قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن عشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن عشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن عشر

إنتصب واقفًا عن الأريكة والغضب يحتل قسمات وجهه بقوة. قام بوضع كفه علي عُنقه في إختناق مُتنهدًا بآسي، حيث ردد بنبرة واجمه، نوراي في كفه. وحياتك كُلها في كفه يا عاصم باشا. نجحت أنك تخرج أسوأ ما عندي. بس ما حسبتهاش كويس. علشان أسوأ ما فيا فوق كُل توقعاتك السطحية.

كور قبضة يده في إصرار. يمُر بين الأثاث القديم ذهابًا وإيابًا كالليث الجريح ليجد شقيقته تنظُر له في إشفاق مُردفه، سليم إنت كويس!
توقف سليم بمكانه في الحال ثم صدرت منهُ إبتسامة بارده قائلًا...
بخير ما تقلقيش. رايحه الشغل؟!
روفيدا وهي توميء برأسها إيجابًا: أه مش عاوزه أتأخر أكتر من كدا.
سليم بتفهم: طيب يلا علشان أوصلك. قبل ما اروح شغلي.

إستعدا للذهاب معًا. ف إلتقطت روفيدا حقيبه كتفها وما أن إلتفتت ناحيته ببصرها حتى وجدته ممسكًا بهذه الدُميه في ثبات فقد نسيتها داخل هذا البيت القديم، سحب جُرعه لا بأس بها من الهواء إلى صدرهِ. فقد خنقتهُ الدموع التي هي بحاجة للتحرر وبشده وما أن لاحظ تركز نظرات شقيقته إليه حتى ألقي بها بعصبية خفيفه وإتجه صوب الباب مُردفًا بهدوءه المعتاد...

يلا بينا.
قاد سيارته حيث مقر عمل شقيقته، مُركزًا بصره في الطريق بوجهٍ عبوسٍ. بينما تنظُر إليه روفيدا بين الوقت والأخر وقد ضاق صدرها من حالته تلك...

إصطف سيارته أسفل البنايه وهنا وضعت روفيدا كفها مربته علي كفه بحنو، وقد ثقُل الإختناق في نبرآت صوتها قائله، بالله عليك ما تزعلش. مش عاوزه أشوف الوجع دا في ملامحك.
سليم ناظرًا لها بحنو: الوجع مش لينا يا روفا. شويه زعل وهيروحوا لحالهم. يلا علشان ما تتأخريش علي شغلك وخلي بالك من نفسك.
روفيدا بنبرة هادئه: حاضر.
ترجلت روفيدا خارج السياره ليقودها هو بحركه جنونيه مُتجهًا بعيدًا عن المكان.

داخل قصر عائله الدالي، نورتي بيتك يا بنتي بس أتمني إن ما يكونش حد غصب عليكِ. إنك ترجعي؟!
أردف السيد فؤاد بتلك الكلمات وهو يجوب ببصره بينها وبين عاصم الذي يجلس إلى الأريكة في ثبات واضعًا قدمًا فوق الأخري، تلعثمت نوراي في حديثها قليلًا وهي تنظُر له بثبات...
لا انا اللي رجعت بنفسي يا عمو.
فؤاد بتساؤل: بس مش غريب موضوع الخطوبه اللي خرج فجأه دا؟!

إعتدل عاصم في جلستهِ ومن ثم رمقها بنظره ثاقبة مردفًا بثبات...
إحنا الإتنين عاوزين بعض. وأخدنا قرار مستقبلي علي إنفراد وبلغناكم بيه. في مانع يا فؤاد بيه!

هبّ فؤاد عن مقعدهِ منتصب الهامة، عدل من هندامهِ بثبات، ثم تابع بنبرة هادئه، دي حياتكم وإنتوا اللي هتعيشوها. إتفضل قدامي علشان عندنا شغل.
أومأ عاصم برأسه مُتفهمًا. لينتصب في مكانه واقفًا وبعدها غمز لها بعينيه ثم سار تابعًا لخطوات والدهُ...

كانت إلهام تُتابع حديثهم في صمتٍ، فقد إئتكل داخلها لعودة نوراي فهي تُبغضها بشده وتري أنها لا حق لها بالتواجُد في هذا المكان. وكذلك لا حق لها في أن ترث شيئًا منه...

نهضت نوراي عن مقعدها في الحال، تنظُر أمامها بنظرات فارغه بينما أوقفها صوت إلهام عن السير قائله بحده، رجعتي ليه يا نوراي؟!
أطلقت نوراي ضحكه عاليه يملؤها الكُره والإنكسار بينما قطبت إلهام حاجبيها بإستغراب وغيظ قائله...

بتضحكي علي أيه؟!
إقتربت نوراي بخطواتها منها، وهي تشوط الفراغ بقدميها وما أن وقفت أمامها مُباشره حتى رددت بنبرة كارهه، رجعت من حُبي فيكِ إنتِ وإبنك يا عقربه.

فغرت إلهام فاهه بعدم تصديق مما تسمعه ثم رفعت ذراعها للأعلي وهمّت أن تضربها. لتجد يد نوراي تمنعها بإصرار حيث إستئنفت حديثها وهي تنظُر داخل عينيها نظرات ثاقبة، قبل ما تفكري تمدي إيدك عليا. هكون كسرتها لك وخلي عاصم بيه يجبس بقي. أوعي تكوني فاكره إني رجعت بمزاجي. ما إنتِ عارفه إبنك وأساليبه القذره، تربيتك بقي. أنا مش نوراي بتاعه زمان، إتقي شر الحليم إذا غضب. ولو الفرصه وقفت معايا في يوم، تأكدي إني هكسر قلبك إنتِ وابنك. نهايتكم علي إيدي ما تقلقيش، ولو خايفه لأورث حاجه من قصركم المُبجل دا ف متخافيش مايشرفنيش. ووعد مني يوم ما تموتي هدفن الفلوس معاكِ وخليها تنفعك.

حملقت بها إلهام في صدمه وبقيت تستعجب لأمر هذه الضعيفة التي لم تغدو كذلك بعد الآن بينما إرتسم علي ثغر نوراي إبتسامة تحدٍ وثبات لتُحرر قبضه يدها ومن ثم والتها ظهرها مُنطلقه صوب الدرج. يدور بخُلدها كيف تم التحول ولكن هكذا يكون المرء. فكلما أُخذ شيئًا من روحهِ، كلما يكتسب صفات جديده تُمكنه من إسقاط نقص روحه في أفعال أكثر قسوةً. فيتبدل كُليًا ويُصبح مجهول الهوية بالنسبه ل من إعتادوا رؤيته ضعيفًا...

(داخل غرفتها بالطابق العلوي)
قامت بالدلوف داخل غرفتها بعد أن صفقت الباب خلفها بقوه ثم ألقت بجسدها إلى الفراش في الحال، تحررت وأخيرًا الدموع من مُقلتيها. فأخذت تنتحب بألمٍ جمٍ واضعه كفها الصغير أعلي يسار صدرها ثم تابعت بنبرة صارخه بعض الشيء...

ربنا ينتقم منكم. يارب خُدني عندك بقي. هرتاح أكتر، لكن كدا انا موجوعة، مش قادره أكمل ومافيش حاجه أكمل علشانها. كُل حاجه حبيتها رافضه تكون معايا. يإما هي اللي بتبعد أو انا اللي بفرط فيها من غير قصد.

في تلك اللحظة سمعت صوت طرقات خفيفه علي باب غرفتها، لتهتف بنبرة صارخه...
مش عاوزه اقابل حد.
راضي بهدوء: دا انا يا بنتي.
أخرجت زفيرًا قويًا يكاد يحرق المكان من شدة لهيبه ثم محت العبرات عن وجهها وإتجهت صوب الباب تفتحه بهدوء، رمقها راضي بحزنِ ثم تنحنح قليلًا قبل أن يُتابع مُتسائلًا...
إنتِ كويسه يا بنتي؟!
نوراي بنبرة واهنه: طول ما انا في القصر دا. عُمري ما هكون كويسه أبدًا.

فرك راضي كفيه في توتر، ثم تابع بنبرة مُضطربه...
يعني خلاص يا بنتي هتتخطبي ل عاصم؟!
جلست إلى طرف الفراش وقد لمعت عيناها بالدموع وهي تُباغته بإبتسامة مكسوره...
عندك حل تاني؟!
راضي بضيقِ: أرفضي يا بنتي. أوعي تقبلي.
نوراي وقد سقطت عبره ساخنه علي وجنتها: ياريت كان ينفع يا عم راضي. ياريت لو كان رفضي هيأذيني انا بس.
ضيق راضي عينيه في مُحاوله لفهم كلماتها تلك. ليقترب أكثر منها ثم جلس قبالتها في الحال قائلًا...

قصدك ايه يا بنتي.
رمقتهُ نوراي بإرهاق. مغلوبة علي أمرها داخل هذا القصر. بينما مالت برأسها علي كتفهِ لتزداد عبراتها في الهطول قائله بنبرة مُرتجفه...

احكيلي قصه من قصصك يا عمو راضي.

والله ما انا عارفه يا بنتي، هي ليه عملت كدا؟!
أردفت السيده خديجه بتلك الكلمات في حُزنِ وهي تجلس بصُحبه نسمه داخل هذا البناء الكائن في أول الحي ك دوره تدريبيه لغير المُتعلمين تقودها نسمه وكذلك نوراي التي غادرت المنزل دون علمهما...

نسمه بنبرة هادئه: مش يمكن، ما قدرتش تعيش حياتنا يا خالتي؟! ما إنتِ عارفه هي جايه من بيت أكابر.

السيده خديجه بعدم إقتناع: لا دا في حاجه تاني. ليكون حد منكم زعلها يا نوسه؟! أصل نوراي دي تشبه لأمها أوي. كانت ست مش بتتمرد علي عيشتها ومفيش أطيب منها. وما يهمهاش الفلوس. ومعاملتي مع نوراي، خلتني اتأكد انها زي امها بالظبط.

نسمه وهي تصر بأسنانها: كسرت قلب سمسم حبيبي. ودي أخرة اللي يصدق واحده فلبينية.
لكزتها السيده خديجه في كتفها بغيظٍ قائله، بعيد الشر عن ابني. ياخد عدوينه.

(في مقر المؤسسه بحي المعادي)
ألقت القلم من يدها في فتور بعد أن أنهت توقيعها علي اوراق الإتفاقية الخاصه بالمُستثمرين للمشروع، والآن أصبحت المؤسسه تابعة التمويل والاستثمار وكذلك الحفلات الخاصه وأي نجاحات. للمستثمر الجديد بنسبه أسهم قليله...

بادرتها آلاء بإبتسامة هادئه. لتلتقط الأوراق مُجددًا ثم تضعهم داخل حقيبتها وبعدها تمد يدها مصافحه إياها...

مبروك الشغل معانا يا آنسة روفيدا وجمعيه (الإرتقاء). هتدعم حضرتك في كُل حُطواتك الجايه. اتشرفنا بالشغل معاكِ.

روفيدا بإبتسامة هادئه: الشرف ليا طبعًا.
في تلك اللحظة نهضت آلاء عن المقعدِ المقابل ل روفيدا ثم تابعت بنبرة حاسمه، أستأذن انا بقي. مش عاوزه أعطل حضرتك أكتر من كدا.
نهضت روفيدا هي الأخرى تصطحبها حتى باب المكتب قائله...
نورتينا.

وقفت روفيدا في مكانها تستند إلى باب الغرفه في هدوء فاتر، لا تعلم ما تفعله صحيح في حق أخيها؟! ام تُخبره بالحقيقة كاملهً؟!، ولكنها تخشي عليه من بطش ذاك الوغد. فهي لم تره سوي مره واحده ولا تستطع نسيان ملامحهُ البغيضة عندما هوت يده علي وجه صديقتها...

سقطت عبره منها، رغمًا عنها لتقوم بمسحها علي الفور قبل أن يراها أحد، ولكنها لم تفلح في إخفاء دموعها هذه المره. حيث وجدته يقترب منها مردفًا بقلق جليّ، روفيدا. إنتِ بتعيطي؟!
روفيدا بإبتسامة متوتره: لا لا لا. تقريبًا في حاجه دخلت في عيني.
عقد ماجد ذراعيه امام صدره ثم تابع بنبرة هادئه...
الكذب مش لايق عليكِ.
روفيدا بهدوء: مش بكذب يا استاذ ماجد. وما ينفعش تتهمني بحاجه زيّ دي.

إستشعر ماجد الجديه في ملامحها، وهنا تنحنح قليلًا قبل أن يتابع بتوجس، طيب انا اسف يا ستي ممكن نخرج ل مكان نتكلم فيه؟!
روفيدا وهي تواليه ظهرها متجهه داخل مكتبها...
مش هينفع. النهاردة هختار طقم المعلمات. اللي هيشتغلوا معانا.
ماجد بهدوء: بس لسه بدري علي ميعاد وصولهم. دا اول طلب أطلبه منك.

أخفضت بصرها في حُزن وهي تبتلع غصه في حلقها، فهي بحاجه حقًا إلى شخصٍ تستأمنه علي سرِها ف أصبح الوضع يحني ظهرها من ثُقلٍ ما تحملهُ نفسها...

خرجت عن صمتها الذي دام لبضع دقائق. ظل هو يُراقب ملامحها التي تثور بهدوء وهنا رددت بنبرة هادئه...

ماشي. بس ياريت ما نتأخرش.
ماجد بتأكيد: حاضر.
وبالفعل إتجها سويًا خارج مقر عملهما حيث أحد المطاعم الموجوده في أول المكان...

دلفوا داخله ليقوم ماجد بإجلاسها إلى إحدي الطاولات المنزويه في رُكن بعيد عن زحمه الوفود، في تلك اللحظة تابعت روفيدا بنبرة هادئه...
شكلك بتيجي هنا علي طول؟!
ماجد بتنهيدة خفيفه: يعني.
ومن ثم إستئنف حديثه بعد أن طلب مشروبًا ساخنًا لهما...
قوليلي بقي. مضايقه من أيه؟!
روفيدا بنبرة أشبه للبكاء: من نفسي.
عقد ماجد حاجبيه بإستغراب. ثم تابع بهدوء...
وزعلانه من نفسك ليه؟!

روفيدا بنبرة مُتلعثمه: ياريت الكلام كان سهل.
باغتها ماجد بإبتسامة هادئه. ثم مال برأسه قليلًا ليقابل نظراتها المُصوبه أرضًا مردفًا بنبرة حانيه...

أوقات الكلام بيكون سهل أوي. لو وثقتي بالشخص اللي قدامك وكان قد الثقه. وانا قدها، ودا دوري ناحيتك. إنتِ بقي دورك إنك تثقي فيا. وتخففي الهموم اللي خنقاكِ.

أصدرت شهقه ضعيفه ما أن أنهي هو حديثهُ ومن ثم وضعت كفها علي فمها ل كبح جماح بكائها، شعر للحظه بالحُزن، فلأول مره يجد فتاة تبكي أمامه مُنذ أن فارق خطيبته السابقة. ولكن هذه الدموع مُختلفه تمامًا عن سابقتها. دموعًا مُثقله بالهموم تصدر عن عينين تحتلهما البساطه وبراءه الأداء. لم يكُن أداء مُتكلف للحصول على شيء ما كما كان يحدث مُسبقًا...

وجدها تنشُج نشيجًا فيه نواح وبُكاء ل يئتكل داخله في آسيٍ لا يعرف لهذا الشعور سببًا ولكنه امد يده لها بمنديلًا لتلتقطه منه دون حديث...

ماجد بهدوء: اهدي يا روفيدا. واحكي لي كُل اللي واجعك اوي كدا.
روفيدا بأسف: نوراي.
ماجد مُضيقًا عينيه في ترقُب: مالها؟!

توقف نحيبها وهي تبسط الغطاء عليها. فلم يعد أمامها سوي التآسي وتقبُل مجريات أمورها...

تجللت بغطاء بعدما أحست ببردٍ قارسٍ ثم أمسكت ذاك التي شيرت بين يديها لتُقربه إلى أنفها، مُتنشقه عبيره في إشتياقٍ جارفٍ، ولوهلة تذكرت أمر هذا الملبس وكيف وصل إليها...

فلاش باك، رمقتها نوراي في هدوء ثم تابعت من بين دموعها قائله، علشان خاطري يا روفيدا. دا أول طلب واخر طلب، هطلبه منك، عاوزه أي تي شيرت من دولاب سليم.

روفيدا بحيره من أمرها: بس انا خايفه.
نوراي بهدوء: ما تخافيش سليم شكله هيبات عند عمو ناجي. ممكن؟!
روفيدا بإستسلام: حاضر.
Back، إبتسمت في تلك اللحظة رغمًا عنها لتعاود تنشقه من جديد ومن ثم نظرت لهذه القداحه الموضوعه بين كفها قائله بنبرة واهنه...

نتوا الحاجه. اللي فوزت بيها في الدُنيا دي. هو اه مش موجود. بس ريحته حوليا. تفتكروا بيعمل أيه دلوقتي؟! عند عمو ناجي ولا في شغل. أو يمكن رجع البيت علشان إصابة رجله.

كبا لون وجهها من جديد واحتلته خيبه الأمل مردفه بألمٍ، يا تري بيفكر فيا ووحشته؟! ولا كرهني؟!
في تلك اللحظة سمعت صوت أقدام تقترب ناحية غرفتها لتقوم ب دسهم أسفل الغطاء...

حملقت به في صدمه. عندما وجدته يفتح الباب بأريحية شديده وبعدها تابع بثباتٍ...

صاحيه ليه لحد دلوقتي.
إصطكت أسنانها ببعضهم، لتنهض عن الفراش بحركه جنونيه وما أن إقتربت منه حتى قامت بإزاحته بكلتا يديها قائله بصوتٍ ثائر...

مين سمح لك تدخل أوضتي. إنسي الهمجية دي. وإلا قسمًا بربي. ههرب المره دي وما هتعرف لي طريق تاني.

بادرها عاصم بإبتسامة بارده ومن ثم مد ذراعه إليها وقام بجذبها إليه حتى إصطدمت بصدره قائلًا بجمود، بقيتي شرسه أوي ياروحي.
تلوت هي بين يديهِ. تنظُر له شذرًا وكرهًا وأخذت تُردد بدموع وأنين...
بكرررررهك. لو ضغطت عليا، هقتلك. ورحمه أمي لأقتلك.
قرّب عاصم وجهه منها دون أن يلتفت لكلماتها ثم طبع قُبله حاره علي وجنتها مُرددًا بثبات...

انا جاي بس اتطمن عليكِ قبل ما أنام.
تحررت أخيرًا من أسر ذراعيه القويتين. لتبتعد عنه في سرعه ترمقهُ بتقزز وهي تمسح وجنتها بكفيها ك الأطفال قائله بإختناق...

بكرهك.

فتح عينيه في فزعٍ وأخذت أنفاسها تتلاحق في قسوة وكأنه كاد أن يفقد السيطرة عليها. ليجده مُوجهًا حديثه له في قلق...

إنت كويس يا سليم.
إعتدل سليم جالسًا ثم أسند ظهره إلى حائط هذه الغرفه الموجوده بصالته الرياضيه والذي إتخذها مأوي لتدريبها الفنون القتالية...

رمقهُ سليم بأعينٍ مُتأرقه ثم تابع وهو يتنهد بقوه...
كابوس وحش أوي. لو سمحت يا جواد اعمل لي كوبايه شاي. دماغي هتنفجر.
إنصاع جواد لحديثهِ حيث دلف خارج الغرفه علي الفور...
نظر للفراغ لبضع لحظات ومن ثم إنتقل ببصره حيث هاتفه الجوال وقد دارت في ذهنه فكره ومن ثم أجري إتصالاً به، أجابه بصوتٍ ضعيفٍ: أزيك يا سليم يابني؟!
سليم بثبات: بخير وإنت يا عم راضي؟!

راضي بحُزن: سيبتها ترجع له ليه يا سليم؟! انا قلبي واكلني عليها يابني.
سليم بتنهيدة قويه: هي اللي إختارت طريقها يا عم راضي.
راضي بلوم: هي ما أختارتش حاجه يابني. صدقني هي مُجبره علي دا. ممكن يكون هددها أنه هيقتلها.

سليم بعصبيه خفيفه: وليه ما وثقتش فيا؟! بتستهون بقدراتي ولا بتديله الفرصه يستغفلني ويفتكر نفسه حاجه وهو كلب. طرق التخلص منه، مفيش أسهل منها.

راضي بتساؤل: بالسهوله دي إتخليت عنها يا سليم. علي فكره حفله خطوبتهم في نهاية الأسبوع. وخليك مقتنع إن دا بإرادتها.

إحتدمت الدماء في عروقه. لم يستوعب حديث السيد راضي بعد وبعد صمت دام طويلًا مسح سليم علي وجهه بعنف مُرددًا بنبرة ثابته...

ممكن طلب يا عم راضي؟!
راضي بإستغراب: إنت ما سمعتنيش ولا أيه يابني؟!
سليم بثبات أكثر: سمعت. ولو سمحت أسمعني إنت بقي المره دي.
راضي بإستسلام: قول يابني.
سليم بنبرة مُنفعله قليلًا: عاوزك تبلغني بكُل حاجه بتحصل ل نوراي جوا القصر دا أول بأول. تقرير يومي عنها. وتبلغني لو فكر يتعرض لها. وتحاول تعرف منها. عاصم هددها بأيه علشان توافق تلبس دبلته.

راضي بهدوء: انا تحت أمرك يابني.
أغلق سليم الهاتف فور إنهاء حديثه لتسقُط عبره حارقه علي خده ومن ثم كور قبضته ليهوي بها علي الحائط ضاربًا إياه بغل صادرًا عنه صرخه قويه مكبوته، في تلك اللحظة وجد جواد يطرق باب الغرفه في قلقٍ ليتابع سليم بثبات أكثر...
أدخل يا جواد.
جواد بتلعثم: مالك يا صاحبي. إنت مش طبيعي النهارده.
سليم بهدوء: جواد عايزك في شغل مهم.
جواد بإستغراب: شغل. شغل أيه دا؟!

سليم بنبرة جامده: عاوزك تراقبلي شخص،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة