُها في غل قائله...
اسمي نوسه يا سليم. علشان لما بتقول نسمه، بحس إنك زعلان مني، وبعدين إنت رايح فين؟!
وقف مدهوشاً مما فعلت، فهي تستطيع خلق الطعام من أي مكان وحينما تُريد وهنا تابع وهو يتجه هابطاً الدرج في ثبات...
رايح لعمي ناجي. يلا سلام.

تأففت هي من حالها وأخدت تضرب الأرض بقدميِها حيث رددت بنبرة مُغتاظه وهي تدلف داخل منزلها...
دا انا كُلي أنوثه، مش عارفه انا ايه اللي مش عاجبه فيا!
علي الجانب الاخر، إرتدت روفيدا ثيابها ومن ثم تناولت حقيبتها وهي تتجه إلى غُرفه والدتها قائله بحنو...
أمي، انا ماشيه.

رفعت خديجه عينيها عن المصحف الموضوع امامها ثم تابعت بتفهم وهي تُشير لها أن تقترب. وبالفعل إقتربت روفيدا في إنصياع، لتستمع إلى ما ترغبه والدتها، حيث رددت خديجه قائله بنبرة حانيه...
عاوزه فلوس يا حبيبتي!
أومأت روفيدا برأسها سلباً حيث وضعت كفها أعلي حقيبتها قائله بحُب...
لا يا ست الكل. سليم اداني فلوس.
خديجه بتفهم: ربنا يخليكم لبعض يا بنتي وبلاش تتأخري في الرجعه علشان سليم مايزعلش.

تعمل روفيدا في إحدى المؤسسات الخيريه، ك عضوه لتعليم المكفوفين، أساسيات القراءه والكتابه
إمتثلت روفيدا لأوامر والدتها ومن ثم طبعت قُبله حانيه علي جبينها وإنطلقت بإتجاه باب المنزل...

داخل القصر الخاص بعائلة الدالي، إلتحقت نوراي بالخدم الموجودين بحُجره إعداد الطعام، فهي تلك المُشاكسه، المُدلله علي قلبِهم. الأكثر تواضعاً بهذا القصر الذي يُعرف قاطنيه بغرابه تصرفاتهم، بينما لا تنتمي هي لهم. دائماً ما تسعي لزرع بذور الحُب بين المُتواجدين به ولكنها تفشل امام عاصم ووالدته حيث تتجنب التعامل معهما لتهتُك سلوكيهما دون مراعاة لمشاعر هؤلاء البشر من حولهم...

جلست نوراي بحركات طفوليه أعلي هذه الطاوله الرُخاميه القابعه في مُنتصف الغرفه وبدأت في إلقاء نكته مُستملحه ضحك الجميع علي أثرها وهنا تابع راضي بنبرة حانيه.
الله يعزك يا نوراي يا بنتي. بتخرجي الواحد من اللي هو فيه.
إبتسمت له نوراي، إبتسامه عريضه ثم رددت بنبرة هادئه...
أصلي بفرح اوي لما اشوف حضرتك بتضحك.
إبتسم راضي علي حديثِها ثم ربت علي جدائل شعرها مُردداً بإبتسامه باهته...

ياريت كُل الناس بيقدروا العشره زيك يا بنتي.
قطع حديثهما المُنمق دلوف السيده إلهام حيث بدأت تتجول بناظريها في أرجاء الحجره ومن ثم تابعت بنبرة صارمه مُحدثه راضي...
العشا جاهز ولا لسه كلامكم ما خلصش يا عجوز القصر؟!
إبتلع راضي إهانتها علي مضض ثم إلتفت بإتجاه الأقدار الموضوعه علي الموقدِ قائلاً بضيق خفي...
عشر دقايق والأكل يكون جاهز يا إلهام هانم.

في تلك اللحظة عقدت إلهام ذراعيها امام صدرها ثم تابعت بنبرة صارمه...
وإنتِ يلا علي أوضتك.
همت نوراي بالنزول إلى الأرضيه ومن ثم إقتربت منها حتى وقفت بمحاذاتها تماماً قائله بنبرة بارده...
زي ما حضرتك قولتي. عمي راضي عجوز القصر، يعني موجود في المكان دا قبل حضرتك تنوريه، ف طبيعي جداً نحترم سنه ومكانته بينا.

إندهشت إلهام من حديثِها ومن ثم أطلقت ضحكه مُتهكمه وهنا نظرت لها نوراي بإشمئزاز وخطت خُطوتين للخارج لتجد السيده إلهام تضغط علي ساعدها قائله بنبرة حاده.
وإنتِ بقي اللي هتعلميني أتكلم أزاي!
إنتزعت نوراي ساعدها من بين كفي هذه السيده ذات اللسان السافر ثم رددت وهي تتجه ناحيه الدرج...
من شب علي شيءٍ، شاب عليه
إئتكلت إلهام من شده الغيظ وهي تنظُر لها نظرات حانقه قائله بنبرة خافته...

ماشي يا حلوه. شكلك مش هتطولي هنا في القصر.

إنزوي علي نفسه في غُرفه مُظلمه يقرأ أحد الكُتب من النوع المُفضل له (الخيال العلمي)، فقد شعر بطيف هواء يُداعب أهدابه، لم تكُن إلا سحابه صيف خافته، عابره لا تحمل مطراً...

بدأ يتنهد بخفه. فهو ذاك الرجُل الذي قارب علي إنتهاء الستينيات فقد داهم الشيب سنه، ذو لحيه ناصعه البياض وتجاعيد تتربص علي جبينهِ فقد عاش حياه كأباء مليئة بالحُزن الشديد مُنذ تخلٍ أبنائهِ عنه واندمجا في حياتِهما الخاصه، فهو لم يجد عُذراً مُلائم لإهمالهما له...
جأش الليل سريعاً دون أن يُلاحظه ذاك العجوز وهنا وجد أحداً يقوم بالدلوف داخل المنزل فإبتسم ناجي بهدوء فهو يعلم جيداً من يكُن الدخيل...

قام سليم بإلقاء تحيه السلام ومن ثم وضع الطعام علي الطاوله الخشبيه الموجوده في إحدى الزوايا قائلاً بنبرة مرحه...
واحشني يا صاحبي.
بادره ناجي بإبتسامه عريضه ثم تابع بنبرة حانيه وهو يُغلق ذاك الكتاب...
بكاش من يومك.
أفرغ سليم الحقيبه البلاستيكيه ثم أزاح الغطاء عن الطعام وهو يطلب من السيد ناجي بالقدوم قائلاً بنبرة مستعجله...
يلا بقي ناكل، لاني واقع جوع.

إلتف الإثنان حول مائده الطعام البسيطه ولم يخلُ حديث سليم من كلمات المُزاح بينما تابع السيد ناجي بنبرة باهته...
مش عارف من غيرك. كُنت هستحمل الحياه الكئيبه دي أزاي! ما تعرفش يا سليم إنت غالي عندي أزاي. إنت بتعمل اللي مفيش واحد من عيالي عمله. سابوني من غير حتى سؤال وكأني مش ابوهم، دا انا قربت أنسي إني خلفت أساساً. بس إنت ربنا زارع فيك الخير، إنت فخر لوالدتك واكيد رؤوف راضي عنك في قبره.

تنهد سليم بصعوبه وقد بدي وكأن عثرات الحياه أوقعته صريعاً وهنا تابع سليم بصلابه نفس...
ربنا يرحمه. وما تقلقش انا دايماً جنبك. دا انا ماليش صاحب غيرك أكسبه في الطاوله.
ناجي مُتشدقاً بنبرة إعجاب...
حتي وإنت موجوع يا ابني بتضحك، علشان تخفف وجع اللي قدامك. طيب وإنت؟!
أخرج سليم إحدي السيجارات من جيب بنطاله وقام بإشعالها مُستخدماً قداحته ثم عاد ببصره للسيد ناجي مُردداً بنبرة فاقده لمعاني الأمل.

انا مش مهم. أبويا، ساب راجل وراه. وبعدين انا فاضل أبص لمشاعري ووجعي يا عم ناجي. انا لو ركزت مع الحياه هنتعادي، هكره حياتي وممكن اتحول لإنسان بشع مش لاقي حظه من السكه الصح فقرر يتمرد ويدخل للحياه من سكه تانيه ويجبرها تخضعله وانا عارف إن حياتي ساعتها هتتغير. بس انا ما حبش السكه الشمال. في الاول كُنت زعلان علي حالي وأزاي اكون متخرج من خمس سنين وبشتغل سواق والسنين اللي قضتها في التعليم مجرد ورق، بس لما ببص لشباب تانيه كتير بحمد ربنا علي حالي، انا راضي عن حالي كفايه إني أعيش راجل لأمي واختي واسعي إني احققلهم كُل اللي بيتمنوه وبس.

ناجي وهو يلتقط منه السيجاره ومن ثم يُلقيها أرضاً وهم بالدعس عليها قائلاً...
كفايه سجاير لو عاوز تعيش لأمك وأختك. بس ما قولتليش أمتي هنشيل عيالك يابني؟!
هب سليم واقفاً ثم بدأ في لملمه الطعام وهو يُتابع بنبرة غير مُباليه.
للأسف، معنديش وقت للحُب. وإتجاهنا مُختلف، انا عندي شُغل ورديه بالليل هتبدأ كمان ساعه، تعالي نلحق نلعب دور طاوله قبل ما امشي.

داخل غرفه بإحدي المؤسسات الخيرية، بدأت تتحرك بين الطُلاب في حُب، فهي تعشق مُساعده الناس ورؤيه البسمه علي وجوهِهم دون مُقابل، فشرعت تمسك يد هذا لمساعدته وتُلقي إطراءات علي مسامع أُخري. فكم تعشق الأطفال وتنسي نفسها بينهم...
وبينما هي مشغوله بالحديث معهم تجد رئيسه المؤسسه تدلف داخل الحُجره ثم تُتابع بثناء.
ربنا يجازيكِ خير يا روفيدا.

إبتسمت لها روفيدا بدورها بينما إستأنفت السيده بهيره قائله بتنحنُح...
ممكن يا روفيدا، تحصليني علي مكتبي، خمس دقايق بس.
تنهدت روفيدا بثبات فهي تعلم جيداً ما تود هذه السيده قوله وهنا أومأت برأسها إيجاباً ثم تبعتها إلى المكتب...
دلفت روفيدا داخل المكتب ثم أشارت لها السيده بهيره بالجلوس وبعدها تابعت بنبرات مُتلعثمه...
إبني شادي مُصمم يقابلك في مكان وتتكلموا. مش فاهمه إنتِ مُعترضه ليه؟!

صرت روفيدا علي اسنانها ومن ثم تابعت وهي تضغط علي عينيها في ضجر...
علشان انا ما بفكرش في الجواز دلوقتي وثانياً إبن حضرتك فرفور اوي ومُتحرر.
فغرت السيده بهيره فاهها بينما إتسعت حدقتا عينيها وقد أدركت ما قالته لتوها لتُردد مُجدداً بتوتر...
سوري يا مدام بهيره. بس هي دي الحقيقه يعني و...
السيده بهيره وهي تُشير لها بإصبعها ناحيه الباب وقد أغلقت عينيها في غيظ...

تفهمت روفيدا ما تبتغيه مُديره عملها فقامت بلوم شدقها في إستنكار ومن ثم هبت واقفه وهي تتجه ناحيه الباب رددت بنبرة خافته...
قال عاوزاني أتجوز واحد بيقول لستهُ يا نانا!

ضغط علي بوق السياره في نفاذ صبر ليقوم حارث البوابه بفتحها علي عجاله من أمره وهنا هَم عاصم بإقتيادها من جديد للداخل...
ترجل من سيارتهِ مُنتصباً عالي الهامه، فوجهه دائماً مُقتطباً لا يعرف للإبتسامه طريق...
دلف داخل القصر ليُهرول راضي إليه ثم يُتابع بنبرة مُتوتره.
حمدلله علي السلامه يا عاصم بيه. حالاً والعشا هيكون جاهز.

أومأ عاصم برأسهِ دون أن يتفوه بكلمه ثم إتجه صاعداً الدرج حيثُ غُرفتهِ ليجد والدته تنتظره امام باب حجرته في غيظ وتنتوي لفعل شيء ما.
رمقها عاصم في تساؤل ثم بدأ في حل رابطه عُنقه قائلاً وهو يدلف للداخل...
يا تري في إيه المره دي؟!

بدأت إلهام في البُكاء بشكلٍ مُصطنع كعادتها وكذلك عززت نحيبها بشهقات عاليه وكأن روحها تُفارقها في ذاك الحين، إقترب منها عاصم في قلق ثم أجلسها إلى أحد المقاعد وبنبرة مُتسائله تابع...
أيه اللي حصل لكُل العياط دا؟!
بدأت هي في محو دموعها وهي تُردد بحُزن.
البنت اللي دخلناها بيتنا وصرفنا عليها وما قبلناش نرميها في الشوارع زي ما جبناها. مش بتقدر دا لا وكمان بترفع صوتها عليا وتقلل من قيمتي قدام الخدم.

سرت الدماء في عروقه، فقد زادت النيران إشتعالاً بكلمات السيده إلهام، ف نوراي هي الشخص الوحيد الذي كابد عناءاً في الوصول لها ودائماً ما يفشل، فهو يعشقها عشقاً جماً، حُب مُتقد داخله ولكن مفهوم الحُب لديه هو الحصول علي ما يرغبه القلب حتى وإن كان الطرف الأخر غير راضياً عن هذا الإتصال...

نزع عنه رابطه عُنقه وكذلك سُترته الخارجيه ومن ثم إنطلق خارج الغرفه لتنم ملامح وجهه عن سيل كاسح سيجرف الأرض ومن عليها بينما ظلت السيده إلهام جليسه مكانها كاتمه سعادتها بإضمار النار داخل إبنها تجاه هذه الفتاه...
جلست أمام مرآتها تُصفف شعرها غير مُدركه أنها نست أن تُغلق باب غرفتها كعادتها ليقوم هو بفتح باب الغرفه بحركات عنيفه.

هَبت هي واقفه تنظر له في زُعر بينما دلف هو للداخل واغلق الباب بمفتاحِهِ الخاص به.
سرت القشعريره في جسدها وأخذت تتراجع للوراء في خوف من نظراتِهِ ثم رددت بنبرة مُتلعثمه حتى إرتطمت بالجدار قائله...
قفلت الباب ليه! افتحه لو سمحت.
قام عاصم بوضع المفتاح في جيب بنطاله وهو ينظُر إليها نظرات مُتفحصه لجميع أجزاء جسدها ومن ثم إتجه ناحيتها وقام بالضغط علي ساعدها بكُل قوتهِ...

إنتِ فاكره نفسك مين؟! إنتِ ملكيش لازمه هنا، ولو لسه موجوده في القصر اللي عُمرك ما كُنتِ تحلمي تعيشي فيه. ف دا برغبتي انا. إحنا اللي لميناكي من الشوارع وعملنا من بنت الشغاله هانم وبتصرفي من فلوسنا. يعني تركعيلي بمزاجك او غصب عنك. إنتِ ملكي وليا حق التصرُف فيكِ.
إقترب منها كثيراً فقد شعرت بأنفاسه الحاره علي وجهها حيث إرتعشت خيفهٍ وهي تشيح بوجهها بعيداً عنه ثم رددت بتلعثُم...

انا مش ملك حد. انا ملك نفسي وبس. واللي بتتكلم عنه دا كان بيحصل زمان. لكن دلوقتي مفيش إنسان ملك إنسان زيه. وانا ما بخفش منك ولا هخاف. حتى لو بتجبر الناس كُلها تنحنيلك بسبب نفوذك ف انا لا وانسي.
أطلق ضحكه ساخره علي حديثِها ومن ثم قام بزجها نحو الفراش لتسقط عليه وهنا ردد بثبات وهو يخلع قميصه عنه...
هعرفك إزاي تركعيلي.

أنهي جُملته الأخيره وأقبل مُنقضاً عليها، لَم تكُن ساقها تحملانها ولكنها هرولت إلى أحد زوايا الغرفه وهي تصرُخ بنبرات مُستغيثه بينما تابع هو بتهكم وهو يتجه ناحيتها بجبروت.
اصرخي زي ما إنتِ عاوزه، محدش يقدر ينقذك مني.
قامت نوراي في تلك اللحظه بإلتقاط إحدي الزهريات الزجاجيه وتحطيمها فوق رأسها وما أن رأت الدماء تسيل علي جبينها حتى صرخت بنبرة مُرتعشه، مُتجهه ناحيه الباب وأخذت تطرقه في إستغاثه...

وقفت هي تبتسم بإنتصار وتتلذذ بصوت صريخها وإذلال إبنها لها بينما هرولت السيده صفيه بصُحبه راضي ثم تابعت بنبرة ضعيفه يُخالطها الألم...
أكسر الباب دا بسُرعه يا راضي.
أخذ راضي يتحامل علي باب الغرفه ومعه مجموعه من الخدم وسط صرخات نوراي لهم بمساعدتها وأخيراً نجحوا في فتح باب الغرفه، لتتجه نوراي إلى أحضان السيده صفيه مُحاولهٍ الإحتماء بها من براثنه...

دلفت إلهام إلى الغرفه لتجده مُلقي علي الأرض والدماء تسيل منه فأخذت تصرُخ في إنهيار بينما تابع هو بصرامه مُحاولاً النهوض...
اوعي تفتكري إنك فلتي مني كدا. دا إنتِ حسابك تقل اوي، ورحمه امي ما هسيبك.
وقفت السيده صفيه قبالاته ثم رددت والغضب يتطاير من عينيها وباتت نبراتها اقوي عن ذي قبل...

ورحمه امي انا. لأرميك في الشارع إنت والحربايه امك لو فكرت تلمسها تاني، واوعي تكون فاكر إن صحتي هتمنعني عنك يا عاصم بيه، ولا علشان حفيدي هساعدك في قذارتك. دا انا انسفك ومش هكون ندمانه.
نظر راضي بإتجاه نوراي، نظرات حزينه علي حالها فهو يُشفق عليها كثيراً ويعلم أن وراء ثورته تلك مصائب سوف تطرُق بابها قريباً. بينما أصطحبتها السيده صفيه وسارتا مُتجهتان إلى الغرفه...

إنطلقت خارج الباب الرئيسي للمؤسسه الخيريه وهي تنظُر إلى ساعه يدها في تأفُف فأخذت تلوم نفسها لتأخُرها عن البيت بينما أسرعت بخُطواتها ناحيه موقف الميكروباصات لتجد أحدهم يقف امامها ومن ثم دلفت هي داخله...
إلتفت ببصره إليها وبنبرة حاده ردد...
ما لسه بدري؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة