قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همسات بقلم العشاق الجزء الثالث من الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل الخامس

رواية همسات بقلم العشاق الجزء الثالث من الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل الخامس

رواية همسات بقلم العشاق الجزء الثالث من الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل الخامس

شعاع الضوء يغادر مقلتيه ببطءٍ، وكأنه يودعه برسائل الظلام الراحل ليسكن بداخل أعماقه، صوتها الخافت يداعب مسمعه فيطرق بقوةٍ لعله يستجيب لندائها، غيوم شديدة السواد جابت عينيه لتستحوذ عليه تدريجياً، شعر بحركة هزت جسده وكأن هناك من يحمله ليضع برفق بسيارة تحركت سريعاً وكأنها بسباق قاسي للبقاء على قيد الحياة، إزدادت العتمة شيئاً فشيء فتزداد معها قوة الألم الذي يخترق رأسه، إنقطع الطريق ليشعر بجسده المحمول على سرير متحرك ومن ثم إخترق عالمه صوتٍ يعرفه جيداً، ليردد إسمه بحزنٍ شديد، فما كان سوى صوت رحيم الذي أوقفهم قبل الدخول لغرفة العمليات، فأنحنى مقابله ليناديه بغضبٍ شديد:.

مراد، متقلقش أنا موجود...
ردد بصوتٍ يكاد يكون مسموع، وكأنه يسلم مسؤولية حمايتها إليه:
حنين، ح، ن، ي، ن...
أخر حرف تفوه به ليسود من بعده ظلام لا نور له، غاب عن الوعي بشكلٍ مفجع، جعل الأطباء يدفعون السرير المتحرك تجاه غرفة العمليات دون سماع المزيد من تعليمات رحيم زيدان التي قد تودي بحياة الجوكر الشبه منتهية...

أغلقت الممرضات الباب من خلفهم، ليبقى هو بالخارج، عينيه الزيتوتية التي تحاولت للهيب ناري متركزة على الباب المغلق من أمامه، أصابعه إنطبقت على بعضها البعض بقوة مخيفة، تراجع رحيم بخطواته للخلف ليعود بالبركان الثائر، توجه لسيارته بسرعة كبيرة، فكاد حازم بالصعود، ولكنه توقف حينما وضع رحيم يديه على كتفيه قائلاً بحزم:
مش عايز حد معايا..
إعترض حازم حديثه بذهول:
بس آآ...

رفع عينيه ليسلط نظراته عليه ليبتلع باقي كلماته بخوفٍ شديد، صعد لسيارته ليقودها كالبركان بعدما أخبره بتعليماته المشددة بأعادة مراد للقصر بعد خروجه من العمليات وتوفير الرعاية الطبية له بأحد الغرف مع توفير حراسة مشددة على غرفته لحين الإنتهاء من هذا اللعين الذي فتح الطرق للقصاص منه بالدرب الذي سيسلكه رحيم...

بشتى الطرق حاول الأطباء إيقاف النزيق لإنقاذه، مىت الساعات ومازال كلاً منهم يبذل قصارى جهده حتى إستعاد مراد وعيه تدريجياً لتبدو حالته مستقرة على مدار ساعتين كاملين، نفذ حازم تعليمات رحيم وبالفعل تم نقل مراد سريعاً للقصر رغم تحذيرات الأطباء الشديدة عن خطورة حالته ولكن لم يستمع لهم أحداً، فكانوا موكلين بمهامٍ معينة وعليهم التنفيذ...

وضعه حازم بمساعدة بعض الحرس على فراش بغرفة الطابق الأسفل من القصر، ليحاوطه عدد من الأطباء، يعملون بجد على أن تظل حالته مستقرة...

زف الخبر بأرجاء القصر، فساد الحزن على بعض الوجوه، والبعض منهم لم تمهد علاقتهم بها رابطة قوية، وكالعادة إنهارت شجن من البكاء بأحضان نجلاء خوفاً عليها، فالحقيقة المأكدة للجميع بأنه حينما سيحصل على توقيعها سيقضي عليها...

ساعتين كاملتين قضاهم رحيم بالبحث عن هذا الوغد إلى أن توصل أخيراً لمكانه، وقف رحيم أمام البناء الخارجي الذي يحتمي بداخله اللعين ورجاله، يدرسه جيداً قبل أن يخطو أول خطوته، خطوة ذكاء تحسب إليه، لا يقتحم مكان لا يعرف مداخله ومخارجه جيداً...

كان الظلام يستحوذ على معظم المكان، رائحة الخوف القابع بداخلها يكاد يتسرب إلى من يحاوطها، يدها كانت مقيدة بقوة حتى فمها كمم بلاصق قوي جعل صوتها غير مسموع، دموعها فقط هي التي تنساب على وجهها بدون توقف، تراقب من يقف على البار القديم بنهاية الردهة المطولة، يتناول كأسه بتلذذ عجيب وكأنه أقدم على ثروة كاملة، أردات من قلبها أن ينهي ما سيفعله بالحال فالإنتظار يقتلها أكثر مما ستلاقاه من عذابٍ مكتوب، إنتظاره إنتهى بإشارة الرجل الذي دلف من الخارج ليؤكد له بأنه أوصل العلبة المغلقة لقصر رحيم زيدان بل وحرص على أن تصل محتواها لرحيم بذاته، لا يعلم بأنه بنفس ذات المكان يقلب أخر جزء من مخططاته ضده فكما يقال الظهور الأخير للبطل وليس الرابح!.

بقصر رحيم زيدان...
أوصل الحارس العلبة المغلقة لسليم فقام بفتح محتواها ليجد جهاز حاسوب غريب الشكل، فتحه ليجد بث مباشر من مكانٍ مجهول المصدر، أسرع للجهاز الموضوع بالردهة ليوصل محتوياته بالأخر لينطلق الصوت بالأرجاء وبصورةٍ أكثر وضوح جذبت إنتباه الجميع فوقفوا ليتابعوا ما يحدث..

حينما حصل على إشارة بأنه بث من داخل قصره شرع بتنفيذ إنتقامه لمقتل أشقائه وليكوت تذكاراً أبدي ووصمة عار لمن إختاره عمه ليكون حماية لإبنته، سُلطت الكاميرات على وجه عماد، فرفع كأس الخمر مقابلها ثم دخن سجاره بتلذذ ليشرع بالحديث المتبختر:
أوه، أسف أنا عارف إنك مشغول بدفن جثة أخوك بس حبيت أوريك أجمل جزء من القصة اللي لسه منتهتش..

وأشار لرجاله بتسليط الكامبرات عليها، هوت دمعاتها المختنقة وهي تحاول أن تبتلع تلك الغصة المؤلمة، جذبها أحدهم من حجابها بقوةٍ كبيرة ليلقيها أسفل أقدامه، حرر عماد فمها ليجعلها تصرخ بصوتٍ مسموع فيستلذ ما يفعله...

كبتت شجن صراخاتها وهي تراقب ما يحدث بجسداً مرتجف، هوت دمعات يارا بصدمة من عدم سيطرة القانون على حقيراً هكذا، أما ريم و سارة فأدمعت أعينهم لما يروا حتى الفتيات جميعاً تمنوا لو ان تتخلص مما هي به، صاح ريان بغضبٍ شديد:
مين الحيوان دا وإزاي عمل كل دا؟!
أجابه سليم بحدة وعينيه على شاشة العرض:
أياً كان أكيد هو اللي ورا اللي حصل لمراد...
سأل آدم بأستغراب:
رحيم فين؟!.
أجابه مروان بيقين:
إختفائه كارثة لوحدها...

إنطلقت صراخات حنين بصوتٍ جزع القلوب وأرعش جسد الفتيات زعراً، صرخ جان بغضبٍ لا مثيل له:
يعني أيه هنقف نتفرج كدا!.
أجابه فارس بعصبية وعرقه يكاد ينفجر غيظاً لرؤية هذا الحقير يفرض قوته على فتاة عاجزة:
وأيه اللي بأيدينا نعمله احنا لا نعرف مكانه ولا نقدر نتحرك...
أكد سليم على حديثه بوجومٍ شديد:
دا بث مباشر لما نتحرك هيكون خلص كل حاجة..
على بكاء شجن فتواسلت بصوتها المرتجف:
يارب...
ثم قالت بأنكسار:.

حنين متستحقش كل دا..
ورفعت يدها على آذنيها تكبت صوت صراخ حنين الذي يمزق قلبها ومثلما يمزق قلب القابع على بعد مسافة صغيرة منهما، فتح عينيه وهو يجاهد الأغماء، صوتها القوي إستحضره من درب الموت الذي سلكه رغماً عنه.
حنين..

خرج إسمها واضحاً بصوته، نهض عن فراشه ليزيح عن جسده النبض والسلك العالق بصدره ليجاهد للوقوف، خرج يستند على الحائط ليصل بصعوبة لباب الغرفة المقابل لشاشة العرض ليفتك بما تبقى بفؤاده حينما رأى بعينيه حبيبته وهي تصارع بين يدي هذا اللعين الذي يجبرها على توقيع الأوراق من أمامها..
بكت حنين وصوتها يجاهد بالخروج:
أنت عايز مني أيه سبني في حالي..
أجابها ببسمة تعج بالشرار المخيف:.

متقلقيش مش هتدخل في حياتك تاني لإنها هتنتهي بعد ما توقعي على العقد دا..
تراجعت برأسها للخلف برعبٍ جلي، فقرب منها الورقة والقلم لتضع توقيعها، دفعتهم بعيداً عنها لتصرخ بقوة:
مش هوقع حاجة...

تعلم جيداً بأنها إن وضعت توقيعها سيقتلها بدمٍ بارد إذاً فليفعل ذلك الآن ليتحسر على ذاته دون أن يطول شيئاً من ممتلكاتها ربما ستحصل على إنتقامٍ سريع بتلك الحالة، تطلع عماد للأوراق الملاقاة أرضاً ليسحب نظراته المخيفة عليها ومن ثم هوى على وجنتها بصفعات متتالية ليجذبها بقوة كبيرة لتقف أمامه صارخاً بوجهها بشماتة:
لا هتمضي يا حلوة مهو خلاص اللي كنتي بتتحامي فيه خلاص بح...

تو تو حساباتك غلط أو تقدر تقول كالعادة غبي، تفتكر إنك تقدر تأخد خطوة زي دي وحد فينا عايش!.
صوتٍ مدها بشعور الأمان المفقود، تحركت عينيها تجاه صوته الذي إخترق قاعته السوداء، سلطت الأسلحة تجاه الصوت القادم من الظلم ليخرج للنور من أمام اعينهم، ردد عماد ببسمة ساخرة وهو يتفقد من أتى لمساعدته:
رحيم زيدان!، أول مرة تمشي من غير حرس...
رسمت بسمة طفيفة على جانبي شفتيه ليجيبه بثباتٍ:
يمكن حبيت أموت على أيدك...

إبتسم بترحاب ليشير بعينيه لرجاله، فحاوطوه من جميع الإتجاهات وفي غمض البصر إنطفئ الضوء ليعم الظلام المكان من حولهم، أخرج عماد سلاحه بخوف ثم جذب حنين ليثبت السلاح على رقبتها ويتفحص الطريق من حوله بخوف دب بقلبه، فشل الرجال بالتعرف على بعضهم بالظلام الا من عاش رفيق به فدربت قواه على التعامل والرؤية مهما كانت درجاته، إنتشالهم بسرعة كبيرة وكأنه شبحٍ مخيف، شغل عماد ضوء هاتفه ليجد أكثر من نصف رجاله أرضاً وكأن هناك عاصفة رملية إبتلعتهم، جذب الأوراق وتراجع بها للخلف فحاوطه الرجال بشكل مستطيل ليأمنوا حمايته، وضع السلاح على رأسها ليأمرها بغضب:.

إمضي...
إبتلعت ريقها بصعوبة بالغة ولكن لا تنكر شعورها الضئيل بالآمان لوجود رحيم، جذبت الورق ودونت توقعيها عليه فجذب الأوراق ثم سلط عليها السلاح ببسمة نصر فتكت بهجوم رحيم على رجاله، إشتبك مع من يحاولون حمايته ليحاول الوصول إليه، رأى مراد أمام عينيه ما يحدث فشعر بجسده يكاد يرتخي كلياً ليستند على الباب بضعف..

إنقطع بث الكاميرا التي كان يحملها الحارس لتعود بعد قليل بعد أن إنتقلت للكاميرات الموضوعه بالمكان بأكمله ومثبتة بالأسطح، عاد بصراخٍ عاصف..
رحيــــــــــــــــم...

صرخت حنين بأسمه رعباً بعدما حاوطها رجلين ذو أجساد ضخمة، تراجعت للخلف برعبٍ وهي ترى أحداهما يشير بنصل سكينه ليقربها منها حتى يفتك بها، أغلقت عينيها بأستسلام لمصيرها المحتوم فأذا بالدماء تلامس وجهها، فتحت عينيها بصدمه حينما رأت رحيم أمامها، يمرر سكينه على رقبة هذا اللعين ويلكم الأخر حتى سقط غارقاً بدمائه، إرتعبت من رؤيته كذلك، ليأتي من خلفه رجلاً أخر لكمه ليستحوذ على رأسه فشل حركته إستعداداً لكسرها، إنتبه رحيم لنظرات حنين إليه فأشار لها بأن تستدير لتنصاع إليه...

أنهى فعلته ثم جذبها ليهرول بها سريعاً خلف هذا الحائط بنهاية الرواق، وضعت يدها على رأسها بألم جراء لكمة إبن عمها القاسية، جلست على الارض بأستسلام والدموع تستحوذ عليها كلما تذكرت ما حدث لمراد أمام عينيها، شعر بها رحيم فوقف يراقب الطريق قائلاً دون النظر إليها حتى يشتت تفكيرها:
مش عايزة تعرفي مراد عمل أيه قبل ما يدخل العمليات؟..
نهضت عن الأرض بلهفة وهي تجفف دمعاتها:
عمل أيه؟!.

شعر بحركة خافته تقترب منه فتسلل ببراعة ليجد من يختبئ خلف الحائط، مستخدماً سلاحه ليصوبه تجاههم، عاد لمحله من جديد ليملأ سلاحه بالذخيرة وعيناه تراقب الطريق جيداً:
كان بيردد إسمك بطريقة مجنونة لواحد بيواجه الموت..
إبتسمت بحزن به لتعود ذكريات ما حدث أمام عينيها وهي ترأه يفقد واعيه تدريجياً، وضع كاتم الصوت بسلاحه ليجذبها برفق، وقفوا خلف أحد الحوائط ليستكمل حديثه وعيناه على الطريق:
عايزة ترجعيله؟.

أجابته دون تردد:
أكيد...
إستدار إليها ببسمة تعج بالشر:
يبقى متركزيش معايا وتنفذي كل اللي أطلبه منك بالحرف، تمام؟..
أشارت إليه بخوف:
تمام...
ثم قالت ببعض المرح:
طيب مش محتاج مساعده...
أخرج سلاحه أمام عينيها ببسمة خبث:
أعتقد أن هما اللي محتاجين...
تذكرت ما فعله منذ وصوله فلوت فمها بتهكم:
على رأيك...

وإتبعته مثلما أشار إليها، يعلم بأنه سيواجه المخاطر للخروج بها من هنا وخاصة بوجود الكاميرات بكل المبنى فكانت تساعدهم على الوصول إليهم كلما تنقلوا للأسفل..

حاصرهم مجموعة من رجال عماد ليحاصروا رحيم بعدما تجمعوا من حوله ليصنعوا بينه وبين حنين حاجز ليقترب منها أحداهما بسلاحه لينفذ تعليمات رئيسه بالقضاء عليها، تراجعت للخلف بخوف لتحاول أن تتذكر تعليمات مراد إليها في كيفية إتخاذ وضعية الدفاع، وبالفعل تمكنت من صد جميع ضرباته، تمكن رحيم من التغلب على بعضهم بأستخدام السلاح الأبيض ليقف جوارها ليراها مازالت بوضعية الدفاع، لكم الرجل بغضب شديد فكلما حاول الوصول إليها تشكل أمامه أحداهم ليمنعه فقال بأستهزأ:.

برافو يا حنين بس لو فضلتي بالوضعية دي كتير هتشرفي بالقبر النهاردة...
صدت لكمته بصعوبة لتجيب رحيم بأرهاق:
يعني أعمل أيه؟
أجابها بذهول:
أهجمي مستانيه أيه!.
صدت أخر لكماته لتصرخ برحيم بغضب:
مراد معلمنيش غير كدا...
أخرج سلاحه ليفتك بهم وبمن يقف أمامها قائلاً ببسمه تسلية:
أوعدك لو خرجنا من هنا على رجلينا هعلمك أنا أزاي تهجمي علي عدوك وتستنزفي قوته...
إبتلعت ريقها بصدمه لتشير له برعب:
رحيم..

يعلم ما تراه فكان بخطته المصون، إبتسم بمكر وهو يتأملها حتى إنه لم يكلف ذاته عناء التطلع لما ترأه، إستحوذ الخوف عليها فبكت قائلة بصوت مرتجف وهى ترى ما يحدث خلفه:
أنا مش عايزة أموت، أنا حامل..
ثم قالت بإستيعاب لما تعرضت له من عنفٍ شديد وبذلته من مجهود مفرط لتتفحص بطنها بجنون:
حامل!.
بترت كلماتها حينما تمسك بيدها قائلاً بنظرات ثابتة تطوفها الثقة التي تغلبت على مفاجأتها الغريبة:
إهدي...

أشارت له بأنفعال ليتطلع خلفه فشدد على كلماته:
قولتلك أهدي...
أشارت له بذهول لتكف عن البكاء وتقف محلها بصمت، رفع عماد يديه ليصفق بهما بدوي متتاليه ليستدير على مسمعها رحيم ليجده يقف أمام عيناه ومن خلفه عدد من الرجال المسلحين، تأمل وجهه الذي ينزف بغزارة جراء لكمات رحيم له فأبتسم بغرور، لاحظ نظراته فأشار له بغضب وهو يأشر بسلاحه بوجهه:
نهايتك هتكون معاها والله أعلم يمكن تحصل أخوك..

إبتسم رحيم بثبات عجيب وكأن كلماته لم تعنيه من الاساس، تخبأت حنين خلف رحيم بخوف بعدما إقترب عماد منهم قائلاً بنظرات كره:
لو فاكر أني غبي زي عادل أخويا وهتقدروا عليا تبقوا أغبيه..
ثم قال وهو يشير بفوه سلاحه تجاهه:
بس أنا هديك فرصة، أحنا مفيش بينا عداء أنت طول عمرك أنت وأخوك بتكرهوا بعض وفرصتك جيت لحدك، أخرج من هنا وسيبها وأنا هعتبرك صديق..

ترك رحيم محله ليقف أمامه وجهاً لوجه، مبتسم بثقة زرعت الإرتباك بمن يقف أمامه:
أنا هخرج من هنا وحنين معايا وشوف هتوقفني إزاي؟.
تعالت ضحكاته بشر وهو يتأمل عيناه فأبتسم رحيم وهو يشير له على رجاله:
مش حابب تودعهم..

لم يفهم كلماته الا حينما دوي صوت قنبلة نارية ليتطاير أشلائهم بالمكان، جذب رحيم حنين بعيداً حتى تتفادي هذا الانفجار الخطير والاخر يقف محله بذهول وهو يتأمل ما يحدث من أمامه بصدمة وصدمة أخري حينما رأي أعين رحيم من أمامه!..

ما حدث أمام أعينهم جعلهم بصدمه وذهول مما يحدث أمامهم على شاشة العرض، وخاصة مراد وهو يستمع لما قالته حنين عن حملها المفاجئ ومن ناحية أخرى وهو يرى رحيم يواجه كل تلك المخاطر لاجل معشوقته، اما شجن فشعرت بشيئاً غامض لا ينسب للوصف بشيء، عاد تسجيل الفيديو ليوضح باقي أجزائه بتوضيح لمخاطرة جديدة خاضها رحيم مجدداً حينما جذب السلاح الموضوع أرضاً ليضعه على مقدمة رأس من يتطلع له بصدمة، ليهدده بالضغط على الزناد فأخرج الأوراق التي وقعتها حنين فقال ببسمته الشيطانية:.

كنت اتمنى أخلص عليك بأيدي بس في شخص أحق مني بدا..
وهوى بطرف سلاحه على وجهه ليسقط فاقداً للوعي فجذبه ليضعه بالسيارة ثم عاد ليجذب حنين المتخشب جسدها على الحائط، تتطلع للدماء المغطاة للأرض كالبحر الذي يحاول إبتلعها، أشار لها بهدوء:
يلا هنخرج من هنا...

تطلعت له تارة وللدماء من حولها تارة أخرى، وكأنها تحاول إستيعاب ما يحدث حولها، جذب يدها ليجبرها على إتباعه للخارج، فأتبعته كالطفل الصغير الذي لا يعرف طريق العودة، توقفت قدميها عن الحركة حينما تمسك أحداً بقدميها، فتطلعت لجوارها لتجده أحد رجال إبن عمها يحاول التشبث بأي شيء، رأته مبتور الأقدام جراء القنبلة، إرتجف جسدها فلم تحتمل ما تراه لتسقط فاقدة للوعي، فأسندها رحيم ليخرج من أعماق هذا الجحيم رابحاً كالعادة ولكنه ربما ربح شيئاً أخر أغلى من ذلك وليكن قلب أحداهما!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة