قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الخامس والعشرون

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الخامس والعشرون

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الخامس والعشرون

الف سلامه عليك يا بابا، قال مراد بحنان
ليتلقي نظرات عتاب ولوم من والده الذي قال بهدوء: هيه حصلت تتحداني يا مراد
مراد بإبتسامه هادئة: ماعاش ولا كان يا بابا ال يتحداك
بس حضرتك مختلط عليك الأمور
نظر له والده المدد علي الفراش بحجرته حيث يجلس بجواره مراد الذي يمسك بيده زجاجة الدواء وملعقه يملأها من الزجاجه ليضعها في فم شاكر...

إستئأنف مراد حديثه قائلآ بهدوء وتعقل: يا بابا إنت بتكره مين شمس مرات مجدي الله يرحمه ولا ليلى حضرتك، بتتعامل معاهم علي إنهم واحد ليلى غير شمس يا بابا
قال شاكر بغضب: ليلى نصابه مدعيه وغلطها ما يقلش عن غلط شمس يا مراد ما تتذكاش عليه ياولد
ليبتسم مراد ويردف بحنان: إسمع يا بابا خلينا نتناقش بالعقل...
أنا بحب ليلى وبحترم حضرتك ياريت تتفهم يا بابا وجهة نظري، أرجوك يا بابا.

سبني دلوقتي أنا م وأرتاح يا مراد نتكلم بعدين، قال شاكر
بالفعل خرج مراد وأغلق الباب خلفه...
ليترك شاكر الذي حمل هاتفه ليتحدث مع أحد موظفيه وقد إلتمعت عيناه بفكره شريره ليلقي عليه ببعض الأوامر
لينهي المكالمة وينظرإلي الفراغ مبتسمآ وهو يهمس، طيب هنشوف شاكر الخرافي ولا إنتي يا حثالة المجتمع: في المنصوره
جلست ليلى علي الأرض أسفل الشجره التي ألصقت ظهرها بها لتستند عليها.

ومسكت بيدها قلم وبعض الأوراق نستذكر إحدي موادها النظريه...
بينما وقفت سيارة حديثه أمام بيتها ليترجل منها شاب وسيم ويطرق بيده علي البوابه الخشبيه
نهضت ليلى لتدخل مسرعه وترتدي إسدالها الطويل ثم تخرج مره أخري لتفتح البوابه
وتصيح مبتسمه: يا سر
إزيك يا لولي وحشتيني
ليلى متفاجئه: حمد الله علي السلامه رجعت مصر إمتي
ياسر بمرح: تصوري لسه راجع امبارح ماما حاولت تخليني أستني شويه بس مقدرتش.

ليلى بإبتسامه: وطنط سحر عامله إيه يا ياسر
ياسر بجديه: كويسه خلينا فيكي كنت خايف قوي أرجع ألاقيكي إتخطبتي ولا إتجوزتي
لتضحك ليلى وتقول: آه منتش شايف الفرسان بيضربو بعض بالسيوف علشاني
إلتفتت لتدخل البيت وقالت: هجيب لك كرسي لحسن مينفعش تقعد بالبدله الأنيقه دي علي الأرض
وطبعآ ماينفعش أقول لك إتفضل جوه، أردفت بحزن: لو كانت تيته لسه عايشه
ياسر بتفهم: الله يرحمها.

عامله إيه يا لولي أخبارك الصحيه والعاطفيه وكل حاجة
تركته لتدخل وخرجت بعد قليل تحمل مقعدين وضعتهم علي جانب من السور
وجلست لتتنهد وتقول: الحمد لله يا ياسر إنت راجع أجازه ولا علي طول
ياسر بهدوء يتأمل ملامحها الجميله: جاي أخطب البنت ال إخترتها ويمكن أتجوز وأخدها وأسافر تاني شغلي كويس هناك الحمد لله يشتغل في شركة عريقه ورواتبها مجزيه بيحبوني ومتمسكين بيه.

أردف، زي ما انا متمسك بيكي يا بنت خالتي، وعاوز أعرف رأيك أنا قايل لأمي من زمان إني عاوز أخطب ليلى...
ليلى وقد خجلت وإحمرت وجنتاها: يا ياسر أنا عمري ما فكرت فيك غير كأخ
و
قاطعها ليقول بإبتسامه: لأ أنا عاوز أتنقل لمكانه أعلي
ليلى بخجل شديد: ساعات كتيره بتمني أمي تكون موجوده يا ياسر علشان متحطش في المواقف دي أبدآ...
صمتت قليلا وشردت تفكر في مراد سحقآ لك أيها القلب، أتحبه، بعدما صنعه.

لماذا تترد في قبول طلب إبن خالتها
إنه وسيم بشعره الناعم الطويل الذي يصل لأسفل رقبته وطوله المعتدل وملامحه الرجوليه
فعيناه عسليتان كعينا ليلى وأنفه مستقيم متناسق مع شفتاه الغليظتان المتسعتان قليلا...
ليلي، ناداها ياسر ليقطع شرودها
فتتنهد وتقول بصراحة: ياسر أنا آسفه.
ياسر بود: فكري يا ليلى هرجعلك تاني بكره لكن متتسرعيش أنا هحافظ عليكي وأشيلك في عيني
خلاص يا لولي...

نهض ليقف وخرج لدقيقه ليعود وبيده كيس صغير وقال
دا برفان حلو عجبني جدا لأنه ناعم زيك
تسمحي تقبليه
أصل يا ياسر
ياسر بإبتسامة: دا مجرد هديه أنا جايب للعيله كلها هدايا
شكرا يا ياسر، قالتها ليلى وهي تتناول منه الهديه
لينصرف مصابآ ببعض خيبة الأمل كان يظن أن ليلى لن تتردد لحظه في قبوله...
لكن الواقع يبدو غير ذلك
فيما دخلت ليلى لتقف أمام مرآتها لغرفتها لتنظر إلى نفسها بغيظ وتصيح
رفضتي ياسر ليه يا ليلى علشان مين.

أد كده كرامتك رخيصه بعد مارماكي بره بيته كأنك كيس زباله
بعد إبوه ماضربك
لتصيح، لأ أنا رفضته لأنه فعلا بالنسبه لي مش أكتر من أخ
همست لنفسها بآسي: لأ بسبب الغبي الحرامي يا ريتني ما شفته...
لتقذف زجاجة البرفان بغيظ علي فراشها ثم تخرج مسرعه من الغرفه وتعود لتجلس في مكانها تحت شجرتها العتيقه...
في جناح ممدوح
صاحت زيزي غاضبه: إنت ليه ضدي يا ممدوح ليه ديمآ بتعارضني وتحرجني.

ممدوح بملل: وليه إنت ديمآ بتعارضي أي رأي مراد يقول عليه...
إرتبكت زيزي وقالت: لأ طبعا الموضوع مش كده
ليصر ممدوح علي أسنانه قائلا: أول ما مراد رجع من بره وحضر الحفلات ال كنتم بتعملوها عندكم في بيتكم
كنتي منبهره بشخصيته ولم بابا طلبك لإبن من ولاده كنت سعيده وفرحانه
صرخت زيزي بإرتباك: ممدوح إيه ال بتقوله ده، إنت إتجننت
ممدوح بغضب: إنتي كنتي معجبه بمراد بجنون.

دلوقتي بنفس الجنون بتعارضيه بدون سبب أنا مبقتش فاهم أي حاجه...
زيزي وهي تصر علي أسنانها، : ولما إنت كنت عارف كده: ليه إنت إتقدمتلي يا ممدوح وعموما أن لو كنت بفكر في مراد ماكنتش وافقت عليك، ولو سمحت آخر مره تتكلم معايا بالطريقه دي
ليبتسم ممدوح ويقول بطريقه ساخره، وهويتجه للباب ليخرج تاركا إياها
ال أعرفه إن الواحده بتغير علي جوزها يا زيزي مش أخوه
خرج ليتركها وقد إتسعت عينا ها من الدهشه...

ماهذا الذي قاله زوجها، نعم أغرمت بمراد بشخصيته القويه وعنفوانه وحنانه علي أمه
حتى صديقاتها، كن منبهرات بشخصية مراد العائد الوسيم من الغرب بأناقته وراحة عطره الرجولي الحاد...
وافقت سعيده حينما أخبرها والدها أن شاكر الخرافي، طلبها لإبنه ظنته مراد لتتفاجئ بمراد يبارك زواج أخيه...
بل ويضع الحدود الفاصله في التعامل بينه وبينها...

لقد نستيت الأمر كان مجرد إعجاب وإنتهي فلماذا تحارب إختياره الآن بضراوه، رغمآ عنها نظرت أمامها في الفراغ لتشرد وتفكر فما قاله ممدوح، في الواقع أن فيه بعض الأساس من الصحه...
في جناح شاكر
إبتسم وهويتحدث هاتفيا ليقول...
يعني خلاص طلع...
طيب ما تخليهوش يغيب عن عينك.

وديمآ تحاول تقوله الكلام ال عرفتهولك عاوزه يصدقه، بأ ي طريقه، ويقتنع بيه جدا، والواد ال شال الليله إدي أهله كل الفلوس ال هما عاوزينها. خلاص يا متر
إبتسم شاكر برضا وهمس: إنتي ال جبتيه لنفسك يا ال إسمك ليلى...
دخلت نوال إلى حجرته تطمئن عليه وقالت بحزن وآسي.
البنت مش مبطله عياط يا شاكر وأنا تعبت
ليتنحنح ويقول بهدوء: خلاص أنا موافق إن مراد يجيب البنت ليلى تعيش معانا.

لم تصدق نوال ما سمعت للتو وهمست: فعلا يا شاكر موافق بس إنت بتكره ليلى من أول ما شفتها
بس إبنك بيحبها يا نوال والعناد مالوش لازمه مراد عنيد وأنا خلاص موافق
خرجت نوال وهي تصيح وتنادي علي إبنهابسعاده ولم تعلم ما يدبر شاكر من سوء...
في شقة ماهي
سمعت رنين هاتفها لتحمل الهاتف وتقول بدلال
كركر حبيبي...
كرم بمرح: ماهي أنا طلبتك علشان أقول لك إني جيت عند ماما أشوفها وأشوف القرود دول.

أنا إتغديت إتغدي إنتي يا حبيبتي
حاولت ماهي إخفاء ضيقها وقالت: يعني إنت عندك من ساعة ما خرجت من الشغل
آه، قالها كرم وهو يضحك بصوت عالي مع عمر الذي جلس علي ركبتيه...
أنهت ماهي المكالمة، وشعرت بالضيق، لسببآ لا تعلمه...
في اليوم التالي...
قرر مراد الذهاب لجلب ليلى إلى المنزل مره أخري
يعلم أنها غاضبه منه فهي لا ترد علي هاتفه
لكنه سيذهب إليها ويقنعها بالعوده...
لقد وعد همس بأنه سيحضر ليلى...

فكر مراد أن يفاجئها كما فعل من قبل فأدخل يده إلى المزلاج الداخلي
ولكن يد قويه ضغطت علي يده بعنف شديد ليصيح
آاااه إيدي هتنكسر يا ليلي، أنا آسف يا حبيبتي، أرجوكي تفهمي موقفي
لتضغط تلك اليد القويه علي يده أكثر
ويعد لحظات تفاجئ بياسر يفتح له الباب ليصيح مراد: إيه ال إنت عملته ده
ياسر بإبتسامة واسعه، : معلهش آسف فكرتك حرامي
دلك مراد كف يده ونظر بغيظ لياسر قائلا: حصل خير، فين ليلى.

ليلى بنت خالتي، قال ياسر وأردف جوه بتجيب شاي
دقائق جلس كلا منهما علي مقعد لتخرج ليلى حامله صينيه عليها كوبآ واحدا من الشاي
إرتجفت الصينيه بيدها حينما رأت مراد وتفاجئت به ولكنها إقتربت منهما محاوله التماسك
إزيك يا مراد بيه، ممكن أعرف سبب الزياره
ليشير مراد إلى ياسر بضيق ويقول: مش تعرفيني يا ليلى
ليلي، إنفرجت شفناها بإبتسامه صغيره راضيه، لقد قال ليلي، لأول مره.

قالت بهدوء: دا ياسر إبن خالتي، راجع من الكويت من يومين وجاي يتقدملي
دا مراد بيه الخرافي يا ياسر عم همس ال خالتي حكت لك عنها...
أهلا وسهلا يا مراد بيه وآسف لأني ضغطت جامد علي إيدك
قال مراد بتجهم متجاهلآ ياسر: ممكن أكلمك علي إنفراض ياليلي
لمعت عينا ليلى ببريق غريب وقالت: حضرتك اتكلم قدام ياسر دا مش غريب دا إبن خالتي يعني في مقام أخويا الكبير وكمان هيبقي خطيبي.

وكأنها أضرمت نار الغيره في قلب مراد الذي قال بصوت أجش غاضب: ما تختبريش صبري لأنك هتندمي فاهمه ولا لأ
عاوز إيه، قالت ليلى بتحدي
قال ياسر بتفهم وقد بدء يستوعب ما يسمع ويري نظراتهما المتبادله و التي تعني الكثير
أنا هستني جوا ياليلي
دخل ياسر إلى الداخل وقد بدء يعلم لما رفضته ليلى...
ليصيح مراد في ليلى: إيه ال بتعمليه ده.

ليلى بتحدي: بعمل إيه، إحمد ربنا إني مقلتش لك إطلع بره وطردتك زي ما عملت معايا ولا نسيت...
جاي ليه دلوقتي، ممكن اعرف
مراد بهدوء: جاي أخدك معايا تاني، جاي أرجعك لهمس
همس، قالت ليلي، بالنسبه لهمس هيه هتفضل أحلي حاجة في حياتي
لو عاوزني أبقي مع همس، هاتها عندي زي الأول
بالنسبه للرجوع عندكم: إنت بتطلب المستحيل فاهم أردفت بإسهاب
بيتي الصغير ده عندي أجمل وأدفي من مليون فيلا زي بتاعتكم.

إنت دلوقتي بتكلم ليلى: ليلى علي عبد الرحمن
وليلي مبتتانزلش عن كرامتها أبدآ. ليلى مش شمس الضعيفه ال بتبيعو وتشترو فيها يا مراد إنت وعيلتك كلها
مراد بغضب عارم: يعني مش هترجعي معايا
أيوه مش هرجع معاك قالت ليلى وأردفت، وكمان هتخطب لياسر
لوي زراعها بحركه مفاجئه وقد جن جنونه ليصيح
آخر مره تنطقي إسم حد، غيري، قال مراد وهو يصر علي أسنانه من الغيظ.

إنت إتجننت يا مراد سيب إيدي، صاحت ليلى وهي تحاول إخفاء إبتسامه ماكره
ليتركها مراد ويمرر يده على وجهه بعصبيه قائلا، يعني مش هترجعي معايا
لأ، أكيد لأ قالت ليلى ذلك
خرج ياسر بعد ذلك لينظر لهما نظرات متسائله حائره...
وينصرف مراد غاضبآ ليصفع الباب خلفه
وتتابعه ليلى بعيناها رغمآ عنها ليهمس ياسر، بتحبيه ياليلي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة