قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث والأربعون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث والأربعون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل الثالث والأربعون

اشتدت ملامح عاصم جزوعًا حين مر اسم والدتهُ علي مسامعه، كان بين مد وجزر تتقاذف به الصدمات كما يحلو لها، بينما دلف سليم لداخل الغرفة وكذلك تبعه ماجد، تمهل سليم قليلًا في روية قبل أن يهتف به بنبرة مُتسائلة: أسأله يا عاصم، أيه علاقته ب والدتك!
في تلك اللحظة ألقي عاصم الكلام جزافًا دون تفكير: أمي!

إندفع عاصم إليه بكامل قوته، ثم قبض على ياقه قميصه حتى كاد أن يخنُقه مرددًا بحدة، أنطق. أيه علاقتك بأمي؟!، وهي السبب في خطف نسمه!
أومأ كمال برأسه سلبًا، ينظُر لوجه عاصم الذي إحتدمت الدماء به و قد شاط به الغضب فقرر أن ينجو بنفسه إذ أفصح بالحقيقة...

كمال بنبرة متلعثمة: إلهام الدالي مالهاش أي علاقة بشغلنا، وما تعرفش غير إني واحد أتوسطت لي عند جوزها علشان أشتغل في الشركة مُجاملة ل عزيز المرشود.

عاصم بصراخ هادر: وأمي تعرف الراجل دا منين؟!
وقف سليم في تلك الأثناء حائلًا بينهما فقد ثناهُ عن فقد سيطرته علي نفسه بينما تابع كمال بصوتٍ مضطرب، كان متبرع للمؤسسه الخيرية عندها وكونوا صداقة سريعه ولمّا طلب منها تشغلني في الشركة عندكم، رحبت ب دا جدًا. هو استغل انها مؤمنه جدًا بالطبقية، وبتحترم أي شخص غني.

أومأ عاصم برأسه عدة مرات ومن ثم أبعد سليم بذراعه قليلًا وفجأه ارتد برأسه للخلف ل تعود مجددًا تُطيح برأس كمال بقوة حيث هدر بحدة، كوبري يعني!
أصدر كمال تأوهًا علي ما أصاب رأسه من صداع أثر الضربه وكاد أن يفتك به، بينما هدر به سليم أن يتوقف عما يفعله قائلًا...

أهدي بقي يا أخي، هتموت الراجل!
عاصم بنبرة هائجة: قول العنوان اللي خاطفين فيه نسمه بسرعه!
كمال بتلعثم: في مستودع الأنابيب علي طريق مصر إسكندرية الصحراوي.

في تلك اللحظة صفق سليم بيديه وقد صدر عنه ضحكة عالية فقد تمكن وأخيرًا من ربط الأحداث ببعضها لتكتمل الصوره بشكل أوضح لديه وراح يردف بثبات، وطبعًا اختارتوا المكان دا بالأخص، لأني قدمته قبل كدا للمحكمة ك مقر قديم للعصابة، وبما إن مراتي هي المقصودة بالخطف، ف كُنتوا متأكدين إن دا أول مكان هدور عليها فيه، وبكدا تخلصوا عليا والقضية تتقفل وتبقوا ضربتوا عصفورين ب حجر واحد. براو، خطة في مُنتهي الذكاء.

ومن ثم استئنف حديثه مردفًا بثبات: فين تليفونك يا كمال باشا؟!
كمال بعدم فَهم: ليه؟!
إِفتر ثغر سليم عن إبتسامة باردة، إقترب منه بخُطي وئيدة وسط نظرات عاصم المراقبه له، ومن ثم مد يده في جيب بنطاله ليلتقط الهاتف منه قائلًا، لو عاوز تخرج من هنا فيك نفس، يبقي تنفذ اللي هقوله بالحرف الواحد!، أمين!

إبتلع كمال ريقه بصعوبة. أمعن النظر في ملامح سليم الثابتة فقد قرأ الجدية فيها وبالأخص عندما كشف مخططتهم بذكائه المعتاد فهو ك السيل الجارف، إذا وقف أمامه أقوي رجل ب العالم، أدرك بأنه لم يكُن إلا صاحب قوة وهمية وأبدًا لا يفرد عضلاته، فقط لعقله الأولوية الكُبري، هزّ كمال رأسه بخوف ثم أردف بنبرة خائفة: هعمل اللي هتقول عليه.

رمقهُ سليم بثبات وقد إرتسمت علي مُحياهُ إبتسامة ماكرة، ومن ثم ربت علي كتفه بثبات قائلًا، هتتصل ب عزيز المرشود حالًا، وتبلغه بإنك إضطريت تسافر لأي مكان، دورك إنك تلاقي حجة مُقنعة وكمان تقنعه إن الخطة فشلت ولازم يخلص مني في ظرف 24 ساعه يعني قبل جلسة المحكمة بحجة خوفك أنه يبلغ عن خطف البنت والحكاية تكبر، ها عرفت هتعمل أيه!

أومأ كمال برأسه في تفهم، ومن ثم نظر ناحيه عاصم الساكن في مكانهِ وتنبعث من عينيه نار متأججه وهنا إلتقط الهاتف من سليم علي الفور وراح يطلب عزيز المرشود هاتفيًا مُنتظرًا إجابته...

قام سليم بالضغط علي السماعه الخارجيه للهاتف حينما أشار له بأصبعه أن يبدو طبيعيًا في كلامهِ في تلك اللحظة تابع عزيز بصرامة...

إنت فين يابني آدم؟!، الخطة باظت بسبب غيابك.
كمال بثبات: أضطريت أسافر لبنان علشان ابني تعب فجأه وعرفت من سعيد إنهم خطفوا بنت تانيه.

عزيز بحدة: من البداية ماكانش ينفع أثق في رجالتك، كلهم مُغفلين؟!
تنحنح كمال قليلًا بهدوء قبل أن يُتابع متسائلا...
طيب إنت ناوي على أيه دلوقتي!
عزيز بنبرة كارهه: هخلص علي البنت طبعًا، وهدور علي خطة بديلة.

تضاربت نبضات قلب عاصم في تلك اللحظه بدأ يكور قبضة يدهُ في إنفعال وقد برزت عروقه واحتقن الدماء بها، بينما تابع كمال بثبات، انا هقولك علي خطة أضمن، إنت تتصل بكرا ب سليم النجدي وتعزمه علي الغدا في المُنتجع علي أساس إنك هتوريه مقر الفرع الجديد لشركته وتلفق له قضية قتل ياخد فيها إعدام، لكن بلاش تقتل البنت قبل ما تخلص من سليم نفسهُ، علشان ممكن يقدم بلاغ بقتلها ومع التحريات هيتأكدوا من غيابها والقضية هتكبر.

نالت الفكره استحسان عزيز حينما ضحك ملء شدقيه وراح يُردد بإعجاب: فكره جُهنمية، وطبعًا قضايا القتل معروف مصير الجاني فيها.
إِفتر ثغر سليم عن إبتسامة ثابتة وقد عبرت كذلك عن إستهزائه به بينما تابع كمال بهدوء، تمام، نتقابل لمّا أرجع من السفر بقي.
أغلق كمال الهاتف علي الفور ثم زاع بصره ناحيه عاصم الذي رمقه بحدة وراح يقول بثبات، طبعًا إنت هتنورنا هنا، لحد ما نسلم رئيسك للبوليس وبعدين إنت تحصله.

تعاطف عاصم في مشيته قليلًا، ومن ثم قام بجذب أحد المقاعد أمام كمال ثم جلس عليه قائلًا بثبات، احمد ربك إن سليم موجود.
في تلك اللحظة سمعوا صوت دوي في الغرفه، إنتقل سليم ببصره ناحيه جيب بنطاله وهو يعلم تمامًا من المتصل!، نظر إلى شاشه الهاتف ثم ظهرت علي شفتيه إبتسامة خفيفة وراح يردد بثبات قائلًا، عزيز باشا!، أزيك. دا انا قولت أنك نسيتني في المشروع. كُنت هزعل جدًا.

عزيز وقد صدر عنه ضحكة صفراء: أنا اقدر طبعًا، وعلشان مايرضنيش زعلك ف انا عازمك بكرا علي الغدا في المُنتجع. ها بقي تحب الغدا يكون أيه، من حق الضيف يختار!

مشي سليم بخُطوات هادئه إلى أن وقف أمام كمال مباشرًا، مد ذراعه إليه ثم طرق علي كتفه بثبات جليّ، سمك، أصله بينمي الذكاء!
عزيز بنبرة هادئه: تمام، أكيد مستنيك.
سليم بثبات: أكيد.
أنهي الاتصال علي الفور ثم نحا ببصره إلى عاصم مردفًا بثبات، تعالي معايا برا شوية!
إنصاع عاصم لحديثه حينما نهض بتثاقلِ فقد فهم ما يرمي له وهنا عبرت مواقفهما عن التحام متين وما أن دلفا معًا للخارج حتى تابع عاصم بتساؤل...

المفروض إني هتحرك أمتي يا سليم!

رمقه سليم بنظرة ثابته، ومن ثم أعتمد أسلوبًا مباشرًا في حديثه حينما قال له بإبتسامة صادقة، حاسس بيك، أصلي في يوم كُنت مكانك وبسبب سعة صبري نجحت في كُل اللي أتمنيته فإنت لازم تجبر الظروف تخضع لك طول ما أنت مدرك تمامًا يعني أيه الوقت المناسب، بإذن الله في نفس الوقت اللي هقابل فيه عزيز المرشود، إنت هتاخد الرجاله وتروحوا المستودع، وبلاش تهور لو سمحت عاوزين نكسب من غير خساير.

ماشاهُ عاصم في رأيهِ وقد إرتسمت علي مُحياهُ إبتسامة صادقة وفجأة إقترب أكثر من سليم ثم ضمه بصدق نيه فقد أحس لأول مرة كيف تكُن الصداقه!، أدرك الآن أنها شيء ذا مذاق خاص، وأحس للحظة بالندم حيال هذا الشعور الذي فهمه متأخرًا...

شدّ سليم علي ظهره بثبات، وقد اقتنع تمامًا بنصيحة زوجته بأنه لا يصح إخبار التائب بذنبه السابق حتى يتمكن من التشافي الأبدي.

سليم بهدوء: تعرف إني مفتقد نسمه جدًا، وكأن البيت بقي من غير روح ومضلم!

في صباح اليوم التالي، قرع الجرس الخاص بمنزل والديها القديم، فهو يعلم تمامًا بأن زوجته لا ترتاح نفسها إلا بالتواجد في هذا المكان، ف ظن بأن الوضع ربما استتب وهدأ قليلًا عن ليله أمس، ظل يهزّ قدميه بصورة واضحة فقد مل الإنتظار، يموت شوقًا لرؤيتها أمامه وكأنه فقد أعز شيء يمكن أن يملكه بالدنيا...

نظر ناحية باقة الزهور لوهلة، ومن ثم عاود النظر ناحية الباب في إنتظار قدومها وبالفعل وجدها تفتح الباب بهدوء ومن ثم طالعته قائلة بنبرة ثابتة، جاي هنا ليه يا زياد!، وفين ورقة طلاقي!

تنهد زياد بعمقِ، يعشقها حد اللا استغناء ولا يسمح لفكرة غيابها عنه تسيطر علي عقله، إقترب أكثر منها ومن ثم حاوط خصرها بذراعه قائلًا بثبات، بس انا مش هطلق يا آلاء، شيلي الفكرة دي من دماغك. انسي إني ممكن أكمل حياتي من غيرك، انا إختارتك بإقتناع ومكمل معاكِ بإقتناع أقوي، انا بحبك ومش عاوز الظروف تقسمنا لقدرين، انا مش هستحمل تكوني لحد غيري. بلاش الشيطان يلعب بقلوبنا وبلاش إنتِ كمان تكسرني بغيابك.

نكست ذقنها يائسهً، تهطل الدموع من عينيها بغزارة شديدة وكأنها أحتفظت بدموعها للحظة كهذه في تلك اللحظه أخذت تشهق شهقات خفيفه يُصاحبها رعشه في سائر جسدها بينما وضع هو أصابعه أسفل ذقنها ثم رفع وجهها إليه حتى تلاقت نظراتهما وهنا تابع بحُب جارف، عارفه!، دا اختبار من ربنا علشان تعرفي إنتِ اختارتي صح ولا لأ، وانا رجولتي ما تسمحليش أحس في عيون مراتي أنها ندمان لحظة علشان إختارتني، ولو علي الأطفال ف إنتِ بنتي، انا خايف أخسرك مالاقيش زيّك تاني، لأ دا انا أكيد مش هلاقي زيّك تاني، علشان إنتِ نسخه ما بتتكررش وربنا رزقني انا بيها، عاوزاني أتمرد علي رزق ربنا ليا!، أنطقي يا هانم؟!

أنهي حديثه إليها وأخذ يمحو بأصابعه الدموع عن وجنتها بينما صدر عنها إبتسامة حانيه بعد أن سكن جأشها وزال من صفحة وجهها أثر الدموع لتردف بنبرة هادئه، يعني مش هتسيبني علشان العيب اللي فيا دا أبدًا.

في تلك اللحظه قام بضمها إليه في ثبات وأخذ يشدّ علي ظهرها بلهفه فقد استقرت نبضات قلبهُ بوجودها ليردف بهمس، بس انا مش شايف فيكِ عيوب، علشان مفيش أب بيقتنع أن أميرته زيها زيّ البشر وفيها عيوب أكيد، كُلنا فينا عيوب بس العاشق هو اللي حابب عيوبك ومصنفها في خانة المزايا.

وما أن انهي حديثها حتى أمسك بالدبلة بين أصابعه ومن ثم وضعها حول أصابعها مجددًا وراح يقبل كفها في هيام...

أشربي اللبن دا يالا، انا عاوز ابني يطلع وحش لأبوه.
أردف ماجد بتلك الكلمات وهو يجاورها في الفراش، فقد أرهقها الحمل وتشعر بغرابة الوضع لكونة المولود الأول لها، هزة روفيدا رأسها برفض بينما أمسك ماجد وجنتيها غصبًا وراح يردد بثبات، أصل هتشربيه غصب عنك أو بإرادتك، بسبب إهمالك في نفسك، خدودك إتشفطت.

روفيدا بعند وهي تهزّ رأسها سلبًا: مش هشربه، والله ما بحبه حرام عليك بقي، لو أجبرتني عليه هيحصل حاجات مش هتعجبك أبدًا.

ماجد مضيقًا عينيه بإستفهام: حاجات زيّ أيه!
رفعت روفيدا أحد حاجبيها ومن ثم تابعت بنبرة أكثر شموخًا: فكرّ تشربني اللبن كدا وانا هخليك تشوفها عملي.

صر ماجد علي أسنانه، وأخذ يضغط علي شفته السُفلي بإمتعاض وفجأه رفع كوب اللبن إلى فمها وقد أحكم قبضتة علي رأسها حتى يُعجز حركتها، أخذت روفيدا ترتشف كوب اللبن الدافيء جرعة ثم تُغلق فمها برفض ليصرخ هو بها فتبدأ في إرتشاف أخري وما أن قارب الكوب علي الإنتهاء حتى أبعد ماجد يدهُ في إنتصار مردفًا، ها!، عاوزه ترجعي! أشطا انا أصلًا ما بأقرفش، لكن دماغك دي ما تنشفش عليا أبدًا، ماشي يا أم سحلول!

أفطي بقي يا نسمه!
جلس بجانبها إلى الأرض، أنزوت علي نفسها في ركُن من الغرفة تضم ساقيها إلى صدرها وقد جاش الهم في صدرها ثم رددت بنبرة هادئه، معقول سليم مش بيدور عليا!، ولا حتى عاصم! للدرجة دي انا كُنت تقيلة عليهم يا رمضان!

رمقها رمضان بنظره حزينه مُطأطأ الرأس، بينما تابعت هي بنبرة أشبه للبكاء، انا خايفه وعاوز أمشي من هنا، ساعدني الله يخليك!
إبتلع رمضان ريقه بصعوبة، فما تقوله مُبادرة قوية عليه وأكثر خطرًا، ولكنه تأثر ب نبرتها بشكلٍ ملحوظ قائلًا، انا كمان خايف، تفتكيي هعيف أهيبك!
نسمه مسلطة إنتباهها عليه: إنت بس أعمل اللي هقولك عليه!

أومأ رمضان برأسه إيجابًا، بينما سمعت هي شخصًا يتحدث بصوت عالي بعض الشيء، في تلك اللحظه نهضت علي الفور صوب الباب ومن ثم استرقت السمع من خلفه لتجد الشاب يهتف برجاله قائلًا، أول ما أديكم إشارة، تقتلوا البنت اللي جوا دي وترموا جُثتها في البحر ولا حس ولا خبر.

أحد الرجال بتفهم: حاضر يا ريس، اوامرك محفوظه.
إرتعشت أوصالها في هذه اللحظة، استندت بجسدها علي الباب، وقد أغمضت عينيها بفزع وراحت تُردد بهدوء، يارب خليك جنبي، أستغفر الله العظيم من كُل ذنب. يارب يارب.

هندم من سُترتة أمام مرآه الغُرفة إستعدادًا للمقابلة التي يترقب ساعتها بفارغ صبره، جلست هي إلى طرف الفراش ترمقهُ بغيظ، ف هاتفه لَم يتوقف مُنذ لحظة إستيقاظة وكلمّا أراد الرد يدلف داخل الشرفه ويُغلقها خلفه، عبرت قسمات وجهها عن الإمتعاض، فهو الآن يتهيأ لمقابلة هامة فقد زادت وسامته بشكل قاتل، لوت شدقها بنفاذ صبر ومن ثم تابعت بتساؤل، سليم، إنت رايح فين؟!
سليم رافعًا أحد حاجبية: عندي شغل يا أوشيني!

في تلك اللحظه نهضت عن الفراش بحركة سريعة أرهقتها حينما وضعت ذراعها خلف ظهرها بتأوه خفيف ولكنها لَم تُعره إهتمامها كُله حيث تقدمت بخُطواتها حتى التصقت به قائلة، وليه لمّا الفون بيرن، ما بتردش قدامي يا سليم!
إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة هادئة ليلتفت لها وقبل أن يهم بقول شيء ما تجد هاتفه يُعلن رنينه مجددًا في تلك اللحظه أسرعت هي ناحية الكومود ومن ثم نظرت إلى اسم المتصل بعينين جاحظتين، فيروز!

كان هذا الاتصال الأول منها، ولكن نوراي لن تقتنع بهذا أبدًا، مسح سليم علي وجهه في هدوء ف الآن ستهب عاصفتها ولن تهدأ ولكنه لن ييأس من المحاولة معها حيث ردد بنبرة هادئه، حبيبتي. انا مش همنع الموظفين يكلموني، وأكيد في سبب خاص بالشغل خلاها ترن عليا!

نوراي بنبرة مختنقة: وانا أقول إنت بتستعد بهمة كدا علشان مين، علشان دي يا سليم، نفسي أفهم فيها أيه أحسن مني!

تلفظت بجملتها الأخيره وهي تضع إصبعها أمام مرآه عينيه مُباشرة في حين تابع سليم بإبتسامة حانية، مجنونه أقسم بالله، انا مش شايف غيرك أصلًا وبالتالي ماعنديش إجابة علي سؤالك، وبعدين في واحدة حامل وحلوة كدا يا جدعان.

إرتسمت إبتسامة علي ثغرها رغمًا عنها، ومن ثم رددت وهي تعدل من ياقه قميصه، واحد بكاش، فكر للحظة تبص لغيري، هقتلك وأموت نفسي. فاهم!
سليم بحُب: فاهم يا ست الحسن وملكة القلب.

مرت ساعة تقريبًا، مازال عاصم يجلس داخل غرفة كمال في إنتظار قدوم سليم وإعطاؤه إشارة بالتحرُك، إئتكل داخله من شدة الإنتظار، وقد أوشك صبره علي النفاذ وخاصة عندما بدأ قلبهُ يدق بحركة سريعة، في تلك اللحظه وجد سليم يُهاتفه ليلتقط الهاتف مجيبًا عليه علي الأثر، أيوة يا سليم!
سليم بثبات: خُد الرجالة واتحرك يا عاصم، ولتاني مرة بقولك بلاش تهور علشان خاطر نسمه.

عاصم بتساؤل: إنت وصلت المنتجع لوحدك!
سليم بإيجاز: اللي يخاف من الظالم، هيفضل طول عُمره مظلوم، يالا سلام.

أغلق سليم الهاتف علي الفور بينما نهض عاصم عن مقعدة وراح يُكبل كمال بالأصداف فسوف يلازمهم في المهمة حتى يأمنوا غدره، علي الجانب الاخر، وقف سليم أمام باب المطعم داخل منتجع منشأت عزيز للاستثمار العقاري، وقف عزيز قبالته ومن ثم مد يده يُصافحه بثبات وإبتسامة هادئة، إصطحبه حيث الطاولة وما أن جلسا حتى ردد عزيز بحدة ل رجالهِ، ممنوع حد يدخل هنا!
ومن ثم إستئنف حديثه بنبرة ثابتة: منورني!

سليم بإبتسامة باردة: المكان منور بأصحابه.
وهنا لاحظ سليم مسدسًا مُلقي علي طاولة أخري فراح يُتابع مضيقًا عينيه بإستفهام، مسدس!
في تلك اللحظة نهض عزيز عن الطاولة، ومن ثم إتجه صوب السلاح قائلًا، أه، جالي هدية من أستراليا من ساعة بس، تعالي شوفه. إنت مش بردو ليك في السلاح!

إنصاع سليم لحديثه لينهض هو الأخري حتى تقابلا أمام الطاولة ومن ثم مد يده حتى التقط السلاح قائلًا وهو يُشير به ناحية أصابع عزيز، لأن، ليا في الفضة، وعلشان كدا الخاتم اللي في إيدك دا لافت إنتباهي من اللحظة الأولي.

عزيز رافعًا حاجبيه: عاجبك؟!
سليم وهو يوميء برأسه إيجابًا: جدًا، أصلي بحب الفضة بحسها بتلائم الناس المسالمة أوي، يعني مش لايقه عليك ك رئيس عصابة!
إتسعت حدقتا عيني عزيز وهو ينظر إليه بعينين جاحظتين، ومن ثم تحول صوته ل نبرة يملأوها الشر، ويا تري ذكائك الخارق دا، وصلك تعرف رئيس العصابة اللي مش قادر البوليس يوصله من سنين، أزاي!

سليم بضحكة ساخرة: كُل واحد وذكائه بقي.
عزيز يرد له الضحكة: عندك حق، وبالمناسبة السلاح اللي إنت ماسكة في إيدك دا، هو نفسه اللي اتقتلت بيه الجُثه دي.
أنهي عزيز حديثه وهو يتجه ناحيه أحدي الطاولات ليُبعدها في ثبات ومن ثم أبعد الملاءة التي تُغطي جثه ملقاه أرضًا.

ضيق سليم عينيه في ثبات، وقد كور قبضة يدهُ بعصبية خفيفة ولكنه تابع وهو يقف مكانه، جميل تقصد إنك بكدا لبستني قضيه قتل، زيّ ما عملت قبل كدا مع والدة مراتي، فاكرها ولا أفكرك بيها!
عزيز بتفاخر: عزيز المرشود ما بينساش حاجه، وليك طبعًا نفس المصير.
سليم ساخرًا منه: تصدق خوفت!، هو إنت ما تعرفش إن اللي بيزرع الريح، بيحصد عاصفة ولا أيه!، لحظة بس أعمل حفظ لتسجيل كلامك،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة