قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع عشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع عشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع عشر

إشتدت حدة عينيه وهو يتظُر للفراغ أمامه، ليجلس جواد أمامه علي الفور مُضيقًا عينيه وهو ينظُر له بإستفهام قائلًا، أراقب مين يا سليم؟!
إلتفت سليم إليه مجددًا ثم ردد بنبرة جامده وملامح بات فيها كاشرًا عن أنيابه.

نوراي؟!
نظر إليه بعينين جاحظتين لم يُدرك ما قاله حتى الآن. ليتنحنح مردفًا بنبرة متسائلة، نوراي؟! إنت مُتأكد.
سليم بثبات: مهمتك يا جواد إنك تراقب تحركاتها خارج باب القصر. بتروح فين وبتعمل ايه؟! المراقبة هنا مش لأي هدف غير حمايتها. من غير ما أظهر انا في الصورة.

جواد مُتلعثمًا في عباراتهِ: اوعي تكون عاوز تأذيها يا سليم؟!
رمقه سليم بهدوء في بادئ الأمر ومن ثم أطلق ضحكه ساخره قائلًا...
كأنك بتقولي أوعي تأذي نفسك، اسمع اللي بقولك عليه. بلغني بكُل تحركاتها وبتقابل مين. خليك جنبها ولو حد فكر يتعرض لها بلغني في اسرع وقت.

جواد بتفهم: اللي تشوفه يا صاحبي. بس رسيني علي الحوار كُله.
أومأ سليم برأسه في ثبات ومن ثم تحامل علي ساعديه حتى إنتصب واقفًا ثم تابع بحسم، بكرا بإذن الله هفهمك. كُل اللي مطلوب منك.

أنهي سليم جملتهُ الأخيرة ثم سار بخطواته صوب باب الغرفة حتى ترجل خارجه، إلتقط هاتفه علي الفور ثم رفعه علي أذنه مُنتظرًا إجابتها، علي الجانب الاخر، نظرت روفيدا إلى شاشه هاتفها. ليتغير لون وجهها في قلقِ ثم أسرعت بالرد قائله بنبرة خافته...

ايوه يا سليم؟!
اتاها صوته مُرددًا بثبات: فينك كدا؟!
روفيدا بهدوء: خلصت شغل وراجعه البيت.
سليم بتفهم: تمام أنا جاي أخدك.
روفيدا بتوتر قليلًا: ما أصل ماجد هيوصلني؟!
ساد الصمت لبضع ثوانٍ ومن ثم صدر منه إجابه جامده بعض الشيء، وماجد يوصلك ليه؟!
روفيدا بنبرة متوتره: ما إنت إتأخرت عليا يا سليم وبعدين طريقنا واحد.
سليم بثبات: ما تتأخريش.
روفيدا بنبرة سريعه: سليم إنت مضايق مني؟!
سليم بحسم: كلامنا في البيت.

سمعت شارة إنتهاء المكالمه لتبعد الهاتف عن أذنها ثم تُلقيه داخل حقيبتها وهي تتنهد بحُزنِ...

يارب. ريح قلبه.
في تلك اللحظة قطع حديثها صوته حيث ردد بنبرة مرحه، هو مين بقي؟!
نحت روفيدا بصرها إليه ثم رمقتهُ بأعينِ دامعه ونبرة أشبه للبكاء، سليم.
ماجد بتفهم: سليم راجل يا روفيدا، ما تخافيش عليه. محنه وهيتخطاها.
روفيدا بهدوء: يارب.
وهنا بادرها بإبتسامة حانيه. لتلتقط هي حقيبه يدها مُنطلقه ناحيته مردفه بهدوء...

يلا نمشي. علشان ما يقلقش عليا.

جميل جدًا. بلغتيها بشروط الجمعية كُلها؟!
أردفت إلهام بتلك الكلمات في جمود وهي تجلس بحجره الصالون الملحقه بالطابق الأرضي. بينما رمقتها آلاء بتفهم ونبرة هادئه...

تم كُل اللي حضرتك عوزاه يا إلهام هانم.
إلهام بثبات: كدا مش فاضل غير تتفقي معاها، بخصوص الحفله اللي هتتم بينا إحتفالًا بالعقد.
آلاء بتفهم: هبلغها في اقرب وقت يا هانم، ما تقلقيش.

باغتتها إلهام بإبتسامة لم تصل إلى ثغرها بينما إنتصبت آلاء واقفه ثم إستأذنت بمغادرة القصر، في تلك اللحظة دلف عاصم حيث تجلس والدته، ثم القي بجسده علي الأريكة المقابله لها مُردفًا بنبرة بارده، خير يا أمي. ايه المشكله اللي مش قادرة تستني عليها للصبح ومصحياني من النوم علشانها؟!

نحطت إلهام داخلها بأنفاس مُغتاظة ثم رددت بنبرة واجمه وهي تصر بأسنانها، أيه حكايتك مع بنت الشوارع دي يا عاصم. انت جايبها القصر تاني علشان تهددني وتقل أدبها عليا؟!

إعتدل عاصم في جلستهِ ثم ضيق عينيه في ترقُب دون أن يتفوه بكلمه بينما إستئنفت هي حديثها بنبرة مُغتاظة، ايه مش مصدقني؟! روح اسأل الهانم بتهددني بأيه. وبعدين البنت بتكرهك. باقي علي واحده زيّ دي لييييه؟!

عاصم بنبرة واجمه: ممكن نكمل كلامنا بعدين يا أمي.
نهض عن المقعد علي الفور وصار بخطواته ليجدها تهتف بنبرة هادره، اوعي تكون فاكر إنك لما تملكها غصب عنها كدا بتكسرها. لا يا باشا. هي اللي كسراك. فكرة انك تحب واحده عُمرها ما حبيتك وتوصلها بكامل رغبتك وهي مش عاوزه دا. ف دا عُمره ما كان قوة. دي بتضعفك أكتر ما أنت ضعيف في وجودها، البنت دي لازم تخلص منها يا عاصم. فوق لنفسك قوتك مش هتدوم بيها.

أغمض عينيه في إختناقِ ثم أكمل سيره ناحيه الدرج بخُطي سريعه، مكورًا قبضة يده ك محاولة لكظم غيظه...

دلفت داخل المنزل علي الفور، لتجد والدتها تُشاهد التلفاز كعادتها بصُحبة نسمه، وهنا تابعت روفيدا بنبرة هادئه: ماما سليم رجع؟!

لم تجد إجابه لسؤالها. فتجلس كُلًا من السيده خديجه ونسمه فاغرات فاههما أمام شاشه التلفاز يُتابعون مسلسلهما المُفضل. ولم ينتبها لدخول روفيدا بالمرة بينما صرت هي بأسنانها في غيظٍ ومن ثم أسرعت بغلق باور القفل الخاص بالتلفاز، إلتفتا ببصرهما وأخيرًا إليها. لترمقهما بنظره مُغتاظه قائله، لازم اقفل التليفزيون علشان تردوا عليا؟!
خديجه بشهقه خفيفة: يوووه. معلش يا بنتي. المسلسل خدنا.

نسمه وهي تنظر لها بجانب عينيها: دي كانت اهم حته في المسلسل.
روفيدا بغيظ: فين سليم؟!
خديجه وهي تُشير بعينيها حيث غرفته، في أوضته.
روفيدا بتفهم: أكل يا امي؟!
خديجه بحُزن: مش راضي يابنتي.
تنهدت روفيدا بعمقٍ ومن ثم رددت وهي تتجه إلى غرفته بخُطواتها...
طيب بعد إذنك يا أمي. جهزي لنا الأكل.
قامت في تلك اللحظة بطرق باب غرفته، طرقات خفيفة لتجده يهتف بنبرة ثابته، ادخل.

أطلت هي من خلف الباب لتجده يجلس إلى الفراش ويحاوطه كومة من الأوراق المُبعثره، عقدت حاجبيها في إستغراب ثم وقفت قبالته مُباشرة مردفه بتساؤل، بتعمل أيه يا سليم؟!
سليم بهدوء: بقرأ شويه في القضية.
أومأت روفيدا برأسها في تفهم، ومن ثم مالت بجسدها قليلًا حتى جلست إلى طرف الفراش مردده بحنو، أمتي هتبدأ في القضية.
سليم بثبات: قدمت طعن ومستني الموافقه.

رمقتهُ روفيدا بنظرة حانيه ثم مدت يدها إلى الأوراق وبادرت بجمعهم في كومة واحده قائله بنبرة خافته...

سليم إنت زعلان مني.
إبتسم لها إبتسامة حانيه ليمد يده إليها، تزحزحت قليلًا من مكانها حتى إرتمت إلى أحضانه فودت لو تُطيب خاطرهُ المُنكسر، تزرع قلبه بالورود بعد أن تصحر من شده الوجع، ولم يعُد صالحًا للحُب أبدًا، فهي تسعي دائمًا بأن تُشاطرهُ أحزانهُ قبل أفراحه. وهنا رددت بنبرة حزينه، اوعي تزعل مني يا سليم. والله ما قصدي أزعلك.

سليم وهو يطبع قُبله حانيه علي جبينها: ما زعلتش. بس مش عاوزك تتعودي علي وجود ناس مش دايمين معاكِ. مش شرط التعود ييجي من الحُب. طبيعي جدًا يكون من التكرار. وطبعًا إنتِ أخت سليم. يعني الناس تتعب توصلها. وبردو ما يوصلهاش غير اللي مُصر عليها رغم صلابة القشره اللي حواليها، ومن ثم إستئنف حديثه غامزًا لها: انا يعني. فهماني؟!

روفيدا بحُب: انا أصلًا اتعقدت من الجواز يا سليم. علشان حاسة إني مش هلاقي واحد يحبني زيك. إنت بإهتمامك وخوفك عليا. خليتني مُكتفيه بيك. ومش بفكر أدخل راجل تاني في حياتي.

سليم بنبرة مازحه بعض الشئ: هو أه هيقاسمني في حُبك. بس دي سُنه الحياه وبعدين انا عاوز أكون خال ولا إنتِ أيه رأيك!

روفيدا بحنو: أبدًا مش هتجوز غير لما أشوف ولادك الأول.
تنهد هو بأسيٍ بينما لاحظت هي شروده قائله بهدوء، لو عاوز تنساها. صدقني هتنساها يا سليم.

إبتلع غصه في حلقهِ وقد شاط به الغضب وهو يردد بنبرة مهمومه، أنساها؟! حتى لو عاوز دا، مش هنساها. نوراي بقيت مرض بيجري في دمي. معرفش علاجه حتي. بس تعرفي حتى لو عارف علاجه ف انا عاوز أفضل مريض بيها. مش هسيبها لعاصم. قلبي مش هيركع لحد، هي قبلت تذل قلبي وانا هنقذها منه بس مش هتشوف سليم بتاع زمان تاني.

إبتعدت عنه روفيدا قليلًا ومن ثم أخفضت بصرها في حُزنٍ عندما إشتعلت حرارة نبراتهُ لتردد بخفوت...

ما تظلمهاش يا سليم. نوراي بتحبك حتى لو باينت عكس دا، مش يمكن عندها أسبابها الخاصه او مثلًا خايفه عليك؟!
رفع سليم أحد حاجبيه في إستنكار ثم ردد بنبرة جامده ناظرًا للفراغ أمامه، عليا انا؟! من مين؟! عاصم مثلًا؟! ايه ماقدرش اقف قصاده؟!
روفيدا بتوتُر: تقدر طبعًا. بس عُمر دا ما كان الحل. وبعدين انا بفترض مش أكتر.

سليم بجمود: تعرفي لو إفتراضك صح. انا مش هسامح نوراي أبدًا وإحتمال كبير أرمي ماضيها ورايا وأعدي. اللي ما يثقش فيا، ما يستحقش مُعافرتي علشانه.

إبتلعت روفيدا ريقها في توتر وبادلته إبتسامة لم تصل إلى ثغرها، ليقطع حديثهما دلوف نسمه مردفه بمرح، جبتلكم العشا.
إقتربت نسمه بخطواتها إليهما ثم وضعت صينية الطعام بينهما وبعدها همّت بتحريك أحد المقاعد من مكانهِ لتجلس إليه علي الفور وتبدأ في تناول الطعام...

كلوا يلا. علشان انا بصراحه جوعت.
روفيدا مُضيقه عينيها: هو إنتِ ماكلتيش مع ماما ولا أيه يا نسمه.
إتملأ فمها بالطعام وراحت تمضغه في سرعه وهي تُردد بفمٍ مُنتفخٍ، أصل انا جوعت تاني.
سليم بضحك: وإحنا ذنبنا أيه. يتاكل أكلنا يعني؟!
نسمه وهي ترمقهُ بجانب عينيها: سديت نفسي. مش واكله.
أنهت جملتها تلك وهي تمد يدها إلى أحد الأطباق ثم تلتقطه إليها ومن ثم عادت بمقعدها إلى الخلف.

روفيدا بنبرة ضاحكه: قنوعه اوي نوسه دي.
سليم بنبرة ذات مغزي: خليها تاكل لما تبقي شبه العربيه النقل المحمله أنابيب.
تجهم وجهها من شدة الغيظ. لتتوقف عن المضغ لبضع ثوانٍ ومن ثم إنتصبت واقفه وهي تضع احد ذراعيها حول خصرها...

متغاظين مني ليه؟! دا انا حتى عبارة عن كُتلة فتنه مُتحركة. ألف مين يتمناني. بس النِفس مش قابله يا بتاع الفلبينيه.

إرتسمت علي ثغرها إبتسامة عريضه ثم ردد بنبرة ضاحكه، كُتله فتنة مُتحركة، روحي إتفرجي علي المسلسل اللي لا يسيئك.
نسمه بغيظٍ: شوفت اهو إتفتنت وخايف من الذنوب ف عاوزني أطلع برا يا سمسم.
مسح علي وجهه في تلك اللحظة ويصدر منه ضحكه فاتره، حيث توجه بحديثه إلى شقيقتهِ قائلًا، الفتنة كبست علي نفسي يا روفيدا. خُديها وأطلعي برا.
روفيدا بضحك: أجل يا أخي العزيز. تحاوطنا الفتنه من جميع الجهات.

نسمه بغيظٍ: بس يا بت يا مسلوعه. يلا قدامي علشان سمسم ينام.

في صباح اليوم التالي، يوم مُشمس. غطت أشعة الشمس حجرتها بأكملها. جلست إلى فراشها وهي تصر علي أسنانها في غيظٍ لتجده يدلف إليها مُرددًا بثبات، أظن وصلك قراري من ناحيه شغلك؟!
أزاحت الغطاء عنها ومن ثم وقفت قبالته وهي تُردد بنبرة مُشتعلة، قولتلك مليون مره. شغلي برا أي حاجه. أزاي توقف حُراس علي باب القصر ويمنعوني من الخروج.

عاصم بنبرة حاده: عقاب.
نوراي بنبرة هادره: العقاب هو إني أكون معاك في نفس المكان أصلًا.
عاصم غامزًا لها: وقريب تبقي نفس الأوضه، ولا إنتِ أيه رأيك؟!
نظرت إليه شزرًا ومن ثم قربت فمها ناحيه أذنيه قائله بتحدي، دا في أحلامك وبس.
عاصم بضحكه ثابته: وهتبقي حقيقه غصب عنك.

ضغطت علي عينيها بنفاذ صبر بينما مرر هو أصابعه علي وجنتيها مُرددًا بصرامة، أمي خط أحمر. والعقاب مُستمر لحد ما دبلتي تكون في إيدك وساعتها تقدري تكملي شغلك في أي مكان يعجبك.

مشت نوراي بخطواتها صوب باب الغرفه ثم قامت بفتحهِ علي مصرعيهٍ ثم تابعت بجمود مُشيره له بإصبعها...

إطلع برا.
رمقتهُ نوراي بكره حتى غادر المكان ثم بادرت بصفق الباب عقب خروجه لتُهرول ناحية هاتفها ثم تلتقطه بعصبية خفيفه...

أخذت تقضم أظافرها في عصبيه وما أن أجابتها حتى رددت نوراي ببكاء...
روفيدا. انا هموت هنا.
إنتبهت روفيدا لحديثها المليء بالألم. لتتوقف عما تفعل ثم تُردد بنبرة قلقه.

مالك يا نوراي!
نوراي بشهقه عالية: مخنوقة يا روفيدا. عاوزه أصرخ. بس ماحدش هيسمعني ولا هيحس بيا، مفتقداه. انا ما وحشتهوش؟!

روفيدا بنبرة حزينه: وحشتيه.
نوراي بلهفه: قالك أيه عني؟! طيب ليه ما حاولش يطمن عليا. عاوزه اسمع صوته او اشوفه. عاوزه اتطمن بيه يا روفيدا. حاسه إني هموت في المكان دا من غيره.

روفيدا بحنو: اهدي يا نوراي. إن شاء الله ليها حل.

مسح علي وجهه في إرهاق، يعمل مُنذ يومين دون إنقطاع. لم يستطع الوصول لشيء حتى الآن ولكنهُ حتمًا سيصل. فهناك من يستغل اسمه لإلحاق الضرر به في تلك اللحظة وجد سكرتيرته تقرع الباب في هدوء ليأذن لها بالدخول، السكرتيره بثبات: الجواب دا جاي لحضرتك يافندم.

إلتقطه منها في هدوء ثم أومأ برأسه لها لتترجل هي خارج الغرفه، عقد حاجبيه في إستغراب ومن ثم تنهد ببُطيء وهو يتفحص هذا المظروف من الخارج وسرعان ما إنتشل الورقه الموجوده داخله. لتجحظ عيناه في صدمه وهو يقرأ فحواها الذي لم يتوقعه أبدًا...

أخرج برا الموضوع دا وما تحاولش تفتش ورانا يا فؤاد باشا. علشان الترابيزة ما تتقلبش عليك.

هبّ واقفًا عن مقعدهِ وراح يمحو قطرات العرق المُتصببه علي جبينِهِ وهو يهدر عاليًا باسم سكرتيرته حتى وقفت امامه في خوفِ ونظرات مُتسائله بينما تابع هو بغضبِ عارمِ...

الجواب دا دخل الشركه هنا أزاي؟!
السكرتيره بخوف: ساعِي البريد يافندم.

دي مش ملامح سليم اللي أعرفه ولا دا كلامه. أرجع لطبيعتك يابني. لو كُل الناس اللي بتتوجع إستقوت القلب. الدُنيا هتبقي غابه.

أردف ناجي بنبرة هادئه وهو يربت علي كتف سليم الذي ردد من بين خنقتهِ...
انا بعامل كُل واحد بأسلوبه مش أكتر.
ناجي بحُزنِ: طيب ونوراي. ذنبها أيه علشان تستقوي القلب عليها؟!
سليم بجمود: ذنبها إنها إختارت تقف مع عدوي في الحرب.
ناجي بثبات: وليه ما تقولش انها أسيره حرب مش أكتر؟!

رمقهُ سليم بنظره حزينه ليتنهد بقوة ثم يُطلق زفيرًا من بين عصبيته واضعًا رأسه بين كفيه، مش عارف. غير إنها خانت حُبي ليها. هتلبس دبلة واحد تاني وتتجوزه وتجيب منه عيال وتقولي أسيره؟!

مد ناجي كفه إليه ثم أمسك ذقنه بأطراف أصابعه مرددًا بثبات...
ما تخليش غيرتك عليها وإنها في بيت واحد تاني تعميك عن حقيقه إنها ما حبيتش غيرك ومجبوره علي دا، مهما كان سببها اللي لحد دلوقتي مجهول بالنسبه لنا.

في تلك اللحظة قطع حديثهما صوت رنين هاتفه، إنتقل سليم ببصره ناحيه الهاتف ثم قام بإلتقاطهِ في هدوء وما أن وضعه علي أذنه حتى أتاهُ صوتها مُردده بنبرة باكية...

وحشتني.
تصلبت أطرافه في هذه الأثناء وقد خنقته دموعها. ليبدأ في مسح جبينه بأطراف أصابعه في صعوبة إدراك بينما إستئنفت هي حديثها قائلة، علشان خاطري رد عليا. محتاجه اسمع صوتك يا سليم.
أتاها صوته مردفًا بصرامة: وانا مش محتاجك.
نوراي بصراخ: سليم انا محتاجاك. خليك جنبي. ما توجعنيش اوي كدا.
صر علي أسنانه في ثوره ومن ثم إستكمل بتهكم: بنتعلم منك يا نوراي هانم.

نوراي بعدم تصديق لحديثه: بلاش الأسلوب دا لو سمحت. حاول ما تكرهنيش. انا ماليش غيرك حتى لو بعيد عني. انا بحبك والله العظيم بحبك.

سليم مردفًا ببرود: إنتِ مش بس وقعتي من عيني. لا إنتِ وقعتي من قلبي. وما عادش ليكِ مكان جوايا. إنتِ أصلًا هتعملي أيه بحب واحد فقير. إنطقي!

نوراي بإنكسار: هكمل بيه. ما هو اللي قلبه بيقسي زيك ما يعرفش حاجه عن التضحية. وفكرة إن روح حد بيحبك تبقي جوا دايرة الخطر. ف تضطر علشان تخرجه منها. إنك تضحي بروحك اللي بتتهدّ في غيابه. وياريت بيحس.

سليم بتهكم: تفتكري ماحسش؟!
نوراي بجمود: للأسف.
سليم بحده: هددك إنه هيقتلني. مش كدا؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة