قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث

دلفت داخل الميكروباص وهي تتنفس الصعداء لإستطاعتها الحصول علي مواصلة نقل بهذه السرعه ومن ثم إلتقطت هاتفها لإجراء إتصالاً به لتجده وفجأه يلتفت إليها من خلف مقود العربه مُردداً بغيظ...
ما لسه بدري؟!
حملقت إليه في دهشه واضعه أصابعها علي شفتيها دون أن تتفوه بكلمه بينما تكلم هو سادراً أثناء تهيأه للقياده...
مفيش شغل تاني بعد كدا.

شُحب لون وجهه وتحولت نظراتها للحُزن الشديد حيث رددت بنبرة مُتلعثمه تخلو من معاني الحيويه...
سليم، والله إتأخرت غصب عني وكُنت لسه هتصل بيك.
إختلس النظر إليها من مرآه السياره ليجد الحُزن إحتل قسمات وجهها بالكامل وهنا إبتسم إبتسامة حانيه ثم ردد بنبرة ثابته.
قربي إيدك شويه.
ضيقت عينيها في إستغراب من حديثهِ ولكنها أسرعت بتقريب كفها له ليقوم هو بطبع قُبله حانيه عليه...

صُدمت روفيدا مما فعله حيث إلتفتت خلفها لتجد جميع الرُكاب ينظرون إليهما في إستفهام وفي تلك اللحظة ردد سليم بنبرة جاديه...
احم. أُختي يا جماعه والله. اوعوا تفهمونا غلط.
إبتسمت بشده علي كلماتهِ المازحه ومن ثم قربت وجهها منه هامسه بتساؤل...
سليم إنت ليه شغال ورديه بالليل. مش المفروض إنك بتشتغل الصُبح بس. امال هترتاح امتي؟!
سلط سليم بصره بإتجاه الطريق ومن ثم ردد بنبرة حانيه...

ومين قالك إني كدا مش مرتاح يا روفا، هو مش إنتِ بخير وأمي كمان. هو في راحه أكتر من كدا. انا ما اتولدتش علشان ارتاح، انا اتولدت علشان اخلقلكم الراحه ف تفرحوا. ومن فرحتكم استمد انا راحتي.
إلتفتت روفيدا بنظرها صوب النافذه الزجاجيه، وأخذت تزفُر بطريقه ملحوظه ثم رددت بخفوت...
مش هتتغير أبداً يا سليم.

إعتادت السيده صفيه أن تربُت علي ظهرها لتنام، ولكن هذه المره، قد جفا النوم عينيها وتلاحقت أنفاسها بصعوبه من شده البُكاء لتقوم السيده صفيه بإحتضانها في آسي لتُتابع وقد ترقرقت الدموع داخل عينيها رفقاً بحاله صغيرتها كما تسميها...
اهدي يا نوراي. ربنا ستر يا حبيبتي.
إبتعدت نوراي عنها قليلاً ثم إبتسمت إبتسامة بهتاء، ف تقطع قلب السيده صفيه حُزناً عليها بينما رددت نوراي بنبرة خافته...

القصر دا مش شبهي يا ماما صفيه. انا بخاف من عاصم اوي، خليني أمشي رغم إنك هتوحشيني.
قامت السيده صفيه بجذبها إلى أحضانها من جديد ومن ثم تنهدت تنهيدة طويله يُخالطها ثُقلاً في تنفسها قائله بثبات...
واهون عليكِ. إنتِ عارفه إن انا ماليش غيرك. خليكِ جنبي واوعدك طول ما في نفس فيا هحميكِ منهم.
وضعت نوراي كفها أعلي يسار صدرها ثم زفرت زفره أنين قائله...

بس أنا قلبي بيوجعني. خايفه من اللي جاي، عاصم مش هيسكت عن اللي حصل وانا مش هكون الجارية بتاعته زي ما هو عاوز. وبكدا عُمر مكايده ليا ما هتخلص، وعُمر حياتي ما هتكون في أمان معاه.
قامت السيده صفيه بطبع قُبله حانيه علي جبينها ثم دثرتها داخل الفراش وهي تُتابع حديثها بحنو بعد أن وضعت تلك الدُميه في أحضان نوراي...

نامي يا نوراي. كفايه تفكير في اللي فات. وخدي عروستك في حُضنك وهتفتكري والدتك بيها واشتكيلها في حلمك.
إبتسمت نوراي بدورها ومن ثم قامت بإحتضان دُميتها التي تشبهها كثيراً. فقد قامت والدتها بصُنع هذه الدُميه مُنذ كانت نوراي في العاشره، وهذه الدُميه تحمل نفس ملامح نوراي.
نهضت السيده صفيه عن الفراش ومن ثم جلست إلى مقعدها الخشبي وبنبرة خافته رددت...
الله اكبر.

بدأت تُصلي فريضتها وهي جليسه مقعدها، لعجزها عن الوقوف علي قدماها لوقتٍ طويلٍ...
أغمضت نوراي عينيها وذكريات تلك اللحظة لا تغيب عن بالها مهما حاولت هي محوها...

إسترسل الطبيب في حديثهِ عن حاله عاصم وأن الإصابة كادت أن توشك علي إصابه منطقه حساسه بالمُخ بينما زفر عاصم ب نفاذ صبر قائلاً...
إنتوا مكبرين الموضوع ليه؟! خلاص يا دكتور باسل إتفضل إنت.
جدحته إلهام بنظره مُغتاظه ومن ثم وقفت قبالاته قائله بصخبٍ عالٍ...
لأن الموضوع في الأصل كبير. دي كانت هتموتك.

إلتفت عاصم ببصره للطبيب ثم إبتسم له إبتسامه ذات مغزي، هب علي أثرها الطبيب من مكانه ثم تنحنح بتوتر من نظرات عاصم له قائلاً...
عن إذنك يا عاصم بيه.
أوميء عاصم برأسه له في ثبات وما أن دلف الطبيب خارج الغرفه حتى ردد عاصم بنبرة مليئه بالشر...
اللي حصل دا بيني انا وهي محدش يدخل.
تشنجت عضلات وجهها بإستنكار ومن ثم تابعت وهي تتجه ناحيه باب الغرفه...

حُبها إتملك منك خلاص وبتضعف واحده واحده. عاصم الدالي علي أخر الزمن هيخضع لبنت خدامه.
إرتعشت فرائصه في تشنُج وبدأ يُكور قبضه يده في إختناق من حديث والدتها حتى إكتسي وجهه بحُمره الغضب ليُردد بغطرسه واثقه...
هي اللي هتخضعلي وقريب جداً. هاخد قلبها واتحكم فيها زي ما انا عاوز. بس مش هديها قلبي.
وضعت إلهام يدها علي مقبض الباب وبحركه دائريه قامت بفتحهِ وقبل أن تترجل خارجه تابعت بسُخريه واضحه...

ادتهولها خلاص.

في صباح اليوم التالي، هبت إلهام من فراشِها بعد علمها بوصول زوجها من رحلتهِ، حيث إتجهت إلى حزانتِها وقامت بإنتقاء أكثر القطع غاليه الثمن لديها وقامت بإرتدائها علي عجاله من أمرها ومن ثم وضعت مساحيق الجمال علي وجهها وتعطرت وأتجهت مُباشره حتى بهو القصر...

فؤاد الدالي الابن الوحيد لعائله الدالي فقد تزوج إلهام دون رغبه والدته، فلم تحبها السيده صفيه مُطلقاً ولكنها تساهلت معها قليلاً مُنذ ولادة حفيدها الوحيد الذي لم تتوقع أن يشبُه والدته لهذه الدرجه الكبيره، بينما يُحبها فؤاد كثيراً ويُؤمن أن وراء غرورها وتباهيها هذا، جانباً طيباً لن يراه إلا من تشاء هي له برؤيته، وكذلك تُبادله إلهام الحُب فهي تغار عليه كثيراً وتسعي دائماً أن تكون الأجمل في عينيهِ حتى لا يتطلع إلى اُخري.

جلس فؤاد إلى طاوله الطعام بصُحبه عاصم الذي إرتدي بذلته مُستعداً لذهابهِ إلى العمل وهنا ردد فؤاد بتساؤل.
أمال فين جدتك ونوراي؟! ما يعرفوش إني رجعت.
قام عاصم بوضع الطعام في ثغره، وكأنه لم يستمع إلى كلمات والده ولكن في تلك اللحظة يجد نوراي تهبط الدرج بصُحبه والدته...
وهنا إتجه هو علي الفور لإسناد والدتها ثم ردد بنبرة حانيه...
أزيك يا أمي!
إبتسمت له السيده صفيه في هدوء ومن ثم ربتت علي كفهِ بثبات قائله...

بخير يا ابني حمدلله علي سلامتك.
إلتفت ببصره ناحيه نوراي ثم ردد بنبرة مُحبه وهو يطبع قُبله حانيه علي جبينها...
وإنتِ يا نوراي!
أحست نوراي بحنان والدها الذي لم تعهد رؤيته مُطلقاً بين ذراعي السيد فؤاد حيث رددت بنبرة خافته.
الحمد لله يا أونكل.
قام فؤاد بإجلاس والدته إلى مائده الطعام وهنا إختلست نوراي النظر إليه في إزدراء لتجده مُسلط بصره عليها بنظرات جامده...

أبعدت نظراتها عنه لتجنُب تلك النظرات الفظه منه...
في تلك اللحظة هرولت إلهام إليه ثم قامت بإحتضانه مُردده في تدلُل...
وحشتني اوي يا فؤاد.
فؤاد بحنو: وإنتِ كمان يا لوما، ثم إستكمل حديثه بنبرة تغمُرها السعاده...

انا مبسوط اوي. الحمدلله، السفريه جات علينا بالخير. وقعت علي أكبر طلبيه عربيات للماركه بتاعتنا. ودي هتكون نقله قويه اوي لينا وبالمُناسبه دي، انا هعمل حفله صغيره كدا، إحتفالاً بالمناسبه دي وهعزم أكبر رجال الأعمال عاوزكم تستعدوا.

شركه الدالي هي من أكبر الشركات المُنتجه والمُصدره للسيارات، حتى أصبح لهم ماركه عالميه خاصه بهم، يعرفها الكثير، خارج البلاد وداخلها ويتهافت الكثيرون لإمتلاك ماركتهم القويه، حيثُ لا مُنازع لهم
ردد عاصم بنبرة جامده أثناء نهوضه عن الطاوله...
جميل.

وقفت نسمه أمام باب منزلهم تُحاول الدلوف للداخل، فهي تحمل وعاء من الفُخار بين يديِها ولكنها تجد صعوبة في الدلوف للمنزل وفي تلك اللحظة رددت بنبرة مُتأففه ثم صرخت عالياً...
سليييييييييم.

إنتصب واقفاً عن فراشهِ في فزع ومن ثُم هرول خارج الغرفه وكذلك فعلت روفيدا ل ينظران إليها وقد كسا الضيق خلجات وجهها وهنا نظر سليم لشقيقتهِ وكذلك بادلته هي النظرات، وأخذا يضحكان في دهشه، بينما عقدت هي حاجبيها في إستنكار والشرر يتطاير من عينيِها قائله بغضبٍ عارمٍ.
إنتوا بتضحكوا علي ايه! إنقذوني من الباب دا.

هرول الإثنان ناحيتها وأخذ كُلاً منهما يتشبث بأحد ذراعيها ويرتد للخلف بكامل جسده، فقد حُشرت بشكلٍ قاسٍ وما أن أطبق علي ذراعها أكثر حتى تمكنت نسمه من الدلوف داخل المنزل، ليسقط كُلاً من سليم وشقيقته أرضاً.
في تلك اللحظة هتفت نسمه بنبرة فرحه وهي تتجه إلى المطبخ...
هيييييه، دخلت.
تأوهت روفيدا من شده التصادم بالأرض بينما هرول سليم إلى شقيقتهِ وهو ينظر بإتجاه نسمه...
يا بنت المجنونه، روفا إنتِ كويسه؟!

روفيدا وقد إنفجرت ضاحكه من جديد أثناء رؤيتها لملامح وجه أخيها المُندهش مما فعلته نسمه، حيثُ رددت بنبرة مُتقطعه من شده الضحك...
هموت مش قادره. شكلك وإنت بتقع مسخره.
ضحك سليم حتى ظهرت غمازته، حيث يمتلك واحده في أحد خديه ولكن لحيته تُغطيها بشكلٍ جُزئي وتظهر بقوه إذا إتسعت ضحكته، وهنا ردد وهو يحتضنها...

يا شيخه خضتيني عليكِ. ما إنتِ وقعتي زي الشوال بردو. وبعدين العمليه اللي حصلت من شويه دي، أصعب من تحرير فلسطين.
قطع حديثهم هتافها وهي تترجل خارج المطبخ حيث تابعت قائله بمرح.
جبتلكم طاجن باميه، هتاكلوا صوابعكم وراه.
سليم وهو ينهض عن الأرض ثم يصر علي اسنانه مُقترباً ناحيتها...

إنتِ ما حاسيتيش بهزه في البيت من شويه. ولا حسيتي بالجريمه اللي عملتيها من شويه وبعدين مليون مره اقولك أدخلي بجنبك علشان الباب ضيق.
نسمه بإستنكار وهي تجلس إلى الأريكه: يوووه بقي يا سليم، نسيت.
في تلك اللحظة وجد سليم صوت هاتفه يُعلن عن وصول إتصالاً فقام بإلتقاطه في هدوء مُردداً قبل أن يُجيب.
خير.!

أجاب في الحال علي مكالمه المُتصل حيثُ وجده صديق عمله (شريف)، سليم بهدوء: خير يابني، إنت مش فرح أُختك النهاردة. فاضي تكلم حد.
شريف ضاحكاً: ما هو دا اللي بكلمك علشانه.
سليم بتساؤل: خير يا مصلحجي.
شريف مُكملاً بإستنكار: الله يسامحك يا عم المُحامي. المهم في ست كبيره في السن، كُل ما بتحتاج حاجه بتتصل بيا وانا بوديها. هي ست طيبه اوي وبتحبني زي ابنها وكمان غنيه.

مالك مُضيقاً عينيه بعدم فَهم: والغنيه دي هتحتاج تاكسي تعمل بيه أيه!
شريف بغيظٍ: هو انا هتدخل في حياتها يا عم سليم، المهم انها عاوزاني ضروري بعد ساعه وزي ما إنت عارف، انا مش هينفع اسيب فرح أُختي ومش عاوز ازعل الست مني. ف عاوزك تروح المشوار دا مكاني.
تنهد سليم في هدوء ومن ثم تابع وهو يدلف إلى غرفتهِ.
حاضر يا عم شريف ما تقلقش، هات العنوان.

قام صديقهُ بإعطائِه العنوان ثم أسرع سليم بإرتداء ملابسه ثم هتف مُنادياً علي شقيقتِهِ التي أتت إليه في الحال...
أيه يا سليم!
سليم بحنو وهو يُخرج بعضاً من النقود من محفظتِهِ ثم يُعيطهم لها قائلاً...
خلي دول معاكِ. ولما أمي تيجي قوليلها إني خرجت في شُغل مستعجل. وما تنسيش تشأري علي عمك ناجي وتغديه لحد ما أرجع.
روفيدا وهي توميء براسها إيجاباً ثم يتبع ذلك قُبله علي خدِه قائله...

حاضر يا حبيبي. ربنا ييسرلك الحال.
سليم بحنو: اللهم أمين.

خير يا أمي، طلبتيني!
أردف فؤاد بتلك الكلمات وهو يجلس إلى طرف الفراش ليُصبح في مُقابله والدته التي تجلس إلى مقعدها الخشبي...
اسمعني يابني كويس، رمقها فؤاد بنظرات مُترقبه لما سوف تتفوه به بينما تابعت هي بضيق...

إبنك حاول يعتدي علي نوراي يا فؤاد. ومراتك أكتر واحده بتحرضه ضد البنت، ودلوقتي نوراي عاوزه تمشي من القصر بسببه. لو نوراي بعدت عني، ممكن اموت. ما تعرفش يا فؤاد انا بحبها اد ايه. واللي يأذيها كأنه آذاني ولازم تفهم إني لو غضبت علي ابنك محدش يلومني علي اللي هعمله.

طوال حديثها، ظل هو ينظُر لها بدهشه مما فعله إبنه. فهو يعرف بجبروت شخصيتهِ وملامحهِ ولكنه لم يكُن يتوقع منهُ هذا وهنا أمسك كف والدته ثم ردد بنبرة آسفه.
أنا اسف يا امي عن اللي عمله.
صفيه بتنهيده ضعيفه: ما تتأسفش، وعي إبنك وابعده عن نوراي، علي العموم انا خارجه انا وهي نشتريلها فستان علشان حفلة بالليل وياريت تتكلم معاه في غيابنا.
فؤاد وهو يهم واقفاً: تمام يا أمي وحالاً هطلب السواق اللي هيوصلكم.

صفيه بإعتراض: إنت عارف تماماً رأيي في الموضوع دا. ما بحبش شغل التباهي والمنظره، وبعدين انا بحب اتعامل مع ناس بسيطه وخلاص انا كلمت سواق تاكسي هيودينا ويجيبنا.
فؤاد بتفهم: اللي يريحك يا امي.
علي الجانب الاخر
جلست نوراي إلى الطاوله الرُخاميه كعادتها داخل المطبخ بصُحبه الخدم وأخذت تتذوق الطعام في جو من المرح، في تلك اللحظة قطع حديثها دلوفه حيث ردد بنبرة آمره مُحدثاً راضي...

الضيوف هيكونوا موجودين علي 8، ياراضي ياريت العشا يكون جاهز في الوقت دا.
أوميء راضي برأسه مُتفهماً بينما نظر عاصم بإتجاهها ليجدها تنظُر للجهه الأُخري وهنا تابع بنبرة جامده وهو يقترب منها...
نوراي!

إبتلعت نوراي ريقها في صعوبه وكأن جسدها قد كُهرب بماسٍ قويٍ، فهي تكره اسمها لمُجرد تفوهه به، وهنا إلتفتت هي له علي مضض بينما قام هو بإلتقاط كفها وقربه إلى فمهِ، مُتناولاً قطعه الحلوي التي كانت تُمسكُها بيديِها...
سرت القشعريرة في جسدها وأغمضت عينيِها في إشمئزاز ثم سحبت يدها بفزعٍ وما أن فتحت عينيها من جديد لتجده غادر المكان.
في تلك اللحظة تابع أحد الخدم موجهاً حديثه لها...

صفيه هانم. عاوزاكِ يا آنسه نوراي.
إبتسمت له نوراي في هدوء ومن ثم عاونها راضي علي النزول لتتجه علي الفور إلى غُرفه السيده صفيه ومن ثم تجهزتا للتسوق معاً...

قامت روفيدا بالدلوف داخل منزل السيد ناجي لتجده حبيس فراشه ويسعُل في قوه وبأنفاسٍ غير مُنتظمه، إتجهت روفيدا ناحيته ومن ثم قامت بوضع كفها علي غُره رأسهِ ثم تابعت وهي تضع كفها الأخر علي فميِها بخضه...
عمي ناجي. جسمك مولع. إنت كويس!
أشار السيد ناجي لها بعينيهِ ثم إبتسم لها في خفوت وأغمض عينيهِ في الحال...
رمقتهُ روفيدا في فزع حيث رددت وهي تُتابع بشك.
عمي ناجي. إنت نمت!
علي الجانب الاخر.

وصل سليم بالتاكسي الخاص به حيث القصر الخاص بعائلة الدالي وقام حارس القصر بإبلاغ السيده صفيه بقدوم سائقها الخاص...
وقف سليم امام سيارته في حاله من الملل فقد إنتظر قدومهم فتره طويله، لذلك قام بإشعال سيجاره ما، في تلك اللحظة وجد شقيقته تُهاتفه، فعقد حاجبيه في إستغراب ومن ثم أجاب بتساؤل، روفيدا، إنتِ كويسه!
روفيدا وقد تلعثمت في عباراتِها في باديء الأمر ثم رددت بخوفٍ...

انا كويسه. بس عمي ناجي، تعبان اوي ومش بيرد عليا.
سقطت السيجاره من يدِه في خوفِ حيث قام بالدلوف داخل سيارته مُتناسياً تماماً ما قدم من أجلهِ وأسرع عائداً إلى منزل السيد ناجي، حل الليل بهدوءه المُعتاد، حيث جلس سليم أمام فراش السيد ناجي ثم امسك كفيه بين يديهِ وهو يُتابع بتنهيده قويه...
خوفتني عليك يا عمي ناحي، إبتسم له السيد ناجي في وهن بينما تابعت السيده خديجه وهي تدلف إلى الغرفه...

امسك يا سليم يابني. خليه يشرب، الشوربه دي كُلها. بسم الله الشافي.
تناول سليم الطعام من والدتهِ بينما قامت روفيدا بتعديل وضعيه جلوسهِ وقامت بوضع وساده خلف ظهره وهي تُردد بحنو.
بالشفا يا عمي. وبطّل بقي دلع، علشان بتقلقنا عليك.

إمتلاً القصر بالوافدين إليه، وبدأ الخدم ينتشرون في كُل أرجائهِ. يُشرفون علي تقديم الطعام وكذلك المشروبات للضيوف بينما جلست السيده صفيه إلى أحد الزوايا بصُحبه صديقتها، فهي تكره هذه الأجواء التي لا تتناسب مع مرأه من مِثل طرازها لذلك قررت الإنفراد بصديقتِها والتحدُث بشأن حياتيهما الخاصه...

بينما وقفت إلهام مع سيدات مُجتمعها الراقي، المهووسات بالأزياء والموضه العالميه وباتت أحاديثهم لا تخلو من الغيبه وكذلك تنُم عن تفاهه عقلياتهم، بدأ فؤاد بالترحيب بأصدقائهِ وكان عاصم بصُحبته يتحدثون عن أخبار سفره إلى روما والنجاح العائد من هذه السفريه، وفي تلك اللحظة، تهبط هي الدرج بفستانِها الأسود، الذي تزين ذيله بفصوص بتروليه قاتمه، ذو حمالات عريضه منفوشه وقد أسدلت شعرها الحريري علي ظهرها. فغاص شعرها بلون الفستان وأصبح من الصعب التفريق بينهما كذلك إرتدت قلاده علي هيئه بومه ومن اللون البترولي وخاتم بنفس الشكل...

سلط عاصم بصره إليها في إعجابِ شديد، فقد إلتهب عشقه لها أكثر وزادت الرغبه بها كذلك بينما لاحظت هي نظراته لها، لذلك إتجهت وجلست حيثُ تجلس السيده صفيه، مر الكثير من الوقت ومازل مُحدقاً بها كالتائه الذي ضل طريقه وهذه بؤره النور الوحيده في المكان، أشاحت هي بوجهها بعيداً عنه بينما إبتسمت لها السيده صفيه مُردده بحنو...
نوراي حبيبتي. هاتي تليفوني من الأوضه، علشان اعمل مُكالمه.

نهضت نوراي عن مقعدِها حيث رددت بنبرة هادئه...
حاضر يا ماما صفيه.
إتجهت بالفعل حيثُ الدرج ثم صعدته بحركات خفيفه كالفراشه، لم تكُن تكترث لنظراته لها...
جابت ببصرها في الغرفه لتجد الهاتف موضوعاً علي الكومود المجاور للفراش، وهنا قامت بإلتقاطه ومن ثم إتجهت خارج الغرفه لتصطدم ببُنيانه القوي، رمقته نوراي في خوف ومن ثم رددت بنبرة مُتلعثمه...
عايز ايه!

في تلك اللحظة قام عاصم بتقييد ذراعيها خلف ظهرها ثم قام بتقبيل شفتيها بشغفٍ جارفٍ...
أخذت تتلوي بين ذراعيه حتى قام بالإبتعاد عنها وهو يُردد بهُيام...
إنتِ ملكي انا. ومش هتكوني لحد غيري. يعني إنتِ مُجبره تتقبليني بكُل رغبتي فيكِ.
أخذت نوراي تمسح علي شفتيها بكلتا كفيها وهي تنظُر له بإشمئزاز ثم رددت بنبرة ثائره...

إنت مريض. حيوان، قذر ومُقرف، انا مش ملكك، روح إتعالج. علشان مش كُل حاجه هتاخدها بالقوه. ولو حصل وأخدت كُل حاجه بالقوه. ف انا لا، قامت بالدلوف داخل الغرفه علي الفور ومن ثم أسرعت إلى المرحاض، لتغسل وجهها بالماء. كي تُزيل لمساته عن وجهها فأخذت تبكي بمراره وهي تهتف بنبرة مُنكسره يشوبها الإشمئزاز...

مريض ومُقرف. ربنا ياخدك، ياربي بقي خلصني منه ومن جبروته دا. انا مش قادره يارب اقف ضده، انا ضعيفه جداً قويني بيك يارب.
علي الجانب الاخر
قلقت السيده صفيه بشأن تأخيرها ذاك، ف نظرت بعينيها لتجده يقف بصُحبه والده، فتنفست الصعداء ومن ثم نادت أحد الخدم ليقوم بإسنادها عائده إلى الغرفه، فقد وجدتها مُغلقه من الداخل مما زاد قلقها، فأخذت تهتف بنبرة قلقه...
نوراي، افتحي الباب، إنتِ كويسه.

إنتبهت نوراي لصوت هذه السيده الطيبه، فأسرعت بفتح باب الحُجره وهنا رمقتها السيده صفيه بقلق تبعه شهقه فزع...
نوراي. بتعيطي ليه؟!، ايه اللي حصل!
نوران وهي تمسح كُحلها المُنساب علي وجنتيها بظهر يدِها، عاوزه اعرف ماضي ماما. والمكان اللي كانت عايشه فيه،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة