قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همسات بقلم العشاق الجزء الثالث من الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل الثالث عشر

رواية همسات بقلم العشاق الجزء الثالث من الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل الثالث عشر

رواية همسات بقلم العشاق الجزء الثالث من الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل الثالث عشر

خرجت تراتيل الغرام من عينيها بوميضٍ دفن لأعوامٍ، خشية لمنحه للعاشق الغائب، إبتسامتها الرقيقة وهي تتابع قول كلماتها البطيئة الشاهدة على ثورة منبع الحب الطفولي، بادلها من يقف أمامها إبتسامة بسيطة وهي تستقبله بكلماتها المعبرة عن إشتياقها له، أشار لها بالجلوس على الجانب الأخر من الطاولة ثنائية المقاعد، فوضعت شجن حقيبتها الصغيرة على الطاولة لتبدأ بالحديث وعينيها تترقب الطريق بخوفٍ:.

رحيم حدد معاد الفرح أنت لازم تتصرف أنا مش هقدر أستحمل أكتر من كدا...
رفع عينيه الزيتونية تجاهها ليجيبها بهدوءٍ:
قولتلك متقلقيش مش هيحصل طول ما أنا موجود...
أجابته بصوتٍ متألم وهي تحاول وصف معاناتها داخل قصر رحيم زيدان:
فريد أنا بموت جوا القصر دا بخاف إنه في أي لحظة يكشفني...

بسمة زائفة رسمت على وجه الشاب الثلاثيني الذي يجلس أمامها، العدو الشيطاني لرحيم زيدان، حاول قدر الإمكان أن يتصنع الضيق ليبدأ بالحديث المتعصب:
عايزة تنسحبي وأحنا لسه في نص الطريق.
وتمالك أعصابه ليحاول إستمالتها بحديثه المخادع:
شجن، رحيم زيدان دا دمر حياتي، كان هيفرق ما بينا للأبد، هو السبب في كل اللي حصلي من أول ما دخلت السجن لحد ما إتورطت مع الناس اللي أنا شغال معاهم، أنتِ لازم تساعديني...

هزت رأسها بخفوت، ثم عادت لتسأله سؤالها المتكرر كلما قابلته:
بس ليه بيخادعني على إنه فريد، هيكسب أيه من كل اللي بيعمله دا!..
بدى التوتر يسيطر على حدقتيه، فحك أرنفة أنفه وهو يجيبها بثباتٍ:
قولتلك عايز ينتقم مني ويوجعني...
ثم إستدار حوله ليستكمل حديثه بحذر:
المهم دلوقتي تركزي في اللي طلبته منك، لازم تدخلي مكتب رحيم وتدوري على الفلاشة اللي وصفتهالك، لو ملقتهاش في ظرف يومين من دلوقتي هيصفوني يا شجن..

سكن الخوف معالم وجهها، فقالت بملامح ناقمة على من يدعى بزوجها:
متقلقش هدور بمكتبه ولو لقيت حاجة هديها للطباخ زي ما إتفقنا، أنا نفذت اللي إنت طلبته مني وبحاول اكون متواجدة بمطبخ القصر أطول فترة ممكنة عشان محدش يشك في وجودي...
أبدى بإعجابٍ بديهي على ما قالته:
برافو عليكي..
ثم نهض ليرتدي الكاب الأسود مشيراً لها بهدوء:
لازم الوقتي ترجعي القصر بس لما تشتري أي حاجة عشان حارس رحيم ميشكش فيكي...

أومأت برأسها بهزة خافتة ثم أسرعت خلفه بلهفة:
طيب هشوفك تاني أمتى؟!.
أجابها ببسمة ترسم دور العاشق بنجاح:
هعرفك المكان بنفس الطريقة...

ودعته ببسمتها الصافية في حين الشر ينغمس ملامح الأخر الذي مضى بطريقه وحينما وجد أول سلة قمامة أزاح العدسات اللاصقة عن عينيه البنية، ليلقيها بين بقاياها وعلى وجهه بسمة تعج بشر الشياطين للفتك بعدوه اللدود، دق هاتفه مجدداً بعد أن ألقى التعليمات لأحد رجاله بإخبار ريان عن أبيه عمران، رفع سماعة الهاتف ليضعها على آذنيه دون أن يتحدث ليستمع للمتصل:.

كله تمام يا باشا، وابن عمران دلوقتي في الطريق لمخازن القصر..
أغلق هاتفه ببسمة إنتصار ليضع يديه بجيوب جاكيته مطلقاً صفيراً متلذذ بالأحداث التي تكرم عدائه بشكلٍ غير متوقع، بسمته مصحوبة بالخبث والدهاء والأفعال الشيطانية التي يتخذها بالخفاء، على عكس رحيم زيدان الذي يحتفظ بمبادئه حتى مع أعدائه!..

فتحت عينيها ببطءٍ شديد لتتضح لها الرؤيا تدريجياً، صداع رأسها جعلها تلف معصمها حول موضع ألمها، رأته يجلس أمامها ويتطلع لها بإهتمامٍ، إعتدلت بجلستها ومازالت معالم الصدنة تستحوذ عليها كونها تستعيد ما تلف من ذاكرتها الأخيرة، لتتذكر أخر مشهد رأته، إقترب منها فارس مداعياً الثبات بعدما ابدل ملابسه لقميصٍ من اللون الأسود يعلوه جاكيت أسود مفتوح يبرز عضلات جسده المتصلب، فأمسك بيدها قائلاً بإستغراب:.

حبيبتي، أنتِ كويسة؟!.
بدت مرتبكة قليلاً وهي تحاول إستيعاب ما رأته أخر مرة فقالت بعدم إتزان:
أيه اللي حصل!..
زفر فارس بإرتياحٍ فقال بكلماته المتخفية بمكرٍ:
مش عارف كنتِ جاية عايزاني وفجأة أغم عليكي...
وإحتضن وجهها بيديه بلهفة:
قوليلي يا روحي حاسة بأيه وأنا اطلبلك الدكتور فوراً...
فركت منة جبينها بذهولٍ مما يهاجم ذاكرتها، فإخترق صوت مروان القاعة حينما قال وهو يدعي إنشغاله بقراءة الجريدة:.

ها يا منة أحسن دلوقتي ولا لسه في إغماءات تاني في أوضتنا...
رمقه فارس بنظراتٍ قاتلة فأجابها الأخر بإرتباكٍ من إنذار الخطر جوارها:
لا خدي راحتك أحنا بنفتحها سبت وخميس لإستقبال الحالات المتعسرة مش كدا ولا أيه يا فارس!..

سيطر على غضبه بصعوبةٍ بالغة، فتحولت نظراته لمنة التي تتطلع لملابس مروان بإستغرابٍ، فما يجوب ذاكرتها أشكالٍ أخرى لما يرتدونه وعلى ما يبدو كانت ممزقة، زاغت عينيها على الجريدة التي يحملها مروان فكان يدعي قراءتها وهي بالإتجاه المعاكس له، هل أصبحت القراءة بمعكوس الكلمات!..

أيقن من نظراتها بوجود خطبٍ ما فعلم ما الذي تتطلع إليه، حمل الجريدة وتوجه لسلة المهملات قائلاً ببسمة ثقة لعدم الفتك بمخططاتهم السريعة:
حتى الجرايد مبقاش فيها شيء يبهج النفس بقت كلها عن الجرايم والإغتصاب، شيء مقزز..

وألقي الجريدة بالسلة الشبه ممتلئة، لتلتقط عدستها الملابس الممزقة القابعة بقاعها، تلقائياً نهضت منة لتتجه إليها سريعاً، فرفعت الغطاء لتجد الملابس الممزقة بداخلها، جز فارس على أسنانه بغضبٍ على هذا المعتوه، ألقت الملابس بوجهه وهي تصرخ بعصبيةٍ:
ممكن تفهمني أيه دا؟!..
تحرك فكيه ناطقاً بضيقٍ:
هيكون أيه يا منة، الحيوان قل ادبه عليا وأنا أخدت حقي منه أكيد مش هقف أتفرج عليه يعني!..

رددت ما قاله بنبرة مثيرة للشكوك:
قل أدبه إزاي يعني!..
تدخل مروان بالحديث، قائلاً بسخط:
هيكون إزاي ياختي، متخليش دماغك تروح لبعيد ما قولنلك إنها كانت خناقة بريئة وحصل فيها سوء تفاهم هنغني هنا للصبح..
جذبه فارس من تلباب قميصه ليعتصره بين قبضته بغضب:
أنت بتعلي صوتك عليها وأنا واقف قدامك!..
أشار له بضيقٍ:
وانت يعني مش سامعها بتلمح لأيه لا ومع أكتر شخص بكرهه بالحياة...
لكمه فارس بقوةٍ ليتمتم بسخريةٍ:.

وأنا اللي بحبك يعني يا##...
ممكن تخدوا بعضكم وتنزلوا الصالة الرياضية بدل ما أنتيكات القصر ورقبتكم تنكسر عادي جداً.
صوت إخترق المشاجرة العنيفة بينهما، ليكمل ذو القامة الطويلة حديثه الساخر ومازال جسده الرياضي مستند على باب الغرفة بتباهي وغرور، واضعاً كلتا يديه بجيوب بنطاله الرياضي الأسود:
وقفتوا ليه كملوا...
ثم إستدار بعينيه لمن تقف جوارهما:
شوفيلي سليم فين؟..

تحركت منة بهدوء لتنفذ ما قاله مراد بينما وقف هو يوزع نظراته فيما بينهما، كاد فارس بالحديث قائلاً بضيق:
يا مراد الموضوع سوء تآآ...
بترت كلماته حينما أشار له بالصمت وعينيه مسلطة على مروان الذي تحولت نظراته لعداءٍ تجاهه، تحرك بجسده المنتصب ليقف أمامه بنظراتٍ ثابتة، مخيفة، ليبدأ بحديثه ذو الطابع الهادئ:
ممكن تفهمني أيه اللي بيحصل هنا؟..
أجابه بملامحٍ وجهه الشرس:
زي ما قالك سوء تفاهم ولا أنت مبتسمعش!..

مروااان..
نداء تحذير إنطلق على لسان سليم الذي ولج للغرفة لتو، غلت نظرات مراد بنيرانٍ كادت بإحراقه حياً، فقال وعينيه متسلطة عليه:
متتدخلش يا سليم، أنا حابب أشوف نهايته أيه...
إندفعت نظراته بشراسةٍ وكأنه لا يعنيه الجوكر بهيبته المرعبة، إرتبك سليم من المواجهة الغير متزنة بالمرة، فحمد الله كثيراً حينما قطع حازم مجلسهم قائلاً بصوت أنفاسه المتقطعة:
في حاجة حصلت لازم حضرتك تعرفها ...

بالكد نقل نظراته المتصلبة تجاه مروان ليتطلع لحازم الذي أشار له بضرورة التطلع على ما يحمله، توجه للخروج ولكنه توقف فجأة ليشير بعينيه لمروان:
كلامنا منتهاش...
وترك الغرفة فأبتعد عنهم بمسافةٍ معقولة تمكن حازم من الحديث فقال بإرتباك:
ريان بيه عايز يقتحم المخازن وعنده ثقة إن والده جوا...

إنكمشت ملامحه بذهولٍ فتوجه سريعاً للمخازن الرئيسية بالحديقة الخلفية للقصر، ليجد ريان يهاجم الحرس بكل ما اوتى من قوة، يحاول إقتحام المكان بعصبيةٍ شديدة، حاول أحد الحرس شل حركته فعاونه الأخر حينما دفعه ريان بمهارةٍ للخلف وكاد بالإشتباك مع الأخر ولكن تدخل مراد سريعاً حينما ناده بثباتٍ:
ريان..
إستدار للخلف فتوجه ليقف أمامه قائلاً بغضبٍ فتاك:
ليه مش مسموح لحد إنه يدخل هنا؟!..

ثم قطع الخطوات القليلة بينه ليعود لسؤاله من جديد بشكلٍ مباشر:
ولا خايفين أعرف باللي خاطفينه تحت سيطرتك انت و رحيم..
ثم إسترسل حديثه بعصبية بالغة:
لو فاكرين إني ممكن اسكت تبقوا غلطنين دا مهما كان أبويا، سامعني يا مراد مش هسكت...
وكاد بالتوجه لباب المعدني الخاص بالمخزن فأستوقفه مراد بلهجته الهادئة نسبياً:.

مين قالك إننا هنخبي عليك او هننكر وجود عمران جوا، بس مدام عرفت بوجوده يبقى لازم تسمع الحقيقة كاملة قبل ما عرق الرجولة ينط في دمك كدا...
بدى غير راضي بالمرة على اسلوبه الإستهزائي، فوقف قبالته من جديد، ليجيبه بتحدي سافر:
هو أنت فاكر إني هقف وأسمعك!، أنا هخرج أبويا وحالاً..

وكاد بفتح الباب فأشار حازم لمراد بأن يوقفه ولكن رفض ذلك وأشار له بأنه سيتوالى الامر، وبالفعل جذبه برفق قائلاً بثباتٍ مازال يتحلى به رغم ملامح وجهه الواجمة:
تعالى معايا يا ريان...
حدجه بنظرةٍ متعصبة ولكن أمام إصراره لحق به، لمكانٍ سري داخل القصر ليصعق بشدةٍ حينما رأى طلعت زيدان يقف أمامه، حياً يرزق!..

إحترق القلب بلهيب الفراق، وإحترقت الروح بجمرات إختارها بإرادته ليضعها عائق أمام عشقه النابض، وحينما أزاحها القدر رفضت السماع إليه أو منحه فرصة الإعتذار، رفضت حتى رؤيته، إزدادت أوجاع سليم ولكنه منحها الف عذراً لعله يبقي الأمل باللقاء، نعم يبتلع جمرة من نيران تحرق ما تقابلها بداخل صدره المتأجح، ولكنه مازال يحاول التحدث معها لأكثر من مرة، فكانت تقسو على ذاتها قبل أن تقسو عليه...

تسللت للأسفل بحذرٍ شديد، حتى وصلت لمكتب رحيم، فتحت مقبض الباب ببطء حتى لا يصدر صوت يسمع، ألقت نظرة متفحصة على القاعة الخارجية قبل ان تدلف للداخل فألقت الباب من خلفها، لتقترب من مكتبه المتوسط للغرفة، أضاءت المصباح الجانبي الصغير لتتمكن من الرؤيا، فشرعت برحلة بحثها عن الفلاشة الصغيرة ذو اللون الأزرق كما أخبرها، نبحث عن مفتاح رحلة المجهول الذي سيخوضها الجوكر والأسطورة من جديد، نعم فهناك أرواحٍ مازالت تعاني ولكن إبتلاءٍ من نوعٍ أخر، فهؤلاء اللعناء يستهدفون الضعفاء من أطفالٍ ونساء، دليل قد يمس أعضاء المنظمة الدولية مسجل بفلاشة يمتلكها رحيم زيدان جعلته منيراً لعدوه الجامح، فحاول قدر الإمكان التسلل لعالمه للحصول على ما وقع بيد الشخص الخاطئ، وربما لعبة القدر من خطفت لحظات خاصة بطفولة هذا الشاب الثلاثيني الممثل للمنظمة بمصرٍ...

تهكمت ملامح وجهها بيأس بعد بحثها بكل مكانٍ بمكتبه، فتحت أخر أدراج خزانته فكادت بأغلاقها ولكنها توقفت حينما لمحت صورة لها حينما كانت بالعاشرة من عمرها، يحتفظ بها بخزانته، رسمت على وجهها بسمة ساخرة لترددٍ بصوت ساخر:
لو مكنتش سمعت التسجيل اللي مع فريد كنت صدقت إنك هو فعلاً، قدرت تلعب عليا صح يا رحيم بس صدقني زي ما دخلتني بيتك هكون انا السبب في دماره وموتك انت شخصياً...

وأغلقت الخزانة بغضبٍ، وعينيها ترسم أوهامٍ كادبة نجح هذا الشاب اللعين برسمها بمخيلاتها تجاه عشق طفولتها، ربما تغير بعض الشيء ولكنه مازال هو، مازال يدفن أشباح الماضي بداخله، ولكن، ماذا لو وضعت امام إختبار الموت لترى من سيكون حماها؟!، ترى من سيضع السيف على رقبته ليفديها بحياته هذا الشاب الذي بدعي بإنه فريد أم رحيم زيدان الشيطان الملعون بالنسبة لها...

رمش بعينيه ببطء، فبدأ بإستعادة وعية تدريجياً، إلتف حوله فريق كامل من الأطباء المتخصصون بجراحة التجميل، وقد بدت المؤاشرات الحيوية بإعطاء نتائج طيبة وخاصة حينما بدى رحيم بصحة ممتازة مع إستعادة وعية كلياً بعد ساعات الجراحة، رفعت الممرضة السرير قليلاً ليتمكن من الجلوس بشكلٍ مريح كما أرد، بدت تعابير وجهه أكثر إسترخاءٍ مما أثار الدهشة على بعض الوجوه وخاصة على وجه الطبيب المباشر لحالته، بدى للجميع شخصية مهمة وخاصة الحرس الذي يتبعه وهاتفه الذي يباشر الحديث به منذ ان إستعاد وعيه، وضع رحيم الهاتف لجواره، ثم إستند برأسه قليلاً على الوسادة الموضوعة خلفه، لتزور هي غيمته السوداء فأنارتها بعينيها المرسومتان بعضلة قلبه النابض، صوتها الرقيق غمر كيانه كاملاً، يتمنى لو يتمكن من رؤياها ولو لدقيقة كاملة تمحي ببسمتها أوجاع جسده، أخبرها من قبل بأنه مستعد لخوض مئات الحروب ولكن إن بقيت هي لجواره...

قطع شروده طرقات باب الغرفة الخافتة، لتدخل من بعدها الممرضة، حاملة باقة من الزهور البيضاء، فقدمتها له ببسمة عملية، ليتساءل رحيم بإستغراب:
من أرسلها؟.
أشارت له الممرضة بكتفيها:
لا أعلم، تركها أحداهما أمام الغرفة فأحضرتها إليك..
رفع حاجبيه بدهشةٍ فلا أحد يعلم بأنه سيجري جراحة، حتى مراد لا يعلم في أي دولة او مشفى، أومأ برأسه بهزة بسيطة لها:
حسناً، إتركيها هنا..

وضعتها مثلما أخبرها فلمح رحيم ورقة بيضاء تلمع بالباقة، جذبها ليقرأ محتواها...
«زمان عرضت عليك إنك تنضم لينا وأنت رفضت الوقتي أوبشن العرض إتقفل، بقيت بره الدايرة وأنت فاهم اللي براها بيكون مصيره أيه، »..
انتفضت عروقه بقوةٍ، وكأن كلمات الرسالة إسترجعته للماضي، لعدوٍ عاد ليصافح تحديه من جديد، كور الورقة بين يديه بشراسة ليردد بلهجته الخشنة، المحفورة بالموت البطيء:
بيبرس!..

ورفع الغطاء عنه، ثم ازاح الأجهزة المختوقة لجسده، ليحاول الوقوف على قدميه متوجهاً لباب الغرفة، فكاد بالسقوط اكثر من مرة لحاجة جسده للإسترخاء، ولكنه حافظ على إتزان قامته قدر المستطاع ليشير لرجاله فحاوطه باقل من الثانية ليأمرهم بصوتٍ يرتجف لها العظام:
هرجع مصر، وحالاً...

إختلت الموازين لعدوٍ أرعن لم يقدر قوة رحيم زيدان جيداً ولكن حينما سيتعلق الامر بشجن قلبه الدافئ سيختلق عاصفة جحيمها أجساد من تجرأ بالمساس بها، فربما إزدادت متاعبه بالتصدي له أولاً ومن ثم زعمائه اللعناء...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة