قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الرابع

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الرابع

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الرابع

مر شهر كامل منذ زيارة مراد لبيت ليلى نسيت ليلى أمره تمامآ أجل إنها تعمدت نسيان الأمربرمته فلن تشغل بالها فيما قاله ذلك العنيد...
عادت ليلى من عملها تصطحب صغيرتها معها لتدلفا إلى داخل البيت وتصيح ليلى بصوت عالي تنادي جدتها لكي تسمعها
تيتاااااااا إحنا جينا
رحبت الجده بالفتيات وأحضرت طعام لذيذ
لتأكلا منه ليلى وهمس التي تعشق المكرونه بأنواعها وتأكلها بنهم...

بعد الغذا ء شعرت ليلى لحاجتها لقيلوله فتركت همس وجدتها ودخلت حجرتها لتنام
وتستغرق في النوم فهي تقف علي أقدامها منذ الصباح وتستمع لضجيج الأطفال مما سبب لها إرهاق فهي تستيقظ باكرآ لتجهيز صغيرتها وتحضير الإفطار حتى لا تزعج جدتها التي نشفق عليها...

في القاهره منطقة الزمالك.
في فيلا، علي أحدث طراز بها حديقه خلابه ومدخلها مزين بورود ونباتات محاطه بالبوابه العملاقة بشكل مبهج وفي جانب من الحديقه حمام سباحة مستطيل وأرجوحه كبيره مصنوعه وموضوعه بعنايه
في داخل الفيلا المكونه من طابقان كانت تتميز بالأناقه والرقي فكل جزء بها شكل بعنايه بأيدي أمهر مهندسي الديكور
الطابق الأسفل للمعيشه والأعلي لكل من أفراد الأسرة وعائلته جناح كامل متكامل.

علي طاولة الطعام جلس شاكر وعلي يمينه سيده خمسينيه وجهها مريح فقد كانت شابه جميله ذات يوم
بجوارها يجلس مراد وعلي شماله شقيقته ماهيتاب
وفي المقابل له يجلس شقيقه الأصغر منه بقليلآ ممدوح وزوجته زيزي ممدوح يشبه مراد إلا إنه ممتلئ الجسد وأقصر قليلآ من مراد
وزوجته شقراء طويله ترفع شعرها الأشقر اللون والمصفف
بعنايه علي هيئة كعكه كبيره وتضع مساحيق التجميل علي وجهها بدقه لتزداد جمالآ وإشراقآ.

وضع الخادم الطعام بعنايه للأسره كان شاكر متجهمآ ينظر لمراد نظرات متسائله فيبتسم له مراد بهدوء وثقه.
تحدثت نوال والدة مراد بحنان إلى ممدوح
وقالت، مالك يا ممدوح ما بتاكلش ليه
ممدوح بلامبالاه، باكل آهو يا ماما
شاكر يضع قطعه صغيره من اللحم تناولها بالشوكه الفضيه بفمه وقال بضجر...
مش عاوز أندم إني سمعت كلامك يا مراد
لحد لوقتي معملتش حاجه في موضوع بنت أخوك الله يرحمه.

صاحت نوال بتوسل. نفسي أشوفها يا مراد نفسي أشوف بنت مجدي
ربت مراد علي كتف أمه وقال بحنان: أوعدك يا ماما أوعدك قريب قوي تشوفيها
لوت زيزي فمها يتهكم وقالت: يعني هتكون شكلها إيه يا طنط أكيد شكل بنت البواب
مراد بإبتسامه ساخره: علي فكره البنت نسخه من مجدي.

إبتسمت نوال لذكري ولدها الراحل فقد مرضت وأصبحت تمشي بصعوبه شديده وتستند علي عكاز خشبي دائمآبعد أن علمت بموته ويومها صاحت في زوجها ولا مته أنه السبب في موت إبنها وحدثت فجوه في علاقتها بزوجها فأصبحو كالأغراب يهتم بها ويحضر لها أمهر الأطباء ولكن عاطفيآ يهملها جدا.

شردت نوال تتذكر بكاء مجدي أمام والده الذي كان يهدده حينها بأنه سيطرده من البيت إذا صمم علي الزواج من إبنة البواب التي كانت في عامها الأول بالجامعة وكان هو بعامه الأخير بكلية التجاره حينما تعرف عليها
كاد يقتلها بسيارته بالخطأ بجوار الجامعه ولكنها قفزت بسرعه لتقع علي الأرض
حاول الإعتذار بأنه حديث العهد بسواقة السيارات فعنفته بشده.

وأصبح بعد ذلك يراها كثيرآ وتوطدت علاقتهما كان صديق لأمه وكثيرآ ما أخبرها عن شمس الطالبة الجا معيه الجميله التي عشقها بجنون رغم مستواها الإجتماعي المنخفض كانت يتيمة الأم ووالدها يعمل بواب في عماره وتقطن هي معه بالبدروم.
تذكرت تهديد شاكر وإصرار مجدي وحيرتها بينهما...
أفاقت علي صوت مراد الجنون
مالك يا ماما سرحانه في إيه
نوال بحزن: ولا حاجة يا حبيبي.

نظرت لإبنها بحب فمراد رغم شخصيته القويه عكس ممدوح لكنه مع أمه دائم? حنون يشعر بالتعاطف معها ويشفق عليها فيكفيها حزنها علي شقيقه الراحل
قالت ماهي تحاول إضافة المرح: وإنت يا سي مراد بقيت عجوز عندك اربعه وتلاتين سنه هتتجوز إمتي ولا بتكون نفسك
بس يا قرعه قالها مراد لشقيقته.
ماهي بمرح: لا آسفه أنا قصيت شعري آه بس مش قارعه...

نظر شاكر لزيزي وقال لها بود، إيه يا زيزي يا حبيبتي مش ناويه تجيبي أخ أو أخت لبيري أنا عاوز أحفاد كتير يكبرو عيلة الخرافي...
قذفت زيزي شوكتها بعنف ومررت الفوطه علي فمها بعصبيه وهي تقول
كل شئ بأمر الله يا عمي دلوقتي تيجي الحفيده وهمست ال جدها بواب
وصعدت عرفتها غاضبه
أنهي الجميع طعامهم
وصعد ممدوح لزوجته التي ما أن رأته حتى صاحت
شايف أبوك هوا ماله متسربع علي حفيدة البواب ليه.

أنا زيزي بنت عبد المنعم حجاج سيادة السفير عاوزيجيب بنت البوابين تعيش مع بنتي بيري
ممدوح بسخريه: السفيرسابقآ
زيزي بحنق، ممدوح خف شويه
ممدوح بهدوء، إنت بتكبري المواضيع قوي يا زيزي
يوووووووه قالتها زيزي وهي تحمل حقيبتها بعصبيه: أنا راحه النادي
ممدوح: ماشي يا حبيبتي خلي عاطف السواق يوصلك
زيزي بكبرياء: لأ أنا هسوق عربيتي بنفسي
وخلي المربيه تاخد بالها من بيري وتساعدها تحل الواجبات بتاعتها...

في المنصورة في منزل ليلى
ظلت همس تلعب بالكره تقذفها لأعلي وتجري ورائها
ولم تعلم بأن هناك من يراقب البيت من الخارج بخبره ومهنيه
قذفت الكره لأعلي السور فوقعت بالشارع
وبسرعه فتحت همس المزلاج وخرجت لتحضر كرتها وقبل أن تجتاز البوابه حملتها يد قويه بشكل مفاجئ وتم تخديرها عن طريق رش سائل علي أنفها...

في فيلا شاكر
رن هاتف مراد المحمول ليرد علي المتصل بجديه وتحذير
معاكم طيب إوعو حد يأذيها مفهوم
خلاص هكون في الشركه بعد ساعه هستناكم
معةالسلامه
أغلق الهاتف ولو شفتيه بإبتسامه لمحتها أمه...
وقالت، ربنا يسعدك يا بني شكلك مبسوط
مراد بنظره حانيه، إن شاء الله هتشوفي بنت مجدي قريب قوي يا ماما عن إذنك أنا رايح الشركة
لتتنهد نوال بألم وهي تتذكر إبنها الفقيد
وأخذت تدعو له بالرحمه والمغفره.
في بيت ليلى.

إستيقظت وأخذت تتثاءب بكسل وتنادت همس...
فلم تجبها
خرجت من الغرفة لتجد جدتها تسجد علي الأرض تؤدي فريضة العصر
نظرت يمينآ وشمالا لم تري همس ظنتها نائمه في حجرة جدتها
فإتجهت إلى المرحاض توضأت ثم إرتدت إسدالها ووقفت تصلي بجوار جدتها
وبعد أن أنهت صلاتها قبلت يد جدتها بمحبه وسألتها
همس نامت في أوضتك ولا إيه يا تيته
نعمه بتساؤل: بتقولي إيه مش سمعاكي يا لولو
همس يسألك عن همس قالتها بصياح.

نعمه بهدوء: خدت الكورة وطلعت تلعب برا يا بنتي
نهضت ليلى وهي تقول: أكلت ولا لأ يا تيته زمانها نست نفسها في اللعب
وخرجت تنظر وتناديها فلا مجيب
إقتربت من الشجره وقالت: معقوله طلعت ع الشجره نادت بخوف
همس، همس، يا همس ردي فجأه لاحظت البوابه المفتوحه
خرجت تجري لتجد كرة همس بجانب السور...
جن جنونها أخذت تصيح كالمجنونه تناديها.

شعرت بالحيره فتره تدخل البيت لتبحث في حجراته وتاره تجري للخارج حتى أنها سألت جيرانها رغم عدم إختلاطها بهم
طرقت باب جارتهم وقالت بلهفه...
طنط هاله لو سمحتي همس جت عندكم
نفت السيده الأربعينيه وأخبرتها أنها فقط لمحت سياره فارهه تقف بجوار سور بينهم
منذحوالي ساعه أو أكثر
شكرتها ليلى وعادت إلى بيتها وما أن دخلت حتى صاحت تبكي
همس حبيبتي إنتي فين
ثم صاحت بصوت عالي: مش لاقيه همس يا تيته.

نعمه بتعجب وحيره ؛ هتكون راحت فين يا بنتي بس تكون بتلعب هنا ولا هنا
ولا يمكن عندحدمن الجيران وجايه والله كانت بتلعب بالكوره بكره وشيفاها
أخذت ليلى تبكي وتقول، آه ياني هتجنن يا همس ردي عليه
تكون راحت فين
مرت ساعه أخري ويأست ليلى وجلست تبكي بحرقه لا تتخيل أن تفقد همس تشعر بحرقه في قلبها وتئن خوفآ علي صغيرتها
فجأه صاحت وكأنها تذكرت شئ
هوه أكيد هوا
أكيد ال هاله قالت عليها عربيته.

نفذ تهديده خطف همس هو عمها الجبان
أخذت تبحث في كل مكان بخجرتها عن البطاقه الصغيره التي تحمل اسم شركته و التي قذفتها بإهمال وأخذتها من همس فيما بعد ولا تتذكر أين
حتى إسم هذا الشخص نسبته تمامآ
لم تعد تتذكر سوي همس
آه يا قلبي قالتها بحسره كأنها أم مكلومه نعم تشعرأنها أم فقدت فلذة كبدها
أخيرآ وجدت تلك البطاقه بعدأن أفرغت حقيبتها بعصبيه
مسكته بكف يدها وأخذت تضغط عليه بشده وغيظ.

إرتدت ملابسها وهي تبكي وحملت حقيبتها ووضعت بها بعض بعض النقود...
وجلست بجوار جدتها وقالت بصوت مرتفع متوسل
تيته أنا عرفت همس فين خدها عمها وانا هسافر مصر أجيبها مهما حصل هجيبها هوا فاهم إن أنا أمها ومش هيقدر يحوشها مني
نعمه بخوف: لأ يا بنتي متسافريش إسمعي كلامي
قبلت ليلى يد جدتها وتوسلت إليها ألا تغضب فهي تعلم كم تحب همس.
نعمه بحزن: والله وأنا يحبها وزعلانه بس خايفه عليكي.

إدعي قالتها ليلى وهي تتجه للباب...
إتجهت إلى الساحه المخصصه للسيارات المتجهه إلى القاهره وهي تشعر بالخوف فلم تذهب إلى القاهره سوي برحله مدرسيه منذ أن كانت بالمرحله الإعداديه
طول الطريق الذي إستغرق أكثر من الساعتين وهي تنظر من الشباك بحزن شديد
لاتري أمامها إلا صورة همس
قبل ساعه في شركة مراد
دخل عليه بدر السائق ومعه موظف آخر يحمل الصغيره المستغرقه في النوم
نهض مراد من مكتبه.

ليصيح هي نايمه كده ليه عملتو فيها ايه يا حيوان منك له
بدر بخوف: والله ما عملنا حاجه دا عزت خدرها لأنها كانت هتعيط وتلم علينا الدنيا
طيب هاتها قالها مراد وهو
يتناولها منهم وأمرهم بالخروج وجلس وهو يحملها ويتأمل ملامحها البريئه بحزن وإبتسامه
إنحني ليقبل جبينها ويرفع بعض شعرات تناثرت علي جبينها
كانت ترتدي فستان جميل طفولي
كم تهتم بها أمها...
فوجئ حينما فتحت الصغيره عيناها ببطئ قد بدأت نستفيق.

ماما قالتها بخوف طفولي
أسندمراد رأسها لتجلس علي ركبتيه وقال بصوت حاني
همس حبيبتي
رآها جميله بريئه تشبه أخيه وتذكره به
بدأت تبكي حينما اكتشفت أنها في مكان لا تألفه
وقالت ببكاء وشهيق: ماما عاوزه ماما يا عمو
عمو أتدركين أنني عمك أم أنها كلمه دارجه علي لسانك لجميع الرجال
فكر مراد ثم وقف. ووضع الصغيره علي الأرض وأمسك يدها وقال
مش عاوزه تشوفي تيته
همس ببكاء: تيته نعمه
مراد بحنان: تيته نوال مامت بابا وأنا عمومراد.

وتشوفي كمان جدو شاكر وعموممدوح وعمتوماهي
همس ببراءه: لأ عاوزه ماما بس ممكن توديني لماما يا عمو
ماما بتنادي عليه لما أغيب
تأثر مراد من تعلق الطفله بأمها لم يرد أن يجعلهاطرف في صراع بين شمس وعائلته لكن شمس هي من فعلت ذلك وأعلنت التحدي فلتتحداه إذن...
ما أن وصلت شمس القاهره حتى وقفت حائره ماذا تفعل
نظرت في الكارت الذي يحمل اسم الشركه وعنوانها
ورقم تليفون مراد
وقالت لنفسها لابد أن تلك الشركه معروفه.

إستقلت تاكسي
وأعطت السائق العنوان المدون في الكارت الخاص بمراد فقال
لا يا آنسه كده هتدفعي كتير دا مشوار بعيد جدآ
ليلى بضيق: وصلني عند باب الشركه وهديك ال إنت عاوزه يلا لو سمحت بسرعه
أطاعها السائق ووقف أمام الشركه وقال
هيه دي شركة مراد الخرافي وعاوز سبعين جنيه
منحته ليلى خمسون جنيها وقالت بغضب
إنت فاكرني سائحه ولا يا أسطي
مافيش الا دول
أخذهم وإنصرف غاضبآ يهمهم بكلام سئ.

عند الشركه وجدت ليلى أن الدخول ليس سهل كما توقعت
فقالت لرجل الأمن أنا جايه لمراد بيه والكارت أهو هو إدهولي حتى إسأله
تركها تدخل فالكارت برقم تليفونه الخاص لا يحصل عليه كثيرون
في الدور الثاني حيث يقع مكتب مراد
صف عدد من مكاتب مهندسي الشركه
وبالطبع سألت ليلى حتى وصلت لمكتب مراد وطلبت مقابلته
قالت السكرتيره سها وهي شابه طويله جميله في الثلاثين من عمرها
طيب إستني هنا أقوله مين.

ليلى بضيق، قوليله ليل، أدركت أنها كانت سترتكب خطأ جسيم فقالت شمس أقصد قوليله شمس
دخلت مكتب مراد وقالت
مراد بيه فيه بنت شابه صغيره بتقول عاوزاك إسمها شمس ومعاها كارت من حضرتك
مراد يضع القلم من يده ويحك صدغه بأظافره يفكر قليلآ ثم قال
دخليها يا سها
حاضر قالتها سها وهي تتجه للخارج...
في فيلا شاكر الخرافي: أخذت همس تبكي وترفض أن يقترب منها أحد
وتتوسل إليهم أن يعيدوها إلى أمها.

ماهي بحنان وهي تربت علي شعرها، أنا عمتو ماهي وبحبك جدا يا همس
همس ببكاء ونهنهه: لو بتحبيني يا طنط وديني لماماوتيته نعمه أنا عاوزه ماما بس
نوال بحزن: شوفي يا هموسه تيجي تلعبي في الجنيه فيها مراجيح وحمام سباحه وورد وفل وحاجات حلوه كتير
نظرت بيري بتأمل لهمس إن بيري أكبر بعام واحد من همس وتقاربها في الحجم والملامح ولكنها بيضاء البشره كوالدتها...
إقتربت الطفله اللطيفه من همس تبتسم لها
وقالت نوال.

دي بنت عمك يا بيري يعني اختك يا حبيتي سلمي عليها وبوسيها
وبمحبه وبراءه إقتربت بيري من همس تقبلها...
ولكنها إبتعدت عندما سمعت صياح والدتها
بيري، إنتي يا بنت تعالي هنا
تنظر بيري لأمها بتعجب فلم ترتكتب خطأ
لتصرخ أمها: تعالي هنا قلت لك
تقترب بخطوات طفوليه من أمها التي جذبت يدها بعنف وأخذتها إلى حجرة المكتب ثم صاحت بها وهي تجذبها بقسوه من إذنها
آخر مره تقربي من البنت دي يا بيري فاهمه.

ولا لأ إنتي بيري وأمك زيزي
وهيه بنت البوابين
بيري ببراءه: بس يامامي تيته قالت
زيزي بغضب: هتسمعي الكلام ولا لأ
بيري بطاعه: حاضر يا مامي
زيزي بإبتسامة منتصره يلا يا حبيببتي روحي لداده تأكلك وتساعدك علي حل الواجب
حاضر يامامي: قالتها بيري وهي تنصرف،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة